أ.د. محمد إبراهيم السقا

الريال السعودي يرتفع والأسعار لا تنخفض .. لماذا؟

الريال السعودي مربوط بصورة جامدة بالدولار الأمريكي، بمعنى أن معدل صرف الدولار لا يتغير بالنسبة للريال، حيث يتم التدخل المستمر في سوق الصرف الأجنبي للدفاع عن هذا الربط، من خلال سحب أو ضخ الدولار بما يساعد على ثبات معدل صرف الدولار بالنسبة للريال عند 3.750 ريال لكل دولار.

بغض النظر عن مدى ملاءمة هذه السياسة من عدمها، فإن معدل صرف الريال السعودي بالنسبة للعملات الأخرى يعتمد على تطورات معدل صرف الدولار بالنسبة لهذه العملات. ففي الأوقات التي تميل فيها قيمة الدولار نحو التراجع، فإن قيمة الريال بالنسبة للعملات الأخرى تنخفض، ومن ثم ينتقل هذا الانخفاض إلى أسعار السلع المستوردة من الدول الأخرى، ونظرا لارتفاع واردات المملكة من الخارج، سواء من السلع النهائية أو السلع الوسيطة أو المواد الخام، فإن ذلك يؤدي إلى ارتفاع أسعار تلك السلع ومن ثم يتوقع ارتفاع معدل التضخم.

من المفترض أيضا، أنه عندما ترتفع قيمة الدولار الأمريكي بالنسبة لعملات الدول الأخرى أن يرتفع معها الريال، وبالتالي يحدث العكس، أي تنخفض أسعار السلع المستوردة، ومن ثم ينخفض معدل التضخم، وهو ما يعرف في علم الاقتصاد بأثر انتقال معدل الصرفExchange rate pass-through، وهو ما يعبر عن نسبة تغير أسعار الواردات الناتجة عن تغير معدل الصرف، الذي بدوره ينتقل إلى أسعار الجملة ومن ثم إلى أسعار التجزئة للمستهلك النهائي. متابعة قراءة الريال السعودي يرتفع والأسعار لا تنخفض .. لماذا؟

أ.د. محمد إبراهيم السقا

ماذا لو رفع «الاحتياطي الفيدرالي» معدل الفائدة؟

يترقب العالم أجمع باهتمام شديد هذه الأيام اجتماعات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة FOMC في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تحسبا لقيام اللجنة بالسماح لمعدلات الفائدة في الولايات المتحدة بالارتفاع، ومن ثم بدء انعكاس الاستراتيجية التوسعية التي تتبعها الولايات المتحدة منذ بدأت الأزمة في 2008، والتي عرفت بسياسة معدل الفائدة الصفري ZIRP، ووفقا لهذه السياسة يراوح معدل الفائدة المستهدف بين صفر وربع في المائة، ويميل معظم المراقبين إلى الاعتقاد بأنه في اجتماع اللجنة في 16 ديسمبر القادم سيتم اتخاذ قرار رفع سعر الفائدة لأول مرة بعد الأزمة، لينهي الاحتياطي الفيدرالي بذلك رحلة السياسة النقدية التوسعية التي استمرت لفترة طويلة حتى اليوم.

متابعة قراءة ماذا لو رفع «الاحتياطي الفيدرالي» معدل الفائدة؟

أ.د. محمد إبراهيم السقا

الآثار الكارثية للتحكم في نوع المولود

معدل الذكور للإناث هو عدد الذكور لكل مئة من الإناث في المراحل العمرية المختلفة. القوانين التي وضعها الله سبحانه وتعالى لهذا الكون تضمن له التوازن الرشيق في كل جوانبه. من تلك القوانين أن أعداد الذكور تكون أكثر من أعداد الإناث عند الولادة بشكل عام، غير أن حالات الوفيات بين الذكور تأخذ في التزايد بعد ذلك لعوامل عديدة بحيث يكون معدل الذكور للإناث في المتوسط مئة لكل مئة تقريبا، ويعود التوازن بين النوعين.

يرجع العلماء اختلال معدل الذكور إلى الإناث إلى عوامل عديدة منها العوامل الطبيعية، أو كثرة التعرض للحشرات وغيرها من العوامل البيئية الملوثة، وبالطبع الحروب، وعمليات الإجهاض والوأد لنوع معين من المواليد، والذي غالبا ما يكون الإناث، عن الآثار الكارثية لهذا السبب الأخير أتحدث اليوم. متابعة قراءة الآثار الكارثية للتحكم في نوع المولود

أ.د. محمد إبراهيم السقا

مسألة في غاية الأهمية لمواجهة تأثيرات تراجع أسعار النفط

صدر منذ أيام تقرير صندوق النقد الدولي عن المملكة، الذي تم تخصيصه لتحليل ومناقشة بعض المسائل المختارة لكي تكون مرجعا للمشاورات الدورية التي تجري من وقت لآخر بين الصندوق والمملكة، لذلك يحتوي التقرير على مجموعة من القضايا ذات التأثير الجوهري على الاقتصاد السعودي. الجزء الأول من التقرير يحاول تقييم تداعيات تغيرات أسعار النفط والتأثيرات المحتملة لارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية على الاقتصاد السعودي باعتبار أن الريال مربوط بصورة جامدة بالدولار.

في رأيي أن المملكة قد تتأثر من تراجع أسعار النفط لأقل من نصف مستوياتها، بحيث أصبحت الأسعار السوقية للنفط تقل بصورة كبيرة عن المستويات اللازمة لضمان توازن ميزانيتها العامة، وهو ما يتسبب حاليا في حدوث عجز مالي واضح سوف يتطلب لمعالجته حلين كلاهما مر، الأول وهو تخفيض الإنفاق الحكومي، بصفة خاصة الإنفاق الرأسمالي على مشروعات البنية الأساسية، وهي مشروعات حيوية، أو ربما تلجأ المملكة إلى تخفيض الإنفاق على الخدمات الأساسية، وهو على ما يبدو خيار غير مطروح في الوقت الحالي. الحل الثاني وهو عودة المملكة للاقتراض مرة أخرى، بعد أن أصبحت أقل دولة مدينة بين دول مجموعة العشرين مع تراجع نسبة دينها العام إلى الناتج إلى مستويات قريبة من الصفر. متابعة قراءة مسألة في غاية الأهمية لمواجهة تأثيرات تراجع أسعار النفط

أ.د. محمد إبراهيم السقا

ماذا يحدث للجنيه المصري؟

في نهاية ديسمبر 2010 عندما شارفت ثورة يناير على الانطلاق، كان معدل الصرف الرسمي للدولار الأمريكي يساوي 5.8 جنيه. اليوم الدولار الأمريكي يساوي أكثر من ثمانية جنيهات، أي تراجع بمعدل 38 في المائة خلال السنوات الخمس الماضية، ولا شك أن تراجع الجنيه بهذه النسبة المرتفعة له انعكاسات جوهرية على المستوى العام للأسعار، وعلى مستوى معيشة المصريين، فضلا عن آثاره الأخرى، بصفة خاصة انعكاساته المالية من خلال استمرار الحاجة إلى رفع مرتبات العاملين في الدولة على نحو أكبر لتعويضهم، ولو بصورة جزئية، عن ارتفاع تكلفة المعيشة، وزيادة الإنفاق على الدعم.. إلخ.

تاريخيا مصر دولة تعاني خللا هيكليا في ميزان مدفوعاتها يتمثل في وجود فجوة واضحة بين صادراتها ووارداتها، الأمر الذي يؤدي إلى وجود عجز تجاري، يتفاقم بصورة مستمرة عاما بعد الآخر، دون أن يصاحب ذلك سياسات لتخفيف اعتماد مصر على الخارج، أو لتعزيز تنافسيتها ورفع قدرتها على ولوج الأسواق الخارجية. مصر تعتمد على الخارج في استيفاء معظم احتياجاتها السلعية، في الوقت الذي تتراجع قدرتها على إنتاج ما تحتاج إليه من الخارج بعد نبذ سياسات الإحلال محل الواردات، وتراجع الصناعة المصرية في الكثير من المجالات، بعد أن كانت تنتج معظم ما تحتاج إليه من الخارج، وتحول نمط الاستثمار محليا، حيث أصبح الجانب الأكبر من الاستثمارات الجديدة يتوجه إلى مجالات غير منتجة، مثل التطوير العقاري. متابعة قراءة ماذا يحدث للجنيه المصري؟

أ.د. محمد إبراهيم السقا

تعمق الكساد في البرازيل

البرازيل هي أكبر اقتصادات أمريكا اللاتينية، وإحدى دول مجموعة البريكس، التي تمثل تجمع أهم وأكبر الدول الناشئة في العالم، وهي إحدى دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أو ما يطلق عليه نادي الأغنياء في العالم. فقد بلغ الناتج المحلي الإجمالي للبرازيل في 2014 نحو 2.4 تريليون دولار، وهي بهذا الناتج تحتل المركز السابع بين اقتصادات العالم، ومع ذلك يعاني سكان البرازيل سوء توزيع الدخل والثروة، حيث تشير التقديرات إلى أن أغنى 1 في المائة من السكان يسيطرون على نحو 13 في المائة من الدخل، وهي حصة نحو 50 في المائة من السكان تقريبا، كما أن نحو 9 في المائة من سكانها يعيشون بدخل أقل من 1.3 دولار يوميا (أي أقل من خط الفقر العالمي)، أكثر من ذلك فإن نحو 40 في المائة من السكان ليس لديهم حرية الوصول إلى الخدمات الصحية العامة، وتنتشر في البرازيل معدلات الجريمة بصورة واضحة، وتتساوى في ذلك تقريبا مع المكسيك. بالطبع في ظل هذا المناخ لا بد أن تكون البيئة السياسية غير مستقرة، حتى في واحد من أغنى اقتصادات العالم. متابعة قراءة تعمق الكساد في البرازيل

أ.د. محمد إبراهيم السقا

كيف تتحسن تنافسية الاقتصاد السعودي؟

تناولنا في الأسبوع الماضي تقييما لأداء المملكة في مكونات مؤشر التنافسية العالمية لعام 2015/2016، اليوم أتناول العوامل الأكثر تعقيدا لمناخ الأعمال في المملكة وفقا لنتائج تقارير السنوات الخمس الماضية 2010/2011 ـــ 2015/2016، التي تنعكس سلبا على تنافسيتها. وبالنسبة لقطاع الأعمال الخاص تتمثل أهم هذه العوامل في اللوائح المقيدة لاستخدام العمال، وهو ما يعكس تذمر قطاع الأعمال الخاص من اللوائح والإجراءات الخاصة باستقدام واستخدام العمال، والواقع أن هذا العامل يعكس حالة تعارض بين المصلحة العامة والمصالح الخاصة، حيث يسعى القطاع الخاص لتخفيض تكاليف استخدام عنصر العمل والتي ترجح كفة استخدام العمالة الوافدة. بينما نجد أن اعتبارات الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في الدولة تتطلب أن يتم فتح فرص العمل أساسا لاستيعاب العمالة الوطنية، وهذا هو المبدأ الذي تعمل به أسواق العمل في دول العالم، ومن ثم أعتقد أن قطاع الأعمال الخاص السعودي قد يكون مبالغا في وصف أهمية هذا العامل باعتباره أهم العوائق التي تقيد بيئة الأعمال في المملكة. متابعة قراءة كيف تتحسن تنافسية الاقتصاد السعودي؟

أ.د. محمد إبراهيم السقا

بيئة الأعمال أهم مشاكل تنافسية السعودية

صدر أول أمس الأربعاء التقرير العالمي للتنافسية الذي يقوم المنتدى الاقتصادي العالمي 1979 في دافوس في سويسرا بإعداده بشكل سنوي، والذي يعتبر أهم تقارير قياس التنافسية لدول العالم، وهذا هو التقرير رقم 36 في سلسلة التقارير التي بدأ صدورها في 1979، ويقوم التقرير بترتيب دول العالم تنازليا في خريطة التنافسية العالمية، ويعتمد هذا الترتيب على نوعين من البيانات؛ الأول هو وجهات نظر رجال الأعمال والمديرين التنفيذيين في قطاع الأعمال في الدولة، التي يتم جمعها من خلال استبانة مكثفة للغاية، كذلك يتم تدعيم نتائج هذه الاستبانات من خلال تحليل البيانات الإحصائية المنشورة عن الدولة في المصادر المختلفة، المحلية والعالمية، وقد بلغ عدد الدول التي تمت تغطيتها في تقرير هذا العام 140 دولة، مقارنة بـ 144 دولة في العام السابق، وبذلك يعد أكثر التقارير كثافة في العالم. متابعة قراءة بيئة الأعمال أهم مشاكل تنافسية السعودية

أ.د. محمد إبراهيم السقا

هل تربح «أوبك» الحرب ضد النفط الصخري؟

في الأسبوع الماضي تناولت في الجزء الأول من هذا الموضوع الاستراتيجية الجديدة لـ”أوبك” والأهداف التي تسعى إليها والنتائج التي حققتها حتى الآن، وطرحت تساؤلا أساسيا بعنوان: هل تنجح “أوبك” بالفعل في حربها ضد النفط الصخري على المدى الطويل؟ واليوم أتناول الإجابة عن هذا السؤال. متابعة قراءة هل تربح «أوبك» الحرب ضد النفط الصخري؟

أ.د. محمد إبراهيم السقا

استراتيجية أوبك الجديدة .. ماذا تحقق؟

أوبك هي اتحاد للمنتجين، الذي يهدف في الأساس إلى الدفاع عن مصالح الدول الأعضاء في التكتل من خلال التدخل المستمر في السوق لضمان توازن السوق على النحو الذي يعظم عوائد المنتجين. لفترة طويلة من الزمن لعبت أوبك هذا الدور بصورة فعالة أحيانا وببعض الإخفاقات في أحيان أخرى. غير أن العام الماضي شهد تحولا واضحا في استراتيجيات أوبك التي توقفت على ما يبدو عن لعب دورها التقليدي كتكتل يوازن السوق ويحافظ على الأسعار في الوقت ذاته.
متابعة قراءة استراتيجية أوبك الجديدة .. ماذا تحقق؟