لا يمكن لمهتم بالإعلام السياسي، ولا سيما الغربي أن يغفل ملاحظة التغير اللافت في الاهتمام الإيراني بالحرب الإعلامية. إيران تنبهت إلى الإعلامين المحلي والخارجي معا، سواء من خلال الظهور والهجوم وإيصال رسائلها إلى المجتمع الدولي، أو من خلال حملات العلاقات العامة الضخمة. هل يعني أنها نجحت في تسويق نفسها دوليا؟ لا يمكن قياس ذلك قطعا على مستوى استشعاري. لكن ما يمكن ملاحظته نظريا وبلا شك هو الهجوم الممنهج ضد السعودية. كل ذلك إضافة إلى حملات تسويق وتلميع تبدو واضحة ولا سيما في أمريكا وبريطانيا. وبدا وضوحها في الأشهر التي تزامنت ومفاوضات الاتفاق النووي الإيراني. خلال عقود، لم يشهد العالم لإيران ذلك الحضور الإعلامي الجيد. بل كانت الصورة الإعلامية لإيران في الغرب متلازمة وشخصية السيدة النزقة، المتمردة، المنعزلة، ذات السياسات الخارجة عن القانون التي لا يريد أن يقترب منها أحد. لم يتغير شيء كبير في سياسات طهران، لا شك في ذلك. لكن الذي تغير هو الاهتمام الإعلامي. كانت الصورة الإعلامية متدهورة إلى حد كبير. والآن يبدو أن إيران تغير سياستها في المواجهة الإعلامية. فماذا يعني أن تقدم “نيويورك تايمز” الأمريكية مساحة مقال بعنوان مثير لمسؤول رسمي كمحمد جواد ظريف وزير خارجية إيران ليهاجم السعودية ويستعرض معلومات مشوهة؟ متابعة قراءة سياسات الحرب الباردة المتجددة
التصنيف: فضيلة الجفال
كاتبة وإعلامية سعودية
[email protected]
twitter: @fadilaaljaffal
الورقة التي لم تسقط في الخريف
الورقة التي لم تسقط في فصل الخريف خائنة في عيون أخواتها، وفية في عيون الشجرة، ومتمردة في عيون الفصول، فالكل يرى الموقف من زاويته، مكسيم غوركي. وهكذا فكل زاوية لها مشهد خاص، وتحليل مختلف، ولا سيما لدى أولئك الذين لم يتمرنوا بعد على إحاطة كل الزوايا وأبعادها بتحليل متعدد أو حتى إيمان بفكرة أخرى تبعا لظروفها لربما. هل لذلك علاقة بالتفكير الأحادي؟ يعتمد التفكير الأحادي على رؤية واحدة يبني عليها الفرد كل تصوراته التي لا يمكن تعديل منتجها بأي حال، مع إقصاء أي فكرة أخرى من رؤية أو زاوية أخرى. التفكير الأحادي يرتبط بالإقصاء الذي يرتبط هو الآخر بالتطرف في الرأي ثم إلى العنف من خلال تطور العداء الفكري إلى سلوكي. والفكر الأحادي الإقصائي هو طبيعة محلية لها علاقة بالتراكمات الاجتماعية التاريخية المرتبطة بالأيديولوجيا، تلك التي تقول إن نمو فكرة معينة يعني تهديد فكرة أخرى. متابعة قراءة الورقة التي لم تسقط في الخريف
استراتيجية لإعادة بناء الثقة
الأحداث تصنع الثقة من عدمها. وإذا ما تراكم الفشل أو الأخطاء تكون ردة الفعل تجاه أي حدث جدير بالاحتفاء معبأة بالتوجس. الثقة بالحكومة، أجهزتها وخدماتها هي قضية من قضايا الساعة في الدول المتقدمة. الثقة بخدمات الحكومات في بريطانيا وأمريكا مثال. ولسنا خارج نطاق هذا الكون وإن كان بصيغ مختلفة بطبيعة الحال تختلف من مستوى إلى آخر. ما هي الثقة؟ هل يمكن تعزيز الثقة؟ ما الدور الذي تلعبه القيادة في إعادة بناء ثقة الناس بالحكومة وأجهزتها؟ كيف تؤثر الثقة في الخدمات العامة واستقبالها: الصحة، التعليم، البطالة، السكن، الخدمات الاجتماعية، محاربة الفساد.. إلخ.
كيفية إعادة أو تعزيز الثقة تعتمد على نوع القضايا والقطاعات، كما أن تطوير الأفكار حول كيفية إعادة بناء الثقة بالحكومة وخدماتها العامة يمكن ضبطه بشكل أسهل في عصر المعلومات. لماذا الثقة مهمة؟ الثقة أمر مهم لنجاح السياسات العامة التي تعتمد على الاستجابات السلوكية من الشعب وبالتالي رفع المعنويات وتعزيز المواطنة. وإذا كان هناك انخفاض في ثقة الشعوب بالحكومات وأجهزتها سيصبح أي عمل أو تغيير محل شك يحتاج إلى تفسير وشرح. ثقة المواطنين تحدد ما يتوقعون من الحكومة، وهي التي تمكن الحكومات من تلبية تلك التوقعات. تراجع منهجية الأداء الحكومي وتراجع مستوى الثقة يندرج تحت أمرين: إما أن أداء الحكومة – أي حكومة – سيئ كأداء خدمي أو سياسات اقتصادية، أو أن متطلبات الشعوب تطورت، أو كلا الأمرين. تقدم العصر يحتاج إلى تعاط أكبر. يعتقد الخبير السياسي المخضرم رونالد إنجلهارت أن القيم الاجتماعية والسياسية تحولت بعيدا عن الاهتمامات والمخاوف «المادية» زمن الآباء والأجداد كالازدهار الاقتصادي والأمن، نحو مجموعة من القيم ما بعد المادية كحرية الاختيار، ونمط الحياة، وحرية التعبير إلخ. وهي التي تندرج منها العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد أيا كان فسادا ماديا أو فسادا في الأداء. لا شك أن تنامي مستوى الحداثة واتجاهات الحراك الاجتماعي، فضلا عن عوامل أخرى متشعبة تعزز من تآكل الثقة. متابعة قراءة استراتيجية لإعادة بناء الثقة
صديقنا عمر
“في اليوم التالي لم يمت أحد.. علينا أن نتذكر أنه في الـ 40 مجلدا من تاريخ العالم لم تحدث مثل هذا الظاهرة ولو لمرة واحدة، لم يحدث أن مر يوم كامل بساعاته الـ 24، بنهاره وليله، دون أن يقع موت واحد.. حتى عشية السنة الجديدة أخفقت في أن تترك خلفها كعادتها طابور الضحايا المفجع… لم يمت أحد من المصابين في الطريق وتحدوا بذلك أكثر التوقعات الطبية تشاؤما.. المريض الذي كان من المستحيل أن يعيش بالأمس، بدا اليوم واضحا أنه يرفض الموت، وأن ما يحدث هنا يتكرر في أرجاء البلاد. حتى آخر قبس من آخر ليلة في السنة كان الناس يلقون حتفهم في التزام كامل بقواعد اللعبة، سواء تلك المتعلقة بلب المسألة أي إنهاء الحياة، أو تلك المتعلقة بشكلها أي الدرجات المتفاوتة من مظاهر الأبهة والوقار التي ستصحب اللحظة القاتلة…”. تذكرت رواية “انقطاعات الموت” للروائي البرتغالي خوسيه ساراماجو، ونحن نودع عام 2015 بوفاة زميل وعزيز آخر، أحد «فرسان مكة» عمر المضواحي. لكن الموت ليس كرواية ساراماجو المتخيلة. إنه يخطف أرواح الأصدقاء والأحبة بلا فاصل قصير. يفاجئنا مثل بريد غير متوقع، مثل انفجار، مثل نشرة أخبار عاجلة. متابعة قراءة صديقنا عمر
عراك الديكة في أمريكا
هل كان دونالد ترامب يريد أن يلامس الجرح كما قد يدعي؟ أم أنها محاولة للتنصل من نفق الحماقة الرديء! في مقابلة لترامب على CNN قال “لدي عديد من الأصدقاء المسلمين فرحون جدا لإقدامي على فعل ذلك لأنهم يعلمون أن لديهم مشكلة، وقالوا إن الوقت قد حان لأن يتحدث أحد عن التطرف”. أثار ترامب عاصفة من الجدل والنقد بسبب دعوته لمنع المسلمين من دخول أمريكا. حتى أن قادة الحزب الجمهوري أنفسهم اجتمعوا بعدها على مأدبة عشاء خاصة لنقاش خطة للتوافق على مرشح بديل، ومنع ترامب من الحصول على الترشح. العاصفة شملت أيضا تعليقا من البنتاجون بأن “خطاب ترامب المعادي للإسلام يقوض الأمن القومي الأمريكي، ويعزز من قدرات تنظيم داعش، ويقوض الجهود الأمريكية في التصدي للأيديولوجيات المتطرفة”. جوقة منتقدي ترامب ضمت أيضا جون كيري، سياسيين، فنانين، رجال أعمال.. وغيرهم. متابعة قراءة عراك الديكة في أمريكا
وطن «كوكو شانيل»
قبل أيام، ظهر آندرو نيل، على برنامجه This Week على BBC1 البريطانية موجها رسالة “تهزئة” إلى أتباع داعش على خلفية هجمات باريس. ربما ما ميز ظهور نيل الصارخ الذي تلقى ردود فعل قوية إيجابية هو ليس فقط المونولوج المسرحي الذي أداه في برنامجه وكأنه خطبة حماسية سياسية أو جزء من مسرحيات شكسبير، بل ربما لشيء أعمق هو أن ما قاله ربما كان الكثير من الأوروبيين والإنجليز أيضا ليسوا واثقين تماما بشأنه أو لربما ليسوا واثقين من جرأة التعبير بشأنه. وذلك لأن هناك نوعا من الشك بأن الديمقراطيات الغربية قد تكون تسببت بطريقة أو بأخرى في ما حدث ويحدث من إرهاب. وكأنما نيل بصوته العالي وبحسمه هذا بدد تلك الشكوك الصغيرة المختبئة. ولا شك أن نيل رفعت له القبعات لا سيما أن ظهوره هذا عوض بشكل لائق عن تغطيات المحطة التي وصفت بالباهتة للحدث. متابعة قراءة وطن «كوكو شانيل»
هل نواجه فشلا استخباراتيا عالميا؟
تعددت الأحداث الإرهابية أخيرا. دول عربية وغربية، جميعها مصدر تساؤل حول عمل أجهزة الاستخبارات والأمن وأدائها الأمني والتكنولوجي وموارد معلوماتها. منذ 50 سنة ومنهجية الإرهاب متشابهة. إلا أن هذه المنهجية تتطور بطبيعة الحال. وما إذا كنا نستطيع القول إن أحداث 11 سبتمبر فشل استخباراتي أمريكي سابق، فإن سقوط الطائرة الروسية وهجمات باريس الأخيرة وغيرها من الهجمات التي تتكرر بشكل مرهق على وسائل الأخبار هي أيضا قد تكون كذلك. متابعة قراءة هل نواجه فشلا استخباراتيا عالميا؟
فوز أردوغان تعزيز للمحور الإقليمي
إذن فاز حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في الانتخابات البرلمانية التي شهدتها تركيا. وأحدث وللمفارقة فوز أردوغان، شأن كل انتخابات تركية، نوعا من الجدل العربي، وهي غالبا آراء لا معنى لها. فمنهم من احتفل بفوز حزب “العدالة والتنمية” كما لو كان انتصارا رمزيا وكيديا إسلامويا يمثله أردوغان وحزبه. آخرون على طرف نقيض رأوا في الفوز قلقا من الرمزية نفسها وهي الإخوان المسلمون. إذن فأغلب من فرح ومن استشاط غضبا، فكر في الرمزية نفسها على المسرح التركي كما لو كان الأمر تشجيعا كرويا لا أكثر. تشجيعا سطحيا يفصل بين انتصارات الحزب في الانتخابات وعلمانية الدولة التركية، أي تشجيعا بمعزل عن النظام السياسي التركي. متابعة قراءة فوز أردوغان تعزيز للمحور الإقليمي
كلمات الملك .. والإعلام
“يكتبون في الإعلام فليكتب من يكتب، لكن أي شيء تشوفون له أهميته الأخرى فأهلا وسهلا، التلفون مفتوح والأذن مفتوحة والمجالس مفتوحة”. كان هذا جزءا من حديث الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – في اللقاء الموفق مع مجموعة من الإعلاميين والمثقفين من كلا الجنسين. تأتي هذه الكلمات فيما تواجه المملكة نوعا من المواجهة الإعلامية الدولية، تسعى غالبا إما للتأثير سلبا في مجملها في الصورة العامة أو الضغط في شأن قضايا لها علاقة بمنظمات دولية. السؤال الأهم هو هل ما تقوم به الصحافة الغربية حملة فعلا؟ يحتاج ذلك إلى بحث جاد وقياس لذلك، ولا سيما أن الصحافة الغربية قوية التأثير سواء كان ذلك مقصودا أم غير مقصود، منظما متواترا أم ردود فعل فقط. متابعة قراءة كلمات الملك .. والإعلام
غياب الحاملات الأمريكية عن الخليج
ربما الخبر الأكثر إثارة أخيرا هو أنه للمرة الأولى منذ عام 2007، لن يكون هناك وجود لحاملة طائرات أمريكية، على مدى أشهر قادمة، في الخليج العربي. إذ تغادر الحاملة “يو إس إس ثيودور روزفلت” قريبا. وقد نشرت صحيفة “الحياة” بالمقابل خبرا آخر حول سعي السعودية إلى ملء الفراغ العسكري بالوجود في منطقة القرن الإفريقي. والموقع الذي اختارته المملكة يعمل على إيجاد حال من التوازن الدفاعي والهجومي العربي في منطقة البحر الأحمر، ويضيف إلى القدرات القتالية السعودية موقعا متقدما يمكن استخدامه بصفة دائمة في حاﻻت الطوارئ، التي يمكن أن يتعرض فيها الأمن الوطني السعودي لأي تهديد. ولا ننسى في هذا السياق الوجود الإيراني العسكري في إريتريا، الذي أصبح يشكل تهديدا للأمن القومي العربي، خصوصا في منطقة البحر الأحمر والدول المطلة عليه. متابعة قراءة غياب الحاملات الأمريكية عن الخليج