أ.د. غانم النجار

كيف نقيس الطائفية؟

الطائفية والتمييز والنظرة الدونية للآخر أشد فتكاً بالمجتمع من أمراض السرطان والطاعون والسل. الطائفية حالة ذهنية وليست حالة دينية، فليس بالضرورة أن يكون الطائفي متديناً. الطائفي شيء والطائفية شيء آخر، فالطائفة مكون اجتماعي والطائفية معول هدم في المجتمع.
ولكي نتعرف على الطائفي الذي بداخلنا قمنا بطرح أسئلة تشكل في مجملها مقياساً لدرجة طائفية إنسان على شكل مقياس ريختر الشهير لقياس الزلازل.
وهي أسئلة يصح لها أن تطبق على العنصرية والقبلية والفئوية الاجتماعية.
متابعة قراءة كيف نقيس الطائفية؟

أ.د. غانم النجار

تجارة البشر إرهاب دولي

سجلت السنة الماضية أعلى رقم في التاريخ بعدد اللاجئين والنازحين في العالم، متجاوزةً بذلك أعدادهم إبان الحرب العالمية الثانية. بالطبع هذه المأساة هي نتيجة لتردي حال العالم وسوء إدارته وعلى الأخص الدول القوية.
في الفترة الواقعة بين 2001 و2009 كلفني الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان بتولي ملف الصومال الحقوقي، كنت أزور الصومال حينئذٍ من أقصى شماله إلى أدنى جنوبه، وأقدم بذلك تقريراً سنوياً إلى مجلس حقوق الإنسان بجنيف، كنا نحل بعض المشاكل الإنسانية ولا ننجح في غيرها.
إحدى المآسي المستمرة التي كانت تؤرقني هي حجم الصوماليين الذين يعبرون البحر إلى اليمن الفقير أصلاً.

متابعة قراءة تجارة البشر إرهاب دولي

أ.د. غانم النجار

عندما تتهاوى البراميل

لم يكن مناسباً لأسعار السمك أن تستمر في الارتفاع بينما أسعار النفط إلى الحضيض، وحيث إن الحكومة والمجلس لا يعنيهما السمك ولا النفط، تحرك الشعب ليصلح حال السمك، ويبدو أنه نجح في ذلك، أما موضوع النفط فأمره أمر.
وها هي براميل النفط تتهاوى، كما كان متوقعاً، دون استعداد يذكر. وفي الوقت نفسه تستعد الأسواق النفطية لاستقبال إيران حالما يتم رفع العقوبات بشكل نهائي ما قد يعني مزيداً من الهبوط.
حالة العالم ومؤشراته الاقتصادية تنحدر إلى الأدنى “سقوطاً حراً”، أي بلا كوابح ولا ضوابط.
إلا أن الحكاية هيكلية جذرية، وليست في التفاصيل الفنية، فقد جاءت أزمة الاقتصاد العالمي في 2008 بسبب أزمة الرهن العقاري في أميركا، ولم يكن النفط موضوعها الأساسي، ولكنه أحد مؤشراتها. متابعة قراءة عندما تتهاوى البراميل

أ.د. غانم النجار

لا شيعي ولا سني ولا أي ملة أخرى!

الإرهاب والإرهابي لا مذهب ولا دين ولا ملة له. وقد أفادت دراسة حديثة بأن الإرهاب غير المرتبط بالدين أكبر عدداً. فأياً كان الذي يقوم بترويع وقتل الناس الأبرياء بحجج دينية أو غير دينية فحججه مردودة عليه، وهي مرفوضة مهما كانت المبررات.
متابعة قراءة لا شيعي ولا سني ولا أي ملة أخرى!

أ.د. غانم النجار

هل من تاريخ سياسي للقمامة؟

حسب أدبيات العلوم السياسية فإن للدولة أدواتها كي تفرض سيادتها، فهي تحتكر القوة، وتهيمن على الشأن العام، ترغيباً وترهيباً. ولندع الترهيب جانباً “فأمره أمر”، فالترغيب، يأتي من ضمن وسائل القوة الناعمة كي تبرر الدولة سيادتها “ودياً” مثل تدبير الخدمات العامة، كالصحة والتعليم والمواصلات وغير ذلك. إلا أنه لأمر غير مفهوم فإن مسؤولية جمع القمامة لا تذكر في الأدبيات، حتى وإن كانت الدولة تقوم به باقتدار. ويبدو أن علاقة السياسة بالقمامة أكثر أهمية مما كنا نظن.
منذ أيام مرت علينا ذكرى الغزو الخامسة والعشرون. كان الصامدون يقومون بدور الدولة في مواجهة أعتى آلة قمعية. إحدى نتائج الغزو كانت تكدس القمامة. فكرنا كصامدين في القضايا الكبرى ككيفية التصدي للغزاة، واستعادة وطننا المحتل، وتنظيم المقاومة السلمية، وإصدار الصحافة السرية، ورفع الروح المعنوية للصامدين، والتواصل مع أهلنا في الخارج، وتوفير الطعام والرعاية الصحية، وحماية الفئات الضعيفة، وغير ذلك.
متابعة قراءة هل من تاريخ سياسي للقمامة؟

أ.د. غانم النجار

سعود الجارالله ركيزة وطن

“كثيرون حول السلطة، قليلون حول الوطن، كثيرون حول المساجد، قليلون حول الله”.
حلت علينا الذكرى الخامسة والعشرون للغزو، ونحن قد تنطبق علينا العبارة أعلاه، فنحن نتلمس طريقاً باهتاً، بل تاهت منا البوصلة حتى كادت تتلاشى، وصرنا أكثر تخلفاً، وأشد فرقة، ولم نحس حتى بقيمة من قدموا حياتهم فداءً للوطن.
وحيث إن الموضوع متشعب، و”الشق عود” صار لابد علينا أن نتحدث عن ملح الأرض، وهم أولئك البشر الذين أعطوا من غير حساب، ولم يكن يعنيهم أن يحصلوا على شيء بالمقابل.
متابعة قراءة سعود الجارالله ركيزة وطن

أ.د. غانم النجار

هل يودع فايز الكندري غوانتانامو؟

عقدت جلسة الاستماع الثانية في واشنطن يوم أمس الأول للمعتقل الكويتي الأخير في غوانتانامو فايز الكندري. وكانت السلطة الأميركية قد رفضت الإفراج عن فايز في جلسة مماثلة الصيف الماضي، بينما كانت قد أفرجت عن المعتقل الكويتي الآخر فوزي العودة.
كنت قد شاركت في جلسة الصيف الماضي في الجزء المغلق منها، وأستطيع القول إن الفرصة هذه المرة أحسن بكثير من السنة الماضية ولكن لا شيء محسوم.
سبب عدم الحسم هو أن مجلس المراجعة الدورية الذي سيقرر الإفراج هو مجلس٦٠ في المئة منه أمني و٤٠ في المئة سياسي، فهو ليس هيئة قانونية قضائية، وليست للمسألة قواعد حاكمة بل اعتبارات أمنية وسياسية. الأمر كله مخالف ومناقض للمبادئ الدولية وحتى الأميركية لحقوق الإنسان.
متابعة قراءة هل يودع فايز الكندري غوانتانامو؟

أ.د. غانم النجار

الاتفاق النووي فرصة تاريخية

أخيراً وبعد جولات مكثفة تم إعلان الاتفاق التاريخي بين (الخمسة زائد واحد) وإيران.
الاتفاق تاريخي بكل المقاييس، ويفتح مجالاً لاحتمالين لا ثالث لهما، الأول هو الاستمرار في الحرب أو الحروب المستعرة في المنطقة، مباشرة كانت أو بالوكالة، وهي مسؤولية يتحملها الجميع، ومن المقدر أن يتصاعد سباق التسلح بشكل غير مسبوق، فقد قدرت الفاتورة الأولية لسباق التسلح ذاك بعشرة مليارات دولار، وقد يصل خلال أقل من سنتين إلى ١٣٠ ملياراً.
ولا حاجة لتبيان خطورة الاستمرار في الحالة المجنونة المستمرة في العديد من مناطق التوتر، وما أدى له ذلك من خلق حالات فراغ مركبة تفتح الأفق لتحالفات مشوهة في سبيل تحقيق انتصارات جزئية على الأرض، وتصاعد الإرهاب، ولا يخفى على أحد حالة الاحتقان الطائفي والعرقي السائدة في المنطقة والمنعكسة في خطاب كراهية في كل محطة وعلى كل مستوى.
الاحتمال الآخر هو أن يفتح هذا الاتفاق التاريخي فرصة أكبر لتسوية تاريخية في الخليج، وربما على المستوى العربي، لإنهاء حالة الحرب غير المعلنة في كل مكان وعلى كل صعيد، ولا يوجد أبرياء هنا.
المسؤولية التاريخية تتطلب من قادة المنطقة البدء بالتفاوض الجاد لإنهاء كل بؤر التوتر والعودة إلى الحالة الطبيعية، الأمن، الاستقرار، الحرية، العدالة، التنمية.
عندما بدأت الحرب الأخيرة في اليمن، تزامن معها إعلان الاتفاق الأولي بين إيران و(خمسة زائد واحد)، كتبت حينها أي قبل ثلاثة أشهر أن ذلك يعني استخدام آخر الأوراق في الصراع، وفي علم التفاوض فإن استخدام الأوراق الأخيرة يعني إشارات للتفاوض والتعب من الصراع.
وها نحن ندخل في فرصة تاريخية لإنهاء حالة الاستلاب والضياع والأذى المرهق، فهل يدرك الناس أهمية الفرص التاريخية؟ الاتفاق النووي فرصة لتسوية شاملة في المنطقة، وربما نتذكر ما نسيناه تماماً وهو فلسطين.

أ.د. غانم النجار

فن التماسك المجتمعي

عندما تحدث أزمة بحجم الجريمة الأخيرة التي حدثت يوم 26 يونيو، ويتماسك الناس على أثرها، ويفرحون بها، كأنهم غير مصدقين، فإن هذا يدل على أن الوضع السابق للأزمة كان وضعاً مفككاً، وإلا فإنه لا يصبح هناك داع للتباهي بذلك التماسك ولا الفرح له. إلا أن تكرار ذلك التماسك خلال 4 حالات متباينة في ظروفها ودرجتها وحدتها خلال فترة زمنية امتدت عبر 54 عاماً يشير إلى أن لدينا هنا وفي هذه الأرض “فن للتماسك الاجتماعي”، وهي قد تكون إحدى سمات السلوك الجمعي، أو ما يطلق عليه د. جمال حمدان “عبقرية المكان”. مشكلة ذلك “الفن” الكويتي المتأصل، الذي يتكرر ظهوره عند الملمات، أن مداه قصير، وحالما تغيب المسببات والتهديد المفترض، تتبخر تلك العبقرية وتتبدد شموعه تحت شمسنا الحارقة.
الأزمات الأربع التي نعنيها هي أزمات لها ارتباط بعنصر “تهديد” خارجي سواء كان حقيقياً أو افتراضياً. فقد سبق أزمة الاستقلال سنة 1961 انقسام سياسي منذ 1959 على أثر مهرجان ثانوية الشويخ الذي أقيم لإحياء الذكرى الأولى للوحدة بين مصر وسورية، وإنشاء الجمهورية العربية المتحدة والخطاب الشهير الذي ألقاه جاسم القطامي رحمه الله في ذلك المهرجان. قامت السلطة حينها بإغلاق الأندية والصحف. إلا أنه ما إن أعلن عبدالكريم قاسم تبعية الكويت للعراق، حتى تحرك الناس بالشوارع والتفوا حول قيادتهم و”يا بوسالم عطنا سلاح”، وكان اللافت التفاف القوى السياسية الفاعلة والتي كانت في أغلبها تمثل التيار القومي باتصالاتها العربية دعماً لموقف الكويت، بل ظهر ذلك التماسك عندما طلب الشيخ عبدالله السالم رحمه الله من جاسم القطامي أن يؤسس وزارة الخارجية، وصار أول وكيل لوزارة الخارجية الجديدة. متابعة قراءة فن التماسك المجتمعي