بغياب الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني الحرة، أي التي لا تتكئ على أريحية الدولة ومعوناتها، وأيضاً بغياب الإعلام الحر، بسبب قوانين القمع (مطبوعات، جزاء، المدونات، المرئي والمسموع) هناك اتفاق على أن مجلس الأمة، رغم أنه جاء بعملية قيصرية من السلطة، يمثل السياسة بالكويت. على ذلك إذا أردت أن تبحث عن المكان الوحيد بالكويت الذي تمارس فيه الثقافة السياسية بحرية نسبية فليس هناك غير قاعة عبدالله السالم. متابعة قراءة إنجازكم الحضاري
التصنيف: حسن العيسى
مع بن لاكنيين!
بعد تفجيرات 11 سبتمبر الإرهابية في نيويورك، التي نفذتها القاعدة، وأدانها الكثير من الكتاب العرب، باعتبارها من جرائم القتل الجماعي، التي استهدفت قتل أبرياء مدنيين، كان هناك بجانب ذلك الكم الكبير، على ما أذكر، لكتابات الإدانة كتابات موازية تدين الجريمة إلا أنها سرعان ما تستدرك إدانتها بكلمة “لكن” الاستدراكية، وتسهب بعدها بتذكير القراء العرب، وكأن هذا ما ينقصهم في مثل ذلك الظرف الانفعالي، عن تاريخ السياسات الأميركية في المنطقة العربية وتأييدها للنهج الاستعماري الإسرائيلي حين تزود تلك الدولة بالدعم المادي والمعنوي، وإلى آخره… عندها كتب بعض الزملاء، وأذكر منهم د. سعد بن طفلة، رفضهم واستنكارهم لمثل ذلك الطرح الذي يهدم بيده اليمين ما بناه باليسار، أو بالعكس، وأطلق على هؤلاء الذين يمسكون العصا من النصف جماعة أو حزب بن “لاكن” على إيقاع اسم بن لادن. متابعة قراءة مع بن لاكنيين!
هل يوجد خيار آخر؟
“مثل الذي يحمل الصخرة الكبيرة ليرميها على قدميه”، التشبيه السابق كان لماوتسي تونغ، يمكن تصوره الآن لمن يعارض ويدعو لمواصلة المقاطعة لانتخابات المجلس القادمة. لنتفق أولاً أنه لا توجد حياة سياسية حقيقية بالكويت فهي مصادرة بالكامل من قبل الأسرة الحاكمة ومن يتبعها، ومنذ ولادة الدستور حتى اليوم لم يحدث أن مارس الناس الديمقراطية بصورة معقولة، الدستور الذي يعطي أعضاء الحكومة ثلث أصوات البرلمان هو بحد ذاته نقص كبير، والتوفيق بين المادتين الرابعة والسادسة من الدستور هو مضيعة للوقت وتلفيق فقهي لا أكثر، وحتى بهذا الدستور المتواضع كانت الممارسة من أسرة الحكم هي حل البرلمان دستورياً، كما حدث في السنوات الأخيرة بعد التحرير أو بغير الطريق الدستوري قبل تاريخ التحرير. متابعة قراءة هل يوجد خيار آخر؟
كل عام وأنتم بخير
في مثل هذا اليوم من رمضان الماضي، وحتى اليوم الأول من رمضان الحالي، لم يحدث شيء، لم يتغير علينا أمر ما والحمد لله، الزمن يقف عند حدود الدولة، حدثت بعض الأمور العادية، قد تكون غير عادية عند بعض أو كثير من الناس، لكنها أمور ثابتة تحدث كل سنة في مثل هذا اليوم، ويحدث غيرها في أيام أخرى. عندنا، هنا في مركز الكون في مكان “بغ بانغ” أي الانفجار الكبير، الذي ربما صار في منطقة النويصيب أو جواخير كبد، أو أي مكان قرب مجلس الوزراء أو مجلس الأمة، أو قرب أي ردهة من ردهات وزارات ومؤسسات الدولة وُلِد الزمان أو المكان، لا يهم الفرق بين الاثنين أي الزمان والمكان، ما يهم هو أن الولادة بحد ذاتها كانت طبيعية. وحدث الوجود الكويتي قبل وجود العالم، ومنذ ذلك اليوم، وهو لم يكن يوماً أبداً، مثلما لم يكن هناك مكان، وإذا كتبت كلمتي زمان ومكان فأنا لا أعرف كيف أصف الحدث بغير هاتين الكلمتين، فقد تم تلقيني إياهما في طفولتي بزمن لا أذكره، مثلما يتم تلقيننا بكلمات كثيرة، وبكل ما ندركه في البيت أو المدرسة الرسمية أو مدرسة الحياة، تصبح الكلمات في وعينا ولا وعينا حقائق، لا يمكن الجدال حولها… تشكل عقولنا وذواتنا. متابعة قراءة كل عام وأنتم بخير
ويظل الصمت مطلقاً
أسى يضرب نفوسنا التي تتدحرج بسرعة لقاع الكهولة، ليس لوفاة محمد علي، أسطورة الملاكمة؛ وإنما هو أسى على غياب سنوات عُمْر وفَقْد زمن، هو أسى وحسرة على تلاشي عمر ملأ به محمد علي فراغاً كبيراً في وجداننا. منتصف الستينيات انتصر محمد علي الوسيم على لستون بطل العالم آنذاك، بعد أن صورْنا الأخير قبيحاً في مخيلتنا المتعصبة للوسامة والشباب، وليعلن، بعد وقت قصير، كاسيوس كلي إسلامه على نهج أمة الإسلام الأميركية. وليست هذه كل القصة التي تعاصرت مع الكثير في ذلك الزمن، هو زمن الستينيات الرائع، زمن المراهقة حين تشتد ضربات قلوبنا مع خيال سارح يدور بلا كلل باحثاً عن مغامرة حب وعشق لفتاة تشبه نجمات السينما المصرية، قد تكون هذه بنت الجيران، لها لون شعر وتسريحة نادية لطفي، وعيون سعاد حسني، وأنوثة طروب، قد تكون قريبة لنا أو بعيدة، لا يهم من تكون، فنحن تحاصرنا قواعد المنع المحافظة، وتكبل قيودُها رغباتنا الطبيعية، في مفارقة، كانت هذه الدولة تحيا أزهى عصرها الليبرالي، والأمة العربية، بدورها، كانت منتشية بقومية شعار وحدة وحرية واشتراكية. متابعة قراءة ويظل الصمت مطلقاً
«انت وين وكريستين وين»
كان من الممكن صرف النظر عن بيان “الأغلبية” بمجلس إدارة جمعية المحامين حين هللوا لمشروع وزير العدل بشأن إنشاء مجلس الدولة، ونقول حال هذه الجمعية من حال بقية جمعيات القطيع بالدولة التي لا حول لها ولا قوة، فهي ولدت من نفقة السلطة وتحيا من هباتها وأريحيتها، لكن هنا الموضوع مختلف، فليس الأمر متعلقا فقط بخلق قضاء إداري للنظر في القضايا التي تكون الحكومة طرفاً فيها، والتي هي ذاتها السبب الأول والأخير في تأخير البت بالقضايا حين يطلب محامو إدارة الفتوى الأجل بعد الأجل من المحكمة حتى تزود وزارات الشخير إدارة الفتوى بالمعلومات، وليس بسبب عمل القضاء الحالي كما يبرر وزير العدل. متابعة قراءة «انت وين وكريستين وين»
حاشية أصحاب المعالي
عدوى ينقلها الكبير للصغير، ينقلها المهم جداً للذين أقل أهمية منه وفق قوانين الجينات الوراثية، والأخير بدوره ينقلها لمن هم أقل، ثم للذين (الذي) هم (هو) أقل مرتبة ومركزاً، وتظل دوائر الوباء تمتد وتتوسع في المجتمع والدولة، حتى يصيب المرض معظم الناس، عندها قل على الدولة السلام.
المرض اسمه “فيروس الحاشية”، المسؤول الكبير ناقل المرض له حاشية صغيرة في البداية، لكن ضرورة الصعود للأعلى بالسلم السلطوي (كما يفهمها المسؤول) تملي عليه أن يوسع من دائرة الحاشية، أي الأتباع، فيزيد من العطايا لدوائرهم، ويغرق أفرادها بهدايا باذخة، سيارات مرفهة غالية الثمن أحياناً، أو أموال نقدية وتحويلات مالية في أحايين أخرى، أو ترقية لمناصب عليا لا يستحقونها. متابعة قراءة حاشية أصحاب المعالي
لو جنابك تنوّر المحكمة
من المفروض أن نشكر وزير العدل يعقوب الصانع والحكومة التي يعمل بها بعد توضيح الوزير للصحافة أن مشروع قانون مجلس الدولة الذي نشر بأدق تفاصيله كان مجرد تفكير “بصوت عال” من وزارته، ولم يعرض على مجلس الوزراء، ولم يصبح حتى الآن مشروع قانون!
أيضاً أكرر الشكر للوزير الصانع الذي قال إن حكومته تريد تفعيل مادة منسية منذ نصف قرن حول إنشاء مجلس الدولة، وأن هذه الحكومة، بصورة مجملة، يهمها “تفعيل مواد الدستور”!
“يحليل” الوزير الصانع الذي طمأننا بحرص “حكومته” على مواد الدستور وحقوق الأفراد وحرياتهم، ويبدو أننا في السنوات الأخيرة، وبعد ولادة مجلس مرسوم الصوت الواحد، نسينا معظم مواد الدستور، وليس المادة 171 فقط التي “تجيز” إنشاء مجلس دولة للنظر في القضايا الإدارية. متابعة قراءة لو جنابك تنوّر المحكمة
تسويف
في أكتوبر 2010 نشرت مجلة “نيويوركر” مقالاً بعنوان “later”، أي “في ما بعد”، وماذا يخبرنا التسويف “بروكراستيشن” عن أنفسنا، ويبدأ المقال بحكاية عالم الاقتصاد “اكرولوف” الذي كان في الهند، وأراد أن يرسل لصديقه في الولايات المتحدة طرداً عبارة عن صندوق لملابس الأخير، وظل يسوف ويتأخر في إرسال الطرد يوماً بعد يوم حتى استطالت المدة لثمانية أشهر، كانت العقبة النفسية أمام عالم الاقتصاد هو بيروقراطية الإدارة في إرسال الطرود، كتبت، في ذلك الوقت، عن معنى التسويف بأنه كما ورد في المقال بأنه “تأخير في إنجاز واجب ما مع علمك بأن مثل هذا التأخير القصدي سوف يترتب عليه أضرار أكثر لو تم إنجاز العمل في وقته”. متابعة قراءة تسويف
مرثية على زمن حمد
ليحزن أهل وأصدقاء حمد الجوعان على رحيله، فهذا حزن شخصي على “فقد” قريب كان حياً، ثم مات بعد معاناة طويلة، ولعل حزنهم قبل ذلك كان أعظم حين كانوا يشاهدونه يتألم ويتعذب، ولم يكن بإمكانهم أن يصنعوا له شيئاً، فرصاصة الغدر التي شلت جسده في ثاني يوم من فرح التحرير لا يمكن محو آثارها، مثلما لا يمكن أن نمحو ذكراه بعد أن نقش اسمه عميقاً في تاريخ هذا الوطن.
حزننا اليوم، ليس على رحيل إنسان، فكل حي في النهاية يترك بصمة في المكان ويرحل مع الزمان. حزننا هو أسانا على ذلك الزمن الذي رحل وشغل في ثناياه حمد حيزاً كبيراً من لحظاته السريعة ثم تركه. متابعة قراءة مرثية على زمن حمد