يا عيني على إيران عندما تتحدث عن قيمة الإنسان. يا عيني على مسؤولي طهران عندما يبكون على أرواح البشر. يا عيني على الإنسانية الرقيقة القادمة من بلد الاستخبارات والميليشيات والإبادات ومقاصل الأوناش.
إيران، لا شك، صديقة الورود والبيئة والحياة والتعمير، وصديقة الطفولة والكهولة، وصديقة الإنسان والحيوان، ومن يصرخ محتجاً: “إيران لم تكتفِ بالطائفية ضمن حدودها، بل غلّفت الطائفية بورق السولوفان، وألصقت عليه (قابل للكسر)، وشحنته إلى دول المنطقة، وأبرزها سورية واليمن ولبنان والبحرين، وكادت تصدرها إلى الكويت، وها هي تبحث في جدران مصر عن شقوق تتسلل من خلالها”، سنقول لقائل هذا القول: “هذا هو، بالضبط، تبادل الثقافات يا جاهل”.
متابعة قراءة إيران… صديقة الورود والبيئة والحجاج
التصنيف: محمد الوشيحي - آمال
القبائل والشيعة والسعودية وإيران (3-3)
ومع ذلك، لم يفكر أحد من بعض أبناء القبائل في تكديس الأسلحة خدمةً للأجنبي، بانتظار ساعة الصفر. وهنا لن أتحدث عن المملكة العربية السعودية، التي يلمّح إليها هؤلاء المتعاطفون مع الخلية المضبوطة، باعتبارها المنبت العرقي لغالبية أبناء القبائل، ولن أسأل: هل فكرت السعودية يوماً في شق عصا الشعب طائفياً، لتعبيد الطريق أمامها، أم على العكس كانت عوناً لنا وملاذاً بعد الله؟
متابعة قراءة القبائل والشيعة والسعودية وإيران (3-3)
القبائل والشيعة والسعودية وإيران (2-٣)
تتمة للمقالة السابقة التي توقفت فيها عند السؤال التالي: “إن وافقناكم على أن للمظلوم الحق بالانتقام (رغم رفضنا لهذا المبدأ عندما يتعلق بالأوطان) فهل ما تعرض له بعض أبناء الشيعة من الخلية المضبوطة في الفترة الأخيرة يفوق ما تعرض له بعض أبناء القبائل؟ وهل يمكن لنا أن نبرر لمن يفعل فعل خلية حزب الله، لو كان من بعض أبناء القبائل؟”، وتعالوا لأذكّركم بأن كثيراً من المعارضين الحضر، من غير المحسوبين على أبناء القبائل، تحدثوا عن الظلم الذي مسّ ومايزال يمس بعض أبناء القبائل المحسوبين على المعارضة، في الوقت الذي يرى فيه الأعمى تحالفاً يربط بعض أبناء الشيعة بالسلطة، وهو تحالف مصلحي بحت، إن تحدثنا بلا أقنعة، في حين كان السواد الأعظم من المعارضة السياسية السلمية ينتمي إلى القبائل، رغم الأثمان الباهظة التي تتحملها المعارضة.
متابعة قراءة القبائل والشيعة والسعودية وإيران (2-٣)
القبائل والشيعة والسعودية وإيران (١-٣)
بدءاً، لن أردد الكليشة المعلبة “سنة شيعة بدو حضر”، بعد أن بهت لونها، لكنني سأضع كلمة “بعض” بين مزدوجين، في السطور الأولى، لتسري على المقالة كلها، وتعينني على استثناء شرفاء القبائل والشيعة والحضر، وسأستعين بمصطلحات لطالما أردت الابتعاد عنها، لكنني لست في غنى عنها اليوم. ثم سأحمل “صينية” الموضوع في يدي، وأدفع باب القاعة بكتفي، وأضعها ساخنة أمام القراء.
متابعة قراءة القبائل والشيعة والسعودية وإيران (١-٣)
تعديل المناهج
مَن يسمع المطالبين بتعديل المناهج في الكويت (ارتفع هذا الصوت كثيراً بعد تفجير مسجد الصادق، الخاص بالطائفة الشيعية) لمكافحة التطرف والإرهاب، يظن أن الكويتيين من “أكلة الكتب”، ويتوهم أنهم يحفظون المناهج حفظاً “صمّاً”، ويتأثرون بها إلى درجة البكاء والإيمان التام.
أيها السيدات والسادة، إن هذا الكلام هو الخرطي المبين، وإن كنتُ أنا ممن يتمنون تعديل المناهج إلى الأفضل، بشكل عام، إلا أن هذا لا يمنعني من القول إن تأثير المناهج لا يرقى إلى هذه الدرجة كما قد يظن البعض، ولست ممن يرون للتعليم دوراً كبيراً من الأساس، إلا بدرجة أقل من البسيطة. متابعة قراءة تعديل المناهج
نحن والنصارى الأوروبيون… نهائي الإنسانية
“لأوروبيون لعبوها بطريقة إعلامية”، قال أحد العربان وهو يتابع نشرات الأخبار التي تتحدث عن لجوء السوريين إلى البلدان الأوروبية… “نحن، كعرب، قدمنا إلى السوريين أضعاف أضعاف ما قدمه هؤلاء الأوروبيون لهم، الفرق أن الأوروبيين أتقنوا التصوير والإخراج”، قال عربي آخر، وهو يقزقز اللب ويقرأ لافتات الترحيب بالسوريين، التي رفعتها جماهير الأندية الأوروبية في مدرجات الملاعب… “لو أنهم حمدوا الله على نعمه، وتركوا عنهم مناطحة الجبال، ما كانوا اضطروا إلى عبور المحيطات والبحار، وتكدسوا على حدود «النصارى» الأوروبيين، للنجاة بأنفسهم وأولادهم”، وتمتم عربي ثالث من حزب القطيع، ذي الشعار الشهير “الحمد لله ماكلين شاربين نايمين”.
كي لا تضر الجامعة فخذها
أكثر من مئة وسبعين ألف مرة فكرت في تركيب كاميرات مراقبة في بيتي، في الكويت، ليس لدوافع أمنية، خشية اللصوص أو العاملين في المنزل أو ما شابه، بل لدوافع تذكيرية بحتة محضة، بعد أن مللت من البحث عن أشيائي المتناثرة في أرجاء البيت.
فهنا نصف ساعة مهدرة بحثاً عن مفتاح السيارة، ومعها نصف ساعة أخرى بحثاً عن محفظة نقودي، ونحو ساعتين تبخرتا من وقتي بحثاً عن نظارتي الشمسية، وساعة ونصف الساعة بحثاً عن كذا، وأربعون دقيقة بحثاً عن كذا…
ولو كان منزلي “مدججاً” بالكاميرات، ما ضاع وقتي هذا كله “سدىً منثوراً”، وما ضربت فخذي خمس مرات معاً، حسرة وقهراً، وما فرطت في زفراتي غضباً، وما ضاعت مني حاجياتي فأضطر لشراء غيرها، لأعثر على المفقودات لاحقاً، بالمصادفة.
متابعة قراءة كي لا تضر الجامعة فخذها
يا سادة… مأساة الغزو تتكرر
الأحداث تتكرر، بصورة أبشع هذه المرة، وأخطر، وأقبح، وأوقح. وإن كان الناس، في الأيام التي سبقت الغزو، “غافلين”، أو لم يكونوا يتوقعون حدوث الغزو وابتلاع البلد بتلك الصورة، فإنهم اليوم يعيشون في لحظات ترقّب وانتباه أكثر مما ظن البعض. بل لن أبالغ إن قلت إنهم يعلكون الغضب ويمضغونه، بعد أن جاءتهم الطعنة من الظهر هذه المرة، وممن كانوا يظنونهم إخوتهم. وما أشد طعنة أخيك، أو من كنت تظنه أخاك.
ولن أتحدث بلغة السفراء ومديري البنوك، فـ”أهربد” لتبرئة أبناء الشيعة الذين لا علاقة لهم بهؤلاء الخونة، لأنهم ليسوا موضع تهمة من الأساس، باستثناء من يتعاطف مع هؤلاء الخونة، سواء كان من الشيعة أو السنة أو حتى من مشجعي نادي سانتوس البرازيلي.
بل سأتحدث عن المسؤولين في الدولة، ممن لم نسمع لهم تصريحاً، ولا تلميحاً، ولا حتى كحة، ولا “تيست مايك”، كما قال أحد المغردين، عن هذه الخلية العفنة، وأهدافها، ومخاطرها! وكأنها لا تعنيهم، وكأنها في دولة أخرى لا ينتمون إليها، أو قارة أخرى يشاهدونها في الخريطة فقط.
متابعة قراءة يا سادة… مأساة الغزو تتكرر
الكف… لا تهدأ بالليمون
عندما تتوتر أعصاب أحدنا، يتناول عصير الليمون، فتهدأ أعصابه تدريجياً. لكن المشكلة عندما تتوتر أعصاب كف أحدنا، ليصفع خد أحدهم، فلا ليمون ينفع حينذاك، ولا فراولة.
وأكثر ما يستفز الكف، ويوترها، ويُفقدها أعصابها، ويحفزها للانطلاق للقيام بواجباتها، هو النقاش مع “القارئ الجاهل”، الذي لا يقرأ إلا في اتجاه واحد، ولا يبحث في الكتب إلا عما يؤيد أفكار أبيه وجده، فتراه يغرق تحت كومة من الكتب القديمة التي لا يختلف بعضها عن بعض إلا في جزئيات لا تكاد ترى بالعين المجردة، ويربط كل تفصيلة في الحياة بالدين.
متابعة قراءة الكف… لا تهدأ بالليمون
الوعاظ الأذلاء… وصورة الإسلام
لو أن واحداً من وعاظ السلاطين والأجهزة الأمنية جلس في قاعة إحدى الجامعات الأوروبية، أو الأميركية، أو اليابانية، أو الأسترالية، أو أي دولة يتمتع شعبها بوعي، وحدثهم بصدق عن منظوره للدين قائلاً: “أرى ألا يتم توجيه النقد لأيٍّ من المسؤولين، أو أيٍّ من أبناء الأسر الحاكمة، باعتبارهم ولاة أمر، ويجب عدم الاعتراض على سرقاتهم، وبطشهم، وظلمهم، بل يجب قبول أعمالهم، والثناء عليهم، وقمع كل من يعترض على أفعالهم”.
ولو استمر هذا الواعظ اللعاق في حديثه الخانع، مهما فغرت أفواه الجالسين أمامه في القاعة: “ويجب القبول بالذل الذي تفرضه الأنظمة الحاكمة، كحزب البعث السوري مثلاً، ويجب علينا الصمت عندما تدوس أحذية الجلاوزة رؤوسنا ورقابنا، كي لا تشيع الفتنة وتزهق أرواح الأبرياء. وإن من يتحمل غرق الأطفال السوريين وأسرهم في المحيطات والبحار هم الثوار لا النظام الحاكم الظالم”، وهكذا.
متابعة قراءة الوعاظ الأذلاء… وصورة الإسلام