محمد الوشيحي

أعيدوا النحاس نحاساً

فجأة، لا نعرف من أين جاءت هذه الفجأة، انقلب كل شيء رأساً على عقب، فارتفع سعر النحاس وانخفض سعر الذهب، واختلت الموازين، وذهل التجار الحقيقيون، ووضعوا أيديهم على رؤوسهم، واحتجوا: “هذا نحاس، إنهم يغشونكم”، فنادى منادٍ من الغوغاء: “أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون”.
وجاء يوم تكفل فيه هذا بتوفير البنزين، وتكفل ذاك بإحضار الحطب، والثالث بتوريد أعواد الثقاب، والرابع حجب الريح بثوبه ووو، وجاؤوا به ليشعلها، فاشتعلت النار أمام بيوت في أطراف القرية، فتعالت صرخات المحترقين، وتعالت ضحكات الحارقين، قبل أن يحملوا النار إلى داخل “أحواش” البيوت.
كان العقل في إجازة لسنوات أربع عجاف، وكانت العيون رمداء، وكان القانون على فراشه يحتضر، وكان الشيطان على رأس عمله، وفي قمة نشاطه وحيويته، فارتفعت الحناجر: “القرية كاملة ستحترق”.
وفجأة أخرى، نعرف هذه المرة من أين جاءت، اشتعلت القرية كلها، فتعالى صراخ الجميع.
لن تنطفئ نار قريتكم ما لم تضعوا النحاس في مكانه والذهب في مكانه.
***
كنت على وشك استئذان القراء وإدارة التحرير للراحة قبل أربعة أشهر، لكن عقارب الساعة وعقارب أخرى حالت بيني وبين إجازتي، ثم دخلنا مرحلة الانتخابات، فقررت تأجيلها إلى أن تضع الانتخابات أوزارها.
واليوم، وبعد أن صمت الكلام في ظل هذه الحرائق المتبادلة، وبعد أن لملمت الانتخابات ثيابها، أشعر أن الإجازة تراودني عن نفسها.
على أن أكثر من يحتاج إلى إجازة هي الكويت، لكنها قبل الإجازة تحتاج إلى رعاية طبية من أطباء مهرة، يجيدون إجراء العمليات الصعبة لاقتلاع الأورام السرطانية التي انتشرت في جسدها حتى كادت تقتلها.
***
شكراً لكل من شاركنا في العزاء في وفاة خالي رحمه الله، ولا أراكم الله مكروهاً في عزيز، و”إنا لله وإنا إليه راجعون”.

محمد الوشيحي

ضاحي خلفان… ثأركن عنده

كلما دعيت إلى ديوانية بثثت سمومي فيها، أجارنا وأجاركم الله. أحد سمومي: “الشجاعة… سر تفوق دبي، إضافة إلى بقية الأسرار المكشوفة”. وكما أن لعَمنا “ريختر” مقياساً للزلازل، كذلك لأخيكم “الكاتبجي” الوشيحي مقياس للمصطلحات… مصطلحات المسؤولين. فيا أيها المسلمون، ويا أيها العربان، إذا سمعتم مسؤولاً يقول: “إن البلد، أو إن الوطن العربي… يمر بمنعطف حرج”، فاعرفوا يقيناً أن هذا المسؤول يشعر بالنعاس وفي حاجة مسيسة إلى النوم. وإذا قرأتم تصريحاً لمسؤول دبلوماسي، وزير خارجية أو سفير، يقول فيه: “إن البلدين يرتبطان بعلاقات متينة”، فاعرفوا أنه “غلبان وعاوز يعيش”. ومقياس آخر: “كل من يستخدم (إن) في بداية حديثه هو مشروع غبي أو جبان أو كليهما”. والمسؤولون العربان، أو بعضهم، ينفقون “إن” ببذخ في كلماتهم وتصريحاتهم. ويجتمع القياديون العرب في مؤتمراتهم، تحيط بكل منهم كتيبة من الحشم تجيد التبسّم تحت الصفعات، وجوه أفرادها بلا ملامح، يسمعون عن “عَرَق الحياء” ويقرأون عنه في الروايات لا أكثر… وبعد الفلاشات والتحايا الشهباء تبدأ الاجتماعات، فيتزاحمون حول بئر “إن” يغرفون منها ما ثقل وزنه وقل ثمنه، قبل أن تتجه أعينهم إلى ساعات أيديهم في انتظار “الإفراج” وانتهاء الاجتماع. ويخرجون من اجتماعهم فيحدثونك بانبهار عن مستوى أجنحة الضيافة وديكورات القاعة وأنواع الكراسي وألوانها، وآه على ألوان الكراسي التي جاءت من كل فج عميق، يحمل كل منها عداء لبقية الألوان. ويتحدث رئيس الاجتماع في مؤتمره الصحافي: “إن الوطن يمر في…، وإن العلاقات متينة…، وإن الشعوب…، وإن العيون التي في طرفها حورٌ”، فتردد الشعوب: “أيتها العير إنكم لسارقون”. ويتداعى الأوروبيون لاجتماع، فيتوافد المسؤولون يحمل كل منهم حقيبته بنفسه، ويدخل القاعة مكشوف الظهر، لا ميمنة له ولا ميسرة، ويجلس على كرسي كالذي في مكاتب الموظفين، ويبدأ الاجتماع، فتبحث عن “إن” في القاعة، فيرتد إليك البصر خاسئاً وهو حسير، وتجول ببصرك في سقف القاعة وجدرانها، فلا ترى إلا لوحة فنية هناك، وقطعة أثرية هنا، وعلاقات ود وإخاء بين الألوان. كنا نشاهد اجتماعاتنا واجتماعاتهم فنتمتم: “اللهم، لقد أهلكتنا (إن) فأرسل إليها من لا يخافها ولا يرحمها”… وجاءت دبي إلى اجتماع الخليجيين، وجاء ضاحي خلفان المسؤول الأمني الأول فيها، يحمل حقيبته بنفسه، فوقف أمام شاشة العرض، وشرع يشرح ويتحدث عن “مهددات الأمن الخليجي”، بعد أن أطلق رصاصة على “إن” فأصابها، عن عمد، في رجلها، فهربت من القاعة “تصوي” وتحجل. وتحدث ضاحي وتحدث وتحدث، مستعيناً بأحرف الصدق الحادة، يفتح بها الجروح ويريق دماءها الفاسدة، فجفّت أرياق متابعيه في القاعة وخارجها، وتنافست العيون والأفواه على الاتساع دهشة وذهولاً، وصفقت الشعوب الخليجية العطشى وقوفاً لصراحة أحد قيادييها وشجاعته. وآه يا صحراء الجزيرة العربية، كم كنتِ ظمآنة لصدق المسؤولين، بعد سنين وعقود من سطوة “إن” التي جففت أرضكِ وأماتت زرعكِ. ويا أخوات “إن” ثأركن في دبي عند ضاحي، إن امتلكتن الشجاعة وأردتن الانتقام لأختكن الكبرى.

محمد الوشيحي

بكرة تندم

شيء أشبه بـ”النفّاضة” أصاب الجسد العربي قبل أكثر من سنة من الآن. بدأ في تونس ومايزال مستمراً، وإن خفت وهج جمراته، إلا أنها لم تنطفئ بعد.
على أن أكبرها وأسمنها كانت ثورة 25 يناير المصرية، التي سهر الثوار الأحرار على صحتها، وراجعوا معها دروسها قبل الامتحان، واقتطعوا من مصروفهم ليصرفوا عليها، وكانوا ينظرون إليها كما تنظر الأم إلى وليدها الوحيد، تعد الساعات والدقائق ليكبر فيعلي شأنها وشأنه.
كانت الأم تحذر وحيدها من مرافقة الإخوان المسلمين: “خلي بالك يا ابني، دول استغلاليين بيحلبوا النملة ويبيعوها بالتجزئة، وكانوا أول من أصدر بياناً يرفض قيام الثورة ويدعو إلى عدم الخروج إلى الميدان في 25 يناير 2011″، ثم تنهره إذا رافق الليبراليين، أو “ليبراليي مبارك”، أو “ليبراليي الزينة”: “إوعى، دول بيبصوا للبلد على أنها مشروع تجاري، أرباح وخسائر، لا همّا ليبراليين ولا يحزنون، وكانوا ثاني تيار يعلن رفضه الخروج إلى الشارع في 25 يناير 2011 على أساس إن هناك قنوات دستورية يمكن التعامل من خلالها، مع إنهم عارفين إن مجلس الشعب كان زي لعبة الأطفال في يد جمال مبارك”، وكانت ترفع سبابتها في وجهه إذا رأته واقفاً مع عمرو موسى أو أحمد شفيق: “بص، الاتنين دول تحديداً كانوا زي قوافل قريش، بيكسبوا في الشتاء والصيف، أيام مبارك كانوا بيكسبوا وأيام الثورة كمان بيكسبوا، عايشين في منجهة طول عمرهم، ولا نقطة دم نزلت منهم في أيام الثورة بسبب القناصة والبلطجية، ولا قطرة دمع وقعت من عينيهم بسبب الغازات المسيلة للدموع، ولا حتى رعشة خوف، دول يا ابني كانوا على الأرائك ينظرون، فإذا فازت الثورة في الماتش قالوا تحيا الثورة، وإذا فاز مبارك قالوا يحيا مبارك… خلي بالك”.
كانت أم الولد تشرح له وتكشف وتضع الحقائق أمامه، وتذكّره بأشقائه وشقيقاته الشهداء والمصابين، الذين ضحوا بأرواحهم من أجله، فهل استمع إليها أم عقّها وخالف رأيها، رغم دمائها ودموعها التي سالت على أرض ميدان التحرير وبقية الميادين الشقيقة؟ الجواب: لا أظن، فها هو الولد يتبادل الضحكات مع الإخوان المسلمين، ويسهر لياليه عند ليبراليي مبارك، ويبتهج لرؤية عمرو موسى وشفيق.
ونحن نقول للولد، كما قالت له أمه: “بكرة تندم، بكرة تندم”.

محمد الوشيحي

سعود الناصر… غيمة أزاحتها الرياح

كانت الكويت في سنة جدب، سنة قحط، أو كما يسميها البدو “دَهَر”، وكانت في حاجة إلى قطرة ماء عام 1990، فأمطرت سحابة الشيخ سعود الناصر الصباح، سفير الكويت في واشنطن، فأحيت الأرض، وتراقص “النوّير” على إيقاع الخزامى والنفل والشيح بروائحه العطرية. وبعد التحرير عادت غيمة “أبي فواز” إلى صحراء الكويت، وواصلت “همّالها” بلا برق ولا رعد، تسقي بصمت، فامتلأ قلب السراب حقداً وغيرة، فأرسل إلى الريح “أزيحي هذه الغيمة” فأزاحتها، فتبسم الخريف، وتجهم الربيع. هاتفته ذات صباح: “أين أنت؟”، فأجاب: “في البيت، تعال لنشرب القهوة”… وعلى رائحة الهيل بادرته: “اكشف لي مخازن صدرك وحدثني عن أحداث الغزو”، فتبسم قبل أن يعتدل في جلسته ويشرع في سرد الوقائع دون أن ينسى أن يتمنى علي أن تبقى الأمور في الصدور والأسرار في مخازنها، فعاهدته، فتحدث… قال وقال وقال، وكان يذكر أخطاءه وأخطاء الحكومة في الغزو قبل أن يذكر المحاسن، كان صادقاً، كما أحسست. الحديث عن أبي فواز برائحة الشيح، لكن الموقف يتطلب الصمت. رحمك الله يا سعود الناصر، وألهم الأسرة الحاكمة وعائلتك الصغيرة ومحبيك الصبر والسلوان، وعظم الله أجركم جميعاً.

محمد الوشيحي

ميّل وحدف منديلو

الحبل في هذه المقالة على غارب القلم، سأدعه يقودني إلى حيث يشاء فقد تعبت من القيادة، وحان دوري لأن أريح الكرسي إلى الخلف، وأضع غترتي على عيني، وأتمدد، وأغط في بحور السكينة.
وسحقاً للنساء، فحديثهن كالشِّعر، أعذبه أكذبه، وحديثنا عنهن كالسيجار، ممتعٌ مُضِر. وتباً لتلك الحسناء، ذات الحسن الذي يستدعي الاتصال بالشرطة.
وكنا وكانت الأيام، وكانت رحلتنا إلى لندن، أو “لندرة” كما يسميها عمنا الكبير محمود السعدني، رحمه الله، وكانت الميزانية تتطلب التقتير حتى في التدخين، وكنت يافعاً متحفزاً للخناق والصعلكة والصياعة، وكان “الشنب” على وجهي في بداية رحلته العملية، لم أتسلم منه إلا العربون، الدفعة الأولى فقط، بضع شعيرات، وكنّ يجلسن بالقرب منا، أو كنا نجلس بالقرب منهن، ستّ صبايا أو سبع، لا أتذكر، ولا يهم، الذي أتذكره بشدة أن جمالها هي وحدها موجع، وقوامها قاتل، وضحكتها إعلان حرب عالمية، سحقاً لأبيها وأمها، ولكل القتلة المجرمين.
وكنت ساهياً، في بداية الأمر، لاهياً، مشغولاً بالفراغ، فرأيتها، فخنقتني العبرة، وتمتمت بلا وعي: “إنا لله وإنا إليه راجعون”، ثم التفتّ إلى الطاولة الأخرى فرأيت خرتيتاً تسلل خلسة تحت غطاء الليل وزوّر في الأوراق الرسمية فأصبح من بني البشر، يجلس بغرور تاجر الخضراوات في موسم الحصاد، يغازلها ويسبّل عينيه لها، وجنتاه المنتفختان تتحرشان بكفّي وتستفزانه، وعلّق صديقي: “ملابسك التي ترتديها، والتي اشتريتها من سوق الفحيحيل، لا تسمح لك حتى بمغازلة خادمتها، فاحترم نفسك”، فتفقدت ملابسي، وتفقدت ملابس الشبان في الطاولات المحيطة، فاحترمتُ نفسي وأطرقت وأنا أكابد الغرغرة، لكن عينيّ لم تحترما نفسيهما، وراحتا تسيران على أطراف أصابعهما إلى حيث تجلس ابنة القتلة.
والتقت الأعين، أي وربي، ويا للهول، فعلَت هي كما فعلت أنا، وراحت ترسل عينيها على أطراف أصابعها إلى حيث أجلس، ويا لأم الهول، تبادلت أعيننا الالتقاء طوال الجلسة، وبدأتُ مشوار بلع الريق، وفقدت السيطرة على تفاحة آدم، التي راحت تمشي على حل شعرها في رقبتي بلا حسيب ولا رقيب، ثم فجأة، نهضت، ابنة القتلة، مع صويحباتها، فوقع قلبي على الأرض، لكنها تبادلت الهمس مع إحداهن، فاستدارتا واقتربتا من طاولتنا، ورفعت صويحبتها صوتها لبقية البنات، كي يسمعنها، أو كي نسمع نحن: “سنكون في المطعم الفلاني الساعة تسع، تعالوا لنا هناك”، وابتسمَت، فخيّم على طاولتنا الصمت للحظة، قبل أن يرتفع صوتي بالغناء ويردد خلفي أصدقاء السوء والفقر والصياعة، بصوت كان بالتأكيد سيُغضب عبدالحليم حافظ وصديقه الشاعر محمد حمزة، رحمهما الله: “ميّل وحدف منديلو، كاتب على ظهرو أجيلو”، فهرولت وصويحبتها مبتعدتين.
وقبل الموعد بأكثر من ساعة، كنا على باب المطعم الفاخر، أنا وزمرة الصعاليك، ننتظر الغيث، وجاءت، متلحفة بحسنها وحيائها…
وقبل أيام، توصلت إلي، وبادرتني، ما إن دخلت إلى مكتبي، بكل أنوثتها وبلهجة فيروز: “كيفك، قال عم بيقولوا صار عندك أولاد؟”، فأجبتها، وأنا أتمعن كمية حسنها الهائلة، بكل دفاشتي وبدويتي: “شابت لحانا يا بنت”، ثم أفصحَت لي عن سبب زيارتها: “جئت لأسلم عليك بعد أن رأيتك في التلفزيون”، وأضافت: “أنا لا أتابع الشأن السياسي مطلقاً، فأشِر علي، لمن أمنح أصواتي الانتخابية في الدائرة الثالثة؟”، فأجبتها بسرعة: “بالتأكيد ليس لفلان ولا فلان ولا فلانة”، فعاجلتني بغضب بنات الأصول: “سامحك الله، وهل كنت تظن أنني بهذا المستوى؟”، فتضاءل صوتي خجلاً واختفى، فغيّرَت مجرى الحديث وهي تخفي ثغرها بأناملها لشدة ضحكها: “محمد… هل تتذكر، ميّل وحدف منديلو؟”.
وغادرت مكتبي إلى حياتها، حيث لا سياسة…

محمد الوشيحي

البرادعي وموسى والكوايتة

هل سبق لي القول إن الكويت ليست إلا قطعة من مصر اقتطعتها الجغرافيا ورمتها في قارة أخرى؟ الجواب نعم، كتبت ذلك قبل نحو سنة في صحافة مصر، وقلت إننا لو ضربنا الكويت في رقم ستة لكان الناتج مصر. كان هذا قبل الثورة المصرية، وكنت أعتقد أن المعادلة الحسابية هذه انتهت وانتفت بنجاح الثورة، لكنني اليوم تأكدت أنها – المعادلة – مستمرة إلى إشعار آخر، فها هي غالبية وسائل الإعلام المصرية تطلق نيرانها على “المؤزم الأكبر” محمد البرادعي، وتمتدح عمرو موسى حامل شعار “من حيث المبدأ” في مصر (قارن هنا بين الحالتين المصرية والكويتية). أقول هذا بعد أن أعلن البرادعي انسحابه من سباق الرئاسة في مصر قبل بدئه (تقرر مساء أمس الأول الأحد، أي بعد إعلان البرادعي انسحابه، فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة في منتصف أبريل المقبل). والبرادعي، كما سبق لي أن وصفته، من النبلاء لا المحاربين، والفرق فارق، والبون بائن، بين النبيل والمحارب. فإذا كانت النظافة الأخلاقية الشاملة والسمو الإنساني من أهم صفات النبيل، فإن القدرة على تحمل الأهوال، والغوص في معمعانها* والصبر على بلائها، من أهم الصفات التي يُشترط توفرها في المحارب، ويمكن أن يفتقدها النبيل دون أن تنزع عنه نُبله، وهو ما ينطبق على شخص البرادعي. على أنه يمكن الجمع بين الصفتين، النبل والروح الحربية، كما في الزعيم الكويتي أحمد السعدون. ولأن مصر في عهد مبارك كانت “اللاعب الذي لا يلعب”، الذي اقتصر دوره على التوقيع على صور المعجبين والجلوس على دكة الاحتياط حتى تورمت أوراكه، رغم مهاراته الفائقة وبنيانه الجسدي المهيب وحاجة الفريق إليه، فقد سمح هذا لموسى بمداعبة الكرة على رأسه وكتفه، في غياب المحترفين، وبالتالي الاستحواذ على إعجاب جماهير الدرجة الثالثة، من قبيلة “شعبولا العظيم”، الذين تبهرهم “ترقيصة” على الكتف أكثر من تطبيق الخطة، في الوقت الذي كان يتنقل فيه البرادعي بين أندية أبطال أوروبا، وينافس على البطولات العالمية. لكنّ مؤيدي موسى هم الأكثرية، فبضحكة مجلجلة من موسى، يؤديها بطريقة محبوكة بحيث تبدو طبيعية، مع البسطاء من قاطني تلك القرية يستطيع أن يضمن أصواتهم إلى يوم الدين، أما إذا وعدهم بزيادة دعم الرغيف فسيضمن “استذباحهم” دفاعاً عنه، وهو ما استطاع فعله حتى اللحظة. أما البرادعي فقد راح يتحدث عن وجوب ربط الإيرادات بالإنفاق، وضرورة التركيز على البحث العلمي، والنهوض بالوعي المجتمعي، والقيمة المضافة، ووو، وهو ما ترجمه البعض للبسطاء من قاطني تلك القرية بأن “البرادعي بيشتمكم”، فردوا عليه الشتيمة بمثلها، أو بأحسن منها. ويا الله على مصر التي خطفها القرصان، ثم بعد ثلاثين سنة تخلّصت من أغلالها وقفزت من مركبه إلى عرض البحر خلسة في الليل، وراحت تعوم وتعوم وتعوم، ثم فجأة، لا أحد يعرف كيف كانت تلك الفجأة، وجدَت مركباً، فتعلقت به، فإذا هو مركب القرصان نفسه الذي كانت قد هربت منه.     سلامات يا مصر، نقولها لك مقدماً، ونقولها لأنفسنا… فكما تؤثر نتيجة انتخابات الرئاسة في أميركا على كوكب الأرض، فإن نتيجة انتخابات الرئاسة في مصر تؤثر على كوكب العرب، تحديداً، وعدد من الكيلومترات المحيطة به. وهو ما دعاني إلى كتابة ما كتبت، ودعاكَ إلى قراءة ما قرأت. وغداً، إذا نجح عمرو موسى أو أيّ من “العمروات” المشابهين له، سأدعوك إلى حفلة بكاء عامة. والله الموفق. * * * * معمعانها: كلمة راقصة استخدمها محمد حسنين هيكل، الصحافي الذي يحمل كميات هائلة من الحرفنة والإمتاع في الصياغة والعرض، رغم مآخذ الآخرين على صدقيته.

محمد الوشيحي

خد بصباعك

الرياح العاتية هبت على ذاكرتي فمسحت آثار ذكرياتها، ولم أعد أتذكر متى أو في أي مقالة كتبت “الديمقراطية في الكويت شِم ولا تذوق”، كما يغني وديع الصافي. ويتباكى أبناء الشيطان وأقرباؤه من الدرجة الأولى: “حتى الخليجيون كرهوا الديمقراطية بسبب تصرفات نوابنا – نواب الكويت – وصحافتنا”، ونتباكى نحن ونتساءل: “كيف يكرهون العدم؟ وهل عندنا ديمقراطية من الأساس كي يكرهوها أو يحبوها ويتغزلوا بها؟”. لا ديمقراطية في الكويت يا ابن عمي ولا نصف ديمقراطية ولا حتى ربعها. وأتذكر أثناء الدراسة العسكرية في القاهرة، عندما خرجنا في تدريب على المسير الطويل لاختبار قدرتنا على التحمل استغرق 48 ساعة، وكدنا نموت جوعاً، وأوشكنا على البكاء، ولولا الحياء لكشفت أن بعضنا بكى بكاءً يخجل الخنساء، وكنا كلما تساقطنا لشدة الجوع صرخ فينا الضابط: “هانت، كلها خطوتين كمان وهترتاحوا وتاكلوا بمزاجكم”، وتتمدد الخطوتان بقدرة قادر إلى ساعتين، وثلاث ساعات، وسيارات الإسعاف بين كل دقيقة وضحاها تحتضن “الخسائر” منا… وأخيراً وصلنا… وتشرفت بالسقوط فاقداً الوعي، لتنقلني سيارة الإسعاف، وتشرفت بأن شتمت الضابط وسائق الإسعاف والأمة العربية جمعاء لشدة الوهن والجوع، وجاء طبق الأكل، وكان عبارة عن أقل من ملعقة كبيرة من الفول المنقوع بزيت لم يُعرف من أين تم استخراجه، وصرخ الضابط فينا: “خد بصباعك يا روح خالتك أنت وهوّه”، أي “كل بإصبعك”، فعلقنا همساً، نحن أرواح خالاتنا: “ومن الذي كان ينتظر أوامرك أصلاً يا روح عمتك”، وما هي إلا ثانيتان حتى “قُضي الأمر”، وجعلنا عالي الأطباق واطيها، وتركناها ينعق فيها البوم، ولحسناها لحساً مبيناً، قبل أن نتساقط إلى جانبها، لا يفقه الواحد منا ما يدور حوله. وفجأة صرخ فينا العساكر كي نقف استعداداً لقدوم القائد، وجاء القائد، لا حيّاه الله ولا بيّاه، فوقف أمامنا بغرور قائد جيوش الأناضول، وخاطب الضابط الأصغر رتبة: “كلوا حاجة؟”، فأجابه: “أيوه يا أفندم، كل واحد فيهم خد صباعين”، فردّ القائد بغضب مصطنع: “ليه؟ ما بيستاهلوش أصلاً، دول قطعوا المسافة في وقت أكثر من المسموح، ده أمي لو كانت معاهم كانت علمتهم الخشونة ازاي والتحمل على أصوله”، ثم أضاف وقد ازداد تصنعه وتكلفه: “المرة الثانية خليهم يشموا الأكل بس من غير ما يدوقوا، مش عاوز دلع”، فارتفع نشيجنا: “وهيّه فيها مرة ثانية يا أفندم؟”، وبدأنا نتساقط، واحداً تلو الآخر. والديمقراطية في الكويت أقل من ملعقة فول، بدأت بـ”خد بصباعك” ووصلت إلى “شِم ولا تدوق”، بعد قرار الحكومة شطب المرشح د. فيصل المسلم لأنه كشف رشوة تحت قبة البرلمان. ويشهد الله أننا في الكويت نكاد نموت لشدة الجوع، والسلطة ما زالت تصرخ فينا: “هانت، كلها خطوتين”.

محمد الوشيحي

من خِشته تعرف وجهته

اللهم ارزق ذلك المراهق الفوّال (يعمل صبيّاً عند بائع الفول) المصري البسيط، الذي تساءل مذهولاً: “معقولة… كل حاجة عاوزها حألاقيها في الجنة؟”، فقيل له: “طبعاً كل حاجة… قل كده أنت عاوز ايه من ربك في الجنة؟”، فأجاب كمن يحلم بتحقيق الخيال: “عاوز محل تمليك ع الناصية في الجنة وقدرة فول كبيرة أوي، وأبقى أنا المعلم، والمسلمين كلهم واقفين على باب المحل طوابير طوابير” ثم رفع يديه باستجداء العبد لربه: “ياااا رب”. ويوقفني أحد البسطاء، محدودي التعليم، في السوق ليقنعني بضرورة نجاح نواب المعاملات مهما قبضوا من أموال أو رِشا (جمع رشوة): “أنا معك في وجوب نجاح نواب المعارضة في الانتخابات، لكنني أيضاً أتمنى نجاح من يخدمني وينجز معاملاتي” ويكمل حديثه بكل ما أوتي من جدية: “رئيس القسم في مقر عملي يكرهني (يدوّر علي الزلة)، وأريد مَن ينقلني من القسم، وأحتاج إلى نائب يقوم بهذا الأمر! ستقول لي إنه نائب حرامي؟ وليكن، ألف مليون عافية على قلبه إذا كان يسرق ويخدمنا… أنا في حاجة إلى نوعين من النواب، نائب يعضّ أنف الحكومة إذا لعبت بذيلها (هكذا وصف المشهد) ونائب ينقلني من وظيفتي وينقل غيري من وظيفته إذا ضايقنا رؤساء الأقسام”. أشباه صاحبنا هذا وأشباه صاحبنا الفوال من البسطاء أكثر مما نتخيل، أعدادهم تخوّلهم ترجيح كفة نائب وأكثر من نواب “حاضر عمي”. وقد قرأت عن قائد عسكري برتغالي في العصور الوسطى، كان ينتقي خيرة جنوده من خلال أشكالهم وطريقة أكلهم وجلوسهم ومشيهم. كان يمعن النظر في وجه الجندي لفترة معينة، ثم ينظر إلى طريقة أكله، وكيف يضحك، وكيف يمشي، وكيف يجلس، ووو، ثم يقرر ضم هذا العسكري إلى الكتيبة او رفضه… وأزعم أنني أستطيع أن أحكم على الموقف السياسي للشخص من خلال معرفة سيرته الشخصية، ومن خلال شكله وطريقة لبسه ومشيته وكلامه وضحكاته، وأظن أن أحكامي هذه ستنجح بنسبة كبيرة. وكنت أتفرج في التلفزيون على ندوة أحد المرشحين من النواب السابقين، وهو كبير الخبثاء الذي علمهم النهب والهبش، وكنت أضع الصوت على خاصية “ميوت”، الصامت، وأنتظر تجوال الكاميرا على وجوه الحضور، وجالت الكاميرا عليهم فشاهدت نوعين من البشر، نوعٌ تسيطر عليه روح العبودية والخنوع، ونوعٌ آخر عينه اليمنى على ساعة يده واليسرى على مشاريع الحكومة وأموالها العامة، يريد أن ينهب بأقصى سرعة. وأجزم أنني لو وقفت على باب إحدى اللجان الانتخابية، لاستطعت تحديد الفائزين في هذه اللجنة من خلال وجوه الناخبين… فالخبيث واضح، شديد الوضوح، والرخمة أكثر منه وضوحاً، والشهم تبدو على وجهه دلائل الشهامة، والصدوق كذلك، والكذوب، واللص، والساذج، ووو… ومن خلال معرفة شخصية الناخب، يمكننا معرفة اختياره، فلا يمكن للشهم أن ينتخب لصاً، ولا يمكن للرخمة أن ينتخب حراً إلا ما ندر، ولن أصدّق من يقسم لي إن “موضي علف” سينتخب حسن جوهر أو أحمد السعدون أو مشاري العصيمي أو عبد الله الأحمد أو أياً من أحرار الكويت. لن أصدق. هي هكذا… من خشّته * تعرف وجهته. * * * •  الخشّة: المحيا أو الوجه.

محمد الوشيحي

د. الخطيب والنفيسي… فاحت الجلود

هكذا هي الأمور، وهكذا يفعل الرموز وقادة المجتمعات… فعندما أعلن المرشح محمد بو شهري حضور الدكتور أحمد الخطيب ندوته الافتتاحية، ضبطنا توقيت ساعاتنا. ويا للصدف، تزامن الحضور الكبير للدكتور أحمد الخطيب مع حضور كبير آخر للدكتور عبد الله النفيسي في ندوة المرشح الحميدي السبيعي. وفرَدَ النسران أجنحتهما الضخمة، وأمسكا بمخالبهما الحكومة السابقة بنوابها وطبّاليها وعملائها المزدوجين، وارتفعا بها في حالق شاهق، وارتفعا وارتفعا وارتفعا حتى غابا عن الأعين، ثم أفلتاها– الحكومة السابقة -فهَوَت على صخور الوادي، فتمزقت أشلاؤها، وإلى حيث ألقت رحلها… وإذا كان مضمون حديث النفيسي معروفاً للمارة وعابري السبيل، فإن دقات قلوب الكويتيين – وأولهم أعضاء “التيار الوطني”، أو بعضهم، وبعض قواعدهم، الذين يدّعون انتسابهم إليه – تسمعها من على بعد فرسخين وأكثر، قبل أن يتحدث الخطيب، خوفاً من أن يستخدم “ميسم الكيّ” فيحرقهم… وقد استخدمه، ففاحت رائحة الجلود. وكنا – نحن المعارضين نوّابا وكتابا وآخرين – نصرخ قبل أن يحلّق الخطيب: “العاصفة ستقتلعنا جميعاً”، فيرد علينا بعض “الوطنيين” وهم يجلسون على الأرائك وريش النعام: “لن نقاوم معكم العاصفة لأن تسريحة شعر بعضكم لا تروق لنا”، فنصرخ: “يجب أن تتوحد الألوان وتتحد الأيدي”، فيأتينا ردهم: “أشكالكم لا تعجبنا، غوغائيون… ثم إن العاصفة مفيدة للصحة”! يقولون ذلك وضحكاتهم تطغى على كلماتهم، قبل أن يدّعوا أمامنا وأمام قواعدهم، زوراً، أنهم “أبناء المؤسسين” والمتحدثون باسمهم، وقبل أن يوجهوا سهامهم إلى المعارضة… عندذاك أدركنا “ايش في جوف الصرة”، فبلعنا ريق الغضب وهززنا رؤوسنا وغادرنا ونحن نرفع سبابة التهديد في وجوههم: “المؤسسون لا يجلسون على الأرائك في المواقف الحاسمة، بل يزاحموننا في ساحات الغضب، ولا يسمحون للعاصفة باقتلاع الخيمة… لكننا على أية حال سنردها إليكم في الأفراح والليالي الملاح، والأيام دول”. فانهمرت سحابة شتائمهم علينا، وراحوا يرجموننا بالحجارة، ويتهموننا بما فيهم كي يُبعدوا التهم عنهم: “أنتم غوغائيون، اسطبلاويون، شوارعيون، اقتحاميون، مدفوعون من الخارج… لقد جئتم شيئاً فريّاً”، كما في وصف القرآن الكريم… وتطابقت أقوالهم مع أقوال القراصنة، ويا للصدف. وهنا، وفي لحظات كهذه، جاء أحد المؤسسين الذي يدّعون الانتساب إليه، د. أحمد الخطيب، وخطب الخطيب، فحلّت الطامة على رؤوس المزوّرين، ووقعت الصخرة على أكبادهم، عندما أعلن أن الداء في الحكومة ونوابها لا في  المعارضة، فصمتت الألسن، وانخلس المزورون من بين الجموع تحت رداء الليل يمشون على أطراف أصابعهم خشية أن ترصدهم الأعين. وكنت ومجموعة من الأصدقاء نتلقط الأخبار، وكانت قوافل الركبان تنقل إلينا ما يقوله النسران، الخطيب والنفيسي، وكنت أقول للندماء: “الكارثة ستحل… النفيسي والخطيب سيسفكان دماء المتلونين المزورين”، فعلّق أحد الندماء: “الخطيب سيجامل أنصاره، نحن في أيام انتخابات”، فاعترضتُ: “أنت تشتم التاريخ، ولا تُنزل الرجال منازلهم، فالمعادن الأصيلة لا تصدأ، وستنبئك الرسل بما فعل الخطيب”، وجاءت الرسل تنقل إلينا الأخبار، فعلّق نديمي: “فعلاً، المعادن الأصيلة لا تصدأ، والكبار لا يتضاءلون”.

محمد الوشيحي

أكتاف السيدة الباردة

أنا على استعداد لأن “آخذها كعّابي”، وأمشي في طول الأرض وعرضها، من الغلاف إلى الغلاف، بحثاً عمن يراهنني على أن الشعب السوري من بين أذكى خمسة شعوب على مستوى العالم.
لا مقارنة بين العقل السوري وبقية العقول العربية، آسيويّها وإفريقيّها، باستثناء العقلين العراقي واللبناني. ولو كان للعقول بطولة رياضية، لما نزل العقل السوري من منصة التتويج…لكن من أين جاء هذا التفوق؟ الله ورسوله أعلم، لكن يبدو لي أن للمناخ ارتباطاً وثيقاً بالعقل والمدارك.
و”القمع يقتل القمح”، و”البعث يخنق البحث”، وفي سورية يسيطر القمع والبعث، وخيرٌ لك، إن كنت سورياً نابغة، أن تربط طموحك بحبل متين وتكتب عليه “ملح” لتصرف عنه الأنظار، وتخبئ أحلامك بين ثنايا البطاطين، وتتظاهر بالسّفه وتمشي مشية السكران كي ينظر إليك النظام بازدراء ويتركك في حال سبيلك (النظام يتقن كل النظرات إلا نظرة الشفقة)، قبل أن تتدبر تذكرة طيران إلى حيث لا بعث.
وحتى لحظة كتابة المقالة، لم أعرف السبب الحقيقي لكل هذا الفزعة الروسية المستميتة دفاعاً عن بشار الأسد وزواحفه السامة. طرقتُ الأبواب كلها، وسألت، وقرأت، بحثاً عن سبب مقنع لهذه الفزعة فلم أجد.
الأدهى أن السيدة الروسية الباردة تخلت بسرعة عن معطف الفرو الليبي رغم أنه الأغلى والأحلى والأكثر دفئاً، وتمسكت بالمعطف السوريالرقيق الذي يزحم خزاتنها ولا تحتاج إليه ولا ترتديه إلى أن كساه الغبار. فهل فقدت هذه الروسية الباردة الباهتة عقلها أم أنها ندمت على التنازل عن المعطف الليبي بلا مقابل، وقررت تعويض خسائرها بمعطفها البالي هذا.
وإذا كانت المشاريع الروسية العظمى تتكاثر وتتوالد بطريقة أرنبية في ليبيا القذافي، فإنها في سورية لا تملأ معدة العصفور، إلا إذا تم التوقيع في أيام الثورة على مشاريع جديدة مجحفة، ظاهرها البناء وباطنها حماية البعث. ففي الأيام هذه، لن يتأخر بشار ثانية واحدة عن تنفيذ أوامر السيدة الروسية، بدءاً من الاعتناء ببصيلات شعرها وتدليك أكتافها وتقطيع البصل وتنظيف صالة منزلها بعد السهرة، وانتهاء بارتداء ملابس السفرجية والوقوف خلف طاولة طعامها.
السبب الوحيد المقنع في غضبة السيدة الروسية في دفاعها عن بشار وزواحفه، هو أن إيران، المملوءة حد التخمة بالمصالح الروسية، طلبت، أو قل اشترطت، الحماية الروسية لنظام البعث السوري، في مقابل مشاريع ضخمة أخرى في إيران وسورية تُمنحان لروسيا.
وأظن أن على جامعة الدول العربية، إذا كانت نيتها صافية لإيقاف الدم السوري المنسكب، أن تتعهد للسيدة الروسية بتوفير مشاريع كبرى لها في عدد من الدول العربية النفطية شريطة أن ترفع غطاء حمايتها عن بشار. وقتها، سترمي السيدة معطفها في أول حاوية قمامة في الطريق العام إلى حقول النفط.