كل الحكاية لا تتجاوز روائح نتنة، وميكروبات، وأوبئة متكدسة في الشوارع. صحيح أنها قد تميت، وقد تجذب الأمراض المستعصية، لكن هذا من حقوق البلد على مواطنيه. من حقه أن يضحّوا بصحتهم وحياتهم من أجله، أو من أجل قياداته ومسؤوليه وقذاراتهم، وينتظروا إلى أن ينتهي التفاهم بين “كبار الجرذان” على نصيب كل منهم في مناقصة النفايات.
ويغضب اللبنانيون، ويتسابقون إلى ميادين الاحتجاج، فتبحث إيران لنفسها عن موطئ صيحة في التظاهرات، ويردد أتباعها المندسون شعارات طائفية خبيثة، في وقت موجع للغاية، ويستفزون رجال الأمن، فيرد عليهم العسكريون، فتشتعل الأرض، فتبتسم إيران.
متابعة قراءة لبنان… الشامخ الذي كان
التصنيف: محمد الوشيحي - آمال
أسماك غوتشي
الله يرحم بريمان (بريمان هو النك نيم الذي كان يحمله جدي محمد الوشيحي، وهو النك ذاته الذي كنت أحمله، قبل أن أكتشف، عن طريق أستاذ المدرسة، أن اسمي الحقيقي محمد)، الله يرحمه، لم يكن لينتظر حملة المقاطعة، ولا لجان حماية المستهلك، ولا كان لينتظر نتيجة المداولة الأولى ولا الثانية. كان رجلاً على عجلة من أمره، لا يستشير إلا بندقيته والليل الحالك. كان يقرر وينفذ في اللحظة ذاتها. ولو كان يعيش بيننا الآن، ورأى الجميع يتجه لمقاطعة الأسماك، لتخفيض أسعارها، لاتجه فوراً ببندقيته إلى البرلمان، وتعامل مع بعض نوابه بالطريقة التي يجيدها، وتليق بهم.
على أن منظر مجلس الصوت الواحد في غاية الرومانسية وهو يضع يديه على خديه دهشة، ويفتح فمه على الآخر مُفاجَأً، كما تفعل الصبايا المترفات، بعد أن علم عن طريق الناس بأن أسعار الأسماك حلقت في شاهق، وتطاولت في البنيان، حتى أصبحت أغلى من الماركات، وصار التصوير بجانب سمكة زبيدي نوعاً من التباهي، كالتصوير بجانب حقيبة ديور أو مع ساعة غوتشي.
متابعة قراءة أسماك غوتشي
وخير ياطير…
رئيس القسم الاقتصادي في هذا الجورنال، الزميل محمد البغلي، صرخ بالصوت الحياني محذراً، عندما نشر في حسابه في “تويتر” أن “سعر برميل النفط الكويتي بيع أمس الأول بأقل من سعر الأساس”، ومعنى كلامه، لمن يصابون مثلي بدوار البحر عند الحديث عن الاقتصاد، هو أن الحكومة حددت موازنتها العامة بناء على سعر معين لبرميل النفط، الذي هو المصدر الرئيسي والوحيد للدخل، لكن أسواق النفط أظهرت لحكومتنا لسانها، وخربطت حساباتها.
ومع ذلك، يسعدني أن أقول للبغلي، ولمنظمة “أوبك” من خلفه، وللدول المستوردة للنفط، ولنادي غزل المحلة في مصر، ولبائعي العرقسوس، ولكل المهتمين، إننا قوم “ولا بيهمنا… ولا بتفرق معانا”… ارتفع سعر النفط فلم نفرح، وانخفض فلم نغضب، فهو ليس من أقربائنا ولا من أنسابنا… كل الحكاية “سلام من بعيد”، والاستمتاع بمراقبته وهو يعبأ في حاملات النفط، ومنها إلى جيوب حاملي أموال النفط، بل لعل في انخفاض الأسعار فائدة يا عزيزي، وهو أن ينخفض مستوى السرقات بعد أن بلغ أرقاماً أولمبية يصعب كسرها.
متابعة قراءة وخير ياطير…
الشعوب التي في منتصف الملعب
الفروقات بين ضفتي الخليج العربي لا تحصى. الضفة الشرقية واحدة، تقودها قيادة واحدة، تحت علم واحد، وترسم استراتيجيتها جهات تنتمي إلى قيادة واحدة، لها هدف واحد، ورؤية واحدة، ومصدر تمويليٌّ واحد.. أما الجهة الغربية فعبارة عن ست قطع، لها ست قيادات، وستة أعلام، وست استراتيجيات، وأحياناً ستة أهداف، وست رؤى، وستة مصادر تمويلية، اختلافاتها أكثر من توافقاتها. متابعة قراءة الشعوب التي في منتصف الملعب
تصريحاتهم أخطر من الأسلحة
كمية الأسلحة والذخائر التي أدخلها “حزب الله” إلى الكويت تكفي لقيام الحرب العالمية الثالثة، وقليل من الرابعة. ولو كانت بحوزة هتلر، أيام طيشه، لاحتل بها أميركا اللاتينية، وتشمّس على شاطئ الكوباكابانا، وزاحم القرود في مزارع الموز اللاتيني.
ولو وصلت إلى “رومل” لاستطاع القضاء على “مونتيغمري” في ظرف اثنتين وأربعين دقيقة مما تعدون… ومع ذا، يأتيك دجال أشر (لم أقل “ساذج”) يتحدث عن مهلة تسليم السلاح، لتبسيط المسألة، ويتحدث ببراءة صفراء عن مواطنين تم العثور على أسلحة في حوزتهم، وأنه كان يجب تسليم هذه الأسلحة للسلطات قبل انتهاء المدة المعلنة، وأنه يجب عدم الحديث عن هذا الموضوع إلى حين صدور الأحكام القضائية، وما شابه. متابعة قراءة تصريحاتهم أخطر من الأسلحة
مجلس التعاون الخليجي… أنت طيب؟
تردد الشعوب الخليجية مقولة السفراء العرب الخالدة، أو المعلبة، عند حديثها عن العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي: “العلاقات متينة ومميزة”. وإن كنا نعذر السفراء عند استخدامهم لهذه “الكليشة”، فكيف نعذر الشعوب، وهي المعني الأول والرئيس والوحيد، بمستوى هذه العلاقات وصدقها.
ولن أبالغ إن قلت إنه لم ينكّس رؤوسنا في الأرض، كعرب وكخليجيين، شيء أكثر من المجاملة التي تصل إلى حد النفاق، في التعامل مع الملفات المهمة، خصوصاً عندما يكون الأمر بين دول مجلس التعاون الخليجي. متابعة قراءة مجلس التعاون الخليجي… أنت طيب؟
مصر… صبراً فالكويت قادمة
سابقاً ذكرت أن الكويت، في المعادلات الحسابية، تساوي مصر تقسيم ستة.
فالرشوة المنتشرة في الكويت تساوي الرشوة في مصر تقسيم ستة. والواسطة في الكويت تساوي الواسطة في مصر تقسيم ستة. وتهالك البنية التحتية في الكويت يساوي تهالكها في مصر تقسيم ستة. وسرقة الأموال العامة من قبل المسؤولين تساوي نظيرتها في مصر تقسيم ستة. ودهس القانون في الكويت، والتلاعب به، يساوي دهسه في مصر، والتلاعب به، تقسيم ستة… وهكذا، نظراً لفارق المساحة وتعداد السكان.
ويوماً عن يوم تتأكد هذه المعادلة وتترسخ على الأرض، وقد روى لي صديق، نقلاً عن طيار كويتي، ما أضحكني إلى حد البكاء، ودفعني إلى تذكّر ما كتبته سابقاً، وحرضني على كتابة مقالة اليوم… متابعة قراءة مصر… صبراً فالكويت قادمة
وبكينا تسع مراتٍ معاً…
حتى اللحظة، لم أرَ هياماً يعادل هيام الزميل صالح الشايجي بحروف الجر، إلا هيام الزميل سعود العنزي بالتكنولوجيا والإنترنت وبقية أدوات الشيطان… ويجلس سعود، مساعد مدير هذا الجورنال، وفي يده اليمنى جهاز، وفي اليسرى جهاز، وفي حضنه جهازان، وهو الوحيد الذي تتوالد أجهزة اتصالاته كما تتوالد القطط، وهو الوحيد الذي تتحكحك أجهزته على قدميه، وكلها أجهزة لم نرَ مثلها من قبل، مصنوعة من معدن اللعنة، في جزيرة البؤس، كانت على وشك أن تصبح أفراناً، فسخطها الله إلى موبايلات، فجمعها سعود، فأطعمها وسقاها، ومسح على ظهورها وبطونها وجنوبها، وكلما نزل جهاز جديد إلى السوق احتضنه سعود وسقطت دمعة عاشق على خده، وقبّله، وأطفأ الأضواء، ودخل معه في خلوة شرعية، وبالرفاء والبنين.
متابعة قراءة وبكينا تسع مراتٍ معاً…
كشكشها… أيها الخليجي
حَبَكت يعني؟ خلاص… سيموت الخليجيون إن لم يقيموا بطولة كأس الخليج؟
ليست نهاية العالم عندما تعلن الكويت عدم قدرتها على استضافة البطولة لعدم جاهزية الملاعب. ثم إنه حتى لو كانت الملاعب جاهزة، المطار ليس جاهزاً، والكهرباء لا تحتمل كل هذه الأحمال الزائدة، وسوابق الاتحاد الكويتي لكرة القدم في إدارة البطولات والتصرف بأموالها لا ترفع الرأس كثيراً، فلا تحبكوها. كشكشوها يرحمنا ويرحمكم الله. “أختكم مزنوقة”، وهذا هو وقت الصديق الخليجي الذي يأتي من هناك على حصان أبيض، ليعلن استعداد بلاده لإقامة البطولة في أرضه نيابة عن “درة الخليج”، الكويت. متابعة قراءة كشكشها… أيها الخليجي
الطيط الاستراتيجي
الحمد لله… الحمد لله… أقول هذا وأنا أحاول استعادة أنفاسي التي تركض هاربة مني، لكنني حاصرتها، واستطعت القبض عليها، وإرجاعها إلى صدري قبل أن تنجح في مسعاها.
الحمد لله الذي قيّض لنا هذه السلطة الحكيمة الرحيمة الرخيمة، ولا أدري ماذا كنا سنفعل من دونها. تخيل لو أن سلطتنا تعاملت معنا كما تعاملت سلطات دبي مع مواطنيها، أو سلطات قطر مع مواطنيها… تخيل ما الذي كان سيحدث؟
يعني لو أن سلطتنا تعاملت معنا بخبث، وأنشأت بنية تحتية فاخرة، وجلبت لنا فعاليات عظمى، كبطولة كأس العالم، مثلاً، أو معرض إكسبو العالمي، أو سمحت للشركات الدولية العابرة للبحار ببناء مقراتها الرئيسية في الكويت، أو وافقت على إنشاء أفرع لأرقى الجامعات العالمية في الكويت، أو ما شابه… متابعة قراءة الطيط الاستراتيجي