محمد الوشيحي

سناب وتويتر… والحكومات والشعوب‏

في البدء، كان تويتر سلاحاً نووياً في يد الشعوب، أحسنت استخدامه، فمكّنها من الثورات، ومن قلب المعادلة، ومن خلع بعض الكراسي التي لم يكن خلعها ممكناً حتى في الأحلام.
مئة وأربعون حرفاً تويترياً، صحيح أنها أحرف نووية، لكنها صديقة للبيئة، وللإنسان، وللأطفال، وللمستقبل والحياة، وللبشرية كلها.

متابعة قراءة سناب وتويتر… والحكومات والشعوب‏

محمد الوشيحي

اللي يح الكويت…

الأمر ليس سبهللة، ولا وكالة من غير بواب، ولا كل من ادعى حب الكويت يحبها فعلاً. فكل الذين عارضوا السلطة وأداءها يكرهون الكويت بالضرورة. وكل الذين احتجوا ضد السرقات المتتالية يكرهون الكويت، قبحهم الله. وكل الذين غضبوا من السحب السياسي للجنسيات، يكرهون الكويت. وكل الذين بكوا قهراً على تراجع الحريات، يكرهون الكويت. وكل الذين صرخوا مطالبين ببناء مستشفيات، مثل خلق الله، ومنشآت رياضية، ومسارح، وأماكن ترفيه، وما شابه… كلهم يكرهون الكويت.
متابعة قراءة اللي يح الكويت…

محمد الوشيحي

الفدائيون الأذناب

من حسن حظ الكويت أنني لست مسؤولاً إيرانياً، ولا أعمل في الأجهزة المخابراتية في إيران، وإلا كنت رسمت مخططاً يذهل الشياطين والأبالسة، ويجعل الكويتيين “يلفّون السبع لفات”.
ماذا كنت سأفعل؟ كنت سأنسق مع مهاويس داعش لتحريك الطائفية في الكويت، سواء بالمتفجرات أو في مواقع التواصل الاجتماعي، ومن الناحية الثانية كنت سأبحث عن نائبٍ في البرلمان، “ذنب يدعي أنه رأس”، أو مسؤول في أي مؤسسة مهمة، متاجر بالطائفية وفخور بـ”ذنبيّته”، وأعطيه أمراً باستفزاز الناس، شيعتهم وسنتهم، عبر التذلل لأهالي القتلة والإرهابيين، وتقبيل رؤوسهم أو أياديهم، والتباهي بذلك في وسائل الإعلام. متابعة قراءة الفدائيون الأذناب

محمد الوشيحي

حتى الطماطم… جزء من السياسة

معلومة قد لا ينتبه لها البعض، تقول: “السياسة مرتبطة بكل شيء في حياتنا اليومية، إن بصورة مباشرة أو غير مباشرة، لكن غالبية الناس لا يعلمون أنهم يخوضون في الحديث السياسي، أثناء نقاشاتهم اليومية”.
بمعنى، يشتكي الناس الزحمةَ، وهم لا يقصدون، غالباً، الحديث عن السياسة، لكنهم، عمداً أو من غير عمد، دخلوا في هذا الحديث السياسي، خصوصاً إن بحثوا في جذور المشكلة وأسبابها.
وعندما يشتكي الناس تهالكَ مبنى المطار، وسوء خدماته، وخرير أسقفه، وفوضاه العارمة، فهم يتحدثون هنا حديثاً سياسياً صرفاً، وإن من غير قصد. وهكذا، يجد الإنسان نفسه يتحدث عن السياسة حتى لو لم يقصد ذلك.
متابعة قراءة حتى الطماطم… جزء من السياسة

محمد الوشيحي

أسرار وكواليس الاتفاق النووي

كي يطمئن بعض الخليجيين الغاضبين على أميركا ودول الاتحاد الأوروبي بسبب تقاربها الأخير مع إيران، والتقاء مصالحها معها، بعد الاتفاق النووي، الذي اتضح فيه أن أميركا تسعى خلف أهدافها الخاصة، ولا يعنيها مصالح حلفائها العرب، كما توهم بعض الخليجيين المتشائمين… أجد نفسي مضطراً إلى كشف ما دار في كواليس الاتفاق، بعيداً عن أعين الراصدين، وقريباً من أعين مصادري الخاصة، المنتشرة في تلك الأروقة.
والمصادر الخاصة نعمة، وموهبة في الوقت نفسه، وسبق لأحد الزملاء، من الكتّاب الكويتيين، أن أطلق أقماره الصناعية التجسسية، فوق إسرائيل، ليرصد اجتماع الحكومة الأمنية المصغرة، ويكشف لنا، بالتفصيل الذي لم يخلُ حتى من طريقة جلوس الوزراء الإسرائيليين في الدور الرابع تحت الأرض، أو السابع تحت الأرض، لا أتذكر… كل ما دار في الاجتماع، بما في ذلك القهقهات، خصوصاً عندما فك إيهود باراك ربطة عنقه وهو يتململ على كرسيه.
وهنا، وللمرة الثانية، أتطوع، ككاتب كويتي، بنقل بعض ما دار خلف الكواليس في المفاوضات النووية، نقلاً عن مصادري التي كانت جالسة خلف كواليس المفاوضات… ففي أحد الاجتماعات، دخل المفاوض الأميركي وهو يحمل خريطة الخليج العربي، وأشار إلى القسم الغربي منها، وهو يرفع سبابته في وجه المفاوض الإيراني: “اسمع أيها الإيراني، هذه الدول وشعوبها أعز علينا من أنفسنا، ولن نقبل تهديد أمنها، ولا يهمنا في هذه الحياة الدنيا إلا سعادة أهلها، ويميناً بالله، إن شاهدت صاروخاً في أرضك، موجهاً إلى هذه الدول، لأجعلنك تتمنى أن لم تلدك أمك”، فأطلق المفاوض الإيراني زفرتين، ووضع يديه على رأسه، وأسند جبهته إلى الطاولة، وتمتم لمساعده: “أعطني ربطة عنق بسرعة”، فاستعار مساعده ربطة عنق من أحد موظفي الاستقبال، فارتداها المفاوض الإيراني، ثم قام بتوسيعها من على رقبته وهو يتنهد، ثم غمغم بغضب: “لا أدري ما سر عشق الأميركان للعرب ودفاعهم عن مصالحهم، لا أفهم ذلك، لا أفهمه”، ثم بدأ بالبكاء. متابعة قراءة أسرار وكواليس الاتفاق النووي

محمد الوشيحي

واتس أب و«دي إن إيه»…

الحديث يدور الآن، في أروقة السلطات، عن قطع خدمة الاتصال عبر برنامج واتس أب وڤايبر وما شابههما، بحجةٍ ظاهرها الحفاظ على الأمن، وباطنها الحفاظ على “مصالح الشركاء وأصحاب القرار”. ولولا خشية هؤلاء على مصالحهم لأصدروا أمراً بمنع استخدام السيارات، بحجة أنها تنقل الإرهابيين، ولقرروا إغلاق الفنادق أيام الخميس والجمعة، بحجة أنها آوت إرهابياً!
وهنا تظهر جلياً الفائدة من الجمع بين التجارة والسياسة والمناصب… ولك أن تتخيل، لولا خوفهم على مصالحهم، قراراً بمنع التنقل بواسطة السيارات، والاستعاضة عنها بالحناطير والحمير والخيل والإبل، من باب مكافحة الإرهاب.
على أن التفكير بقرار وقف الاتصال عبر الإنترنت، لا يُذكر سوؤه مقارنة بقرار فحص الـ”دي إن إيه”. ليش؟ لأن الحكومة، أثناء ردها على من يرفض القانون خوفاً من الفضائح وهدم البيوت وجرائم الشرف، تضع يدها على صدرها بطريقة “يا لهوي”، وتبرر وهي تمسح دموع الحنان: “لأسباب أمنية ليس إلا، ثم إننا نضمن سريتها”… سرية مين يا أبو سرية؟
أجزم، وأقطع ذراعي من هنا، إن لم يتم التعامل مع ملفات دي إن إيه كما تم التعامل مع ملفات الجنسية، فيتم تسريب ملفات الخصوم إلى سافل يشتم أعراض الناس ويفضح أستارهم في الفضائيات والصحف، ويتم تمرير خبر من هنا أو من هناك لمغرد تابع للمسؤولين، وفي المقابل تتم التغطية على دي إن إيه فلان، ليس من باب الشهامة والقانون، بل لأنه “من ربعنا”، ومعاقبة فلان، بكشف ملفه، لأنه من المعارضة.
من يضمن لنا ألا يتعامل بعض المسؤولين بخسة مع أمر حساس كهذا؟ من يضمن لنا وقد جربنا وشاهدنا بأنفسنا طريقة تعامل هؤلاء مع ملفات حساسة أخرى؟ لكن، ومن باب النصيحة، أقول لهؤلاء المتحمسين لموضوع دي إن إيه: لا تأمنوا الدنيا، فقد تنقلب الأحوال، وتتغير الكراسي، وتنتقل هذه الملفات إلى أيادي خصومكم، فتصبحون أنتم المعرضون للفضيحة… فلا تلعبوا بالنار. أطيعوني.

محمد الوشيحي

فيفا… مشروب فنجالها

العنوان مثلٌ يُردد، يدل على التحدي، لذلك جاءت كلمة “فنجالها” بدلاً من “فنجانها”. وفيفا هي الاتحاد لكرة القدم، والفارس الذي شرب فنجالها هو منتخب الكويت، الذي جاء في الترتيب الـ”123″، ولا فخر، متفوقاً بذلك على منتخبات لا تعد ولا تحصى، ولا تُعرف أحياناً.
صحيح أننا في ذيل ترتيب الدول الخليجية، وأن بيننا وبين رأس الترتيب مسيرة شهر للبعير العفي، لكن بيننا وبين ذيل الترتيب العام للفيفا مسيرة شهر للبعير نفسه.
قد يقول شامت: “حتى منتخبا مدغشقر وفلسطين ومنتخب سانت فنسنت وجرنادين – الذي لا أعرف أين تقع بلاده على خريطة الكوكب – ومنتخب انتيجوا وبربودا، ومنتخبات أخرى لم نسمع عن دولها من قبل، تفوقت على المنتخب الكويتي الثري، ذي التاريخ والجغرافيا”.
فنرد عليه: “لا تنسَ، سخطك الله، أن منتخبنا تفوق على نفسه، قبل أن يتفوق على منتخبات لها شنة في السوق ورنة، ومنها منتخب أفغانستان، رغم إمكانياته العظمى، ومنتخب لاوس، ومنتخب نيبال، ومنتخب سان تومي وبرنسيبي، ومنتخب جنوب السودان، بلاد جون قرنق، وذلك الشعب الرائع الذي مازال محافظاً على صورة الإنسان الأول، بارتدائه ما يستر العورة فقط. وتفوقنا كذلك على منتخبات جيبوتي وأندورا وأنجيلا وغيرها وغيرها”.
متابعة قراءة فيفا… مشروب فنجالها

محمد الوشيحي

اليونان دولة عربية

هلا والله باليونانيين، سبعمئة مليون هلا بالإغريقيين، أهل التاريخ، أهل الحضارة التي لم تمت، أهل الفلسفة، أو الهرطقة، كما كان يسميهم أسلافنا في العصور الوسطى.
وبما أن الإغريقيين رفعوا الـ”لا” في وجه شروط الإذلال، كما سماها الحزب اليساري الحاكم، إذن سيخرجون من الاتحاد الأوروبي، وقد يبيتون في العراء، وقد لا يجدون ما يسدون به رمقهم قبل النوم، وقد يبيت أطفالهم بلا حليب، ولا بلي ستيشن، وقد وقد وقد…
لذا أقول لحزبهم الحاكم نيابة عن العربان: ما الذي يغريكم في أوروبا؟ تعالوا عندنا في جامعة الدول العربية، ستجدون حياة أخرى لم تحلموا بها من قبل، ولم تخطر على بالكم حتى في أحلامكم.
متابعة قراءة اليونان دولة عربية

محمد الوشيحي

قشور ملأ بالفيتامينات (2)

هكذا هم الأميركان والأستراليون يا ولدي، كما ذكرت في المقالة السابقة، والأوروبيون أيضاً، لا يرتدون الأعلام فوق ثيابهم كما نفعل نحن، لوهن وطنيتهم، ولا يرددون مثلنا، نحن العربان: “بالروح بالدم نفديك يا فلان بن علان”، لهشاشة ولائهم لزعمائهم، وليس لدى كل شعب منهم إلا نشيد وطني واحد، لضعف جذورهم، بينما أغانينا الوطنية، ولا فخر، أكثر من الأسماك والجراد والنمل مجتمعة.
والأدهى أنهم لا يفاخرون بديمقراطياتهم، وكأنها تخجلهم، وكأنها عار وشنار. بعكسنا نحن، يرتفع صراخنا، يومياً، فخراً بديمقراطياتنا البراقة اللامعة، المخلوطة بالخرطي، والمنقوعة بالزيف النباتي.
حتى في الدين والتدين، يصومون من دون أن يعرف أحد متى بدأ صيامهم ومتى انتهى! من دون أن تتغير برامج تلفزيوناتهم، ومن دون مسلسلات ثرية بالمط والناي والطلاق والشذوذ وشد الشعر والذي منه، وكأنهم يخجلون من صومهم، في حين نملأ نحن الدنيا ضجيجاً وفخراً وبكاء وعويلاً وغذاءً وتخمة وخرابيط فاخرة.
متابعة قراءة قشور ملأ بالفيتامينات (2)

محمد الوشيحي

قشور ملأى بالفيتامينات

الأميركان بلا وطنية. تم تفجير أبراجهم، ومات نحو ثلاثة آلاف شخص منهم، ولم يرتدِ نوابهم العلم الأميركي فوق ثيابهم، كما فعل نواب البرلمان الكويتي. شعب يمشي عارياً بلا وطنية… أقصد الأميركان.
الأستراليون أيضاً بلا وطنية. ليس لديهم إلا أغنية وطنية واحدة، خصصوها للنشيد الوطني وتحية العَلَم، وعلكوها إلى أن زال طعمها، وتغير لونها. ونحن الخليجيين نفرّخ سبعين أغنية وطنية في الشهر الواحد، وقبل أن تنهي سماع الأغنية، تتساقط في حضنك ثلاث أغنيات جديدة، وقبل أن تفتح كراتين الأغنيات الثلاث، تسقط فوق رأسك تسع أغنيات جديدة، فأوطاننا لا تعيش بلا أغانٍ. متابعة قراءة قشور ملأى بالفيتامينات