كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء
كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء
كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء
نحن الكويتيين، من المحيط إلى الخليج، نترقب موقف السعودية كما يترقب التلاميذ نتائج امتحاناتهم، فالسعودية الشقيقة هي قبلة المسلمين، وسيحتشد في بقعة صغيرة منها بعد نحو شهرين – في العشر الأواخر من رمضان – نحو مليون مسلم، لأداء العمرة، وبعد رمضان بشهرين سيحتشد نحو ثلاثة ملايين مسلم في البقعة المباركة ذاتها لتأدية فريضة الحج، والخنازير الموبوءة الآن تفرك يديها وتدلك أنوفها وتمسح بطونها في انتظار هذه الوجبة الإسلامية المعتبرة. والثلاثة ملايين حاج هؤلاء بعضهم عبقري لا يكتب ولا يقرأ ولا يأكل، منهم من يعيش في أحراش إفريقيا، ومنهم من سيأتي من مجاهل شبه القارة الهندية، وآخرون شرواهم، كلهم أو جلهم استمعوا إلى فتاوى وتفاسير «علمائهم» الذين أكدوا لهم أن الخنازير ما هي إلا يهود سخط عليهم الله، وهؤلاء اليهود عيال الكلب، الذين هم الآن خنازير، يريدون أن يضربوا الإسلام ويهدّوا أحد أركانه ليسقط على رؤوس المسلمين، فلا تهنوا ولا تحزنوا أيها المسلمون، حجوا ورددوا: الموت للخنازير، الموت لإسرائيل. وطبعا سيتحدى هؤلاء المسلمون الخنازيرَ وسيحجون، وسيعودون إلى أهليهم محملين بالهدايا والوباء، أو محمولين على النعوش بعد أن قتلتهم إنفلونزا اليهود، التي هي إنفلونزا الخنازير، وستكون السعودية وقتئذٍ – لا قدر الله – مركزاً للمرض على ظهر هذه المعمورة.
والسعودية الآن تمسك بمقود السيارة، ونحن جيرانها الغلابة، الطوفة على الطوفة، أهل الخليج واليمن والأردن ومصر، نجلس في المقعد الخلفي، والسيارة على قمة جبل شاهق وأمامنا منحدرات وعرة، وكلنا نطل من خلال نوافذ السيارة ونشاهد الصخور المدببة في سفح الجبل، فيتملكنا الرعب، ونضع أيدينا على أفواهنا خوفاً وهلعاً، فإن غفلت السعودية عن الطريق، أو تلفتت، فستهوي بنا السيارة. لذا لا نملك إلا أن نواصل الصراخ كي نصد هجمات النعاس والغفلة عن قائد السيارة.
شقيقي السعودي قائد السيارة، أرجوك، اجلس مع منظمة الصحة العالمية، واستفتها في الأمر، وتأكد من توافر اللقاح المضاد في مستودعاتك بما يكفي الملايين الوافدة لمكة المكرمة، فإن نصحَتك المنظمة بمنع الحج والعمرة هذا العام، أو إن لم يتوافر اللقاح بالكميات المطلوبة، فاطلب من مشايخ الدين الانتشار في وسائل الإعلام لتحذير الناس وإبلاغهم عدمَ إمكان الحج والعمرة هذا العام، خوفاً على الإسلام والمسلمين، فالناس لن تصدق وزير الحج أو وزير الإعلام كما تصدق المشايخ، مع التقدير لشخوص الوزراء.
وأرى أن يجتمع علماء المذاهب كلهم في مكة – إذا نصحت منظمة الصحة بمنع الحج لعدم توافر الدواء أو لأي سبب آخر – ليصدر كل منهم بياناً إلى أتباع مذهبه يشرح لهم فيه خطورة الموقف.
الخشية من إغضاب الناس، والمغامرة بفتح بوابات مكة للحج دون احتراز، ستهلكنا أيها السعودي الشقيق، وستتحمل أنت وحدك السبب، فاحذر المنحدرات الوعرة يا رعاك الله.
لأن الحكومة لا تريد أن تقتنع بأن «من لا يحتمل نقد الخصوم فليلجأ إلى القضاء، أو فليجلس عند الماما»، وبما أن وزير الإعلام يريد إدخال تعديلات على قانون المطبوعات، إذاً، ستخنق الحكومة الحريات إلى أن تفقد وعيها وتسقط على الأرض، وستنهال عليها ركلاً بالحذاء العسكري إلى أن تدمي أنفها. والمقصود من التعديلات، أو جزء منها، هو كسر أقلام بعض كتّاب المقالات الذين يختلفون مع أداء الحكومة، مثل: أحمد الديين ومحمد عبدالقادر الجاسم وسعود العصفور وعبد اللطيف الدعيج وسعد العجمي وزايد الزيد ود. فهد الخنة، وآخرين ليس بينهم بالطبع «كتّاب الوكيل» كالزميلين الجميلين علي البغلي ود. ساجد العبدلي (جنبلاط الصحافة الكويتية) وآخرين لا نعرفهم، الله يعرفهم، ممن تفرغوا لانتقاد خصوم رئيس الحكومة ومحمود حيدر، وها هم الآن في غرفة المخزن يقلّبون الخياش القديمة بحثاً عن أي جنحة ارتكبها خصوم الحكومة ليحولوها إلى جناية، وفي حال خلوّ الخياش، فمن الممكن، بقليل من المكر والدهاء وغمزة العين اليسرى، التصرف بما يسر الباشاوين الاثنين ويشتت أذهان معارضيهما.
ولو كنت أنا مكان الزميلين، لحرصت كل الحرص على ألّا يتم تضييق الخناق على خصوم الباشاوين، كي لا تتوقف عربتي وحصاني… ركزا معي قليلا أيها الجميلان وتخيلا، مثلا يعني، لو أن البرلمان ليس فيه معارضة، ولم ينجح السعدون ولا مسلم البراك ولا فيصل المسلم ولا الطبطبائي ولا الحربش ولا الطاحوس ولا الدقباسي ولا ولا ولا، فهل ستسلك معاملات وواسطات مبارك الخرينج وعلي الراشد وحسين القلاف ود. يوسف الزلزلة؟ بالطبع لا، لانتفاء الحاجة، إذاً، منطقياً يجب أن يحرص نواب الحكومة على نجاح نواب المعارضة كي يضمنوا استمرار اللعبة، وبدوركما يجب أن تحرصا، كما فعل أصدقاؤكما النواب، على نجاح نواب المعارضة مرة، وعلى نشر مقالات كتّاب المعارضة عشرين مرة… صدقاني، هذه نصيحة بجمل، فإن قبلتماها فالخير لكما بإذن الله، وإن رفضتماها فسيجف الضرع ويذبل الزرع، وسينقلب الربيع خريفاً شاحباً أصفر يغث الناظرين، ولن تجد العصافير ما تأكله على الأغصان…
نحن المصدر والمنبع أيها الزميلان الكريمان فاحرصا على استمرار تدفق مياهنا ليستمر اخضرار مزارعكما، وتذكرا أن نواب المعارضة الذين لم يوافقوا الحكومة على شراء المستشفيات الخاصة، هم الذين فتحوا للبعض باباً للدفاع عن «صفقة المستشفيات»، أو على الأقل، الهجوم على معارضيها.
وإذا لم تصدقا أننا المصدر فسنكتب عن أغنية فيروز: «باب البوابة ببابين، اقفولة وامفاتيح جداد، وع البوابة في عبدين، الليل وعنتر بن شداد»، وسنترككما حينئذ على الحديدة القصوى. وقد أعذر من أنذر.
***
الرجال أنواع، منهم الأسد، ومنهم الضبع، ومنهم الضب، ومنهم النعامة، ومنهم القرد الذي يقفز من غصن إلى آخر دون أن يصاب بخدوش.
***
في اتصال أجراه معي معالي وزير الشؤون، الدكتور محمد العفاسي، قال إنه خلال الشهر هذا سينتهي من ربط جميع معاملات كبار السن كمبيوتريا، بحيث لا يحتاج متلقي مساعدات وزارة الشؤون إلى الحضور إلى الوزارة واللف على بقية الإدارات الحكومية… شكراً دكتور.
كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء
كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء
كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء
حقيقة، لم أكن أتوقع أن مسألة «التلبّس»، أو حكاية الجني النذل الذي يتسلل إلى جسم الإنسي ويتلبّسه، تحظى عند البعض بقدسية، ويدافعون عنها أكثر من دفاعهم عن مصالحهم ووظائفهم ومستشفياتهم وشوارعهم ومدارسهم، إلا بعدما «تلبستني» ردود أفعال عنيفة على مقالتيّ السابقتين! وأتمنى أن تكون المقالة هذه هي الأخيرة في هذا الموضوع، كي «أسعى في مناكبها» بحثاً عن مواضيع أخرى.
رسائل كثيرة غاضبة، واتصالات أكثر غضباً وعدداً، تلقيتها، ليس فيها رسالة واحدة مقنعة و»تقول أنا بنت أبوي»، باستثناء رسالة واحدة أفحمتني عندما ختمها مرسلها بـ»عتب محب»: «للأسف يا الوشيحي، تقول هذا وأنت ابن حمولة»!، ولم أفهم ما علاقة عدم اقتناعي بالتلبس في كوني ابن حمولة، ولا الفرق بين أن أكون ابن حمولة أو ابن شارع أو ابن مزارع تنتج القطن. ثم إذا كان صاحبنا متديناً، كما هو واضح من رسالته، فما رأيه في الحديث الشريف المروي في مسند الإمام أحمد: «لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى»، أم أنه يتعامل مع الدين كما يتعامل مع «الكاتالوج»، فيأخذ منه صفحة 14 وصفحة 82 ويترك الباقي.
وأجزم أن الخزعبلات هي التي دمّرت هذه الديرة، وجابت عاليها واطيها، وعودوا بالذاكرة إلى سقوط النائب سيد حسين القلاف عندما هدد ناخبيه بأن يشتكيهم إلى جدته يوم القيامة، فخاف البعض وانتخبه بعد ذلك ونجح، وصار يشرّع لنا ويراقب، ويقرر مصائرنا. وكان الأجدر أن يُحاكم بتهمة «الإرهاب الديني». وبما أن كل دائرة تخرج عشرة نواب، فلنتخيل لو تنافس أحد عشر سيداً في دائرة واحدة، كلهم يدّعون أنهم من سلالة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وكل منهم يهدد بأنه إذا سقط فسيشتكي إلى جدته. تعال فكك، ما راح تدري من طقاقك في سويعات الأصيل. ثم لا ننسى أن أي مرشح -من غير السادة- ينافس سيد القلاف سيناله من الهم جانب، لأنه قد يتسبب في سقوطه، وستكون ليلته سودة بإذن الله.
على أن أجمل الرسائل التي تلقيتها كانت من الدكتور محمد العجمي، وهو طبيب حديث التخرج، يهتم بالمسائل الشرعية المرتبطة بالطب، وقد شغلته حكاية «التلبس» فركّز جهوده عليها واكتشف أنها خرافة، وساق الأدلة، وقال إنه بحث في معنى كلمة «المس» التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، فتبين له أن «المس»، في اللغة، هو أقل درجات «اللمس»، وبالتأكيد لا يصل إلى مرحلة «التلبس» الكامل. وقال إنه لم يروَ عن الرسول صلى الله عليه وسلم أي شيء في هذا الخصوص.
ثم شرح الدكتور طبياً حكاية «الصرع»، وكيف أنه عبارة عن خلل كهربائي في المخ، ولا علاقة له بالجن، وذكر أن للصرع علاجاً ليس بالضرب ولا الكي ولا ما شابه، بل بالأدوية والعلاج النفسي السلوكي. ثم أحالني والمهتمين إلى رئيس قسم الطب النفسي في كلية الطب-جامعة الكويت، الدكتور عادل الزيد، الذي «يحرج أي شنب وأي لحية عند النقاش في هذا الموضوع».
وهنا أتمنى على الزملاء في هذه الجريدة استضافة الدكتور عادل الزيد ليناظر كل من يمتلك دليلاً على «التلبس»، من مشايخ السنة والشيعة، كي نخرج بفائدة، وكي يعرف الناس أن سبب تدهور بلدهم هو هذه الخزعبلات والخزعبليون. وأزعم أنه لو تم فضح هذه الخزعبلة لانفرط عقد بقية الخزعبلات، ولتناثرت كما حبات المسبحة على البلاط الحاكم، ولسقط حسين القلاف في الانتخابات.