محمد الوشيحي

خلية هاني شاكر

أنا عن نفسي أصدّق أن المسؤولين الذين اختطفوا العزاء في المسجد الكبير، ووقفوا يتلقون التعازي قبل أهالي الشهداء، أكثر حزناً من أهالي الشهداء أنفسهم… أحلف لك؟ والحمد لله أن الأمور لم تتطور، فيصر هؤلاء المسؤولون على تلقي العزاء من أهالي الشهداء وأحبائهم.
وأنا أتحدث عن المسؤولين الذين خطفوا العزاء من المعنيين به والمكلومين، لابد أن أؤكد احترامي وإجلالي لصاحب السمو الأمير، باعتباره والد الشهداء، وباعتبار أن وجوده في العزاء، وقبله في موقع التفجير، يحمل رسائل كثيرة وشديدة الوضوح.
لماذا لم يقف هؤلاء المسؤولون، في ترتيب تلقي العزاء، بعد أهالي الشهداء؟ الإجابة واضحة؛ لشدة حزنهم الذي فاق حزن أهالي الشهداء. شفيك؟ هؤلاء يمتلكون إنسانية تفوق إنسانيتنا جميعاً… طيب لماذا لم يهرعوا إلى بنك الدم للتبرع بدمائهم، كما هرع الناس، بدلاً من اختطاف العزاء؟ لأنهم متأثرون جداً، ومشغولون بالبكاء والنحيب، ولا وقت لدى بعضهم للتبرع بالدم.
يا عيني على كمية الإنسانية التي تناثرت من كؤوسهم وأغرقت البلاط، ويا عيني على الذي أتى من هناك، يحمل وردة في جيبه العلوي، وينقل لأهالي الشهداء تعازي “تنظيم أسود الجزيرة”، وهو ما ينقصنا تماماً. متابعة قراءة خلية هاني شاكر

محمد الوشيحي

الموحد المفرّق!

بدءاً، عظم الله أجر الجميع، ورحم الشهداء، وشافى المصابين، وألهم الكويت ومن يحبها الصبر، بعد هذه الفاجعة الكبيرة، التي نفذتها كائنات حقيرة، تحمل عقولاً صدئة خاوية، وأرواحاً منتنة. وإلا كيف يتباهى “الدواعش” بشجاعة خنزيرهم، وهو الذي لم يواجه “أعداءه” من أمامهم، بل جاء من خلفهم، غدراً، مستغلاً سجودهم لربهم، لينفذ عمليته الجبانة، قبل أن يتباهى شركاؤه بشجاعته!
وبالتأكيد، حديثنا اليوم، والدماء ما زالت تنزف، والدموع ما زالت تنهمر، والآهات ما زالت ترتفع، سيكون مختلفاً عن حديثنا بعد أن تذهب سكرة الألم وصدمة الخبر، وتأتي “الفكرة”. فاليوم سنحتضن أهالي الشهداء والمصابين، وسيعزّي بعضنا بعضاً، وسنصطف معاً في وجه الخنزير الإرهابي “الموحّد”، كما سمى نفسه، وحظيرته من خلفه، ونقول بصوت واحد: “بالفعل، لقد وحّدنا هذا الموقف رغم اختلافاتنا التي لن نكابر بادعاء عدم وجودها”.
وأصابعنا التي تشير إلى موقع الكارثة، هي ذات الأصابع التي تشير إلى “بنك الدم” والتزاحم الذي حدث أمام بابه، إلى الدرجة التي دفعت قياداته إلى إعلان الاكتفاء في وقت مبكر، وهي ذات الأصابع التي امتدت لتربت على أكتاف المكلومين، وهي ذات الأصابع التي كتبت في مواقع التواصل الاجتماعي، مخاطبة “داعش” وخنازيره: “لن تهزمونا”.
اليوم عزاء، وبعد العزاء لنا حديث… عظّم الله أجوركم، والحمد لله على كل حال.

محمد الوشيحي

تويتر والمصالحة والاختراق

هي حرب إعلامية، ميدانها تويتر، والسلاح الأقوى فيها هو اختراق الحسابات، ثم التغريد بلسان المخترَقة حساباتهم، عن المصالحة والمسامحة والمطارحة وما شابه. وأتشرف بأن حسابي هو أول حساب تم اختراقه لهذا الغرض. ليش أتشرف؟ لأن هذا دليل على أنهم لم يستطيعوا “إقناعي” أو “إقناعنا”، أقصد سعود العصفور وأنا، بأي طريقة من الطرق، لترويج قناعاتهم، فاضطروا إلى الاختراق والتزوير. ومازال الحساب مخترَقاً حتى اللحظة. وسبق أن كتبت عن هذا قبل أيام، عندما تمت استعادة حسابي، قبل أن يتمكن الهاكر من اختراقه مرة أخرى (تمت استعادته مرة أخرى).
أكثر من صديق أبلغني أن “الجماعة” أو “الربع” استعانوا بمجموعة من “الهاكرز الهنود”، للتجسس على المعارضين لسياسات السلطة، واختراق حساباتهم في مواقع التواصل، وتزوير قناعاتهم. وما أكد المعلومة هو ما توصل إليه أحد الأصدقاء المتمكنين تكنولوجياً، عندما وجد الرمز المستخدم مكتوباً باللغة الهندية. متابعة قراءة تويتر والمصالحة والاختراق

محمد الوشيحي

حلوين ومهووسون في رمضان

الدنيا تتطور، والشبان الحلوين المنتمون إلى تيارات التفجير والتكفير والتدمير يتطورون. وكانوا في السابق يفجّرون حافلات السيّاح الأجانب، في أماكن نائية وبعيدة، قبل أن يُكملوا، بالأسلحة الرشاشة، على مَن تبقى منهم حياً، من باب «إتقان العمل»، كما في مصر الثمانينيات. والضحايا كانوا كلهم ينتمون إلى الديانة المسيحية، وكان عددهم لا يتجاوز العشرين سائحاً، في «الوجبة» الواحدة.
ثم تطور الشبان الحلوين فصاروا يقتلون المسيحيين، في أي مكان يجدونهم فيه، لأنهم مسيحيون، ولأن هؤلاء المسيحيين هم تذكرة الطيران إلى الجنة، حيث الحور العين. متابعة قراءة حلوين ومهووسون في رمضان

محمد الوشيحي

توتّر وتويتر

كانت ليلة غريبة، امتلأ فيها هاتفي برسائل غير مكتملة المعنى، تحمل كل منها استفساراً يخفي عتباً، إن لم أقل خيبة، كـ”مصالحة مع من يا بوسلمان؟”، و”ممكن توضح لنا شنو تقصد؟”، و”عسى ما شر؟”، وما شابه من الرسائل التي نفخت بطن الواتس آب ولم تشبعه.
المضحك أن ردودي على بعض الأصدقاء، عبر الرسائل، كانت تحمل علامات استفهام وتعجب أيضاً، من باب “داوها بالتي كانت هي الداء”، إذ لم أفهم المقصود، إلى أن أبلغني أحدهم الخبرَ: “تغريدتك في تويتر عن المصالحة أشعلت الخلاف بين المؤيدين والمعارضين”! أي تغريدة تقصد؟ وأي مصالحة؟ سألته، قبل أن أهرول مسرعاً لمشاهدة حسابي في تويتر، فلم أستطع فتحه… هنا أدركت أن أحدهم “حنشلَ” حسابي، وغادر به. متابعة قراءة توتّر وتويتر

محمد الوشيحي

الجامعة… ومعنى كلمة بعض

صراخ، ونحيب، وضرب على الرؤوس بالكفوف، ومولد، والله حي، وبالروح بالدم، وتبادل ضرب بالكراسي، وهيصة… والسبب جملة في مقالتي السابقة، المعنونة بـ”خريجو الثانوية… إنه الخرطي المعتق”، وتحمل تلك الجملة كلمة “بعض” بين يديها، وترفعها فوق رأسها ليراها الكفيف قبل المبصر، لكن “بعض” اللاطمين، أكرر “بعض”، وبعض لا تعني “الجميع” ولا “الأغلبية” ولا “السواد الأعظم”، بل معناها “بعض”. صح؟ أقول: بعض اللاطمين تركوا موضوع المقالة المستحق، وتشعبطوا في الجملة، بعد أن سلخوا منها كلمة “بعض”، ودفنوها، ثم مسحوا آثارها بالديتول الخبيث، كي يتباكوا ويشتموا الكاتبجي “دفاعاً” عن الجامعة وسمعتها. بل إن أحد الدكاترة، ولا أدري هل هو أستاذ في الجامعة أم عابر سبيل، ركب حصانه الأبجر وغرد: “أساتذة الجامعة خط أحمر”، والحمد لله أنه لم يقل “لحومهم مسمومة”.
متابعة قراءة الجامعة… ومعنى كلمة بعض

محمد الوشيحي

برشلوني مندس

بعدما سقط الاتحاد السوفياتي، وسيطر الديكتاتور الأميركاني على الأرض، تحولت الدنيا إلى مسرحية من مسرحيات «ون مان شو»، فلا وجود لمنافس، ولا ند، ولم يعد يخشى ذلك الكاوبوي أحداً من الكائنات، فأطلق لفرسه العنان، وراح يمشي بخيلاء في القرية، ويقسّم الكوكب تقسيم كعكة الميلاد… باختصار، بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، صار الأميركاني وحده في الملعب، وصارت المباراة «بايخة» ومملة.
متابعة قراءة برشلوني مندس

محمد الوشيحي

خريجو الثانوية… إنه الخرطي المعتق

مبروك النجاح، والمستقبل أمامكم أشد سواداً من الفحم الإفريقي، فستتنافسون على الجامعة الوحيدة، وستتساقطون على أبوابها كأوراق الخريف، وستغرقون في عرض البحر قبل الوصول إليها، وسيجتاز أمواج البحر، يا ولدي، قلة، وقيل بل ثلة، ستقبلهم الجامعة اليتيمة الكئيبة التي تتمنع كما تمنعت ابنة النعمان بن المنذر بن ماء السماء.
متابعة قراءة خريجو الثانوية… إنه الخرطي المعتق

محمد الوشيحي

ركابكم محمّلة

بعض علماء النفس، وبعض ذوي الخبرة، يقولون في تعريف “الخارق”: هو من يخرق قوانين الطبيعة.
والعلّامة علي الوردي، رحمه الله، يقول في كتابه العظيم “من وحي الثمانين”، ما معناه: “المجتمعات تسيطر عليها الأنا الاجتماعية، بحيث تفرض سطوتها على الأنا الفردية”، ثم يشرح أهمية الأنا الفردية في تطور المجتمعات، وأنه لولا الخشية من الأنا الاجتماعية، لتَخَلص الناس من بعض المعتقدات الخاطئة، ولكسروا القوالب القديمة، وطوروا أنفسهم ومجتمعاتهم.
متابعة قراءة ركابكم محمّلة

محمد الوشيحي

حريم السلطان والإمبراطورة… وأحوال بلدين

الشاعر يقول: “من نظرة الرجّال تعرف خوافيه”، وأنا أقول: “من المسلسلات تكشف خوافي البلد ومستواه”. ففي تركيا تجد، مثلاً، مسلسل “حريم السلطان”، الذي كسّر الدنيا وفتتها، وجذب الملايين من الدولارات، عبر السوّاح الذين تزاحموا على مدخل “توب كابي”، أو الباب العالي، ومسجد السليمانية، حيث يرقد رفات السلطان سليمان القانوني وحرمه السلطانة روكسلانا، أو “هورّم” كما جاء اسمها في المسلسل الشهير… ليشاهدوا مواقع الأحداث على طبيعتها.
وعندما أقول عن هذا المسلسل العظيم “كسّر الدنيا وفتتها”، فأنا لا أبالغ، رغم اختلاف أحداثه، في بعض التفاصيل، عما قرأت، لكنه يستحق أكثر من كلمة “عظيم”، فقد أبهر المخالفين قبل المؤيدين. ومن أبرز مخالفيه، أو مخالفي مضمونه، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومعه ملايين من البشر، يرون أن المسلسل شوّه صورة السلطان الخالد سليمان القانوني، وأظهره بصورة الرجل الذي تقوده امرأته، أو “سكّانه مرته”، كما في اللهجة، وأظهر السلطانة روكسلانا بمظهر “النسرة”، في حين أن تاريخ السلطان سليمان، وقوة شخصيته، يكشفان تهافت هذه الكذبة الكبرى، كما يقول أردوغان وبقية المعترضين على “تشويه التاريخ”. كذلك أعمال السلطانة روكسلانا الخيرية، تكشف حقيقة معدنها الطيب، لا المتآمر، كما في المسلسل.
متابعة قراءة حريم السلطان والإمبراطورة… وأحوال بلدين