محمد الوشيحي

سطوة محببة

ولولا وسائل الإعلام لبطش بعض حكام الدول بشعوبهم بطشا يحبه قلبك… وكان ديكتاتور زيمبابوي روبرت موغابي يحتفظ داخل أسوار قصره الشاسع بمبنى البنك المركزي، وبسبب مقالة لمراسل أجنبي، كتبها وهرب، تم بناء سور يفصل القصر عن البنك. صحيح أن شيئا لم يتغير في الواقع، إلا أن الأكيد أن موغابي الذي لا يستحي من شيء استحى بعد تلك المقالة أو خاف. وإذا كان خبراء الاقتصاد يحذرون من خطورة معدلات التضخم المرتفعة في دول مجلس التعاون الخليجي والتي بلغت سبعة في المئة، ففي زيمبابوي بلغ التضخم أربعة ملايين في المئة بفضل الأستاذ روبرت موغابي الذي يمتلك أكثر من أربعين قصرا خياليا ويحكم شعبا هو الأشد جوعا في العالم. ولم يستح موغابي أو يخف من أي شيء سوى من مقالة صغيرة نشرت من وراء البحار. متابعة قراءة سطوة محببة

محمد الوشيحي

النووي أحمد الفهد

«من يصادق الجميع لم يصادق أحدا»، هذه مقولتي التي أرددها كلما جاءت سيرة الشيخ أحمد الفهد. والشيخ أحمد الفهد صديق الجميع، وصديق خدمهم وسائقي سياراتهم، ولديه الوقت لمناقشة تاريخ انتهاء جواز هذا الهندي وشروط كفيله بعدما يخرج من اجتماع ترأسه لمناقشة الرياضة العالمية مع رئيس أوروبي، وسيجلب معه بعد عودته من اجتماعات رؤساء أجهزة الأمن الخليجي علاجا للصلع طلبته أنت منه قبل سفره، وسيسألك عن وظيفة زوجتك وهل لا يزال رئيس قسمها يحاسبها على الدقيقة والثانية… هو رجل لديه الوقت لكل هذا، ويبدو أن ساعات يومه أطول من ساعات يوم الإنسان العادي.
وهو صديق لجماعات السلف وللإخوان المسلمين وأبناء خالاتهم، ولا أحد أكثر منه يعرف خططهم في اللعب، فيشجعهم ويسهل لهم تسجيل الأهداف، فلكل أهدافه، هم يهمهم المال والسيطرة على مفاصل الدولة، وهو لا يريد سوى الحُكم، وهو حقه المشروع. متابعة قراءة النووي أحمد الفهد

محمد الوشيحي

ديوانية المحاسبة

هرمونات الأنوثة في ديوان المحاسبة أكثر من هرمونات الذكورة بكثير، ولهذا أعتقد بأنه يجب تغيير مسماه إلى «ديوانية المحاسبة» من دون المرور بفترة علاج نفسي. وتصريح وكيل الديوانية عبد العزيز الرومي عن أهمية المصفاة الرابعة وضرورة إنجازها لأهميتها الإستراتيجية والبيئية، يؤكد بأن الديوان تحول جنسيا وانتهى، لكنه يخفي شعره المسبسب تحت «كاب» خوفا من لجنة الظواهر. متابعة قراءة ديوانية المحاسبة

محمد الوشيحي

السمك الإيراني… فتنة

للصيف نكهته وعشاقه وكتاباته، فلا سياسة في كتابات الصيف إلا عند الضرورة لا قدر الله، أو هكذا يجب. وقد يأتي الصيف ويرحل بلا ضرورة. لكن الكويتيين حفظهم الله يعشقون السياسة ويعيشون بها وعليها، فنجوم المجتمع هنا هم الساسة، وكتّابه ساسة، ورياضيوه ساسة، واقتصاديوه ساسة، وأطباؤه ساسة، ومهندسوه ساسة، وطباخوه ساسة، وفنانوه ساسة، وأمطاره ورياحه وشمسه وبره وبحره كلهم ساسة، وكل ما يتحرك على الأرض يدور في فلك السياسة.
وقد أحصيت عدد رسائل القراء الإليكترونية التي تطالبني بالكتابة في السياسة هذه الأيام فوجدتها أربعا وسبعين رسالة، جاءت كلها في يوم واحد بعدما كتبت مقالة ابتعدت فيها عن مرابع السياسة واتجهت إلى الحياة الأخرى. متابعة قراءة السمك الإيراني… فتنة

محمد الوشيحي

وزراء الست

قبل أن تضغط عبر أدواتها على سمو رئيس الحكومة لتوزيرها والانتقام من الوزير السابق الدكتور عادل الطبطبائي الذي أصدر أمرا بنقلها من منصبها إلى منصب آخر، كانت كلمة نورية الصبيح في وزارة التربية تؤخذ ولا تُرَد، ولم يكن يجرؤ كائن من كان من الوزراء المتعاقبين على مجرد خدش كلمتها، دع عنك كسرها! كان كل منهم (أي الوزراء المتعاقبون) بدرجة «وزير الست»، فلا يرون إلا ما تُريهم هي، ولا يسمعون إلا ما تُسمعهم هي. ولن تتساقط حسناتي لو قلت بأنها كانت احد أهم أسباب انهيار التعليم العام عندما كانت وكيلة مساعدة لشؤون التعليم العام، لكنها اليوم هي السبب الوحيد لتدهور حالة التعليم الصحية. متابعة قراءة وزراء الست

محمد الوشيحي

من سعد إلى الحربش

لم أكن أجهل ما وراء الجبل عندما كتبت مهاجما تسييس القبيلة وتدخل شيوخ القبائل في السياسة وفرض آرائهم على أبناء قبائلهم، وكأنّ أبناء القبائل العاديين على كفالة الشيوخ… كتبت المقالة وتوجهت إلى منزل الزميل سعد العجمي الكاتب في جريدة الجريدة لتناول العشاء، أو «الغبقة» كما نسميها بلهجتنا المحلية، وكنا في رمضان، وما أن استويت في مجلسي حتى صدرت الصحيفة، وبدأت أمطار الاتصالات تنهمر عليّ بشدة، فعلمت بأن بيارق الحرب ارتفعت، وأن الطبول ضُربت، وأن الخيل سُرّجت، فقلت لمحب اتصل بي: «لا عليك، غضبُ الشيوخ أو بعضهم سببه الخوف على نفوذهم، وشيوخنا نجلهم وسنحارب بشراسة لتثبيت مكانتهم الاجتماعية، لكننا سنحارب بصورة أشرس لتحرير الآراء السياسية لأبناء القبائل من قيود الشيوخ»، فأبدى استعداده للوقوف معي، بل وذهب إلى أبعد من ذلك: «سأجمع تواقيع بعض أبناء القبائل وسننشر إعلانا في الصحف تأييدا لرأيك»، فرجوته ألا يفعل كي لا يعتقد الناس مخطئين بأننا في صراع مع شيوخ قبائلنا. متابعة قراءة من سعد إلى الحربش

محمد الوشيحي

أسعفوه بالماء المقطر

النائب الدكتور علي الهاجري حاول في مجلس 2003 أن يقدم نفسه لسمو رئيس الوزراء كي يتم توزيره ولم ينجح أحد، ثم فشل بعد ذلك في بلوغ المجلس الذي يليه أو فشل المجلس في بلوغه كما يظن هو، ثم عاد الآن نائبا في البرلمان وممثلا للأمة ولا راد لقضاء الله. هذه هي مسيرة وسيرة النائب علي الهاجري السياسية، ولا شيء غير ذلك. لكنه من فترة إلى أخرى يخرج إلى الشارع العام ملوحا بتهديد لأحد الوزراء، فيثير الغبار في البيداء والضجيج في الأجواء، فلا يلتفت أحد إلى تصريحاته، فيرفع عقيرته أكثر فيتجاهله الناس أكثر، والسبب؟ لأن تهديداته تشبه، الخالق الناطق، فقاعات الصابون المغشوش، تخرج من بقه إلى باب الخواء وتتلاشى خلال أربع ثوان، وقيل بل خمس ثوان، والله أعلم. متابعة قراءة أسعفوه بالماء المقطر

محمد الوشيحي

قينقاعي الكويت والسعودية

فإن كنت خليجيا، أي تنتمي لإحدى دول الخليج العربي، السعودية والكويت تحديدا، وشوهدت تقرأ كتابا في مقهى أثناء سياحتك في دولة عربية، لبنان أو مصر مثلا، أو حتى في أحد مقاهي لندن الشقيقة، ففكر جديا بالهجرة إلى استراليا للحفاظ على ما تبقى من سمعتك، وقبل أن تتساقط عليك قذائف السخرية والاستهزاء، وتكون علكاً بطعم الفراولة يتبادل مضغه اللي ما يسوى واللي ما يسوى، وخذ عندك: «مسكين غابرييل ماركيز الخليج لم يستطع قراءة الكتاب في غرفته في الفندق، فاضطر لقراءته في المقهى، فلا وقت لديه»! وتعال حينها اشرح له بأن أمتع لحظاتك هي الجلوس في مقهى منعزل بعيدا عن أعين الخليجيين المجردة لقراءة الكتب. من سيصدقك يا صديقي المسكين؟ أقسم بأن دمك سيضيع بين القبائل، وسيتناقل صورك – التي التقطت بواسطة الموبايلات – قوافل الشام واليمن… أما إذا بلغت الوقاحة عندك مداها الأحمر وشوهدت متلبسا بقراءة رواية في مقهى في السالمية أو في الرياض، فإنا لله وإنا إليه راجعون، كلنا لها. متابعة قراءة قينقاعي الكويت والسعودية

محمد الوشيحي

«الدولة العشّة»

كان برتبة نقيب عندما توفيت أمه الثرية فورث منها نحو سبعة ملايين دينار بالتمام والرفاه والبنين، على ذمة الزملاء، بخلاف الشركة ومشاريعها القائمة. لكنه على المستوى الشخصي لا يطاق. قال عنه أحد الزملاء مرة: «كلما شاهدت هذا المخلوق تصيبني كحة بالبلغم، كيف تحتمله زوجته؟»، شخصية نتنة من فصيلة خنازير السيرك الروسي. لو خيروك بين معاشرته ومعاشرة الجوع والعطش لاحتضنت الجوع والعطش وقبلت رأسيهما. ضعيف نفس. بطل العالم في الأنانية. للدناءة في عروقه مجرى، وللجشع في قلبه مزارع وغيطان. يفقد الذاكرة لو سمع عن إشاعة زيادة الراتب. يعرف بالتفصيل الممل المعل كم فلسا نقص من راتبه وكم فلسا أضيف إليه. كثيرا ما يدخل مكاتبنا ويسأل بجشع فاقع: هل اكتشفتم مثلي اختفاء ثلاثة دنانير من رواتبكم؟ فنجيبه: «لا، كلنا رواتبنا صاغ سليم، باستثناء راتبك أنت. لا تسكت عن حقك»، فيبدأ مشوار البحث والتحري عن الدنانير الثلاثة. متابعة قراءة «الدولة العشّة»

محمد الوشيحي

المهم الأخلاق

حكمة الله أن يكون شباب المغرب مثالا أعلى للقبح في حين أن شابات المغرب غاية في الجمال. وتشاهد الفتاة المغربية فتتمنى أن لم يخلق الله الأجفان كي لا تغمض عيونك عنها لحظة، وتشاهد شقيقها فتتأكد بأن أصل الإنسان فأر، وتقسم بالطلاق على ذلك… وفي الكويت العكس صحيح، فإذا ما استثنينا بعضهن، نجد أن الغالبية الساحقة الماحقة منهن «المهم الأخلاق»، بينما يحطم شباب الكويت نوافذ الأرقام القياسية في الوسامة. حكمة الله جاءت هكذا.
والجمال له علاقة بالنجاح العملي، وتأثيره أكبر مما يتوقع البعض، وأهميته تبرز أكثر في الإعلام، التلفزيون تحديدا. يقول خبراء الإعلام عن شروط الشكل الخارجي لقارئي النشرات الإخبارية والرياضية والاقتصادية: «قارئ النشرة المثالي هو من يقف في المنتصف بين الجمال والقبح، فلا هو بالجميل للغاية فيصرف الانتباه عن محتوى النشرة، ولا هو بالدميم الذي ينفّر المشاهد عن متابعة النشرة. ويجب أيضا ألا يكون قارئ النشرة ذا علامة مميزة في شكله الخارجي، كأن يكون أصلع مثلا، أو بأذن مقطوعة، أو ما شابه… قارئو وقارئات النشرات يشترط فيهم الشكل المقبول فقط، لا أكثر». متابعة قراءة المهم الأخلاق