أنا واحد من الذين يصيبهم قلق وهواجس كثيرة قبل زيارة أي إدارة حكومية لإنجاز أي معاملة، أتوجس خيفة أن يكون الموظف المسؤول في حالة مزاجية سيئة، أو أنه غير موجود، أو أنه يريد أن يباشر نوعاً من سلطة رفض المعاملة، كي يتلذذ بسادية الأمر والنهي على خلق الله، أو أن هذا الموظف لا حول له ولا قوة، فهو القانون واللوائح والتعليمات التي تتطلب المزيد من الأوراق في دوائر مغلقة من الغباء والفساد الإداريين، وهكذا تمضي دروب المعاناة والقلق من غير نهاية.
صديقي “أحمد. ف” يملك فيلّا جديدة، أراد إيصال التيار الكهربائي لها حتى تستقر فيها ابنته، موظف البلدية (التي تعجز التريلات عن حمل فسادها) كتب رقم القسيمة السكنية خطأ بالكتاب الموجه لوزارة الكهرباء لإيصال التيار، بعد مراجعة موظف “الكهرباء” المعاملة، أخبر مندوب “أحمد. ف” بأن عليه أن يعود مرة ثانية للبلدية كي يصلح الخطأ، عاد المندوب إلى البلدية لتصحيح الخطأ المادي، فأخبره موظف البلدية بأنه لابد من كتاب رسمي من “الكهرباء” يطلب التصحيح، عاد المندوب من جديد لموظف الكهرباء الذي طلب منه بدوره أوراقاً أخرى من البلدية توضح الأمر،،،، ظل المنزل من دون كهرباء عدة أسابيع، ومندوب “أحمد. ف” يقفز بين البلدية ووزارة الكهرباء بسبب خطأ مادي برقم القسيمة. متابعة قراءة تحية للعم كنغر
التصنيف: حسن العيسى
حصان جاكبسون والمؤامرة الإرهابية
في مقال ذكي للكاتب الإنكليزي هوارد جاكبسون في “الإندبندنت” (عدد الأمس) يبدأ الكاتب نقده الساخر عن طفلة تسأل خالتها: “لماذا يضعون غطاء على عيني الحصان؟”، وكان جواب الخالة: “يفعلون ذلك حتى يستطيع الحصان أن يسير بصورة مستقيمة ولا يشغله أي أمر جانبي على الطريق”، جاكبسون كان يعلق على لقاء تلفزيوني للمحاضر في علم الاجتماع العراقي سامي رمضاني في محطة “إل بي سي”، عن العملية الإرهابية لداعش في باريس أو الضاحية الجنوبية، يقول فيه سامي إنه مثلما يد داعش ملوثة بالدماء، كذلك يد الحكومة الفرنسية ملوثة بالدماء، بدعمها للإرهابيين في سورية…!
إذن حسب تعليل سامي للجريمة الإرهابية بفرنسا، فإن الإرهابيين عوضاً عن أن يقدموا الشكر للحكومة الفرنسية على دعمها لهم قاموا بقتل مواطنيها…! لنترك مقال جاكبسون، ولنلق نظرة على أغرب خرافات حكايات ألف ليلة وليلة عند فقهاء التفسير التآمري للحدث التاريخي. بداية، أقر بأن هناك بالواقع عنصر المؤامرة السياسية في كثير من الأحداث السياسية، فمثلاً كان خلق الدولة الإسرائيلية، وتقسيم العالم العربي، خلال، وبعد الحرب الكونية الأولى، لكيانات مفتتة هي نتيجة “تآمر” سري للدولتين الإمبرياليتين فرنسا، والمملكة المتحدة، وهناك أحداث كثيرة حدثت وتحدث بالعالم مثل التآمر الأميركي في الانقلابات العسكرية بأميركا اللاتينية، لخلق أنظمة قمعية تسير تحت ظلال الولايات المتحدة، ونذكر دور المخابرات الأميركية المرعب في انقلاب “بنوشيه” بتشيلي 73، كمثال فذ للمؤامرة الإمبريالية بتلك الدولة. متابعة قراءة حصان جاكبسون والمؤامرة الإرهابية
أضاعوا رقم فاطمة
الصغيرة اسمها فاطمة أو زينب أو اختاروا لها الاسم الذي يناسبكم، فهذا لا يهم، فما جدوى اسم الإنسان حين تعدم هويته وينفى من وطنه، ليس بالإبعاد وتسفيره لمكان خارج الحدود، أي حدود الدولة الرسمية التي ولد فيها وولد قبله والده أو أهله وحملوا هويتها، وأصبحوا مواطنين… إنما يتم نفيه وإعدامه كـ”شخصية” قانونية داخل “وطنه” الذي لم يعد وطنه، ليس بإرادته الحرة وإنما بقرار “مرقم” مكتوب بورقة وقلم وطبع… ونشر في جريدة رسمية برقم. متابعة قراءة أضاعوا رقم فاطمة
ليس بالحروب ينتهي داعش
الصحافة الغربية تعكس بوجه عام توجه القيادات الغربية نحو حرب كاملة ضد داعش بعد تفجيرات باريس -وعسى ألا يسارع البعض إلى تسميتها بغزوة باريس بطريقة غزوة منهاتن- وهناك دعوات قوية من قوى اليمين، مثل الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة، لتدخل عسكري بري مباشر في سورية، وقبلها خلق منطقة عدم طيران وأمان في شمال سورية، كي تستوعب اللاجئين، وبالتالي يخف صداع الدول الأوروبية مع كارثة هؤلاء الهاربين من جحيم الأسد، بالدرجة الأولى، وجزاري داعش بالدرجة الثانية. متابعة قراءة ليس بالحروب ينتهي داعش
ديمقراطية إرهابية!
بعد جريمة تفجير الضاحية الجنوبية ببيروت، الذي قامت به حثالات داعش، لا يمكن تحت أي ظرف وأي مبرر أن يمد حكماء التشفي أقدامهم ويرددوا علينا حكماً فارغة وطائفية، مثل على نفسها جنت براقش، ومن يزرع الريح يحصد العاصفة، فضحايا التفجير الإرهابي من نساء ورجال وأطفال ليسوا “براقش”، ولم يزرعوا رياح حزب الله بسورية كي يحصدوا عواصف الإرهاب ببيروت، فالفرح المبطن والشماتة الوقحة التي ظهرت في تغريدات بعض “أهل التقوى الديمقراطيين” عندنا مخجلة، وكان عليهم أن يتمثلوا بمقولة “إذا بليتم فاستتروا” ويستروا على عوراتهم الفكرية. متابعة قراءة ديمقراطية إرهابية!
متعالون على ماذا؟
يسأل الزميل خليل حيدر معلقاً على جريمة دهس الوافد المصري “لماذا يلجأ الكويتي إلى العنف والكي لعلاج أي خلاف مع الآخر؟” (الجريدة الأحد 8 نوفمبر 2015)! ثم يستعرض عدداً من جرائم العنف التي حدثت في السنوات الأخيرة، وكان الضحايا من الوافدين بفعل إجرامي من مواطنين، ويشير الزميل إلى تقرير صحافي يؤكد أن من يلجأون إلى العنف فقدوا الثقة بهيبة القانون! أيضاً تكتب الزميلة ابتهال الخطيب بألم عن تلك الجريمة (الجريدة عدد أمس) وغيرها، بأن هناك عزلة تعيشها الشخصية الكويتية جاءت نتاج منهجية مستمرة منذ سنوات باعتماد الفصل والعزل بين الكويتيين وغيرهم”! السؤال الآن لماذا تم عزل الكويتيين عن غيرهم في مقال ابتهال؟ ولماذا فقدوا هؤلاء أصحاب الجرائم العنفية الثقة بالقانون كما ذكر خليل؟ متابعة قراءة متعالون على ماذا؟
«يحليلها»
“يحليل” الحكومة حين سربت بعض الأخبار عن إصلاحات اقتصادية قادمة متمثلة في خريطة طريق اقتصادية حتى عام 2035 “تتضمن ترشيد الإنفاق، وفرض ضرائب مباشرة وغير مباشرة ورسوم طرق، على أن تحال قبل انتهاء هذه المدة إلى مجلس الوزراء، الذي سيحيلها بدوره إلى مجلس الأمة بعد الاطلاع على تفاصيلها واعتمادها… الى آخره” (الجريدة عدد الأمس) “وإلخ وإلخ وقبضوا من دبش وانطر يا حمار حتى يأتيك الربيع”، مجرد تذكير بسيط عن حكومة الأحلام في الإصلاح الاقتصادي – طبعاً الحديث عن إصلاح سياسي من الممنوعات – هو أنه قبل هذا التاريخ (خريطة الطريق) ستكون نسبة العجز في ميزانيات دول الخليج 700 مليار دولار، بحلول عام 2020 حسب توقعات صندوق النقد الدولي، أي قبل 15 سنة من تحقق وعود الحكومة، بينما كان الفائض المالي لهذه الدول في السنوات القليلة الماضية حوالي 600 مليار دولار، هذا ما كتبه عادل مالك في دورية “فورن افيرز” العدد الأخير، بعنوان مرعب “ذوبان اقتصاديات دول الخليج”.
كلمة ذوبان تعني نحول، اضمحلال، ونقول ذاب الجليد أي سال، فهل ستذوب اقتصاديات دول الخليج بعد أن تهاوت أسعار النفط لأكثر من نصفها، والتي أسست عليها ميزانياتها سابقاً؟ الإجابة عند الكاتب تؤكد هذا، فدول الخليج، ومنذ السبعينيات كانت تتحدث عن تنويع مصادر الدخل، وتعد بوضع نهاية الاعتماد على المصدر الوحيد للدخل، لكنها لم تفعل، وجل ما فعلته هو خلق صناديق الاستثمار السيادية، وهذه، آخر الأمر، مرهونة عند الدول المستثمر بها، والآن بدأ “تكييش” أصولها، لسداد نفقات الدولة، دولة الإمارات العربية هي الوحيدة من دول الخليج التي اجتهدت لتنويع مصادر دخلها قليلاً، ولكن حتى هذه في النهاية ظلت معتمدة على النفط كسلعة وحيدة للدخل. متابعة قراءة «يحليلها»
كارثة الطائرة الروسية ودواعش تويتر
مئات من فاقدي الوعي الإنساني والذين ينضحون بمرض الكراهية لكل من ليس من فرقتهم وليس محسوباً عندهم من الفرقة الناجية أخذوا بكل شماتة وصفاقة يعيدون نشر تغريدات سقيمة فجة تافهة، تظهر جهلهم ووحشيتهم وبعدهم عن الروح الحضارية والمدنية، يعيدون نشر تغريدات يظهرون فيها شماتتهم بموت الأبرياء بسقوط الطائرة الروسية بسيناء، وذهبت نشوة الفرحة المريضة بأحدهم كي يقرر أنه لا مكان للحزن على الأطفال الذين قتلوا بحادث الطائرة، فهم عنده في فقه البؤس الذي تربى عليه ورضع الجهل من ثدييه سيكونون كفاراً بحسب المـآل! وبالتالي، ووفقاً لفتاوى معلبة في مصانع الحجاج بن يوسف الثقفي وجنكيز خان وهتلر منتهية الصلاحية الإنسانية من زمن بعيد، يصبح “الأطفال” مستحقين للموت!!
هـؤلاء، المرضى المهووسون دينياً وطائفياً حين صلوا شكراً للعناية الإلهية التي أسقطت الطائرة كما يفسرونها بعقولهم المستلبة، هم البعوض الذي ستتحول خلاياه بفضل ثقافة المستنقعات الفكرية التي يحيون بها ويتغذون من طفيلياتها إلى خلايا خفافيش “داعش” بأي لحظة يشعرون فيها أنهم يستكملون واجبهم الديني نحو سورية والأمة الإسلامية، وهم بهذا ينخرون كالسوس بالدين الإسلامي ويقدمون أبشع صورة للإنسان المسلم. متابعة قراءة كارثة الطائرة الروسية ودواعش تويتر
فوق النخل
– أهلاً، لم أرك منذ فترة طويلة، كيف هي أحوالك؟
– أنا بخير وعافية والحمدلله… أموري فوق النخل.
– شلون يعني، ماذا تقصد “بفوق النخل” وماذا تعمل الآن؟
– أنا لا أعمل، مرتاح، وعندي خير!
– لم أفهم، عندك خير، يعني ثروة… ولا تعمل!
– عملي ببساطة، هو النقل، أنا الآن، بفضل الله، صاحب مؤسسة نقل، أملك عشرات السيارات “لوري وهاف لوري” لنقل البضائع. في الحقيقة، لست المالك الحقيقي لتلك السيارات، يصح أن تقول إنني المالك الصوري، فكثير من الوافدين يشترون سيارات النقل هذه كي يسترزقون منها، ولأن القانون يمنع غير الكويتي من الاتجار بالنقل… وغير ذلك “والله يبارك في القانون، واللي سواه”، يقوم إخواننا الوافدون بشراء تلك السيارات، ثم أسجلها باسم مؤسستي، وأنا بدوري آخذ منهم مبلغاً مقطوعاً كل شهر، مقابل استعمال اسم المؤسسة، والحمد لله… الأمور عال العال… وفوق النخل. متابعة قراءة فوق النخل
مسألتان في الاستجوابات الابتزازية
لا يمكن أخذ معظم استجوابات هذا المجلس بجدية، فهو ابن الحكومة بداية نهاية، وفي ذلك يمكن أن يقال عنها بصفة عامة إنها استجوابات حكومة لحكومة (هذا تعبير أحد النواب السابقين في مجلس سابق)، مثلما كان يقال عن مجالس سابقة جرت فيها مثل تلك الاستجوابات الابتزازية.
ليس المقصود بهذا الكلام استجواب النائب محمد طنا للسيدة الصبيح تحديداً، لكن ليس هناك ما يمنع أن يكون الاستجواب من طائفة “منك وإليك”، أي من الحكومة للحكومة، وقرأت تصريح النائب محمد طنا كما نشرته الصحافة، ولست متأكداً من جدية محاور استجوابه، وقد أكون مخطئاً، لكن تبقى هناك قضية الفساد والتلاعب الذي حدث في هيئة شؤون ذوي الإعاقة، وتسلم عدد من المواطنين دعم الإعاقة من الدولة، رغم وفاة أصحاب الإعاقة منذ زمن طويل، أو كانت حالاتهم لا تستحق الدعم، وهي مسألة كشفت عنها الوزيرة، لكن ماذا حدث بعدها، وهل تمت إحالة الملف إلى النيابة، أو اتخذت فيها أي إجراءات ضد هؤلاء المزورين أم لا؟! تلك نقطة أثارها محمد طنا بصورة عامة، في تصريحه، وننتظر إجابة الوزيرة، وحكم القانون الغائب عن وضع هيئة الإعاقة، مع اعتقادي الأكيد، أن حالة الإعاقة الإدارية – السياسية هي صفة لازمة للدولة برمتها وليس تحديداً في الهيئة. متابعة قراءة مسألتان في الاستجوابات الابتزازية