عبداللطيف الدعيج

الحالة صعبة

الى حد ما، منذ الحل غير الدستوري الاول لمجلس الامة سنة 1976، وهناك تدمير مقصود وتدمير ايضا غير ارادي للبلد، لمؤسساته ولاركانه ولقواعد الحكم فيه، الحكومة عملت بهمة لتدمير البنية التحتية، او في احسن الاحوال الابقاء عليها من دون تطوير او تحسين، عرضة للتهالك والعجز بفعل عملية التقادم، الى درجة يمكن القول انه منذ ذلك الحل، اي منذ 1976، وشيء لم ينجز في البلد. طوال العقود الاربعة الماضية نحن نتعيش على الماضي، ونستهلك ما انجزه الرعيل الاول.
وعندما بدأت الحكومة في التوجه نحو تطوير وتحسين اداء المؤسسات العامة، برزت لنا مجاميع معارضة «جديدة» تمسك بتلابيب الحكومات، وتجبرها على استمرار سياسة الردة او اللاحراك. ولعل افضل مثال على ذلك سياسات تنظيم املاك الدولة، والخصخصة والتصدي للمشاريع الانتاجية، كمشروع «الداو كيميكال». ولم تكتف هذه المجاميع بالضغط واجبار الحكومات المتعاقبة على مواصلة السياسة القديمة في إضعاف البنى التحتية ومواصلة تدميرها، بل سعت هذه المجاميع وباصرار غريب عجيب الى تدمير البنى الفوقية، والنيل من القوانين، والعبث بالدستور، والاستهتار حتى بالقيم التقليدية التي توارثها المجتمع.
وتولت هذه المجاميع ارساء اعراف وتقاليد جديدة حلت بديلا للقوانين ولما توارثه الكويتيون من قيم وعادات، في وقت غياب القوانين والاحكام الدستورية. هذه الاعراف الجديدة نسفت القوانين وعطلت الدستور، وارست سياسات جديدة تخدم بشكل اساسي التوجهات والطموحات السلبية لمجاميع المعارضة.
متابعة قراءة الحالة صعبة

عبداللطيف الدعيج

مناضلو آخر زمن

من السهل ملاحظة انه لم يكن لدينا عمل سياسي فعال، ونضال وطني حقيقي خلال السنوات العشر السابقة. تحديدا، ربما منذ وفاة المرحوم عبدالعزيز الصقر توقف النضال والعمل السياسي الوطني في الكويت. فـ«المعارضة الجديدة» لا بارك الله فيها، ولا في من أيدها من سذج الحركة الوطنية، اعتمدت على ما يمكن لي تسميته بالنضال السياسي السلبي، والاجتهاد لتعميم السلبيات والاخطاء على الجميع، وفي كل الاماكن، بدلا من نبذها ومحاسبة مرتكبيها. «حشر مع الناس عيد» قد يكون هو الشعار المناسب لجماعة المعارضة، ومن والاهم في المرحلة «الحالية السابقة».
متابعة قراءة مناضلو آخر زمن

عبداللطيف الدعيج

كأن شيئاً لم يكن

فعلا اصبح من المألوف، وربما المتفق عليه، ان تتم ادانة خلق الله على «الريحة». واخذَ المواطن الكويتي يتقبل، او على الاقل يعتقد المرجفون ومعدومو الحيلة، انه اصبح يتقبل اي اتهام، ويصطف بلا وعي، خلف اي دعوى مختلقة او واهمة لحماية المال العام. ما كان لدينا من موروث ديني واجتماعي يحمي الناس ويصون كرامات وحقوق الافراد، وما خلفه لنا الآباء المؤسسون من حماية دستورية للمواطنين الابرياء تبخر هذا بكل اسف بقليل من الزعيق والضجيج من دعاوى حماية المال العام، والحرص المزعوم على المصلحة الوطنية.
متابعة قراءة كأن شيئاً لم يكن

عبداللطيف الدعيج

وين الديموقراطيين؟

لو كان لدينا ديموقراطيون، وليس ديموقراطية شكلية، لما مرت «خمبقة» قناة مجلس الامة مرور الكرام. لو كان عندنا برلمانيون يحترمون انفسهم ومن انتخبهم، لانتفضوا لحقوق الامة، ولهذا الاستغلال الهابط لمؤسساتها وادواتها العامة. صحيح انه كان هناك ردات فعل «تويترية»، محدودة مع الاسف، لكن هذه لم تغن ولن تعكس ضخامة وفداحة غلطة القناة التابعة لمجلس الامة. خصوصا ان ردود الافعال هذه اتت من المتضررين، وممن طالهم اذى القناة، وليس من ديموقراطيين وغيارى محايدين على المؤسسات والنهج الديموقراطي.
موقف قناة مجلس الامة من تعطيل قناة «الوطن» مخز، وغير لائق من الناحية الاخلاقية. وهو تعد على حقوق الامة من ناحية سياسية، وبعد كل هذا هو استهتار بالقوانين والسلطة القضائية.
متابعة قراءة وين الديموقراطيين؟

عبداللطيف الدعيج

صلحوا الأساس

أي مراقب، ولو بشكل عابر، للاوضاع السياسية هنا لا يملك إلا ان يلاحظ بان هناك فراغا كبيرا في الطرح السياسي للجماعات والاطراف السياسية. ومن لديه منها شيء يملأ به بعض الفراغ، فان ما لديه لا يعدو ان يكون عبثا بالمبادئ وتحريفا للوقائع. فقط «التُبع» والهائمون خلف القيادات الوهمية والبطولات العديمة هم من يرون في الطرح الحالي فائدة، وفي الشعارات برامج رائدة، وفي الاتهامات حقائق لا تقبل النقض.
منذ ان بدأ البعض حملته للاطاحة بالحكومة، او بالشيخ ناصر المحمد بالذات، كتبنا ورددنا ان المطلوب تغيير النهج والرؤى وليس الاشخاص والافراد. وبعد مماطلة وتردد طويلين اضطر البعض الى طرح التغيير السياسي، وعمد الى النقد الجانبي بالطبع للاوضاع بدلا من شخص رئيس الحكومة. لكن بقي الوضع العام والشعارات الاساسية على حالها، معنية بالقشور وليس بالاعماق، وتستهدف النتائج والمخرجات وليس الاساس والعوامل. متابعة قراءة صلحوا الأساس

عبداللطيف الدعيج

صبه حقنه .. حشد

لا اتفق مع من يصف الاستقالات المتعددة من صفوف جماعة «حشد» بأنها انقسام او تفكك في الجماعة. فجماعة حشد من المفروض ان يكونوا بالآلاف ان لم يكن بالمئات. فهم في النهاية تكوينات قبيلة مطير التي حشدها مسلم البراك في تجمع الاندلس، ثم تكوينات مطير والعجمان التي تجمعت في العقيلة بعد مؤازرة خالد الطاحوس له. لهذا فان خروج عشرة اعضاء او عشرين عن الجماعة رغم المظهر «الانقسامي»، ليس شيئا ذا بال. وليس من المفروض ان يحسب ظاهرة ملحوظة تعصف بالتنظيم.
متابعة قراءة صبه حقنه .. حشد

عبداللطيف الدعيج

لا يملكون منع الاختلاط

مع احترامنا للحكم المنتظر للمحكمة الدستورية بشأن دستورية أم عدم دستورية قانون الاختلاط، فإننا نجد انفسنا مدفوعين بفعل تعاظم الادلة ووضوح الرؤية التي عبر عنها الاباء المؤسسون وتضمنتها المواد الدستورية، نجد انفسنا مدفوعين الى استباق الحكم والتصريح بان الحكم هو تحصيل حاصل. فقانون مثل هذا ما كان اصلا ليصدر لو ان لدينا وعيا دستوريا وفهما ديموقراطيا لدى السادة المشرعين او حتى لدى ناخبيهم. متابعة قراءة لا يملكون منع الاختلاط

عبداللطيف الدعيج

وأخيراً هُزم التخلف

نبارك مبدئيا للقوى المدنية قبول المحكمة الدستورية الشكلي للطعن المقدم ضد قانون منع الاختلاط. ونتأسف على رفض ذات المحكمة الطعن في قانون حظر تجنيس غير المسلم. ففي رأينا، يتشارك القانونان في التمييز بين الناس، ويتميز قانون منع تجنيس غير المسلم في اضطهاده الواضح للمواطنين المسيحيين في اجبارهم غير المبرر على عدم الزواج ممن يشاركهم الدين من غير الكويتيين. واملنا ان يتم قبول الطعن في القانون الاخير في المستقبل، بعد تصحيح اجراءات الطعن.
متابعة قراءة وأخيراً هُزم التخلف

عبداللطيف الدعيج

حركة سخيفة

انتشرت يوم أمس على «تويتر» صورة وثيقة تفرض على من يندرج تحت مسمى المقيم بصفة غير قانونية، تفرض عليه أولا ان يمتدح ويثني على الجهاز المركزي للمقيمين بصفة شرعية، وان يُخلي مسؤوليته من أي انتهاك او إضرار بمصلحة الموقع على الاقرار. ثم على الموقع بعد ذلك ان يتعهّد بشكل خاص بألا يتعرّض للدولة او رموزها بسوء، وخصوصا في وسائل التواصل الاجتماعي على الانترنت، الى جانب التعهد بعدم القيام بتظاهرات او الإضرار بمصالح دولة الكويت..!

لا أدري ان كانت هذه الوثيقة صحيحة ام هي احدى الاشاعات والأكاذيب التي يستسهل الكثيرون نشرها على الإنترنت. ولا اعلم ما هي مناسبة التوقيع على الإقرار. لكنها تبدو لي مضحكة، واستمرارا للعقلية الادارية الحكومية التي تتصرف عشوائيا وبمعزل عن قوانين الدولة ودستورها الذي يحكم كل شيء. متابعة قراءة حركة سخيفة

عبداللطيف الدعيج

الهيمنة على الرأي العام

كما بينا يوم امس، ليست هناك مشكلة كبيرة او مؤكدة، عندما تحل الحكومة مجلس جمعية اهلية. فربما ــ وهذه مجرد ترضية لا داعي لها للحكومة ـــ يكون القرار ضروريا، وربما يكون صائبا. لكن ان تتطوع الحكومة فتحل مجلس جمعية منتخبا، مثل وربما افضل من مجلسها هي (مجلس الامة)، فان احدا لا يمكن الا وان يرى في ذلك تجاوزا وتحيزا وتعسفا لا مبرر لها. متابعة قراءة الهيمنة على الرأي العام