كانت نجومية السعودية طاغية على مشهد منتدى دافوس الاقتصادي العالمي هذا العام، بحضور كتيبة من المسؤولين السعوديين الكبار المعنيين بالسياسة والاقتصاد والتجارة والاستثمار، عدت أكبر “كابينة” وزراء في تاريخ مشاركة السعودية في منتدى دافوس لعقود. وليس المنتدى غريبا على السعوديين على أي حال، لكن هذا العام له طابع مختلف يظهر مستوى العمل السعودي الداخلي والخارجي الذي يدور على قدم وساق. ولا سيما المنتدى فرصة كبيرة يمكن استثمارها للعمل، هو المنتدى الذي يضم سنويا نخبة الاقتصاد والسياسة والأكاديميين والباحثين والصحافيين من كل العالم. والمملكة خلية نحل من العمل والتغيير والإصلاح. وقد برز هذا الوجود الطاغي في المنتجع السويسري في صورة ندوات ولقاءات ونقاشات مكثفة أظهرها الإعلام العالمي بشكل لائق. ولا شك أن الندوات السعودية والنقاشات إحدى أقوى النقاط التي يمكن حصد كثير منها، فيما يخص المجالات المذكورة تلك بل أكثر. هذا الإقدام والجدية يعكسان ثقة الحكومة السعودية ولا شك بخططها وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية كما الاجتماعية. وهذا الأمر ينعكس على المستثمرين بالاطمئنان، حين تصل رسائله المباشرة وغير المباشرة. وقد ظهرت تعابير الاطمئنان والثقة على لسان بعض “هوامير” الاقتصاد في العالم، بوصف ذلك انعكاسا لثقة السعودية الواضحة وحضورها الجريء كما لغتها الأكثر شفافية، تلك التي ظهرت في تصريحات الوزراء اللامعين من وزير الخارجية إلى وزير الطاقة إلى وزير التجارة ووزير المالية وبقية الخلية. وفي ذلك عوائد سياسية كبرى بالمقابل. متابعة قراءة الكتيبة السعودية في «دافوس»
التصنيف: فضيلة الجفال
كاتبة وإعلامية سعودية
[email protected]
twitter: @fadilaaljaffal
القوة الدفاعية للمملكة
رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، القائد الأعلى للقوات المسلحة الأربعاء الماضي، حفل كلية الملك فيصل الجوية بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيسها، وحفل تخريج الدفعة (91) من طلبة كلية الملك فيصل الجوية، إضافة إلى تدشين الطائرة الجديدة F.15 – SA التي انضمت إلى أسطول القوات الجوية الملكية السعودية، وفقا للصفقة التي تم عقدها مع الولايات المتحدة في عام 2012، لشراء 84 مقاتلة من هذا الطراز. وكان حدثا أثيرا أن تشهد سماء الرياض العروض الجوية لتشكيلات مقاتلات القوات الجوية الملكية السعودية. والأهم أن تشهد تطور القوة العسكرية والدفاعية للمملكة، سواء من حيث التجهيزات أو من حيث الكفاءات، وعلى رأسها القوات الجوية الملكية السعودية، “المتمثلة في امتلاك أحدث الطائرات في العالم، وتأهيل وتدريب الطيارين والمساعدين، ودعم وتعزيز خطط تنمية قدرات القوات المسلحة للوصول بها إلى جاهزية قتالية عالية لتتمكن من أداء واجبها الوطني بكل كفاءة واقتدار”، بحسب ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان. متابعة قراءة القوة الدفاعية للمملكة
«هاوس أوف كاردز»
لطالما عرفت أمريكا كدولة إعلامية وسينمائية من الطراز الرفيع. وذلك لسطوة صناعة الصورة الإعلامية في ذهنية العامة، كما في كل مناحي الحياة من صناعة نجوم الفن إلى نجوم السياسة، بما يتجاوز المجتمع الأمريكي إلى الدولي. والإعلام الأمريكي في سطوته لا يغطي الأحداث بل يصنعها. لذا فقد كان فوز ترمب على كلينتون صدمة كبيرة للإعلام، الذي اعتُبر مضللا في رسم توقعاته وللصورة والابتعاد بها عن الواقع. لكن سطوة الإعلام والصورة هي سطوة المصالح بالدرجة الأولى، حتى وإن بدت متبناة من بعض الشعب حين خرج المتظاهرون يوم تنصيبه وقاموا بتكسير السيارات وواجهات المحال، فيما حاولت الشرطة تفريقهم مستخدمة رذاذ الفلفل. ما يحدث في الولايات المتحدة يذكرني بأحداث المسلسل الأمريكي الشهير House of Cards، الذي يستعرض خبايا نخبة واشنطن السياسية، وذلك بنقل صورة واقعية عن صناعة السياسة وإدارة شؤون الحكم والسلطة، وكيفية وصول صناع القرار عبر صناديق الانتخابات من قبل الشعب، وكيف تحدد القواعد الدستورية والقانونية الثابتة أدوار كل منهم، وكيف يخضع الجميع للسلطة القضائية المستقلة من خلال الرقابة والمساءلة. لكن اللافت هو كيف تتحول تلك المبادئ العظيمة للديمقراطية الأمريكية إلى ممارسات رمادية تكرس نفوذ المال واللوبيات وجماعات الضغط والمصالح الاقتصادية الكبرى أمام صناديق الانتخابات؟ متابعة قراءة «هاوس أوف كاردز»
الملا الخاضع .. والدب المسيطر
مع تطورات الوضع في سورية وترتيبات مؤتمر الأستانة في الـ23 من يناير، الذي سيجمع المعارضة بالنظام لحل سياسي، وسط ترحيب دولي، بصفته مكملا لمؤتمرات جنيف، يبرز ما يمكن تسميته صراعا خفيا بين روسيا وإيران. صراع ليس في مصلحة إيران في الملف بل مفروض عليها، وهو الذي أظهره انطفاء الدور الإيراني وغموضه، رغم ما يبدو من استمرارية دورها في إدارة الحرب على الأرض في سورية حتى الآن. لكن الحل السوري بقيادة روسيا كما ضمن وقف النار سيتطلب إفراغ الأراضي السورية من الميليشيات التابعة لإيران بقيادة سليماني. وهنا تبدو العقبة الكامنة أمام روسيا، هي التي تنظر للحلول من منظار مصلحتها كقوة دولية. بينما تنظر إيران إلى الحلول من زاوية مشروعها الإقليمي الكبير بإطاره العقدي السياسي كما دعم محور الممانعة. وهذا المشروع تحديدا هو ما يجعل ثقة الأسد بإيران أكبر من روسيا في مسألة عدم التخلي عنه. لكن القوة والحماية والسيطرة كل ذلك بيد روسيا لا بيد إيران، ومن ذلك الحماية العسكرية والدولية، إضافة إلى ما يعد له في أوروبا مع مجلس الأمن الدولي لمحاكمة الأسد في قضايا جرائم الحرب واستخدام الأسلحة الكيماوية. متابعة قراءة الملا الخاضع .. والدب المسيطر
نعم .. حراس ومحاربون
تصنف الشرطة الأمريكية ولا سيما شرطة نيويورك ولوس أنجلوس ضمن قائمة أفضل الشرط في العالم. وعلى القائمة أيضا الشرطة اليابانية والبريطانية والفرنسية والصينية والكندية وغيرهم. كيف يتم التصنيف؟ بطبيعة الحال بحسب كثافة التدريب والأداء والجهود والمعايير الأمنية المتبعة كما الانضباط وتراجع الفساد في الجهاز. وقد تعرضت السمعة الأمريكية إلى بعض التراجع حين عجت وسائل الإعلام الأمريكية كما العالمية أخيرا بأخبار غير لائقة للشرطة في تعاملها مع بعض القضايا. لذا فقد هرع إلى فلسفة الوضع وإيجاد حلول له كثير من الأكاديميين الأمريكيين كما مختصو التدريب. وكان السبب الذي خلص بعضهم إليه هو نظرة ضباط الشرطة إلى وظيفتهم بصفتهم محاربين warriors أكثر من كونهم حراسا (للديمقراطية والقيم) guardians. لذا فقد اقترح المنظّرون تهدئة الجانب الطاغي في المواجهة والقتال، وتعلية الجانب المنطفئ في جزئية الحماية وحراسة الوطن وقيمه. متابعة قراءة نعم .. حراس ومحاربون
شخصية الرياض .. من يصنعها؟
قد أحب أحيانا تجربة تاكسي لندن أمام مطار الملك خالد في الرياض، ليس لأن التاكسي ضمن شخصية الرياض بل لمدينة أثيرة لدي، عريقة وعتيقة مثل لندن. هذه المرة وقفت على الكاونتر لأطلب التاكسي المميز، لكن العامل قدم لي سيارة أخرى بدلا عنها وقال بإنجليزيته الهندية: تفضلي سيدتي، ليموزين لندن! استعضت بنظرات السخرية تجاهه عن الجدل العقيم ودلفت إلى السيارة. وإلى داخل الرياض لمحت دراجات سباق هوائية يقودها شبان بخوذات وملابس رياضية أنيقة. كان منظرا جميلا خاصة لو كان فعلا مألوفا ومستمرا كنشاط شعبي يعطي للمدينة مظهرا حيويا، لا سيما والمدينة شبه فارغة من المشاة. متابعة قراءة شخصية الرياض .. من يصنعها؟
تركيا ومواعيدها الدامية
ليلة رأس السنة، وفيما العالم متأهب لعام ميلادي جديد، كانت تركيا التي تعيش جزءا جديدا من فيلم بوليسي على موعد آخر مع الإرهاب، هذه المرة في مطعم بإسطنبول خلف وراءه 39 ضحية و65 مصابا من جنسيات عدة. لم تكن تركيا هدفا إرهابيا ضمن نشرات الأخبار أخيرا، ولنقل عامين ماضيين. وكان العام الماضي 2016، عاما شهدت فيه تركيا عشرات العمليات الإرهابية الدامية من تفجير وهجوم مسلح، قد تقدر بنحو 28 عملية دامية أوقعت نحو 1500 قتيل ومصاب. متابعة قراءة تركيا ومواعيدها الدامية
2017 .. مرحبا في نادي الكبار
لا شك أن العام المنصرم كان صاخبا جدا على كل الأصعدة والمقاييس، بعضها كان جذريا على المستويات السياسية الإقليمية والدولية. شهد العالم تحولات جيوسياسية، وتحولات في العلاقات الدولية، وحروبا ونزاعات، وسقوط طائرات، وأزمات اقتصادية، وأزمات أمنية شكلها الإرهاب الدولي، وتراجعا للعولمة، وصعود القومية والشعبوية والكثير جدا. ولا شك في أن يحمل العام الجديد تداعيات وارتدادات، كل ذلك من العام السابق والأعوام التي سبقته. ولربما يحمل هذا العام أيضا سمة المرحلة الانتقالية في النظام العالمي أو حتى البت في اتجاهاته. فهل سيكون للقوى التقليدية فيه دورها الحيوي العالمي التقليدي، أم سيصبح العالم كتلا سياسية تحمي مصالحها بعيدا عن سلطة القوى التقليدية، التي قد تتخلى عن جزء من دورها اختيارا؟ ولا سيما أن الولايات المتحدة تشهد مرحلة رئاسية جديدة في عهد ترمب، بعد ثماني سنوات من تخبط إدارة سلفه أوباما، التخبط الذي لحق بسياسة إدارته الخارجية في المنطقة والعالم، ما قلص من قدرتها في تمثيل مهمتها كشرطي العالم التقليدي. وليس ذلك بسبب التخاذل الأمريكي فحسب، بل بسبب عدم صواب القراءة التي اعتمدتها الإدارة الأمريكية المنصرمة للأحداث، وتداعياتها المستقبلية على المنطقة وعلى الأمن القومي الأمريكي نفسه. متابعة قراءة 2017 .. مرحبا في نادي الكبار
مرحبا بالإصلاح .. أهلا بالتغيير
برهنت السعودية خلال أيام من إعلان الميزانية الأولى لـ “رؤية السعودية 2030” و”التحول الوطني 2020″، بأنها تمتلك اقتصادا قويا عاود النمو أسرع من التوقعات. كان الترقب سيد الموقف بالنسبة للمجتمع السعودي، ليس فقط للكشف عن الميزانية بل أيضا للتعرف على مزيد من الإصلاحات الاقتصادية، في قلق من أن تطول الإصلاحات ميزانيتهم الخاصة أيضا. إلا أن الإعلان ترافق وبرنامج تعويض ذوي الدخل المنخفض والمتوسط لتجاوز تأثير الإصلاحات المعلنة في دخل هؤلاء، وهذه خطوة مهمة. ومن أبرز الإصلاحات الاقتصادية القادمة كان رفع أسعار الطاقة والوقود في بلد يستهلك الناس فيه ما يعادل ثلاثة أضعاف الاستهلاك العالمي. وقد تبدو معلومة مرعبة أعاد تأكيدها وزير الطاقة أخيرا، لكن حين تعرف الأسباب الرئيسة لذلك ينتفي العجب. صحيح أن البنزين كان أرخص من الماء في السعودية، لكن لم يكن ثمة بدائل لذلك الاستهلاك الفاحش بعد. ارتفاع هذا الاستهلاك يعود إلى عدم توافر شبكة مواصلات عامة داخل المدن وخارجها ؛ في بلد مترامي الأطراف، فخريطة السعودية شبه قارة، وتعادل مساحة تسع دول أوروبية مجتمعة معا: بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا والنمسا وسويسرا وبلجيكا والدنمارك. متابعة قراءة مرحبا بالإصلاح .. أهلا بالتغيير
حتى لا ينتصر الشيطان
مشهد سوريالي هو مقتل السفير الروسي لدى تركيا أندريه كارلوف، الذي يعد أحد الدبلوماسيين المخضرمين من الروس. لقد بدا المشهد كما لو كان جزءا من عرض حي على خشبة المسرح، وهو يتحدث في كلمة عن تقارب الروس والأتراك، في معرض فني بعنوان “روسيا بعيون أتراك”. ولا يعرف السفير أنه على موعد مع الموت على هذا المسرح اللامع بلوحاته على يد شاب متأنق يحوم خلفه ببزة رسمية وربطة عنق ليتلقى بعدها الرصاص ويهوي على صوت الشاب نفسه، الذي وللمفارقة يعمل في قوات مكافحة الشغب أي المجال الأمني. وذلك بلا شك خيانة للوظيفة وخيانة للأمانة وللمواثيق والعهد. والمثير كالعادة في أي عمل إرهابي طائش هو صبغ القاتل جريمته بأدبيات الثأر الجهادي، كما فعل الشاب الذي هتف في القاعة، متبنيا أرجوزة حماسية تدغدغ المشاعر التي نشأت على فورة العاطفة في تاريخها: “نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا”، وذلك على خلفية التدخل الروسي في سورية، ومساندتها للنظام السوري ضد المعارضة المسلحة، سياسيا منذ 2011، وعسكريا منذ نحو 15 شهرا وإلى الآن. لكن المعركة ليست معركة أيديولوجية، بل وضع سياسي لا يمكن تجاوزه إلى تفسيرات أخرى البتة. والنبي محمد لم يقتل رسله، والرسل لا يغدر بهم ومن الخلف، كما لا يمكن أخذ ثأر من أبرياء روس فهذا فعل جبان. متابعة قراءة حتى لا ينتصر الشيطان