محمد الوشيحي

ربع عمر وربع علي

ديربي السُّنة والشيعة هو الأطول في التاريخ، والأشرس كذلك، وهو أطول من ديربي الكاثوليك والبروتستانت وأشرس، ومن الديربيات التي تجري في ملاعب الهند وإفريقيا، وأشرس منها كلها.

وكانت قمة المتعة في ديربي السُّنة والشيعة تجري على ملاعب بغداد، حيث يلعب المقاتلون السُّنة بقميص الدولة العثمانية، ويُطلق عليهم في العراق لقب “ربع عمر”، أي أتباع عمر رضي الله عنه، ويلعب المقاتلون الشيعة بقميص الدولة الصفوية، ويُطلق عليهم “ربع علي”، أي أتباع علي رضي الله عنه. متابعة قراءة ربع عمر وربع علي

محمد الوشيحي

كل عام… لسنا بخير

منذ متى ونحن نتبادل التهنئة المعلبة الكاذبة “كل عام وأنتم بخير”؟ لسنا بخير، ولم نكن بخير، كعرب، طوال ألف سنة وأكثر. فالقوى الكبرى كانت وما زالت تتقاذفنا فيما بينها ككرة السلة، وسلطاتنا العربية تدوس على زرعنا، ولا تستشيرنا، ولا تلتفت إلينا، ولا حتى تشمت عطستنا.

لسنا بخير بعد أن تجرأ الإرهابيون ففجروا أنفسهم بالقرب من مقدساتنا. لسنا بخير لأن خيبتنا ستطول وتطول، كما تشير كل المؤشرات. لسنا بخير لأن أطماع الآخرين بنا لا تبدو لها نهاية، وغفلتنا لا تبدو لها نهاية، وصراعاتنا فيما بيننا لا تبدو لها نهاية. متابعة قراءة كل عام… لسنا بخير

محمد الوشيحي

شجاعة واعتذار

عيدكم مبارك…

نفرح ونصفق لوزارة الداخلية، ونتحول إلى جمهور ملعب، إن هي نجحت في ضرباتها الاستباقية، وحافظت على أرواح الناس وممتلكاتهم، وشعورهم بالأمن.

لكننا سنتحول إلى جمهور هُزم فريقه في النهائي، إن صاحبَ هذا الإنجاز طيشٌ إعلامي، وغشامة، واستعجال، واستعراض فارغ؛ فنضرب الدمعة بالدمعة، والحزن بالحزن، ونتمتم بما لا يجيزه القانون.

وتتحول دموعنا إلى نواح، ويتحول حزننا إلى بؤس، إن اكتشفت “الداخلية” خطأها فلم تعتذر، بل كابرت، وأخذتها العزة بالإثم. متابعة قراءة شجاعة واعتذار

محمد الوشيحي

الشيلات… حررررة

سؤال رائع وذكي طرحه العزيز أياد الخترش: “لماذا اقتصر قانون العزل السياسي على مجلس الأمة، ولم يشمل المجلس البلدي؟”. والجواب المطول هو: لأن المجلس البلدي “عزيز قوم”، يرفع شعار “الصيت ولا الغنى”. وقريباً قد نسمع “شيلات” للمجلس البلدي، يمتدح فيها تاريخه، كما يفعل المراهقون هذه الأيام. فالشيلات هي عزاء الغلابة، وتسلية الضعفاء، وأفيونهم الذي يُذهب عقولهم ويُشعرهم بأن شجاعتهم لا يضاهيها إلا شجاعة فرسان قادسية عمر، رغم أنهم في عيون الآخرين “أقل من لا شيء”، على رأي غابرييل ماركيز. متابعة قراءة الشيلات… حررررة

محمد الوشيحي

تركيا ليست وحدها

الفارق بين الانتحاري والإرهابي كبير، فالانتحاري هو من ينفذ عمليته عبر قتل نفسه، سواء بحزام ناسف أو غيره، وهو أول من يموت في العملية. بينما الإرهابي يحرص على ألا يموت أثناء تنفيذ مهمته، كمختطفي الطائرات، أو زارعي العبوات الناسفة، أو مطلقي النار على الأبرياء، أو ما شابه.

وقتل النفس مش لعب عيال، لذلك نجد أن الانتحاريين عملة صعبة نادرة الوجود، وعملياتهم قليلة، مقارنة بعمليات الإرهابيين. متابعة قراءة تركيا ليست وحدها

محمد الوشيحي

القانون الحلزوني

كما حيّر حيوان الحلزون العلماءَ في جنسه؛ هل هو ذكر أم أنثى، أم يتشكل جنسه بناء على موقعه في عملية التكاثر؟ كذلك حيّر قانون هذا البرلمان الجميل، المسمى قانون منع المسيء، خبراءَ الدستور والمتابعين والمغردين؛ هل كان قراقوشياً أم نازياً أم شيوعياً؟ وهل يسري بأثر رجعي، أم هو معدوم الأثر؟ وهل كان برغبة الحكومة وتخطيطها، أم برغبةٍ وتخطيطٍ و”سلقٍ” نيابي؟ وهل يحمل فكرة “تشخيص النظام” الإقصائية، المطبقة في إيران، أم فكرة أخرى؟ وهل هو مضحك أم مبكٍ؟ وهل يدخل في قائمة القوانين أم الشخبطات أم الشتائم أم ماذا بالضبط؟ متابعة قراءة القانون الحلزوني

محمد الوشيحي

اسم الله عليكم

خبراء التسويق ينصحون البائع: “لا تعرض على الزبون أكثر من سلعتين في وقت واحد”. والكاتب زبون، وأحداث الدنيا هي البائع. وأمس عرضت الدنيا نحو أربعة مواضيع لا يمكن “عدم شرائها”، فغرقتُ في محيط الحيرة، ووصلت إلى الأعماق الباردة، حيث الشعب المرجانية وبقايا السفن المتآكلة.

عرضت الدنيا أمامي ما اتُّفق على تسميته “قانون منع مسلم البراك”، والمقصود منه قانون مجلس الأمة، الذي صيغ ليمنع النائب المعارض الشهير مسلم البراك من خوض الانتخابات، في حال قرر ذلك. وفي هذا الموضوع يطول الحديث، ويضرب الناس أفخاذهم لشدة الضحك، ويتمتمون وهم يمسحون رؤوس النواب: “اسم الله عليكم، اسم الله عليكم”. متابعة قراءة اسم الله عليكم

محمد الوشيحي

عصبية قارة تطمع في الموز

تمزقت قشرة رأسي؛ لكثرة ما حككتها كلما رأيت تعظيماً للاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو، يساويه أو يقارن بينه وبين الساحر الأرجنتيني الصغير الحجم، ليونيل ميسي. اش جاب لجاب؟ صحيح، لست متخصصاً كروياً، لكن المقارنة بين الاثنين هبلٌ مُصفّى.

ولا أدري كيف يفوز رونالدو بجائزة أفضل لاعب، في عصر يوجد فيه ليونيل ميسي؟ حتى وإن أخفق ميسي في موسم أو أكثر، كيف يفوز رونالدو بالجائزة في ظل وجود لاعبين آخرين أكثر منه مهارة وعطاء للفرق التي يلعبون لها، مثل سواريز وروبن وراكيتيتش وبيل وغيرهم؟ متابعة قراءة عصبية قارة تطمع في الموز

محمد الوشيحي

مصمصة

الشعب الكويتي الجميل، المزيون، يبكي ويلطم الخدين. ليش؟ لأن اللعبة باتت مكشوفة أمامه؛ بعض المسؤولين وأصحاب القرار يعبثون ببنية البلد التحتية والوسطية والفوقية، ومرافقه العامة الهامة، ثم يتباكون على حاله، ثم يلبسون “باجة العلم” على صدورهم، دلالة على وطنيتهم، ثم يقررون خصخصة هذا المرفق، ومصمصة ذاك القطاع، ثم فجأة وصدفة تستولي عليه شركاتهم. وهوبا لالا. متابعة قراءة مصمصة

محمد الوشيحي

الداعون إلى مقاطعة الانتخابات… أنواع

الآن، وبعدما هدأت الضوضاء وصمتَ الضجيج، وبعدما قرر بعض المقاطعين، أظنهم الأكثرية، المشاركة في انتخابات المجلس المقبل، وبعدما تحدث الجميع عن أسباب “تغيير التكتيك”، وعن ضرورة المشاركة لدفع الأضرار، أو على الأقل تخفيفها، بعد أن تغول الفساد، واستغل اللصوص غياب المعارضة، في البرلمان والشارع، فعاثوا في الأرض تقطيعاً وفي البلد تنكيلاً وتمزيقاً… أقول، بعد هذا الهدوء: تعالوا الآن ننظر إلى الجهة الأخرى، ونفكر، هذه المرة، في دوافع المقاطعين وأسباب مقاطعتهم، بعد أن تناقشنا عن أسباب المشاركة.

أرى أن الداعين إلى المقاطعة ينتمون إلى مجموعات مختلفة… أهمها المجموعة النقية الصادقة، وهم أولئك المعارضون بصدق للفساد والفاسدين، الذين تصدروا الحراك ودفعوا الأثمان نقداً وعداً في سبيل دفاعهم عن البلد والمواطنين. وهؤلاء نصدقهم ونحترم رغباتهم ولا نشك في دوافعهم أبداً، وإن كنت أرى أن مقاطعتهم، من دون أن يقصدوا، تصب في مصلحة اللصوص. لكنه رأيهم الذي اتخذوه بعد تفكير، واعتبروه مبدأً لا يجوز الحياد عنه. وهم في نهاية المطاف أقرباؤنا سياسياً وأخلاقياً، حتى وإن اختلفت رؤانا في مرحلة من المراحل، لكنها ستعود لتتحد مرة أخرى. متابعة قراءة الداعون إلى مقاطعة الانتخابات… أنواع