الآن، وبعدما هدأت الضوضاء وصمتَ الضجيج، وبعدما قرر بعض المقاطعين، أظنهم الأكثرية، المشاركة في انتخابات المجلس المقبل، وبعدما تحدث الجميع عن أسباب “تغيير التكتيك”، وعن ضرورة المشاركة لدفع الأضرار، أو على الأقل تخفيفها، بعد أن تغول الفساد، واستغل اللصوص غياب المعارضة، في البرلمان والشارع، فعاثوا في الأرض تقطيعاً وفي البلد تنكيلاً وتمزيقاً… أقول، بعد هذا الهدوء: تعالوا الآن ننظر إلى الجهة الأخرى، ونفكر، هذه المرة، في دوافع المقاطعين وأسباب مقاطعتهم، بعد أن تناقشنا عن أسباب المشاركة.
أرى أن الداعين إلى المقاطعة ينتمون إلى مجموعات مختلفة… أهمها المجموعة النقية الصادقة، وهم أولئك المعارضون بصدق للفساد والفاسدين، الذين تصدروا الحراك ودفعوا الأثمان نقداً وعداً في سبيل دفاعهم عن البلد والمواطنين. وهؤلاء نصدقهم ونحترم رغباتهم ولا نشك في دوافعهم أبداً، وإن كنت أرى أن مقاطعتهم، من دون أن يقصدوا، تصب في مصلحة اللصوص. لكنه رأيهم الذي اتخذوه بعد تفكير، واعتبروه مبدأً لا يجوز الحياد عنه. وهم في نهاية المطاف أقرباؤنا سياسياً وأخلاقياً، حتى وإن اختلفت رؤانا في مرحلة من المراحل، لكنها ستعود لتتحد مرة أخرى. متابعة قراءة الداعون إلى مقاطعة الانتخابات… أنواع