الدنيا أخذ وعطاء. وفي لغة الكرويين هات وخذ. ضابط إيراني يتحكم في لبنان، ومواطن لبناني يحكم البرازيل. وهوبا لالا، كما تقول الكاميرا الخفية المصرية.
وميشال تامر يحمل جنسية لبنان، أيضاً، ولبنان في الهواء بلا رئيس، ويتنافس فيه جيشان على بطولة القرار، الجيش اللبناني وجيش «حزب الله». على أن التتويج دائماً وأبداً من صالح جيش «حزب الله».
وللبنانيين الذين يفاخرون بميشال ويقولون: نحن نصدر الرؤساء. أقول: معلش، هذا ليس إنجازاً. وإن كان ميشال ملو هدومه فليأتِ إلى هنا ويحكم لبنان، حيث صناديق الاقتراع ملأى بالذخائر، وحيث السلاح هو الذي يكتب القرارات بدلاً من القلم، وحيث مقرات الأحزاب التي تحولت إلى غرف للمخابرات الأجنبية، وحيث الاغتيال هو الطريقة الناجعة للإقناع وإنهاء النقاش، وحيث ميشال سماحة ومتفجراته وعمالته… فيا أيها اللبنانيون، هاتوا ميشال تامر إلى لبنان، إن كنتم تنتظرون تصفيقنا وإعجابنا. هاتوه. متابعة قراءة هاتوه
التصنيف: محمد الوشيحي - آمال
الكايفة.. أحلى جَمَل!
كما نُقلت لي هذه الحكاية سأنقلها، مع مراعاة نسبة الاستهلاك التي هاجمت مخزون ذاكرتي، واستولت على ما خف وزنه وغلا ثمنه، وتركت لي بقايا ذاكرة، لا تقي من برد، ولا تسمن جوع..
جرت فصول الحكاية في بداية هذه الألفية، بعدما تزايد ولع الناس بالإبل، وتسابقوا على اقتنائها، وأضحت من مظاهر الثراء التي يحرص البعض على اظهارها وابرازها. متابعة قراءة الكايفة.. أحلى جَمَل!
النفط… سائل لزج
الدنيا هيصة؛ إضرابات، وتجمعات، وقصف تصاريح متبادل، وتصدير النفط يتناقص، وأسعار النفط تضع يدها على فمها ترقباً لما سيحدث، ووكالات الأنباء العالمية تحسب خطوات النمل حول الحدث، والمحللون الاقتصاديون العالميون يمسكون بأوراقهم وأقلامهم ويتابعون أخبار إضراب عمال النفط الكويتيين… وليلة طويلة.
كل هذا، وبعض نواب هذا المجلس المزيون لم يدلوا بتصريح واحد عن الحدث، ولم يعطسوا عطسة قد نعرف منها موقفهم تجاه أهم حدث في المنطقة في هذا الوقت. وأظن أنهم لم يسمعوا بما حدث، أو لم يفهموه، فديتُ قلوبهم.
لذا، سنشرح لهم الوضع، تطوعاً منا وخدمة لا نرتجي من ورائها إلا الأجر. سنشرح لهم التعريفات، ونجيب عن استفساراتهم إن استفسروا، مراعاة لظروفهم. متابعة قراءة النفط… سائل لزج
الكويت… كانت نفطية
يصرخ الطلبة الكويتيون في “بوكاتيلو” الأميركية في وجه حكومتهم: “أنقذونا من اللصوص والصيّاع الأميركان”، وكأن الحكومة هي المسؤولة عنهم، وكأنها تملك وقتاً لهم، وكأنها أمهم التي خلفتهم. يصرخون فيها مستنجدين، دون أن يقدّروا وضعها وانشغالها بخصخصة النفط لمصلحة بعض ذوي البشوت الشفافة، وخصخصة المدارس والمستشفيات، وتسليم كل هذه المرافق كـ”نقصة رمضان” لبعض التجار الكادحين، كبدي عليهم. متابعة قراءة الكويت… كانت نفطية
السياحة في ظلال داعش
إن سألتني: من هو المجنون؟ سأحيبك فوراً بلا تأتأة: هو ذلك الصحفي الألماني الذي تلقى دعوة من داعش لزيارة منطقة الرقة، فقبلَ الزيارة سعيداً، بل وفوق ذلك اصطحب ابنه معه.
وإن كان هذا الصحفي قد سئم من الحياة بعد أن بلغ الخامسة والسبعين من عمره (لاحظ أنه لم يصل إلى الثمانين عاماً، التي حددها الشاعر الخالد زهير ابن أبي سلمى عندما قال: ومن يعش ثمانين حولاً لا أبا لك يسأمِ)، فما ذنب ابنه الذي يعيش في أجمل مراحل العمر، 32 عاماً، هل سئم هو الآخر، أم رافق والده خوفاً عليه، أم أجبره والده؟ كل الأجوبة أنكى من بعضها وأشد. متابعة قراءة السياحة في ظلال داعش
ظهولة إيطالية
كل ده كان ليه يا إيطاليا؟!، «دماء الطالب ريجيني ستكون شغلنا الشاغل»، و«لن نسمح بمس كرامة الإيطاليين»، و«سنطلع نواب البرلمان الإيطالي على التفاصيل أولاً بأول»، و«سنتخذ تدابير وإجراءات تجاه مصر إذا لم تكشف حقيقة مقتل الطالب ريجيني»، و«يجب أن يأتي وفد مصري إلى روما كي يشرح لنا أدق التفاصيل»، وغير ذلك من التصريحات المتشنجة التي تبرز فيها عروق الرقبة، قالها مسؤولون إيطاليون كبار.
كل هذه الظهولة الإيطالية (هنا تعني المبالغة) من أجل طالب إيطالي قُتل في مصر. يا بلاش. والمصيبة أن الظهولة هذه لم تقتصر على الطليان، بل امتدت إلى كبريات وكالات الأنباء العالمية ووسائل الإعلام الشهيرة، وصرح المسؤول الفلاني، وعقد العلاني مؤتمراً صحفياً، وتظاهرات هنا وهناك تندد بما حدث لهذا الطالب، وليلة طويلة. متابعة قراءة ظهولة إيطالية
ظهْوَلَة إيطالية
كل ده كان ليه يا إيطاليا. “دماء الطالب ريجيني ستكون شغلنا الشاغل”، و”لن نسمح بمس كرامة الإيطاليين”، و”سنطلع نواب البرلمان الإيطالي على التفاصيل أولاً بأول”، و”سنتخذ تدابير وإجراءات تجاه مصر إذا لم تكشف حقيقة مقتل الطالب ريجيني”، و”يجب أن يأتي وفد مصري إلى روما كي يشرح لنا أدق التفاصيل”، وغير ذلك من التصريحات المتشنجة اللي تبرز فيها عروق الرقبة، قالها مسؤولون إيطاليون كبار.
كل هذه الظهولة الإيطالية (هنا تعني المبالغة) من أجل طالب إيطالي قُتل في مصر. يا بلاش. والمصيبة أن الظهولة هذه لم تقتصر على الطليان، بل امتدت إلى كبريات وكالات الأنباء العالمية ووسائل الإعلام الشهيرة، وصرح المسؤول الفلاني، وعقد العلاني مؤتمراً صحافياً، وتظاهرات هنا وهناك تندد بما حدث لهذا الطالب السوبر، وليلة طويلة. متابعة قراءة ظهْوَلَة إيطالية
ذكريات باهتة
حتى هذه اللحظة، مازلت أتذكر تفاصيل صورة جمعتني واثنين من عظماء الصباحية قطعة واحد.
مازلت أتذكر ربع الدينار الذي يطل من جيب مبارك العازمي بكل شموخ، دلالة على الثراء الفاحش والحياة الأرستقراطية التي ينعم بها. وأتذكر السبحة الواضحة في يد منصور المطيري، دلالة على النضج ودخول مرحلة الرجولة (كان في الثامنة من عمره).
وأتذكر وقفتي العسكرية بينهما، كقائد ألماني نجح في اقتحام حصون باريس، وقبضتا يديّ على وسطي، والتجهم المهاب يكسو تعابير وجهي، من دون أن أنسى ارتداء الطاقية بطريقة مائلة، دلالة على “القلب الخضر”، والاستعداد للمغامرات العاطفية، والتلاعب بقلوب الصبايا الحسناوات (ملاحظة: لم يكن هناك أي مؤشر على وجود حسناوات في المنطقة، ولا مؤشر لأن تلتفت لي أي واحدة منهن، إن وجدت… خصوصاً إذا اكتشفت تلك الحسناء أن طاقيتي كانت تخفي الضماد الذي يستر “ما حدث في النقاش الذي جرى قبل أيام مع عيال قطعة اثنين”). متابعة قراءة ذكريات باهتة
معركة ذات الشماغ
كل هذا الضجيج على ماذا؟ أو علامَ؟ كما يقول الفصحويون… رجل سعودي، مظهره الخارجي يوحي بالتدين، كما تبين لاحقاً من مقطع الفيديو، اصطحب زوجته إلى مطعم، وجلسا في “كابينة” خاصة، مغطاة من الخارج بالخشب والزجاج الثقيل، فأضاف هو إلى التغطية تقنيته الخاصة، عندما وضع “شماغه” على الكابينة من الخارج، كي يضمن عدم تمكن أحد من رؤية زوجته أثناء تناولها الأكل، فالتقط أحد المتطفلين صورة للوضع، ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي، وعينك ما تشوف إلا النور.
ما إن التُقطت صورة لهذا الوضع حتى هاجت الدنيا وماجت، في السعودية والخليج. ضجيج وصخب وطبول وموالد وألعاب نارية… ليش؟ لأن الحرب اشتعلت بين جيشين يمتلكان الخبرة الكافية في مثل هذه الحروب؛ جيشٍ يرى هذا الرجل شهماً ذا مروءة وحياء وغيرة على أهل بيته، وجيشٍ يراه متخلفاً شكاكاً يعيش في القرون الأولى ويشوه صورة الشعوب الخليجية.
وهات يا قذائف منجنيق، وهات يا رماة فوق الجبل، وهات يا حصار، وهات يا اقتتال على البئر، وجرحى وقتلى، في معركة ذات الشماغ الخالدة. متابعة قراءة معركة ذات الشماغ
أغنامنا ترعاها الذئاب
هل نبطر وننكر ما نحن فيه من نعمة؟ أقصد نحن الكتّاب. سأكون ظالماً ظلاماً ظلوماً لو ادعيت يوماً أن الحكومة خذلتني وأصلحت ولم تترك لي فساداً أشير إليه بيدي. ماذا نريد، أنا والزملاء، أكثر من هذا الفساد لنتحدث عنه؟ كل شيء متوفر، والعرض أكثر من الطلب.
لله الحمد، لن تجد هنا مشروعاً يخلو من السرقة، ولا وزارة تخلو من الفساد، ولا مؤسسة تخلو من جمع الغنائم، ولا هيئة تخلو من الهبش، ولا إدارة تخلو من غمزة العين، ولا زاوية من زوايا البلد تخلو من المحاباة والمهادنة والهوبا هوبا.
كل شيء عال العال. أغنامنا السمينة ترعاها الذئاب الجائعة، وتحميها الضباع المتربصة، ونحن نعد النجوم، ونسهر على لحن الربابة، ياما انت كريم يارب. واللصوص يلعبون معنا “عظيم سرى ولاح” (لعبة نجدية يمارسها الأطفال، إذ يرمي أحدهم عظماً في عتمة الليل، وينطلق الآخرون للبحث عنه، ومن يجده أولاً فهو الفائز)، ولصوصنا الأفاضل يلعبون معنا بهدف تسليتنا، ويرمون لنا عظماً طائفياً في عتمة الليل، وننطلق نحن للبحث عنه، بأقصى سرعاتنا، فينقضون هم على الخزائن، ويفرغونها من محتواها قبل أن نجد العظم. وإن وجدناه، صفقوا لنا ورموا عظماً آخر، نتسابق بحماسة، مرة أخرى، للعثور عليه قبل غيرنا. متابعة قراءة أغنامنا ترعاها الذئاب