يظهر أن الإدارة السياسية تفكر بمنهجية تحليل جحا الذي راهن الملك على أنه سيجعل حماره يتكلم خلال سنة، وحين سألوه كيف يمكن ذلك، قال خلال السنة إما أنا أو الملك أو الحمار سنموت، تقرير البنك الدولي “نشرت القبس ترجمة له” يتحدث بصراحة بأن دول الخليج (مع اختلاف أوضاع كل منها) ستنضب احتياطياتها النقدية خلال السنوات الخمس القادمة، وهذه المدة ستقصر لسنتين بالنسبة لبعضها، إذا استمرت دولنا في معدل إنفاقها أو “هدرها”، وظلت أسعار النفط بحدود 40 دولاراً!
ماذا فعلت تلك الدول؟ ولنتحدث عن الكويت حتى نتحاشى رعب قوانين الجزاء والمطبوعات والمدونات بتهمة الإساءة إلى دول صديقة… حتى الآن لم تقدم الكويت رؤية متكاملة لمواجهة القادم الكارثي، فغير إشارات مبعثرة هنا وهناك تجس نبض الشارع، مثل مقولات تعد برفع الدعم عن المحروقات تلقيها السلطة بتردد كبير، أو حث القطاع الخاص على استيعاب العمالة الوطنية، وكأن لدينا قطاعاً خاصاً حقيقياً وليس ملحقاً طفيلياً تابعاً للدولة وإنفاقها، أو كأن لدينا عمالة بمهارات فنية منتجة وليس آلاف الكتبة والإداريين. متابعة قراءة بللوا لحاكم
التصنيف: حسن العيسى
حالتنا الكسيفة اليوم
أنتظر بقلق في هذه اللحظة نتيجة الحكم في قضية المتهم محمد خالد العجمي (أبو عسم)، الذي يحاكم في قضية رأي بتغريدة محورها الإساءة للعلاقة مع دولة صديقة، وهو نص غريب ومعه كثير من النصوص الجزائية التي لا تجد لها نظيراً إلا في مدونات قوانين الدول القمعية من شاكلة دولنا العربية. اتفقت معه البارحة على أنه سيبعث لي برسالة تلفونية يخبرني بالحكم، كان متفائلاً، بحكم عادته المنفتحة وببساطته مع الآخرين، تلك البساطة لا تعني السذاجة واللامبالاة، بالعكس، هي تمثل التزاماً أصيلاً منه بمبدأ حرية وقدسية الكلمة، التي هوت للقاع تماماً في السنوات الأخيرة. متابعة قراءة حالتنا الكسيفة اليوم
«وَن تراك»
(عقل ون تراك one track mind) يمشي باتجاه واحد لا يمكنه التفكير باتجاه مخالف، ليس بالضرورة مفروض على صاحبه أن يقلب نهج تفكيره رأساً على عقب، صاحبه لا يستطيع التفكير، مجرد التفكير بغير الطريقة التي تعود وتعلم وتربى عليها. هي مسألة مستحيلة أو صعبة وفيها مخاطرة على صاحبها لأنها تثير قلقه، والقلق يعني الوسواس، وهذا أمر محفوف بالمخاطر والتعب النفسي، وهو في غنى عن الأمرين، دائماً يسير باتجاه واحد، دائماً يجد خطر سيره “الأحادي” فهو الأسلم، والأريح والأضمن، للوصول للغاية التي يتوهمها، مع أنه، حقيقة، لا توجد غاية ولا هدف عنده، غير البقاء في خط سكة السير ذاتها، ولو كانت لا توجد أساساً سكة ولا طريق يوصل للهدف، هي وهم وخيالات مريضة. متابعة قراءة «وَن تراك»
وانفخ ياشريم…
بعد تقرير ديوان المحاسبة عن “تجاوزات” (نعت مخفف للفساد) العلاج بالخارج، حين بعثت وزارة الصحة أكثر من 6500 حالة علاج سياحي في الخارج، وبعد تقدم بعض النواب باستجواب لوزير الصحة، وكان استجواباً “ماله راس ولا كرياس”، أي بلا نتيجة، ومؤطراً على الطريقة الحكومية بتشكيل لجنة تحقيق فنية لقبر أي موضوع “تجاوز” (فساد للتأكيد)، وانتهى الاستجواب بحل “تيتي تيتي لا رحتي ولا جيتي”، يعني أيضاً بلا نتيجة، وبعد أن نبه سمو الأمير عن الفساد في العلاج بالخارج، وجد مجلس الوزراء (حسب مصدر الجريدة) الحل السحري لإنهاء وغلق ملف “التجاوزات” (الفساد) العلاج في “ريجنت بارك”، ومن على شاكلتها، بأن قرر إنشاء لجنة من ممثلين عن وزارات الدفاع والداخلية والصحة لتنظم حالات العلاج بالخارج! متابعة قراءة وانفخ ياشريم…
«ماذا لو» يحدث عندنا
مقالة “ماذا لو” هي مجموعة افتراضات أقرب ما تكون إلى توقعات تشاؤمية حول وضع العالم السياسي الاقتصادي، كتبها توماس فريدمان في “نيويورك تايمز” قبل خمسة أيام، بدأ فيها بتوقع توقف معدلات النمو في الصين التي استحوذت على ثلث معدلات النمو العالمية في الثلاثين سنة الماضية، الكاتب لا يتحدت عن تباطؤ نمو، وإنما عن توقف نمو، فماذا يكون أثر هذا التوقف على اقتصادات الدول الناشئة! غير الخراب ماذا يمكن أن نتوقع؟!
بعدها ينتقل الكاتب، الذي كان ضيفاً محاضراً بالكويت والسعودية قبل فترة بسيطة، ليتحدث عن “ماذا لو أن” أسعار النفط لم تعد إلى سابق عهدها بعد تقدم اكتشافات النفط الصخري وعمل شركاته الدؤوب على تقليل نفقات استخراجه، وأن دول أوبك التي حددت ميزانياتها بـ100 أو 80 دولاراً، ستجد نفسها في وضع لا تحسد عليه، فكيف يمكن أن تنفق تلك الدول على ديمومتها وتغطية نفقاتها المتصاعدة؟! ألا يوجد احتمال أن بعض تلك الدول، التي خط الاستعمار حدودها على الرمال بعد الحربين الكونيتين الأولى والثانية، وعاشت عيشاً رغداً لعقود ممتدة على ريع النفط، قد تزول أو تتفكك، أو تدخل في حروب طائفية وقبلية (ليس في مقال فريدمان) حين تلج في النفق المظلم بعد أن انقطع شريان حياتها البترولي؟! متابعة قراءة «ماذا لو» يحدث عندنا
هناك بصيص نور ووعي
هناك بصيص نور يتوهج قليلاً من تلافيف الظلام القادم مع تدهور اقتصاد الدولة، كأن نقول إن المواطن، بصفة مجملة، يصبح أكثر حصافة وجدية في علاقته مع الدولة، وفي حياته وسلوكه الاجتماعي. من جهة “الدولة” أو السلطة ستخف السلبية واللااكتراث حين يعرف هذا المواطن بعض الأخبار عن حكايات الهدر والتلاعب في الأموال العامة، فلا يقول لنفسه “شعلي أنا”، أي لن يعنيني إن وقعت صفقة بمليارات الدنانير وفيها عمولات فلكية للوجوه المقررة في دفاتر العمولات والمناقصات الرسمية، أو لا، فالمهم أن راتبي مضمون ودعم “الماجلة” وبقية الخدمات مستمر! يفترض أن يفتح هذا المواطن عينيه محدقاً على مواقع الزلل الرخوة، وتصغر عنده بالتالي الذات النرجسية، بعد الحالة السلبية التي كان يحيا بها في الماضي، وهي نتيجة طبيعية (أقصد السلبية واللااكتراث) نحو الشأن العام والوضع الريعي في الدولة، فأيام البحبوحة، كانت السلطة تعطي هذا المواطن الهبات والمنح من باب سياسة شراء الولاءات وضمان الصمت، فيتبلد وعيه، ففي الكويت أو أي دولة يمكن أن تكون ثرية بصدفة الثروة الطبيعية لا تطلب الدولة شيئاً من المواطن غير الطاعة، فشعار “شيبون بعد” كان مهيمناً في علاقة الدولة مع الفرد، وهي علاقة حاكم ورعية، وليست علاقة تبادلية تقوم على أساس أن مصدر السلطة ذاتها هو إرادة الشعب، فالسلطة ليست بحاجة إلى المواطن، وبالتالي تتفرد بكل قراراتها، ولا تتوقع رد الفعل المحاسب المناسب. متابعة قراءة هناك بصيص نور ووعي
الوقت ليس لصالحكم
“مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة”، و”أن تصل متأخراً خير من ألا تصل”، حكم وأمثال من الشرق والغرب لا أعلم مدى صحة الاستشهاد بها بعد نشر خبر التوجه الحكومي لاستثمار واستغلال الجزر الكويتية، وهل يصح أن نقول إنها الخطوة الأولى نحو مشوار “تنويع مصادر الدخل وخلق فرص عمل للشباب”، وهي بداية متواضعة، وإن كانت متأخرة بعض الشيء! ثلاثون سنة أو نصف قرن تقريباً نسيت السلطة هذه الجزر، مثلما نسيت تقلبات أسعار النفط عدة مرات، ولم تتعلم من دروس سابقة في الثمانينيات والتسعينيات، وآخرها عام 2008، ونسيت الاستثمار البشري الحقيقي في التعليم، وتأهيل الإنسان الكويتي… ونسيت كيف تكون إدارة المرفق العام والشفافية المفروضة بسيره، ونسيت جرذان الفساد والهدر وكيف بنت قصورها وقلاعها بمؤسسات الدولة، وكانت عين القانون مغمضة عنها… حكايات ليس لها أول ولا آخر عن نسيان السلطة… حتى استيقظت بالأمس على قرع أجراس تهاوي أسعار النفط…! يا لها من ذاكرة ضعيفة. متابعة قراءة الوقت ليس لصالحكم
لنتأمل في حالنا الخليجي
خروج إيران من العقوبات الدولية ودخولها سوق التصدير النفطي بكل قوتها يسكب الملح على الجرح بدول مجلس التعاون، حين تغرق في سيول زيادة إنتاجها مع عدم وجود طلب بسعر مناسب لسلعتها اليتيمة، لكن على الجانب الآخر من صفحة التشاؤم يمكن أن نتفاءل قليلاً مثلما صرح مسؤول عماني بأن رفع العقوبات سيحقق نوعاً من أجواء السلام في منطقتنا الملتهبة، فالمعتدلون بالجمهورية الإيرانية مثل رئيس الدولة روحاني ووزير الخارجية جواد ظريف سيكونون في مركز أفضل أمام قوى التشدد مثل الحرس الثوري ولجان ثورية دينية عدة، بعد أن أثبتوا رجاحة سياستهم في مواجهة المتشددين، واستطاعوا إخراج الدولة من لائحة العقوبات.
متابعة قراءة لنتأمل في حالنا الخليجي
ماذا سترددون غير «الله يستر»؟
أحوال العالم الاقتصادية سيئة، ودول مجلس التعاون أكثر سوءاً وتضرراً بسبب “التخمة” النفطية في الأسواق العالمية، فأكثر من مليون برميل نفطي زائد عن حاجة الأسواق يضخ يومياً. مسؤول اقتصادي في جامعة أميركية قال إن التخمة سببها “شيل وشيخ” (نيويورك تايمز عدد الجمعة)، شيل هو النفط الصخري أو الحجري الذي حول الولايات المتحدة من مستورد للنفط إلى مصدر له، بينما الجماعة كانوا نائمين في العسل، وشيخ يرمز للأنظمة في دولنا التي أخذت تضخ بكل ما تملك لتحافظ على حصصها بالسوق، وتسدد متطلباتها، والنتيجة كارثة في أسعار النفط، ويبدو بالتبعية، ومع تضاؤل معدل النمو في الصين، هناك بوادر أزمة اقتصادية خانقة تلوح في الأفق. متابعة قراءة ماذا سترددون غير «الله يستر»؟
فوستر الكويتي
أمسك وليام فوستر “مايكل دوغلاس” عصا البيسبول الغليظة، وهوى بها على بضاعة صاحب الدكان الكوري الذي رفض إعطاءه “فكة” الدولار كي يتصل تليفونياً بابنته في عيد ميلادها، ويمضي المهندس فوستر، وهو في طريقه إلى منزل طليقته بلوس أنجلس بعد طرده من عمله ظلماً، تتأجج في صدره نيران الغضب، يحطم ويهدد أشخاصاً، وجد بطل الفيلم في سلوكهم اعوجاجاً وانحرافاً، بينما كانت عين القانون غائبة عنهم، نهاية فيلم “السقوط” حزينة، حين يقتل فوستر بيد ضابط الشرطة، بعد أن أصبح خطراً على أهله والناس. متابعة قراءة فوستر الكويتي