أ.د. محمد عبدالمحسن المقاطع

غزو مضى.. وغزو قادم

2/8 تاريخ محفور في ذاكرة الكويتيين، فقد أصبحوا ووجدوا أنفسهم فجأة بلا وطن فقد غزا النظام العراقي الصدامي الكويت بصورة كشفت الخبث والغدر وحقيقة مكنون بعض النفوس العربية، التي تقتات على الحسد، وتتمنى زوال النعم من أصحابها، غزو صدام للكويت ليس فكرة عابرة ولا قاصرة على النظام الصدامي، لكنها فكرة أشبعت بها عقول الكثير من العراقيين، الذين تربوا على حكاية خاطئة، وهي ان الكويت جزء من العراق، واستفاد صدام من إيحاءات أميركية بعدم ممانعتهم ذلك، فكان الغزو. فلا عجب أن تتردد هذه الفكرة حتى اليوم في أذهان عدد ليس بقليل من العراقيين، وعلى الأخص في تفكير السياسيين منهم، ولا ثقة فيهم.

متابعة قراءة غزو مضى.. وغزو قادم

أ.د. محمد عبدالمحسن المقاطع

أسماء بلا تاريخ لشوارع الكويت

كيف تدرك أنك تعيش في بلد الغرائب؟ لن يصعب الجواب على هذا السؤال بمجرد ما يتجول المرء في الكويت حتى يدرك أنه في بلد الأوضاع فيه مقلوبة رأساً على عقب بصورة محزنة ومؤسفة. أما سر الحزن فهو أن تصل دولة مثل الكويت، بصغر حجمها ووفرة مواردها وقلة سكانها ونبل أخلاق أهلها، إلى هذه الحالة من التردي العام لأوضاعها في جميع الجوانب. وأما الأسف، فمرده كون أهلها لم يعودوا أهلها، فهم يتعاملون معها على أنها دولة مؤقتة، والشاطر من يحصل على أكبر حصة منها، وبأي طرق، بأسلوب يقترب من النهب. فغالباً ما يكون المسؤول آخر ما يفكر فيه مصلحة البلد، وأول ما يشغله كيف يزيد ثروته، والمنفذ في أحيان كثيرة يعطل ويعرقل ويماطل ليستفيد من عقاراته واستثماراته وابتزازه للمشاريع الناجحة وأصحابه بأخذ الرشى، والمشرّع ألهته، في الغالب، الأمجاد الشخصية والمشاريع الهامشية والتمسك بالكرسي، حتى لو كان كلفة ذلك بيع البلد أو تفتيته. وهذه بعض صور الأوضاع المقلوبة:

متابعة قراءة أسماء بلا تاريخ لشوارع الكويت

أ.د. محمد عبدالمحسن المقاطع

المواطنة.. لا تعرف الازدواجية في الولاء

ماذا يعني أن تكون مواطنا؟ ببساطة هو أن يكون انتماء وولاء الإنسان لوطن إقليمي محدد، وهو ما يعرف اليوم بالدولة الإقليمية، وهو لا يعني انسلاخه عن عروبته أو إسلاميته، فتلك عناصر مهمة في تكوينه وهويته الثقافية والقومية والفكرية، والولاء والانتماء، والذي لا يكون إلا لوطن إقليمي واحد هو السبب القانوني والسياسي الذي على أساسه منعت كل القوانين ازدواج الجنسية، بل ورتبت معظمها سقوط الجنسية عند الدخول بجنسية دولة إقليمية أخرى بحسبان أن مثل هذا الشخص فقد انتماءه وولاءه لدولته الأصلية.
وهو ما يفسر لماذا لا يمنع المواطن من دخول بلده، في حين يمنع غير المواطن، وهو ما يفسر أيضا أن تولي مناصب السلطات العامة الثلاث والخدمة العسكرية ودفع الضريبة وتمثيل الدولة في المحافل والبطولات يكون لمواطني الدولة فقط، ويحظر ذلك على الأجنبي ذلك، وهو سبب التزام المواطن في عدم القيام بأي عمل عدائي ضد دولته وإظهار الممالأة لدولة أخرى أو أي عمل يتنافى وانتمائه لها، فكل ذلك يدلل على محورية فكرة الولاء والانتماء للدولة الإقليمية. متابعة قراءة المواطنة.. لا تعرف الازدواجية في الولاء

أ.د. محمد عبدالمحسن المقاطع

وحدة الخليج لمنع التقسيم وأطماع إيران التوسعية

ثالوث التآمر على الدول الإسلامية والعربية سقطت كل أقنعته، وصار يجاهر بتوجهاته الاستعمارية ونزعاته التوسعية، وقد اكتملت سمفونية الهيمنة، التي كانت تتم بأنغام هادئة تمثلها السياسات الأميركية الناعمة في الطبطبة على اكتاف الدول العربية ودولنا الخليجية، وفي الوقت ذاته شحنها الطائفي والفئوي بالمنطقة بهدف تفتيتها وتقسيمها. متابعة قراءة وحدة الخليج لمنع التقسيم وأطماع إيران التوسعية

أ.د. محمد عبدالمحسن المقاطع

النخب أساس التخبط وتفتيت دولنا

الجذور الفكرية والإسلامية والعربية والثقافية لمجتمعاتنا ودولنا تؤكد رسوخ ومتانة مبادئنا وارتفاع وسمو قيمنا، وأصالة وتميز فكرنا وثقافتنا، وفي ورافها جميعا نجد فضائل الصدق وشجاعة المصارحة ونزاهة الخلق والأمانة والانحياز للحق والحقيقة، وفروسية المنافسة بشرف، والحرص على العدالة والمساواة والتعايش والتسامح، والتضامن والتكافل والحرص على مصلحة المجموع.
لكن هذه الفضائل تعرضت للتشويه ونالها التدمير وتعرضت لهزات أفقدتها قيمتها، وهو وضع مخز ومحزن في آن واحد. لكن السؤال يا ترى هو: من المسؤول عن كل ذلك؟ إنها النخب السياسية والثقافية والاجتماعية. متابعة قراءة النخب أساس التخبط وتفتيت دولنا

أ.د. محمد عبدالمحسن المقاطع

ثلاثٌ إن حازتها الدولة أو الأمة تقدَّمت

من يستمع الى أدبيات معظم السياسيين والقادة في عالمينا العربي والإسلامي من بيانات ووثائق، يتولد لديه شعور بأننا قاب قوسين أو أقرب الى الدولة المثالية، التي تعي مشاكلها وعثراتها، وتعلن التوجهات والخطط والإجراءات اللازمة لتخطيها وتحقيق إنجازات كاملة، وبعد سويعات من تقليب تلك الأدبيات، التي ما فتئت تتكرر منذ عشرات السنين، يدرك أحدنا أنه أمام بيانات إنشائية وبيانات استهلاكية ووثائق انفعالية منعزلة عن الواقع فما سطر فيها ـــ رغم روعته ـــ في واد والواقع والممارسة على نقيضها في وادٍ آخر، وهو سر المراوحة في مكاننا أو تراجعنا المخيف. من يراجع واقع الأمتين العربية والإسلامية يجد أغلب دولها وقيادييها وسياسييها في دائرة التراجع وخيبة الأمل والغرق في مشاكل مفصلية، ليس لها للخروج منها من سبيل، ما دمنا نقول ما لا نفعل، ونخطب بما لا نؤمن.
إن قراءة وتفحص سير الأمم والدول التي تتقدم وتنجز، ويكون لها السبق في كل شيء، لن يطول بحثها في أن تجد أن هناك دائماً ثلاث فضائل فيها، يكمن سر تغلبها على عثراتها ونجاحها وتقدمها المستمر، ولذا فأنا أقول «ثلاثٌ إن حازتها الدولة أو الأمة تقدّمت». متابعة قراءة ثلاثٌ إن حازتها الدولة أو الأمة تقدَّمت

أ.د. محمد عبدالمحسن المقاطع

لماذا أنشأت أميركا داعش؟ ولماذا تحميه؟ (2/2)

نواصل في الحلقة الثانية من مقالنا تعقب أعمال وممارسات داعش، ربما ما يسعنا جميعا لفهم وإدراك الدور المرسوم لهذا التنظيم والأطراف المنشأة له أو الداعمة له.
1- تصب أعمال داعش بصورة واضحة في تحقيق الأميركان لاستراتيجيتهم بإضعاف السنة وتعزيز هيمنة إيرانية شيعية على المنطقة، لزرع أسباب الاقتتال الداخلي وتحقيق تقسيمها، فالمعارك والاعمال الإجرامية لداعش في العراق عززت من هيمنة الحكومة الشيعية في بغداد، وأضعفت وهجّرت السنة! أما ممارسات داعش في سوريا فهي تخلط الأوراق، فداعش يساند النظام من جهة، والنظام يفسح له المجال لاحتلال القرى والمدن بانسحاب مسبق، وأحيانا يتحالف مع النصرة وفي أحيان أخرى يتم الاحتراب بينهما. كل هذا يفسر الترتيب بين الأميركيين والإيرانيين والنظام العراقي والنظام السوري، وداعش!
2- «داعش» يفترض أنه تكوين لمجموعات متناثرة، فإن كان ذلك صحيحا، فإن قدرته على مواجهة جيوش نظامية وقدرته على التحكم بمناطق جغرافية شاسعة مع القدرة على التحكم والاتصال، تدل على مستوى محترف لجيوش نظامية ويبرز دور أميركا في القيادة، بل إن قدرة التواصل بالأقمار الاصطناعية والوسائط الحديثة تدلل على إفساح المجال للاتصال الفضائي لداعش، وهو تتحكم به أميركا، مما يؤكد أن داعش صناعة أميركية. متابعة قراءة لماذا أنشأت أميركا داعش؟ ولماذا تحميه؟ (2/2)

أ.د. محمد عبدالمحسن المقاطع

لماذا أنشأت أميركا «داعش»؟ ولماذا تحميه؟ (1/2)

يجب أن نستيقن، وبلا تشكك، أن «داعش» صناعة أميركية باحتراف، فمكان نشأته وترعرعه وأماكن تمدده وتكوينه وتحركاته العسكرية، وتلميعه الإعلامي، وحمايته وعدم وجود الرغبة في القضاء عليه، كلها تؤكد أنه «صُنع في أميركا».
إن تعقب تاريخ نشأة هذا التنظيم المسمى بـ«داعش» وفجائية تعاظم قدراته، التي جعلت منه عملاقاً رغم صغره، لمن الأدلة التي تعزز صناعته الأميركية!
لنستعيد ذاكرة التاريخ ونعيد قراءته معاً لندرك حقيقة «صناعة الأميركان لداعش»:
– ففي عام 1980، وبعد أن غزا الاتحاد السوفيتي أفغانستان، نجح الأميركيون بفترة وجيزة من تمويلهم وتسليحهم لبعض المجاميع الجهادية الإفغانية بإقامة «زعامات أمراء الحرب الأفغان»، وكان ذلك سبباً في تواجدها القوي على الأرض للتأثير في الأحداث، ومن رحم أولئك الأمراء ولد «الأفغان العرب» و«طالبان» بمساهمة أميركية، لكنها لم تتحكم بهما كاملا ولم تحقق كل أهدافها.
أما في عام 1990 ـ 1991وبعد مساهمة الأميركان المباشرة في تحرير الكويت من الغزو الصدامي (الذي حصل بإيحاء منهم)، وصل الأميركيون إلى بغداد، وكادوا أن يسقطوا نظام صدام، ولكن صدرت الأوامر لشوارسكوف بالتوقف والعودة مما أثار غضبه وسخطه، ثم خرج علينا الأميركيون بتبرير ذلك أنهم لم يقوموا بترتيب بديل نظام صدام، وقد كانت تجربة أمراء حرب أفغانستان حاضرة بأذهانهم. متابعة قراءة لماذا أنشأت أميركا «داعش»؟ ولماذا تحميه؟ (1/2)

أ.د. محمد عبدالمحسن المقاطع

استقلال القضاء.. ومخاصمته

لا شك في أن تنظيم السلطة القضائية في الكويت كان ولا يزال قاصراً، فعدم تمتع السلطة القضائية بالاستقلال المالي والإداري الكامل عن السلطة التنفيذية لا يتفق ومبادئ الدستور التي منحت هذه السلطة استقلالاً كاملا بكل ضماناته، وعلى الرغم من التعديلات التي تمت على قانون تنظيم القضاء منذ عام 1990 ثم 1992 ثم 1996 وأخيرا عام 2001، فإن كل التعديلات المذكورة لم تمنح القضاء استقلاليته المالية والإدارية، وبما يفك الارتباط بين هذه السلطة، والسلطة التنفيذية بشكل عام، وبوزير العدل على وجه الخصوص.
وعليه، فإن استقلال القضاء هو قوام الدولة القانونية، ولا يستقيم مرفق العدالة من دون أن يكون قضاؤه مستقلا، وتتوافر للقضاة فيه كل أسباب وضمانات الحيدة، وتتلاشى القيود التي تمكن سلطة أخرى من الهيمنة عليه أو التحكم في شؤونه المالية أو الإدارية أو الفنية، وهناك ثلاثة أبعاد لضمان استقلالية القضاء وحياده، وتخلف أي منها يفقد القضاء قدرته على العمل بكل حرية وتجرد وحيدة واستقلالية.
متابعة قراءة استقلال القضاء.. ومخاصمته

أ.د. محمد عبدالمحسن المقاطع

اختراق الوطن غاية جريمة مسجد الصادق

ندرك جميعا أنه لا ذمة ولا دين ولا وطن للإرهاب، فهو حالة كامنة في نفوس أصحابها الخبيثة، وحين تصاب نفوسهم بها فإنها تمتلئ بسوداوية تنتزع منها كل قيم الإنسانية، فيكون قتل الناس وتعذيبهم وترويعهم مشهدا يطرب نفوسهم المريضة، ولكل منهم رداؤه التبريري ونوازعه التي يلتحف بها حينها، فهناك من يلتحف الدين -وهو منهم براء- وهناك من يلتحف الفئوية الخبيثة، وهناك من يتوشح رداء القضاء على ظلم المجتمع – وهو يعيش الوهم- وهناك من يسعى لإثبات النفس التي فشلت في كل المجالات – وهو هنا قد تنكب الطريق- وهناك من هو مأجور يبيع نفسه مقابل حفنة من المال، وهو خاسر للدنيا والآخرة.
وفي كل الأحوال، فإن مرتكب الإرهاب وجرائمه فردا أو مجاميع تجد نفسه مملوءة بالحقد والحسد ومعاداة الفرح والنجاح، يبتهج للخراب ولا تهدأ نفسه المريضة لاستقرار أحوال المجتمع والآخرين.
فالتنظير والفكر ليس لهما حقيقة في نفسه، إذ تحركه إحدى النوازع السابقة، ما يعني أنها حالة ملازمة للمجتمعات على اختلافها هناك. متابعة قراءة اختراق الوطن غاية جريمة مسجد الصادق