يظن بعض الناس أن الحب شيء مكتسب، لذا فهم يتنكبون الطريق في محاولتهم إيجاد الحب في حياتهم، لكونهم يجهدون أنفسهم بمسار خاطئ يرهقهم ويكبدهم الخسائر ويزيد آلامهم، لأنهم يهرولون وراء سراب لا وجود له، فالحب ليس مخلوقا أو كيانا أو شيئا خارجيا حتى يتم البحث عنه في أماكن أخرى ولدى الآخرين. فالحب مكمنه نفوسنا مستقر فيها يتولد من خلالها فيتوارى بين أضلاعنا، وقد نداريه أحيانا بينها، اخفاء أو حياء أو خوفا أو مكابرة أو عنادا، لكن تخفق به قلوبنا ونسمعه في كل حواسنا التي تتفاعل بدورها معه، فهو مستقر داخلنا نحن من يظهره ويرعاه ويعيشه، وإن أدركنا كيفية إظهاره حققنا غايته وطيب أثره لذا فنحن الحب، أي أننا من ينبغي أن ينبع منا ولذا فانه بقدر حرصنا على حسن إظهاره، فإن ذلك هو ما يحدد طبيعته من القوة أو الضعف، الكمال أو النقص، النجاح أو الإخفاق الصدق أو التمثيل، سيطرتنا عليه أو سيطرته علينا، فإخضاعه لتحكم العقل ينهيه، وإفلاته من العقل يجعله جارفا وربما متهورا. متابعة قراءة نحن الحب.. والحب نحن
التصنيف: أ.د. محمد عبدالمحسن المقاطع - الديون
إنجاز يستحق الإشادة
لا نتردّد في أن نوجّه النقد للحكومة حينما تخطئ أو تتجاوز أحكام الدستور أو القانون، أو حين نلمس تخبُّطها وتقصيرها في أداء مهامها ومسؤولياتها، ولا شك في أن أخطاء وتقصير وضعف أداء الحكومة سمة بارزة في الحكومات المتعاقبة في الكويت، وهي السمة التي تتصف بها الحكومة الحالية أيضا، وقد يصل بعضنا إلى قسوة وشدة في العبارة في سياق نقد الحكومة ومنهجيتها وسياساتها، وهو ما تتسم به كتاباتي التي لا تعرف المجاملة، وتحاول تجنّب تزيين العبارات على نحو يفرغها من مقصودها. متابعة قراءة إنجاز يستحق الإشادة
نفحات رمضان.. وآهات وطن
أنعم الله سبحانه وتعالى علينا بأن بلغنا رمضان، أعاننا الله جميعا على صيامه وقيامه وحسن العبادة فيه، وأعاده علينا جميعا، ولعله من المفيد أن نستعيد في هذه المناسبة المثل الكويتي عن رمضان، الذي يقول «أهو يعود لكن إن شاء الله احنا نعود».
ويقبل علينا رمضان هذه السنة والوطن تتزايد تحدياته ومعاناته وآهاته، فالحريات العامة التي هي نفس الناس وحياتهم مرت بإشكالية التضييق والمحاصرة، بأشكال وأوجه عديدة، ولم تعد أحكام الدستور هي المرجعية، خصوصا مع تشريعات تجنح الى هدر الضمانات الدستورية وتجيز الملاحقة والتوقيف والاتهام، حتى في أحوال الشك والاحتمال، بل إنها اتجهت الى تقييد وسائل التواصل الاجتماعي من خلال اعتبار مجرد الدخول إليها وتصفحها كافيا لتوجيه شكوى الاتهام الجنائي ـــ بكل أسف ـــ فضلا عن التوسع في السماح للتنصت تحت مبرر المصلحة الوطنية، فتحول الاستثناء الى أصل مهدرا للحريات، ونواكب هذا التقييد بصورة مقلقة وغيرها كثير. متابعة قراءة نفحات رمضان.. وآهات وطن
المظاهر الخادعة
في حقبة الستينات من القرن الماضي كان أهل الكويت يمتازون بالتلقائية والعفوية الصادقة؛ فتجدهم واضحين في آرائهم وتعابيرهم لا يداخلها التكلف ولا المجاملة. الناس كما يقال كانوا يعيشون على سجيتهم، حتى تواصلهم الاجتماعي كان نبيلا ولأسباب ودية كاملة، تزاورهم كان مظهرا يطغى على حياتهم، علاقاتهم، أحاديثهم، مظاهرهم، ملابسهم، مشاعرهم كانت جميعا طبيعية وتلقائية، ولم تكن لديهم عقد ومظاهر مرضية في سلوكهم ولا مشاعرهم تجاه بعضهم، كان التسامح مظهراً بارزاً في تعاملهم في كل الشؤون، والتواضع خلقاً تلمسه في الكبير قبل الصغير، في ذلك المجتمع نشأت، وفي معيته ترعرعت، ومن نبل أخلاقه وسلوكياته تغذيت، وكانت تلك بالنسبة إلي مدرسة وثقافة منها تخرجت وبآدابها تزودت. متابعة قراءة المظاهر الخادعة
القناعة.. أم الأمر الواقع؟!
قال محاوري: هل تعتقد أن سياسة الأمر الواقع تختلف عن القناعة؟ وكيف يمكن أن يجتمعا في شخص واحد؟ قلت: الأولى فرض المسائل عمليا وتكرارها والإصرار عليها، وهي سلوك غير مأمون النتائج، وكثيرا ما يقصد صاحبه الهروب من القناعات والقواعد التي يسير عليها الآخرون من خلال تمشية الأمور واقعيا، وغالبا ما يستفيد من صمت الطرف صاحب القواعد أو القناعات لحبه له وحرصه عليه وعدم رغبته في جرحه، فيقوم بالمضي به واقعيا، وهو عادة أسلوب الابن مع أحد والديه أو الحبيب مع من يحبه أو الطالب مع أستاذه أو من الموظف مع مسؤوله، ويفوت هذا وذاك أن مثل هذا المسلك قد يحقق مراده مؤقتا أو في بعض الاحيان، لكن هناك شيئا سلبيا بدأ وقد تكون له تراكمات غير محمودة النتائج، لأن سياسة الأمر الواقع هي تمرد من شخص على قواعد وترتيبات نابعة عن قناعات، قد يكون الشخص وضعها وكرسها عبر فترات طويلة؛ ولذا يحرص عليها، فإذا حدث مثل هذا التمرد فانه قد يؤدي ذلك الى خسران الشخص ذي الأهمية البالغة في حياة ذاك المتمرد من خلال سلوك سياسة الأمر الواقع، وهي التي كان ممكنا تجنبها، لأن هناك مسلكا أفضل منها. متابعة قراءة القناعة.. أم الأمر الواقع؟!
نادي البهجة والسعادة
من الصعب أن ندرك النعم التي نتمتع بها، وهي فضل وهبة من الله، لذا نغفل في كثير من الأحيان عن استشعار تلك النعم لنعيشها ونستمتع بها ونجعلها سببا للبهجة والفرح من حولنا، فندخل السعادة لدى الآخرين من دون قصد أو تكلف أو حتى تكبد عناء مخاطبتهم، بقدر ما هو سلوك الحياة المبتهجة الذي نعيشه وتبدو مظاهره للآخرين، والذي يفيض بالفرح أينما يكن أحدنا، فالناس يرون النموذج ويتعلمون منه بث البهجة والسعادة من حولهم، عندما يعيشون التلقائية بعفوية تزهي وجودهم، فلا حسد ولا حقد ولا كراهية ولا أنانية أو حتى تكبر أو عزلة أو محبة مصطنعة، حينها.. نعم حينها فقط نكون قد أدركنا النعم والبهجة اللتين ينبغي ألا تفارقانا أو نسمح لأي كان – مهما كانت نفسه مريضة بعدم الرغبة في أن ترى البهجة من حولها – فنتجاوزه بأن نطلق للبهجة العنان أن تشع بوميضها الخافت الذي يتغلغل الى القلب قبل أن تراه الأعين أو تسمعه الآذان أو تستنشقه الأنوف أو أن تتحرك لأجله الشفتان أو تدركه الحواس، فقد تواصلت معه القلوب ووجد طريقه إليها بانسيابية لا مثيل لها، حتى لو تم الإعداد لذلك، فلئن كان العقل قادراً على ترتيب ذلك من أجل بلوغه وتحقيقه، وهي حقيقة مهمة، لكن أن يتولد ذلك من حاسة سابعة تنبض بالحياة وتسبق كل ذلك بمشاعر طبيعية إنسانية راقية بذبذبات القلب، فهذا كافٍ ليقصر المسافة ويلغي كل الحواجز ويظهر الأمور بتلقائيتها الطبيعية التي تعكس الأحاسيس العميقة والظاهرة في آن واحد، وفي كلا الطرفين منهما تبقى متماثلة مع الطرف الآخر، فالأعماق صادقة والتعابير الظاهرة صادقة، والراحة الهانئة صادقة أيضا في تلك اللحظة، وهناك – في موقف أو حالة أو وضع – نشبع ذواتنا بالبهجة بالنعم التي تحيط بنا وتفيض بالسعادة والفرح على من يعيش معنا وحولنا وفي كل مناحي حياتنا، فهل سأل أحدكم نفسه إذا كان سيكون من أعضاء نادي البهجة والسعادة اللا محدود في حياة مفعمة بكل أسباب الفرحة، حتى وقت الحزن أو ضيق الحياة أو المرض أو لحظات الألم وسكب العبرات؟ فحتى تلك الأحوال هي من النعم التي تقودنا الى دروب البهجة ومسالكها، فلا حاكم يملك السعادة، ولا غني يحتكر مفاتيحها، ولا النفوذ او الوجاهة يبلغ الإنسان مداركهما، وهذه حقيقة مجرد إدراكها يزودنا بوميض إنساني مميز يمنحنا رؤية عميقة لأحوال الناس ومكنونات الإنسان على حقيقتها، فندرك أن السعادة مسألة داخلية كامنة في كل واحد منا، من دون ارتباط بينها وبين السلطة أو المال أو الوجاهة أو الفقر أو حالات الضيق والألم التي هي عابر سبيل، وعلينا ألا نجعله ضيفا دائما أو ملازما لنا، ومن يفته ذلك منا فقد فاته من الخير الكثير، والعيش بأحوال البهجة والسعادة.. هي قبل ذلك وبعده فطرة ربانية للشعور بالرضا، وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم حينما قال: «عجبا لأمر المؤمن فأمره كله خير إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر». متابعة قراءة نادي البهجة والسعادة
لا يضير الأسد أن تأكل الضباع من فتاته
يُحكى أنه في إحدى المدن الممتلئة بالغابات؛ خرج رئيس الصيادين فيها في رحلة صيد يقتنص فيها ما يمكن أن يصطاده من الحيوانات والطيور، وقد بدت عليه حالة الحزن وضيق الصدر، فسأله أحد معاونيه ما بال مزاجك اليوم مكفهرا ولست مبتهجا؟! فأجابه قائلا إنه قد سُمح لكل الصيادين أن يقوموا برحلات الصيد في الغابات، وهو ما سيقلل فرص الصيد التي كنا نحظى بها في السابق، وأراد هذا المعاون أن يُهوّن على كبير الصيادين همّه، فطرح عليه السؤال التالي: هل رأى أحدكم يوما من الأيام أسدا حزينا على أن تأتي من بعده الضباع والطيور الجوارح حتى تأكل من فتات فريسته أو من جيفتها بعد أن يكون قد أنهى وجبته منها؟! فأجابه رئيس الصيادين ومن معه قائلين: بالتأكيد لا يمكن أن يكون الجواب نعم. وأكملوا إجابتهم مضيفين أن الأسد بمكانته وطبيعته لا يضيره أن تأكل الضباع من فُتاته، بل إن الأسد وهو يرمق الحيوانات الأخرى وهي تتدافع لتأكل من فتات فريسته تجده منتعشاً فرحاً أنه بحكم قوته وسطوته وهيبته تخشاه تلك الحيوانات، وهنا ردّ عليهم هذا المعاون قائلا: إذاً حتى تتميز قدرتكم على الصيد ومهارتكم في التفوق على الآخرين؛ فإن وجود الصيادين الآخرين يجب أن يكون أمرا مفرحا بالنسبة إليكم؛ كما هو الشأن بالنسبة إلى الأسد، وهو ما يعطيكم قوة وتميزا يرفعان من مكانتكم ويوضحان بجلاء قدراتكم المتفوقة. متابعة قراءة لا يضير الأسد أن تأكل الضباع من فتاته
كيف وُلدت الفصائل التكفيرية؟
.يتساءل كثيرون في الدواوين وبين جموع المثقفين كيف بدأ هذا الفكر؟ وما جذوره؟ وهل هو جزء من مؤامرة؟ بحثت كثيراً فلم أجد غير هذه الأسباب لبعض المفكرين.
من أهم العوامل التي أدت إلى ظهور الفكر التكفيري الشدة التي اتبعتها السلطات المصرية في السجون والمعتقلات قبل ثورة 52 وبعدها، حيث اختمرت هذه الأفكار عند بعض جماعات الإخوان المسلمين المعتقلين وجماعة التبليغ. احتارت السلطات المصرية في ذلك الوقت في طريقة معالجة هذا التطرّف، فبعثت بعض المشايخ لمحاورتهم ومحاولة إقناعهم بالعدول عن هذه الأفكار، ولكن لم تجد تجاوباً لهذه الجماعات، وعندما سأل أحد المشايخ هذه الجماعات عن سبب عدائهم لرئيس الجمهورية، قالوا إن الحاكم لم ينفذ حكم الله وأنه أحل الحرام بإقامة مصانع الخمور وأباح الزنى، حيث إن القانون في ذلك الوقت أعطى الفتيات بعد بلوغ الثامنة عشرة الحرية، وانه حارب الإخوان ووضعهم في السجون؛ لأنهم يريدون تطبيق شرع الله، في هذه الفترة كلفت الحكومة مدير السجون الحربية والمباحث العسكرية اللواء آنذاك بمعالجة هذا الأمر، ولما لم يجد أذناً صاغية كما تردد في بعض الادبيات والمذكرات جمعهم في باحة السجن وأخرج مسدسه وأعلن أنه القاضي والجلاد والمنفذ، حيث تجمعت السلطات بيده بتفويض من رئيس الجمهورية، وهدد بأنه سيبيدهم لأنهم أصبحوا سرطاناً في جسم الأمة، ثم نقل المساجين إلى زنازين في سجني طرة وأبو زعبل، وهناك انفتحت عليهم أبواب جهنم من ضرب يومي وتعليق وتجويع وتكسير عظام. في هذه الأثناء، دارت نقاشات بينهم وتمخضت عن ميلاد فكرة التكفير، وهي ان هؤلاء الشباب يتبرأون من المجتمع كما يتبرأون من الإخوان ولا يصلون أو يجتمعون معهم، كما أعلنوا أن المجتمع قد كفر بموالاته الحاكم، وبايعوا أحدهم إماماً وانكبوا على كتب سيد قطب (معالم الطريق وفي ظلال القرآن) التي تكفر المجتمع، وتعتبر أن الجاهلية قد عادت، وأخذوا يدعون إلى إنشاء الدين من جديد، وفق فهمهم. متابعة قراءة كيف وُلدت الفصائل التكفيرية؟
هل إجازة العضو تحول دون سقوط العضوية؟
طرح تساؤل دستوري وقانوني، بمناسبة الخطاب المرسل من عضو مجلس الأمة عبدالحميد دشتي لرئيس مجلس الأمة، يطلب فيه منحه إجازة، عملاً بنص المادة 24 من اللائحة الداخلية لمجلس الأمة، التي تنص على ما يلي: «لا يجوز للعضو أن يتغيب عن إحدى الجلسات، إلا إذا أخطر الرئيس بأسباب ذلك. فإذا أريد الغياب لأكثر من شهر، وجب استئذان رئيس المجلس. ولا يجوز طلب الإجازة لمدة غير معينة. ولا يجوز للعضو الذي حضر الجلسة الانصراف منها نهائياً قبل ختامها إلا بإذن من الرئيس». متابعة قراءة هل إجازة العضو تحول دون سقوط العضوية؟
عفواً.. الكويت ليست للبيع
ينشط هذه الأيام خفافيش نهب البلد وشفط ثرواته بصورة غير مسبوقة، أمام أنظار مجلس أمة وصل إلى الهزل بهيمنة البعض فيه أو من خارجه، وفي ظل حكومة ربما تعمل وفق اجندات خاصة تسعى حثيثاً لبيع البلد ومشاريعه تحت ذريعة الخصخصة، رغم أن القطاع الخاص جل نشاطه وإمكاناته هي الاقتيات على المشاريع الحكومية بمناقصات مبالغ بتكلفتها، والتي ينبغي ألا تتجاوز %10 – %20 مما رصد لها، وخير مثال جامعة الكويت بالشدادية، فميزانيتها ملياران ونصف المليار دينار كويتي، وحقيقة كلفتها لا تتجاوز 300 إلى 500 مليون، متمنياً من ديوان المحاسبة وهيئة مكافحة الفساد فتح ملفها، فللعلم إن تكلفة بناء 15 جامعة خاصة حتى الآن لم تتعد 300 مليون دينار، رغم تباعدها المكاني واختلاف تخصصاتها، وتستوعب نحو 40 ألف طالب، أي أكثر من القدرة الاستيعابية لجامعة الشدادية، بنهب مخز ومحزن لثروة البلد. متابعة قراءة عفواً.. الكويت ليست للبيع