الحكومة كعادتها «تسوق علينا» الدلال وتلتزم الصمت في أحلك وأعلك الظروف، ولم تنبس بأي نبسة رغم كل هذه الحرائق التي أشعلتها بيديها الكريمتين. يبدو أن صوتها عورة. طيب فلتكلمنا من وراء حجاب، وبحضور محرم، أو يا أخي إذا كانت الحكومة لا تقوى على الاستجوابات ولا المقابلات التلفزيونية ولا المؤتمرات الصحافية فلتصرح لنا كتابة عن طريق وكالة الأنباء الرسمية، كونا، باستخدام اكليشتها الغثيثة، «صرح مصدر مسؤول». المهم «سمّعينا» يا حكومة أي شيء حتى لا تنتشر الإشاعات في هذا الجو الرطب، طيب سمّعينا زغروطة على الأقل، أو سمعينا الصلاة على النبي، أي شيء في هذه الأزمة المباركة، ونذر علينا أن نرده لكم حين ميسرة. متابعة قراءة الزغروطة أهون
التصنيف: محمد الوشيحي - آمال
شقلبة حتى نفاد الكمية
الكويت تسبح على بحر من السياسة، والساسة والإعلاميون في الكويت اليوم ينافسون نجوم الفن في الشهرة والجاذبية، وتلك مصيبة من الحجم الكبير.
وهذه الأيام، برزت على السطح طبقة جديدة من الساسة وأخرى من الإعلاميين، الطبقة السياسية الجديدة هي طبقة «حزب الكويت»! يهاجم أحدهم التيارات والكتل السياسية على اعتبار أنها كلها «قوات غازية»، وكلهم خونة، فتسأله ويجيبك: أنا «كويتي»، فتعيد صياغة السؤال مرة أخرى وبطريقة واضحة فيكرر إجابته «أنا كويتي». إذاً هو الكويتي الوحيد ونحن كلنا من هولندا! وبحسب فهمه للأمور، يتبين لنا أن كلينتون – الذي انتشل أميركا من وحل «الركود الاقتصادي» وحملها على كتفه لتحقق أكبر فائض في ميزانيتها طوال تاريخها هو وحزبه من «القوات الغازية»، فهو لا ينتمي لـ «حزب أميركا» بل «الحزب الديموقراطي»، شوف الخيانة. متابعة قراءة شقلبة حتى نفاد الكمية
يا مرحبا
المنطق يؤيد النواب في غيابهم عن جلسة أمس. كيف سيناقشون حالة الدولة بينما أحوالهم هم لا تسر صديقا ولا عدوا؟ وماذا سيقول النواب لبعضهم في أجواء كهذه؟ لا شيء سوى تبادل التحايا والشكاوى: يا هلا، يا هلا والله / رحنا ملح، صدقت / شلون عيالك، بخير / خانقتني العبرة، وأنا مثلك…
حالنا أبكت الشامتين، والطائفية بلغت الحلقوم. والذنب ليس ذنب النواب، الذنب تتحمل الحكومة وحدها ثلاثة أرباعه وأكثر، والربع الرابع مقسم بين النواب والشعب، ولا عزاء للسيدات… فمَن غير الحكومة سمح بإنشاء بنك على أساس طائفي؟ ومن سوى الحكومة سمح لقيادي صاحب نسبة كبيرة مؤثرة في إحدى الشركات (قبل بيعها) بأن يبتعث أبناء طائفته فقط لدورات خارجية على حساب الشركة، ليقوم بترقيتهم بعد عودتهم مباشرة بحجة «اختصاصهم»، ثم بعد ذلك يبيع نسبته بعد أن ضمن السيطرة الطائفية في الشركة ويتجه لامتلاك صحيفة لا تهاجم ولا تنتقد سوى أبناء المذهب الآخر، مَن غير الحكومة سمح لهذا وامثاله بذلك؟ لو كانت للحكومة عصا غليظة ترتفع كلما ارتفعت الطائفية لتَسابقَ الطائفيون لتقبيل الأقدام زحفا على البطون المجردة والأكواع المبردة. متابعة قراءة يا مرحبا
زوّجوا الدقباسي
أحيانا، ومن دون تفكير، تجد نفسك تقف بعيدا عن شخص ما ويدك على سلاحك، تفصل بينكما مساحة من الشك والريبة، والهواجس الغريبة، بل وقد تجد نفسك تتخذ قرارا أقسى فتقاطع «بصله وثومه وقثاءه». ليش؟ الله وحده يعلم ليش. هكذا قررت أنت وهكذا فعلت. ثم و«في فجأة»، كما تقول تلك السيدة، تكتشف بأنك مخطئ، وأن «بصله وثومه وقثاءه» من أجود ما في السوق، وأنه يرفع الوردة في وجهك أو في وجوه الجميع لتكون مضادة لأسلحتكم، فتعض حينها شفتك السفلى خجلا وتضع يدك على جبهتك ندما! هذا هو موجز حالنا مع النائب علي سالم الدقباسي وفي النشرة تفاصيل أخرى متفرقة.
النائب الدقباسي، شاب يشمخ واقفا عندما يتساقط الآخرون، ولا يمكن أن يجف ريقه مهما طالت الصحارى وشح الماء، وهو رجل يفتل شنبه ويهتم بهندامه وربطة عنقه عندما يجثو الآخرون على ركبهم أمام أصحاب القرار… تابعته فأبهرني أداؤه وأجهرني عطاؤه. متابعة قراءة زوّجوا الدقباسي
«وضّاح»… الصعلوك الفاخر
نشمي مهنا، أو «وضّاح» كما يعرفه الناس، الشاعر الصعلوك الفاخر الوسيم، هو صعلوك يجيد الفنون كلها إلا فنّ مجالسة الشيوخ والأثرياء والمسؤولين بحثا عن مصلحة، هكذا هي تركيبته. وهو فنان يكره الشهرة والأضواء، ولولا ضغوط أصدقائه وإلحاحهم لما نشر حرفا واحدا مما يكتب. وهو من زمرة الشجعان الصامتين، بل هو على رأسهم وحصانه في مقدم خيلهم، وقد يجلس صامتا في مجلس مكتظ، لكنه إن تحدث فسيصفق عقلك له وقلبك. عشْقهُ السمر وهواه قصائد الغزل يلقيها بين أحبابه وندمائه فتتمايل الرؤوس وتنتشي النفوس، وأجمل قصائده تلك التي لم تُنشر، أو «غير الصالحة للنشر».
آه ما أجمل توصيفه لمعشوقته عندما يغوص في تفاصيل أنوثتها، ويحلق في خصرها، ويزحف على صدرها، ويستنشق بخورها في ليلة شتاء، ويغمض عينيه عن أي شيء آخر، وقد قيل قديما: «لم يخلق الرحمن أجمل منظرٍ، من عاشقين على فراشٍ واحدِ / متعانقين عليهما حلل الرضا، متوسدين بمعصمٍ وبساعدِ، فإذا تآلفت القلوب على الهوى، فالناس تضرب في حديدٍ باردِ…». متابعة قراءة «وضّاح»… الصعلوك الفاخر
من يشتريها بخرابها؟
طريقة سمو الرئيس في تشكيل حكومته لذيذة جدا، تأكل أصابعك وراها. نظام محاصصي معتق: القبائل الأربع مطير والعوازم والرشايدة والعجمان لكل منها ممثل في الحكومة، والحضر لهم ممثلوهم، والشيعة كذلك والنساء. أي أن الغنائم وزعت بالتساوي. وعلى كل من هؤلاء الوزراء تقديم «ضمانات الكفالة» لنفسه والتأمين الشامل عليها.
لكن ثمة ثغرة في الخطة لم يحسب الرئيس حسابها، فالوزراء الشيوخ لا درع لهم ولا ظهر، وليس أمامهم سوى الدفاع عن أنفسهم بالسلاح الأبيض ضد المدافع والمدرعات. والمشكلة الأكبر أن قيادة الجيش أو رئاسة الحكومة هي ذاتها غير محصنة، بل هي الثغرة الأكبر والأكثر وضوحا للخصوم. وفي كل النظريات العسكرية التي يعرفها الناس جميعا «متى ما سقط القائد سهل سقوط الجيش، ولذلك يجب تأمين مناطق القيادة بأقوى الأسلحة وأشدها فتكا»، ومنطقة قيادة الحكومة تتمركز في العراء الطلق مكشوفة الظهر والرقبة، يحرق الصيف جلدها بلهيبه ويفتك البرد في عظامها بلا مقاومة. والنواب أدركوا ذلك، وهنا لندن، وهناك الكارثة. متابعة قراءة من يشتريها بخرابها؟
تحذير من ماما أنيسة
عذرا لغياب «آمال» يوم الثلاثاء الماضي (4 نوفمبر 2008) بسبب «الصخونة»، وأيضا بسبب الزميل سعود العصفور الذي كان يجلس بجانبي أثناء كتابة المقالة ومسح العرق، والذي أوقفني بأمر جمهوري ظالم: «بو سلمان توقف عن كتابة المقالة وركّز على حلقة الليلة، كي لا تفقد المقالة والحلقة في آن واحد، فمقالتك كما أراها أمامي مفككة وغير مترابطة ويظهر فيها تأثير نزلة البرد بوضوح، وحلقة الليلة خطرة ومليئة وشائكة وتعتمد على أدائك الفردي»، صدر هذا الأمر الجمهوري في الساعة السابعة مساء يوم الاثنين الماضي. لذا فالعتب على زميل الدرب «بو عبد العزيز»، و«حاسب سعود لا تحاسبني أنا». متابعة قراءة تحذير من ماما أنيسة
عزبة عم حنفي
سبحان الخالق، الناس أجناس والفنادق أيضا، ولو تشابهت أسماؤها. فشيراتون القاهرة يختلف عن أي شيراتون آخر في أوروبا أو في أي بلد آخر، تماما كما تختلف ثقافة الجودة واحترام القوانين في مصر عن ثقافة الجودة واحترام القوانين في أوروبا. فقط هذا هو الفارق، ولا شيء آخر. في شيراتون القاهرة ستشعر بأنك في عزبة عم حنفي، عزبة بحق وحقيقي، والغيطان على يمينك ويسارك، وقد يقتحم ثور هائج غرفتك. كل ما حولك في شيراتون القاهرة يوحي بذلك.
ستعترضك الصعاب وأنت تحاول غلق باب غرفتك، حتى ولو كانت الغرفة مصنفة «غرفة رجال أعمال»، وستحصل على الحسنات بإذن الله إذا أغلقت الباب بمجهودك الفردي، والحسنة بعشر أمثالها. وأزرار جهاز التلفون ستتصل لوحدها وستفصل لوحدها، قضاء وقدر. وقد يمازحك جهاز الهاتف فتتصل بموظف خدمة الغرف ويرد عليك الصيدلي المناوب، والناس سواسية، ولا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى. وفي شيراتون القاهرة كلهم لآدم وآدم من تراب.
لم تجد حذاء الحمام في الغرفة؟ وما المشكلة، الأنبياء عليهم السلام كانوا حفاة، وبعضهم لم يكن يجد قوت يومه، وأنت تأكل وتشرب فاحمد المولى واشكره ولا تبطر. متابعة قراءة عزبة عم حنفي
هجّصوا مع دبدوب يا بيرم
أكثر من استخدم كلمات «هجص» و«هجايص» و«تهجيص»، ومعناها بلغتنا الدارجة «الهبل والخبال»، هما الأديبان الكبيران الراحلان بيرم التونسي ومحمد عفيفي رحمهما الله. وبيرم التونسي، أو «الكاتب الشاخر» كما أسماه زملاؤه، والذي غنت له أم كلثوم روائع خالدة لا يمكن أن تنتهي صلاحياتها، هو في الوقت نفسه كاتب مقالات لا يشق له ماء ولا هواء. وكان قد «زوّد عيار» النقد على وزارة الداخلية آنذاك فقررت طرده إلى تونس، مسقط رأس جده، وعند الحدود المصرية قال له الضابط المسؤول عن الترحيل وهو يدفعه بشدة ويركله برجله: «غور يا حمار يا ابن الكلب»، فالتفت له «الشاخر» وقال كلمته الشهيرة وهو ينفض ملابسه من الغبار بعد أن أسقطته الركلة: «يخرب بيوتكو، فيه حمار في الدنيا أبوه كلب؟ حتى الشتايم هجصتوها». متابعة قراءة هجّصوا مع دبدوب يا بيرم
أزمة البزمة
البلد مصاب بـ«فري في الرأس» ويحتاج إلى «أم مشعل» لتعمل له «صبخة». الطب الحديث لم يعد ينفع. و الحكومة مثل الطالب البليد، تقف على رجل واحدة رافعة يديها ووجهها إلى الحائط ولا تدري من هو «طقاقها» ولا من أين يأتي «الطق»، وفي كل يوم أزمة، وآخر أزمة هي «أزمة البزمة»، ومن جرف إلى دحديرة يا قلب لا تحزن.
والنائب الفاضل أحمد المليفي يتعامل مع سمو رئيس الحكومة بـ«شخصنة» لا نظير لها في الأسواق العربية والإسلامية، ويراقبه «مان تو مان»، و«قاعد له ع الوحدة»، ويعتقد بأنه ليست من مسؤولياته مراقبة أي وزير آخر، المهم هو الرئيس فقط، وفقط تعني فقط، وهي نظرية منسوخة وحقوقها محفوظة للاعب نادي الفحيحيل السابق «ربيع سعد»، وهو لاعب أسمراني رائع يتضاءل مارد الخاتم بجانبه ويتشعبط على زنده، ولو لحق بك ربيع سعد والكرة معك فستترك له الكرة والمحفظة وستهرب خارج الملعب، وستبكي، وستلعن الساعة التي تعلمت فيها لعب كرة القدم. لكن مشكلة ربيع سعد هي أنه مبرمج على مهاجم واحد فقط برمجة لا يمكن فكها أو تغييرها، أنت فقط شاور بيدك إلى المهاجم المنحوس، وبسم الله والله أكبر، عليّ النعمة سيلتهمه. متابعة قراءة أزمة البزمة