أ.د. غانم النجار

فلسطين خارج الدائرة

حسب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ومقره غزة، بلغ عدد القتلى حتى أمس ١١ مدنياً، بينهم امرأة حامل اسمها نور حسان، ٢٦ عاماً، وطفلتها رهف، ٣ أعوام، وجرح الزوج وطفل آخر وعدد آخر. حدثت الجريمة بصاروخين من طائرة إسرائيلية لمنزلهم في جنوب غزة.
المعايير الدولية الإنسانية تمنح الشعب الفلسطيني حق تقرير المصير كحد أدنى، وتفعيل اتفاقية جنيف الرابعة، التي تدعو إلى حماية المدنيين أثناء الاحتلال، ولكن الذي يحدث عكس ذلك. ولولا شيء من حراك دبلوماسي في الأمم المتحدة، كالتصويت على قبول عضوية فلسطين، أو دخولها عضوية المحكمة الجنائية الدولية، لصارت فلسطين نسياً منسياً.
حتى الثمانينيات، ارتكزت المنظومة العنصرية القانونية في العالم على ٣ دول أساسية، هي روديسيا، وجنوب إفريقيا، وإسرائيل. وقد مثلت تلك المنظومة عقبة كبرى في التحولات الدولية نحو مفاهيم القيم الإنسانية، وقبول الآخر، خصوصاً أن تلك المنظومة بينها تعاون وثيق، كما أنها ذات أصول، أو أنها مدعومة ومتبناة بالكامل من الغرب الذي يعلن التزامه بالمعايير الإنسانية الدولية. متابعة قراءة فلسطين خارج الدائرة

أ.د. غانم النجار

أميركا اللاتينية… دروس مستفادة

أشارك اليوم وغداً في مؤتمر دولي حول العلاقات العربية- اللاتينية، والذي ينظمه معهد الدراسات الدبلوماسية التابع للخارجية السعودية ومديره النشيط د. عبدالكريم الدخيل.
تتكون أميركا اللاتينية من ٢١ دولة، على مساحة تتجاوز ١٩ مليون كيلومتر مربع، أي ١٣٪ من الأرض، ويزيد عدد سكانها على ٦٠٠ مليون إنسان، ينحدرون من أعراق مختلفة، لغاتهم “الرومانس” الإسبانية ثم البرتغالية ثم الفرنسية، وهي ذات خلفية استعمارية. متابعة قراءة أميركا اللاتينية… دروس مستفادة

أ.د. غانم النجار

هل أصبحت السيادة افتراضية؟

بدخول روسيا، بقضها وقضيضها، وترحيب “معسكر الممانعة” بها، يكون قد اكتمل عقد التدخل الأجنبي في المنطقة، بموافقة ودعم وترحيب كل الأطراف دون استثناء، ممانعة كانت أو موالاة سواء بسواء، وأصبحت السيادة مجرد عنصر افتراضي في مكونات دول المنطقة.
غالبية دول المنطقة اليوم توجد فيها قوات أجنبية أو إقليمية، أو أنها تتدخل عسكرياً في بلاد أخرى، بعض القوات مقاتل على الأرض، وبعضها نظامي، وبعضها ميليشيات لحسابها الخاص وبعضها بالوكالة، وبعضها من هذه الدولة أو تلك، زحمة ما بعدها زحمة، وقعقعة سلاح في كل الاتجاهات. متابعة قراءة هل أصبحت السيادة افتراضية؟

أ.د. غانم النجار

دولة فاشلة وهشة ومنهارة

هل هناك دول فاشلة؟ إن كانت الإجابة بنعم، فكيف نعرف أنها دولة فاشلة؟ دأب صندوق السلام ومقره الولايات المتحدة منذ 2005 على نشر ما أسماه حينها “مؤشر الدول الفاشلة”.
المحاولة جريئة بالتأكيد، والمصطلح جذاب ومثير لا جدال، ولكنه بدلاً من قياسه حال الدول تحول إلى حائط مبكى سياسي، وصار كل مَن لا تعجبه دولة ما يسميها دولة فاشلة، وقد تكون كذلك، بل إننا وجدنا المفكر الأميركي المعروف نعوم تشومسكي يصنف أميركا كدولة فاشلة، لأنها عنصر مؤذٍ للديمقراطية وتقوض الاستقرار في العالم.
متابعة قراءة دولة فاشلة وهشة ومنهارة

أ.د. غانم النجار

المرعى خضر لكن العنز مريضة 

العنصرية والتمييز والنظرة الدونية للآخر أشد فتكاً بالمجتمعات من السرطان والسل والطاعون، ولكن البشر لا يتعلمون. يبذلون جهداً مضاعفاً في علاج الأمراض التي تفتك بأجسادهم، ولا يبذلون عُشر الزمن في علاج القيم المتوحشة داخلهم، التي تفتك بهم وبغيرهم، بسبب أفعالهم وسلوكهم وإرادتهم الذاتية.

متابعة قراءة المرعى خضر لكن العنز مريضة 

أ.د. غانم النجار

هل «داعش» باقٍ ويتمدد؟

اختار القائمون على “تنظيم الدولة” شعاراً له طابع دعائي، وهو “باقية وتتمدد” للرد على من يقولون إن التنظيم قد انحسر، وسينتهي إن عاجلاً أم آجلاً، ولتأكيد أنهم كتنظيم باقون وسيصلون إلى مبتغاهم المعلن، وهو إقامة دولة الخلافة التي اتضح لنا بعض من ملامحها الواردة سلفاً في كتاب “إدارة التوحش”.
من يقرأ “إدارة التوحش” يكتشف أنه خليط بين الواقع والتمني، وبين الحقيقة والخيال، رؤية بعضها معاصر وبعضها لا علاقة له بالتاريخ، ويدل على أن من كتب ذلك لم يكن شخصاً واحداً، بل أكثر من شخص، وأن المخطوطة تعرضت للمراجعة عدة مرات، وتلك سمة سائدة في أغلب الكتب العقائدية المسيسة.
متابعة قراءة هل «داعش» باقٍ ويتمدد؟

أ.د. غانم النجار

أربعة عشر بريئاً

حكمت المحكمة حضورياً على المتهمين في الجريمة الكبرى، التي هزت الكويت في يونيو الماضي بمسجد الإمام الصادق وعددهم 29 متهماً، بأحكام مختلفة من الإعدام إلى البراءة.
وهنا لسنا بصدد نقاش وضع من تمت إدانتهم، حيث ثبت إجرامهم، وإن بدرجات مختلفة وحيثيات متباينة، وسينالون عقابهم، ولكن الأهم هو موضوع الأربعة عشر بريئاً، فمن سيعوضهم عن حملة التشهير والتخوين والشتائم التي انهالت عليهم من كل صوب؟
متابعة قراءة أربعة عشر بريئاً

أ.د. غانم النجار

سيكولوجية الشعوب المهزومة

لماذا حالنا، كعرب وربما حتى كمسلمين، متردٍّ، نستمتع بفتك بعضنا بعضاً، ثم نمسح الخرقة بحد السيف، ونقول إنها مؤامرة؟ ربما لأننا شعوب مهزومة بامتياز.
لسنا وحدنا المهزومين؛ فقد ذاقت شعوب كثيرة مرارة الهزيمة والانكسار والخروج من دائرة المنافسة، إلا أن تلك الشعوب التي مرت بهزائم حادة وتعافت، اعترفت أولاً أنها مهزومة، وأعلنت قطيعة مع ماضيها الذي ورطها في الهزائم، وصارت أكثر انفتاحاً على الآخر، بينما نحن نتعامل مع الغير بتعالٍ، بعنصرية واحتقار، ونُصرّ على المكابرة، ونتحدث عن واقعنا، وكأننا قد اعتلينا برج “إيفيل”، أو تربعنا على رأس تمثال الحرية.
متابعة قراءة سيكولوجية الشعوب المهزومة

أ.د. غانم النجار

جريمة بلا عقاب

على ضفاف نهر السين في باريس يمتد على ٣٧٠ متراً على الحوائط، واحد من أكبر معارض الصور البانورامية عن الحالة الإنسانية للبشر وبالذات اللاجئين. في المعرض المذكور تنتشر ٧ كلمات مترجمة لعديد من اللغات وهي: الاحترام، السلام، التضامن، الصداقة، الكرامة، الترحاب، الأمل.
للصورة أثرها في الرأي العام، وبالذات في القضايا الإنسانية. وهكذا كانت صورة الطفل السوري المسجى على شاطئ بوردوم التركي محركاً للرأي العام الدولي، وتحرك بموجبها المجتمع المدني الأوروبي للضغط على حكوماتهم، محققاً نجاحات ملحوظة في إعلانات عدد من الدول استضافة اللاجئين. متابعة قراءة جريمة بلا عقاب

أ.د. غانم النجار

الكارثة القادمة حتمية إلا إذا

هناك ارتباط بين الاتجار بالبشر والإرهاب، ومن الواجب تصنيفه كجريمة إرهابية. إلا أن ذلك هو جزء من المشكلة، فالمأساة الإنسانية للاجئين تجاوزت المعايير التاريخية. ولو تخيل أي منا حاله في قارب تائه بالبحر الأبيض المتوسط أو شاحنة أغنام تجوب أوروبا ليموت ببطء فيها هو وأولاده لربما نستطيع أن نقترب من الصورة.
لماذا لا تبذل دول الخليج مساعيَ حميدة للتعامل مع مأساة اللاجئين العرب والمسلمين الذين يمثلون النسبة الأغلب منهم؟ ولماذا لا يتم التحرك جدياً لاستقبال واستضافة ودعم جهود الحالة المتدهورة للاجئي المنطقة؟ فالمسألة انتقلت إلى مرحلة تهديد الوجود، وجود الجميع أعني دون استثناء، كيف؟
متابعة قراءة الكارثة القادمة حتمية إلا إذا