مبارك الدويلة

التحالف الوطني الحكومي

بعد تردد.. قررت وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي تطبيق القانون الجامعي واللوائح المعمول بها..!! وشكلت لجنة من عدد من العمداء لاختيار مدير جديد لجامعة الكويت. عقدت اللجنة خلال شهرين عدة اجتماعات.. التقت بأكثر من ثمانين مؤهلاً لهذا المنصب.. واستقر رأي اللجنة على عدد من المرشحين الذين تنطبق عليهم الشروط ورفعوا ترشيحهم الى الوزيرة التي رفعته بدورها الى مجلس الوزراء وفق المتبع. ويبدو ان ترشيحات اللجنة لم تعجب الوزيرة لان مرشح التحالف الوطني من بين المرشحين لم يكن «تارس عينها»، لذلك دخلت مجلس الوزراء بقائمة ترشيحات اللجنة وخرجت بمدير جديد للجامعة من خارج هذه الترشيحات، لكنه محسوب اكثر على تيار الوزيرة وزميلها وزير الصحة!! كنا نتوقع ان يثور حماة الدستور ودعاة تطبيق القوانين على هذا التصرف الذي كسر كل القوانين وكل اللوائح، لكن «لي حبتك عيني ما ضامك الدهر».. المدير الجديد له سوابق كثيرة في مناكفة التيار الاسلامي في البلاد، ومن اكبر المعارضين لقانون الاختلاط وعليه فهو على «جبدهم» مثل ماء الزلال!!
في التعليم التطبيقي تجاوزت الوزيرة كل اللوائح والنظم المتعارف عليها.. ولم تشكل لجنة لاختيار مدير عام التعليم التطبيقي كما ينص عليه قانون الهيئة، واستقدمت شخصية علمية من الخارج لهذا المنصب، ومع تقديرنا للمؤهلات العلمية لها الا ان القانون يجب ان يحترم واللوائح يجب ان تطبق خصوصا من الوزراء!!
شخصية ثالثة تم اختيارها عضوا في مجلس ادارة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بينما تخصصها تاريخ، واستغرب المراقبون هذا الاختيار وما علاقة هذا التخصص الأدبي بهذه المؤسسة العلمية، لكن اذا عرف السبب بطل العجب.. فهذه الشخصية هي احدى قيادات التحالف الوطني!!
رمز آخر من رموز هذا التحالف تم اختياره للعمل في منظمة اليونيسكو، وعندما سافرت معه زوجته توهقوا فيها ودبروا لها منصبا في تمثيل الكويت في منظمة اخرى تابعة للامم المتحدة في المدينة نفسها التي يعمل فيها زوجها!!
تجاوزات لا حصر لها.. جواز العبور فيها ان تكون علمانيا او ليبراليا.. لا يهم، المهم ان تكون خصما للتيار المحافظ في البلد، ولك رقم عضوية في التحالف الوطني.
انا ما «أشره» على كتّاب الزوايا التابعين لهذا التحالف من السكوت عن هذه التجاوزات، بل اعتب على دعاة تطبيق القوانين – وما اكثرهم – من هذا الصمت المريب عن هذه التجاوزات.

«لفتة كريمة»
الدعوة الى التجمع يوم 3/8.. نؤيدها وندعو إليها شريطة ان تكون مهرجانا خطابيا سلميا وليس تظاهرات تسير بالشوارع وتعطى فيها الفرصة للمندسين والمخربين. كما نتمنى ان تنتهي بانتهاء المهرجان بعد توصيل رسالتها الى المعنيين. وبالمقابل، نتمنى من رجال الأمن التعامل الحضاري وعدم الاستفزاز، وان تكون مهمتهم حفظ الأمن وليس زعزعته كما حدث في لقاءات سابقة.

مبارك الدويلة

فرح عندنا.. ومآتم عندهم

نظرة سريعة لأحداث المنطقة العربية اليوم نجد أمرا غريبا!! الجميع متوتر وحذر ويترقب ويضطرب ويثور ويقلبها رأسا على عقب، الا في الكويت وما ندر من دول الخليج، حيث نحن هنا نفرح ونبارك ويهنئ الشعب القيادة السياسية وتكافئ القيادة شعبها وتبادله الحب والاحترام. الجميع هنا في الكويت فر.حٌ ومنبسط، بينما الغالب هناك وما حولنا حزين وكئيب ولا يعلم ما تخبئ له الليالي والأيام.
وكما ذكرت في مقالتي السابقة «الكويت غير» فإن هذه الأجواء من السعادة والفرح لا تعني اننا في دولة نموذجية، بل نعترف بوجود الكثير من النقص والكثير من الفساد، لكن ما هو متوافر من منابر للإصلاح كاف لمعالجة هذا القصور.
اليوم سأتحدث عن بعض أسباب هذا التدهور المتسارع في العلاقة بين الأنظمة وشعوبها في بعض دول المنطقة، حيث لوحظ ان اساس هذا التدهور في العلاقات شعور الشعوب بالظلم وغياب العدل!! صحيح قد يصمت الشعب دهرا من الزمن، وقد يصبر على القهر والظلم، لكن ذلك مثل النار التي تحت الرماد، فما ان تحين فرصة مناسبة تحرك الساكن الا وتثور ثورته، وينتفض المارد الجبار الذي لا يمكن للدبابات ولا الطائرات ان توقفه عند حده الا بعد بلوغ مأربه!!
لاحظوا كذلك ان الشعب يبدأ ثورته بمطالب محددة وبسيطة ومعقولة، لكن عناد الأنظمة وكبرياءها وتعاملها بقسوة مع المدنيين العزل وعدم الاخذ في الاعتبار أي من هذه المطالب، تجعل الشعب يكرر بصوت واحد «الشعب يريد اسقاط النظام» في تصعيد لافت للنظر، خصوصا اذا نجمت عن تعامل النظام مع بدايات الثورة أحداث قتل وقمع!!
ملاحظة أخرى وهي ان اكثر ما يثير الشعب ويغضبه هو شعوره بأن افراد الحاكم وأسرته أو قبيلته أو حزبه ينفردون بخيرات البلاد وثرواتها بينما الآلاف من أرباب الأسر لا يجدون قوت يومهم، ولعل هذا الأمر يدركه حكام الخليج، حيث لوحظ ان ابناء الشيوخ وابناء الأمراء والسلاطين ينفردون في حيازة أملاك ليس لهم الحق بها ولم يتملكوها الا لكونهم من ابناء الأسرة الحاكمة، وهذه قشة قد تقصم ظهور بعارين كثيرة.
***

لفتة كريمة
نتقدم بالتهنئة للكويت، حكومة ونظاما وشعبا، على أعيادها المجيدة، ونسأل الله ان يجعل أيامنا كلها أعيادا.
كما نتقدم بالتهنئة الى الشعب السعودي وحكومته الرشيدة بعودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مشافى معافى، سائلين المولى عز وجل ان يديم عليه الصحة والعافية.

مبارك الدويلة

الكويت غير

يخطئ من يظن أن الكويت بدأت تسير على خطى تونس ومصر أو حتى البحرين!
الكويت غير..
صحيح أن في الكويت مظالم.. وفساداً.. وانتهاكاً لحقوق الإنسان.. لكنها دولة.. فيها الغث والسمين.. وفيها المسؤول الصالح والفاسد.. وفيها المواطن الصالح والطالح.. وفيها كغيرها من الدول كل المتناقضات.
لكنها تظل.. غير!
الكويت بلد يحكمه آل صباح بالتراضي والقبول من كل أطياف المجتمع الصغير المتناقض في أفكاره، المتحد في نظرته للحكم. لم يأت صباح الأول راكباً دبابة أو متوشحاً سيفه.. أو نازلاً بالبراشوت، بل جاء للحكم بإجماع أهل الكويت الصغير آنذاك .
عندنا فساد ما تحمله البعارين.. لكن عندنا منابر للإصلاح والدعوة إلى تصحيح الأمور تعالج هذا الفساد، عندنا رموز فاسدة ومفسدة تتولى مناصب عليا.. لكن عندنا مراكز تعبير عن الرأي يجد كل معارض فيها متنفساً لافكاره.
الكويت غير.. لأن كل كويتي يعيش عليها.. عنده عقيدة بأن هذه الأسرة عنصر استقرار لهذا المجتمع الذي يحوي كل التناقضات.. يكفي أن كل كويتي يجمع على احترام هذه الأسرة، ومن حبه لها يغلظ عليها بالقول، ويعنف أكبر رأس فيها حتى لو كان رئيس الحكومة، ويمارس معه أقسى أدوات الرقابة والمحاسبة.. حباً له، ورجاء أن يصلح أمره ، فبصلاحه صلاح للأمة والمجتمع!
ملاحظة أخيرة..
مع تأكيدنا أن الكويت غير.. إلا أن هذا لا يمنع أن نستفيد مما يجري حولنا.. فلو تركنا «البدون» يتجمعون ويسيرون في تيماء إلى دوار النادي، ويخطبون وينفسون عما في صدورهم، ومما يعانون ثم ينصرفون من دون تدخل من قوات الداخلية، لو كانت البداية هكذا، لما وجد الدخلاء بينهم والمتطرفون أي فرصة لممارسة الشغب، ولما تدخلت وسائل إعلام خارجية لمزيد من التحريض. «البدون» مثل الكويتيين فيهم الصالح وفيهم غير ذلك، ولا يجوز تعميم الشر كما لابد من الإحساس بمعاناتهم التي أخرجت البعض من طوره وخلّته يهذي لا يعلم ما يقول من شدة البؤس الذي يعيشه! لكن رب ضارة نافعة.
•••
«فتة كريمة»
من يقرأ مقالات منصور المحارب في «المستقبل» يفهم معنى قوله تعالى «ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض».
ويتذكر القول المأثور «كل آفة عليها من الله آفة».

مبارك الدويلة

ضعنا بين التهديد والعناد

الكويت ليست تونس.. والنظام في الكويت ليس نظام حسني مبارك، هذه حقائق لا ينكرها احد، لذلك نتمنى ألا يزايد احد على احد في هذه الحقائق. هذا أولاً.. أما ثانيا فإن التكسب الشعبي والانتخابي لا يجوز ان يكون على حساب المصلحة العامة.. فعندما يسرّ قطب حكومي كبير لبعض السياسيين من ان هناك نية لاجراء تغييرات جذرية في الحكومة بعد الأعياد، لا يجوز لهؤلاء أن يقيموا ندوة ليصرحوا بها أن حكومة الشيخ ناصر لن تبقى بعد احتفالات فبراير بل يحددوا تاريخ 3/8!! ويصل الأمر بأحدهم الى التهديد اذا بقيت فسنسقطها، وكأنه يريد ان يستبق الأحداث ليسجل له التاريخ انه من اسقط حكومة الكويت بتهديده الذي ارجف النظام!
كلنا نعرف ان النظام لن يقبل التهديد.. فالتهديد واستباق الاحداث جعلا د. عبيد الوسمي يبقى في السجن طوال تلك الفترة!! والتهديد قد يخيف الحكومات، لكنه بالتأكيد لن يخيف النظام.. لذلك نتمنى ألا نعطي فرصة للنظام للعناد والتحدي على حساب المصلحة العامة ومن اجل الايحاء بأننا أرعدناهم وخوفناهم.

لفتة كريمة
التزمت طوال الفترة الماضية بنصيحة الاخوة في القبس وبعض المحبين بأن أترك هذا «الشخص» لحاله واتفرغ لما ينفع الناس. لكن المذكور أبى إلا استمراره في الكذب والافتراء علي دون رادع من ضمير أو خلق!! بالامس ذكر أنني بنيت بيتا دون ترخيص او مخالفا لانظمة البناء مما اضطر البلدية الى وقف البناء عندي، فأظهرت للمشاهدين في احدى القنوات الفضائية تقريرا حديثا من البلدية يؤكد عدم وجود مخالفات في المبنى!! ثم اتهمني بأنني ممنوع من دخول مصر فاجرى تلفزيون الكويت معي مقابلة أثناء عودتي من القاهرة الشهر الماضي، واستنكر حصولي على ترخيص مكتب هندسي وانا مهندس ميكانيك، فاذا بي احصل على رئاسة المكاتب الهندسية العربية قبل اسبوعين!! واليوم يتهمني بانني اخذت ارضا زراعية مصرية مع احد المستثمرين المصريين من دون وجه حق وورطت الناس بها، علما بأنني استدعيت لرئاسة الشركة المالكة للارض بعد ان اصبحت الارض ملكا لها ولم أكن طرفا في شرائها.
اقول هذا الكلام نزولا عند رغبة اخ قال ان تكرار الاتهامات يؤثر في الناس ما لم يكن هناك رد، وأقول عندي لهذا الدعيّ ملف كامل عنه فيه 30 قضية صدرت ضده فيها احكام قضائية تدل على ان مجاراته والرد عليه مضيعة للوقت، لذلك سأرجع إلى التزامي السابق بأن اكتفي بما كتبته.

مبارك الدويلة

غرائب وعبر انهيار النظام

لماذا هذا الفرح الذي عم كل مصر بسقوط نظام مبارك؟ ولماذا كل هذه المسيرات التي عمت عدداً من عواصم العالم، فرحاً برحيل مبارك؟ كيف تحول المواطن المصري المعروف بهدوئه وطيبته وحبه للخير والفرفشة إلى هذا العنيد الصامد الصابر في ميدان التحرير لمدة 18 يوماً من دون أن يكل أو يمل؟
الإجابة على هذه الأسئلة هي الرسالة التي يجب أن تصل إلى كل حكام العرب والعالم، الصالح منهم والطالح! العادل فيهم والظالم! «يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير» .
بعض المواطنين في الكويت، ولوفائهم لنظام مبارك وتذكرهم لمواقفه الإيجابية معهم، كانوا يتمنون حفظ كرامته واستمراره بعد تعهداته بالإصلاح! حتى الحكومة الكويتية لم تخف تعاطفها مع ذلك النظام من باب الوفاء له، حتى منعت المسيرات والتظاهرات المناوئة لمبارك ونظامه، لكن ما يصح إلا الصحيح، والصحيح أن نظامه كان ظالماً مع شعبه فما ينفعه عدله مع غيره! والنظام كان شراً على مصر فما يفيده خيره لغيرها! لذلك نقدر لنظام مبارك مواقفه معنا، لكن مصر للمصريين وهم أصحاب الكلمة الأخيرة في بلادهم.
من غرائب الأمور في حادثة السقوط الكبير للنظام المصري هو الانقلاب في الموقف الأميركي بهذه السرعة وتخليه عن أهم وأكبر حلفائه، وكشف ظهره لأعدائه، وصدق من قال لا مبادئ دائمة في السياسة بل مصالح دائمة!
من غرائب هذا الحدث تصريح ميركل، حاكمة ألمانيا، في أول تعليق لها على رحيل مبارك: يجب على الحكومة القادمة أن تراعي التزامها باتفاقية السلام مع إسرائيل! يعني ايدها على قلبها من أجل إسرائيل! ما تنلام إذا كانت ألمانيا تعاقب بالسجن كل من لا يؤمن بأن هتلر حرق اليهود! خوش حرية اعتقاد!
ومن الغرائب، التي صاحبت هذا السقوط، تصريحات لبعض مفكرينا ونصائحهم للحكم الجديد بألا يهتم خارج حدود مصر وأن يحافظ على اتفاقية السلام، وكأنه يريد من مصر أن تنزع نفسها من عباءة العالم العربي والإسلامي وفي هذا إضعاف للأمة، لأن مصر ركن أساسي في المنظومة العربية الإسلامية.
* * *
«لفتة كريمة»
شكراً سمو الأمير على توجيهاتك الأبوية السامية لإطلاق سراح د. عبيد الوسمي، شكراً سمو رئيس مجلس الوزراء على إلغائك لقضاياك ومطالباتك تجاه خصومك السياسيين، مطلوب الآن أن نبدأ صفحة جديدة من العمل والتعاون في أجواء خالية من التأزيم.
مطلوب الآن أن نشاهد مبدأ التعاون بين السلطتين واقعاً ملموساً لا حبراً على ورق.
مطلوب أن نوقف التصريحات التي تثير غبار التأزيم والتوتر من دون أن نغفل عن محاسبة المقصرين، وألا يكون تعاوننا تهاوناً عن رقابة المفسدين الذين لا تخلو منهم وزارة.

مبارك الدويلة

ما أشبه اليوم بالبارحة

عندما أعلن الأطباء الأميركان أن أيام الملك الحسين بن طلال أصبحت معدودة لانتشار مرض السرطان في جسده، سارعت الحكومة الأميركية باعادته إلى بلاده وبعد شهر تقريباً رجع إلى الولايات المتحدة وفاضت روحه إلى بارئها. المهم أن الملك الراحل اصدر خلال عودته الشهرية إلى الأردن قراراً واحداً وهو إعفاء أخيه ولي العهد من منصبه، الذي تولاه لأكثر من أربعين عاماً، وتعيين ابنه عبدالله وليا للعرش.
وما أشبه اليوم بالبارحة!! عندما شعرت أميركا أن أيام الرئيس مبارك محدودة، سارعت وطلبت منه تعيين رجل المخابرات القوي نائباً له، وذلك تحسباً لأي طارئ قد يطرأ على الساحة المصرية. الغريب أيضاً أنه بعد ان انصاع الرئيس مبارك بتعيين نائب له سارع الغرب بمختلف رموزه وعلى رأسهم أميركا بمطالبة مبارك بالتنحي وتسليم السلطة لنائبه!!
وحتى نفهم «القمنده» في هذا التصرف لا بد من تسليط الضوء على مصلحة إسرائيل!! فالغرب يعتقد انه في حال تمسك مبارك بالسلطة فقد تنتشر الفوضى الأمنية والسياسية في مصر، مما يجعل أرض الكنانة مسرحاً ملائما لعمليات «القاعدة» ضد المصالح الأميركية والغربية، وملفى أو ملجأ أكثر أمناً واماناً لرموز ما يسمى بالتطرف الإسلامي، مما يهدد أمن إسرائيل ووجودها، ويقوي شوكة حزب الله وحماس، وبالتالي إيران في منطقة الشرق الأوسط. لهذه الأسباب تصر أميركا وحلفاؤها على نقل السلطة إلى عمر سليمان بأسرع وقت وقبل تسلم الثوار للسلطة، مما قد ينتج عنه تشكيل حكومة انقاذ وطني، وبالتالي انتخابات تشريعية نزيهة، مما يعني وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة، وهنا الكارثة التي ستنهي آمال الغرب في ايجاد شرق أوسط جديد وفقا لرؤاهم ومخططاتهم!!
ابني الصغير فهد يسألني وهو يشاهد قناة العربية: لماذا أوباما شايل هم وصول الاخوان المسلمين للسلطة؟! فقلت في نفسي: إذا عُرف السبب بطل العجب!!
***
«لفتة كريمة»
اتقدم بالشكر والتقدير للاخ رئيس وأعضاء مجلس إدارة اتحاد المكاتب الهندسية الكويتية وكذلك للاخ م. عادل الخرافي والاخ طلال القحطاني والاخوة في جمعية المهندسين الكويتية على ترشيحي لمنصب رئيس هيئة المكاتب الهندسية العربية، والذي حصلت عليه بفضل الله ثم بفضل جهود الاخوة الكرام المذكورين عندما انعقدت الانتخابات قبل أسبوعين في القاهرة تحت اشراف اتحاد المهندسين العرب، والشكر موصول للاخ أمين عام الاتحاد م. عادل الحديثي الذي اجرى الانتخابات في ظل ظروف صعبة وحظر تجول وتظاهرات وبالكاد استطعنا انهاءها والعودة إلى أرض الوطن، وأتمنى ان أكون عند حسن ظنهم وان أقدم شيئا لخدمة المهنة الهندسية ورقيها.

مبارك الدويلة

«الإخوان» وثورة الشباب

خوف التيار الليبرالي في الكويت من سيطرة الإسلاميين على الحكم في مصر اكثر من خوف المصريين الليبراليين انفسهم!! تعاطف هؤلاء مع الرئيس المنتهية صلاحيته ليس من باب حب الخير لمصر وشعبها، بل خوف من اجراء انتخابات نزيهة تلتزم في تطبيقها حكومة انقاذ وطني تكون نتيجتها ــــ طبعاً ــــ نجاحاً كاسحاً للاخوان المسلمين!!
التيار الليبرالي هنا يريد ديموقراطية مفصلة على مقاسه!! فإن جاءت على مقاس غيره فهي الدكتاتورية وهي الكبت والقمع!! النظام المصري المنتهية صلاحيته لم يجد حجة يحتج بها غير الادعاء ان وراء هذه التظاهرات جماعة الاخوان المسلمين، بينما هو يعلم ان «الاخوان» ليسوا سوى جزء من هذا الحشد الكبير، ولم يكونوا شرارته الأولى، وهذا ليس تباطؤا من اكبر تنظيم شعبي في مصر بل لان سياستهم كانت تقتضي تأخرهم بعض الشيء حتى لا يتسببوا بقمع هذه الانتفاضة وهي في مهدها، لانهم يدركون ان الغرب واسرائيل لن يسمحا لهذه الانتفاضة ان تستمر ما دام «الاخوان» شرارتها الاولى.
ولقد احسن «الاخوان» عندما أعلنوا منذ البداية انهم لا يرغبون في المناصب ولن يترشحوا للرئاسة فقط كي يطمئن الخصوم ويتركوا الانتفاضة تستمر.
بدلاً من ان تتعالى الاصوات بتقدير هذه المبادرة من الاخوان، نجد غلمان بني علمان في الكويت يتباكون على مصر وثورتها ويدعون لاجهاضها خوفا من وصول «الاخوان»!!
كل ما يطلبه «الاخوان» من الحكومة الجديدة ان تجري انتخابات نزيهة وشفافة وتحت اشراف قضائي حتى يضمنوا انه لن يصل الى البرلمان الا من يريده الشعب المصري لا من يريده النظام!!
ان اكبر جماعة تم تشويه تاريخها وانجازاتها وقياداتها هي «الاخوان المسلمون»، فهم في نظر وسائل الاعلام قتلة وارهابيون وانتهازيون، واستمر هذا التشويه الاعلامي منذ 1954 الى اليوم، ومع هذا نجحوا في كل انتخابات نزيهة تم اجراؤها سواء بين الاطباء او المحامين او المهندسين او غيرهم، ولو تم اجراء انتخابات على كشك بقالة لفازوا فيه، وذلك لمعرفة الشعب بحقيقتهم ونقاوة معدنهم. لذلك كل خصومهم اليوم متورطون في ايجاد المخرج لهذه الانتفاضة، فالنظام التسلطي مرفوض برفضهم لنظام «مبارك» والبديل نظام ديموقراطي يقول فيه الشعب كلمته وهنا مكمن الخطر عليهم!!
فهل عرفت عزيزي القارئ لماذا يصرخ ليبراليو الكويت من هذه التظاهرات في مصر ولماذا يدعون بالويل والثبور وعظائم الأمور!!؟
***
لفتة كريمة
النظام المصري كان حليف أميركا، وصديق اسرائيل.
النظام المصري كان معطى الخيط والمخيط للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط.
النظام المصري كان يمنع اي مساعدة لحماس ويغلق المعابر اكراما للصهاينة، اميركا باعت هذا النظام برخص التراب ومع اول صرخة «ارحل».
اذا كان هذا تعامل الاميركان مع اكبر دولة واهم دولة في الشرق الاوسط، فكيف بالدول الأصغر والأقل اهمية؟
سؤال يستحق التفكير.

مبارك الدويلة

عودة الغنوشي

لنبتعد قليلاً عن أحداث مصر ونرجع الى تونس ـــ ملهمة الثوار ـــ لنرقب عودة راشد الغنوشي، مؤسس حركة الاخوان المسلمين فيها، والذي حكم عليه الطاغية بن علي بالاعدام لترؤسه حزباً دينياً في دولة ليس للدين فيها أي اعتبار، مما اضطره إلى السفر خلسة هارباً من بلاده الى بلاد اخرى عاش فيها عشرين عاماً ويزيد، وعينه على تونس ينتظر الفرج ويحدوه الأمل بأن الباطل مهما استشرى وطغى فلا بد ان يتغير ولا بد لليل ان ينجلي ولا بد للصبح ان يعود.
«وتلك الأيام نداولها بين الناس» صدق الله العظيم.
وتدور الأيام، وينفذ الله حكمته ويطرد الشعبُ الطاغيةَ شر طردة! ويهرب كما هرب الغنوشي خلسة، لكن الفرق ان الغنوشي وجد كل الدول تفتح له أبوابها، بينما بن علي لم يجد غير أرض الحرمين تستقبله لانها أرض الأمن والأمان.
ويعود الغنوشي بعد 21 عاماً، ويستقبله الآلاف استقبال الأبطال ولسانه يقول «والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون».
عندما فتح المسلمون بلاد فارس وتهاوت مدنها واحدة تلو الأخرى، وجدوا فيها كنوز الأرض وخيراتها التي تركها الفرس غنيمة للمسلمين، وتقدم قائد المسلمين يؤم المسلمين في الصلاة، فقرأ قوله تعالى «كم تركوا من جنات ونعيم وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوماً آخرين فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين». فبكى القائد وبكى المسلمون خلفه وهم يرون ارادة الله تعالى تتحقق على أرض الوقع «ولن تجد لسنة الله تبديلاً».
نعم، انها سنة الله في الأرض، مهما طغى الطاغية وتكبر، ونسي ان الله الذي يهب الملك لمن يشاء وينزعه ممن يشاء، وانه سبحانه يعز من يشاء ويذل من يشاء، عندما ينسى الحاكم هذه السنن الكونية ويعتمد على دعم اميركا له وحرص اسرائيل على بقائه، عندما يعتمد على اعلامه الفاسد الذي يشوه عمل الصالحين ويزين عمل المفسدين، عند ذلك ينفذ الله فيه امره «إن أخذه أليم شديد».
عودة الغنوشي فيها من العبرة والمعاني ما ينفع كل ذي قلب سليم.

***
لفتة كريمة
لو كل شعب يعاني من الظلم والقهر يثور على حكامه، أتوقع ما يبقى من دول بني يعرب إلا الخليج وأهله، الله يعزك يا كويت.

مبارك الدويلة

الصامتون يتكلمون

حادثة مقتل الميموني تحت التعذيب في مبنى تابع لإدارة المباحث العامة لم تكن الأولى، وان كنا نتمنى ان تكون الأخيرة! هذه الحادثة كشفت المستور، وهذا المستور بشع وقبيح ومهول، وأنا متأكد ان مئات المواطنين والمقيمين في الكويت يتمنون ان يفتح لهم المجال للادلاء بشهاداتهم ضد ضباط وزارة الداخلية في حوادث مشابهة سابقة، لكن قدر الله لم يكن قد حان لوفاتهم، بل أكاد أجزم ان الكثير من حالات الجثث المتعفنة التي سجلت جرائم ضد مجهول هي لبعض هؤلاء الذين انيط بهم حفظ للأمن فإذا بهم يتحولون الى معول لهدم الأمن، ذكروني برجال القوات الخاصة الذين انيط بهم منع الشغب فاذا بهم في ديوان الحربش يتحولون الى مثيرين للشغب.
مقتل الميموني ليس نهاية المطاف، ويجب ألا نتوقف عنده، بل علينا ان اردنا الخير لبلادنا ان نجعل منه منطلقاً للاصلاح الشامل في وزارة الداخلية! فقد اثبتت الحادثة البشعة ان عدداً غير قليل من رجال الداخلية نزعوا صفة البشرية عنهم وتحولوا الى وحوش كاسرة لا ضمائر لها ولا احساس.
«العدل أساس الملك»، عبارة نقرأها على رؤوس القضاة في المحاكم، فان كان المواطن تلفق له التهمة وتكال له المؤامرات وترتب له الجرائم المعلبة، فأين العدل؟ بل ما حال «غير المواطن»؟
لولا ان وراء هذا الوضع الشاذ أكبرها واسمنها لما وصلت الامور من الوقاحة والجرأة الى مقتل مواطن رفض الخضوع لطلبات الابتزاز!
كم شريط سجل لرجل شريف كي يتم ابتزازه؟! كم مكالمة دبرت لامرأة طاهرة لاخضاعها لشهواتهم الحيوانية؟! كم رسالة تهديد وصلت الى رجال اعمال لتحويل اموالهم؟؟ كم وكم وكم؟
أنا أطالب مجلس الأمة ــــ لجنة حقوق الإنسان ــــ بفتح الباب أمام المواطنين والمقيمين للادلاء بشهاداتهم في ما مضى من حوادث، سنجد الطوابير واقفة أمام هذه اللجنة بعد ان ضمنت الحيادية والأمن على عيالها وقوتها، أعطوا المجال للصامتين يتكلمون، أعطوا المجال للقابضين على الجمر يتحدثون، سنجد العجب العجاب، وهنا فقط سيتم اصلاح حقيقي لوزارة الداخلية.. وهنا فقط نكون قد وضعنا قدمنا على طريق الاصلاح.. وسيقول الجميع: رحمة الله عليك يا محمد غزاي حيا وميتا.
***
لفتة كريمة
خرزة مسباح وانفلّت.. فهل وزير الداخلية الحالي قادر على نظمها من جديد؟!

مبارك الدويلة

المملكة.. ملاذ من لا ملاذ له

عندما قدم وزير الداخلية استقالته قلنا انها خطوة شجاعة لأنه ادرك أن المسؤولية سياسية وليست جنائية. فلا يوجد عاقل في الكويت يتهم الوزير بالتورط في مقتل الضحية، لكن مسؤوليته عن كل اجهزة الوزارة تلقي اللوم عليه، كذلك اعلانه عن عدم قدرته وسيطرته على بعض القيادات يجعل استمراره امراً غير مقبول، ناهيك عن تورطه في الاستعجال والدفاع عن رجال المباحث، ونفيه القاطع للحادثة امام مجلس الامة، كل هذا يجعل قبول استقالته أمراً حتمياً ونزعاً لفتيل أزمة جديدة، خصوصا أن مجلس الامة شكل لجنة تحقيق في الحادثة!!
اذاً، الاستكبار ورفض قبول الاستقالة، بخلفية الاغلبية البرلمانية الموجودة في جيب الحكومة، هما ما سيؤدي، بالتأكيد، الى استمرار توتر الاوضاع، وكأن الحكومة تتعمد التأزيم وعدم ترك البلد «يركد» ولو لفترة بسيطة.
* * *
بعض كُتّابنا في بعض الصحف استمرأ الكتابة شبه اليومية عن بعض الدول الصديقة والشقيقة، منتقدا بشكل استفزازي وساخر قياداتها، ومتهما إياها بالطالعة والنازلة!! هذا النوع من الكُتّاب ليس لديه أدنى شعور وطني بالحرص على مصلحة الكويت في علاقاتها بجيرانها! يتحدث وكأن الكويت ليس فيها إلا هو فقط، ليشخط بحكام هذه الدول دون ادنى حصافة او لباقة او احترام لحاكم دولة من دول مجلس التعاون، او جارة صديقة وكبيرة مثل ايران. اقول لصاحبنا هذا انتقد كما تشاء في السياسات العامة، لكن لا تحقر ولا تسخر ولا تكيل الاكاذيب على من يهمنا استمرار علاقتنا معهم مستقرة!! من اجل الكويت وليس من أجل احد، فقد اثبت التاريخ ان شرنا من بعض جيراننا، لذلك لا نعيل حتى ما ينعال علينا.
* * *
المملكة العربية السعودية بلد الحرمين الشريفين.. ومهبط الوحي.. وملاذ كل من لا ملاذ له.. وتسعى دائما الى احترام التاريخ وتقديره، لذلك هي دائما تتبع سياسة «ارحموا عزيز قوم ذل!!» فتجد فيها كل الرؤساء المخلوعين كما قال ابننا معاذ في تصريحه الذي اطلقه بعد ان علم بوصول بن علي الى المملكة مستدركاً فيه تصريحه الاول الذي اطلقه بعد ان علم ان بن علي اتجه الى فرنسا، فرأينا في المملكة وحكامها لا يزايد علينا فيه احد، فيكفي انها احتضنت كاتب هذا المقال وعائلته طيلة فترة احتلال العراق للكويت، والاصطياد بالماء العكر اسلوب الضعفاء والمتلونين، والله غالب على امره.
***
لفتة كريمة
«ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين» صدق الله العظيم.