سقطت البطانية التي كانت تخبئ فساد بعض الحكومات، فتعرّت كلياً، بعد أن تهاوت أسعار النفط، وجاء وقت إعلان النتائج، نتائج أداء الحكومات. فالحكومة الصالحة لم تتأثر كثيراً، ولم يتأثر شعبها سلباً، والحكومة الفاسدة ملأت الدنيا صراخاً وهلعاً، وانقضت على جيوب مواطنيها البسطاء لتعويض فارق السعر.
وأطلقت هذه الحكومات منافقيها بطبولهم ومباخرهم يبررون فسادها، ففتحوا الكتب التراثية، بحثاً عما يمكن أن يتعلقوا به في لحظات الغرق، فلم يجدوا ما يعزز الفساد، فاختلقوا أحداثاً من عقولهم الفارغة وجيوبهم المتخمة، ولجأوا إلى حيلة “قيل لأعرابي”، وراحوا ينسجون حولها الحكايات والتبريرات. متابعة قراءة قيل لأعرابي أوروبي
التصنيف: محمد الوشيحي - آمال
حصم الشوارع… حصم حبنا
الله أكبر على المتذمرين من تطاير حصم الشوارع (بالفصحى حصى). والقصة أن الكويتيين، استيقظوا يوماً، فوجدوا شوارعهم ترجمهم بالحصم، فيتكسر زجاج سياراتهم، ويتحطم في أحضانهم، فعملوا من الحبّة قبة، وتذمروا وناحوا، من دون أي شعور بالوطنية، ومن دون حتى أن يفهموا عمق المسألة.
ولو أنهم استرجعوا كلام الشاعر الذي قال متغزلاً في حب الكويت: “ترابج احنا نبوسه، ولو يحصل ما ندوسه”، لأدركوا أن هذا الحصم الطاهر، قرر أن يصل إليهم في عقر سياراتهم، فلا يحتاجون إلى السجود على الأرض وتقبيله، وهو ما يستحق الشكر والثناء، فهذا هو حصمنا المعطاء، كما نعرفه، حماه الله من أقدامنا وعجلات سياراتنا. متابعة قراءة حصم الشوارع… حصم حبنا
ألف مقالة ومقالة
– أصعب لحظات كتابة المقالة، هي اللحظة التي تختلط فيها فكرتان في رأسك، فيسيل ماء هذه على زيت تلك، ويختلط سكر هذه بملح تلك، فتخرج لك، في النهاية، مقالة لا هي ذكر ولا أنثى، ولا يُعرف وجهها من قفاها، ولا قالبها من فحواها.
– وأسوأ المقالات، برأيي، هي المقالات المنبرية، أو “مقالات قل ولا تقل”، التي يتخيل الكاتب فيها نفسه على منبر الأستاذ، والجمهور مجموعةً من التلاميذ ذوي العظام الناعمة الطرية، الذين لا يقوون على النهوض بمفردهم، ويحتاجون إلى مساندة أثناء السير على أقدامهم. ولولاك، أيها الفذ الكاتب، ولولا مقالاتك، كان يمكن أن يحرقوا أصابعهم، لفرط جهلهم وطفولتهم ونعومة أظفارهم. متابعة قراءة ألف مقالة ومقالة
ملاحظات… من افتتاح استاد جابر
– الافتتاح كان رائعاً، بشكل عام. والشغل كان مضبوطاً. لذلك أخرج الناس ابتساماتهم الصادقة من المخزن، ونفضوا عنها الغبار، وأعادوا استخدامها، رغم انتهاء كفالتها.
– وزارة الإعلام هي المسؤولة عما هو مكتوب في لوحات الاستاد وشاشاته، أو هكذا يُفترض. وهي وزارة ملأى باللغويين، ولا أدري كيف قرأ الناس على الشاشات، في احتفالية رسمية: “ستاد جابر” وليس “استاد جابر”، رغم أن أبلد تلميذ يعرف أن اللغة العربية لا تحوي كلمات تبدأ بحرف ساكن، حتى لو كان مصدرها أجنبياً. متابعة قراءة ملاحظات… من افتتاح استاد جابر
كتاب حياتي
ثمة صفحات لا تُقلب. لا يقلبها الإنسان، أو لا يستطيع قلبها. بعضها حزين، وبعضها مضحك. بعضها سخيف، وبعضها عميق، لكنها كلها عصية على النسيان والطي والقلب.
أول مقالة كتبتها، والشهرة الفورية التي توقعتها، بمجرد خروجي إلى الشارع، صفحة لا يمكن قلبها أو تمزيقها من دفتر الذاكرة. انتقالي إلى الصفحة الأخيرة بعد ثمانية أشهر من الكتابة في الصفحة الداخلية، وأول عرض للكتابة في صحيفة أخرى، غير تلك التي كنت أكتب فيها، صفحة من ذاكرتي لا تُقلَب. وفاة والدي، رحمه الله، ودموعي التي لم تنهمر إلا بعد أكثر من نصف يوم، صفحة لا تُقلب. متابعة قراءة كتاب حياتي
الإخونجية الغضروفيون
قبل البدء في المقالة أقول باختصار: أنا مع استخدام كلمة “الإخوان” لا “الأخوان”. هذا للتنويه. والآن تعالوا إلى المقالة.
الإخونجية، ومفردها إخونجي، يُقصد بها “الإخوان المسلمون”. وجرى العرف، في الكويت، أن تُستخدم كلمة “إخونجي” بدلاً من “إخواني”، لأن الثانية تحمل معنى قبيحاً، في لهجة بعض الكويتيين، أولاً، وكنوع من التصغير والتحقير، ثانياً.
وفي الفترة الأخيرة تبيّن أن كل مَن، أو ما، يسبح ويمشي ويزحف ويطير، إخونجي معتق، إن كان متفقاً مع سياسات قطر أو تركيا. أما إن كان متفقاً مع كلتيهما، فهو بالتأكيد من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، قولاً واحداً. أما إن أبدى إعجابه بالقفزة الهائلة لتركيا، في عهد إردوغان، فهو بلا شك ينوي الترشح لمنصب المرشد الغضروفي للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وهو منصب سري لا يعرف مقره إلا توفيق عكاشة والراسخون في الهبل، ويفوق في أهميته منصب المرشد العام.
ويبدو أن التنافس على هذا المنصب، أقصد منصب المرشد الغضروفي، في هذه الفترة، سيكون محتدماً، بعد أن برزت شخصيات من أطياف سياسية مختلفة، كلها تصب في بحر الإخوان المسلمين. منها، أي من هذه الشخصيات، “فضيلة المتسكع أبو عسم” حفظه الله، الذي يؤمن بأيديولوجية الرصيف، وهي أيديولوجية متفرعة من أيديولوجية الإخوان المسلمين، لا شك، بدليل أنه أبدى إعجابه بنهضة تركيا الحديثة. متابعة قراءة الإخونجية الغضروفيون
هاشتاق الكويت… الوردي
خنقتني العبرة وأنا أقرأ تصريحات وزير الإعلام، الشيخ سلمان الحمود، الذي يعتبر الكلمة كالقنبلة، سيم سيم، يجب أن يحال كل من يتعامل معها إلى نيابة أمن الدولة. خنقتني العبرة وأنا أقرأ حديثه الذي قاله في مؤتمر “هاشتاق الكويت” عن حرية الرأي وشفافية الحكومة مع الشعب. خنقتني العبرة وأنا أحاول حصر عدد القضايا التي رفعَتها وزارته عليّ وعلى برنامجي التلفزيوني الذي كنت أقدمه. خنقتني العبرة وأنا أتذكر مشاويري والكعب الداير ما بين غرف التحقيقات وقاعات المحاكم.
خنقتني العبرة وأنا أتذكر كيف كانت وزارة الإعلام تفرّغ مجموعة من موظفيها لمتابعة برنامجي وتفريغه كتابة، والبحث عن سطر أو كلمة أو حرف فيه لتنسج حوله قضية أمن دولة. خنقتني العبرة وأنا أتذكر، أثناء ظهوري على الهواء مباشرة، أن عليّ أن أداعب المفردات والمعاني بمهارة، في حقلٍ من الألغام، لأن هناك من يرصد ويترصد، بحثاً عن زلة، أو إيماءة، يركض بها، فرِحاً، لمسؤوليه، كي يحظى بترقية، أو كتاب شكر، أو حتى كلمة ثناء. متابعة قراءة هاشتاق الكويت… الوردي
مسلم البراك… منظمة إرهابية
الحق حق، يا الربع، والظلم ظلمات. ومن ينكر أن المنطقة تغلي وتفور، هو إما نائم على مخدة من ريش النعام، أو على مخدة من ريش الحمام، لا تفسير ثالثاً لحالته.
فجمهورية روسيا تضحك بقهقهة مرعبة، على طريقة عادل أدهم في لحظات غضبه، وقبل انتقامه، وتركيا تنادي أبناءها، الذين يلعبون أمام أبواب منازلهم، ليدخلوا بيوتهم قبل أن “يأتيهم الحرامي الروسي”، وإيران تتفقد سكاكين مطبخها، والعراق يجمع الحصى لإيران، والكويت أدركت خطورة الوضع فقررت التصدي لطلبتها في أميركا، الذين هتفوا هناك بالأهزوجة الأشهر “يا مسلم يا ضمير الشعب كله”. متابعة قراءة مسلم البراك… منظمة إرهابية
جوائز نوفل الخليجي
بما أن جوائز نوبل أعلنت قريباً، وبما أن أحداً من شعوب الخليج العربي لم يفز بأي جائزة من جوائز نوبل، وبما أن جوائز نوبل، أساساً، تُمنح لعلماء الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا والرياضيات وما شابه، وهي علوم كئيبة مملة، تجلب النعاس والهم، ولا جماهيرية لها ولا عشاق… فلمَ لا نؤسس، نحن الخليجيين، جائزة بمستوى نوبل، تهتم باهتماماتنا، وتصطبغ بلوننا، وترتدي لباسنا، وتتحدث بلهجتنا، وتحمل اسمنا؟ متابعة قراءة جوائز نوفل الخليجي
بلْع العافية… قبل الطرّ
أجمل لحظات الكتابة تكون على أنغام “الدريل”، أي المثقب، أو المتكب باللغة التركية. ياااه على صفاء ذهني ونقائه وأنا أكتب هذه المقالة على أنغام هذا المثقب، وإيقاع المطرقة على الجدران، وصراخ الصنايعية وضحكاتهم في منزلي.
ولا يكتمل هذا الجمال إلا بمشاهدة لقاء مسجل للمسؤول الأمني المفوّه اللواء مازن الجراح، الذي أبدع، لا فض فوه، في إظهار الحكومة الكويتية بصورة إنسانية فائقة شائقة، تحترم الرأي، وتقدس صاحبه وتقدره، وتقدر أسرته معه، وترفع شعار المرحلة الجديدة: “ابلع العافية كي تنجو بنفسك”. يا عيني عليه. هكذا يجب أن يظهر المسؤولون في وسائل الإعلام، ليفرضوا هيبة الدولة، على طريقة نبيل وعبدالحميد والجاهل السافل التافل، وعلى وقع تصفيقهم وصيحات إعجابهم. والحمد لله أن اللقاء انتهى قبل أن يضرب سعادة اللواء بيده على الطاولة، ويصرخ وهو يخاطب الكاميرا: “أي صاحب رأي معارض، أقسم بالله أطره بيدي أربع وصل، قوموا ألعن أبو هالشوارب”. متابعة قراءة بلْع العافية… قبل الطرّ