لم يكن مقرراً أن نلتقي بحسن الترابي، رحمه الله، الذي رحل عنا منذ أيام قليلة. كنت برفقة الأخ فيصل الجزاف في زيارة للخرطوم، تلبية لدعوة من جمعية الإخوة السودانية الكويتية، التي أسسها عدد من الإخوة السودانيين الذين كانوا يعيشون في الكويت قبل الاحتلال. وقد كان لهم مسعى للدفع بحل قضية الأسرى، استناداً إلى العلاقة الوثيقة التي كانت تربط بين الحكومة السودانية ونظام صدام حسين.
وبعد إجراء الاتصالات الأولية أكدوا علينا ضرورة زيارة الخرطوم، وهكذا كان، وقد استضافنا عنده في السفارة القائم بالأعمال الكويتي حينذاك محمد الصالح.
التقينا عدداً كبيراً من القيادات السياسية السودانية، والإعلامية، حتى جاءنا مَن نبَّهنا برسالة، بأننا نجتمع مع الأشخاص الخطأ، وأن من بيده القرار ليس الحكومة، بل مجموعة الترابي. متابعة قراءة موعد مع حسن الترابي
التصنيف: أ.د. غانم النجار
أ.د. غانم النجار
twitter: @ghanimalnajjar
email: [email protected]
العلاج في الداخل هو المشكلة
بلغت ميزانية العلاج في الخارج أكثر من 400 مليون دينار لسنة 2014 فقط. وقد تحول هذا النوع من العلاج إلى شكل من أشكال الرشوة السياسية، حيث اتضح أن 60 في المئة من المستفيدين منه، أو 6500 شخص من أصل 11 ألفاً، هم من غير المستحقين، حسب ديوان المحاسبة.
وعندما تأتي مثل هذه الأرقام المفزعة في تقرير ديوان المحاسبة، ولا يتم إصلاحها، فإنها تدل على ثلاثة احتمالات؛ إما أن المسؤول لا يقرأ تقرير “المحاسبة” الكاشف للمأساة، أو أن ذلك سياسة مقصودة من أدوات تأثير السلطة على النواب وشراء الذمم، أو أنه ليست هناك قدرة على التعامل مع المشكلة. متابعة قراءة العلاج في الداخل هو المشكلة
ربع قرن مضى… فهل يعلمنا شيئاً؟
انقضت ٢٥ عاماً على تحرير الكويت من الغزو البعثي العبثي، ومازالت أجواء الحروب والمدافع والبارود تشعل الفضاء.
عندما تحررت الكويت، وبقدر مرارة التجربة وقسوتها، كنا نتوقع عمقاً للدرس، وأن تدرك السلطة أن حصنها المنيع هو شعبها الذي تمسك بها حين الأزمة. كانت المؤشرات في بداياتها توحي بأن حالة التعافي تتحرك، فتم إعلان موعد الانتخابات في أكتوبر ١٩٩٢، وتم رفع الأحكام العرفية خلال ٤ أشهر فقط، وهي حالة نادرة عالمياً تحسب للعودة إلى الوضع الطبيعي المتوازن. وفي خطوة تعكس مرونة وفهماً حصيفاً لطبيعة المرحلة، أعلن الحاكم العرفي الشيخ سعد العبدالله، رحمه الله، تخفيض أحكام الإعدام التي صدرت إلى المؤبد، وتحويل جميع القضايا المستمرة إلى محكمة أمن الدولة التي تمت معالجة الاختلالات الحقوقية فيها لاحقاً، كذلك ألغيت الرقابة المسبقة على الصحافة، وتم إغلاق الصحيفتين الحكوميتين، صوت الكويت والفجر الجديد. متابعة قراءة ربع قرن مضى… فهل يعلمنا شيئاً؟
ربع قرن على التحرير… ماذا تعلمنا وماذا جهلنا؟
تحل علينا الذكرى الخامسة والعشرون لتحرير الكويت من الاحتلال، مما يجعلنا نتساءل: هل حقاً مضى كل هذا الوقت؟
لم تكن أزمة عادية، ولم تكن كالأزمات التي تكابدها الشعوب بين فترة وأخرى، بل هي من ذلك النوع الذي يأتي مرة واحدة في تاريخ البشر، وقد لا يأتي أبداً.
ما أصعب أن يفقد إنسان هويته، ووطنه، ويصبح مشرداً. بالنسبة لنا ممن اختاروا الصمود ومواجهة المحتل بصدور عارية، كنا نشعر بقوة إضافية، فقد كان بقاؤنا حقاً يراد به حق. ربما أدرك بعضنا لماذا يبقى أهل البلاد المدمرة في مواقعهم. تلك القوة المضافة كانت تجعلنا أقوى من جحافل الاحتلال الباهتة. حتى عندما وقعنا في الأسر، لم أشعر أن المعادلة قد تغيرت، كنا أقوى من سجانينا. كان عددنا ١١٨٢ أسيراً، من كل زاوية من زوايا الوطن، ومن كل مذهب ومصدر، بما في ذلك بالطبع عدد لا يستهان به من البدون. ربما تعلمنا هناك في معتقل “أبوصخير” أو “قرمة علي” أنه لا حدود للقوة الذاتية إن تماسك الناس في مواجهة الخطر، وأن الحرية ممارسة وليست شعارات، وأن حب الوطن لا يحتاج إلى قوانين ونظم ولوائح، وأن الوحدة الوطنية، كما يطلقون عليها هذه الأيام، أسهل مما يتخيلون، وهي قابعة في حنايا النفس، وأنهم كلما تحدثوا عنها، وأعلنوا رغبتهم في الحفاظ عليها، وزادوا في الحديث عنها، دل ذلك على خلل حقيقي في تلك الوحدة الوطنية. متابعة قراءة ربع قرن على التحرير… ماذا تعلمنا وماذا جهلنا؟
عندما تتحول الاختلافات إلى قوة
من دون اللغة لن تفهم السياسة، ولا المجتمع، وحتى إن فهمت فسيفوتك منهما الكثير. فكم من حروب قامت بسبب سوء تفسير للمعنى، أو بسبب ضعف في فهم اللغة.
وربما لن نجد ذلك أوضح من الهند، إذ يشير إحصاء ١٩٦١ إلى وجود ١٦٥٢ لغة. وبالطبع ليست كلها لغات بالمعنى المتعارف، فهناك مثلاً ٦٥ ألف إنسان يتحدثون بـ ٥٢٧ لغة.
في أواخر عام ١٩٥٢ مات شخص يدعى بوتو رامولو، بعد إضراب طويل عن الطعام لمصلحة إنشاء دولة للتالغو. وتلت موته حالة تمرد عنيفة، مما اضطر الحكومة إلى التصويت لمصلحة إنشاء ولاية أو (دولة) أندرا برادش، التي جعلت من لغة التالغو لغة رسمية. متابعة قراءة عندما تتحول الاختلافات إلى قوة
الهند بلا مقدمات
ترتفع عالياً لوحة رخامية صغيرة، لن يلحظها أحد بسهولة، على مسجد السوق الكبير، في وسط الكويت العاصمة، مكتوب عليها العبارة التالية: “دائرة أوقاف الكويت العامة (السوق)، أسس هذا المسجد محمد بن حسين بن رزق سنة 1209 هجرية، جدد بناءه يوسف آل صقر بمعاونة بعض محسني الهند سنة 1255 هجرية، جدد بناءه دائرة الأوقاف سنة 1373 هجرية”.
بالطبع ما يلفت الانتباه هنا هو أن “بعض محسني الهند” جادوا بما لديهم لدعم ترميم مسجد في الكويت. وبالطبع الشكر كل الشكر لذلك الإنسان المجهول الذي حرص على أن تستمر هذه القطعة الرخامية الصغيرة بحجمها والكبيرة بمعناها، ولم يهشمها أو يكسرها انتقاماً من ماضٍ، يمجدونه بالنهار، ويدمرونه بالنهار أيضاً.
في الهند أكثر مما في غيرها، يطلق عليها “درة التاج”، وقال فيها الكويتيون الأوائل: “الهند هندك إذا قل ما عندك”. متابعة قراءة الهند بلا مقدمات
انتهاك الحريات طريق مباشر للإرهاب
قبل سنة ونصف طلبت هيئة الدفاع عن فايز الكندري حضوري كشاهد في جلسة استماع في واشنطن. جلست وحدي، كما تقتضي القواعد، في غرفة بمبنى خاص من مباني البنتاغون، وبرفقتي اثنان من المسؤولين العسكريين، حيث تحدثنا أحاديث شتى، لا علاقة لها بموضوع الجلسة، في انتظار بدء جلسة الاستماع، وتضبيط أجهزة الاتصال.
استمعت إلى أسئلة مجلس المراجعة الدورية، الذي كان يوجه أسئلته صوتياً، وفي نفس الوقت كانت هناك شاشة أخرى لفايز والمحامي وهيئة الاتهام العسكرية منقولة مباشرة من غوانتنامو في كوبا، ومن ثم كانت إجاباتي مباشرة، بما في ذلك نقدي الحاد لمفهوم “معتقل غوانتنامو” الذي يضرب أسس العدالة من قواعدها. متابعة قراءة انتهاك الحريات طريق مباشر للإرهاب
جربنا الحروب الصفرية… فلماذا لا نستثمر السلام؟
منطقة الشرق الأوسط موبوءة بالحروب، حيث يبلغ معدلها أعلى معدل في العالم. وتبدأ الحروب بشكل نظامي، ثم تنزل لدرجة أصغر، لتصبح أهلية، بين فئة عرقية، أو دينية، أو مذهبية، أو قومية، أو غير ذلك، ثم تنزل إلى مستوى أصغر بين منتسبي الفئة ذاتها. وشيئاً فشيئاً، تصبح الحياة في خدمة الحرب، والاقتصاد اقتصاد حرب، والأثرياء أثرياء حرب، المهجرون والفقراء فقراء حرب.
منذ الحرب الأهلية اللبنانية في بداية السبعينيات والمنطقة لم تهدأ بالمطلق. بالطبع لا نذيع سراً بأن إسرائيل تمثل العنصر الأكثر إثارة للتوتر والقلق والحروب، ولكن هذا لا يكفي للتفسير، وإن كان يعطيه بعداً أوضح. متابعة قراءة جربنا الحروب الصفرية… فلماذا لا نستثمر السلام؟
لا حل إلا بالتقارب السعودي الإيراني
إن استمر الحال على ما هو عليه فالمنطقة مقبلة على كوارث محتملة، وأزمة إنسانية تتجاوز مآسي الحرب العالمية الثانية، وأسعار النفط في انخفاض، وحالة الحروب المفتوحة بالوكالة أو شبه الوكالة مستعرة على عدة جبهات من اليمن إلى سورية إلى العراق وبعيداً إلى ليبيا، والتوتر يكتنف جبهات أخرى لا حصر لها.
نعم الأجواء غير مواتية للتقارب، والحالة محتقنة حتى الحلقوم، والدماء تسيل بحساب وبغير حساب، ولكن كل الأطراف منهكة. متابعة قراءة لا حل إلا بالتقارب السعودي الإيراني
إلغاء الإعدام صار ضرورة
ابتداءً وحتى لا تلتبس الصورة فإنه من حق الدول أن تحافظ على أمنها وأمن مواطنيها، ولها كل الحق في سن ما تشاء من تشريعات للحفاظ على ذلك الأمن، بما في ذلك نظام عقوبات رادع.
إلا أن ذلك يشترط أن تتم تلك العملية في إطار الحفاظ على كرامات الناس وحقوقهم، ويأتي منع التعذيب وإلغاء الإعدام ضمن تلك الاعتبارات، وهو موضوع يستحق نقاشاً موسعاً نظراً لأهميته.
تعد الصين وأميركا والسعودية وإيران الأعلى في العالم في تطبيق الإعدام. وهي دول تضم توجهات فكرية ودينية وسياسية واقتصادية متباينة، فلا يوجد بينها رابط ديني. متابعة قراءة إلغاء الإعدام صار ضرورة