دائما ما تركز الدول الناجحة على تنفيذ مشاريع تعكس مستوى قدراتها ومدى اهتمامها بالنهوض بالدولة، سواء على المستوى العمراني أو التعليمي أو الصحي أو التنموي، فهي بذلك تؤكد من خلال حكومتها وأجهزتها الإدارية أن رضا الشعب غايتها ومصدر شرعيتها!
متابعة قراءة دولة ناجحة… وأخرى فاسدة
التصنيف: د.فيصل المناور
دكتوراه السياسات العامة – ماجستير إدارة الأزمات – بكالريوس العلوم السياسية والإدارة العامة
twitter: @FaisalAlMonawer
لماذا نحتاج إلى إصلاح أجهزتنا الإدارية؟!
إن تصميم السياسات العامة خصوصا في الدول النامية تقوم على أساس الدور المنوط بالجهاز الاداري والذي يعتبر أحد ركائز التنمية، لكنه قد لا يستطيع «الجهاز الاداري» أن ينهي كل مشكلات التنمية، ولقد ثار جدل كبير حول تلك القضية، أي هل يقوم الجهاز الاداري بدور في التنمية أم يترك ذلك للمنظمات الأهلية والأفراد؟!
لكن هذا الجدل وقد انتهى الآن، أصبحت أغلب الدول النامية تفسح المجال للجهاز الاداري ليأخذ دورا أكبر في العملية التنموية، إلا المشكلة لم تحل أيضا، نتيجة وجود العديد من المشكلات والمعوقات المترسبة والمزمنة التي تمنع تحقيق التنمية وسياساتها، حيث إن الأجهزة الادارية «للدول النامية» تعاني من أمرين هما، ضعف كفاءة وفعالية الأداء، وتخلف قوانين وأنظمة ولوائح عمل تلك الأجهزة!
متابعة قراءة لماذا نحتاج إلى إصلاح أجهزتنا الإدارية؟!
مفهوم التنمية.. كما أعرفه!
التنمية.. مفهوم برز بقوة على الساحة الكويتية منذ إقرار القانون رقم 9 لسنة 2010 بشأن خطة التنمية، وأصبح بذلك من أهم المفاهيم التي تقيم على أساسها أداء الحكومات الكويتية سواء من قبل السلطة التشريعية أو من قبل عامة المواطنين، وقد لوحظ منذ تلك الفترة التي بدأ تداول هذا المفهوم بشكل ملفت أن هناك خلط وقصور يعاني منه أعضاء السلطتين التشريعة والتنفيذية وعامة المواطنين في فهم ذلك المفهوم (التنمية).
إن مفهوم التنمية ليس من المفاهيم المعقدة بل إنه مفهوم سهل الفهم وسهل التعبير عنه، إنه من المفاهيم الذي لو طبق بشكل سليم سينقل الدولة من حالة قد تتضمن العديد من المشكلات والقضايا الشائكة إلى حالة قد تكون أفضل تقل فيها المشكلات وتحوز على الرضا العام من قبل أغلب أطياف المجتمع.. لذلك ماذا يعني هذا المفهوم؟ متابعة قراءة مفهوم التنمية.. كما أعرفه!
يا سلطة.. الكويت في خطر!
تعيش الكويت في اقليم ملتهب متسارع الأحداث، كثير القتل، والتفجير، والارهاب ، اقليم تغلغلت فيه الوحشية، والتطرف،والعنف.. انها باختصار مراحل لشرق اوسط جديد، مفكك، منهار القيم، تعلو فيه لغة العنف، وتغيب لغة التسامح والوسطية.
ولو نظرنا إلى جملة المتغيرات التي تعيشها المنطقة منذ فترة، نجد أن قيم إيجابية كثيرة اندثرت، إذ لم نعد نتقبل بَعضُنَا البعض، اختفت لغة الحوار، والعقل، وبرزت لغة السلاح، والسيارات المفخخة، والأحزمة الناسفة… ما الذي يجري؟ لماذا كل ذلك الجنون؟ ما الذي حدث لمجتمعاتنا؟ لماذا كل تلك الاستجابة لمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يسعى إلى تدميرنا؟ لماذا ولماذا ولماذا؟
متابعة قراءة يا سلطة.. الكويت في خطر!
إما «داعش».. أو مصالح السلطات الحاكمة في عالمنا العربي الكبير!
منذ أن ظهر تنظيم «داعش» وانتشرت ممارساته العنيفة.. بدأت أصوات مختلف الأطراف الفكرية تعلو باتجاه «محاربة الفكر بالفكر» وأن يتم رسم إطار فكري وسطي معتدل في مواجهة «الفكر المتطرف»، بهدف إيقاف انضمام أفواج المغرر بهم إلى «داعش» ذلك التنظيم الذي بات يحكم اليوم حوالي 350 كم بفضل قوته البشرية المدججه بالسلاح والعتاد.
لكني أختلف كل الاختلاف مع الاتجاه المنادي بمحاربة هذا التنظيم فكريا إذ أن فكره وكذلك فكر أي تنظيم متطرف أيا كان مصدرة موجود منذ القدم.. فالتطرف قديم كالوجود البشري، ولكن الذي اختلف هذه المرة هو كمية الاستجابة لافكار هذا التنظيم وكمية المؤيدين له والمنضمين للقتال في صفوفه.. وهنا مربط الفرس، وفي هذه النقطة بالذات يجب البحث عن مكامن العلّه والاختلال، وبذلك يمكننا طرح تساؤل عريض قد نستطيع من خلاله رصد المشكلة ألا وهو: لماذا هذا الإقبال والتأييد واسع النطاق لتنظيم «داعش» وممارسته العنيفة؟ متابعة قراءة إما «داعش».. أو مصالح السلطات الحاكمة في عالمنا العربي الكبير!
متى نحاسبكم على فشلكم؟!
إنَّا لله وإنا إليه راجعون، تمر الكويت في ظروف صعبه للغاية، حادث إرهابي لم تتعود عليه بلد الصداقة والسلام، أبرياء يموتون ويجرحون، أنه باختصار الارهاب الذي لا دين له، حصد الأرواح وسعى إلى الخراب دون أن يصل إلى هدف مقنع من وراء ذلك العمل الذي لا أجد له وصف إلا بالخسيس.
ولكن في خضم هذه الأحداث بدأت أفكر وأحلل، نحن دولة صغيرة يمكننا السيطرة والتحكم بأوضاعها الأمنية، فلماذا لم نستطيع فعل ذلك؟ هنا مربط الفرس، بكل أسف أقولها وأنا متألم أننا أكثر دول الخليج إنكاشافا، وضعفا، وهوانا، لأن مؤسستنا الأمنية والإعلامية والفكرية تعاني من تخلف واضح، وأداء متردي، واساليب إدارية قديمة لا تصلح لإدارة المرحلة، قيادات مؤسسية غير مؤهله عينت أما بمحسوبية أو بفعل الصدفة البيولوجية، لا سياسات وقائية تستخدم لحماية المجتمع من الظواهر السلبية، لا سيما الارهاب منها، هل تعلم المؤسسة الأمنية أن هناك أساليب حماية وقائية، وهناك ما يعرف بأسلوب التوقعات، ورسم السيناريوهات، والمحاكاة، هل هذه الأساليب مستخدمة في إدارة المخاطر والحماية الأمنية في حالة بروز خطر مثل خطر الإرهاب. أين دور الاعلام في تغطية الأحداث، وابتكار البرامج الهادفة لتعزيز الوسطية، اين دورها في عقد الندوات والمحاضرات والمشاريع التوعوية الفعالة المؤثرة على المجتمع، ان مؤسستنا الإعلامية كانت في الفترة الاخيرة مشغولة في إغلاق القنوات والصحف تنفيذا لمشروع تكميم الأفواه الذي أقرته السلطة عقابا للشعب كما فعلت من قبلها المؤسسة الامنية من ملاحقات المغردين وشباب الحراك والمعارضة في حين ان الإرهابيين يرسمون خططهم ويحددون مواقع التفجير.
بكل اسف لدينا مراكز فكريه ضعيفه لا تتمتع بالكفاءة والفعالية في أداء أدوارها في نشر الفكر المعتدل، لا يوجد لدينا أيضا مركز وطني لإدارة مثل هذه الأزمات، لان بعض الوزراء يعتبرون أنفسهم لديهم المعرفة والقدرة على التفكير اكثر من المتخصصين واصحاب العلم.
بكل أسف هذا حال مؤسساتنا فشل في فشل، فاقده للقدرة في إدارة الأحداث، وحماية المجتمع من المخاطر والأزمات، حطموا الحلم التنموي، عززوا أُطر الفساد، إنجازات مفقودة … والضحية الشعب. فياترى متى نحاسبكم على فشلكم هذا؟!! أصلحوا انفسكم اثابكم الله…
لقد اسمعت لو ناديت حيّا
ولكن لا حياة لمن تنادي
الكويت بحاجة إلى التميز
في مقالي السابق المنشور في جريدة الرأي العام الالكترونية يوم السبت الماضي الموافق 6 يونيو 2015، اقترحت ان تقوم الحكومة الكويتية بإنشاء كلية الكويت لإدارة الأزمات والكوارث، ليكون صرح علمي أكاديمي يقوم على إعداد المتخصصين في إدارة مختلف الأزمات، في محاولة لجعل هذه الكلية ذات طابع عالمي تجعل من دولة الكويت رائدة في هذا المجال.
ولذلك، سأقترح في المقال فكرة أخرى تهدف إلى جعل الكويت ذات طابع متميز، كلنا يعلم بأن موضوع المخاطر الاجتماعية هو أحد الموضوعات التي أخذت رواجا كبير في الأوساط العالمية والاكاديمية في الفترة الراهنة، حيث ناقش تقرير التنمية البشرية الاخيرة الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هذا الموضوع “المخاطر الاجتماعية” بتفاصيل كثيرة، وكذلك يقوم في الوقت الحالي “المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل ومجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي بالتعاون مع المعهد العربي للتخطيط” بإعداد “التقرير الإقليمي الموحد للمخاطر الاجتماعية لدول مجلس التعاون الخليجي”، وكذلك صدرت العديد من التقارير الدولية التي ناقشت هذا الموضوع، وهي تشير في مجملها إلى مدى خطورة هذا الموضوع لو ترك دون معالجة ووقاية.
متابعة قراءة الكويت بحاجة إلى التميز
فكرة بسيطة.. ذات معاني رائعة
صحيح أننا نعيش في بلد يعاني من مشكلات كثيرة على مستوى تردي الخدمات، وتفشي ظاهرة الفساد، وضعف أداء مستوى مؤسسات الدولة، وغيرها من المظاهر السلبية المنتشرة في مختلف قطاعات الدولة، ولكن هذا لا يعني بأي حال من الاحول بأن نقيد افكارنا وعقولنا، ولا نطلق العنان لطموحاتنا التي قد تجعلنا نرى بعض النور، في هذا الوضع المظلم!!
لماذا لا نتميز في إطلاق مشروع نهضوي يجعل من الكويت محط أنظار المنطقة في مجال الابداع والابتكار؟ فمثلا نؤسس كلية الكويت لإدارة الأزمات والكوارث، فمن المعروف أن المنطقة أو الإقليم الذي نعيش فيه من أكثر المناطق أو الأقاليم التي تشهد تغيرات متسارعة وملتهبة، فبتأسيس هذه الكلية قد تكون الكويت صاحبة السبق في مجال إعداد متخصصين في مجال إدارة الأزمات والكوارث يساعدون متخذي القرار في بناء الاستراتيجيات وصناعة السياسات التي تحمي وتعالج سواء الكويت او مختلف الدول الخليجية من الأزمات والكوارث!!
انها فكرة بسيطة، ولكنها ذات أبعاد ونتائج قد تكون إيجابية ورائعة، ولكن هذا يتطلب أن نتعامل مع هذا المشروع باحترافية كبيرة، لا بالأسلوب الحالي القائم على المحاصصة في مجال التعيينات، واستخدام مناهج مضى عليها الدهر، هذا المشروع يحتاج رؤية وأهداف!!
باختصار إنه مشروع يحتاج الى تعامل خاص، لأننا ننشد من خلاله التميز والابداع، فعندما كانت جامعة الكويت على سبيل المثال في السابق تدار بشكل احترافي كانت واجهت التعليم الخليجية، وبعد فترة من الزمن ونتيجة لنظام إداري لم يتطور أصبحت مؤسسة تعليمية تحتاج الى إعادة نظر في اُسلوب ادارتها ومستوى أداءها، أتمنى ان يرى هذا الاقتراح النور في يوم من الأيام لكي نتميز ونرتقي، في زمن اصبح التميز لنا صعب المنال!!
ولكن كما يقال
لقد اسمعت لو ناديت حيّا
ولكن لا حياة لمن تنادي
الشق عود!
سنوات عديدة مضت والحياة السياسية والاقتصادية في دولة الكويت دون تطور، أزمات سياسية، وإقصاء، وتهميش، واحتكار، كل ذلك للمحافظة على المعادلة السياسية القائمة التي تراعي مصالح السلطة مع التجار على حساب عامة الشعب، خدماتنا العامة متردية، سياسيات عامة تصاغ من واقع الخيال، مشاريع لا تنفذ، فساد منتشر، والمواطن يعاني!!
قد يستغرب البعض من معاناة المواطن الكويتي في بلد المليارات، نجيب على ذلك السؤال بالآتي: «عندما لا يتوفر في الكويت إلا جامعة حكومية واحدة، مما أدى إلى وجود نحو 30 ألف طالب كويتي يتلقون تعليمهم خارج الكويت أغلبهم على نفقتهم الخاصة، 60% من الأسر الكويتية لا تمتلك منزل في مخالفة واضحة لأحكام الدستور، مستشفيات قديمة متهالكة، أنظمة إدارية معطلة، وغيرها من مظاهر المعاناة، كل ذلك من أجل المحافظة على المعادلة السياسية»!!
متابعة قراءة الشق عود!
سلوك الاستبداد
الاستبداد اُسلوب قذر ومدمر في آلياته وأدواته، شعاره النيل من كرامة الانسان، وإذلاله، وسلب حريته وإرادته، وجعله تبع بدلا من أن يكون مبادر، يبرز رأي الفرد أو القلة على حساب الجماعة، يقصى أصحاب الكفاءة، ويقرب القادر على التطبيل والتزمير للمستبد، المعايير الأخلاقية تهمش، وتبرز معايير النذالة والخسة، تحطم آمال الشعوب وأفراد المجتمع، ينتشر الفقر، والبطالة، والمجاعة، والفساد، يسجن المعارضين، ويضيق على بعضهم، بل وحتى يقتل البعض الاخر، لذلك أمرنا الله سبحانه وتعالى بالشورى والاتفاق حول الأمور والقضايا، منعا للتسلط والتفرد.
متابعة قراءة سلوك الاستبداد