كان أشبه بمشهد مسرحي ضاحك وساخر في البرلمان اللبناني قبل أيام، والمنطقة تتابع انتخاب الرئيس اللبناني بعد شغور طويل للمنصب. وانتخب البرلمان اللبناني الجنرال ميشال عون الإثنين الماضي، وهو الذي تعهد بإبقاء لبنان بعيدا عن الأزمات الإقليمية. وهو تصريح يدعو للتفاؤل بعض الشيء. قصر بعبدا المهجور منذ عامين وخمسة أشهر لم يعد شاغرا بعد أن كان يبدو انتخاب رئيس وتشكيل الحكومة أشبه بالمهمة المستحيلة. ما الذي تغير بعد كل هذه المدة ليجلس النواب في البرلمان يتبادلون أوراق مرشحيهم كما لو كانت لعبة ديمقراطية يفترض أن تكون مفصلة على مقاس الطوائف اللبنانية الـ 17. سؤال صعب مطروح ومعقد بحجم تعقيدات المنطقة، لكنه سؤال ربما هامشي الآن طالما أن العقدة انفرجت – على الأقل هكذا بدت. ذلك التشابك الحرفي بين وضع لبنان الداخلي ذي المحاصصة الطائفية والأوضاع المحيطة هو الذي يجعل من لبنان ساحة تختزل الأوضاع الإقليمية، أو حتى كما لو كان غرفة كواليس لما يحدث في المنطقة، لا سيما ذلك الامتداد السوري الحرج للغاية؛ الجغرافي والسياسي. متابعة قراءة قصر بعبدا لم يعد مهجورا
التصنيف: فضيلة الجفال
كاتبة وإعلامية سعودية
[email protected]
twitter: @fadilaaljaffal
صاروخ «الحوثيين» على مكة
قال اللواء ركن، أحمد عسيري، المستشار في وزارة الدفاع السعودية، إن أنظمة صواريخ باتريوت الدفاعية التي رصدت ودمرت الصاروخ الحوثي ترسم خط مسار له وهذا أظهر أنه كان يستهدف مكة. وتم اعتراض الصاروخ على مسافة 65 كيلومترا من مكة المكرمة شرق مكة. لم يلبث الحوثيون أن غردوا بخبر أن استهداف الصاروخ كان مطار الملك عبدالعزيز في جدة. وحتى في الادعاء المزعوم الذي أسقط آخر ورقة توت هو في كلتا الحالتين أدهى وأمر، فهذا المطار المدني الدولي هو بوابة الحرمين وثلاثة أرباع المسافرين عبره هم إما معتمرون أو حجاج أو زائرو الأماكن المقدسة من الخارج أو الداخل. ومع ذلك لم يجد الحوثيون حرجا من هذا التبرير. متابعة قراءة صاروخ «الحوثيين» على مكة
المرأة السعودية في الإعلام الأمريكي
حين نتحدث عن صورة السعودية السلبية في الإعلام الدولي، فنحن نتحدث برأيي عن نسبة لا تقل عن نحو 70 في المائة حول ملف المرأة السعودية. هذه ليست مبالغة، وذلك لكوني متابعة للإعلام الخارجي أكثر من الإعلام المحلي. ما أثار الصخب منذ أيام تحقيق صحافي واستطلاع لصحيفة “نيويورك تايمز” حول المرأة السعودية. وما لفت هذه المرة أنها خاطبت السعوديات باللغة العربية لإجراء الاستطلاع الذي أعدته صحافية عربية. لم تكن المرة الأولى حول الموضوع نفسه، فخلال الشهرين السابقين ــ تحديدا ــ كانت هناك حملة تويترية حول إسقاط ولاية المرأة السعودية، تقوم بها وتعبر فيها سعوديات متضررات من نظام الولاية. وقد غطى هذا التحرك أغلب الصحف والمجلات الكبرى الأمريكية والبريطانية والأوروبية.
هل يمكن اعتبارها جزءا من الضغوط السياسية تجاه السعودية؟ قد يكون ذلك، فهو ليس سوى استغلال لقضية، ولا سيما أن صحيفة “نيويورك تايمز” خلال هذا العام بدت صارخة في هجومها ضد المملكة، وهي المقربة من إدارة باراك أوباما وعقيدته السياسية. المؤسف والمهم في آن أن الصحيفة واحدة من أعرق الصحف الأمريكية وأكثرها تأثيرا، وهي التي يطلب ودها النخب من سياسيين وإعلاميين وفنانين وذوي أعمال ونفوذ وصناع قرار ومختلف مؤسسات المجتمع الأمريكي. وقد سبق أن نشرت “نيويورك تايمز” مجموعة مقالات جائرة بحق السعودية، من بينها مقال باسم رئيس التحرير، ومقالات لكتاب إيرانيين ومقالات جائرة أخرى لمحمد جواد ظريف وزير خارجية إيران. ويمكن اعتبار هذه المقالات جزءا من السياسات الأمريكية الأخيرة لإدارة أوباما تجاه السعودية، ومن بينها مقابلته في مجلة “ذا أتلانتك” الأمريكية التي اتهم فيها السعودية بنشر التطرف والإسلام المتشدد “الوهابي”. وهي اقتباس لترويج النخب الإيرانية في الولايات المتحدة، تلك التي تعمل في مراكز الأبحاث والجامعات والمؤسسات الصحافية والمقربة من البيت الأبيض، التي بحسب “معهد كارينيجي” الأمريكي، يبلغ عددها أكثر من ثلاثة ملايين شخص يملكون ثروات تتجاوز مجتمعة 400 مليار دولار. وكثير من الهجوم الممنهج الذي استمر في المرحلة الأخيرة كان للتسويق الإيراني ضد السعودية بدءا من تسويق الاتفاق النووي. متابعة قراءة المرأة السعودية في الإعلام الأمريكي
رغم النفط .. ما زلنا محظوظين
ظهر على برنامج الثامنة لداود الشريان على mbc كل من وزير المالية، ووزير الخدمة المدنية ونائب وزير الاقتصاد والتخطيط. كان لقاء مثيرا ومهما في آن، وذلك لأنه واكب تطورات اقتصادية تطلبت ظهور مسؤولين يواجهون قلق الناس ويجيبون عن أسئلتهم، ولا سيما وهي المرة الأولى التي يطول تأثر الاقتصاد شؤون حياتهم ومصادر رزقهم. ولا شك أن حديث المسؤولين أحدث ضجة ولا سيما تصريح وزير الخدمة المدنية الذي قال إن الدراسات التي أعدت حول إنتاجية الموظف الحكومي كشفت أن إنتاجيته لا تزيد على ساعة واحدة في اليوم! في حين قال تصريح نائب وزير الاقتصاد والتخطيط إن السعودية كانت معرضة للإفلاس خلال ثلاثة أعوام، لكنها قامت باتخاذ إجراءات، وقد قال لاحقا إنه خانه التعبير. وكلا التصريحين استخدما صيغ المبالغة التي تلائم جلسات نميمة، لكنها لا تعتمد على دراسات أو حقائق واقعية. والمؤسف أن طارت بهذين التصريحين الصحف العالمية بعناوين فلاشية. وقد جاءت تلك التصريحات غير بعيدة – زمنيا – من تصريح وزير الطاقة خالد الفالح الذي عبر فيه عن تفاؤله بسوق النفط، مؤكدا أن “دورة الهبوط الحالية تشرف على الانتهاء، والدليل هو تراجع احتياطيات الولايات المتحدة من النفط خلال الأسابيع السبعة الماضية”، انتهى حديث الفالح. صحيح، لدينا على الأقل عقود قادمة من عمر النفط، وقد تتراجع المرحلة الصعبة خلال الأشهر القادمة لسوق النفط وإن ببطء، لكن أسعاره ستبقى ولا شك رهن المضاربات السياسية والاقتصادية. لقد تأثرت بالفعل شركات استخراج النفط الصخري في الولايات المتحدة، وإن كان إنتاج النفط الصخري مكلفا وغير عملي وغالبا لا يعول عليه على المدى البعيد كمنافس حقيقي، إلا أنه لا يمكن التنبؤ بالتقدم التكنولوجي. متابعة قراءة رغم النفط .. ما زلنا محظوظين
الموصل .. حرب الجغرافيا والأيديولوجيا والنفط
كشف سكان محليون في مدينة الموصل، الثلاثاء الماضي، أن تنظيم داعش بدأ حفر خندق كبير حول المدينة، استعدادا للمعركة المرتقبة مع القوات الأمنية، وأشاروا إلى أن التنظيم قام بغلق أحياء بكاملها عند بدئه الحفر. وقال مسؤولون عسكريون وسكان ومسؤولون إن التنظيم عمل جاهدا هذا الشهر على حفر خندق باتساع مترين حول المدينة ووضع خزانات نفط بالقرب منها “لعمل نهر من النيران يعطل تقدم القوات ويحجب الرؤية عن طائرات الاستطلاع”. يضيف الخبر الذي يتعلق بحرق النفط هذا إلى قائمة القلق في المنطقة من أن تتحول إلى فضاء يهدد البيئة والحياة. المنطقة المشتعلة التي عانت حرق آبار النفط الكويتية من قبل جيش صدام حسين في التسعينيات. وهو الحدث الذي هدد المنطقة وأثر في البيئة والمناخ العالميين. الموصل مدينة نفطية استخدم فيها “داعش” نفطها وباعه في صهاريج. وأهميتها الاستراتيجية تكمن في التمويل والموقع والإعلان الأول. ولا تزال شركة نفط الشمال تحاول إخماد حرائق الآبار النفطية في مصفى “القيارة” النفطي بعد أن فجرها “داعش” في أغسطس الماضي.
سقطت الموصل بالكامل بيد “داعش” وقوات محلية متحالفة معه يوم 10 يوليو 2014. وشهدت المدينة نزوح عدد كبير من سكانها نتيجة المعارك. ومع بداية 2015، أعلنت قوات التحالف شن ضربات جوية على مدينة الموصل والمناطق التي يسيطرون عليها. عامان مرا الآن وهو عمر قصير طويل على وجود “داعش” في الموصل العراقية حتى أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي يوم 17 أكتوبر انطلاق معركة استعادة الموصل. وكانت القوات العراقية والبشمركة قد بدأوا، فجر الإثنين الماضي، بدعم من التحالف الدولي وتحت غطاء جوي من طائراته، هجومهم لاستعادة الموصل التي يقطنها 1.5 مليون نسمة. متابعة قراءة الموصل .. حرب الجغرافيا والأيديولوجيا والنفط
نحن وأمريكا .. وسياستها الخارجية
لم يتبق كثير حتى نوفمبر، حيث يترقب العالم انتخاب القوة الأمريكية العظمى لرئيسها، كما يحدث كل أربع سنوات. إلا أن هذا العام هو عام التسلية بلا منازع، حيث يتبارز، حرفيا، فيه دونالد ترامب وهيلاري كلينتون. يبدو الانتظار مملا لأن من سيحكم البيت الأبيض بين 2017 و2021 سيكون أحد خيارين أحلاهما مر. ترامب المتهور عديم الخبرة وهيلاري التي غالبا وريثة سياسة أوباما. وبالنسبة إلى الشرق الأوسط الملتهب لا تبدو هناك مؤشرات مطمئنة بالنسبة لحكم أي منهما. وذلك مع إمكانية توقع نهج السياسة الخارجية تجاه المنطقة من جهة، ومن جهة أخرى سقوط الآمال حين يشهد الداخل الأمريكي وخارجه فصولا من مسرحية ساخرة بطلاها مرشحا الرئاسة الأمريكية أنفسهما. وهو بلا شك السباق الأكثر إثارة ربما في تاريخ الانتخابات الأمريكية، بين شخصيتين متناقضتين إحداهما امرأة لها وهج أول سيدة رئيسة في البيت الأبيض وليست سيدة أولى، بل مع أول “سيد أول” ورئيس سابق!.
ولا شك أن ملفات السياسة الخارجية متراكمة على طاولة الرئيس القادم التي لا تنحصر في المنطقة وإن كانت الأكثر اشتعالا. فهناك الحرب على الإرهاب إلى النزاع الأوكراني، والتوتر الروسي – الأطلسي، والمشكلات في بحر الصين وشبه الجزيرة الكورية، والأزمات في سورية والعـراق وليبيا واليمن وبينهم القضية الفلسطينية، وفوقها ملف إيران النووي وميليشياتها. وبطبيعة الحال يترقب العرب والإقليم السياسة الخارجية الجديدة ومتغيراتها وأن ثمة متغيرات. يأتي هذا الترقب في مرحلة تقطف فيها المنطقة ثمار عقيدة أوباما، فهروب الإدارة الحالية من معالجة إدارة الأزمات منذ سنوات خلف تداعياته المربكة أيضا على العلاقات الأمريكية وشركائها وحلفائها في المنطقة. ولا سيما وهو يغادر بخيبة المفلسين من رهان فاشل بشأن الشراكة مع إيران. إلا أنه وبرغم الخيبات، لم يعد مجديا إبداء الرأي في سياسة الرئيس الراحل وترقب القادم فقط دون تحركات عملية، إذ ليس هناك مؤشر مطمئن على تراجع الصراعات في المنطقة. بل المزيد من السخونة والاشتعال إن لم تحدث معجزة حقيقية. متابعة قراءة نحن وأمريكا .. وسياستها الخارجية
غارات أمريكية بالصواريخ على الحوثيين
قد يكون الخبر الأهم هذا الأسبوع هو شن الجيش الأمريكي ضربات بصواريخ كروز، على ثلاثة مواقع رادار ساحلية في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، وذلك ردا على هجمات صاروخية فاشلة هذا الأسبوع على مدمرة تابعة للبحرية الأمريكية. وتمثل الضربات التي أجاز الرئيس باراك أوباما تنفيذها، أول عمل عسكري مباشر تقوم به واشنطن ضد أهداف يسيطر عليها الحوثيون، وذلك بعد رصد صاروخ أطلق من منطقتهم قرب الحديدة على المدمرة الأمريكية “يو إس إس ماسون”، وقد استخدمت المدمرة المضادات الدفاعية ولم يصل الصاروخ إليها. وقد كثرت التكهنات حول تعليق القيادة الوسطى للبحرية الأمريكية، الإثنين الماضي بقولها “سنرد في الوقت المناسب”، لاسيما أنه قبل أيام من ذلك، تعرضت سفينة إماراتية لإطلاق صاروخ قبالة اليمن، في هجوم أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنه. متابعة قراءة غارات أمريكية بالصواريخ على الحوثيين
القوة الناعمة .. هل يمكن أن تبيع الحب؟ «2 من 2»
كل دولة ولها قوتها الناعمة في توظيفها. فآسيا مثلا لها حضورها الكبير في براءات الاختراع والصور المتحركة وألعاب الفيديو والإلكترونيات، ولا ننسى قوة بوليود الهند السينمائية. والقوة الناعمة الأوروبية تنافس أمريكا في الفنون والآداب والأزياء والأطعمة والمراكز الخمسة الأولى في عدد جوائز نوبل في الأدب والموسيقى والسلم والتعدد الثقافي والدبلوماسية العامة. ومن هنا أذكر قيمة المملكة بورقتها قوتها الناعمة التي تلعبها في المساعدات الإنسانية على مدى تاريخها. ولا أعتقد ستتلاشى من ذاكرة الأمريكيين صورة مدير شركة أرامكو في هيوستن الجذابة والإنسانية مع سيدة أمريكية انهار بيتها في إعصار كاترينا. حينها تداولت الصحافة تبني المملكة إعادة بناء بيوت الأمريكيين في المنطقة المنكوبة. لا يمكن الاعتماد فقط على الصداقات والتحالفات السياسية. ينبغي أن يصرف على القوة الناعمة بالتوازي مع القوة العسكرية الصلبة. والقوة الناعمة ليست دعاية سياسية، بل هي سجال هادئ عميق وطويل الأمد. في السنوات الأخيرة لم يكن هناك حضور تركي بارز في المنطقة العربية، كان هناك نوع من الفتور حتى ظهرت المسلسلات التركية المدبلجة عن الحب والرومانسية، كذلك الأمر بالنسبة للغرام السعودي باليابان من خلال نجومها الشباب في مسلسلات يابانية. من ينكر التأثير الياباني اليوم في جيل جديد من السعوديين؟. الثقافة هجوم ناعم غير محدد فاعله. القوة الناعمة هي العنصر الثابت في السياسة المتحركة. متابعة قراءة القوة الناعمة .. هل يمكن أن تبيع الحب؟ «2 من 2»
سوسيولوجيا البلد .. وشكل النظام
نشرت “نيويورك تايمز” قبل فترة تقريرا صحافيا عن اقتراح لانتشال ليبيا من أزمتها السياسية والأمنية، وهو استعادة النظام الملكي، وإن مؤقتا. وقد سبق وتبنى هذا الاقتراح بشكل رسمي وزير الخارجية الليبي منذ عامين وأعيدت الجنسية لآل الملك إدريس السنوسي المنفيين بعد 47 عاما. الاقتراح يرى أن الملكية حل من شأنه أن يحتوي الفرقاء كافة ويسمح بالتفاف الليبيين حول شخصية أبوية محل احترام، كما البدء فى إعادة تركيب الدولة المشتتة كقطعة بازل بين برلمانين متناحرين وميليشيات متعددة الولاء والقبائل والأيديولوجيات. ولا شك أن الإرث العشائري والقبلي مترسخ بعمق في أغلب الجمهوريات العربية. وهي غالبا أنظمة جمهورية اسمية أو قد نقول عنها ملكية هجينة ترتدي كاريزما الملكية ويحكم فيها الرئيس مدى الحياة كما يورث تماما كملك، مع احتفاظه بالسلطات التشريعية والتنفيذية. وذلك الوضع في أغلب الجمهوريات العربية مثل آل الأسد في سورية وصدام في العراق وما حدث في مصر وليبيا وتونس واليمن قبل أن تندلع الثورات.
وعلى اعتبار الفكر الإنساني فكرا مشتركا، رغم اختلاف الظروف بطبيعة الحال، استطاعت الثورة الفرنسية التحول من شخصية الملك إلى شخصية أخرى هي القومية أو الأمة. والفرق بين القومية العربية والغربية التي عزفت على وتر الأمة نجد أن الغربية في أوروبا، مثلا، أسست لما يدعم هذا الشعور القومي، بأن أنتجت أنظمة صناعية متقدمة اقتصاديا كما في ألمانيا. بينما لم تنتج الحركات العربية التي قادت انقلاباتها الدموية وأسست للجمهوريات سوى الشعارات الفارغة والتقديس الأعمى للزعيم والقائد الضرورة. وكفعل شبيه بالانقلابات الغربية التي أسقطت الملكيات، استبدلت الأحزاب ذات التطلعات القومية الشكلية شخصية الملك بزعامات لكنها زعامات في تجسيد فاشي. واجتهدت الأنظمة لاحقا في تشويه العهود الملكية المسقطة من خلال ماكينتها الإعلامية، وهي عهود اتسم أغلبها بالنهضة على مختلف الأصعدة. متابعة قراءة سوسيولوجيا البلد .. وشكل النظام
القوة الناعمة.. هل يمكن أن تبيع الحب؟ «1 من 2»
قاد أخيرا الفنان التشكيلي السعودي القدير عبد الناصر غارم، مجموعة فنانين شبابا في معارض جابت عددا من ولايات أمريكا. طبيعة هذا الفن المقدم ورسائله عميقة على المستوى الفني، وعلى مستوى تعبير القوة الناعمة للمملكة. كذلك كان لافتا تقديم الأمير محمد بن سلمان في زيارته الأخيرة للصين لوحة فنية للفنان السعودي القدير أيضا أحمد ماطر، وهي لوحة تستعرض مشروع طريق الحرير، المشروع المدلل للصين، الذي يدغدغ مشاعرها وأحلامها. فقبل أقل من عامين شدد الرئيس الصيني على أهمية زيادة القوة الناعمة للصين والتواصل مع العالم. يتضح ذلك في مجموعة من المبادرات والأحلام الصينية الجديدة، وطريق الحرير واحد منها. بلا شك لا يمكن اختزال القوة الناعمة في الثقافة والأطعمة والفن فقط كالكوكاكولا الأمريكية والأجبان الفرنسية والبوكيمون اليابانية ولا حتى “جزيرة” قطر التي لعبت دورا سياسيا حتى تراجعها المدوي الأخير. فكل ذلك يحكمه سياق معين وهندسة دقيقة. مصادر القوى ليست عسكرية فقط. وتزايد أهمية القوة الناعمة في العالم يعود لسبب مهم وهو أن حسم الصراعات بالقوة العسكرية وحدها غير ممكن في العصر الحالي. وذلك يعود إلى الانفتاح وتزايد تأثير وقوة التكنولوجيا ووسائل الاتصال المباشرة بين البشر في العالم. الأمر الذي يتطلب استراتيجية لقوة ناعمة تضمن حلفاء ليس من الحكام فقط بل من الشعوب. ولطالما كانت منتجات وثقافة أمريكا الشعبية القوة الناعمة الأبرز، فهي تملك ثلثي العلامات التجارية الأهم في العالم والموسيقى والسينما والبرامج التلفزيونية، والعلوم وجوائز نوبل والتكنولوجيا، والرياضة والميداليات الذهبية الأولمبية، والبحوث والمبتعثين وغير ذلك. لكنها في المقابل خسرت جزءا كبيرا من جاذبيتها بسبب بعض السياسات. متابعة قراءة القوة الناعمة.. هل يمكن أن تبيع الحب؟ «1 من 2»