محمد الوشيحي

عاشوا اثنين

أكثر ما يرفع الضغط ويسبب كدمات في الرئة أنْ تدخل مكتبة وتفاجأ بأن أغلب الكتب مغلفة بالبلاستيك الذي يحجب قراءتها! ليش يا قوم؟ حتى لا تنقلب المكتبة إلى حصة قراءة / طيب وكيف أعرف مستوى الكتاب كي أشتريه؟ خمّن، وتوكل على الباري! وأكثر دولة تعتمد هذا النهج هي مصر، شوف انقلاب الدنيا، مصر منبع الثقافة العربية انقلبت أحوالها لتبيعك مكتباتها سمكا في ماء.

ولذلك اندهش الربع والباعة عندما كنا في إحدى مكتبات مصر ورحت أشتري بعض الكتب وأفتحها وأترك النسخة المفتوحة على الرف ليقرأها الناس بعد دفع ثمنها، ولم يكلفني ذلك أكثر من عشرين دينارا أي ما يعادل أربعمئة جنيه.

وسمو رئيس الحكومة يطالب الناس بمنحه الفرصة ليعمل في هدوء، واستعان أخيرا بالشيخ أحمد العبدالله، والأخير هو الوكيل الحصري للهدوء، وهو مستعد أن يدخل إلى مكتبه ويغلق الباب وهووووس.والعبدالله لم يكن مغلفا بالبلاستيك، بل يحفظه الناس عن ظهر قلب، أي والله. وكنت في سباق ضروس معه قبل استجوابه، وكان التنافس بيننا على أشده، فكلما انتقلت من منزل أسكنه بالإيجار إلى آخر انتقل هو من وزارة إلى وزارة، انتقلت من قطعة واحد إلى قطعة أربعة فانتقل من المالية إلى التخطيط، ومن قطعة أربعة انتقلت إلى قطعة اثنين فانتقل هو من التخطيط إلى المواصلات، واستمر التنافس، وشيل أبوك عن أخوك. وللأمانة، فاز هو – في غفوة من الزمن – بنتيجة ست وزارات مقابل خمسة بيوت بسبب استهتاري. وها هو الآن يرمي قفاز التحدي في وجهي معلنا استعدادَه لمباراة الإياب، يا معين.

الشيخ أحمد تولى وزارة النفط، يا سبعمية مليون مرحبا، وبإذن الله سنستورد النفط عما قريب، ارفعوا أيديكم بالدعاء لتنخفض أسعار النفط قبل أن نعود إلى عصر ركوب الجمال والهولو واليامال. والمشكلة أنني معلق في المنتصف، إذ لا أميز بين الناقة والبعير، ولا بين الشراع والميداف، وسينقطع رزقي، وليس أمامي لأسد رمقي ورمق بزراني سوى أن أتحول إلى قاطع طريق، على بركة الله.

الأمر الوحيد المطمئن هو أن أمام الشيخ أحمد العبدالله أعضاء بمستوى الموسوعة ناصر الدويلة حفظه الله، لكن الدويلة لديه ما يشغله الآن، فقد ظهر قبل أيام على شاشة إحدى القنوات العربية ليخبر الجميع بأن «وساطته لإنهاء الخلاف بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو باءت الفشل مع الأسف»، أي والله هذه حقيقة وليست مزاحا، لكنه طمأن الشعوب العربية بأن وساطاته في قضية دارفور لم تنته بعد. وأشعر بغضب الأخ معمر القذافي لظهور منافس بحجم ناصر الدويلة. راح ملح القذافي.

والمصريون يقولون: «الله جاب الله خد الله عليه العوض»، وكنت في السابق راسلت الزملاء الكتاب، محذرا من التعرض لتصريحات النائب السابق «الدكتور» دعيج الشمري إلا بإذن خطي مني، وسقط الشمري في الانتخابات وسقطت معه ابتسامتنا، لكن الرازق في السماء، وعوضني الله بناصر الدويلة، وهذا تنبيه للزملاء الكتاب بوجوب الحصول على موافقة خطية مني قبل انتقاد تصريحات الموسوعة، وقد أعذر من أنذر… ومن الشيخ أحمد العبدالله إلى ناصر الدويلة يا قلبي لا تحزن.

محمد الوشيحي

الشفط الشرعي

عندما كان الوزير أحمد باقر نائبا، كان يرتدي القميص رقم أربعة ويلعب في مركز الظهير القشاش ويقاتل ضد أي هجمة يشنها المطالبون بإسقاط فوائد القروض. كان يشتت الكرة، ويسقط على أرض الملعب، ويتمارض لإضاعة الوقت، وكنا نبكي كلما شاهدنا دموعه المتناثرة خوفا على المال العام. وفي آخر المتمة أطلق علينا فضيلته فتوى لا تصد ولا ترد بحرمة إسقاط القروض، فارتاع الناس. وكنا نصرخ بطول حبالنا الصوتية: «دعوا الدين جانبا وناقشونا اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا»، فيرد فريقه: «تبا للعلمانيين، إذا حكى الشرع الكل يأكل…».

واليوم، ويا سبحان الخالق، يسعى التجمع السلفي زات نفسو إلى اسقاط فوائد القروض، ويصمت الظهير القشاش عن الكلام المباح، ويمتنع عن استفتاء المشايخ بشأن شرعية الأمر رغم فداحته، بل أكثر من ذلك، وكما علمنا، (وهنا هات أذنك وأنا أخوك) سيتولى هو بنفسه اقناع الحكومة بالموافقة على اسقاط فوائد قروض المواطنين لتحييد نواب المناطق الخارجية في مقابل دعم شركات الاستثمار، ولهذا تشاهدون الآن بعض نواب الخارج يتسابقون على التصريحات: «لا تنسوا قروض المواطنين»، قال يعني شاغلتهم المسألة.

الصوت ارتفع هذه الأيام بشأن حكاية «تسليك عدد من النواب» من أجل تمرير مشروع دعم الشركات الاستثمارية، والمبلغ المطروح الآن هو سبعة مليارات دينار، وهو مجرد «فتح الباب»، والرقم الحقيقي الذي يسعى إليه البعض يصل إلى الضعف تماما، أربعة عشر مليار دينار، وقد لا يتوقف قبل بلوغ الثلاثين مليار دينار! ويا للهول، على رأي يوسف وهبي، بينما لا تتجاوز فوائد قروض المواطنين مليارا وأربعة ملايين دينار. ولاحظ الفرق واشرب الشاي وتذكر مناف، وتذكر أن السلف أتقياء لا يأخذون شيئا إلا باليد اليمنى وفي اتجاه القبلة، وبسم الله والله أكبر.

وفي جلسة الشاي، حاول أن تطالع كشوفات الشركات الاستثمارية وأسماء ملاكها وحجم خسائرها لتعرف سبب حماسة فضيلة النائب المتدين خالد السلطان لاسقاط فوائد قروض المواطنين… افتح عينك يا صاحبي على أقصى اتساعها وراقب السلف هذه الأيام، وستهوى امرأة يا ولدي عيناها سبحان المعبود، فمها مرسوم كالعنقود، ضحكتها أنغام وورود… يا ولدي.

* * *

رائحة عطبة تعمي العيون هذه الأيام، تذكرنا بأيام حل المجلس بطريقة غير دستورية، وتذكرنا بديوانيات الاثنين التي تنشر جريدة «الجريدة» مسلسلا توثيقيا لأحداثها، وهو عمل جبار يستحق عليه الزملاء الشكر… ويبدو أن الصورة ذاتها ستتكرر كما تعتقد قارئة الفنجان السياسي، وسندخل النفق مرة أخرى، والمهم هنا أن نراقب مواقف الوزراء بعد الحل، مَن منهم سيستقيل ويقف إلى جانب الشعب ومن منهم سيبيعنا حرصا على مصالحه الشخصية. راقبوا وأمعنوا… لا قدر الله.

محمد الوشيحي

كلنا حدس

الحكومة لا تستطيع المشي مثل الناس، بل لا تستطيع أن تخطو خطوة واحدة دع عنك المشي. لماذا؟ لأن في رقبتها خيشة من المشاكل، وعلى كتفيها صندوق ثقيل من العُقد، وفي رجليها قيد حديدي من الخوف والارتباك، لا أراكم الله مكروها في عزيز! كلمة «بخ» واحدة يقولها أي من المارة كفيلة بتدخل المطافئ والإسعاف ونادي الساحل لإنقاذ الحكومة المغمى عليها.

حدس لم ترتكب جناية ولا جنحة عندما قررت استجواب سمو الرئيس. الجناية هي عدم احترام الدستور الذي يجيز استجوابه، رغم القسم على احترامه. هذه هي أم الجنايات. ولا أفهم كيف يخالف نواب السلف وهم المتدينون الزهاد القسم الذي أقسموه ويرفضون استجواب الرئيس، وهو قسم لو يعلمون عظيم، جزاهم الله خيرا.

والسلف تجمع سياسي على كفالة أحمد باقر وولي عهده خالد السلطان، يقودانه كما يقود شيوخ القبائل في إفريقيا قبائلهم، «لا رأي إلا رأينا، لا صوت فوق صوتنا»، بينما حدس تيار منظم له قوانين ولوائح. يرفض مبارك الدويلة الاستجواب ويرفض معه الدكتور محمد البصيري، ويرفض آخرون؟ على العين والرأس، اشربوا الشاي وانتظروا التصويت. وهنا الفرق.

«استجواب حدس ليس من أجل المصلحة الوطنية بل بسبب الداو، ولأجل تحسين سمعتها»، طيب، هذا يعني أنه استجواب سياسي قح، لا طائفية فيه. فما الذي يمنع الرئيس من صعود المنصة؟ وإذا كان النائب صالح عاشور، وهو أحد أكثر عشاق الوطن والوحدة الوطنية، يظن أن هناك اتفاقا سريا بين حدس والحكومة لحل البرلمان وتمرير الصفقات، فهذا يعني أن الحكومة ورئيسها وحدس خونة لا يؤتمنون، كما نفهم من كلامه، وبما أن عاشور لا سلطة له على حدس فليمارس سلطاته على «الخائن» الآخر، وهو الحكومة، وليعلن الآن احترامه للدستور، وسواء أعلن هو ذلك أم لم يعلنه فلن يجف ضرع عنزة تائهة.

طيب يا عاشور، حدس والحكومة لصوص وخونة كما تظن، فماذا عن النائب أحمد المليفي الذي يجلس واضعا رجلا على رجل وروزنامة العجيري في يده، ومع إشراقة كل شمس يقطع ورقة ويعد الأيام: عشرة تسعة ثمانية…؟ وماذا عن التكتل الشعبي الذي يكمن خلف الجبل يسن سيوفه ويسرج خيله استعدادا للحرب الكبرى التي سيعلنها إذا أقرت الحكومة ضخ المليارات لأصحاب الشركات؟ وماذا عن النائب فيصل المسلم وقضية «إعلام الرئيس»؟ المشكلة واحدة في كل الحالات يا عاشور: الرئيس لا يريد أن يحترم المادة (100) من الدستور، وأنتم تشجعونه على ذلك.

وقالها دميثير، ودميثير صادق، وما أوضح هذا الرجل وأجمله: «بطّوا الدمل يا حكومة». وما لم «تبط الحكومة الدمل» فستنهار الدولة أكثر من انهيارها هذا من أجل أن يستمر الرئيس في منصبه وديوانه! واليوم… كلنا حدس.

❊ ❊ ❊

قضية دخول الفلسطيني الخبيث جبريل الرجوب تختلف كليا عن قضية دخول باقر الفالي، فالفالي يمثل نفسه، وكان ممنوعا من دخول البلد من الأساس وحصل على استثناء للدخول، أي أن القانون تم كسره، بينما الرجوب يمثل اللجنة الأولمبية الفلسطينية، وهو غير ممنوع من دخول البلد، أي أن القانون لم يُكسر، وهو سيأتي للكويت لأن مقر المجلس الأولمبي الآسيوي فيها… هذه هي النقط والحروف، وحط النقط فوق الحروف خلنا نشوف خلنا نشوف، رحم الله طلال مداح.

محمد الوشيحي

باشلّ حبك معي

جئت إلى الدنيا أجري بأقصى سرعة، عين على ساعة يدي وأخرى على الطريق خوفا من العركبة، وياما تعركبت. أجري وتتساقط مني الأشياء ولا أمتلك الوقت للتوقف والتقاطها، باستثناء العاطفة وأمور أخرى. والعاطفة إنْ سقطت فسأتوقف وسأنحني لألتقطها وسأمسح الغبار عنها بـ«طرف كمّي».

وبعد انتقالي من بيتي الذي فيه تربيت وحبوت على ركبتيّ وكفيّ، جريدة «الراي»، وجئت إلى بنت الذوات الأنيقة الشقية، جريدة «الجريدة»، أقول بعد إعلان الانتقال نصحني من نصحني بتغيير اسم الزاوية من «آمال» إلى اسم آخر، على اعتبار أن «آمال» أخذت حقها وزيادة، وجاز لك أيها الوشيحي أن تستمتع وتجدد حياتك، مثنى وثلاث ورباع.

وفكر الأحباب والأصحاب في أسماء وأسماء، واقترحوا وأرسلوا لي بوفيه مقترحاتهم لأختار، فخلوتُ مع نفسي برهة ثم رفعت صوتي مرددا أغنية الفنان الجميل أبو بكر سالم بلفقيه: «باشل حبك معي بلقيه زادي…»، ولمن لا يتحدث الحضرمية، كلمة «باشل» تعني سأحمل، و«بلقيه» أي سأجعله، وأنا سأحمل «آمال» معي وسأجلسها على حجري… في «مقْيَلي والسمَر».

و«آمال» جريدة «الراي»، هي ذاتها «آمال» جريدة «الجريدة»، بشحمها ولحمها. وجريدة «الراي» مثل المعلمة المصرية في شوارع وسط البلد، جمالها واضح من على بعد فرسخ وفيها من الدهاء ما فيها، وستشاهدها على ناصية الشارع بجانب بياع الفول ويداها على وسطها، وسيلفت نظرك قوامها الممشوق وجبروتها، ويا ويلك ويا سواد ليلك لو اعترضتَ طريقها، وهي ستدعوك إلى الغداء وستطبخ لك بيديها وجبة دسمة باللحم والخضار، وستأكل أنت إلى أن تفقد الذاكرة… بينما جريدة «الجريدة» كما الصبية الأنيقة الذكية التي تلقت تعليمها في مدرسة فرنسية، وتحفظ الأغاني الأجنبية كلها وتداوم على قراءة الروايات، وهي ستسبب لك غصة في الحلق لو مرت من أمامك تتقافز كالغزالة والـ«آي بود» على أذنيها، وستبلع ريقك مرارا ومدرارا لو تبسمَت، وستتحرك تفاحة آدم في بلعومك المبارك من دون كنترول، طالعة نازلة، وقد تتوقف التفاحة في قفاك أو بجانب أذنك، حسب التوافيق، وستفقد ملامح النوم لو شممت عطرها، وآه يا عطرها، وستدعوك الشقية إلى تناول «وايت موكا» في ستار بوكس مع أصدقائها وصديقاتها، وسيجلس بجانبك «شحط» من فصيلة الدببة لا يرتدي حزام البنطلون، يتبادل معها الضحك والحديث باللغة الفرنسية، وأنت مثل الأطرش في الزفة، وسيغلي الدم في عروقك، وستطلب أنت من «الشحط» رقم موبايله، وسترسل له «مسج»: «اهب يا النذل، متى وصلت من سيبيريا؟»، وستغادران المقهى أنت والشقية على سيارتك، وفي الطريق ستطلب منك التوقف أمام محل «باتشي» للضرورة القصوى، فالكاكاو من أساسيات الحياة، بيليف مي! وفي «باتشي» ستسألها الصبايا عن اسم عطرها وعن ملابسها وتسريحتها، فتخبرهن بترف تلقائي، فيقلدنها ويعجزن، وع الأصل دوّر.

والصحف كما النساء، مذاقات مختلفة يا صاحبي، وستستمتع أنت بالمذاقات كلها طالما صحتك عال والتيس يمشي على زندك، ومتى ما وقع التيس يفتح الله، فستنهال عليك الركلات والشتائم من كل فج عميق، والركل قسمة ونصيب.

* * *

قبل ترشيح العم عبدالعزيز العدساني، كنا على وشك ذكر محاسن الأموال العامة وقراءة الفاتحة على الأمل في مستقبل هذا البلد، فجاء ترشيحه لينثر الابتسامات في فضاءاتنا كما قصاصات الورق الملونة في احتفالات رأس السنة، فنهضنا كلنا نرقص ونغني.

لكن فرحتنا بالعدساني لم تتم بعدما أبلغنا البعض أن الداخلية تكثف دورات مكافحة الشغب لعساكرها! وقوات مكافحة الشغب لا تستخدم لتنظيم مهرجان هلا فبراير عادة… ويا أيها الدستور العظيم علامَ ينوي هؤلاء؟

محمد الوشيحي

جاسم… والموقف الحاسم

بصراحة، ما تقوم به بعض الشركات هذه الأيام من أجل إجبار الحكومة على تعويض خسائرها بالمليارات هو نوع من النذالة، أو هو النذالة بكل أنواعها… هناك شبه اتفاق بين بعض الشركات الكبرى على فصل الموظفين الكويتيين وطردهم من مقار أعمالهم ليصرخ التجار بعد ذلك: «عطونا المليارات مو عشان خاطرنا، لا، عشان يرجعون هالمساكين المشردين لوظائفهم». والغريب أن الطرد جاء من نصيب الكويتيين فقط ولم يصل إلى الوافدين، في غالب الأحيان. شوف: النذالة عندما ترشّها بالقذارة ستحصل على خسّة أبا عن قح.
بعض أصحاب المليارات خسروا مئات الملايين وبقي عندهم مثلها وأكثر، وهم في سبيل تعويض ملايينهم المفقودة سيقطعون أرزاق الأسر البسيطة، فهل نجازي النذالة بإحسان؟ ثم ان غالبية هؤلاء «التجار المشافيح» لم يتبرعوا ببنت شفه وقت الرخاء، وإن تبرعوا فبمبالغ لا تذكر مقارنة بما حلبوه وهبشوه من الدولة. متابعة قراءة جاسم… والموقف الحاسم

محمد الوشيحي

الكويت تتجه حرقا

كلما جلسنا على الرصيف نسترد انفاسنا الغائبة ونمسح عرقنا بعد رحلة غباء طويلة، صرخ في وجوهنا البعض: «ليس الآن»، وعلى رأس هؤلاء الصارخين سعادة الوكيل محمد باقر المهري.
بوصلة سعادة الوكيل لا تحوي سوى اتجاه واحد، الشرق، ولا شيء سوى الشرق. والشرق حرْق. وإن بدأ يظهر «اتجاه الشمال» في بوصلته في الآونة الأخيرة، لكنه شمال يتيم يعيش مع أمه الشرقية. وسعادة الوكيل سيربطنا من أعناقنا وسيستخدم كل حروف وأدوات الجر ليجرنا بها باتجاه مؤشر بوصلته. حيث السادة هناك، ونحن العبيد، ويجب أن نتشرف بأن نكون عبيدهم. وهو الوكيل في الكويت، ونحن الطلبة، وسيصحبنا الوكيل للناظر ليضربنا أمامه.
ويوم السبت، أمس، قرأت في إحدى الصحف تصريحا لسعادة الوكيل هاجم فيه «المتزمتين» وطالب بعودة الفالي، والفالي هو الذي أثبت أن في الكويت براكين قابلة للانفجار، بعكس ما يدّعيه علماء الجيولوجيا، وهو داعية إيراني طيب سريرة، خطبته تقود إلى الصرقعة والطرقعة مباشرة، وإلى الاقتتال الطائفي على مراحل، بالتقسيط المريح، ومن دون كفيل، فقط أحضر بطاقتك المدنية وتعال لتقتل أخاك، شعاره كما أراه «ما أجمل التقتيل في الشوارع، والكبدة والكوارع». متابعة قراءة الكويت تتجه حرقا

محمد الوشيحي

دقوا المهابيش

ضحكت إلى أن بكيت بعدما قام رئيس حكومة حماس «هنيّة» بنثر الورود وبطاقات التهنئة في الاجواء احتفالا بالنصر وهزيمة الأوباش اليهود! يا رب الأرباب، لعل فرحة الانتصار لا تُنسي هنية دفن الضحايا الفلسطينيين المساكين وعلاج من كتب الله له منهم عمرا جديدا تعيسا بعاهة مستديمة، ولعل احتفالات حزبه التي جابت شوارع غزة مخترقة الأنقاض لا تشغله عن تأمين ولو بعض الأكواخ لتستر من هدمت منازلهم، وما أكثرهم، ولعلها لا تصرفه عن التفكير في وقاية فلسطينيي غزة ضد الأوبئة التي احتلت غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي منها، في عملية أشبه بتسليم عهدة، سلّم واستلم. وإنا لله وإنا إليه راجعون. قال لك «نهنئ الأمتين العربية والإسلامية بالانتصار ودحر الظالم»، دحر مَن يا سيدي في تالي هالليل؟
اليهود الذين أسكرتهم قوة آلتهم العسكرية وما فعلته في غزة، أعلنوا بأنهم حققوا أهدافهم كلها، بل وأكثر منها، وصاحبنا هنيّة يقول نحن المنتصرون في الحرب، والحرب كما نعرف، فيها المهزوم والمنتصر، فإذا كان هنية منتصرا واليهود منتصرين، فمن هو المهزوم في هذه الحرب سوى هؤلاء الضحايا البسطاء؟ هل نضحك ام نبكي يا هنية؟ متابعة قراءة دقوا المهابيش

محمد الوشيحي

البحث عن الفكة

«البعض معه فكة، والبعض ليس معه فكة… وهكذا الحياة». هذا ما قاله ابراهيم منصور. وكلامه حكمة ليس كمثلها حكمة، وهدف في الزاوية التسعين ألهبَ أكفنا تصفيقا وإعجابا. الله عليه، فعلا، حياتنا تقوم وتجلس على هذا المثل؛ البعض معه فكة والبعض ليس معه فكة، وهكذا الحياة! وعلى وقت المقبور صدام حسين كان ثلثا الشعب العراقي ينتمون إلى حزب البعث، والآن يقال بأنهم نحو الف عضو فقط، فحزب البعث العراقي الآن ليس معه فكة، بينما حزب البعث السوري لا يزال هو الحاكم وهو ملك الفكة، لذا تتوافد عليه القوافل المؤيدة، وبمجرد سقوطه ستختفي الفكة وسينفض الناس من حوله مصداقا لحكمة صاحبنا. متابعة قراءة البحث عن الفكة

محمد الوشيحي

«بو عزوز»… حللها

مشكلته أنه لا يحب الجلوس في المقاهي ومشاهدة الناس كما يفعل أبوه، الذي هو أنا، ولذلك أجلسته على فخذي ورحنا، أنا وهو، نتابع قمة الدوحة على التلفزيون، ورحت أشرح له الأحداث: إسرائيل، وأنا أبوك، هي التي جلبت لنفسها المصائب، وهي التي أيقظت المارد من سباته وأخرجته من قمقمه، وأيام وستقرأ أخبار صراعات الورثة في الصحف بعد موت إسرائيل، يا ابني، لطفك يا لطيف.
أكملت حديثي الموجه لـ «بو عزوز» (ابني سعود الذي أصيب بنوبة غرور خبيثة بعدما أكمل عامه الأول قبل أيام): وهذا رئيس إيران، أحمدي نجاد، الذي دُعي للقمة هذه لأنه ينتمي لقبائل عدنان، يعني من ربع مبارك الديحاني، ونحن وأنا أبوك من قحطان، لا جدّ يربطنا به. وأحمدي نجاد، والظليمة شينة، هو أكثر من شتم إسرائيل وأحرق أعلامها، وهو من ضحى بالغالي والنفيس، والغالي هو حزب الله وحماس، والنفيس هو الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيون، وإيران تعطي بيمينها ما لا تعلم عنه شمالها. متابعة قراءة «بو عزوز»… حللها

محمد الوشيحي

زيارة «العتيبي» ضرورية

إصبع الإيرانيين الأوسط مكسور باتجاه الأمام، تماما كما كان إصبعي الأوسط الذي أصيب أثناء لعب الكرة الطائرة قبل سنوات، عندما تصديت لـ«كبسة» متقنة جاءت على رأس الإصبع من فوق فطرقع طرقعة موسيقية دفعتني للعب بيد واحدة، إلى أن شعرت بألم ودوخة فخرجت من الملعب طالبا التبديل. وفي المساء اشتد الألم فتوجهت للمستشفى الذي أحالني إلى مستشفى الرازي للعظام، وهناك أبلغوني بأنه مكسور وقاموا بتجبيره.
إلى هنا والأمن مستتب، والناس تأكل السندوتش، لكن المشكلة ظهرت بعد إزالة «الجبس» أو الجبيرة التي كانت تلف الإصبع والكف، إذ تشكل الإصبع على شكل زاوية قائمة للأمام، أي والله، وأمسيت كلما رفعت يدي لتحية أحد وكأنني أشتمه شتيمة قبيحة بسبب منظر هذا الإصبع المجنون المشبوه. بل وحتى من دون تحية كان منظره يثير الشبهات. وكان الربع، وهم مجموعة من الأتقياء، يذكرونني في الديوانية بمن نسيت السلام عليه، فأبادره مباشرة: «مساك الله بالخير»، رافعا كفي وإصبعي باتجاهه. متابعة قراءة زيارة «العتيبي» ضرورية