محمد الوشيحي

المتضائلون

أسوأ شعور ينتابني، هو شعوري عندما أقرأ لكاتب “كبير”، يتذلل بقلمه للسلطات العربية القامعة، ويحمّل الشعوب مسؤولية التدهور، ويبرئ الحكام، قبل أن يتلذذ بأطعمة موائدهم، وثمر بساتينهم، مستغلاً بذلك رشاقة قلمه، وشهرته، ومعرفته بتفاصيل لحم الكتف.
كنت أتمنى أن أشاهد وجهي وأنا أقرأ لهؤلاء “الكبار”. صدقاً كنت أتمنى أن أشاهد القرف كيف يظهر على ملامحي، والازدراء كيف يرسم خطوطه على عيني وشفتي، وكيف تكون ردة فعلي على كل مقالة لزجة أقرأها لكاتب كان كبيراً فأصبح لزجاً، مطاطياً، بلاستيكياً، مقرفاً، طفيلياً يمتص الدماء. متابعة قراءة المتضائلون

محمد الوشيحي

حبيبي يا عيني

كنت أظن أن هذه النوعية، من الناس الغلابه، انقرضت، إلى أن صعقني أحد الأصدقاء بأحاديث أضحكتني إلى حد البكاء، عندما قال: “لعل انخفاض أسعار النفط خيرة، ولعل الحكومة ستبدأ رحلة التقشف، ويقل الفساد، وتتوقف السرقات، والهبات، ومحاربة الثورات، ونفخ الأرصدة البنكية للنواب، ووو… وتعود الكويت كويتاً”.
من سوء الحظ، كان حديثنا عبر الهاتف، وإلا كنت وضعت يدي على جبهته لأتفحص حرارته، لعله مصاب بحمى، أو مس، أو داء الديك الرومي، أو لعله ورث عقليته الجبارة وقراءته العميقة للمستقبل من العلامة اللمبي، أو لعل أحداً وضع في فنجان قهوته ما يُذهِب العقل ويجلب الهبل. متابعة قراءة حبيبي يا عيني

محمد الوشيحي

أحلام ونوال ومضايا

الصحافة القديمة أخبرتنا أنه إذا تصادفَ حدث مهم مع حدث أهم منه، سقط الحدث المهم من الذاكرة والاهتمام، وتلاشى في الزحام.
تقول الصحافة القديمة إن الشاعر الجميل حامد الأطمس توفي في ذات اليوم الذي توفيت فيه أم كلثوم، فلم يسمع أحد بوفاته، وصار نسياً منسياً، رغم جمال شعره وخياله وإبداعه. ومات الجميل عبدالمعطي المسيري في يوم وفاة جمال عبدالناصر، فلم يبكِ على المسيري أحد، ولم تتطرق الصحافة إلى موته، حتى بربع سطر، في خضم الهياج والصياح والنواح والصراخ الذي ملأ فضاء مصر والعالم العربي والدولي بسبب وفاة عبدالناصر. ومات المنفلوطي في اليوم الذي نُفي فيه سعد زغلول، فلم يعرف الناس بموته إلا بعد حين، وهو المنفلوطي! تخيلوا. متابعة قراءة أحلام ونوال ومضايا

محمد الوشيحي

مبروك للجار الإيراني

بعد رفع العقوبات عن إيران (يبدو أنها فرحة ما تمت، بعد الحديث عن استمرار العقوبات بسبب الصواريخ الباليستية)، أستطيع أن أقول للشبان الإيرانيين، بملء حبر قلمي: مبروك أيها الجيران الأكارم، كانت دولتكم منشغلة فقط بلبنان وسورية والبحرين واليمن والعراق والكويت ومصر وبعض الدول العربية، والآن يبدو أنكم، بعد إعادة أرصدتكم المجمدة، ستنشغلون بدول أميركا اللاتينية، وإقليم حوض الأمازون، فالميزانية تكفي لذلك وتفيض.
ونصيحتي، في حال أرسلتكم قوات الباسيج إلى هناك، أن تختاروا بوليفيا، فالشعب البوليفي شعب سمح إلى أقصى درجات السماحة، ولديه مساحة كبيرة من الحرية الجسدية والملابسية. الشعب البوليفي بالذات “فالّها ع الآخر”، إلى درجة أن البرازيليين يفاخرون بطبيعتهم المحافظة بالمقارنة بالبوليفيين! أي والله، تخيلوا.
متابعة قراءة مبروك للجار الإيراني

محمد الوشيحي

حزب الله وشيعة الكويت

“الشيعة يقاطعون الجلسات” كان هذا عنوان هذه الجريدة قبل ثلاثة أيام، صبيحة مقاطعة النواب الشيعة لجلسة البرلمان. وكون هذه الجريدة، بالذات، تكتب عنواناً بهذا الوضوح والقوة، فهذا يُسقط سلاح الطائفية من أيدي هؤلاء النواب، الذين لطالما رفعوه في وجوه من يتهمهم بها. ولا أظن أن أحداً سيصدقهم إنْ هم اتهموا جريدة “الجريدة” بهذه التهمة.
هذا الكلام ليس دفاعاً عن هذه الجريدة، بقدر ما يكشف إلى أي نقطة وصلت الغضبة الكويتية على التصرفات الطائفية، والمظلومية الكاذبة، المبتزة، ومحاولة استخدام طائفة كاملة كدرع واقٍ للصدمات، وقفاز يخفي البصمات… إلى درجة أن جريدة “الجريدة”، المعروفة بليبراليتها، تكتب مانشيتاً بهذه الصياغة. متابعة قراءة حزب الله وشيعة الكويت

محمد الوشيحي

تركيا… ابنة عمنا

تعاملت شعوبنا وحكوماتنا العربية، مع التفجير الإرهابي في إسطنبول، كما تتعامل دائماً مع التفجيرات في المناطق المعتادة ذلك، كالعراق، على سبيل المثال، الذي يستيقظ شعبه على انفجار، وينام على انفجار، أو كما تتعامل مع التفجيرات في أفغانستان وباكستان وغيرها من دول استان، باعتبار التفجيرات هناك من الروتين اليومي المعتاد. متابعة قراءة تركيا… ابنة عمنا

محمد الوشيحي

مضايا

أي نوع من الأعداء هؤلاء الذين نقف في مواجهتهم؟ أي نوع من البشر هؤلاء؟ من أي طينٍ خُلِقوا؟

لا أتحدث عن الذين يفرحون بقصف المدنيين في سوريا أو غيرها، ولا أتحدث عن الروس وطائراتهم وفرقاطاتهم، ولا عن إيران واستخباراتها وقاسم سليمانيها، بل عن كائنات عربية تحمل من الحقد والخسة في قلوبها ما لا يخطر على قلب بشر. متابعة قراءة مضايا

محمد الوشيحي

المعارضة زمان… والمعارضة اليوم

أكثر جملة تتردد على ألسنة البعض، مصحوبة بتنهيدة صفراء، ودمعة زرقاء تغش الناظرين: “الله يرحم المعارضة أيام زمان، انظروا كيف كانت معارضتنا وكيف أصبحت”.
يردد هذه الجملة مجاميع مختلفة، ما بين صادق نية استطاعوا خداعه بكثرة ترديدها، وصادق نية أيضاً يرى أن الأجيال السابقة أفضل من المعاصرة في كل الأحوال، وسيئ نية يقيس الأمور كلها بمقاييس عنصرية ومناطقية ومذهبية، وموالٍ “عمياني” للسلطة يريد تبرير عدم معارضته، وهؤلاء هم الأكثرية، بتقديري، وغيرهم. متابعة قراءة المعارضة زمان… والمعارضة اليوم

محمد الوشيحي

حليفنا فخامة القاراقوش

لو كنت سياسياً، أو مستشاراً سياسياً، لتحالفت، أو نصحت بالتحالف مع الشاب الوسيم بتاع كوريا الشمالية، وأجزم بأصابعي العشر أن أحداً لن يجرؤ على العطس في وجهي، وأجزم بالعشرين أن يدخل الوفد الإيراني إلى مؤتمرات السلام، حاملاً كفنه وغصن الزيتون.
الشاب الكوري الوسيم، حفظه الله، لا يعرف المزاح، وهو على استعداد لكسر المزهرية وزجاج الصالة وتفجير البرج من أجل قتل ذبابة أزعجته. وبمجرد أن تعلن دول الخليج تحالفها معه، سيصاب الإيرانيون بالصلع المبكر، ورعشة في الكتف اليسرى، وسيرسلون إلينا فرقة “باليه” بدلاً من الشبكات التجسسية. متابعة قراءة حليفنا فخامة القاراقوش

محمد الوشيحي

السعودية… في غرفة الكنترول

بعيداً عن إعدام السعودي نمر النمر، وهل يستحق أم لا يستحق؟ وهل هو سياسي أم مخرب؟ وبقية التفاصيل… بعيداً عن كل هذا، لأتحدث عن قطع العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية، بقرار سعودي.
وسبق لي أن كتبت، وكتب غيري، مقالات تحدثنا فيها عن طريقة تعامل الإيرانيين مع شعوب الخليج العربي، ومع أمنهم، ووحدة صفهم، واستقرارهم، ويعرف الناس جميعاً كيف تنظر إيران إلى دول المنطقة؟ وكيف تتعامل مع حكوماتها وشعوبها؟ وكيف تعتقد أنها المسيطرة على غرفة الكنترول، التي تدخلها بخطوات المخرج الهوليوودي، ليتحكم في اللوكيشن، أو موقع التصوير، من ناحية الإضاءة والصوت والحركة والزوايا وغيرها؟ وكانت تظن أنها الوحيدة التي تملك الحق في نطق كلمة “أكشن”. وكانت الوحيدة بالفعل، إلى أن دخلت السعودية غرفة الكنترول، وضربت بقبضتها على الطاولة، وصرخت: ستوووب. متابعة قراءة السعودية… في غرفة الكنترول