فؤاد الهاشم

من «وكيل عريف» إلى ..«فيلد مارشال»

كنت مستمتعاً بقيادة السيارة في ذلك الجو الممطر قبل هوجة الغبار تلك وأنا أقرأ لافتة تشير إلى إتجاه «السفانية» وعلى مسافة 150 كيلومتراً من «الخفجي» قادماً من الجميلة «البحرين» وفي طريق العودة للكويت حين وصلني «واتس آب» من صديق يحتوي على بيان يذيعه الشيخ أحمد الفهد عبر القناة الأولى من تلفزيون الكويت !! خففت السرعة من 220 كيلومتراً في الساعة إلى مائة وعشرين كيلومتراً لتعود بي الذاكرة إلى عام 1995!! كنت – وقتها – في لندن، وكالعادة لابد من لقاء العديد من عناصر المعارضة العراقية، حزبيون بعثيون سابقون، صحافيون، دبلوماسيون منشقون.. إلى آخره! كنت مع مجموعة «مختلطة» من هذه النوعيات جلوساً في «لوبي فندق الدورجيستر» الفاخر بوسط العاصمة البريطانية حيث اعتدت على ممازحتهم بالقول «إنني لا أعرف الفرق بين المعارضين العراقيين الذين يتبعون المخابرات العراقية وبين غيرهم من الذين يتبعون المخابرات الأميركية»!! كان أحدهم – وهو دبلوماسي انشق عن بعثة بلاده في إحدى دول شمال أوروبا – يعلق قائلا باللهجة البغدادية «يابا.. باوع على وجيهنا اللي تشوف بوجهه هامبرغر.. هذا مخابرات أميركية واللي تشوف بوجهه ملامح الكباب هذا مخابرات عراقية »!! متابعة قراءة من «وكيل عريف» إلى ..«فيلد مارشال»

فؤاد الهاشم

حكاية حوار عمره 23 سنة!!

..«لو كانت المشاركة العسكرية في «عاصفة الحزم» الحالية لكسر أنياب التمساح الإيراني الذي سبح لنا من بحر قزوين المالح حتي بحر العرب الأكثر ملوحة ليصل الي شواطئ اليمن مرتبطة بالمساحة الإجمالية لكل دولة لكان على مملكة البحرين ان تشارك بنصف طائرة – او حتي ربع طائرة، كونها اصغر دولة عربية، لكنها شاركت بخمس عشرة طائرة مقاتلة، لان حسها العربي والاسلامي أكبر بكثير من حدودها الجغرافية»!! هذا ما قلته لمراسل وكالة انباء أجنبية في الكويت جاءني منه اتصال هاتفي، وتشاء الصدف الحميدة أن أكون – لحظتها – على جسر الملك فهد بين السعودية والبحرين مغادرا ارض «دلمون» ظهر يوم الخميس!! في العام 1992 التقيت به في مكتب يطل شباكه علي مدرج لإقلاع الطائرات العسكرية! انه المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد ال خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين، ودار بيننا حديث طويل استغرق أكثر من ثلاث ساعات! كنت موفدا – وقتها – من جريدة «صوت الكويت» التي أصدرتها الحكومة خلال الغزو لتكون الصوت الاعلامي «شبه الوحيد» للشعب الكويتي الذي ضاع منه وطنه وهويته وإعلامه وصحافته خلال ساعات في الثاني من آب 1990 لكن الشباب البحريني الذين يحرقون الاطارات في شوارع بلدهم لم يدركوا ذلك!! تحدث معي المشير الركن الشيخ خليفة عن مشاركة هذه المملكة الصغيرة في حرب تحرير الكويت، قائلا ان هذه المدرجات في ذلك المطار الذي كنا نتحدث فوق ارضه امتلات بطائرات قوات التحالف بأسرها، لدرجة – «والوصف له وليس لي» – أن أجنحة الطائرات، وهي رابضة جنب بعضها البعض تكاد أن تلامس أطراف بعضها .. البعض!!
أبلغني الشيخ «خليفة» سرًا اكشفه للمرة الأولى بعد مرور حوالي 23 عامًا علي لقائي معه، اذ وعدته بعدم نشر هذه الجزئية والاحتفاظ بها كمعلومة، وهي أن سربًا من سلاح الجو البحريني كان من أوائل الطائرات التي أغارت على بغداد في السابع عشر من يناير عام 1991 وهو يوم بدء «عاصفة الصحراء» لتحرير الكويت! يضحك المشير الركن الشيخ خليفة، وهو يكمل هذه الجزئية قائلا: «كأن قوات التحالف الدولي أرادت ان تقول لصدام حسين.. انظر، هذه طائرات تابعة لأصغر دولة عربية تدخل إلى أجواء بلدك وتقصف عاصمتك، فماذا ستفعل بك وببلدك – إذن – طائرات الكبار»؟! في اثناء الحرب العراقية – الإيرانية المدمرة التي استمرت ثماني سنوات واعتاد الكويتيون ممن يقضون عطلات نهاية الاسبوع في شاليهاتهم بمنطقة الخيران «علي طول الطريق الدولي المؤدي الي الحدود مع الشقيقة السعودية على رؤية .. »خوذة تابعة لجندي عراقي أو بسطار لجندي ايراني او مطارة ماي عراقية المنشأ، أو سترة نجاة عليها كتابات بالفارسية على سواحلنا التي لا تبعد أكثر من 60 كيلومترًا من أقرب نقطة قتال دموي بين الفكين المفترسين بغداد وطهران!! في تلك الأيام، كتبت مقالا أثار غضب الايرانيين والعراقيين – معًا – قلت فيه إن.. «الكويت تشبه فتاة جميلة في السادسة عشرة من عمرها خرجت صباح يوم العيد وهي متزينة بالحلي والذهب والأقراط ودخلت في سكة سد مظلمة يسكنها عزاب.. لصوص أطار عقولهم الحرمان نتيجة موقعها المخيف هذا بين الطرفين المقاتلين!! مملكة البحرين الصغيرة بمشاركتها الكبيرة تلك في معركة البقاء لدول الخليج والعرب كلهم في «عاصفة الحزم» انما تستمر في حربها الطويلة منذ ما قبل إعلان استقلالها مع ذلك «الأعزب العملاق والحرامي والذي دمره وأطار عقله الحرمان «وهو يرى تلك الجميلة والصغيرة تساهم في تدمير حلمه الدموي بجعل اليمن محافظة إيرانية لا ينقصها الفقر، ولا يبتعد عنها.. القهر!! ومن «عاصفة الصحراء» لتحرير الكويت، «وعاصفة الحزم» لتحرير اليمن.. يبقى الهوى «بحرينيًا»!!

فؤاد الهاشم

«المشير» حارس مكتب.. «المشير»!!

قد لا يعرف الكثير من أهل الخليج – باستثناء أهل الكويت لما شهده من أحداث الغزو في آب 1990 – إن الرئيس اليمني السابق «علي عبدالله صالح» يعشق استنساخ شخصية الديكتاتور العراقي المقبور «صدام حسين» في ذاته! هذا العسكري اليمني الذي ابتدأ حياته العسكرية كحارس على باب مكتب المشير «عبدالحكيم عامر» قائد القوات المسلحة المصرية إبان مناصرتها لثورة اليمن ضد حكم الأئمة، ثم سائق سيارة جيب، وبعدها سائق مدرعة قبل أن يرقى إلى رتبة «ملازم ثاني» بسبب الوساطات القبلية هو – الآخر – رباه زوج والدته مثلما حصل لصدام حسين الذي تبناه زوج أمه!! تدرج في الحصول على الرتب العسكرية بلا ضوابط مثله مثل العديد من الدول العربية الشمولية حتى ارتقى إلى رتبة «مشير» ووصل إلى السلطة في ظروف غير طبيعية في 17 تموز عام 1978، وفي العاشر من آب من العام ذاته أصدر أمراً بإعدام ثلاثين شخصاً بتهمة «التآمر» على نظام الحكم« ليبدأ أول بيت في قصيدة حكمه الدموية.. بالكفر»!! متابعة قراءة «المشير» حارس مكتب.. «المشير»!!

فؤاد الهاشم

«سكتنا له دخل بحماره»!

هناك قول شعبي مصري قديم فحواه: «سكتنا له دخل بحماره» وأصله ان رجلا من العامة اعتاد المرور وهو على حماره بمجلس لكبار أهل القرية واحتراما لهم كان ينزل من على ظهره ويسير أمامهم على قدميه وعندما يبتعد يصعد فوق الحمار، ولأن كبراء القرية كانوا يلقون عليه التحية قبل أن يلقيها هو عليهم، فقد اعتقد خطأ أن تساهلهم هذا ما هو إلا مساواة للرؤوس، فما كان منه إلا أن دخل على مجلسهم بحماره.. فذهبت فعلته مثلا عبر العصور والعهود!
«عاصفة الحزم» التي انطلقت من أرض الجزيرة العربية ما كانت لتبدأ لولا أن ملالي طهران استنفذوا كل مخزون الصبر لدول مجلس التعاون الخليجي الذين «سكتوا» عن أفعالهم في لبنان وسوريا والعراق وحتى في شؤون بلدانهم الداخلية ليصلوا إلى اليمن «ممتطين» ظهر «حماره» الجديد فيها وهو الرئيس اليمني السابق «علي عبدالله صالح» وبقية «الجحوش» الصغيرة من أولاده وأفراد عائلته حتى تتحول جنوب شبه الجزيرة العربية إلى جهنم جديدة تقول هل من مزيد! متابعة قراءة «سكتنا له دخل بحماره»!

فؤاد الهاشم

قطر.. إمارة الخطيئة!

حكايا من الماضي، لكنها ملتصقة بالحاضر وكأنهما توأمان سياميان! في شهر مايو عام 1990، قبيل الغزو العراقي للكويت بثلاثة أشهر، كانت قمة «بغداد» الشهيرة، وقتها كنت ممنوعاً من الكتابة بقرار رسمي «شفهي»، بسبب مقال إعتبرته السعودية مسيئاً لها وبواسطة الإيريال البدائي القديم فوق سطوح منازلنا، كنت أشاهد تلفزيون «بغداد» ينقل فعاليات المؤتمر!! صدام حسين – بعنجهيته المعروفة – يسخر من الشيخ زايد بن سلطان «رحمه الله» ويغمز من قناة الرئيس السوري الراحل «حافظ الأسد» ، ويتبجح على الرئيس الأميركي «جورج بوش» الذي سيطرده من الكويت بعد ستة أشهر ثم يشنقه ولده «بوش الابن» بعد ذلك بثلاثة عشر.. سنة!! كان الحضور اليمني مكونا من الرئيس «على عبد الله صالح ونائبه «على سالم البيض» إذ لم يكن مضى على «إتحاد» اليمن الشمالي مع اليمن الجنوبي إلا بضعة أشهر فقط، لكن صدام أبى إلا أن يسألهما عن «وحدتهما» فالتقط الخيط نائب رئيس الجمهورية «على سالم البيض» – ذلك الماركسي القديم والشيوعي المناضل – ليقول كلاماً عاطفيا ابتدأه بالآتي: «آمنا بالفكرة الأممية الماركسية والأفكار الاشتراكية واعتقدنا إن اليمن الجنوبي سيقدم الحرية والرخاء لشعبه عشنا على التنظير والشعارات التي لاتسمن ولا تغني من جوع، ليتنا اتحدنا مع الشقيقة الشطر الشمالي منذ سنوات»!! كانت كاميرا تلفزيون العراق تدور على وجوه الرؤساء العرب – ومنهم الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله – والذين كانوا يستمعون باهتمام بالغ لما يقوله «على سالم البيض» وعندما وصلت الكاميرا إلى ملك الأردن الراحل حسين كانت قسمات وجهه متأثرة بابتسامة ذات مغزى وكأن لسان حاله يقول – أو هكذا إستقرأت ابتسامته «كنت أقول لكم منذ زمن دعكم من هذه الشعارات والتنظيرات»!! متابعة قراءة قطر.. إمارة الخطيئة!

فؤاد الهاشم

شجرة «إبليس وعياله».. باقية!

عندما كنا بـ«الطعشات» وهذا تعبير مستخدم في دول«الهلال الخصيب» وهي سوريا ولبنان والعراق والأردن وفلسطين ويعني طريقة نطق الأرقام من «ثلاثطعش» وحتى «تسعطش» أي حينما يسألك أحد عن عمرك فتقول ..«ستطعش» فهذا يعني أنك في ..«الطعشات»، وفقا لتراث شعوب ذلك «الهلال الخصيب» الذي حلم بتكوينه ذات يوم «أنطون سعادة» مؤسس الحزب القومي السوري الاجتماعي، بل وزادت طموحاته وأطماعه ليضم إليه جزيرة « قبرص» ويجعلها «النجمة» التي تزين شكل«الهلال» في علم تلك الدولة الكبري،الهلال الخصيب الآن صار هلالا مخضبا بالدم و«أنطون» مات مشنوقا في بيروت. متابعة قراءة شجرة «إبليس وعياله».. باقية!

فؤاد الهاشم

«عدت للشرق فوجدت.. الإخوان المسلمين»!

هل تذكرون ذلك الممثل السوداني – أو النوبي – صاحب الدم الخفيف والجملة الشهيرة والذي ظهر مع الزعيم «عادل إمام» في فيلم «الإرهاب والكباب» حين كان يردد طوال المشهد مقولة: «في أوروبا والدول المتقدمة.. بيعملوا كذا وما بيعملوش كذا؟!، أستعير منه هذه الجملة اليوم وأقول انه..«في أوروبا والدول المتقدمة» لايمكن أن نقرأ لافتة فوق سوق مركزي مكتوب عليها «سوبر ماركت.. الإيمان» أو تجد بقالة إسمها «بقالة الصلاح» أو تدخل إلى سينما إسمها «سينما لوقا»!،وبالطبع إذا احتجت لإصلاح ثقب في إطار سيارتك فإن من سيصلحها لايضع لافته على محله تقول «بنشرجي الشهيد»، وأيضا لاتوجد عندهم «جزارة – أو ملحمة – البركة» ولا مشتل زراعي إسمه «مشتل سدرة المنتهى لبيع الزهور».. وهلمجرا! الآن إلى العالم الإسلامي وأقرأ العجب العجاب! ستجد بقالة «الإيمان» وسينما «الفردوس» وبنشرجي «الشهيد» و ملحمة «أحد» ومطعم «الكرامات» بل وستجد شخص أسس بنكاً – أو مصرفاً – وأطلق عليه إسم.. «بنك التقوى»؟! هذا البنك – أو المصرف – له حكاية طريفة معي وكان ذلك في بدايات الشهور الأولى من بدء حياتي الصحافية في عام 1981، أي إن القصة عمرها الآن 34 عاماً بالتمام.. والكمال!
متابعة قراءة «عدت للشرق فوجدت.. الإخوان المسلمين»!

فؤاد الهاشم

لو علمتم بالغيب!

لماذا يذهب الناس من كل الملل والنحل والطوائف والألوان إلى «قارئ كف وضارب رمل وفاتح مندل وصاحب بلورة» ليستشف الغيب ويقرأ .. المستقبل ويفهم المجهول؟! في الأمثال يقولون إن «الإنسان عدو .. ما يجهل» وفي حضارات «الإنكا» القديمة في أميركا الجنوبية والتي يصل عمرها إلى عشرة آلاف سنة قبل الميلاد عثر على آثار لها تدل على أن الأقوام في ذلك الزمن السحيق كانوا يتلهفون على معرفة الغيب ويلهثون خلف الشعوذة من أجل معرفة ما وراء المجهول!!
الله سبحانه وتعالى وبواحدة من النعم التي أنعم بها على عباده إنه جعلهم لا يعلمون بالغيب وإلا.. تحولت حياتهم إلى جهنم وبئس المصير! إذ كيف ستستسيغ لك الحياة وانت تعلم ان ولدك الأكبر سيموت في حادث سيارة بعد أربع سنوات وثلاثة أشهر وستة أيام في تمام الساعة السابعة مساءا على الطريق السريع المؤدي إلى منزلكم؟! ولدك أيضا سيعلم بموعد موته وسيتوقف عن الدراسة ويبكي و..و..! ماذا عن حال الأم و الأشقاء والعائلة بأسرها؟ وهلمجرا! وقس على ذلك كل أمور الحياة من كوارث ومآسي .. وآلام!! متابعة قراءة لو علمتم بالغيب!

فؤاد الهاشم

«عبدالحسين عبدالرضا».. لقيمات رمضان!

أعلن الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا – قبل أيام – انه ولأسباب علاجية فلن يقدم مسلسلاً في رمضان هذا العام!! شهر الصوم الكريم بدون «عبدالحسين» مثل العيد بدون «عيدية» ومثل الصيام من غير «لقيمات» عند الفطور، وأيضا كالسفر إلى «مونتي كارلو» بدون بطاقة «أميركان – اكسبريس» من نوع .. بلاتينيوم!!

كلنا في الكويت ودول الخليج ننتظر منذ سنوات ظهور «عبدالحسين عبدالرضا» جديد من شباب المعهد العالي للفنون المسرحية الذي يقوم بتخريج المئات من طلبته كل أربع سنوات دون أن نرى على أرض الواقع «سعد الفرج» آخر، أو«عبدالحسين» جديد، أو«سعاد عبد الله» أخرى..وهكذا!. لماذا يصبح «المعهد العالي للفنون المسرحية» جعجعة بلا طحين؟ لماذا نسمع عن دفعات جديدة أنهت الدراسة دون أن نلمح إبداعات..إلا فيما ندر؟!. في الكويت، الناس تحب المسرح، لكن تكره..المسرح كيف؟! نرى الناس تتزاحم على شبابيك تذاكر المسرحيات حتى لو كانت العروض الموجودة من نوع «عطني فلوسك..وافتر» أو «كاني – ماني وأنت شدراك يا حصاني» وهلمجرا!، ومع ذلك، فإن الحكومة لاترغب ببناء مسارح، وترفض الترخيص للقطاع الخاص لكي يبني مسارح! الحكومة تعتبر المسرح «قاعدة عسكرية» والفنان المسرحي «جندي قوات خاصة» والنص المسرحي..ماهو إلا «قنابل يدوية وألغام أرضية»!!. متابعة قراءة «عبدالحسين عبدالرضا».. لقيمات رمضان!

فؤاد الهاشم

لماذا .. نكرههم؟!

كان وزير الخارجية السوري الحالي وليد المعلم سفيرا لبلاده في الولايات المتحدة الأميركية في الفترة بين الأعوام 1990وحتى عام 1999 وحدث أنه أقام حفل عشاء على شرف مسؤول سوري زار واشنطن حضرها كالعادة كل السفراء العرب وقد روى لي تفاصيلها سفير الكويت الراحل في واشنطن الشيخ سعود الناصر الصباح رحمه الله رحمة واسعة! وقعت بها حادثة طريفة عندما سأل الأمير بندر بن سلطان سفير المملكة العربية السعودية السابق في واشنطن مازحا السفير السوري وليد المعلم وبصوت عال قائلا: «سعادة السفير ما الفرق بين البعث العراقي والبعث السوري»؟! فرد عليه «المعلم» ضاحكا وبصوت عال أيضا ومشيرا بيده إلى شخص يجلس قريبا منهما قائلا:«اسأل حمد الكواري فهو خير من يجيبك عن هذا الفرق» كان حمد الكواري هو السفير القطري هناك في ذلك الوقت، وكان معروفا لدى الوسط الدبلوماسي العربي في واشنطن ان الكواري عاشق للبعث العراقي ومن هنا جاءت سخرية البعثي السوري منه!!

حكاية «على الماشي» أردت بها الدخول إلى مقدمة موضوع مقال اليوم قررت فيه أن يجنح خيال الكاتب والذي هو اكثر اتساعا وطولا وعرضا من خيال الشاعر وأستخدم آلة الزمن لأعود إلى الوراء حتى عام 1990 ولكن بشكل معكوس في موقع الحدث من شمال الخليج «الكويت» إلى شرق المملكة العربية السعودية وتحديدا إلى قطر لأكتب وأقول «الاخوان» في قطر العزيزة لا يعرفون لماذا نكره «الإخوان المتأسلمون» لكننا سنحاول أن نشرح في السطور القادمة بأسلوب مبسط بعيدا عن التعقيد والتنظير والغوص في مفردات أمهات كتب النحو والبلاغة والصرف!! متابعة قراءة لماذا .. نكرههم؟!