بعد أن هز رأسه حسرة، أطلق تنهيدة، أعقبها بجملة تؤنس وحشتها: “انظر ما الذي جلبته لنا ثورات الربيع العربي. كنا في أجمل أيامنا، فإذا بصباحاتنا تتحول إلى أنهار من الدم، والحرق، وأخبار المعتقلات والقضايا والبلايا والرزايا”.
متابعة قراءة كان ينقصهم الرابع
التصنيف: محمد الوشيحي - آمال
ليبرالية شعوب النفط
عندما تخرج هذه المقالة إلى الحياة، وتصرخ صرختها الأولى، ستكون الجموع قد اجتمعت، في ساحة الإرادة، واستقرت، ما لم يتم قمعها، باسم القانون، كالعادة.
الغريب، والمؤلم، هو ردة فعل عتاة الليبراليين، على القمع البوليسي الدائم للتجمعات، رغم مخالفته الدرس الأول في «كتابهم الأخضر»، الذي يستقون منه تعاليمهم ومبادئهم وسلوكهم.
إلا إن كانوا يعتقدون أن الحريات مقتصرة على «الليبراليين» فقط، هم من يحق لهم التجمعات، والمسيرات، والاحتجاج، والصراخ، والغضب، فإن قُمعوا قامت القيامة، وإن نُهروا ناحت نائحات البصرة… عندها لا تثريب عليهم ولا تشريب.
متابعة قراءة ليبرالية شعوب النفط
أمية بن خلف ليس نديمي
المشكلة لا تقتصر على أيام الجمعة فقط، كبقية الناس، لا، صاحبنا هذا يهوى إغراقي، واغراق كل معارفه، في محيط من الرسائل الهاتفية (المسجات) الدينية في كل يوم، وفي آناء الليل وأطراف النهار.
هناك، بالتأكيد، من أوهمه أنني من كفار قريش، أو من جلسائهم، في أحسن الأحوال. يبدو أنه يظن أنني لا أسافر إلا ومعي ندمائي، أمية بن خلف وأبو لهب والوليد بن المغيرة وشباب بني قريظة، عليهم لعائن كل من في البر والبحر والجو. متابعة قراءة أمية بن خلف ليس نديمي
طرد المقفي
الحيرة الكبرى، هي أن تسأل نفسك، ككاتب: “هل سبق لي أن كتبت عن الفكرة الفلانية ونشرتها، أم لا؟”، ثم لا تعرف الإجابة… وكنت أردد دائماً، ومازلت: “ذاكرتي كجامعة الدول العربية، لا يُعتمد عليها”.
أحياناً، تتراقص أمامي، بغنج، فكرة. يروقني دلالها، ويبهرني جمالها، وتسحرني تفاصيلها؛ رأسها وجسدها وأطرافها.
فأرجئها إلى حين، فإذا حان الحين، وأمسكت بالقلم، شردت مني، بقضها وقضيضها، ورأسها وجسدها وأطرافها.
أبحث عنها هنا وهناك، في ثنايا المخ وأطرافه، والنتيجة؛ لا وجود حتى لآثار أقدامها. تلاشت كضحكة يتيم. وكم وددت لو توقفت على ناصية شارع، لأسأل المارة وعابري السبيل: “هل رأيتم فكرتي؟”.
أصحاب القلوب الرحيمة، والخيرون من أبناء هذه الأمة العربية، نصحوني: “إذا خطرت في بالك فكرة، ولم يكن بقربك قلم، فبادر بتسجيلها بالصوت في موبايلك، حتى لا تنساها”.
وهذا ما قمت به، فسجلت بالصوت: “إبداع الشباب اختفى. الدولة تحارب الإبداع”، وذهبت الفكرة، وبقي العنوان، والعنوان وحده يكفي.
ولست ممن “يطرد المقفين”.
الالتفات بعيداً والتصفير… لا يغيران الواقع
مسكينة بعض وسائل الإعلام. توقفت رزنامتها عند الثمانينيات والتسعينيات.
ما زالت تعتقد أن مَن تُبرزه يبرز، ومَن تتجاهله يتلاشى ويختفي كدخان سيجارة! يبدو أنها لم تسمع عن وسائل الإعلام الجديدة، ولا عن وسائل التواصل الاجتماعي.
الفجي وال «لا الدامعة»…
هذا يصر: “قائد المقاومة الكويتية للاحتلال العراقي هو محمد الفجي”، وذاك يحتج: “أبداً، هو أحد قادة المقاومة لا قائدها. القائد هو الشيخ عذبي الفهد”، وثالث يوضح: “هو قائد المقاومة لفترة من الفترات، قبل أن يُلقى القبض عليه”… اختلف رواد الديوانية على “منصبه الشعبي والتاريخي”، واتفقوا على أنه “أحد أبطال المقاومة المشهود لهم”.
عن نفسي، أميل إلى الرأي القائل: “هو أحد أبرز قادة المقاومة”، فالمقاومة ليست إدارة ولا وزارة ولا حتى ميليشيا تقاد بمركزية. المقاومة كانت تلقائية، فوضوية، حماسية، بدافع وطني. وأبطال المقاومة في الفحيحيل، لا علاقة لهم بأبطال المقاومة في كيفان، ولا بأبطال الجهراء، ولا بأبطال العمرية والرابية، ولا بأبطال الدسمة، ولا بغيرها. الاختلاف فقط بين قوة هذه الخلية، وتأثير تلك، ومدى شهرة هذه وتلك.
متابعة قراءة الفجي وال «لا الدامعة»…
لسنا هؤلاء
أحياناً، وما أكثر هذه الـ «الأحيان»، أتمنى لو أنني أتسلق حتى أصل إلى قمة برج خليفة، أو برج المملكة، أو حتى برج الدلو، المهم أن أصل إلى نقطة عالية جداً، يستطيع أهل مشارق الأرض ومغاربها رؤيتي وسماعي، لأحدثهم عما يجول ويصول في خاطري.
خطة… ما قبل الرقص بالعَلَم
هي قاعدة في صرة من حرير، فك الصرة وأمعن النظر في سطور القاعدة؛ “إذا كان كلُّ مَن في البلد، أيّ بلد، يُقر بفساد مؤسساته، فكلُّ مَن تحاربه السلطة شريف، وكلُّ مَن تدافع عنه وتقربه يحمل رتبة (معاون لص)”.
ومن العجب، أنك ستجد حماسة معاوني اللصوص، وأتباعهم، أكثر من حماسة اللصوص أنفسهم، في الهجوم على خصوم السلطة، ومحاولة تشويه صورهم، بالشائعات المحرمة والمباحة.
جاكيت فندي وساعة كارتيير وحلبة…
مناحة، ولطم على الوجه، ونحيب، وآهات، ووو… ليش؟ بسبب “كيربي”، كان شامخاً في موقع “الموروث الشعبي” فهَوى، بعد أن اقتلعته عاصفة رملية، وجعلته هباءً مطعوجاً.
لذيذ هذا المجتمع. من يرى ردة فعله على سقوط “الكيربي” يظن أن الكويت، قبل سقوط الكيربي، كانت تتبختر بغنج وكبرياء ودلال، وترفع، بدلع، شعراتها التي غطت عينها اليسرى، وتجلس في أرقى المقاهي، وتضع رجلاً على رجل بإثارة وفتنة، قبل أن تعدّل ياقة جاكيتها “فندي”، وتنشر في محيطها رائحة عطورات ديور، وتعلق حقيبة يدها الشانيل على طرف الكرسي، وتنظر، بين فترة وأخرى، إلى معصم يدها، حيث تتربع ساعة كارتيير، المتخمة بالألماس.
متابعة قراءة جاكيت فندي وساعة كارتيير وحلبة…
برشلونة ومدريد وعطور ونساء…
حبيب الكل، الحكيم، الساخط على المعارضة… يصرخ في “تويتر”، وهو يتناول الشاي في غرفته الدافئة: “معارضة آخر زمن، تعارض تارة، ثم تتابع مباراة برشلونة وريال مدريد تارة، وتتسكع في المقاهي تارات”.
حنانيك أيها الساخط، حنانيك يا حفيد غيفارا، ونسيب مانديلا، حنانيك… هل كنت تتوقع منا أن نقطع فيافي أميركا اللاتينية، خلسة، والبنادق على أكتافنا، لنهاجم ثكنات الجيش، ونقطع خطوط الكهرباء، ونشعل الحرائق في الغابات، ثم، بعد أن يستتب لنا الأمر، نهرع إلى إفريقيا لمساعدة الثوار هناك، كما فعل غيفارا؟
متابعة قراءة برشلونة ومدريد وعطور ونساء…