ليس أسهل من السير مع الموجة الكبرى، وكتابة تصريح بلاستيكي، يصلح لكل المواقف الحزينة، ويناسب كل حوادث التفجير والإرهاب، كما يفعل بعض الساسة، والباحثون عن ظل الأشجار المثمرة.
ليس أسهل من قول: “ما حدث في مدينة الدمام السعودية، من محاولة تفجير مسجد أثناء اكتظاظه بالمصلين، نتج عنه سقوط شهداء ومصابون، هو إرهاب خسيس وجبان، لكننا متأكدون من أن الأشقاء في السعودية على قدر المسؤولية، وسيتمكنون من إطفاء حرائق الفتنة”. هذا تصريح سريع، كتبته من دون تفكير، وبإمكاني كتابة سبعة تصريحات مشابهة، أحدها بالتراب.
خذ تصريحاً بلاستيكياً آخر: “ما يفعله الإرهابيون ليس من الإسلام في شيء، فديننا دين تسامح وتعايش”، أقول هذا ثم أسوق أمثلة على طريقة رسولنا الأكرم مع جاره اليهودي… وهكذا.
متابعة قراءة حرائق في بيتنا
التصنيف: محمد الوشيحي - آمال
أخيراً… هطل المطر
بعد فترة طويلة من الجدب والقحط… بعد فترة غابت فيها الفرحة، وماتت الابتسامة، وطغى الجفاف على الصحارى… أخيراً هطل المطر، فابتلت العروق، واخضرّت الصحارى القاحلة، وعلت في السماء ضحكات كبار السن لتقارع ضحكات الأطفال، وانهمرت التبريكات في طول الكويت وعرضها، بل ومن الأصدقاء والمعارف الخليجيين، عند سماعهم خبر صدور حكم القضاء ببطلان قرار إسقاط جنسيات أسر كاملة، يجمعها اسم واحد هو “البرغش”، لا أسرة واحدة كما يظن البعض.
متابعة قراءة أخيراً… هطل المطر
أيها اللبنانيون.. فلّوها
لبنان، هذا البلد المهضوم (بالمناسبة، ما زلت أعتب على لغتنا الفصحى التي تعتبر «لبنان» اسماً مذكراً، في حين تطلق على كل الدول الخليجية أسماء أنثوية، أو مؤنثة! شوف الظلم.. مع أن لبنان أنعم من الحرير، وأزهى من ألوان الفراشة. ولا أدري لماذا قررت اللغة العربية الفصحى تركيب شنب وسكسوكة له، وتغنيج دول الخليج التي تُخجل التمساح لفرط خشونتها).. هذا البلد «الكيوت» المهضوم، الذي يتعانق فيه الجبل والبحر، نهاراً، ولا أدري ما الذي يفعلانه ليلاً، والذي لكثرة الأنهار فيه، قرر تشنيعها، من شدة البطر، فأطلق على أحدها اسم «نهر العاصي»، وأطلق على النهر الآخر اسم «نهر الكلب»، والنهر الثالث «نهر الموت»! هذا البلد تلاعبت فيه السياسة، فجرّحت خديه، وأدمت أنامله الرقيقة. متابعة قراءة أيها اللبنانيون.. فلّوها
مسكونة بالجن… لا شك
كلما قرأت تصريحاً لرئيس وزراء الإمارات، الشيخ محمد بن راشد المكتوم، عن المشاريع المُنجَزة في دولته، والمشاريع الموضوعة على الخطة. أو كلما شاهدت إنجازات حكومة قطر، وسلاسة أعمالها، وطموحات مسؤوليها الشبان. أو كلما تابعت عظمة حكومة تركيا، ومصداقيتها في إنجاز المشاريع الكبرى قبل وعودها… وقارنت كل ذلك بالكويت المتآكلة، المشققة الجدران، المنهوبة، المقرومة، المعفوسة، الممزقة… تساءلت: هل تستطيع حكومتنا، بأجهزتها الإدارية والتنفيذية، النهضة بالبلد، وبنيته التحتية، ومنافسة الدول المذكورة أعلاه، لكنها لا تريد ذلك، لأسباب لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم، أم أنها لا تستطيع؟
وقبل أن يجف حبر سؤالي، وقبل أن يرتد إلي طرفي، تقفز الإجابة أمامي، بكلمة واحدة: “كلها” أو بالفصحى “كلاهما”، أي أنها لا تريد أن تبني البلد، ولا تستطيع، أصلاً، إن هي أرادت. لأن عدداً كبيراً من قياداتها التنفيذية لا يجيدون إلا السرقات “بطريقة قانونية”، ولم يتم تعيينهم، من الأساس، إلا لأنهم يجيدون ذلك، ولا شيء غيره، ويتقنون حركة “ضبّط الأوراق قبل لا تسوي شيء”.
متابعة قراءة مسكونة بالجن… لا شك
نحن القطة المغمضة
الله على من يستنكر تفجير “مسجد القديح” الشيعي في السعودية، وهو لا يكل ولا يمل من مهاجمة الشيعة، كطائفة ومذهب، على مدار الساعة، ويحرض على اجتثاثهم.
الله على من يبكي، ويحثو التراب على رأسه، حزناً على القتلى والمصابين الشيعة في انفجار “مسجد القديح”، ويرقص طرباً عند رؤية جثث السوريين السُّنة المقصوفين ببراميل بشار.
سيبك من “شعارات الزينة”، سيبك من حكاية “الوحدة الوطنية” و”التعايش” و”مجتمع الأسرة الواحدة” وبقية الخرابيط، فهذه مثل البسكويت وقناني مياه “بيريه” التي نشاهدها على طاولة اجتماعات القادة، أو اجتماعات الوزراء، هي للزينة فقط. راجع كل الصور، الملتقطة للاجتماعات، ستجد أن أحداً لم يمد يده ليتناول البسكويت أو مياه بيريه. متابعة قراءة نحن القطة المغمضة
بِخ
يقيني أن الشراسة لم تكن موجودة في الحياة قبل وجود العراق. العراقيون هم الذين أوجدوها. هم الذين صنعوها وأسسوها، بالمشاركة مع الليبيين.
العراقيون حتى في قصائدهم الغزلية شرسون. وسبق لي أن كتبت مقالات عدة عن شراستهم، منها تلك التي تحدثت فيها عن أيام الدراسة، التي جمعتنا بهم، في الكلية العسكرية في مصر، وفي أيام المراهقة والزعرنة، وجاء فيها…
“وتوالت الأيام والعركات، وبلغني ذات مساء أن العراقيين ضربوا أحد الكويتيين، وأنه يرقد الآن في عيادة الكلية، فاقتحمت عنبر العراقيين، على اعتبار أنهم ما إن يروني حتى يتشعبطوا بالسقف هرباً، أو يندسّوا تحت أسرّتهم فزعاً، فأضطر مكرهاً إلى سحب الواحد منهم بكراعه من تحت سريره، وكف كفين، وبكس بكسين، وأعود إلى عنبر الكويتيين بالغنائم. لكن خطأً ما حدث في السيناريو، إذ أغلق العراقيون باب عنبرهم وأنا في الداخل! ووفقهم الله فخنقوني، وألهمهم الله فداسوا في بطني، وأعطوني ما تيسر من اللكمات، والرفسات، ثم حملوني، مشكورين، ورموني خارج العنبر، وأغلقوا الباب على أنفسهم، تحسباً لانتقام الكويتيين.
متابعة قراءة بِخ
حقيبتي… نصيبي من الغنائم
قبل الحكم على ضمير الأمة، مسلم البراك، بالسجن، وأثناء جلسة جمعتني بصديق، سألني: ماذا لو عاد الزمن بك إلى الوراء، هل كنت ستمشي على خط سيرك الذي مشيت عليه، أم سترضخ للواقع؟ بسرعة أجبته: سأشرح لك ما كنت سأفعله…
كنت سأنضم إلى تيار ديني، وأظهر أمام الناس بمظهر التقي الورع الزاهد العابد، وسأتقدم بترشيح نفسي للانتخابات، وبعد نجاحي سأُخرج لساني لزملائي قبل أن أخرجه للناخبين، وسأستميت في الدفاع عن الحكومة، وعن تفرد السلطة بالقرار، وسأستغل فصاحتي وقدرتي على التبرير في خدمة السلطة، ظاهرياً، وخدمة أهدافي، واقعياً. وسأسكت عن كل فساد السلطة الظاهر للعيان، وسأركز جهودي في مهاجمة المعارضة، وتشويهها… متابعة قراءة حقيبتي… نصيبي من الغنائم
حبل حشد
أيها الحشديون، أو بعض الحشديين، ما الذي حدث لكم؟ قتلى وجرحى ومصابون، والرماة فوق الجبل، والمقاتلون عند بئر الماء، والنساء تولول، والأطفال يصرخون… وليلتكم طويلة… ما الذي حدث لكم؟ أين النبل والفروسية في الاختلاف؟
وقبل أن أغوص في غبة الموضوع، أقول لمن يقرأنا من على الشاطئ، أو من خارج الكويت، ويجهل معنى كلمة “حشد”: حشد، أو الحركة الشعبية الديمقراطية، هي تيار سياسي معارض، يرتدي القميص رقم عشرة، فهي ميسي المعارضة، المسؤول عن بناء الهجمات وتسجيل الأهداف وإمتاع المتابعين.
هذا الكوري… عربي
وكالات الأنباء العالمية تتحدث عن قيام هذا الزعيم الكوري الشمالي الشاب (لم أقل الولد) بقتل وزير دفاعه، قصفاً بصاروخ مضاد للطائرات. ليش؟ لأنه غفا أثناء وجود الزعيم الشاب الملهم، رئيس الجمهورية. وقيل إنه لم يكتف بالغفوة، بل لم ينتبه لسؤال الرئيس الشاب، فٓحَقَّ قصفه.
الحبكة ليست هنا، فهذا ما اعتدناه، ولا جديد فيه… إنما الحبكة هي أن العربان تضاحكوا عند قراءتهم الخبر! أي والله. تضاحك العربان بعد أن تقمصوا أرواح الشعوب الاسكندنافية، وتظاهروا بأنهم يسمعون بمثل هذه “المضحكات المبكيات” للمرة الأولى. متابعة قراءة هذا الكوري… عربي
اممممواح… على شفاهها
الربع غاضبون، يلطمون، يتحلطمون. ليش؟ تسألهم، فيجيبون: “هذه الحكومة لم تعد تخجل، وكلما فشلت في شيء، وهي في كل شيء فاشلة، ألقت اللوم على الآخرين. فسبب تعطل التنمية هو المعارضة السابقة، التي غادرت الميدان واختفت آثارها، وسبب فشل وزارة الشؤون هو إفطار الموظفات، وسبب الازدحام المروري هو استهتار الناس بالقوانين المرورية، ووو…، لم تعترف يوماً أنها غير قادرة على العمل، وأن الإنجاز في عهدها أصبح كالغول والعنقاء”. متابعة قراءة اممممواح… على شفاهها