محمد الوشيحي

الكتابة على صفحة ماء

الأوضاع الإقليمية حساسة، أو “تمر في منعطف حرج” كما تقول بيانات الاجتماعات العربية. والكتابة عن الوضع السياسي الإقليمي الراهن ستقودك من متاهة إلى متاهة، كمتاهات المرايا، وستصطدم جبهتك الغراء في سبع مرايا إحداهن بالتراب، وستحال، جنابك، إلى النيابة، بسرعة البرق، وقيل بل بسرعة الضوء، غير محسوف عليك، وستدفع كفالات لا طاقة لك بها، إلى أن يحين موعد محاكمتك، في أي بلد عربي كنت. متابعة قراءة الكتابة على صفحة ماء

محمد الوشيحي

ضحكات… من قاع القبر

“هي سنة كاملة من الكآبة العالية الجودة”، قال لي ذلك قبل أن يخفي حزنه خلف الستارة، ويطلق العنان لضحكاته: “ثلاثمئة وخمسة وستون يوماً بالتمام والكمال، يا أبا سلمان، لم تصدر مني ضحكة فرح، ولا حتى ابتسامة، ولم تظهر أسناني من مخبئها خلف شفاهي، إلا عند الضحك على الجراح”. متابعة قراءة ضحكات… من قاع القبر

محمد الوشيحي

لو كنتُ مغربياً

منذ أسابيع، والشأن المغربي يرقص بقدمٍ واحدة، رقصة أقرب إلى رقصات الهنود الحمر، الغاضبة، قبل الهجوم الانتحاري.
ليش؟ لأن وزيراً مغربياً، متزوجاً، اقترن بوزيرة مغربية، مطلقة. والقوانين في المغرب، المنظمة لتعدد الزوجات، تشترط موافقة الزوجة الأولى، وهو ما تم. إذ ذهب الوزير، لخطبة الوزيرة، بصحبة زوجته الأولى، مشفوعاً بموافقة والدته.

والمغرب من الدول العربية التي يندر فيها تعدد الزوجات، إذ تقترب نسبته من الصفر (0.2%)، ويكاد يكون “محرماً” في بعض الأوساط الاجتماعية في المغرب. وكثيراً ما قرأنا عن مطالبات بعض التيارات الليبرالية المغربية بمنع تعدد الزوجات وتجريمه. وكم من معركة فكرية وسياسية، في المغرب، كان تعدد الزوجات محورها الرئيس. متابعة قراءة لو كنتُ مغربياً

محمد الوشيحي

علبٌ فاخرة

الشركات المصنعة للمواد الاستهلاكية التي لا يظهر أثرها سريعاً، مثل الكريم المرطب للبشرة، والكريم المزيل للتجاعيد، والسيروم المغذي لبصيلات الشعر، وغيرها من المنتجات التي امتلأت بها الفضائيات… تركز في تسويق بضاعتها على الشكل الظاهري، فالعلبة فاخرة جداً، والغلاف باهظ الثمن، واسم الماركة نخبوي، ووو، وستقضي على كل التجاعيد، وتحلى المواعيد… في حين أنك قد لا تجد نتيجة تُذكر بعد استخدام هذه المواد! الشكل الخارجي أغراك، فصدّقتَ، وأمِنتَ، ودفعتَ، وتكروتَّ.

حكومتنا تستخدم الفكرة ذاتها، لكن بمحتوى فارغ؛ خذ عندك علبة فاخرة، وألواناً براقة، وغلافاً باهظ الثمن، ووعوداً طموحة… فهي ستبني مطاراً جديداً، وستحفر الأنفاق للمترو، وستبني مدينة رياضية تُبكي أهل سيدني حسرة، وستدشن مدينة طبية، كاملة متكاملة، وستبني جسوراً حلزونية لولبية، وستعمل وتعمل وتعمل… وكلها علب فاخرة فارغة، لا تجد فيها إلا الهواء الطلق والهراء الطليق.

وأمس شاهدت مقطع فيديو عن «مترو إسطنبول»، وعما تم إنجازه، وعما تبقى من الخطة، وكلها بالمواعيد. فخطوط المترو هذه أُنجزت في عام 2013، وتلك في عام 2014، وأخرى في هذا العام، ومجموعة من الخطوط سيتم إنجازها في العام القادم، ومجموعة أخرى في العام التالي، وأخرى في العام الذي يليه… وهكذا.

كل هذا موضح بالخرائط والأرقام والأسماء. لم تكن وعوداً في الهواء، ولا علباً فاخرة فارغة. وهنا يكمن الفرق بين الحكومات التي تخشى المحاسبة، وتحرص على إرضاء الشعب وأصواته الانتخابية، والحكومات التي أمِنت العقوبات، فنامت.

محمد الوشيحي

لذة اليأس

أحياناً أتساءل: عماذا يكتب كتّاب الرأي، المختصون في الشأن المحلي، في الدول المحترمة، كنيوزيلندا وأمثالها، في مقالاتهم الأسبوعية أو الشهرية؟ يعني تعال معي نتخيل، لو أنك كاتب عمود في صحيفة نرويجية، على سبيل المثال والخيال، وأردت أن تشير بإصبعك الكريمة إلى خطأ ما، وتطالب بتصحيحه، فأي خطأ ستشير إليه، وأنت تعلم أن المسؤولين هناك يتسابقون على تطوير البلد وتقويم أي اعوجاج يجدونه، وأن تغريدة واحدة في “تويتر”، كتبها مراهق، أو صورة في “فيسبوك”، وضعتها امرأة وهي ترضع طفلها، ستدفع الحكومة، برئيسها، وأعمامه وأخواله وزوج ابنته، إلى إصدار بيان يعتذر فيه عن الخطأ، ويتعهد بالبدء فوراً بتصحيحه… فإلى أي خطأ ستشير؟ متابعة قراءة لذة اليأس

محمد الوشيحي

قلمات

إحدى عاداتي الغريبة التي لم تنقطع؛ مراقبة وجوه التعساء، وتخيّل حيواتهم، وأسباب بؤسهم… أمس، وللمرة المليون، أمعنت كثيراً في ملامح رجلٍ، في منتصف عمره، يبيع المناديل عند إشارة المرور. لم يتخلف يوماً عن موعده، ولم تتخلف تجاعيد بؤسه، يوماً، عن إظهار مقدار التعاسة والتعب والحزن على وجهه… سألت صديقي الجالس إلى جواري: هل من الممكن أن تغطي المناديل نفقاته وقوت يومه، وأسرته، إن كانت له أسرة؟ وهل المبلغ يستحق تحمُّل الصقيع والشمس الحارقة؟ فصعقني: لا أظن ذلك، قد يكون من المباحث! فرددت عليه وأنا أحاول استعادة فكي الذي سقط إلى أسفل: السجن المؤبد أرحم له من مثل هذه الوظيفة. لا تزده بؤساً، أرجوك. متابعة قراءة قلمات

محمد الوشيحي

شعوب مجهولة الجدين

فجأة، ضجت وسائل الإعلام بخبر اكتسح البر والبحر والجو؛ “وفاة الأديب الألماني غونتر غراس”. الفضائيات تحولت إلى نائحات، ومواقع التواصل الاجتماعي تحثو التراب على رأسها حزناً، وبعض الأدباء عبروا عن شعورهم باليتم، وبكاء وعويل ونواح… كل هذا قرأته وشاهدته، دون أن أعرف من هو هذا الـ”غونتر غراس”، وأظن أن آخرين كثراً مثلي لا يعرفونه، وإن تظاهروا بمعرفته، كنوع من استعراض الثقافة.

عذري، أمام نفسي، أنني لست من العشاق الهائمين صبابة بالأدب الأوروبي، ولا من كارهيه، بالطبع. لكنني أميل إلى “أدب الشعوب الفقيرة”، كأميركا اللاتينية، وشرق آسيا، وإفريقيا. متابعة قراءة شعوب مجهولة الجدين

محمد الوشيحي

قبل أن يفقس بيض الجاهل

عندما قرأت تصريح د. بدر العيسى، وزير التربية وزير التعليم العالي، تذكرت، مباشرة مقولة العم سعد الطامي، شفاه الله وعافاه، ومقولة المرحوم د. أحمد الربعي، عن بعض الدكاترة.

مشكلة كبرى، وكارثة، أن يحمل المعني برسم سياسة التربية والتعليم نفَسَاً كربونياً ملوثاً، يخنق حتى الجراثيم والبكتيريا، لفرط تلوثه… مشكلة وكارثة أن يتبنى أحد أعضاء الحكومة نفَسَاً عنصرياً بغيضاً، وهو المعني، مع زميله وزير الإعلام، ببث روح الوحدة الوطنية في صدور الكبار والصغار. متابعة قراءة قبل أن يفقس بيض الجاهل

محمد الوشيحي

فنجان قاسم سليماني.. مشروب

يا عيني على بعض رجال الدين، وبعض الصحفيين. يا عيني عليهم وهم يحللون «عاصفة الحزم»، على طريقة بني فزارة وغطفان وعين الماء وهل من مبارز!
متابعة قراءة فنجان قاسم سليماني.. مشروب

محمد الوشيحي

المذكور أعلاه… صديق البراك

بصمت، وبدقة، وخسة… ينفذون خطتهم المكارثية الكارثية (مكارثي، عضو أميركي قاد حملة “لتطهير أجهزة الدولة من جواسيس الاتحاد السوفييتي والمتعاطفين معه”، ولم يسلم منه حتى شارلي شابلن، الممثل الصامت الشهير. وبعد سنوات، وبعد أن ضاع الكثيرون “في الرجلين”، تبين كذبه ومبالغته وخسّته).
نحن في الكويت، صدقاً لا مبالغة، نعيش في مرحلة أخطر؛ “تطهير أجهزة الدولة من أنصار المعارضة، خصوصاً المتعاطفين مع مسلم البراك، وإحلال أنصار الموالاة مكانهم”! وأنا هنا لا أتحدث عن الوظائف الكبرى، مثل وزير أو ما شابه (الوزير في الكويت موظف منفّذ لا أكثر)، بل أتحدث عن مناصب من مدير وما دون.
متابعة قراءة المذكور أعلاه… صديق البراك