محمد الوشيحي

حماد الراوية والذاكرة الخاوية

لا يكرهني أحد كما تكرهني ذاكرتي، ولا يستفزني شيء كما تستفزني. هي الأنذل على الإطلاق، وهي من يخذل صاحبه وقت الحاجة، عليها من الله ما تستحق وما لا تستحق.

وتتحدث العرب، بدهشة، عن حماد الراوية، الذي يحفظ المعلقات السبع، وأكثر من ألف ومئتي قصيدة كاملة، بتاريخها وأسبابها وزمنها، ويحفظ على كل حرف من الحروف الهجائية أكثر من مئة بيت، ويحفظ ويروي، فيغدق عليه الخليفة الأموي الأموال والمزارع والجواخير والشاليهات والمناقصات والإبل من أحدث طراز. متابعة قراءة حماد الراوية والذاكرة الخاوية

محمد الوشيحي

البدون والتزاوج والعون المباشر

يحدث أن تشاهد من بين الأحزان منظراً مفرحاً. جمعية العون المباشر الكويتية رسمت البسمة على شفاهنا، بعد أن رسمتها على شفاه يتامى أوغندا. وتابعنا جميعاً تفاصيل حملة بناء دار أيتام متكاملة، بمشفاها ومطعمها ومدرستها ومسجدها وبقية ملحقاتها، لهؤلاء اليتامى الأوغنديين. وكانت “لحظة الأوسكار” هي تلك اللحظة التي انتظرنا فيها اكتمال الستمئة ألف دينار كويتي، بعد أن تم رفع المبلغ أكثر من مرة، نظراً لشدة تفاعل الناس وتعاطفهم مع القضية. متابعة قراءة البدون والتزاوج والعون المباشر

محمد الوشيحي

موسم الحنان

الديمقراطية الكويتية فصول ومواسم. مثل المناخ. وهذه الأيام نعيش في موسم التبريكات والتهاني برمضان. الزائر للكويت اليوم سيقرأ أدعية على اللوحات في الشوارع، وآيات كريمة، وأحاديث شريفة عن فضل رمضان، يكتبها مرشحون محتملون لانتخابات مجلس الأمة. متابعة قراءة موسم الحنان

محمد الوشيحي

الفنجان الأحمر

من أين داهمني سرب التشاؤم هذا؟ الذي أعرفه أنني لم أنتسب أبداً إلى قبيلة المتشائمين، فما بالي اليوم أنافس زعيمها على عرشه، وقد أقصيه في انقلاب أبيض، إن لم يرض بصناديق الاقتراع، أو صناديق الاقتراح، كما قال أحد المرشحين الطيبين في انتخابات مجلس الأمة الكويتي.

أقول لا أدري من أين لي كل هذا التشاؤم؟ فقد وصلت إلى المرحلة التي تسبق مرحلة اليقين من سوداوية العقد المقبل، ودمويته. شيء يشبه اليقين في نفسي، يقول إننا سنبكي على العقد الحالي، بكل دمائه وأشلائه وغرقاه وأطفاله المدفونين تحت الأنقاض و…، و…، و… بعدما نرى العقد المقبل، ونقارن. والأغلب أننا، لشدة هواننا، سنبكي تحت اللحاف، ونلصق ظهرنا بالباب وننسحب إلى الأسفل، كما في المسلسلات، عند حلول الكوارث. متابعة قراءة الفنجان الأحمر

محمد الوشيحي

ما بين الرومانسيين والملاعين

متمدداً في سريري، فتحت التعليقات التي تصلني في برنامج سناب تشات، فإذا برسالة من شخص لا أعرفه، كالعادة، عبارة عن مقطع يظهر فيه السياف يرفع سيفه، ثم يهوي به بسرعة فائقة فيقطع رأس أحدهم! كل هذا في ثوانٍ أظنها لم تتجاوز الخمس، قبل أن أتدارك نفسي، وأستوعب الحدث، وأرفع رأسي من المخدة مذهولاً، ومملوءاً بالحوقلة والبسملة وشتم المرسل، المجهول الملعون.

وقبله يأتيني مقطع سناب، لإنقاذ طفل من تحت أنقاض حلب (مات بعد ذلك)، ومعه أمه أو جدته. وقبل هذا المقطع، بعث لي ملعون آخر، مقطعاً لرجل صيني ينتحر قفزاً من بناية عالية. يصاحب قفزته صرخة المصورة. متابعة قراءة ما بين الرومانسيين والملاعين

محمد الوشيحي

مرامخة المشاركة والمقاطعة

في عام 2013 وبعد حل “مجلس علي الراشد”، وقبل انتخاب “المجلس الحالي”، اجتمعنا وناقشنا موضوع المشاركة والمقاطعة، فكان رأيي: “نشارك ولكن بالشبان” (لم أقل الصف الثاني ولا المنتخب الرديف، كما شاع). وقلت: “يمتنع الكبار والمخضرمون عن خوض الانتخابات، وندفع بالشبان، كفيصل اليحيى، وأمثاله، فنكون بذلك لم نرضِ السلطة، وفي الوقت نفسه لم نترك البرلمان للعابثين ونغب غياباً كاملاً”، وعللت رأيي: “أخشى أن نترك لهم الميدان كلياً مدة أربع سنوات، فيشرعون قوانين قمعية، ويكسرون زجاج الشبابيك، ويبيعون أثاث المنزل، فنندم بعد فوات الأوان (لم أتخيل وقتذاك أن يصل الأمر إلى سحب الجنسيات، والسجن الجماعي، وملاحقة الناس في وظائفهم وأرزاقهم)”. قلت ذلك فاختلف الجميع معي، وتباينت الآراء، فقررتُ أن ألتزم بأمرين اثنين، أولهما ألا أزايد على أحد في الديوانيات ووسائل الإعلام في حال صحت رؤيتي، والثاني ألا أشذ عن التوجه العام، بل سأقاتل دفاعاً عما يُجمع عليه المعارضون وكأنه رأيي الخاص، كي لا يظهر أي انشقاق في الصف. وهذا ما حصل بالفعل، إلى درجة أنني صدقت نفسي بأنني مقتنع بالمقاطعة الشاملة. متابعة قراءة مرامخة المشاركة والمقاطعة

محمد الوشيحي

مقاطعة أم مشاركة؟

إجابتي عن السؤال الذي تكرر طرحه علي في الأيام الفائتة: مع المقاطعة أم المشاركة في الانتخابات القادمة؟ أقول: قبل كل شيء، يجب الاستئذان من الأسر المسحوبة جنسياتها والسجناء، قبل النقاش، لا قبل اتخاذ القرار. أكرر: ما لم يتم الاستئذان من المتضررين، والحصول على موافقتهم الواضحة، يجب ألا يُفتح الموضوع للنقاش حتى. وهذه النقطة، تحديداً، هي سبب اختلافي مع إعلان تياري “ثوابت الأمة” و”حدس” قراريهما، منفردين، بالمشاركة.

فالحصافة السياسية، وقبلها “الخوّة” والزمالة والوفاء، التي لا تخلو منها الحركتان، تحتّم على الإنسان التواصل مع المتضررين. ولو كنت مكان “حدس” – لن أتحدث عن تيار ثوابت الأمة لأسباب عدة، أهمها البون الشاسع في المنطلقات – أقول لو كنت مكان “حدس” لشكّلت وفداً من ثلاثة أشخاص أو أربعة، يقابل المسحوبة جنسياتهم، وأهالي السجناء، لاستئذانهم قبل مناقشة القرار، أو حتى لإطلاعهم على قرار الحركة بعد اتخاذه، لكن قبل إعلانه، وذلك أضعف الإيمان. متابعة قراءة مقاطعة أم مشاركة؟

محمد الوشيحي

العشق بعد التقاط الكتب

لديّ مقاييسي الخاصة في معرفة مستوى الحكومة، في أي بلد أزوره. ومقاييس أخرى لمعرفة مستوى عقول الشعوب ومدى وعيها. ولا علاقة لمقاييسي بمقاييس المؤشرات العالمية المبنية على أسس معينة وحسابات دقيقة.

فانتشار القمامة في الشوارع، على سبيل المثال، أو تهالك الشوارع ذاتها، ورداءة المرافق العامة، وغيرها من مناظر الإهمال، توحي لي أن الحكومات الجاثمة على صدر هذا البلد فاسدة. أما ثراء المسؤولين، المتزامن مع فقر الشعب، فيكشف لي بدون أدنى بحث فساد السلطة وبؤس البلد. متابعة قراءة العشق بعد التقاط الكتب

محمد الوشيحي

البخار لمواجهة الأخطار

النائب عبدالرحمن الجيران هو أقرب نواب هذا البرلمان الجميل إلى قلبي. شخصية فاخرة. يفكر خارج الصندوق، وخارج العشة. بدءاً من تصريحه حول الديمقراطية، وليس انتهاءً بما يشاع عن مطالبته بتوفير مكان لغسل ملابس النواب وكيّها في مبنى مجلس الأمة.
وسواء صدقت الشائعة أم لم تصدق، فإنني لا أستبعد مثل هذه الأفكار العظيمة من هذا النائب العظيم. متابعة قراءة البخار لمواجهة الأخطار

محمد الوشيحي

اقتراحات وشوارع ومرافق

الدكتورة عروب الرفاعي طرحت في حسابها في “تويتر” اقتراحاً رائعاً، رغم شعورها الواضح بالقرف. الاقتراح يحتج على تسمية أغلبية الشوارع بأسماء لا يعرف الناس ماذا قدمت للبلد، لذا تطلب الدكتورة من الناس الاستعانة بالأرقام بدلاً من تلك الأسماء.
اقتراح لذيذ بصراحة، فأغلبية الأسماء لم تقدم للبلد شيئاً يُذكر، ولا حتى شيئاً يُنسى. وتخرج من بيتك في أمان الله فتجد لوحة زرقاء تسر الناظرين، كُتِب عليها البؤس قبل أن يُكتب عليها اسم صاحب الحظوة المجهول، فهذا شارع توفيق يونس طه يتقاطع مع شارع مصطفى بجاد يعقوب، المتفرع من شارع كاظم بداح السعيسان (تعمّدت اختيار أسماء لا يستخدمها حتى الجن، وعسى ألا يجلب لي سوء الحظ أحداً يحمل اسماً من هذه الأسماء). متابعة قراءة اقتراحات وشوارع ومرافق