لا شيء يدعو للغضب هذه المرة. قائمة متفوقي الثانوية العامة خلت من الكويتيين والكويتيات باستثناء طالبة واحدة كانت كالابتسامة في الكويت… يخزي العين.
النائب عادل الصرعاوي الذي تقمص شخصية مقاتل الساموراي وراح يشن الغارة تلو الغارة على وزير التربية السابق انتصارا، أو قل انتقاما وحمية، لنورية الصبيح، ابنة منطقته، نبحث عنه الآن فلا نجده. قيل بأنه ذاب فجرفته المياه، وقيل بل هاجر إلى الهند وشوهد هناك يركب الأفيال. وما الذي يمنعه من الهجرة طالما أن الأمن مستتب ومقاليد الوزارة في يد نورية الصبيح؟ حتى ولو كانت السيدة الوزيرة لا تجيد سوى تبديل كراسي القياديين. متابعة قراءة ما بين الفيل والكوبرا
التصنيف: محمد الوشيحي - آمال
صِفر
قبل نحو شهر قررت أن أصبح برجوازيا من شلة الـ «بي أو تي» ومشاريع «الخاء راء طي»، فاصطحبت السيد الفاضل أبي عنتر وشقيقتيه وتركت «بو عزوز» في البيت يحمي غيابنا ويكمل شهره السابع، ويممت وجهي شطر إحدى المدارس الأجنبية في منطقة الجابرية الشقيقة بعدما قررت نقل أولادي من القاع إلى القمة أو من المدارس الحكومية إلى المدارس الخاصة. وهناك نبهتني مسؤولة شؤون الطلبة إلى أن تلاميذ مدارس الحكومة سيتساقطون مع أول طلقة تخرج من المدارس الخاصة، فوضعت رجلا على رجل وتنحنحت وصححت معلوماتها: سيدتي الفاضلة، أنتِ لا تعرفين «الحاجّة عزة» ابنتي «غلا» التي كُرّمت لتفوقها في الصف الثاني وامتلأت خزانتها بالجوائز. فقذفت المسؤولة بقفاز التحدي في وجهي: ما رأيك لو أجرينا اختبارات لأبنائك الثلاثة؟ يا سلام، على الرحب والسعة. متابعة قراءة صِفر
عسكر العيار
كالفقير الذي ينجب المزيد من الأبناء ودخله لا يمكنه من توفير أبسط متطلباتهم، سيكون هذا هو حال مجلس الأمة في حال أسقط القضاء عضوية النائبين مبارك الوعلان وعبد الله مهدي العجمي واستبدلهما بالمرشحين عسكر العنزي وسعدون حماد العتيبي… مزيدا من «رجالة المعلم».
عسكر العنزي، في حال دخوله البرلمان، سيكون النسخة المعتمدة للنائب السابق طلال العيار، شكلا ومضمونا. كلاهما له «بيبي فيس» أو وجه طفولي، كلاهما «صاروخ معاملات»، وكلاهما صلى على راحته صلاة الميت وفتح باب منزله لأصحاب المعاملات التي لا تنتهي، بدءا من المشاريع الكبرى وانتهاء بمخالفات ممنوع الوقوف، ولا يشعران بالضجر مهما ازداد عدد المعاملات. وقد سمعت بأن ابتسامة النائب السابق طلال العيار التي يشاهدها آخر الخارجين من ديوانه هي الابتسامة ذاتها التي يشاهدها أول القادمين، والابتسامة جهد مجهد، لكنه رجل لا يكل! أمور أخرى يشترك فيها الاثنان، منها أنهما من دائرة واحدة، وأنهما لن يشعرا بألم في المعدة لو تم انتهاك الدستور… الفارق الرئيس بينهما أن عسكر العنزي لا يمكن أن يصل إلى قدرة طلال العيار في التأثير على المشهد السياسي بأكمله. طلال العيار، اتفقنا معه أو اختلفنا، شخصية مؤثرة تمتلك أدوات التفاوض والتهدئة والتصعيد، يجيد استخدامها بحسب الوقت والمكان. متابعة قراءة عسكر العيار
العداد و«السبع ولاد»
ولو أراد المصريون أو السوريون لحوّلوا بلديهما إلى محج سياحي ينظر إلى دبي وقطر كما تنظر الأم لابنتيها الصغيرتين، ودبي هي حديث سكان المريخ وزحل وعطارد، أما قطر فحديث سكان المريخ فقط، إلى الآن على الأقل. وهي موعودة بزحل خلال سنتين، سيقاتل القطريون لاختصارها إلى سنة… أقول لو أراد المصريون والسوريون ذلك لاستطاعوا، فلديهم من خدمات الطبيعة وكنوز الأرض ما يدفعك للتوجه إلى مكتب سفريات تعرفه ليؤمّن غرفة لك في الفنادق المشغولة بأكملها.
الأولى لديها الأهرامات، والآثار المعروضة هنا وهناك، والبحر والجبل، ونقاء المصري وبساطته. أما الثانية فهي النموذج الأرضي للجنة، عيّنة صغيرة منها (tester). لكنها في قبضة رئيس شاب تخصص في نثر الشعارات في الهواء الطلق. فهو حتما وقطعا وبالتأكيد سيحارب إسرائيل وأميركا وأوروبا، وقد ضبط ساعة المنبّه على موعد الحرب الذي لا يعرفه سواه، ووضع الساعة بجانب رأسه، لكن بطارياتها للأسف لا تعمل. إذاً فلا مانع من تأجيل الحرب وخنق الحياة في الداخل أيضا وتمضية الوقت في تفجير السيارات، لأن «اليد العاطلة باطلة» يا صديقي، ولا مانع كذلك من تأجيل تأهيل البنية التحتية وسن القوانين الذكية التي تفتح الباب على مصراعيه لدخول أباطرة السياحة العالميين ومعهم سلاسلهم الفندقية. هذا كله يمكن تأجيله بانتظار بطاريات المنبه. لكن المنبه اختفى، أين المنبه، من الذي سرقه؟ ليست سرقة يا صديقنا، نحن الإيرانيون أخذناه لتزويده بالبطاريات وضبطه على توقيت طهران. الجيب واحد. متابعة قراءة العداد و«السبع ولاد»
من بتوع آسيا
تماما كمن سقطت منه قطعة معدنية صغيرة على السجادة، كنت أفعل أثناء مذاكرتي لمادة الرسم الهندسي أيام الدراسة الجامعية. لا أراكم الله مكروها في عزيز! كنت أركع على ركبتيّ واللوحة أمامي وألصق وجهي على الأرض لأتخيل الشكل الهندسي، ملتفتا يمينا مرة ويسارا مرة لعلّي أجد الضالة وأكتشف حلا للغز، لكن محاولاتي كلها كانت تبوء بالفشل الباهر. ربنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا به، ومادة الرسم الهندسي على رأس قائمة «ما له طاقة لنا به». في أحد الأيام، أراني الدكتور رسما من الأعلى وطلب مني تحديد ماهيته، فأجبته بعد تفكير بأن «هذا منظر جمل بسنامين اثنين من بتوع آسيا الوسطى بالتأكيد»، فسكت، سكت طويلا، وخيم الصمت على القاعة، ثم تنهد بكل مخزونه الاستراتيجي من الأنفاس، تنهد بعمق العمق، وانتفخ صدره وأوداجه، وأطرق، وأدركت بأنني في خطر، سترك اللهم، وأخيرا قال وهو يهرش جبهته: «والله يا ابني لو كان الجمل ده موجود عندي دلوقتي كنت ركبتك فوق ظهره وبعثتك لمستشفى المجازيب (المجانين). يخرب بيتك. ده جامع بمئذنتين يا بتاع جمل آسيا الوسطى». قال ذلك ثم ضرب كفيه أحدهما بالآخر، فقلت محاولا تلطيف الأجواء: «مئذنة واحدة تفي بالغرض طال عمرك، ما الحاجة للمئذنة الثانية، هذه مشكلتنا نحن المسلمين نهتم بالمظهر…»، ففقد أعصابه وصرخ بأقصى حباله الصوتية: برا، برا، برا، خد الجمل الآسيوي بتاعك واخرج برا تال عمرك. فصرخت بدوري وأنا في طريقي إلى خارج القاعة: مادتك ثقيلة على القلب، ولو حملتها معي على ظهر جملي لأصابه ديسك في عضلة الفخذ. اتق الله يا رجل. جامع بمئذنتين. غدا ستسألني عن رسم هندسي لمستشفى بذيل تيس. ارحم من في الأرض. جامع بمئذنتين رضي الله عنك؟ متابعة قراءة من بتوع آسيا
كيفيت
أقطعُ جازما بأن النائب الفاضل خالد السلطان تجمعه صلة قرابة بالدهاء، أبناء الخالة اللزم، الطوفة على الطوفة… في الانتخابات قبل الماضية، سنة 2006، فوجئنا بوجوده على باب إدارة الانتخابات وحوله مجموعة من المواطنين الغاضبين يدفعونه دفعا للتسجيل بينما هو يرفض ويصرخ ويدفعهم بجسمه مبديا عدم رغبته في الدخول والتسجيل! الأمر الذي دفع صاحبكم الوشيحي لحك رأسه والتساؤل: هل تعرض السلطان لعملية خطف من الدرجة الأولى. يبدو أنه كان يلهو مع أقرانه أمام المنزل فهجم عليه الأوباش واختطفوه إلى إدارة الانتخابات عِدِل، وهو يرفض ويتمنع لكن صوته لا يُسمع لأنه مكبل اليدين. لا حول ولا قوة إلا بالله. هذا ما حصل بالتأكيد وإلا ما الذي أتى بالسلطان إلى إدارة الانتخابات إذا كان يرفض تسجيل اسمه في قيود المرشحين من الأساس؟! وجاءتني الإجابة على تساؤلي: حركات دهاء. متابعة قراءة كيفيت
الوقوع إلى الأعلى
بعد مئات الأعوام من الآن، وعندما يتحول الكويتيون وصراعاتهم إلى قصص وأساطير يغنيها شاعر الربابة كما يغني تغريبة بني هلال… في ذلك الوقت، سيروي الجد ذو الفم المهجور من الأسنان لحفيده حكاية رجل كويتي أحب بني وطنه، وهام بهم وخاف عليهم، لكنهم أو بعضهم، تنكّر له. كان يدافع عنهم وعن حقهم في أن يشاركوا في حكم أنفسهم لا أن يكونوا قطيعا يساق بالعصا الغليظة، بيد أن بعضهم أشاع بأن أهدافه سوداء، سواد قلوبهم… كان الرمز يحفظ لهم ميزانية دولتهم وأجيالهم القادمة، التي هي نحن (الكلام على لسان الجد بعد مئات الأعوام من الآن) وكان يغضب لو رأى تجاوزا أو تطاولا على أموال البسطاء منهم، فاهتز اللصوص الكبار واتهموه هو ذاته زورا بالسرقة، فصدّقهم الغوغاء… كافح الرمز كثيرا من أجل تخفيض الارتفاع المجنون في أسعار الأراضي كي يستطيع البسطاء تأمين مسكن لهم، وتم له ذلك بعد جهد وعرق، وانخفضت الأسعار، لكن الشعب في غالبه كان يسير خلف العمائم واللحى التي تقوده إلى مصير لبنان والعراق. متابعة قراءة الوقوع إلى الأعلى
اللي بعده
معالي وزير المواصلات عبد الرحمن الغنيم رجل دولة من الطراز الفاخر، تماما كما أن الزعيم الهندي الراحل غاندي بطل في رالي دكار… وزيرنا، أو وزير الشيخ ناصر المحمد الذي رأى فيه رجل المرحلة المؤهل لرعاية مصالحنا، وقّع بيده الكريمة على «وثيقة» إعدام الديمقراطية، أو وثيقة الدواوين كما سمّوها، ثم تراجع واعتذر. وكما تعلمت في مدرسة عبد الرحمن الدعيج المتوسطة للبنين، وفي الحياة أيضا، فإن من يشرب الحليب لا يعتذر. من يعتذر هو من أخطأ فقط.
إذاً رجل الدولة الفاخر عبد الرحمن الغنيم أخطأ، وخطأه لا يدخل من باب الأخطاء غير المقصودة، أي كما لو أنه كان يقود سيارته والنافذة مفتوحة فدخلت ورقة تائهة عليه وهو غافل «ما عنده من الشيطان طاري»، فأخرجت الورقة التائهة قلمه من جيبه وسحبت يده بقوة ليمضي عليها… هذا لم يحدث، إنما هو من وقّّع وبكامل إرادته وإدارته، فوقع هو بنفسه من شاهق.
كثيرا ما اشتكت أقلامنا صرف الحبر على نصائح نسوقها لسمو رئيس الحكومة، وننتقد فيها طريقة اختياره الوزراء ونوعيتهم، لكن نصائحنا كانت مثل كرة المطاط، نطلقها بقوة فتعود إلينا بالقوة نفسها، ومثل الشتيمة تعود إلى صاحبها، وهي لم تكن شتيمة إطلاقا، بل كنا حينها نتحسس كلماتنا، ونلونها بالألوان الهادئة ونغلفها وننثر فوقها ورود الهدايا، الحمراء الداكنة، ولم يصدقنا، حماه الرب، وها هو اليوم يكشف لنا ويكتشف، للمرة المليون، كم هي سيئة طريقته، بعد «العملة السودة» لوزير المواصلات. وهي واحدة من عمايل تجلب للوطن الحساسية وشلل الأطفال. متابعة قراءة اللي بعده
ممنوع الإزعاج
الامبراطور الفرنسي الشهير أو سيد أوروبا الأول، كما كان يحب أن يلقبه الناس، أو «عاشق الخرائط» كما لقّبه المؤرخون، نابليون بونابرت كانت إحدى أولى خطواته لتحقيق حلمه بالسيطرة على أوروبا، هي تحديث جيشه تدريجيا. لا كما فعل قادة الثورة الخمينية في إيران عندما أعدموا وأبعدوا كبار قادة الجيش دفعة واحدة، الأمر الذي أبرز مساحة من الفراغ المرعب في الجيش الإيراني استغلها الجار المتحفز صدام حسين بحرب دامت ثماني سنوات، خسر فيها الطرفان وانتصرت إسرائيل، باعتراف المدير السابق للموساد الداهية إفرايم هالفي في كتابه «رجل في الظِلال». متابعة قراءة ممنوع الإزعاج
«تشيلي»… تعطري
فضول غريب يدفعني للسفر إلى أميركا اللاتينية. دولة تشيلي تحديدا. لماذا؟ لأنها بعيدة عن أعين المعارف! أمر غريب، أو بالأحرى أمري أنا هو الغريب، ففي الكويت أعشق الأماكن المزدحمة، وفي السفر أعشق المناطق النائية، أو على أسوأ الأحوال، البعيدة عن أعين المعارف. وإن كنت أحيانا أجامل الأصدقاء بالذهاب إلى أماكن تجمعات الخليجيين. متابعة قراءة «تشيلي»… تعطري