علي محمود خاجه

كله من البدو

لم يكن سهلاً عليَّ أن أسير عكس تيار المناداة بطرح الثقة بوزير الداخلية على خلفية المحور الأول المتعلق بالإعلانات الانتخابية، ومع أني لم أنكر أبداً أن وزير الداخلية تسبب في ضياع خمسة ملايين دينار من خزائن الدولة، فإن قناعتي التي ترسخت من خلال حكم المحكمة الدستورية ودراسة للنائب السابق والمحامي أحمد المليفي التي نشرتها مشكورة مدونة «دللي ومللي»، جعلتني لا أستطيع أن أقف مع عمل غير دستوري «الاستجواب» من أجل إطاحة وزير ضيّع خمسة ملايين من أموال الدولة. أكرر نعم لمحاسبة الوزير، بل وإطاحته أيضاً، لكن وفق الأطر القانونية والدستورية، فليس من المعقول أبداً أننا نناصر وندافع عن مادة من الدستور على حساب الدستور نفسه. عموماً، فإن ما أفرزه هذا الاستجواب، أو إن صح التعبير، ما طفا على السطح بوضوح بمعية هذا الاستجواب، لهو أمر بغيض وكريه ومرعب، فقد انقسم المجتمع أو جزء كبير منه، حسبما أرى، إلى جزءين ليسا مبنيين على آراء وقناعات منطقية، بل استناداً إلى فئوية كريهة باتت تزامل الكويت بأنماط مختلفة على مر التاريخ الحديث. ففي الثمانينيات مثلاً قُـسِّمت الكويت إلى تقسيم طائفي كريه إبان قضية لا ناقة لنا فيها ولا جمل، وهي قضية الثورة الإيرانية وما تلتها من حرب عراقية- إيرانية طويلة المدى، مما حدا بالبعض إلى إجراء انتخابات فرعية سنية في بعض الدوائر الانتخابية لضمان عدم وصول الشيعة، وحدا بالطرف الآخر إلى التمترس وراء الطائفة في المساجد التي اتخذها البعض منهم كمظلة لأعمال تألـيب ضد الطائفة الأخرى، ولعل أوضح الأمثلة في تلك الفترة هو احتلال القائمة الطائفية السُنيّة للمركز الأول في الجامعة وتليها القائمة الطائفية الشيعية في المركز الثاني، وتراجع كل القوائم المنادية بالوحدة إلى المراكز الأخيرة. والمؤسف أن لدينا نواباً يسعون بكل قواهم إلى إعادة هذا التقسيم أحدهم فاز أخيراً بالدائرة الثانية والآخر في الدائرة الرابعة. اليوم نحن أمام شكل جديد من أشكال هذا التقسيم إلا أنه غير مبني على الطائفة الدينية بل على العرق الاجتماعي، فقد بات البعض يعتقد بأن المعركة هي بين البادية والمدينة بين بوابة السور من الداخل والخارج، وهو وضع مقيت لا يصلح لأن يقوم في دولة، نعم أنا أختلف مع ممارسات يمارسها بعض أبناء القبائل، ولكني أختلف أيضاً مع بعض السُنّة والشيعة والنساء، فهل يعني ذلك أن أعارض أي امرأة أو أي شيعي أو أي سني؟ إن ما يمارس حاليا لا مصير له إلا إشعار أبناء القبائل بالغبن والظلم، وهو ما سيولد لديهم شعوراً بأنهم لن يتمكنوا من الحراك ما لم يعززوا روح القبيلة على حساب أي أمر آخر، فتصبح الانتخابات الفرعية الفئوية شعاراً لابد منه حتى في صغائر الأمور، وتصبح المحسوبية واحتكار المعروف على الأقربين، هما أساس الممارسة العامة للجميع. نعم ليُحاسب المخطئ ويُنبذ أيضاً، ولكن لا يُعمَّم حاله على الجميع، وليكن أول المنبوذين هو من يقسِّم المجتمع إلى فئات وطوائف وقبائل، كي نتمكن من التعايش قبل أن يحدث ما لا تحمد عقباه. خارج نطاق التغطية: نمى إلى علمي أن وزير الكهرباء جلب ما يقارب العشرين موظفاً من أبناء قبيلته بغير وجه حق لإدارة مكتبه، فإن صحّ ما علمت به، فهو دليل دامغ على ما ذكرته أعلاه. 

علي محمود خاجه

خمسة ملايين ما يصير… الدستور يصير ؟!

نعم، إن فضيحة اللوحات الإعلانية بددت من أموال الدولة خمسة ملايين دينار جديدة تضاف إلى رصيد التبديد والهدر السابق على مر السنين، ونعم بإمكاننا أن نجد أكثر من حالة هدر وإسراف من «الداخلية» وغيرها على مر السنوات، لعل أقربها هي اللوحات الإرشادية الإلكترونية التي لم تقدم أو تؤخر بشيء في الطرقات، غير أنها تخبرنا بما نشاهده، كوجود أمطار في الشوارع أو رؤية أفقية منخفضة.

كما يعلم الجميع أن الاستجواب لا يكون دستوريا إذا ما تمت محاسبة الوزير على فترات سابقة لوزارته، حتى إن كان هو وزير الوزارة السابقة، إلا في الحالة التالية، كما نقل لي أحد المدونين الكرام، وهو ما ذكره الأستاذ أحمد الديين عن حكم المحكمة الدستورية بخصوص استجواب وزير حول ما سبقه من أعمال إليكم نصّه:

«إذا استمرت تلك الأعمال في عهد الوزير معيبة دون أن يتخذ بشأنها في حدود سلطته إجراءً أو تصرفاً مكنته قانوناً لإزالة العيب أو إصلاحه فإن هذه الأعمال بالنظر إلى استمرارها معيبة خلال فترة ولاية الوزير لوزارته تكون داخلة في اختصاصاته، بما ينفسح معها مجال مسؤوليته السياسية عنها، ويسوّغ بالتالي استجوابه بشأنها وفقاً للدستور».:

ما حدث في الإعلانات الانتخابية كما قلت مسبقا فضيحة لن نقبلها أبدا، ولكن دستوريا وقانونيا كما فهمت فإن الاستجواب على هذه الجزئية هو فعل باطل قانونيا، بحكم أنه في فترة وزارة سابقة، ولم يستمر للفترة الحالية، ولا يمكن محاسبته بالاستجواب بل من خلال طرق أخرى كالنيابة أو محكمة الوزراء.

نعم لمحاسبة الوزير بل لإقصائه أيضا، ولكن وفق الأطر الدستورية، فالدستور الذي نص على حرمة الأموال العامة هو نفس الدستور الذي نص على عدم جواز تعطيل أي حكم من الدستور، وعليه فإن ما بُني على باطل فهو باطل.

قد يتذرع البعض بقبول الوزير صعود المنصة لإضفاء الشرعية والدستورية على الاستجواب، وهو كلام واه، فلو أن الوزير لم يصعد المنصة وطالب بتحويل الاستجواب إلى المحكمة الدستورية، لكان مصيره وحكومته كاملة المنصة ومن ثم عدم التعاون، وهو ما ألمح إليه المُستجوب في فترات سابقة.

وعليه فإن الوزير قَبِل الصعود كي لا يوصم بالهروب وعدم الجرؤة، ولكن أن يُقدّم استجواب غير دستوري من تكتل يدّعي صيانة الدستور هو ما يستدعي استجواب هذا التكتل من قبل الناس.

ختاما لن أقبل أبدا أن يهدر فلس واحد من أموال الدولة، كما أني لن أقبل قطعا باستعادة هذا الفلس عن طريق التعدي على الدستور.

ضمن نطاق التغطية:

السيد وزير الداخلية أتمنى ألا تعتقد ولو لبرهة أن وقوفي والكثيرين غيري ضد الاستجواب وما ترتب عليه من طلب لطرح الثقة، يعني بأي شكل من الأشكال القبول بالفعل المبدد لأموال الدولة من قبلك، وهو أمر لن نسكت عنه أو نقبله أبدا.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

علي محمود خاجه

بي و سر

«بيسري» مصطلح فارسي على حد علمي يتكون من مفردتين «بي» «سر» بفتح السين وتسكين الراء، «بي» تعني من دون أو بلا، و»سر» تعني رأس. ولأننا في مجتمع لا يخلو من العيوب، فقد اُستخدمت هذه المفردة منذ القدم لتقسيم الناس، ليس حسب كفاءتهم أو أدائهم، بل وفقاً لقرار لم يكن لهم شأن به، فـ»البيسري» يبقى «بيسرياً» حتى لو حاز على جائزة «نوبل» في العلوم أو أصبح زعيماً مناضلاً أو عالماً دينياً، فهو في النهاية «بيسري» لأن والده لم يكن أصيلاً، حسب مفاهيم بعض أفراد المجتمع! كنت أعتقد أن هذا التقسيم التافه بالإضافة إلى تقسيماتنا التافهة الأخرى كتقسيم الطوائف والعوائل والقبائل والجنس بل المناطق أيضاً، أقول إنني كنت أعتقد أن تقسيم «البيسري» والأصيل متعلقٌ بشكل أساسي بعلاقات الزواج والمصاهرة، إلى أن فوجئت بنائب كويتي، وهو النائب سعدون حمّاد الذي أقسم على احترام الدستور، وأكرر احترام الدستور الذي ينص على عدم التمييز وأن الناس سواسية في الكرامة الإنسانية، يأتي هذا النائب الـ»سري»، وهي نقيض «بيسري»، أي أن هذا النائب له رأس يحكمه، يأتي ليجادل النائب عادل عبدالعزيز الصرعاوي دفاعاً عن واحد من أشهر الكويتيين حالياً طلاقة باللسان الشيخ أحمد الفهد وزير الإسكان وبقية الوزارات غير المفهومة! ويا ليت حمّاد لم يجادل الصرعاوي… فكلامه في اعتقادي من أشنع ما قيل في تاريخ المجلس على الإطلاق، فلو أن أي فرد لم يكن يعرف عن النائب حمّاد شيئا، بمعنى أنه لم يعرف أنه قد فاز في مجلس 99 وبعدها طُعن في فوزه لاشتراك بعض العسكريين في عملية التصويت، وقُبل الطعن وخرج من المجلس، وهو نفسه النائب الذي ثارت حوله مشكلة مع مسؤول العلاج في الخارج، فلو أن فردا لم يكن يعرف عنه كل ذلك وشاهد الجلسة ورأى ما تلفظ به حمّاد لبكى على حال شعب انتخبه ليمثله! والسؤال المطروح على حمّاد النائب: ما رأيك في «البياسر» ممن صوتوا لحضرتك؟ لقد أثبت حقاً أن الصرعاوي ليس له من يحكمه، وهو فعلاً لا رأس يحكمه و»بيسري»، أما أنت فبالتأكيد لست «بيسريا»… فشكراً لك. *** ومادمنا بدأنا المقال بكلمة فارسية، فلنعرج على الوضع في الجمهورية الإيرانية… فالانتخابات الرئاسية الدامية الأخيرة انتهت كما صرّح الإعلام الإيراني الرسمي بفوز نجاد مجدداً ورفض مير موسوي المرشح الآخر نتائجها، وتوقف الأمر على انتظار قرار من السلطة العليا في إيران برئاسة السيد علي خامنئي، إلا أنه أثبت انحيازه التام للمرشح الفائز مما سبب، ولايزال يتسبب، في أحداث شغب خطيرة في إيران، وهو ما يجب أن نشير إليه… فإذا لم تتخذ السلطة موقفاً محايداً من الأحداث، فإن النتائج ستكون وخيمة، فهل من معتبر؟ *** خارج نطاق التغطية: قد أتقبل أن يأتي أحمق ليصمني بالطائفية لمجرد انتقادي شخصية عامة من المذهب السُنّي، ولكني أتمنى من الأحمق نفسه أن يصمني بالوحدة الوطنية عند دفاعي أو مدحي شخصية عامة من المذهب السُنّي، فإن لم يكن فالصمت أفضل. 

علي محمود خاجه

هايف عنده مبدأ

فالنائب محمد هايف مقتنع بأن الديمقراطية والدستور لا يتوافقان مع الشريعة الإسلامية التي يعتقد أنه يمثلها ويصونها، ومع ذلك فهو يخوض الانتخابات البرلمانية الديمقراطية، ولكنه لا يلتزم بالقسم الدستوري، والنائب الكريم يؤمن كما يؤمن كثير منا بأن «من غشّنا فليس منا» ومع ذلك يمارس مع الكثيرين غيره الغش وتزوير إرادة الناس من خلال انتخابات مجرّمة عقلا ومنطقا ودينا وقانونا، وهي تلك المسماة بالانتخابات الفرعية أو لمن يجمّلها ويسميها بالتشاورية.

كما أنه يكرر القول مرارا بأن المرأة لا حق لها في الشأن الديمقراطي الذي لا يعترف هو به أساسا، ومع ذلك فإنه يصل إلى المقعد الأخضر عن طريق المرأة التي يقيم لها الندوات والملتقيات في فترة الانتخابات.

نائبنا الموقر هو من أكثر النواب صخبا على قضية إزالة المصليات المقامة على أراض مملوكة للدولة دون وجه حق، فهو رافض لإزالة أي مصلى، وإن كان مقاماً على أرض لا يوافق أصحابها «الدولة» على إقامة المنشآت فيها، بل إنه هدد وتوعد إن كانت تلك المصليات ستزال أو سيطبق القانون عليها فهو سيستجوب الوزير، ويطالب بإزالة فريق الإزالة، وفي نفس الوقت فهو يصرح بالتالي «إن إجراءات توسعة مسجد في مبارك الكبير تجاوز صارخ للقانون، داعيا إلى تعديل الأوضاع المعوجة في البلدية» يذكر أن المسجد المقصود هو مسجد القدس التابع للطائفة الشيعية!

محمد هايف هو من الدافعين تجاه إقرار اللجنة البرلمانية المؤقتة المسماة بلجنة الظواهر السلبية، وعندما يعارض الكثيرون وجود لجنة غير معلومة الأهداف كتلك، فهو يكرر بأنها أقرت برأي الأغلبية وعلينا احترامها، وعلى الرغم من ذلك فإن تم انتخاب غيره لرئاسة اللجنة فإنه ينسحب من تلك اللجنة ويتوعد الحكومة بالويل وعظائم الأمور، كل ذلك لأنها مارست صلاحيتها بالتصويت!

كل تلك التناقضات وغيرها تمثل قناعات بالنسبة للفاضل محمد هايف، فهو لا يتنصل أو يبرر أياً مما سبق ذكره، بل هو مقتنع تماما بتناقضاته، وهو ما يجعله برأيي محل احترام لثباته على ما يعتقد، إلا أن رأيي، في معتقداته التي أعتقد أنه من السوء أن يكون لدينا نائب بكل تلك التناقضات والمعتقدات الهشة وغير المنطقية أبدا، هو ما يقودني إلى واقع مر وهو، أن النائب محمد هايف وتفكيره المتناقض الغريب كسب أصوات أكثر من 14.000 كويتي منحوه الأصوات في دائرته والآلاف غيرهم في دوائر أخرى، وهو ما يعني اعتناقهم ما يعتقد.

خارج نطاق التغطية:

مجموعة في الموقع الإلكتروني الاجتماعي Facebook تحمل عنوان «هنا الجليب» نشرت صورا وأخباراً تجعل كل كويتي يخجل بأن تكون منطقة جليب الشيوخ جزءا من الكويت، وهي بذلك الشكل الرث.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

علي محمود خاجه

لا أنا ولا الوشيحي ولا الصرعاوي

على الرغم من كل ذلك فإنني أكرر بأنني أخطأت بوصف الصرعاوي بالبطل وأعتذر علانية عن هذا الخطأ، والسبب ليس كما يتصور البعض اختلافي مع عادل الصرعاوي، بل لأن ما قام به النائب الصرعاوي هو الأمر البديهي والطبيعي الذي يجب أن يمارس من الجميع إذا ما ارتأوا أن هناك أخطاء جسيمة تمارس من الشخصيات العامة في الدولة، وهو ما رآه الصرعاوي وشاركته الرؤى وكذلك الأستاذ محمد الوشيحي وغيرنا، وبكل تأكيد بأننا لسنا أبطالا أو فرسانا للحق لمجرد التحدث بقناعاتنا، بل هو المسلك الطبيعي الذي إن لم نسلكه فنحن إما أن نكون جبناء وإما أن أمور المجتمع لا تعنينا.

لم أقصد ولم أفكر في أن أقول فيما كتبت سابقا بأن الرئيس الخرافي زوّر إرادة الشعب في فوزه في السنوات العشر الأخيرة، فقد فاز بالتزكية في مناسبتين وهو ما يعني التفاف النواب والحكومة حوله بغض النظر عن أسبابهم إن كانت موضوعية أم لا، وأنا أيضا أتفق مع الطرح الذي «يشره» على عدم نزول أي منافس للخرافي لتسجيل الموقف على الأقل بأن الخرافي ليس رغبة الكويت كلها وإن كان يمثل رغبة الكثيرين من أهلها.

إن كل ما كنت أعنيه ومازلت مقتنعا به وسأظل كذلك هو أنه لا أحد معصوما من الخطأ، وهذا يعني أن النقد حق طبيعي لكل من يرى تصرفا خاطئا، وعلى ضوء ذلك فإن نشر هذا النقد أيضا هو تصرف طبيعي في أي نظام ديمقراطي وإعلام قويم، ولذلك فأنا أكرر بأن السيد جاسم الخرافي لا يختلف عني وعن غيري ممن لم يصنهم الدستور بشيء، فإن كنا ننشد إعلاما سليما معافى فعلينا ألا نحصّن شخصا من النقد حتى إن كانت تربطنا به صلة قرابة أو تحكم بإعلانات أو ورق أو أي سطوة أخرى.

ضمن نطاق التغطية:

زميل القلم مشاري العدواني وصفني بالمدوّن وهو شرف لا أدعيه، فأنا كاتب مقال صحافي شأني شأنك، وأنشر ما أكتب على موقعي الخاص، لم أنتقد رئيس المجلس بقدر ما انتقدت عدم نشر ما يمس به في إعلامنا الذي أسعى أن يكون أفضل مما هو عليه الآن، لذلك فأنا أختلف معك في وصفك لما أقول بـ«الربربة» كما أقولها أنا أو «بربرة» كما تفضلت بها أنت.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

علي محمود خاجه

ماكو خشم

فالنظام البائد المسمى بـ«حدس» إن لم يكن هو الذي اجتزأ كلام الدكتورة النائبة أسيل العوضي وعرضه على «اليوتيوب» فإنه بكل تأكيد تحرك بكل ثقله الزائل لتشويه سمعة أسيل العوضي النائبة، لعّل وعسى أن يتحقق مبتغاهم في عدم وصول امرأة إلى الكرسي الأخضر، ولكن مبتغاهم لم يتحقق ووصلت امرأتان في الدائرة الثالثة، ليس ذلك فحسب بل على حساب مقعدين للنظام البائد، بالإضافة إلى مقعدين في الأولى والثانية.

إن ما مارسه النظام البائد «حدس» على مر السنين من استغلال سيئ للدين وتلوّن يفوق ألوان الطيف بكثير يدفع ثمنه الباهظ جدا اليوم، فبعد أن تحالف مع قوى الفساد على حساب الوطن، وبعد أن مد يده لسراق المال العام ليكونوا الرعاة الرسميين له مقابل سكوته عن السرقات، معتقدا بذلك أنه ضمن الإعلام والمكانة الدائمة، ها هو اليوم يفقد وجوده في الحكومة، ويفقد وجوده في المجلس، ويفقد رعاية السراق الإعلامية له.

أيها النظام البائد، طعنتم في أخلاق أهل الكويت على مر سنينكم فوصمتم التعليم المشترك بأنه يجلب اللقطاء والإيدز، وخنتم الكويت في الغزو من قبل صغاركم الذين باتوا كبارا اليوم بالعمر فقط، وأغمضتم أعينكم عن السراق وتعاونتم معهم، وحاولتم بكل ما أوتيتم من قوة أن تمرروا صفقات غير معلومة العواقب في النفط، وخدعتم الشعب بحملة مليونية لترشيد الطاقة ولم تترشد، وها نحن نستورد الكهرباء من قطر، وغيرها من المصائب التي جلبتموها للكويت، فـ«زين يصير فيكم».

وعلى الرغم من طرافة الرسالة النصية التي تقول «أسيل كمش خشم حدس»، فإنه يفرحني أن أقول إنها غير واقعية، فـ«حدس» لم يعد لها وجود كي يكون لها خشم.

ملاحظة: كان بودي أن أرسم ابتسامة بجانب عنوان المقال لكن لم يتسنَّ لي ذلك.

خارج نطاق التغطية:

دكتور الشريعة سارق المقالات والمطرود من الجريدة التي كان ينشر سرقاته فيها، والذي أصبح بقدرة قادر يحلل الانتخابات النيابية، تسمّر أمام الشاشة يتابع النتائج التي كان يحللها ويقول %100 نتائجي صح، والواقع أن %100 نتائجك غلط وتفشّل باستثناء الدائرتين الرابعة والخامسة وليس من قدرتك على التحليل، بل لتفرج الحكومة على الفرعيات… «لا بالكتابة فالح ولا بالتحليل».

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

علي محمود خاجه

نظرية

– آخر ناد رياضي شامل في الكويت تم تأسيسه قبل 40 عاما.

– آخر جامعة حكومية وهي الوحيدة طبعا تم إنشاؤها قبل خمسين عاما.

– آخر مشروع سياحي حكومي هو متنزه الخيران قبل 25 عاما.

– المرة الوحيدة التي تأهلنا فيها لكأس العالم لكرة القدم كانت قبل 25 عاما.

– آخر مسرح تم تشييده كان قبل 30 عاما.

– آخر ميناء كويتي تم تدشينه قبل 40 عاما.

– آخر ناد علمي كويتي تم إنشاؤه قبل 30 عاما.

– آخر مسرحية سياسية توعوية تم عرضها قبل عشرين عاما.

هذا من جانب

– أول جمعية للوقاية من الإيدز أنشئت قبل 20 عاما تقريبا.

– أول حملة توعوية للوقاية من المخدرات انطلقت قبل عشرة أعوام.

– أول مرة لا تحصل الكويت على كأس الخليج في الكويت كان قبل خمسة أعوام.

– أول مرة تصنف الكويت كدولة خطيرة إرهابيا كان قبل أيام قليلة.

– أول مرة تحدث فتنة كبيرة بين الشيعة والسنة كانت قبل 25 عاما.

– أول مرة تسرق المليارات من الكويت بأيد كويتية كانت قبل 20 عاما.

كما هو واضح فإن الإنجازات وعجلة التقدم توقفت قبل 35 عاما كمتوسط، وعجلة التردي والتشرذم بدأت قبل 30 عاما كمتوسط، وبما أن التيار المتأسلم يفاخر بتوليه زمام الأمور في البلد وبسط سيطرته على العمل السياسي منذ ثلاثين عاما. إذن فإن التيار الإسلامي هو السبب بلا شك بوقف التقدم وسرعة التخلّف، وهذا يعني أن الخطيب لم يخطئ حينما قال «استحوا على ويوهكم».

خارج نطاق التغطية:

المفكر محمد العوضي في مقال له أخيرا ذكر بأن الناس تذهب للدعاة دون غيرهم للتصوير والتوقيع ولا يكتفون بذلك، بل يطلبون منهم المشورة والمعونة، وهو ما لا يحدث مع اللاعبين والفنانين ومختلف المشاهير، وأنا أتفق معه تماما فيما يقول، ولكن السبب طبعا لا يعود إلى تميز الدعاة عن غيرهم، بل لأن المجتمع ترسخت فيه قناعة بأن هؤلاء الدعاة يملكون صكوكا للغفران يا أستاذنا الكريم.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

علي محمود خاجه

ليتني كنت مرشحاً

لو كنت مرشحاً، فإن أول ما أقوم به هو تصريح ناري ألهب به الصحف ومواقع الإنترنت، وبعدها يتم اعتقالي… فأتلقى التهاني والتبريكات بالفوز. فمن تعتقله الدولة في موسم الانتخابات في غالب الأحيان يخرج بطلاً فائزاً منتصراً ضامناً لعدد هائل من الأصوات لم يكن يحلم به. ترشح الطاحوس لجريمة الفرعية، وهو لم يكن حتى يفكر في العبور منها منتصراً، فجاء الاعتقال كصك نجاح مضمون في جريمة الفرعية وتليها الانتخابات العامة بشكل شبه مؤكد، واعتُقل بورمية فزاده الاعتقال قوة ومتانة ليضاف رصيد أصوات ضخم إلى رصيده السابق الذي كسبه بالمطالبة بتبديد أموال الدولة. واعتُقل أخيراً عضو المجلس الوطني سابقاً خليفة الخرافي على تصريح أدلى به قبل عام ونصف، فأبهر الكثيرين وكسب تعاطف أصوات أكثر، ولكن هذا قد لا يحقق له النجاح كما حققه لبورمية والطاحوس لطبيعة الدائرة التي يخوض فيها الانتخابات. وبعد أن يصل المعتقلون إلى الكرسي الأخضر ستطلب النيابة رفع الحصانة عنهم، ولن يتحقق لهم ذلك بلا شك كعادة المجلس في الدفاع عن نوابه، إذن… فإن ما أحدثته تصرفات الحكومة هو بكل بساطة وهب المقاعد لبعض المرشحين ممن لم تكن لهم فرصة، إضافة إلى تعزيز مقاعد أخرى. ما أقوله ليس بتجنٍ على الحكومة أو سوء نية بل هو واقع واضح المعالم لا يحتاج إلى تفسير، فإن كانت الحكومة جادة حقاً في تطبيق واحترام القانون وعدم التعدي على الدستور، فمَن منكم يملك تفسيراً على صمتها المريب على جريمة الفرعية؟ فالنتائج تتوالى وبالأرقام الدقيقة على صدر صفحات صحفنا اليومية، ولم تفعل «الداخلية» شيئاً سوى أنها حوّلت أجهزتها المختصة إلى مصورين يصورون موقع الفرعية على الرغم من علم الحكومة أن التصوير لا يُعتد به قانوناً! أي استهزاء بالعقول الذي يجعل من الحكومة تحاول خداع الناس بصور فوتوغرافية تبين فيها سعيها إلى فرض القانون؟ إن كانت الحكومة تدخلت في سنوات سابقة في الانتخابات بشكل مباشر من خلال تزوير إرادة الشعب، فإن ما يمارس اليوم هو أكبر تزوير لإرادة الشعب، فهي تفتح الباب للجرائم وتمنح المقاعد لمن تشاء من خلال هبّة الاعتقالات الجديدة. المصيبة ليست في المجلس ولن تكون في المجلس أبداً، المصيبة في ترحيب الحكومة بأشخاص لا يستحقون الوصول إلى المجلس، وتسخير قواها كافة لوصول أولئك الأشخاص، ومن ثم يشتكون من تعسف المجلس. خارج نطاق التغطية: «نظامنا التعليمي سيئ، فهل يعني ذلك أن نلغي التعليم»، هذا هو مضمون عبارة المرشحة رولا دشتي في الرد على المطالبين بإلغاء المجلس لسوء أدائه… نِعم الرد ونِعم المنطق… فشكراً د. رولا.