غداً يصادف ذكرى مرور قرن كامل على توقيع اتفاقية سايكس بيكو
(16 مايو، 191٦)، وبموجبها تم تقسيم التركة العثمانية بين الدولتين البريطانية والفرنسية، وتم رسم حدود دول المنطقة العربية التي نعرفها الآن، وبهذه المناسبة نشرت “الإيكونوميست” تقريراً مفصلاً عن المنطقة بعنوان “حروب الداخل”.
لا يمكن حسب التقرير السابق أن يقطع القارئ بوجود سبب واحد للتشظي العربي وحروبه، مثل أنظمة حكم مستبدة فاسدة تعيد إنتاج نفسها، أو أيديولوجيا دينية متطرفة تسارع لملء فراغ غياب الشرعية والرعاية الاجتماعية من الدولة للشعوب، أو أن يكون السبب هو التدخل الأجنبي الاستعماري القديم أو الحديث مثلما حدث في عراق 2003 أو ليبيا ومعهما حروب الوكالات في سورية الآن ولبنان في الفترة ما بين 75 حتى 90. متابعة قراءة دويلات على الطريق
التصنيف: حسن العيسى
مع أو ضد المشاركة!
معركة المشاركة أو المقاطعة في الانتخابات المقبلة بلا معنى، والنقاش حولها مثل الجدل بشأن جنس الملائكة، فبصورة مجملة، سواء شارك بعض المعارضين من النواب السابقين أو استمروا في نهج المقاطعة، فالنتيجة واحدة، وهي أن شيوخنا، الله يحفظهم، سيظلون يمسكون بمفاصل الدولة، وكلمتهم هي الفاصلة في الصغيرة والكبيرة، ويبقى النواب، إن كانوا من المعارضين الجديين، هم من يدق أجراس التنبيه والتحذير في أحسن الأحوال إذا حدث تجاوز ما (وما أكثر تلك التجاوزات)، لكن أكثر من ذلك لا يمكنهم أن يصنعوا شيئاً، ولن يمكنهم تغيير مسار القرار السياسي في أحسن الأحوال أو أسوأها، وهذا وضع طبيعي في الديمقراطية الصورية وتحت مظلة الدساتير الورقية. متابعة قراءة مع أو ضد المشاركة!
غريغور العمال الأجانب
لا تدخل قضية سكن العمال العزاب الأجانب بالكويت في هموم المنادين بحقوق الإنسان في دولة تميز في معايير حقوق الإنسان وفق الجنسية وأصل صاحبها، وحسب وضع البشر الاجتماعي والمادي، وليست قضية هؤلاء العمال من قضايا المال العام وسرقاته اللامنتهية، وليست من مواضيع البروز الشعبي كي يتألق فيها كتاب الزوايا والمقالات الصحافية حين يستعرضون شطارتهم وحذقهم في ملامسة المشاعر العامة، وكي يردد شعب “أنا كويتي أنا “و”أنا الخليجي”، بعد قراءتها عبارة “خوش مقال… خوش كلام”.
ليست حكاية سكن العمال الأجانب سوى حكاية عابرة بصفحات الجرائد تغطي مساحة جيدة لبؤس الثقافة الإنسانية، هؤلاء العمال، ومعظمهم من البائسين الذين يقومون بأعمال ويحترفون مهناً لا يقوم بها ولا يحترفها أبناء الوطن الذين ينظرون إلى تلك الأعمال بازدراء، وبأنها لا تليق بأبناء الحسب والنسب، فهم السباكون وعمال البناء والنظافة وغيرهم في قائمة طويلة من مهن لا يمكن الاستغناء عنها مطلقاً بدول تستورد كل أمورها، من سيارات الرولزرويس إلى “كودري” غسال السيارات.
حكاية العمال الأجانب وهم بسبب أوضاعهم المالية البسيطة وقوانين الدولة، فرض عليهم تصنيف “العزوبية”، فهم بالتالي الذين يهدد وجودهم وسكنهم القيم والأخلاق السامية للمواطنين، وحكايتهم التعيسة لا تختلف عن حكايات مخالفات حظائر الغنم في كبد أو في مزارع الذباب بالوفرة. متابعة قراءة غريغور العمال الأجانب
«مالت على البامية…»
طوابير ممتدة على مد البصر من نساء ربات بيوت ورجال وأطفال حفرت الرثاثة لوحة البؤس على ملامحهم ينتظرون لساعات طويلة دورهم لدخول السوبر ماركت، وتنتقل الكاميرات داخل المتجر، لتبدو معظم الرفوف فارغة من الأغراض الأساسية، كالحليب والسمن والسكر، ولا يوجد إلا القليل من الجبن اليابس، لا يكاد يفي بحاجة المنتظرين.
المشهد السابق الذي نقلته وسائل الإعلام كان من فنزويلا، التي يستقر في جوف أرضها أعظم احتياطي نفطي في العالم، والتي كانت يوماً ما في سبعينيات القرن الماضي تحيا بحبوحة اقتصادية، امتدت لفترة من الزمن، ثم ليصل فيما بعد التضخم المالي فيها إلى أكثر من 700 في المئة، ثم أخذت الحكومة تطبع المزيد من البنكنوت، لتسكب الملح على الجرح… وانتهت الآن، بوصف الإيكونوميست، بمثل وضع زيمبابوي عام 2000 مع فارق الثقافة الكبير، الدولتان كانتا تحت حكم قائدين لهما شعبوية كبيرة، الراحل هوغو تشافيز بفنزويلا، ومغابي بالثانية، ودعا الاثنان للإصلاح والعدالة الاجتماعية أيضاً، فانتهت الأمور اليوم إلى مثل هذه الحال البائسة. متابعة قراءة «مالت على البامية…»
الزهايمر
في إحدى مقالاته الأخيرة بالشرق الأوسط، شكا مصطفى أمين حالته الصحية، كان يتألم ككاتب من أنه أضحى ينسى كثيراً، مما زاد من صعوبة حياته بالكتابة، لم يمض وقت طويل ورحل أمين عن الدنيا، ليحل مكانه في الزاوية صديقنا د. أحمد الربعي، وبدوره غادر أحمد مطار النهاية عبر بوابة المرض الخبيث، مات بعد سنوات قليلة أو طويلة (ليس الزمن مهما بوادي الأموات) من مرضه، لم يكن أحمد مسناً، كان في أوائل خمسينياته، أذكره يكرر دائماً بعد أن علم بالسرطان المستوطن برأسه عبارة: “الحمد لله عشت خمسين سنة جميلة بكل لحظاتها السريعة”… شجاعة نادرة وإيمان مطلق بالقدر.
لم يشتك أحمد من النسيان مثل أمين، بكلام آخر لم يعان الخرف، ومن الزهايمر أو الدمينشا، ذكره الموت قبل أن يفقد الذكرى. متابعة قراءة الزهايمر
مؤسسات أيامنا الحلوة باقية
أهم مبدأ قانوني لحماية حقوق الإنسان وضمان الأمن بالمجتمع هو أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته بحكم نهائي، والحكم الغيابي ضد المتهم فهد الرجعان بقضية التأمينات ليس نهائياً، لذا افتراض براءته واجب، وليس هذا موضوع المقال الآن، فما صرح به المتهم مدير التأمينات السابق، عبر تغريدات حامد بويابس، بعبارات مثل “استلمت التأمينات عام 84 وتركت المنصب عام 2014، ما قدمته لخزينة المال العام هو 30 مليار دينار عداً ونقداً…”، وأضاف: “جميع مجالس الأمة… كانت تصفق لميزانيات التأمينات، ديوان المحاسبة لم يسجل مخالفة واحدة بعهدي… صدقوني…”! متابعة قراءة مؤسسات أيامنا الحلوة باقية
ضرورة اليأس
أحياناً يصبح اليأس ضرورة، ففي بعض الأحوال، قد يكون من الأفضل أن نتقبل اليأس كقضية ضرورة، فاليأس من عجز الإنسان عن تغيير وضعه الخاص أو الحالة المحيطة به يصبح ضرورياً لإنهاء المعاناة النفسية، فالمريض بسرطان متأصل بجسده ولا جدوى من علاجه، مثلما أخبره الأطباء، يصبح اليأس لحالته ضرورة، حتى يرتاح من أوهام الأمل أنه قد يتعافى يوماً ما بمعجزة هي ضرب من المستحيل، عندها يصبح التسليم بالقضاء والقدر، وبأن ساعة خلاصه بنهاية الحياة هي أقرب له من غيرها، لا أكثر، فالكل سيموت، والفرق أن قطاره سيوصله إلى محطة النهاية قبل غيره، عندها يصبح اليأس علاجاً رائعاً له كي يحيا يومه لحظة بلحظة دون وهم وأمل كاذبين. متابعة قراءة ضرورة اليأس
كيف سيكون الحوار مع ضيف الخليج؟
ماذا سيقول أوباما لقادة دول مجلس التعاون، وماذا سيقولون له بدورهم؟ هل سيكون هناك حوار بين الدولة الأميركية الحامية “تاريخياً” للمنطقة وبين دولنا، أم سيكون هناك مجرد نقل وجهة نظر مفروضة ونصائح من الدولة الأقوى في العالم لدول أصغر منها بكثير؟!
نصائح شبه ملزمة من طرف تُملى ولا يتحاور عليها، وفي النهاية ليس لنا وفي مثل ظروفنا التعيسة التفاوض بشأنها، فالتفاوض أو الحوار يفترضان نوعاً من الندية بالعلاقات، ونحن لسنا نداً للأميركان.
ماذا سيقول أوباما لدولنا؟ هل سيذكرهم بحديثه لصحافي “الأتلانتيك”، جيفري غولدبيرغ، قبل شهر تقريباً، ويخبرهم بأن سياسة “فري رايد”، أي تعهد الحامي الأميركي بحل قضايانا الأمنية دون ثمن، انتهت، ويقول لهم إن اعتمادنا كأميركان وغربيين على نفط المنطقة، أيضاً انتهى، ولن أعيد في سورية خطأنا وفشلنا في ليبيا، حين صرنا كالمستجير من الرمضاء بالنار، فتذكروا هذا جيداً ولا تذكرونا بما فعلناه بالعراق، حاولنا خلق دولة ديمقراطية هناك، ونسينا أن إرث المنطقة بعصبياتها وطائفياتها وانعدام مؤسساتها قد أوصل هذه الدولة إلى حالة “شبه الدولة” الغارقة بمستنقع الفساد والطائفية، وقد يوصل دولاً أخرى مثلها إذا لم نتعلم، فلا تؤنبونا، ولا تذكرونا بتضحياتكم أيام الحرب مع السوفيات بأفغانستان، فنحن جميعاً ندفع أثمان نتائجها الآن بجنون التطرف الجهادي، فهذا صناعة مشتركة بيننا وبينكم. متابعة قراءة كيف سيكون الحوار مع ضيف الخليج؟
فتوش الحكومة
شبّه مروان سلامة مشروعات الإصلاح المالي والاقتصادي بسَلطة “الفتوش”، التي هي عبارة عن بقايا خضراوات وخبز بائت تخلط معاً كي تخرج بطبق للأكل (القبس الاقتصادي عدد أمس). قد يكون تشبيه مروان صحيح جزئياً، إذا استعرضنا تصورات الحكومة للخروج من الأزمة، فلا جديد بها، فهي اقتباسات وآراء من دفاترها القديمة رُكِنت في أدراج النسيان واللامبالاة بمكاتب المسؤولين في زمن مضى، مثل خفض الدعم، والضريبة، والتخصيص، وغير ذلك من أحلام وأوهام، والآن بعد أن “نزل الفاس بالراس”، أخذت الحكومة تعيد إنتاج “فتوشها”، فتنبش دفاترها القديمة وتطرحها بخجل وبقلق من ردود فعل تنتقص من شعبيتها التي تقوم بداية ونهاية على شراء الولاءات، وأعرف ملل القارئ وتشبعه من ترديد العبارة الأخيرة، لكن ما العمل إذا كانت قدرة الاستيعاب الفكري في الجهاز العام للدولة بائسة. متابعة قراءة فتوش الحكومة
بمكانك سر وخلفك در!
بعد الجلسة الأخيرة لمجلس “ألعن خيرك، قبيض” يفترض أن الحكومة بصفتها الولي الشرعي له أدركت واقتنعت بأن مجلسها لا يمكن التعويل ولا المراهنة عليه حين يكون الحديث عن فتح ثقب – مهما كان صغيراً- في الأزمة الاقتصادية المالية التي تمر بها الدولة الآن، والتي ستغرق البلد بمن فيه خلال السنوات الخمس القادمة تقريباً.
نواب مجلس “ألعن خيرك” وحتى الوزراء المنتخبون تراجعوا أو وجدوا أي عذر كي لا يقفوا مع مشروع رفع الدعم عن الكهرباء، ووجد الجميع مخرجهم باستثناء السكن الخاص أو الكويتيين من تحمل فاتورة المشروع الحكومي، لأن مثل التصويت مع المشروع يعني حرق شعبيتهم، والديرة بكاملها، إن كنتم تعرفون، من ألفها إلى يائها، تحيا على الشعبويات والفساد الذي تغذيه بطريقة الرشا والمصالح الخاصة والمحسوبيات لكل مجموعة ولكل فئة حسب انتمائها وقربها من فرق القرار السياسي. متابعة قراءة بمكانك سر وخلفك در!