علي محمود خاجه

«وين راحت الفلوس»

"خطورة الإنفاق وضرورة الترشيد" هو عنوان الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء يوم أمس الأول، وهو أمر كررناه وأعدناه مراراً لاستيعابنا أن سياسة المنح والكوادر تستنزف من طاقات الدولة ومواردها… أو بالأصح طاقة الدولة وموردها. العجز الفعلي قادم لا محالة، والمصروفات ستزيد على الإيرادات قريباً جداً، ولا يلوح في الأفق أي حل لهذا العجز القادم، بل حتى ترشيد الإنفاق الذي ترفع شعاره الحكومة اليوم لن يحمينا من العجز القريب، فمعدلات النمو الاستهلاكي الحالية، كما تفضل وزير المالية، تفوق معدلات الإنتاج الحالية، وهو ما يعني أن إبقاء الوضع كما هو عليه سيؤدي إلى العجز أيضاً، ولن يكون هناك أي حل بالوضع القائم إن حدث العجز إلا بخفض المصروفات، وهو ما يعني خفض الرواتب لأنها تشكل الحصة الأكبر من الاستهلاك. كل ما سبق حقائق غير قابلة للنقض أو التجميل، بل هي حقائق وردت على لسان الحكومة، وهي الجهة المخولة أصلاً بالتحكم في موارد الدولة المادية. بمعنى آخر، أن الحكومة تقر بأن سنوات الأموال الطويلة والممتدة لأكثر من خمسين عاماً، لم تتمكن من خلق مصادر مالية متعددة رغم الوفرة أو تلبية احتياجات المواطنين كالتعليم والصحة والسكن المناسبة ليتجنبوا حاجتهم إلى أموال أكثر لتسديد مصاريفهم المستنزفة؛ بسبب إيجار العقارات أو الدراسة الخاصة أو المستشفيات الخاصة، وبالتأكيد فإن هذه الحكومة لن تأتي بالجديد، وإن اجتهد بعض أعضائها؛ لأن نظام اختيار الوزراء لم يتغير. طيب، بما أننا قريبون من عجز في الميزانية فمن حقنا كمواطنين أن نتساءل وبعفوية أين ذهبت الثروات طوال الأعوام بل العقود الماضية؟ فتلك الثروات لم تغطِ حاجة الشعب القليل في السكن ولا الصحة ولا التعليم ولا الترفيه ولا الطرق ولا الكهرباء ولا الماء، كل تلك المجالات لم تسد الثروات المهولة احتياجاتها… فأين هي الثروة إذاً؟ هنا مربط الفرس وهذا سبب استياء المواطنين، فهم لم يشعروا على الأقل في السنوات العشرين الأخيرة بالرخاء رغم تكرار الفوائض المالية الضخمة في كل عام، وهم مطالبون اليوم بمؤازرة الحكومة بترشيد الإنفاق رغم أنها لم تبادر بأي خطوة تسهم فعلاً في تقليل العبء عن المواطنين كي يساهموا بترشيد الإنفاق. لذلك أنا أتفهم، وإن كنت لا أقبل ولكن أتفهم، أن يطالب مواطن أو مجموعة بإسقاط القروض أو زيادة رواتب أو غيرها من مصاريف شخصية، لأنهم وببساطة لا يجدون أي فائدة من الفوائض المالية على صعيد الدولة، فيتجهون إلى الفردية للحصول على ما يمكن الحصول عليه. بالإمكان سؤال أي مواطن اليوم إن كان يفضل منحة مقدارها ٢٠٠٠ دينار أو إنشاء مدينة متكاملة بنفس التكلفة خلال خمس سنوات، وستجدونه يتجه إلى إنشاء المدينة طبعاً، ولكن لأن الأمل مفقود بكل الحكومات السائرة على خطى واحدة فاشلة، فإن المواطن بات أنانياً يفكر بتحسين موارده المالية وإن تأخرت الدولة. لا بد من معالجة العلّة بدلاً من الدعوات التي لا تلقى أي أذن تصغي لها بترشيد الإنفاق.

علي محمود خاجه

«أبيهم بدفتر»

كالعادة يطالب نائب وأحياناً مواطن بمنع حدث من أي نوع: ندوة، حفلة، كتاب، دخول شخصية وغيرها، بحجة تعارض الحدث مع العادات والتقاليد، فترضخ الحكومة فوراً حتى وزير الداخلية الحالي الذي قيل عنه إنه ذو شخصية قوية خضع فوراً لمطالبة منع حدث متعلق بالشعر الصوفي بأحد الفنادق.
والغريب في الموضوع أن مطالبات المنع تلقى أسرع أنواع التجاوب الحكومي في الكويت، أما بقية المواضيع فإما تشكل لها لجان شكلية وإما لا تلقى رداً أصلاً من الحكومة، على سبيل المثال موضوع تطاير الحصى من الشوارع الذي شكلت له لجنة، أو مطالبات الفنانين بمسارح من أكثر من ثلاثين سنة ولم تلقَ أي اهتمام إلى اليوم، أو مطالبات الرياضيين بمنشآت محترمة منذ عقود ولم يتجاوب أحد، وغيرها الكثير من المطالبات التي لا تلقى بالاً لدى الحكومة إلا مطالبات المنع التي تتجاوز كل البيروقراطية والتجاهل.
على أي حال فرضوخ الحكومة لأي أمر غير دستوري هو نهج لا يتغير وإن تغير الأشخاص، لكن ما يعنيني حقاً هو موضوع العادات والتقاليد، وهو المصطلح الذي يستخدمه الجميع للنهي عن أمور معينة، فلا الشعر من عاداتنا ولا الموسيقى ولا الثقافة طبعاً إن لم تتناسب مع أفكار المطالبين بالمنع.
مع العلم أن الإسلام لا يعترف بالعادات والتقاليد بل جاء لإلغاء تلك العادات أصلاً، ولو كان نواب العادات والتقاليد موجودين مع ظهور الإسلام لعارضوا كل ما جاء بالرسالة لأنه يخالف العادات والتقاليد حينها، بل إن عادات وتقاليد أيام ما قبل الإسلام باتت تسمى بالجاهلية اليوم في مؤشر واضح على أن ما يتم التعارف عليه عند مجتمع لا يشترط بالضرورة أن يكون صالحاً أو جيداً أو مقبولاً.
قد أتفهم أن تستخدم تلك العادات في أمور اجتماعية كالزواج والأعراف التي تسبقه وشكل الاحتفال به، وأفهمه أيضاً بطريقة تأدية واجب العزاء ولا بأس به أيضاً حينما يستخدم بالفنون كأنواع الموسيقى والإيقاعات المستخدمة لكل مجتمع مثلاً، لكن ما لا أفهمه أن يتم إسقاط العادات والتقاليد على حاضرنا بشكل أكثر من هذا النطاق الضيق، بل إن العادات والتقاليد طريق سريع للجهل، فلا الإنترنت ولا السيارة ولا التلفاز ولا الهاتف ولا التكييف من عاداتنا وتقاليدنا، كما أن من عاداتنا وتقاليدنا الغوص والرعي والأعمال الحرفية بأشكالها كافة، وهو ما يعني أن حتى استقدام العمالة ليس من عاداتنا وتقاليدنا، فلماذا يتم استثناء كل تلك الأمور من مطالب المحافظة على العادات والتقاليد ولا تستخدم إلا ضد الأفكار المخالفة فقط؟
يفترض أننا في دولة يحكمها دستور وقانون ولا مكان للعادات والتقاليد إلا في نطاق الأسر نفسها، وما تتعارف عليه اجتماعيا فقط لا غير، أما أن تتحول تلك العادات والتقاليد إلى نصوص قانونية غير مكتوبة تتحكم فيها الأهواء فهو أمر سخيف، فإما أن تتحول عاداتنا إلى قوانين مقرة بطرق قانونية كي نتمكن من التعاطي معها بشكل مناسب، وإما ألا تبنى عليها قرارات تمس مجتمعاً متنوعاً ومختلفاً.

علي محمود خاجه

مسوّدة

"إشهار الأحزاب السياسية عبر قانون إقرار نظام انتخابي ديمقراطي قائم على التمثيل النسبي للقوائم الانتخابية المغلقة باعتبار أن الكويت دائرة انتخابية واحدة، مع تخفيض سن الناخبين إلى 18 عاماً، وإلغاء القوانين المقيدة للحريات، وخصوصاً حرية الاجتماع العام وحرية التعبير عن الرأي، والحقّ في تشكيل مؤسسات المجتمع المدني، وكذلك إلغاء القوانين التي تصادر حق الأفراد في التقاضي المباشر أمام المحكمة الدستورية، وأهم القوانين التي يجب إصدارها أو تعديل ما هو قائم منها قانون إنشاء الهيئات السياسية، وقانون تنظيم انتخاب أعضاء مجلس الأمة والدوائر الانتخابية، ذلك من أجل وضع نظام انتخابي يتماشى مع المبادئ الدستورية ويحقق العدالة والمساواة بين الناخبين". هذا بعض ما جاء في مسودة ما يسمى بائتلاف المعارضة كما نشر بالزميلة "الراي" بتاريخ 3 يناير 2014، وبالطبع فإن ما تضمنته تلك المسودة ليس بالأمر الجديد بل هو ما خلصت إليه معظم التيارات السياسية وإن اختلفت في بعض التفاصيل، ولا بد من الإشارة هنا إلى أن إشهار الأحزاب السياسية وإلغاء القوانين المقيدة للحريات، وكذلك حق التقاضي المباشر للأفراد أمام المحكمة الدستورية هي مطالب مستحقة، ومدخل حقيقي للإصلاح السياسي بالكويت لما تحققه تلك المطالب نظرياً من التحول إلى البرامج بدلاً من العمل الفردي وضمان عدم جور أي فئة، وإن كانت تملك الأغلبية البرلمانية حقوق المواطن والمقيم وضمان الحريات الشخصية، وهو أمر ينم عن استيعاب ما يسمى بائتلاف المعارضة الجيد للوضع السياسي الكويتي والنقاط المؤدية إلى إصلاح سياسي فعلي. إلا أن أكثر ما لفت انتباهي في تلك المسودة التي تمثل كلاً من كتلة "العمل الشعبي" و"حدس" و"معك" و"التيار التقدمي" و"الحركة الديمقراطية المدنية"، نوعية المفردات المستخدمة والمكررة قبل كل مطلب من مطالب الإصلاح السياسي، وهي مفردة إقرار أو إصدار قانون أو إلغاء قانون، وتلك المفردات منوطة بالمشرع أي بمجلس الأمة وكل تلك الكتل الممثلة للائتلاف المعارض تتخذ موقفاً واحداً لا رجعة فيه وهو مقاطعة الانتخابات البرلمانية! إذن كيف ستتحقق كل تلك المطالبات الواردة في المسودة وطريق تحقيقها مسدود بالنسبة إلى ممثلي هذا الائتلاف؟ بناء على هذا الأمر لن يكون أمام ما يسمى بالائتلاف المعارض سوى أسلوب واحد للتعاطي مع هذه المسودة قبل إعلانها في الأسبوع القادم؛ فإما نسف كل ما جاء فيها لأنه يعتمد على مجلس الأمة المقاطع من قبلهم، وإما الإعلان عن المشاركة في أي انتخابات نيابية مقبلة، فهذان هما المخرجان الوحيدان. أعتقد أن مواجهة الذات وتهيئة الأرضية من الائتلاف للمشاركة في أي انتخابات نيابية مقبلة هو الأمر الذي يجب أن يطرح منهم قبل تقديم أي مسودة إصلاح سياسي وعدم مواجهة هذا الأمر سيجعل من جميع الإصلاحات السياسية المقدمة منهم والمرتبطة بإصدار قوانين أو إلغاء أخرى مجرد حبر على ورق، وأمر غير قابل للتطبيق من الائتلاف على الأقل. خارج نطاق التغطية:     تنقل الشيخ محمد عبدالله المبارك من وزارة إلى أخرى مع كل تشكيل يثبت قطعاً أن وجوده هو مجرد ترضية وغير مبني لا على كفاءة أو أداء، وهو نموذج واضح على طريقة إدارة حكوماتنا المتعاقبة للدولة.

علي محمود خاجه

«مرة وحدة بس»

نمر كالعادة بمرحلة تشكيل وزارة، وهي عادة كويتية تحدث من مرتين إلى ثلاث في كل سنة دون اختلاف فعلي أو إنجاز يذكر، ولعلها بالمناسبة المرة الأولى التي تتم فيها المشاورات لبدء التشكيل على الرغم من وجود حكومة قائمة غير مستقيلة إلى يوم كتابة هذا المقال! على أي حال، ورغم اقتناعي التام بأنه مهما صدقت رسائلنا الموجهة إلى الحكومة فإنها لن تجد أذناً تسمع أو عقلاً يأخذ بتلك الرسائل، إلا أنني أؤدي واجبي كمواطن ينشد المصلحة والتقدم، وعليه أقدم رسالتي هذه إلى سمو رئيس الحكومة. هدف كل الكويت اليوم هو العودة إلى المسار الصحيح القائم على تذليل العقبات وتجاوز عثرات الفساد، وبناء نظام قوي متين غير مرتبط بأشخاص تسير عليه كل الحكومات المقبلة، وتحقيق هذا الهدف لن يكون على حساب أحد سوى الفاسدين، وسيعود بالفائدة على الجميع بمن فيهم سمو رئيس الحكومة الذي سيكون بنظر الكويت كلها قائد مسيرة الإصلاح كما كان الراحل عبدالله السالم من قبله، وما زال الناس وبعد مرور خمسين عاما تقريبا على وفاته يذكرونه بالخير ويترحمون على أيامه. طيب، من أجل تحقيق الهدف المذكور أعلاه لا بد من وضع استراتيجية لتحقيق ذلك، فالأمور لا تقاس بالكلام فحسب، كالقول بأننا سنتحول إلى مركز مالي دون القيام بأي خطوة بهذا الاتجاه أو حتى اختيار الأشخاص المناسبين لتحويلنا إلى مركز مالي، وهو ما يعني أنك تحتاج يا سمو الرئيس أولاً أن تضع الخطوات الأساسية للوصول إلى الهدف قبل مرحلة المشاورات أصلاً، ويكون أساس المشاورات هو تناسب من تتصل بهم ليكونوا أعضاء في الوزارة مع هدفك المعلن، وهو ما يتطلب منك بالمقام الأول أن تبتعد عن ترضيات فروع الأسرة من خلال الوزارة، فتلك الترضيات لم تفد لا الكويت ولا الأسرة في المرات السابقة، ولن يتغير الأمر في هذه المرة، وإن كانت الترضيات الأسرية عنصراً أساسياً بالنسبة إليك، فمن الممكن أن تكون من خلال توزيع مناصب المحافظات عليهم وليس تسليمهم إدارة الوزارة، وقد فشلوا فيها مراراً. أما ثاني العناصر فهو الابتعاد عن الأسلوب الكريه وغير المجدي في توزيع مقاعد الوزارة على فئات المجتمع ليس لكفاءتهم بل لانتمائهم، ودعني أدلل لك بنموذج واضح لمن يهدف إلى النجاح بشكله السليم، فقد قامت شركة إماراتية بشراء نادي "مانشستر سيتي" الإنكليزي، وعلى الرغم من قدرتها على إشراك لاعبين إماراتيين في النادي فإنها لم تقدم على هذه الخطوة لأنها تهدف إلى الفوز والنجاح لا الترضية، وقد تحقق لها ذلك سريعاً لأنها بحثت عن أدوات الربح المناسبة، وليس توزيع مراكز اللعب على لاعبي الإمارات، وهوالنموذج الذي يجب أن يحتذى به، فهم لم يغامروا على حساب سمعة فريق كرة قدم فما بالكم بالمغامرة على حساب الدولة. لقد آن الأوان، بل تأخرنا كثيراً عن الأوان، لإعادة الأمور إلى نصابها السليم، فإما أن نتجه إلى الهاوية بذات السرعة، وإما أن نتمكن من كبح جماح انطلاقنا نحوها بالمقام الأول ونعيد البناء من جديد، وكل عام وأنت بخير سمو الرئيس. خارج نطاق التغطية: كل عام وأنتم بخير.

علي محمود خاجه

دوائر رياض

رياض العدساني من أكثر نواب مجلس 2013 ظهوراً عبر وسائل الإعلام، وهو أمر لا بأس به بالطبع، إن كان ظهوره الإعلامي يحمل مضموناً جيداً يفيد الناس والمجتمع، إلا أن هذا الظهور المستمر بات يؤثر على ما يقدمه من أفكار واقتراحات، لأنه لا يعطيها حقها الكافي من البحث والدراسة. وأنا هنا لست بصدد الحديث عمّا كتبه العدساني حول التحالف الوطني رغم انتسابي إلى التحالف، لأنني أعتقد أن ما كتبه كلام مرسل للاستهلاك اليومي دون أدلة، ولا يستحق الالتفات أو الرد عليه أصلاً. حديثي اليوم عن الاقتراح الذي تقدم به النائب العدساني المتعلق بتعديل قانون الانتخاب، للتحول إلى نظام الدوائر الخمس بأربع أصوات يكون لكل ناخب حق الإدلاء بصوتين في دائرته وصوتين آخرين في دوائر غير دائرته، مبرراً هذا الاقتراح بأنه سيسهم في  الحد من المال السياسي ونقل الأصوات، والطرح الطائفي والفئوي والقبلي. قبل البدء بتبيان سوء اقتراح النائب رياض، لابد من الإشارة مجدداً إلى أن نقد الاقتراح المقدم من العدساني لا يعني بأي شكل من الأشكال القبول بالنظام الانتخابي الحالي، فهو سيئ جداً إن لم يكن الأسوأ بين الأنظمة الانتخابية التي مرت على المسيرة الديمقراطية في الكويت، ولكن هذا لا يعني بأي شكل من الأشكال البحث عن نظام سيئ آخر لإنقاذنا من نظام سيئ قائم. لقد ادعى العدساني أن نظامه المقترح سيحد من المال السياسي، وأنا بأمانة لا أفهم كيف سيتحقق ذلك، فإن فرضنا أني ترشحت للانتخابات بنية استخدام المال السياسي، فإن اقتراح رياض سيتيح المجال لي بعرض المبالغ على ناخبي كل الدوائر بدلاً من أن يكون محصوراً على دائرة واحدة، كما أنه سيرفع من معدلات الشراء بحكم انخفاض مبالغ شراء الصوت لوفرة الأصوات بشكل أكبر، إن فتحت جميع الدوائر للمرشح، أما بالنسبة لما تفضل به العدساني بأن اقتراحه سيحد من نقل الأصوات، فهو أمر صحيح شكلاً، ولكن المضمون واحد، فاقتراح العدساني يريح الناخب والمرشح من النقل، ويتيح له التصويت لمرشحه من دون نقل للأصوات. أما مسألة الحد من الطرح الفئوي والطائفي والقبلي التي ادعى الأخ رياض أنها ستترتب على اقتراحه، فهي نكتة سمجة، شأنها شأن نكتة أن "الصوت الواحد" يحقق الوحدة الوطنية، وهو ما تطرقنا إليه في مقال قبل عام تقريباً، فهل ستتغير النفوس بتغير النظام الانتخابي؟ فلو كنت أنا الناخب الطائفي فاقتراح رياض أتاح لي اختيار أربعة مرشحين من أبناء طائفتي في ثلاث دوائر، وهو ما يعزز فرص الطائفيين والفئويين والقبليين، بل إن الفرعيات ستكون على نطاق الدولة لا الدائرة. الحل يا عزيزي رياض لا يكمن في نظام انتخابي كالذي تقدمت به، بل عليك أن تتجه إلى النظام البرلماني المتقدم الممثل في الانتخابات بناء على الأحزاب السياسية والبرامج التي تقدمها، هذا ما يجب أن نصبو إليه كنظام سياسي حقيقي يحقق الإصلاح المنشود، لذا أتمنى منك أخي الكريم أن تبحث وتدرس بشكل أفضل قبل تقديمك أي فكرة أو اقتراح بنية الإصلاح.

علي محمود خاجه

اسمعني

أصداء سلبية واسعة النطاق تابعتها على خلفية عرض فيلم "اسمعني" المتعلق بالمشاريع الشبابية الكويتية والعقبات التي تواجهها، وما أثار انتباهي فعلا أن تلك الأصداء لم تكن من فئة معينة من الشباب بل من شرائح مختلفة ومتنوعة. حيث ارتكزت انتقادات من تابعتهم على محاور أساسية، وهي أن معظم من طل علينا بفيلم اسمعني من أصحاب المشاريع الشبابية هم من الميسورين مادياً، ولا يواجهون المشاكل الفعلية لمشاريع الشباب، بل إن هذا الفيلم هو مجرد تلميع أكبر لهم ولمشاريعهم. شخصياً أنا أختلف مع هذا الطرح بشكل كبير، وإن كان لي نقد على الفيلم فهو نقد لتعاسة المشاهد التمثيلية المضافة إلى كلمات أصحاب المشاريع وآرائهم.  على أي حال فإن سبب اختلافي مع انتقادات الكثيرين لفيلم اسمعني أبنيها على ما شاهدت وليس على ما توقعت أن يقال في الفيلم كحال البعض ممن انتقدوا دون مشاهدة، فقد أجمع الشباب أصحاب المشاريع من المشاركين في الفيلم على تعاسة الإجراءات الحكومية في مختلف الوزارات المرتبطة بمشاريعهم؛ كالشؤون والبلدية والتجارة، فوزارة تطلب رشوة، وأخرى تحدد العمالة بالمساحة وليس متطلبات العمل، وثالثة تتقاعس في تسريع إجراءات التراخيص عطفاً على شح الأماكن التجارية مقارنة بمتطلبات السوق.  كما ركز الشباب على كيفية احتضان دول الجوار للمشاريع الشبابية وتسهيل الإجراءات، بل أحيانا التكفل بالمصاريف، وهو بلا شك من أسباب استقطاب تلك الدول للناس من مختلف أنحاء العالم وليس دول المنطقة فحسب.  كما أن المشاركين في الفيلم لم يتطرقوا إلى مشاكل التمويل كي لا يقعوا في مطب التناقض، فكثير من أبطاله يُعرفون بأنهم من أصحاب الوضع المادي الجيد، ولن يكون مقبولا للعقول أن يتحدثوا عن شح الموارد المالية بالنسبة إليهم، وهذا ما فرض على المخرج أن يغطي جانب التمويل بمشاهد تمثيلية، وهي إن كانت تعيسة برأيي إلا أنها غطت الجانب الذي لم يتطرق له أصحاب المشاريع، وإن كنت أعتقد أنه كان يفترض الاستعانة بشباب واجهوا مشاكل تمويلية لمشاريعهم بدلا من تلك المشاهد التمثيلية لإيصال الرسالة بشكل أفضل. لقد جلب القائمون على الفيلم عددا من المشاريع الشبابية الناجحة والمعروفة للحديث عن العقبات التي تواجههم، وهو اختيار سليم جداً برأيي، وأعتقد أنه من بدهيات إيصال الرسائل المرئية للعامة؛ لأنه لو تم استبدالها بمشاريع مغمورة أو لم تنجح لما وصلت الرسالة بشكل جيد، كما أننا لو فرضنا أن أصحاب تلك المشاريع لم يواجهوا عقبات كبيرة كتلك التي تواجه بقية الشباب، وعلى الرغم من عدم مواجهتهم لتلك الصعوبات الفعلية، فإنهم يقدمون هذه الصورة المظلمة لإجراءات وزارات الدولة، وتلك النقطة تحسب لرسالة الفيلم لا عليه. برأيي الخاص لم أجد أي مبرر منطقي للهجوم العنيف على فيلم "اسمعني" فقد قدم صاحبه رسالة معينة للجهات المعنية، فإن تم تلقي الرسالة بشكل جيد من المسؤولين فإن الوضع حتما سيتحسن لهم ولأي شاب آخر، فشكراً على رسالة الفيلم.

علي محمود خاجه

«الاتجاه غلط»

نتجه دوماً إلى السياسة لحل مشاكلنا المجتمعية، التعليم سيئ نحاسب الوزير سياسياً، القطاع الصحي متدهور نهدد ونتوعد الوزير، الإسكان أزمة نسن قوانين إضافية للإسكان، وهلم جرا على بقية المجالات وقطاعات الدولة. قد تساهم السياسة في حل بعض المشاكل أو تحريك المياه الراكدة في قطاعات مهمة بالدولة، كما أسهمت سابقا بذلك بقوانين مفيدة أو رقابة حقيقية تهدف إلى إصلاح الوضع، لكن هل السياسة فعلاً هي ما يحل مشاكلنا؟ نشرت الزميلة "القبس" في عددها الصادر أمس الثلاثاء خبراً عن منع عرض موسيقي في كلية العلوم الاجتماعية، وقد جاء هذا المنع على يد جمعية العلوم الاجتماعية، وهي  لمن لا يعلم مؤسسة طلابية ينتخبها طلبة الكلية كل سنة لتمثيلهم، ويتولى قيادتها في هذا العام القائمة الائتلافية (الإخوان المسلمون)، بمعنى أن أغلبية طلبة كلية العلوم الاجتماعية وعبر ممثلهم المنتخب منعوا عرضا موسيقيا لأنه يخالف اعتقادهم، كما اشترط النادي السياسي، التابع للاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع الجامعة (إخوان مسلمون)، وجود محرم للطالبات من أجل قبولهن في رحلة ثقافية طلابية لزيارة مبنى الاتحاد الأوروبي في بلجيكا، وهو أيضا اتحاد منتخب من الطلبة الكويتيين بالجامعة. الحالة السابقة ليست حالة سياسية بل هي عبارة عن فكر مجتمع تنتخب أغلبية أبنائه من يشجع على سيطرة الرأي الواحد ومحاربة أي فكرة تخالفه، بل يحاول أيضا فرض رأيه على بقية الأفكار قسراً، وهنا مربط الفرس، فلنفترض مثلا أن ساستنا اليوم تمكنوا من إقرار أمور تنموية تغير الوضع القائم فأنشؤوا مدنا جديدة وبنوا مطاراً جديداً، ووفروا المستشفيات والمدارس والجامعات والطرق بشكل أفضل، بمعنى أوضح تمكنوا من تحقيق كل ما يرغب به الشعب تنموياً من خلال القرار السياسي، فهل ستزيل هذه التنمية المرجوة التخلف والرجعية في المجتمع؟ هل سيسمح للعرض الموسيقي إن كان في جامعة جديدة على أعلى طراز؟ هل سيتراجع الناس عن السعي إلى فرض الرأي والاعتقاد الواحد على البقية إن أنشئت مدن جديدة أو كان لدينا مستشفيات أكثر؟ طبعا إن هذا الأمر لن يتغير بتغير المباني والمنشآت بل هو بحاجة إلى عقول أفضل. لذلك فأنا أعتقد أننا عند التركيز على السياسة دون غيرها فإننا قطعا نسير باتجاه خطأ لا فائدة منه دون مجتمع واعٍ وعاقل، وهو ما لا نعمل لتحقيقه أبدا للأسف إلا بمحاولات أقل من محدودة، لابد من ترتيب مشاعرنا وغضبنا وسخطنا بشكل أفضل فيكون منع كتاب أو دخول رأي إلى الكويت أشد وطأة وألما على نفوسنا من تصريح وزير أو مرسوم، وأن يكون إسكات الرأي المخالف لآرائنا أشد قسوة علينا من قضية مال عام، هذا هو الاتجاه الصحيح الذي يتوجب علينا التركيز عليه؛ بناء المجتمع قبل المنشآت فالعقل القويم قطعا سيحقق البناء، أما المنشآت فلن تحقق عقلا قويما أبدا.

علي محمود خاجه

مندسون وسماسرة ودجالون

وقفت أتامل ما حرص على تكراره السيد أحمد السعدون في أكثر من مناسبة عن وجود مندسين ودجالين في الحراك المعارض للنهج القائم، وكذلك ما تفضل به الصديق خالد الفضالة في معرض رده على السعدون حينما ذكر صفات بعض نواب الأغلبية كتسريب الاجتماعات وعقد الصفقات والمساومة على التصويت، والتنصل من البيانات وغيرها. وهنا مربط الفرس والسبب الفعلي والحقيقي لزوال ما يسمى بالحراك المعارض، فقد أقر عنصران بارزان من هذا الحراك بوجود أشخاص سيئين فيه، والعلة ليست بوجود السيئين في الحراك، فكل قضية لا بد من وجود المتسلقين والمندسين فيها، لكن العلة كل العلة هو أن يقود هؤلاء المندسون والسماسرة الحراك كما بيّن الفضالة. لنعود بالذاكرة قليلاً ونستذكر ما حدث فعلاً في انتخابات فبراير ٢٠١٢ التي تمخض عنها مجلس بأغلبية نيابية غير مسبوقة، بذل معظم أعضائها أقصى جهدهم لوأد الدستور (حشمة، هدم كنائس، تقليص مصادر التشريع بالدستور، شخصانية في رفع الحصانة، حماية رئيس الوزراء من الاستجوابات وغيرها)، وحينما أبطل المجلس أصبح كل من قدم تلك الأفكار معارضا ومطالبا بدولة الدستور!! حينها تحديداً كان لنا رأي واضح بأنه لا يمكن أن يتحقق أي إصلاح أو ينجح أي حراك في سبيل المحافظة على الدستور ما دام من يتصدر الحراك لا يؤمن بالدستور أصلاً، وجاءت المطالبة تلو الأخرى بعزل هؤلاء المندسين والسماسرة عن أي حراك معارض، فإن أرادوا الوجود فلا يمكن لأحد أن يمنعهم، لكن لن يسمح لهم باعتلاء المنصات والتسابق على المايكروفون، فلم يتقبل قادة الحراك ذلك وأصروا على الاستمرار بوجود المندسين والدجالين والسماسرة، فكانت النتيجة ابتعاد الكثيرين وموت الحراك وبكاء عناصره على لبنهم المسكوب. وها هي الفرصة تعود بزخم أقل وجمهور محدود للإعلان أولاً عن المندسين والدجالين في صفوف الحراك، ومن ثم عزلهم عنه للخروج ببرنامج مدني دستوري حقيقي قابل للتطبيق وبخطوات واضحة. لقد ذكر خالد الفضالة أن "الأغلبية" هم من يسوقون المشروع الإصلاحي، وهو أمر يعد مصيبة بحد ذاته، خصوصاً أن معظم الأغلبية ليسوا إصلاحيين أصلا، ولكي نقرب الصورة أكثر فإن شخصيات كصفاء الهاشم وطلال السعيد يرفعون شعار المعارضة اليوم، فهل من المقبول أن يتولى هؤلاء تسويق المشروع الإصلاحي للحراك؟ أعتقد أن النفي سيكون هو الإجابة القاطعة من كل عناصر الحراك لإيمانهم بأن هؤلاء لا يمثلون المعارضة الحقيقية للفساد والتعدي على الدستور. نتأمل فعلا إصلاح ما يمكن إصلاحه للوصول إلى برنامج مدني ديمقراطي حقيقي بخطوات واضحة بعيدا عن أي مندس وسمسار. خارج نطاق التغطية: بكل بساطة تم حل مشكلة تهالك أسطول طائرات الخطوط الجوية الكويتية بشراء ٢٤ طائرة تسلم في الربع الثاني من العام المقبل، هكذا هي معظم مشاكلنا تحل ببساطة ولكن تنقصها الإدارة.

علي محمود خاجه

سبع سنين!

سبع سنوات من التخبط والتراجع والإيقاف المتكرر للأنشطة الكروية وحرمان أبناء الكويت من رفع علم وطنهم في بعض المحافل وإيصال الأمر أحياناً لأن تستجدي القيادة السياسية من المؤسسات الرياضة القارية أن ترفع الإيقاف عن الكويت. هذا ما حدث في وطني رياضياً وكروياً تحديداً طوال السنوات السبع الماضية استُخدم فيها كل الكذب الممكن، وجُنِّد فيها من جُنِّد من أجل نشر الأكاذيب وتكرارها وإغراق المسائل بالتفاصيل ليخدعوا الناس ويقسموهم والضحية بلا شك الرياضة ومن يمارسها ويسعى إلى رفع علم بلده من خلالها. والحكاية ببساطة أنه في فبراير من عام 2007 تم إقرار قوانين رياضية بمجلس الأمة بالغالبية العظمى من أعضاء ذلك المجلس، إلا أن أبناء فهد الأحمد ومن يتبعهم لم تعجبهم تلك القوانين فحرصوا على عدم تطبيقها والتذرع تحديداً بعدم قانونية بند ممثل لكل ناد في مجالس إدارات الاتحادات الرياضية، وعبثوا في المحاضر ودلسوا الحقائق وجابوا العالم من أجل عرقلة قانون الدولة، لتختم فصول تلك المهزلة بعد سبع سنوات تقريباً بأن يوافق من عرقل الرياضة على الالتزام بقانون الدولة بجمعية عمومية واحدة أنهت السبع العجاف بساعات قصيرة! لم يتغير شيء طوال تلك المدة سوى أن رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم جلس بجانب طلال فهد في بعض المباريات أخيراً، فرضخ طلال للقانون الذي تعمد هو ورفاقه عرقلته على مر السنوات الماضية، وكأن مسألة الدولة وقوانينها خاضعة لتصرفات صبيانية تستند الى مفهوم "أنا محاربك وأنا مصاحبك". ويروِّج البعض جهلاً أو تجاهلاً بأن صفقة تم إبرامها بين الاثنين (مرزوق وطلال) كانت نتيجتها التزام طلال ومن معه بقوانين الدولة، وهو أمر غير صحيح طبعاً، فمرزوق لم يتنازل عن القوانين التي أيدها بل إن طلال هو من خضع لقوانين الدولة بعدما عرقلها وأدخلنا في ألف دوامة طوال السنوات الماضية. شخصياً، فأنا أرثي لحال من أيد طلال وتعمد إغفال الحقيقة طوال السنوات الماضية ليجد نفسه اليوم بلا حجة أو مبرر يدافع فيه عن موقفه، فبات يبحث عن أعذار وذرائع يداري بها ما انكشف. ولو كنا في دولة تحترم قوانينها لأحيل طلال ومن معه ممن عرقلوا قوانين الدولة وحرموا رياضييها من رفع علم بلدهم إلى النيابة فوراً، لكن لا حياة لمن ننادي، وهو مجرد درس جديد يكشف الكذب والتعدي والتدليس ولن نستفيد منه طبعاً. خارج نطاق التغطية: لائحة المجلس بحاجة ماسة إلى تعديلات جوهرية كي لا تكون خاضعة لمزاج أغلبية الأعضاء باختلاف المجالس، وهو أمر انصرفت عنه المجالس السابقة للأسف ولا بد من الالتفات إلى هذا الأمر في هذا المجلس، وهو ما سنتطرق إليه في القادم من الأيام.

علي محمود خاجه

«دورك بو فيصل»

قبل البداية: غرقت البلاد كلها مع الأمطار في إشارة واضحة على حجم الفساد الذي ينخر بجسد الدولة، والمفارقة الحقيقية هو أن المناطق السكنية القديمة صمدت بشكل أكبر من المشاريع الحكومية الجديدة، والمفارقة الأخرى هو أن الدول المحترمة تجعل من مبانيها الحكومية ملاجئ عامة في أوقات الكوارث، وفي الكويت أول ما ينهار هو المباني الحكومية، وما زال البعض يردد "إحنا بنعمة الكل حاسدنا عليها". في السنوات الأخيرة من حكم الراحل جابر الأحمد، رحمه الله، ارتفعت أصوات سياسية مطالبة بفصل ولاية العهد عن رئاسة الوزراء لأسباب عدة منها عدم تحصين منصب رئيس الوزراء وعدم إقحام أمير المستقبل بالصراعات السياسية وغيرها من أسباب، وقد تحقق ذلك وتم فصل ولاية العهد عن رئاسة الوزراء وقد يكون للظروف الصحية للراحل سعد العبدالله رحمه الله دورٌ في ذلك. فعلياً لم يتغير شيء حينها لظروف ولي العهد الصحية مما أدى إلى غياب الدور السياسي له، أما اليوم فنحن أمام حالة مختلفة عمّا كانت عليه في فترة حكم الراحل جابر الأحمد، فعلى الرغم من استمرار فصل ولاية العهد عن رئاسة الوزراء فإن ما هو مختلف أن سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد يتمتع بموفور الصحة والعافية أدامها الله عليه، وهو ما يجعلنا أمام فرصة جيدة لتقويم بعض الأمور السيئة في البلاد إن بادر سموه بتولي بعض الأدوار. فان يتولى ديوان سمو ولي العهد مثلاً وبإشراف مباشر منه متابعة ومراقبة المشاريع الحكومة، فإن الحال سيختلف بكل تأكيد عما هو قائم اليوم، كما أن قرب سموه من المواطنين بحياته اليومية يجعله من أكثر الشخصيات قدرة على تلمس الهموم ومعرفة الخلل والمساهمة في تقويمه عطفاً على القيام بالدور المنشود من أسرة الحكم في أن تكون حكماً في حال الاختلاف بين المواطنين وليسوا طرفاً في هذا الاختلاف. أكرر أن ابتعاد الراحل سعد العبدالله عن الساحة بعد فصل ولاية العهد عن رئاسة الوزراء لا يجب أن يكون الحالة العامة لكل ولي عهد، بل أتمنى من سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد أن يقوم ببعض الأدوار كالتي أوردناها في سياق هذا المقال لتصبح عرفاً لكل ولاة العهد في المستقبل يسهمون في تحسين أوضاع المجتمع وحمايته من فساد ينخر كل مؤسساته. وبالطبع، فإن ما أقوله لا يعني بأي شكل من الأشكال أن نكتفي بالمناشدة هذه بل إن الإصلاح الحقيقي يكون بإعادة بناء أخلاقيات المجتمع التي دمرت على مر السنوات الماضية من خلال آليات ووسائل عدة منها تقويم وضع وزارة التربية وتشجيع التفكير الحر والبحث العلمي وإعادة الريادة لمؤسسات المجتمع المدني في شتى المجالات. ولأن الوصول إلى هذا الأمر يتطلب البداية أولاً وأعواماً طويلة من البناء، فإن السعي للحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه لحين الوصول إلى تلك الغاية أمرٌ أتمنى أن يحدث وأن يتجاوب سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد معه. خارج نطاق التغطية: خبر مفاده أن صاعقة ضربت إحدى طائرات الخطوط الكويتية وهي على الأرض، وهنا أطرح تساؤلاً للمختصين أليس من المفترض أن تكون الطائرات مزودة بأدوات تحميها من الصواعق؟