عندما انتهت الحرب العالمية الثانية سنة ١٩٤٥، رفع المنتصرون شعار “لا تكرار لذلك” أو “never again”، فقد جرت خلال تلك الحرب مآسٍ ومجازر وإبادة جماعية غير مسبوقة “آذت الضمير الإنساني”، كما جاء في مقدمة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، واتضح منها أن البشر أكثر قدرة على الدمار والفتك بجنسهم، من قدرتهم على الإعمار والبناء، كما ثبت أنه بالإمكان تحويل نتاج العلم والعبقرية والتقدم إلى أدوات فتك وتدمير وفناء بمجرد تولي الكارهين للحياة والعاشقين للسلطة مقدرات الأمور.
اجتمعت الدول المنتصرة في الحرب بدومبارتون أوكس في سان فرانسيسكو لتحويل شعار رفض تكرار ما حدث في الحرب الثانية إلى برامج على الأرض. كانت إحدى الإجابات لعدم تكرار مآسي الحرب هي إنشاء “الأمم المتحدة” للحفاظ على السلم والأمن الدوليين. كان واضحاً حينها إدراك السياسيين أن من أسباب المأساة أنهم لا يقيمون وزناً يذكر لكرامة الإنسان في مراحل بناء نفوذهم، ولذلك انتشرت مصطلحات حقوق الإنسان في صفحات ميثاق الأمم المتحدة، ومن ثم صدر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان سنة ١٩٤٨. متابعة قراءة ملفات تواجه العالم مع العام الجديد
التصنيف: أ.د. غانم النجار
أ.د. غانم النجار
twitter: @ghanimalnajjar
email: [email protected]
هل الفساد ضمن العادات والتقاليد؟
“فساد البلدية ماتشيله البعارين”… كلمات منسوبة منذ سنوات طويلة لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، وقد ذهبت مثلاً بين الناس، للاستدلال على الحالة المستشرية للفساد في البلاد كلها، وليس في البلدية فحسب. ومن غير المعلوم إن كانت بعارين البلدية مازالت على وضعها أم إن حمولتها في ازدياد أم في نقصان؟
ولربما، من هذا المنطلق استعجلت الحكومة إصدار قانون مكافحة الفساد كقانون ضرورة، وأنشأت هيئته، والتي كانت بداياتها مشجعة، لتقوم المحكمة الدستورية بإلغائها استناداً إلى أن القانون لم يكن مستعجلاً. ونتج عن ذلك فراغ تشريعي للمسؤولين الذين رفضوا تقديم بيانات ذممهم المالية، وهي مسائل مكررة في “أزمة المناخ” و”فواتير الكهرباء” حتى صارت ثقافة مقبولة، وسائدة. تقدمت الحكومة بقانون جديد لم يتم فيه تعديل نواقص القانون الملغى، وتضمن إضافات سلبية للقانون الذي كانت قد أصدرته كقانون ضرورة، علماً أنها كانت قد دعت لتأجيل التصويت على القانون انتظاراً لحكم المحكمة الدستورية.
ويبدو أن استعجال الحكومة لإصدار قانون مكافحة الفساد لم يكن “صافي النية”، في الحالتين، الأولى كقانون ضرورة، فتلغيه المحكمة الدستورية، والثانية في إصدار قانون جديد يعوق عمل الهيئة، ولا يمنحها استقلالية. متابعة قراءة هل الفساد ضمن العادات والتقاليد؟
مكافحة الفساد… لماذا الاستعجال؟
يبدو أن القضاء عموماً، والدستوري خصوصاً، قد أشغل منذ فترة بعجز السياسيين عن حل أزمات سياسية بحتة، فيحيلونها إلى القضاء دون مساءلة ومحاسبة على الأخطاء التي ارتكبوها.
آخر حلقات ذلك المسلسل إلغاء قانون هيئة مكافحة الفساد بحكم محكمة دستورية، لأنها صدرت كقانون ضرورة. فمع أهمية وجود الهيئة إلا أنها جزء في بحر متلاطم من ثقافة فساد مستشرية، آخرها فضائح ملف العلاج بالخارج. التصدي لثقافة الفساد تلك يحتاج برنامجاً تنموياً متكاملاً، ربما كانت الهيئة أحد أهم عناصره. متابعة قراءة مكافحة الفساد… لماذا الاستعجال؟
اتحاد طلبة أميركا
يبلغ عدد الطلبة الكويتيين الدارسين في الولايات المتحدة ١١ ألفاً تقريباً. ومع أن أميركا هي وجهة قديمة للبعثات الكويتية، فإن إنشاء فرع للاتحاد فيها تأخر كثيراً عن الفروع الأخرى المؤسسة له سنة ١٩٦٤، وربما يعود ذلك إلى أن أميركا، خلافاً للفروع في البلدان الأخرى كمصر ولبنان وبريطانيا، هي بلد مترامي الأطراف يصعب فيه تجميع الطلبة.
إلا أن الملاحظ هو أنه ومنذ عدة سنوات تمكن القائمون على الهيئة الإدارية للاتحاد من أن يجعلوا من مؤتمرهم السنوي حالة فريدة من التميز والإبداع والتنوع تستحق الانتباه، مما جعل الفعاليات الرسمية والعامة وشركات كويتية كبرى تسافر طويلاً لمشاركة قادة المستقبل، إحساساً من تلك المؤسسات والشركات الحكومية وشبه الحكومية بأن هناك تميزاً على الأرض.
كانت لمحة ذكية مثلاً من الهيئة الإدارية دعوتها هيئة مكافحة الفساد، التي أحسنت بالاستجابة لتلك الدعوة، وكان لوجود الهيئة برئيسها وجهازها الإداري وقع طيب، وإن لم يخل من التشكيك بقدرتها على مكافحة الفساد، ولذلك حديث آخر سنخصصه للهيئة ذاتها لاحقاً. متابعة قراءة اتحاد طلبة أميركا
الإعلان الذي كان
حقوق الإنسان في حقبتنا هذه مكسورة الأضلاع، ومهيضة الجناح، و”منتوف” ريشها. الإنسانية، وبعد أن بدأت تتنفس منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي مع نهاية الحرب الباردة، عادت لما هو دون المربع رقم واحد.
مرت الذكرى الـ٦٧ لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والإنسانية متراجعة بصورة غير مسبوقة، وأبرز مؤشرات التراجع حالة اللاجئين البائسة بمستوى الحرب العالمية الثانية، وسيادة التطرف وخطاب الكراهية، يقابلها إجراءات عسكرية وتشريعية تنتهك حقوق الإنسان من قبل الإرهاب أو لمناهضة الإرهاب.
الإعلان كان وربما مازال منذ صدوره في باريس في منتصف ليلة العاشر من ديسمبر ١٩٤٨، جاء كرد فعل على قسوة جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي كانت عناوين للحرب الثانية. متابعة قراءة الإعلان الذي كان
المرض الصومالي ونهاية «داعش»
تبلغ المسافة من “جاراوي” إلى “جلكعيو” في إقليم بونتلاند الصومالي حوالي ٢٥٠ كلم، لكنه طريق وعر جداً، حيث استغرق منا ما يزيد على ٤ ساعات. على ضفتي الطريق، تتقافز الغزلان الصغيرة، وتعبر على استحياء أعداد الخنازير البرية، وترعى على جنبيه قطعان لا حدود لها من الأغنام والإبل والبقر، وحشد لا ينتهي من الطيور. هذه الصورة لا يعرفها الناس عن الصومال، ولا في أي جزء منه.
ماذا تعني توسعة جغرافيا العنف؟
كنت مؤخراً في بلدين طالهما العنف. باريس والصومال. حال مغادرتنا مقديشو، عاصمة الصومال، بعد الانتهاء من مهمة إنسانية، قام انتحاريون بتفجير فندق “صحافي” وسقط قتلى وجرحى. كان منهم وزير الدولة الذي رافقنا في الزيارة، ونحمد الله على سلامته. أما في باريس فما إن غادرناها بعد المشاركة في مؤتمر يونسكو العام، فقد كانت مسرحاً لأحداث إرهابية غير مسبوقة راح ضحيتها أكثر من ١٢٠ قتيلاً من المدنيين، والرقم مرشح للارتفاع. وفي وقت متقارب سابق تم إسقاط طائرة روسية كانت قد أقلعت من شرم الشيخ في مصر، وقتل كل من عليها. وفي ذات الوقت جرى تفجير آخر في الضاحية الجنوبية، سقط خلاله عدد كبير من الضحايا بين قتيل وجريح. متابعة قراءة ماذا تعني توسعة جغرافيا العنف؟
لماذا يكذب السياسيون؟
يكاد الكذب أن يكون ظاهرة لصيقة في العمل السياسي، ويقول أحد الساسة: “نحن لا نكذب، ولكننا نقتصد في قول الحقيقة”. لأستاذ العلوم السياسية جون ميرشمر كتاب بعنوان “لماذا يكذب القادة” عبارة عن دراسة لظاهرة الكذب في العلاقات الدولية. الكتاب شيق، عرضته على سلسلة عالم المعرفة، الذين تجاوبوا مشكورين لكي أنقله إلى العربية تعميماً للفائدة.
تدور تساؤلات حادة منذ سنوات في بريطانيا عن حجم الكذب والتدليس والتلاعب في الإعلام الذي قامت به حكومة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير لتبرير مشاركتها في الحرب على العراق، وتشكلت مجموعات ضغط من أهالي الجنود الذين قتلوا أو تشوهوا في الحرب وغيرهم، ونتج عن هذه الضغوط أن تشكّل رأي عام معاد للحرب، وينظر إليها بسلبية شديدة. متابعة قراءة لماذا يكذب السياسيون؟
صومالي «سيندروم»
نغادر إلى الصومال في مهمة إنسانية متعددة الأغراض.
الغرض الأول البدء في برنامج إغاثي لدعم اللاجئين اليمنيين في إقليم بونتلاند. خلال عملي الإنساني في الصومال لأكثر من 20 عاماً، كان الصوماليون هم الذين يلجأون لليمن، حتى بلغوا المليون إنسان تقريباً.
كنت أحياناً أقف يائساً لرؤية مئات المحبطين على شواطئ “بوصاصو” في رحلتهم الاعتيادية للجحيم عبر البحر متجهين لليمن، نحاول منعهم دون جدوى، وكان يموت غرقاً حوالي ٣٠٠ شخص شهرياً في بعض الأوقات.
فما نسمعه عن غرق اللاجئين في البحار، ليس إلا جزءاً من فيلم صومالي طويل. أما الآن فقد انعكست الصورة، وجاء موسم الهروب للصومال. وهكذا تقدمنا كمركز السلام للدراسات بمبادرة لجمعية الهلال الأحمر الكويتية، الرائدة في العمل الإنساني، والتي تجاوبت مشكورة لدعم المبادرة الإغاثية لمساعدة اللاجئين اليمنيين، وغيرهم من الصوماليين النازحين. بالطبع هي نقطة في بحر انتهاكات الإنسانية المتلاطم، ولكن إن كان بإمكاننا توفير تلك النقطة، فلم لا؟ متابعة قراءة صومالي «سيندروم»
إيقاف النشاط الرياضي الفعل ورد الفعل
تفيد الأخبار بأن وفداً حكومياً نيابياً توجه إلى سويسرا للقاء الهيئات الرياضية الدولية المعنية، والتباحث معها حول قرارها إيقاف النشاط الرياضي في الكويت.
سبب الإيقاف، خلاف داخلي كويتي، أبرز مبرراته تدهور مستوى الرياضة في الكويت، واستمرار الطرف المهيمن على الرياضة دون تغيير لسنوات طوال، وانعكاسات ذلك على الساحة السياسية، ومحاولة أطراف أخرى إنهاء تلك الهيمنة عن طريق تعديل القوانين المحلية، ثم قيام الطرف المهيمن على الرياضة بالشكوى للهيئات الدولية بحجة أن القوانين المعدلة تخالف المعايير الدولية. المنظومة الدولية قبلت بمعطيات الطرف المهيمن، وبالتالي إيقاف النشاط الرياضي، وهي ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة ما لم تتم معالجتها بجدية أكثر محلياً. متابعة قراءة إيقاف النشاط الرياضي الفعل ورد الفعل