هل أعمل مدير «إف بي آي» كومي حكم القانون كما هو مفروض وبحسن نية أم أنه تعسف في استعمال سلطاته القانونية حين أخبر أعضاء جمهوريين في الكونغرس عن أي إيميلات جديدة مرتبطة بالقديمة قد تدين المرشحة الديمقراطية الأوفر حظاً للفوز بالانتخابات حين استعملت هي أو مساعدتها هوما عابدين “سيرفر” خاصاً للأخيرة وزوجها المتهور جنسياً في مسائل قد تكون سرية لوزارة الخارجية! لماذا هذا الوقت تحديداً وقبل أيام بسيطة من الانتخابات الكبرى؟! أما كان من مقتضيات العدل والإنصاف أن ينتظر “كومي” حتى نهاية الانتخابات كي يكشف عن هذه الرسائل حتى لا يتهم بالانحياز لجانب “اليمين” الجمهوري وداعمي المرشح ترامب؟ أم أن الوضع قد يكون مقلوباً، وقد يفسر تراخيه بالكشف عن الرسائل لما بعد الانتخابات بالانحياز للديمقراطيين على حساب الحقيقة وحكم القانون؟! أخيراً، أليس “كومي” الموظف الرسمي الذي يتبع في النهاية الإدارة التنفيذية التي يمثلها في البيت الأبيض الآن رئيس من الحزب الديمقراطي وأقسم كومي أمام الرئيس أوباما حين تولى منصبه كمدير لجهاز إف بي آي…؟! متابعة قراءة لا أسئلة عند كومي العربي
التصنيف: حسن العيسى
انفخ يا شريم دون توقف
مثال بسيط عن حالة “شريم”، الذي ينفخ دون فائدة في الكويت، ما تم تداوله بـ “تويتر”، نقلاً عن عادل الزواوي، حول قيام نائب سابق ومرشح حالي بتعيين ابنه الذي لم يتجاوز عمره 27 عاماً، والذي تخرج بتقدير مقبول، مديراً عاماً للشؤون الإدارية في إحدى الهيئات، بناء على طلب وزير الصحة، وباستثناء من مجلس الخدمة المدنية!
الخبر السابق أيضاً نشر بـ “القبس” فيما بعد، ويحدثنا عن حالة اللامبالاة الحكومية تجاه مثل هذه التجاوزات، وكأن ما حدث مجرد أمر عادي مر مرور الكرام! متابعة قراءة انفخ يا شريم دون توقف
هذيان الحفلة انتهى
قبل سنتين تقريباً نسب لرئيس الحكومة مقولة إن دولة الرفاه انتهت، وانشغل الكثيرون بنقد رأي الشيخ جابر المبارك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كانت هناك حالة إنكار للواقع، إنكار أن تدهور سعر النفط سيصيب دخول الناس وسيهز حالة الريع الاقتصادية بالدولة، وكأن الناس يرفضون أن يصدقوا أن الحلم الجميل شارف على النهاية.
بصورة مجملة منذ ذلك الزمن وحتى الآن، لا تظهر السلطة أنها على استعداد لهز أكتاف الناس، وتهمس أو تصرخ بآذانهم “اصحوا يا ناس”. طبيعي لو استيقظت الغالبية على الحقيقة وواجهوا الواقع الكئيب، فالمعارضة ستتجذر وتقوى من مجرد حالة الهذر التنفيسي أو “التحلطم” الساخر إلى ما هو أبعد من ذلك، بدورها وجدت السلطة أن بقاء حال اللامبالاة الاقتصادية يعني لامبالاة سياسية، وهذا لصالحها، وفي الوقت ذاته ولقطع دابر أي احتمال لمعارضة سياسية فعالة باشرت السلطة إجراءات القمع إما عبر إصدار القوانين المقيدة للحريات، والتي تمهر بختم مجلس نوابها، أو سحبت جناسي بعض المواطنين، أو ملاحقتهم بقفازات القانون حين يعبرون عن آرائهم متجاوزين بحسن نية نصوصاً جزائية قمعية تصادر حرية التعبير وتنتقص من أبسط مسلمات المبادئ العامة التي استقرت عليها الأمم الديمقراطية. متابعة قراءة هذيان الحفلة انتهى
هو صلع دستوري
في إعلانات أدوية الصلع يظهر رأس الأصلع في الصورة الأولى من دون شعرة واحدة “بحاصة”، وفي الصورة الثانية تبدو بعض خصلات الشعر نابتة قليلاً، مثل شتلات الزرع الصغيرة تنمو بأرض قاحلة بعد استعمال فترة من الزمن، في الصورة الثالثة يظهر الشعر كثيفاً بعد مرور فترة طويلة كستة أشهر أو أكثر، في تلك المدة الزمنية لو صدق الصلعان الإعلان، واشتروا الدواء، فستحقق الشركة أرباحها من عمليات الشراء التي تتم في فترة الوهم، وبعدها لا يهم إن نما الشعر أو لم ينم، فقد حقق الإعلان أغراضه وتم تسويق الوهم.
حل مجالس الأمة المتعاقبة والدعوة لانتخابات جديدة لا يختلف عن أدوية الصلع الموهمة، يبدأ الإعلان بمرسوم الحل عن عدم التعاون بين المجلسين، رغم أنهما في العمق “مجلس واحد” يدار ويتحكم فيه بعقلية واحدة، لكن تبقى هنا أو هناك في هذا أو ذاك المجلس عقبات صغيرة أو كبيرة لا تتحملها السلطة الحاكمة، فيتم البحث عن أسباب للحل تصاغ كل مرة بجمل مختلفة، إلا أن معناها واحد، وهو أن بعض أعضاء مجلس الأمة الأصلع تجاوزوا المتفق عليه، وكان لابد من تذكيرهم بحالة الصلع الدستورية المصاحبة، فتستقيل الحكومة ويحل المجلس وتتم الدعوة لانتخابات جديدة حسب الشروط التي تمليها السلطة، ويعود المجلس وتعود الحكومة، أيضاً بأسماء مختلفة، إلا أن الجوهر يبقى واحداً بغياب الأحزاب وبعقدة الوزراء الذين يمثلون ثلث أعضاء المجلس، والذين يستقطبون بدورهم عبر خدمات المحسوبية كتلاً أخرى تابعة لهم، لكي يشكل الجميع الأكثرية المطلوبة للبصم التشريعي، فمثلاً زيد الحكومة يصبح اسمه عمر الحكومة، وعمر المجلس يصبح اسمه زيد المجلس. متابعة قراءة هو صلع دستوري
كي لا نتوه بالتفاصيل
مع سخونة الأجواء السياسية لاقتراب الانتخابات البرلمانية، حسب توقعات شطار السياسة الكويتية، ستفتح الحكومة أبواب الخير على مصاريعها لعدد كبير من أعضاء هذا المجلس كي يجددوا البيعة لها، وبالتأكيد سيكون باب العلاج بالخارج من أفضل شبابيك الخير، ولن يمانع وزير الصحة، مثلاً، للقيام بالدور المطلوب منه كهمزة وصل خدماتية بين النواب الحاليين أو القادمين من حزب المحاسيب وأهل الحل والربط من الوزراء الشيوخ، بصرف النظر عن وعود وتعهدات الحكومة بغلق منهول مجاري العلاج بالخارج، مع تحديد استثناءات محددة تفصل فيها الحكومة الخدمة لجماعتها كما تشاء.
ذكر الزميل كامل حرمي، في قبس الثلاثاء، “… تزايد علاج مرضى العلاج السياحي. حسب إحصائية أغسطس الماضي من 2500 إلى أكثر من 6000 بالسنة الحالية. أي بمعدل 120 مريضاً لكل عضو في المجلس…”، والتكلفة تبلغ 70 مليون دينار شهرياً… دون الحديث الذي يثير الحنق والسخرية في آن واحد عن مفارقة التوفير للخزينة العامة، مثلاً برفع سعر البنزين أو تخفيض بدل السكن للمدرسين الوافدين. متابعة قراءة كي لا نتوه بالتفاصيل
هيلة يارمانة للأبد
“أيامنا الحلوة” انتهت، وإذا ظلت دولنا الخليجية تتمسك بذكريات الأمس سارحة بأيام الرخاء والأمان، حين كان برميل النفط يتجاوز المئة دولار، والقوة الأميركية تظلل السماء لحماية المنطقة، فلن نجد في السنوات القليلة القادمة غير الخراب والدمار. أسعار النفط كما ترون نكاد نقول إنه من المستحيل أن تعود كما كانت، فحالة شبه الركود الاقتصادي تعم العالم، والولايات المتحدة بعد عمليات استخراج النفط الصخري صارت أكبر منتج، وبالتالي ليست بحاجة إلى دولنا ولا نفطنا، وبالتبعية لم تعد هناك مبررات لاستمرار مظلة الحماية الأميركية. متابعة قراءة هيلة يارمانة للأبد
أنهوا هذه المسرحية
لا تظهر الحكومة ولا مجلسها أي إشارة نحو الجدية في مواجهة واقع كارثة انخفاض مصدر دخل الدولة الوحيد بأكثر من النصف، وكانت مسرحية الخمسة وسبعين غالون بنزين السياسية ببطولة الاثنين، المجلس والحكومة، معاً، دليلاً على حجم الخواء الكبير في النهج السياسي للسلطتين، حين سوقا بسذاجة مثل ذلك الطرح بغرض تسكيت الموطن المتذمر، وكأنهما يحشران “مصاصة” إلهاء بفم طفل رضيع كي يكف عن البكاء، في وقت يتم سكب مقولات مثل الحلول الذكية والمواطن الراشد أو الرشيد من رئيس المجلس النيابي في الفضاء الإعلامي، بينما لا يظهر أنها تمثل حلولاً ذكية أو أنها تتوجه للمواطن الرشيد حسب الزعم الإعلامي الخالي من الرشد.
كان الوجه الآخر المزري لعرض الإلهاء بـ 75 غالون منحة، الذي يمثل خفضاً بحوالي 30 في المئة من الوفر الذي حققته الدولة من رفع سعر البنزين، هو خفض بدل السكن للمعلمين الوافدين من 150 إلى 60 ديناراً! وكأن الحكومة تخبرنا بأنها استقطعت مالاً من قوت المدرس الوافد الذي لا يتجاوز راتبه نصف أو ثلث المعلم الكويتي كي تمنحه “للمواطن الرشيد” بصورة الخمسة وسبعين غالون بنزين! وبهذه الصورة الاستغلالية سواء لوعي “المواطن الرشيد”، الذي يتم التلاعب به أو حين ينصرف ذلك الاستغلال لحياة المدرس الوافد البائسة، وهو الذي يتوقع منه أن يقدم عملاً سامياً نحو تعليم الأجيال، تستكمل الآن تسويق مشاريع الحكومة والمجلس لمواجهة “أزمة” الدخل القومي وكارثة الحل السلطوي لها. متابعة قراءة أنهوا هذه المسرحية
شكراً بوراكان على التشخيص
“تم تدميرنا اجتماعياً ونفسياً مع بداية الطفرة النفطية… يجب أن نتوقف كثيراً هنا، فحالياً ليست الأزمة في {الفساد المزعوم الذي تختفي خلفه العواجز} من المعارضين، وليس انخفاض أسعار النفط الذي يتلهى به من يفتقد التبصر والقدرة على النظر للأمام… إن الأزمة حالياً فينا نحن… نحن العلة… والطفرة النفطية هي السبب…”!
العبارات السابقة للزميل عبداللطيف الدعيج في مقاله الأخير بـ”القبس”، وهي “ثيماته” أي الأفكار المهيمنة التي يعيدها الزميل في الكثير من مقالاته، وبها يصف الزميل عوارض المرض الكويتي أو الخليجي، مثل الاتكالية على عمل الغير وضعف الإنتاج وانتشار الفساد بكل صوره، ويدينها بلا هوادة ملقياً وزرها الأكبر على النفط ولعناته كسبب أول، ثم “ال نحن” بالتبعية، لكن أن تصف المرض مسألة وأن “تشخص” أسبابه الحقيقية مسألة أخرى. متابعة قراءة شكراً بوراكان على التشخيص
وين رايحين؟
إذا كانت أمراض مثل “السرطان، وجراحات الدماغ والقلب والرئة والأعصاب وغسل الكلى والأمراض المصاحبة للشيخوخة… كالزهايمر وسلس البول وضعف السمع… إلخ” كلها لا تدخل في وثيقة علاج “عافية” (والله لا يعافيكم أنتم يا ترزية القانون) التي يغطيها التأمين الصحي للمتقاعدين، فماذا بقي من أمراض الخير يمكن أن تصيب المتقاعد؟ هل سيعاني بثورَ حب الشباب، مثلاً، أو أي عوارض نفسية وجسدية تصاحب المراهقة؟!
يوم الجمعة، فضح الزميل حسن جوهر في مقاله بـ”الجريدة” قانون التأمين الصحي، كما يرى، عبر لغة الأرقام “حيث يصل عدد المؤمَّن عليهم إلى 107 آلاف مواطن من الفئات العمرية المختلفة، وقيمة التأمين على كل متقاعد تساوي 700 دينار، أي 75 مليون دينار سنوياً، ومقابل كل مؤمّن يبلغ رصيد التأمين على علاجه 17 ألف دينار، أي ما مجموعه نحو 2 مليار دينار” (من عندي أقول خوش تقشف وإصلاح مالي). ويضيف الزميل أن “العدد الإجمالي للمتقاعدين فوق عمر الستين يبلغ 28.500 مواطن لا غير، أي ما نسبته 26 في المئة فقط من المتقاعدين يفترض أنهم الأكثر عرضة للأمراض والحاجة إلى رعاية طبية حقيقية… ومعنى ذلك أن 75 في المئة من المبلغ الخيالي مرصود للتأمين”. متابعة قراءة وين رايحين؟
إحباط كامل الدسم
أخذ صديقي، وهو رجل أعمال متوسط الحال، ولا يصنف من فئة الهوامير، التي تلاحقها مناقصات الخير أينما سارت، يتحدث بأسى على غير عادته، يقول إنه يفكر بجدية في أن يجعل له محل إقامة بصورة شبه دائمة خارج الكويت، ربما في إسبانيا أو البرتغال، فكلتا الدولتين تمنح الأجنبي حق إقامة دائمة وفيزا “شنغن” متى امتلك بيتاً بسعر معين، يقول إنه يشعر بإحباط كبير، ولا يرى أي بصيص أمل للقادم، فالوضع بالدولة يمضي من سيئ لأسوأ، وليس هناك من يشعرك بأن طاقة نور ستفتح، وأن حلماً جميلاً سيشع جمالاً في هذا الليل الطويل.
يقول صديقي المحبط إنه يشعر بقلق كبير في السنوات القليلة الماضية، وهو ليس قلقاً من الموت أو المرض بسبب كبر السن وفقدان بهجة الشباب، إنما قلق من ظلام المجهول بالدولة الذي سد كل سبل الغد، ولا يجد في إدارة الدولة من يمسك بيده مصباحاً لينير دروب الغد، يقول صديقي هي ليست مسألة أسعار نفط وتهاوت، فكلنا سواء كنا أصحاب أعمال حرة أو تجاراً أو موظفين في الدولة نعتمد على هذه السلعة، وأمر طبيعي أن تلسعنا حرارة رحيل سنوات الرخاء، وإنما هي أزمة ثقة بالإدارة، هي إدارة مفروضة علينا، لا نستطيع مجرد مناقشتها، فما بالك إقناعها لتغير رأيها أو نهجها، فهذا النهج ثابت على عناده كالجبال الرواسي، فمثل يا جبل ما يهزك ريح كأنه مفصل على مقاس الجماعة هنا، ويا سبحان الله على الصدف.
يضرب هذا الصديق مثلاً، عن شركتين متماثلتين تماماً في النشاط التجاري، وخصصت لكل واحدة منهما مليون دينار كاستثمار فيهما، وتركتهما لفترة من الزمن لتعود وتبحث عن استثمارك، فتجد أن الأولى خسرت المليون واستدانت مليوناً آخر، والثانية حققت ربحاً يساوي المليون، الفرق بين الشركتين بسيط، هو الإدارة، واحدة أعسرت لسوء الإدارة، والثانية حققت نجاحها لحسن إدارتها!
يكمل هذا الصديق حديثه المهموم بأنه ليس له اهتمام كبير بالشأن السياسي، لكن الأمر “السياسي” يفرض نفسه عليه، يقفز على رقبته، وهو لا يملك حولاً ولا قوة ان يقول حتى رأيه في أبسط الأمور، دائرة الحريات تضيق يوماً بعد يوم، ولا تستطيع أن تعترض أو تنتقد إلا بحدود “التدجين” المسموح به، تخيل أن للحريات خطاً بيانياً، دقق النظر فيه ستجد أنه في القمة في منتصف الستينيات من القرن الماضي، ثم يبدأ بالانحدار مع كل عقد يمضي حتى نصل للقاع الآن (وربما لم نصل بعد) وأعتقد أن القادم أسوأ كما قلت لك، هو غرامشي الذي قال إن الأزمة تكمن في أن القديم يموت ولا جديد يحل مكانه.
ويتابع صديقي حديثه: تابع أخبار جرائدنا، وهي بالمناسبة لا تختلف عن بعضها بغير أسمائها، والسبب هيمنة الرقابة وقوانين السواد التي شرعت من قبل، لن تجد غير الخواء بالمناشيت والتعليق الصحافي، وزواياكم تعيد وتكرر كلاماً مستهلكاً ليس فيه إبداع ولا تجديد، أفهم تماماً وضعكم حين تكتبون داخل أقفاص المسموح التي يجثم فوقها حرس السلطة وحرس أصحاب النفوذ المالي وحرس دعاة الفضيلة، حالكم من حال الجميع، انسداد الأفق السياسي، وسطوة الرأي الأوحد أضاعا كل أمل بحرية التجديد وحيوية الكلمة.
ماذا بعد، يمكن أن أضيفه، هناك الكثير والكثير يمكن أن أقوله لك، وكلانا يعرف ماذا يمكن أن يقال وماذا يمكن أن يسمح بنشره، دعني فقط أكرر ما قلته بأن الأمور سيئة وتمضي نحو الأسوأ، و”تسد النفس”… عن إذنك لدي موعد لاستخراج فيزا “شنغن”… سأترككم مع عاصفة غالون البنزين وصبوحة خطبها نصيب.