هذه الحكومة مثلها، مع الإصلاح الاقتصادي، مثل المدمن على مخدر عندما يمنّي ويعد نفسه بأنه غداً سيحسم أمره ويمتنع عن التعاطي، وسيبدأ يوماً جديداً ويبني مستقبلاً سعيداً، وحين يأتي الغد يسوّف الأمر إلى يوم آخر، لأنه عاجز عن مواجهة ضعف إرادته وقلة عزيمته، ويعود مرة بعد مرة، وتسويف بعد تسويف، ليغرق في الوهم وبأحلام الكسل والخوف من مواجهة الواقع الصعب، حتى ينتهي أمره ويرحل عن الدنيا دون رجعة.
متابعة قراءة كلامكم عن الإصلاح «مأخوذة زبدته»
التصنيف: حسن العيسى
ماذا تريد السلطة الآن؟
زيادة الضغط تولّد الانفجار، عبارة بسيطة على السلطة السياسية أن تستوعبها حين تفكر في تشريع قانون ما، أو وضع لائحة، أو حين تنسى كل هموم المواطن والمقيم وتركز فقط على المسألة الأمنية السياسية، بمعنى عدم الاقتراب من الممنوع والمحظور في مدوناتها الجزائية، وما أكثر هذه الأخيرة.
في خبر “الجريدة” يوم الخميس الماضي “الحكومة تحيل مشروع الإعلام الإلكتروني الجديد” بنسخة جديدة لمجلس “الشور شوركم والراي رايكم”، الذي سيمهر القانون بختمه المبارك بحكم العادة المتأصلة بمرسوم خلق المجلس!
متابعة قراءة ماذا تريد السلطة الآن؟
برافو وزير التربية.. الشق عود
لا نملك إلا أن نحيي الأخ وزير التربية الدكتور بدر العيسى على قراره الشجاع «بغلق خمس مدارس بمحافظة الجهراء، لكونها متهالكة، أي آيلة للسقوط»، فالبلد يعج بالعديد من الأوضاع المقلوبة والمؤسسات والمباني التي في حالة مأساوية، ولكن الأمر لا يعني الحكومة لا من قريب ولا من بعيد، والأمور متروكة على علتها إلى حين وقوع «كارثة» لا قدر الله، أو أن يتم تغيير حالها مصادفة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فهناك تواطؤ وشراكة من الفساد والتستر، الذي يتم من خلاله ترخيص عمارات وبنايات مخالفة لاشتراطات السلامة والأمن، ونراها ونمر عليها كل يوم، والبلدية تعرفها وتعلم عنها، و«الإطفاء» على علم بها وتراها، كما أن عمارات وبنايات أخرى تقام وتشيّد وليس لها مداخل ولا مخارج، بل لا مواقف سوى مواقف معدودة، وهي تحتاج لما يزيد على مئتي موقف! وكل منهما، البلدية والإطفاء، يتفرج ويخالف المباني الصحيحة ويبالغ في مراقبتها، ويغض الطرف عن تلك التي ستقع بسببها الكارثة، أو التي تمثل تحديا صارخا لأنظمة البناء والسلامة! لماذا الصمت؟ ألكونها عائدة لفلان أو علان؟! هل هناك من فرق في القانون؟! ولماذا تشويه البلد وتركه في مهب الريح؟! متابعة قراءة برافو وزير التربية.. الشق عود
مثل الأذان في مالطا!
إذا بحثت في “غوغل” عن حجم صفقات السلاح لدول الخليج مع الدول الغربية والولايات المتحدة، وأحياناً روسيا، فستتخيل أن دولنا تغرف أموال الصفقات من محيط عميق لا قرار له، وأن تدهور سعر برميل النفط وتراكم العجوزات المالية والتسييل المستمر لأصول استثمارية كلها مجرد أوهام وأكاذيب لا ظل لها في الحقيقة، وإلا فكيف يمكن تفسير تلك الصفقات الفلكية وتبريرها أمام واقع اقتصادي قلق اليوم؟!
بالكويت في يونيو الماضي تم إعلان صفقة شراء الحكومة 24 طائرة عسكرية “كراكال” من فرنسا بمليار يورو، وقبل ذلك بفترة أيضاً أعلنت شركة بوينغ الأميركية أنها بصدد إبرام صفقة لبيع 40 طائرة سوبر هورنيت بـ3 مليارات دولار، وهذه الأيام نقرأ في الصحف أخبار مشروع صفقة شراء 28 مقاتلة “يوروفايتر” بقيمة ثمانية أو تسعة مليارات يورو، (كأن فرق المليار بين الثمانية والتسعة ليس مهماً).
متابعة قراءة مثل الأذان في مالطا!
متى تصحون؟!
سواء هي صفقة شراء طائرات حربية أوروبية بثمانية مليارات يورو أو أنها مشروع صفقة، فالنتيجة واحدة هي أن الحكومة (السلطة) حتى هذه اللحظة لم تستوعب حجم أزمة تدهور أسعار النفط إلى ما يقارب 45 دولاراً، أو أنها تراهن وتقرأ الغيب والمستقبل الذي يبشرها بأن أسعار النفط ستقفز إلى أيام زمان بقدرة قادر! السؤال المطروح الآن هو مدى حاجة المؤسسة العسكرية إلى مثل تلك الصفقة، فبحكم وضع الدولة الجغرافي و”ديموغرافيتها” لن تشكل هذه الطائرات أو غيرها ردعاً لمخاطر عدوان خارجي، فهي لن تكون عامل ردع لإيران أو غير إيران، هذا بفرض أن تلك الدولة تهدد أمن أو وجود الكويت، فتجربتنا في أغسطس 90 مع الغزو العراقي مازالت في الذاكرة، حين لم تكن ترسانة الأسلحة وصفقات الدفاع السابقة لها ذات جدوى وابتلع جيش صدام الدولة وسلاحها في لحظات.
متابعة قراءة متى تصحون؟!
بيان منفر
بيان القوى الإسلامية عن خلية العبدلي سيئ ومتشنج ومتعال، وينضح بنفس طائفي منفر، ويتطابق البيان مع الخطاب السلطوي المتغطرس في مفرداته العامة. فمن جهة، مثلاً عبارة “لمن تسول له نفسه” اعتدنا على سماعها من وزارة الداخلية أو من السلطة بوجه عام، عند أي هزة أمنية أياً كان حجمها تتعرض لها الدولة وتكون مناسبة إشارة جلية لقمع قادم، لكن ليس من المقبول أن تتبناها جماعات يفترض أنها تشكل جزءاً أصيلاً من المجتمع المدني، وتعارض الخطاب السلطوي المهيمن، ومالت إلى صف المعارضة بعد مرسوم الصوت الواحد، ما لم تكن هذه القوى تسلطية بطبيعتها، ترفض الآخر، وتنفيه تماماً وترفض الاحتكام لحكم العقل، وتتبنى الخطاب الشعبوي المثير لمشاعر عاطفية جانحة في مقتها للآخر المختلف.
متابعة قراءة بيان منفر
استقبلوا إخوانكم السوريين
لا يكفي أن تقدم دول الخليج الأموال لمساعدة اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان وتركيا، فهذه الأريحية المالية نحو أكبر أزمة إنسانية في هذا القرن لن تظهر الوجه الإنساني لدول وشعوب الخليج نحو إخوانهم السوريين، وإذا كانت صورة الطفل عيلان (أو إيلان) الكردي ميتاً على الشواطئ التركية بعد محاولة أسرته العبور نحو اليونان، وقبلها كانت صورة الشاحنة بالنمسا التي تكدست فيها جثث السوريين وقد ماتوا اختناقاً قد هزتا الضمير الإنساني في أوروبا، وفرضت ضغوط القوى التقدمية من صحافة وجماعات حقوق الإنسان على رئيس الوزراء البريطاني تعديل موقفه لاستقبال “آلاف المهاجرين”، بعد أن وصفهم سابقاً بأسراب كبيرة لا يمكن استيعابهم، بينما لم تتردد، قبل ذلك، المستشارة الألمانية ميركل عن إعلان استعداد الدولة الألمانية لاستقبال مليون لاجئ، ما أظهر الوجه الإنساني الكبير للدولة الألمانية، رغم ضغوط جماعات اليمين هناك ضد استقبال اللاجئين، فإنه من باب أولى أن تظهر دولنا الخليجية “العربية المسلمة” روح المشاركة في تخفيف بعض المعاناة عن أشقائهم السوريين.
متابعة قراءة استقبلوا إخوانكم السوريين
معادلة: قمع + فساد = داعش
هل يمكن أن نتخيل “داعش” قد يصبح “دولة”، بالمعنى القانوني الكامل، أي لها حدود معترف بها، وشعب، وسلطة مركزية تحتكر العنف وتصبح ذات سيادة كاملة على حدودها الدولية وتعترف بها دول أخرى، وبهذا الاعتراف تصبح لها شخصية دولية كاملة! هذه الدولة الاحتمالية ستكون كابوساً لنا، لمجرد تخيل احتمال قيامها، لكنها قد لا تكون مثل هذا الكابوس، وإنما هي واقع مقبول عند البشر المحكومين بسلطة نحر الرقاب، وصلب المخالفين، وإقامة الحدود الشرعية حرفياً حسب النص القاطع دون إعمال أي تفكير، وتغير الظروف والزمان أو أي اعتبار آخر لقيم الدولة المدنية الحديثة ومبادئ حقوق الإنسان، إلى آخر الكلام. متابعة قراءة معادلة: قمع + فساد = داعش
تعليق حول زيارة دشتي
آخر ما تحتاجه الكويت هو التأجيج الطائفي والنفخ على جمر الكراهية الطائفية، وإذا أظهر الكثير من أهل الديرة وحدتهم الوطنية وإدانتهم للإرهاب والفتنة الطائفية بعد جريمة مسجد الإمام الصادق، وكان سمو الأمير في مقدمتهم بزيارته الخطرة لمكان الجريمة، فإن زيارة النائب عبدالحميد دشتي لأسرة عماد مغنية، وبتلك البهرجة الإعلامية التي رافقتها، تعد انتهاكاً لمشاعر الكثيرين، واستثارة لروح الطائفية عند هؤلاء الذين رأوا في تاريخ مغنية صورة الإرهابي، المتهم بجرائم ضد الدولة الكويتية في الثمانينيات، أكثر منها لصورة البطل المقاوم لإسرائيل.
متابعة قراءة تعليق حول زيارة دشتي
يبقى الأمل في التغيير
بالنسبة لدول الخليج يمكن تصور أن نقطة التشاؤم الوحيدة في اتفاق 5 زائد 1 مع إيران هي أسعار النفط، فالأسواق متخمة ودخول النفط الإيراني بكل الطاقة الإنتاجية للجمهورية الإيرانية، وهذا لن يكون قريباً، سيعني آخر الأمر المزيد من تدهور أسعار النفط، ولو كانت دولنا قد حسبت حساب مثل هذا اليوم، بأن نوعت مصادر دخولها واستثمرت في الإنسان بنوعية تعليمه وتفكيره، واجتهدت بالعمل الإنساني المنتج، بدلاً من الاستهلاك والتواكل الريعيين، وهذا لم يحدث، وعوضاً عن ذلك فقد استثمرت في احتكار السلطة وقمع المعارضة السلمية، وضخت أموالاً من غير حدود لشراء الولاءات في الداخل والخارج، فحتى هذا الخطر، أي تدهور أوضاعنا الاقتصادية، ما كان ممكناً أن نتصوره.
غير ما سبق، فالاتفاق النووي سيكون لمصلحة دول الخليج، فإيران لن تنفتح اقتصادياً فقط على العالم، وإنما هناك أمل كبير أن تنفتح سياسياً، وهذا يعني أن قوى الاعتدال في الجمهورية الإيرانية ستكون لها الكلمة العليا، والخاسر هي قوى المحافظين المتشددة، وهذه الأخيرة كانت المهيمنة في معظم تاريخ الثورة الإيرانية، ليس بسبب “أيديولوجية” ومثاليات تصدير قيمها للخارج فقط، وإنما لظروف وجدت إيران نفسها تغرق بها، من الحرب العراقية الإيرانية، إلى موقف العداء لها من الولايات المتحدة وأوروبا، ومن بعد المقاطعة الاقتصادية، كلها أمور قوت من الجناح المتشدد في الجمهورية، وبالتالي، تم قبر كل محاولات الاعتدال مثل إدارة الرئيس خاتمي، وكان عذر وذريعة المتشددين لقمع محاولات الإصلاحيين هو الخطر الخارج وأمن الدولة، طبعاً تلك الذريعة لم تكن قاصرة عليهم، وإنما هي ظاهرة تستقوي بها قوى اليمين المتشددة والرجعية في معظم الدول النامية، حتى تحافظ على مصالحها واستمرار سلطانها.
متابعة قراءة يبقى الأمل في التغيير