يا عمي، حكومتنا هذه مرعبة، وداخلة على طمع، فلينتبه كلّ لمحفظته التي في جيبه إذا ما مر من أمام الحكومة، أو فليلبس «حزام الحج»، أو فليمر من هناك، من الشارع البعيد خلف المدرسة الابتدائية، المهم أن ينتبه فالحكاية كلها لطش في لطش، وفوائضنا المالية سنذكر محاسنها قريبا، ثم سنشد الأحزمة على البطون بطلب من الحكومة.
وما حكاية حدس وتكرار تواجدها في عمليات اللطش؟ أو كم نسبتها من العمليات هذه؟ خصوصا وأنها – أي حدس – هي التي تتسلق المواسير وتكسر شباك غرفة النوم بينما تكتفي الحكومة بالمراقبة في أول الشارع. ولم أشفق على أحد كما أشفق على «الوزراء الغلابة»، مثل وزير الصحة علي البراك، الذين لا يُستشارون في اللطش ولا يعرفون كم هي الحصيلة ولا نسبة لهم في العملية هذه ولا غيرها؟
ولو أن الحكومة شيّدت مدارس ومستشفيات وجسوراً وجامعات ومدناً إسكانية ولطشت من كل عملية هبرة، لصرخنا كلنا «ألف هناء وشفاء»، لكنها أي الحكومة تحدثنا عن شراء لوحات بيكاسو غالية الثمن لنعلّقها على جدران الصالة بينما تشتكي ثلاجاتنا من الفراغ. واقرأوا ما كتبته مدرسات إحدى المدارس في رسالتهن لي، المنشورة (ادناه)، لتدركوا بأن الحكومة لا تكتفي بسرقتنا بل تحاول قتلنا والتنكيل بجثثنا بعد أن تنهي «عملياتها». معلمات يشتكين من عدم وجود طاولات لهن في الفصول، تخيلوا. والكثير غير ذلك. متابعة قراءة الأوباش وغطاء الحلة
التصنيف: محمد الوشيحي - آمال
سباق… على العظماء
«ضاقت فلما استحكمت حلقاتها، فرجت وكنت أظنها لا تفرج»، واستقالت الحكومة، وسنردد من جديد خلف فيروز «يا دارة دوري بينا، ضلك دوري بينا»، وسينتقل باقر من وزارة التجارة إلى المواصلات، وعبد الرحمن الغنيم سيقفز من المواصلات إلى المالية، وفاضل صفر من البلدية إلى الأوقاف، وانت رايح. لا حلول أخرى أمام سمو الرئيس، فتعداد الشعب الكويتي، كما يظن سموّه، ستة وأربعون مواطنا لا غير، وهو استنزف الكمية بأكملها، وبانتظار أن يكتمل نمو المواليد ليتسلموا الوزارات خلفا لآبائهم. من أين يأتي بالوزراء يعني؟ يزرعهم؟ متابعة قراءة سباق… على العظماء
نخبة نخبة نخبة النخبة
السياسة المحلية الآن بين الشوطين، فريق البرلمان يلعب بالناشئين المطعم ببعض الخبرات ومع ذلك هو يدبغ فريق الحكومة دبغا مبينا، والبرلمان سيهبط مستواه إذا استمر في اللعب مع الحكومة هذه، ويحتاج إلى معسكر خارجي يلعب فيه مع فرق قوية الهجوم والدفاع، ليكتشف مناطق ضعفه وقوته… وإلى أن يطلق الحكم صافرة بداية الشوط الثاني سـ«نقزّرها» في مقالات تنظيرية…
أيام دراستي في الثانوية، إن لم تخني ذاكرتي الخوّانة، اكتشفت أنني الأفضل حسبا ونسبا ودينا ومذهبا على طول امتداد الكرة الأرضية. يا ما أنت كريم يا رب. فأنا ولدتُ من دون أي مجهود مني، هكذا، تزوج والدي رحمة الله عليه من والدتي فأنجباني، سبحان الله. ومن هنا بدأت أمجادي تنهمر فوق رأسي المبارك. فأنا أعتنق أفضل الأديان على وجه البسيطة، الإسلام. وأنا أتبع أفضل المذاهب، المذهب السني. وأنا عربي، أو عربي أنا، كما قال العلامة يوري مرقدي في فيديو كليبه الجميل. وأنا من قحطان، وما أدراك ما قحطان، ويحك وويح أمًك التي جابتك، قحطان هم أصل العرب وخيارهم، ومنبعهم اليمن. وأنا من قبيلة «يام»، أو بالأحرى قبائل يام، وقد كتبت في يام وعن يام قصيدة طويلة قوامها نحو أربعين بيتا حربيا حماسيا، أثناء تواجدنا في الخندق على حدود العراق، بعد تهديد صدام الأخير للكويت، وكنت أقول لعساكر السرية التي أقودها: «الحرب تجمع الحطب الآن، ولا ينقصها سوى الكبريت، وكل منكم يفاخر بأجداده، والحروب مهمتها إظهار حقيقة تاريخ الأجداد، فليكتب كل تاريخ أجداده بيده اليمنى»، وتراجع صدام فكفانا الله شر الحرب. المهم أنني من يام أتفرع إلى «وعيل» وهي الأكثر كرما، ومنها أتفرع إلى «آل العرجاء»، نسبة إلى جدتنا ذات الاحتياجات الخاصة رحمها الله، وآل العرجاء هم خيرة أبناء القبائل، لا إله إلا الله، وهم «لابة (ن) من جن تمشي على هيئة بشر»، كما يقول الشاعر ضيدان بن قضعان. ومنها أتفرع إلى أفخاذ صغيرة تقودني إلى حمولة أو عائلة «آل وشيح»، وما أدراك من هم آل وشيح وما تاريخهم، هم أعظم الأعظم، على طول القبيلة وعرضها، وأنا ابن كبيرها… إذا أنا في الدين أفضل الأفضل، وفي النسب من نخبة نخبة نخبة النخبة، لا ينافسني سوى أخي سعود حفظه الله… كل هذا من دون تدخل مني، وإنما استلمت الأمور جاهزة، أقصد أمجادي. متابعة قراءة نخبة نخبة نخبة النخبة
تحشيش
الله يمسيه بالخير ذلك الشايب، كان يمتلك الكثير من فراسة البدوي، وكان يدقق النظر في وجه بوش ويقول: «عيون النصراني هذا عيون الشجاع»، ويدقق مرة أخرى وبجدية لا حدود لها في عيني بوش ثم يردد: «أشهد بالله أن عينيه عينا شجاع»! إلى أن جاءت ليلة ظهر فيها بوش في نشرة الأخبار يلوح بيده ويقبل زوجته، فصرخ الشايب مستنكرا: «الخبيث ديوث»؟
عبثا حاونا أن نشرح له بأن عاداتهم في أميركا لا تمنع مثل هذا التصرف بين الأزواج، بل بين العشيقين، وأمام الناس، لكنه أصر على أن بوش لديه بيت يستطيع أن يقبل فيه زوجته ويفعل معها ما يريد، أما أن يقبلها أمام الناس فهذه «دياثة» لا مراء فيها. وماذا عن شجاعته طال عمرك وهو الديوث؟ سألته فأجاب: «ما على هذي من هذيك»، أي لا دخل لهذه بتلك، هو شجاع وديوث في وقت واحد، الخبيث. متابعة قراءة تحشيش
الإيرانيون لا يتزلجون
يبدو أن الكويت دولة سياحية ونحن لا نعلم. وهي وردة ذابلة في عيوننا، أما في عيون الإيرانيين فهي بساتين وحدائق غنّاء تجري من تحتها الأنهار. الإيرانيون وحدهم مَن اكتشف جمال الكويت الأخاذ، فملأوا الطائرات القادمة إلى هنا، وانهمروا كانهمار قطرات المطر الغاضب، والمطر لا يغضب إلا في فترات محدودة، بينما المطر الإيراني المنهمر علينا غاضب على مدار السنة. أبشروا بالربيع الزين.
المحزن في الموضوع، أن السوّاح الإيرانيين لم يأتوا بعوائلهم وأطفالهم واكتفوا بالشباب فقط، وهذه أنانية لا أدري كيف سكتت عنها نساء إيران. المحزن ايضا أن هؤلاء الشباب الإيرانيين القادمين للسياحة في الكويت لم يشاهدهم أحد بجانب الأبراج ولا في المدينة الترفيهية ولا في صالة التزلج ولا في أي مكان سياحي آخر، يبدو أنهم لا يجيدون التزلج. وكما علمت، هم لم يتاجروا بـ«الآش» ولا بالسجاد الإيراني ولم يتابعوا مباراة نادي الشباب ونادي الساحل، هم فقط ينهمرون فيتحول مطار الكويت إلى «بايب» مكسور يتدفقون منه ثم يختفون فجأة وكأن الأرض ابتلعتهم، ولهذا أعتقد بأنهم في مسيس الحاجة للمساعدة والانقاذ. متابعة قراءة الإيرانيون لا يتزلجون
يوسف الإبراهيم مليح عيدكم مبارك…
الأخوة المسؤولون في وزارة الإعلام، قطاع الإذاعة، خصصوا فقط خمس دقائق بالتمام والرفاه والبنين – في نشرة أخبار الساعة الواحدة قبل أيام – لشرح تفاصيل سفر المستشار في الديوان الأميري الدكتور يوسف الابراهيم إلى مملكة البحرين محملا برسالة صاحب السمو أمير البلاد إلى شقيقه العاهل البحريني.
الأخوة هؤلاء تفانوا وبذلوا جهودا جبارة فذكروا لنا أن المستشار يوسف الابراهيم سافر الساعة كذا وودعه فلان وفلان وبجانبهما فلان وفلان، وخلفهما يقف ثلة من المسؤولين والجموع الغفيرة، كلهم تكبدوا عناء المجيء للمطار لتوديع المستشار، وكلهم جاءت أسماؤهم في النشرة، والحمد لله. ومحتمل أن يكون اسم أحدهم سقط سهوا في خطأ غير مقصود، فسبحان الذي لا يسهو ولا ينسى. متابعة قراءة يوسف الإبراهيم مليح عيدكم مبارك…
علينا الطلاق
فتح الله عليّ فـ«لفّيت» الكرة الأرضية، من الدمام إلى أم القيوين، وشاهدت الكثير من عجائب الدنيا، الأهرامات وسنترال الفحيحيل، وقيّض الله لي فتمتعت بنقاهة في بعض سجون العالم، أوكرانيا وانجلترا ومصر، ونمت وبقربي مجموعة من الأخوة المجرمين، وقرأت عن «الأديب الياباني» الذي عاش في قاع المجتمع المصري زهاء خمس عشرة سنة ليكتب عن «المجتمع التحتي»، عاشر خلالها اللصوص وتجار المخدرات وبائعات الفل والياسمين، في الباطنية وحي السيدة وبولاق، فأغرتني فكرته، وقررت الاقتداء به. متابعة قراءة علينا الطلاق
على الرصيف
الوزراء هذه الأيام ينامون على الرصيف في شارع الصحافة، يقبلون أكتاف الصحافيين وأيديهم لنشر تصريحاتهم «الإصلاحية»، وهم يصرحون لكل عابر، والقلم والورق على حسابهم، وقد يصرّحون ثم يكتشفون بأن الواقف أمامهم عامل كهربائي يشتغل في أحد كراجات الشويخ الصناعية المجاورة لشارع الصحافة ساقه سوء الحظ للمرور أمام خيام الوزراء المنتشرة في شارع الصحافة.
الوزراء أولئك يعلمون بأن الحكومة لن تعود كما كانت، وأن الانسحاب الحكومي من جلسة البرلمان الأخيرة سيجبرها على دفع الثمن، والثمن هو رؤوس بعض الوزراء الصغار، رغم أنهم «ليسوا في العير ولا في النفير»، أهل العير أربعة وزراء أو خمسة على الأكثر، سمو الرئيس ونوابه وأحمد باقر ومستشاره الدكتور إسماعيل الشطي، ولا أدري ما هو ذنب الوزير الذي «يحترم» نفسه كثيرا ولا يتحدث عن أي شيء في أي شيء، حتى لو كان الحديث عن وزارته سيستمع وينصت بأدب، ولا أدري ما الذي جناه على نفسه ذلك الوزير الذي يتواجد في وزارة التجارة أكثر مما يتواجد في وزارته، ليستخرج الرخص التجارية بأنشطة لها علاقة في مجال عمله، وهو لم يكن يمتلك الوقت للتباحث مع زملائه في مجلس الوزراء، ولم يشارك في خطة الانسحاب، لكنه وكما سرت الشائعات سيغادر الحكومة على أول طائرة، والشائعات هي المصدر الوحيد الموثوق هذه الأيام، فالحكومة تخاف من التصريحات، إنما المؤكد هو بقاء أحمد باقر في الحكومة، خوفا على حياته. متابعة قراءة على الرصيف
إني لمِن قومٍ… أراذل
المستشرقون الباحثون في التاريخ شدوا شعورهم وأصيبوا بنزلة هبل وهم يقرأون الأدب العربي عندما فوجئوا بكميات هائلة من المفاخرة والفشخرة بالتاريخ والأمجاد والأنساب. وعلى ايش؟ على الفاشوش والخرطي وشركائهما… خذها من عصر ما قبل الإسلام إلى اليوم الساعة سبع وثلث، أي عصر أميركا، وستكتشف أن العرب هم أرذل الأعراق وبجدارة، والأكثر تفاخرا بالتاريخ الفضيحة، لا ينافسهم في تدني درجة العرق وكثر المفاخرة سوى الأفارقة السود، والفرق ما بيننا وبين الأفارقة الأفاضل في هذا العصر هو النفط وما ترتب عليه من أموال ترفع الوضيع وتهين العزيز، وما سوى ذلك نحن والأفارقة في تطابق، الخالق الناطق! وهي معادلة ثابتة: كل من يفاخر بأصله يعاني من آلام في معدة التاريخ. عد للتاريخ واكتشف مجدك المزور يا عزيزي العربي. متابعة قراءة إني لمِن قومٍ… أراذل
مانشيت المليفي والقلاف
الحديث عن الحكومة المتكرر وضعفها الأبدي، أصبح لتكراره مثل «الطق في الميت»، ونحن لا نعاني من نقص في الذنوب، ولسنا بحاجة إلى «حرام» إضافي… تمام، إذاً صلوا على خير البشر، وتعالوا لنتحدث عن الحلقتين اللتين استضفت فيهما الفاضلين المليفي وسيد القلاف في برنامج «مانشيت»…
بدءا، الفرق ما بين المليفي والقلاف، برأيي كمُحاور، هو في الاستعداد للحلقتين، فالنائب المليفي شاطر جدا حتى أثناء ارتكابه للجناية، فهو يرتدي القفازات ويمسح الآثار من خلفه، ويتنقل بأربع سيارات، يركن إحداها في مواقف تحت الأرض، وهو يستخدم سبعة أسماء مستعارة في التنقل وتسعة جوازات سفر، ولذلك تتطلب محاورته في الميدان التأكد من صلاحية حد السيف الذي تحمله، ومتانة الدرع التي ترتديها، وقدرة الحصان الذي تمتطيه على المناورة في أقل من جزء من الثانية، فأمامك مناور عجنته الحروب والمعارك، ومقاتل يعرف «من أين تؤتى الغنائم»… أما النائب السيد حسين القلاف مع التقدير لشخصه فلا تحتاج لمحاورته أكثر من سكين مطبخ وقليل من البهارات والملح، وبالهناء والشفاء. ولا تنسَ أن المعدة هي بيت الداء، فلا تأكل أكثر من حاجتك، وقد أعذر من أنذر. متابعة قراءة مانشيت المليفي والقلاف