حسن العيسى

حلوا خلافاتنا أولاً

كان أولى على دول مجلس التعاون أن تصفي خلافاتها في ما بينها قبل اجتماعها “التاريخي” مع الرئيس الأميركي، الإدارة الأميركية ستتحاور مع القيادات الخليجية ككتلة واحدة كما يبدو، وستطمئن دولنا بالتزام الدولة العظمى بأمن دول المجلس الخارجي، وأن الاتفاق المبدئي الإيراني الأميركي حول النووي لن يؤثر على ذلك الالتزام، وهو التزام بتدفق النفط للعالم وبأسعار قوانين السوق، ولا يبدو أن الإدارة الأميركية بصدد نقاش الخلافات “التاريخية” بين دول الخليج، فهذا “شأن داخلي” بين دول المجلس التي يتعين عليها أن تسمو فوق خلافاتها وجراحها. متابعة قراءة حلوا خلافاتنا أولاً

حسن العيسى

ديكور جمعيات النفع العام

انتصرت الحكومة لنوابها المتضررين من صراحة جمعية الشفافية، حين قالت للأعور أنت أعور، وحلت مجلس إدارة الجمعية، لتعين مجلسَ إدارة فترة مؤقتة، ويمكن خلالها، إعادة تركيب وترتيب أوضاعها حتى تلد لنا “الديمقراطية الكويتية” مسخاً آخر، بحكم العادة الأصيلة للسلطة، مثلما فعلت  بإعادة تقسيم الدوائر في ثمانينيات القرن الماضي، أو بهذا المجلس المتألم عدد من نوابه من محاولات جمعية الشفافية إظهار بعض الشفافية بكشف عورات الفساد بالدولة.
لجأت الحكومة، كعادتها، في أسباب حل الجمعية، إلى تكرار نغمها النشاز عن تدخل الجمعية بالسياسة، وتشويه صورة الكويت بالخارج، وكأن “الخارج” الذي تتعذر به السلطة هو كتل من العميان والطرشان، لا يرون ولا يسمعون عن حالات التسيب والفساد بالدولة إلا عن طريق جمعية الشفافية! سايرت الحكومة مجلسها، بكذبة وعذر “صورة الكويت بالخارج” لتبطش بمؤسسة ناشطة من مؤسسات المجتمع المدني، لم تجامل ولم تداهن جماعات المصالح بهذا المجلس، الذين هرولوا إلى السلطة يشتكون لها من “طولة لسان” أعضاء جمعية الشفافية، ووقّع عدد منهم طلب التحقيق مع أعضاء مجلس الإدارة عن “طول لسانهم”، حين قاموا بواجبهم، بينما أغمضوا عيونهم عن مطولات الفساد التي تزخر بها الدولة. متابعة قراءة ديكور جمعيات النفع العام

حسن العيسى

سيادة المواطنة

قرر “مصدر حكومي مطلع” أن الحكومة لن تقدم أسباب سحب الجناسي للمحكمة في قضية عائلة البرغش، الخبر جاء في صحيفة القبس، الأربعاء، ولا يبدو واضحاً، من الخبر، ما إذا كانت محكمة الاستئناف قد ألزمت الحكومة بتقديم أسباب سحب الجناسي، أو أن القضية تأجلت كي يرد ممثل الحكومة على طلب الخصوم، وهم عائلة البرغش (ضحايا إعدام الهوية)، من الحكومة تقديم أسباب سحب الجنسية. أياً كان موضوع الخبر بالألفاظ المبهمة التي ورد بها و”مصدره الحكومي المطلع”، فالسؤال المطروح يبقى، ماذا يمكن للخصم (البرغش) أن يصنع أمام الرفض الحكومي لتقديم أسباب سحب الجنسية؟
ألقيت نظرة سريعة على قانوني الجزاء والإثبات، ولم أجد ما يمكن أن يسعف وضع الضحية (عائلة البرغش) أمام الهيمنة شبه المطلقة للسلطة التنفيذية إزاء هذا، ولا يمكن تصور كيف يمكن للقضاء أن يلزم وزارة الداخلية بتقديم “سبب السحب”، وتوقيع العقوبة عليها في حال تعنت الوزارة برفض تقديم الأسباب، بافتراض أن المحكمة “ألزمت” السلطة بتقديم سبب السحب، ولم تؤجل الدعوى كي تقدم الحكومة ردها في طلب سحب الجنسية. متابعة قراءة سيادة المواطنة

حسن العيسى

عقوبة قرص الأذن

بحدود المعقول نقرص أذن الصغير حين يشاغب ويخرج عن معايير الأصول التي نفرضها عليه، والتي نتوارثها بأقنية تركة ثقافتنا الخاصة جيلاً بعد جيل، القرص هنا يكون عقوبة بسيطة لفعل نراه شذ عن قواعدنا وطقوسنا القديمة، ويمارس حتى لا يعيد الطفل تكراره، وبمثل ما نعامل الطفل حين يخرج عن الأصول المرعية تقوم السلطة بقرص أذن المواطن حين يتجرأ ويخرج عن “أصولها” التي عبرها تكبح حرية المواطن، والتي يجب حسب فقه السلطة أن تمارس حسب القانون، هذا القانون هو يد الأب أو الأخ الأكبر القاسية التي تمارس بها عملية التأديب للمواطن الطفل الجانح. متابعة قراءة عقوبة قرص الأذن

حسن العيسى

حكاية «غواطي» حمد

ظل يتنقل في جلسات الضحى من “عاير” لعاير بالدمنة (السالمية قديماً)، العاير هو طرف زاوية الحارة أو نهاية الشارع حين يلتقي بساحة ترابية، وعادة هو مكان للتنفيس والفرجة على الرائحين والغادين في ساعات الملل الطويلة، كان حمد يجلس عند هذا أو ذاك العاير. أحياناً، أجده يعزف الناي، ويطربنا بأغان خفيفة لفريد الأطرش، وحوله بضعة من أولاد الفريج (الحي) وأحياناً أخرى، أصادفه يعزف على العود بمهارة يحاكي فيها بعزفه حسب وصفه ملك العود، وهو فريد الأطرش أيضاً، وكأنه لم تخرج لنا قط موسيقى شرقية من غير أنامل فريد، كان حمد يحاكي فريد بمقدمة تقاسيم منفردة لأغنية أول همسة أو الربيع، كان يقلده حتى بالنحنحة كي يصفو صوته قبل الوصلة الغنائية، يقول حمد إنه حتى نحنحة فريد كان فيها نغم جميل لا يسهل تقليدها. متابعة قراءة حكاية «غواطي» حمد

حسن العيسى

«حدهم الرزه»

أين الجديد في تقرير البنك الدولي عن الكويت؟ وما جدوى دعوة وزارة المالية أو غيرها من مؤسسات “الخُمال” في الدولة للبنك الدولي كي يقدم دراسة عن مشاريع الدولة، طالما تلك الوزارات ومعظم المجتهدين والباحثين يدركون أن واقع إدارة الدولة يقول من البداية للنهاية إن “هذا سيفوه وهذي خلاجينه”، وإن الغرض من جل تلك الدراسات الدولية هو ذر الرماد في العيون وتبرئة ذمة وزارات وإدارات “الخُمال” الرخوة من كونها لا تصنع شيئاً لتطوير عملها، وتحاول بجد أن تستأصل مكامن العجز في أجهزتها الإدارية.

تقرير البنك الدولي الأخير يكرر كلاماً قديماً سمعناه مئات المرات من “أن دورة تنفيذ المشاريع الرأسمالية معقدة على نحو مبالغ فيه، وتفتقر إلى التماسك المؤسسي، مبيناً أن تلك الدورة مليئة بالعمليات المكررة لدرجة أن أصغر المشاكل تحتاج لتدخل الإدارة العليا لحلها، ما يجعلها بطيئة وغير فعالة”، كما أن “المؤسسات تعمل عمودياً لا أفقياً في ما بينها، ما يؤثر سلباً على كفاءة الإدارة…” (جريدة الجريدة الأربعاء). متابعة قراءة «حدهم الرزه»

حسن العيسى

رسالة لأيتام أم أحمد العجافة

الذين يعتقدون بإيمان راسخ أنهم يتميزون عن غيرهم، وأنهم أفضل من بقية المواطنين، بسبب أوضاعهم الاجتماعية الطبقية، أو لأنهم، من باب النفاق والرياء، أو ربما من أبواب الجهل الواسعة، متميزون أصلاً وفصلاً وثراء، على هؤلاء أن يخففوا من جرعات مزايداتهم بتأييد وتمجيد أعمال السلطة الحاكمة حين تنحرف في سلوكها وتضرب عرض الحائط بحقوق الإنسان وحرياته، مثلما صنعت مؤخراً مع “المواطن”، وأشدد على كلمة “المواطن”، سعد العجمي بسحب جنسيته ثم نفيه خارج البلاد وحرمانه من فرصة أن يقول كلمة وداع واحدة لأطفاله، الذين أضحوا الآن بلا هوية ولا وجود إنساني، تلك الجماعات من فرق “الطقاقات” لحفلات الأعراس الرسمية حين تحتفي إعلامياً بسحب جنسية مواطن أو حبسه لممارسته حقه بالتعبير عن رأيه، وحين تعلن السلطة الحاكمة عن نيات “دراكونية” في أعمال العقوبات للوافدين، مثل الإبعاد الفوري لمن يقود سيارة من غير رخصة، لكل هؤلاء الذين شاهدت عوراتهم الإنسانية بوسائل الاتصال الإعلامية عليهم بأضعف الإيمان أن يصمتوا ولو لفترة بسيطة، فالوطن لا يتحمل سخافاتهم ولا مزايداتهم، والسلطة، هذه الأيام، بحاجة لمن يقدم لها النصيحة الصادقة وبصوت عال، وإن وضعت أصبعيها في أذنيها، وليست بحاجة لمهرجين مزايدين كشفوا، بكل وقاحة، عن عنصريتهم المتأصلة، وأنهم في حقيقتهم “زومبي” أي أجساد بلا روح.
متابعة قراءة رسالة لأيتام أم أحمد العجافة

حسن العيسى

«بشخطة» قلم

كان مواطناً، و”بشخطة” قلم منهم (أهل القرار)، أصبح غير مواطن، انتقل من خانة المواطنة وحقوقها المدنية المفترضة إلى خانة اللا مواطن، أصبح وافداً، باتهام أنه كان يحمل التبعية السعودية، وبهذا الوضع الوهمي يتخيل المتعالون المتدثرون بالجناسي الكويتية الذين صنفوا أنفسهم بسخرية الطبقية المتعجرفة بالمواطنين الديلوكس، أن مركزه أفضل من غيره الوافدين، فهو من دول مجلس التعاون… فهو عند الواثقين بثبوت وضعهم وجنسياتهم السامية ليس بحاجة إلى ختم إقامة ولا إلى كفيل ولا إلى غيرهما من دول الوحدة المجلسية في غير قضايا الأمن… ليحمد ربه إذن، هو سعودي، بشخطة قلم منهم تم تقفيزه ونقله من الحالة الكويتية إلى الحالة السعودية، ولو لم تدرِ السعودية بتبعيته لها…! متابعة قراءة «بشخطة» قلم

حسن العيسى

لسنا أفضل منهم

حوالي 950 ضحية غرقوا بقارب الصيد قبالة السواحل الإيطالية، منهم أطفال ونساء، هربوا من الجوع والإرهاب وحروب الطوائف القبلية من بلدانهم العربية والإفريقية، وهي أسوأ الدول الفاشلة في المعايير الإنسانية، لتطفوا جثثهم فوق مياه البحر المتوسط. هي كارثة من عدة كوارث تتكرر في مياه الموت، لكنها ليست من القضاء والقدر، وإنما حدثت بفعل إجرامي مسبق، ليس فقط من جماعات المهربين ملاك القوارب المتهالكة، بل بإجرام المافيات والأنظمة التي فرضت على هؤلاء الضحايا الهرب من جحيم دولهم، وبمسلك الدول الأوروبية التي استعمرت دولهم بالماضي والتي تستقبل، اليوم، على مضض من يصل منهم حياً، فهي التي قامت طائراتها الحربية بضرب نظام القذافي بحجة تجنب حرب أهلية وكارثة إنسانية حسب مزاعمها، فأين انتهت ليبيا…؟
متابعة قراءة لسنا أفضل منهم

حسن العيسى

ماذا بعد الحديث عن الفساد؟!

قدم وليد الغانم في “القبس” أمس صورة من ألف وآلاف الصور للفساد في الدولة، فمدير عام الموانئ صرح بأن “90 في المئة من موظفي الإدارات العاملة بنظام النوبات لا يحضرون…”، ويرجع وليد لتصريح وزيرة الشؤون قبل فترة اعترفت فيه بأن موظفي الوزارة نائمون في بيوتهم، ويستلمون رواتبهم ومكافآتهم كاملة، تنابلة السلطان جالسون في بيوتهم، أو يتسكعون بسياراتهم بطول وعرض شوارع الدولة، أو ربما يجترون البطالة بمقاهي المجمعات التجارية. في مثال الموانئ أضرب الموظفون عن أعمالهم قبل سنوات، مثلما يذكر وليد، “بسبب الغبن والتمييز في إقرار كوادر المزايا المالية…” وكأن عدم إقرار هذه المزايا، أو عدم المساواة بها، يبرر حالة التنبلة عندهم، وقبض الرواتب دون عمل مقابل. متابعة قراءة ماذا بعد الحديث عن الفساد؟!