مبارك الدويلة

ساحة الصفاة

قرار وزارة الداخلية منع استقدام مواطني سوريا وايران واليمن وباكستان وافغانستان هو قرار خاطئ وتوقيته غير سليم.
حجة «الداخلية» التي اعلنتها ان هذه الدول غير مستقرة وفيها اضطرابات، وكأن الذين سيتم استقدامهم هم مثيرو الشغب في تلك الدول ونخاف ان يثيروا اضطرابات في الكويت كما اثاروها في بلدانهم!
يحدثني زميل سوري طلب مني التوسط لاستقدام زوجته واولاده للزيارة الى الكويت حتى تستقر الامور في سوريا، ان الاوضاع هناك مرعبة ومخيفة لدرجة كبيرة والميليشيات البعثية لا تعرف الرحمة، حيث القتل العشوائي وهتك الاعراض والسلب والنهب منتشرة في معظم المدن السورية بعد انتشار الاحتجاجات في تلك المدن، واصبح كل سوري او يمني او غيره من الجنسيات الممنوعة من الذين يعملون في الكويت قلقين على عوائلهم هناك، لذلك هم امام خيارين لا ثالث لهما إما ان يغادروا الى بلدانهم للاطمئنان على احوال اهلهم، وهذا فيه قطع ارزاقهم، وإما ان يستمروا في اعمالهم وهم قلقون على عوائلهم، وهذا يؤثر في نفسياتهم وانتاجيتهم. لذلك اعتقد أن السماح باستقدام العوائل للزيارة هذه الايام هو عمل انساني يضاف الى سجل الكويت في مراعاة حقوق الانسان.

***
يبدو أننا لا نتعلم مما يجري حولنا.. اقول هذا بعد ان قرأت لبعض اصحاب الرأي الذين يدعون وزارة الداخلية الى مواجهة المسيرات الاحتجاجية بالقوة العسكرية، اعتقد ان مثل هذه الدعوات تزيد النار اشتعالا، انا اقول اتركوهم يخرجون ويتجمعون ويقولون ما يشاؤون ويرجعون الى بيوتهم مطمئنين، هنا فقط نكون قد حققنا الامن والامان للديرة.
***
البعض اعترض على تجمع الشباب المحتجين في ساحة الصفاة بحجة ان فيها دكاكين ومجمعات تجارية وان التجمع يؤثر في حركة السوق ويهدد الاقتصاد.
الذي اعرفه ان التجمع يكون يوم الجمعة.. حيث العاصمة تتحول الى مدينة اشباح وبالذات في ساحة الصفاة، حيث سقوط الابرة فيها يسمعه المار في دوار الشيراتون.

مبارك الدويلة

ابليس دخل المجلس

كانت الجلسة هادئة.. والنقاش فيها موضوعياً ومنطقياً.. والاسلوب في الطرح كان راقياً.. وتسابق النواب في اثبات حق ابنائنا في الدفاع عن انفسهم.. وحقهم في محاكمة عادلة في بلدانهم.. وكادت الجلسة تنتهي من هذا الموضوع باجماع غير مسبوق، حيث شارك في النقاش الشيعة والسنة والبدو والحضر والاسلامي والعلماني، وكلهم يطالبون الحكومة الكويتية بالسعي عند الحكومة الاميركية للافراج عن ابناء الكويت، وعددهم اثنان، ومحاكمتهما في بلادهما.
لكن ابليس ما يهون عليه يشوف الناس مجتمعين على خير، فدخل عليهم في اخر لحظة على هيئة احدهم، وطالب الرئيس بالحديث، وهنا بدأ في اثارة الفتن والنعرات بهدف تخريب هذا الانجاز الرائع، وعندما لم يحقق مراده وجاءه بعض زملائه يطالبونه بأن يتقي الله في ابناء الكويت، وجدها فرصة للوصول الى مبتغاه فرفع العصا في وجه احدهم وشتم الاخر بألفاظ سوقية مما افقد الاخرين اعصابهم وحصل ما حصل.
انا ضد كل ما حصل مهما كانت اسبابه، ونحمّل المسؤولية لكل من كان في القاعة من الرئيس الى المتفرج، لكن لا بد من وضع دوائر حمراء وعلامات استفهام على تصريحات هذا النائب الذي «ما فتئ» يثير النعرات بين الحين والاخر.
المجتمع الكويتي عانى الكثير من بلاويه التي يثيرها هو ووكيل مراجعه بين الحين والاخر، وكما ذكرت في مقال سابق إن كان عندكم مجانين فعندنا اكثر، لكن اربطوا مجانينكم حتى نتمكن من ربط اللي عندنا، وبما انه ذو منزلة عالية لديهم فلم يتمكن احد من ان يقول له قف عند حدك الكويت اولى! لذلك كان سببا في اثارة بعضنا والرد عليه بمثل ما يقول.
اتمنى من سمو الامير، حفظه الله، والذي لا اشك لحظة في انه سيختم هذه الفتنة بالشمع الاحمر، ان يطلب من القائم مقام (….) ان يوقف تصريحاته الاستفزازية ويراعي مصلحة الكويت بدلا من ان يراعي مصلحة معزبه عندها صدقوني سيخرج ابليس من القاعة.

***
ميناء مبارك الكبير.. اثار مشكلة غير متوقعة مع العراق.. قد تكون مصطنعة.. وقد تكون عفوية.. المهم لا نتجاهل الموضوع.. ولا نهمش مطالب الجيران لو كانت غير منطقية.. يجب اعطاء الموضوع حقه من النقاش والحوار الهادئ وتغليب مصالحنا القومية والوطنية.. والتي لا شك من اهمها ان نعيش بسلام مع جيراننا.
بصراحة لا نريد ان نكرر مأساة اكاذيب صدام بسرقة النفط من حقل الرميلة، اليوم عندنا فرصة نمنع الاسوأ من ان يتكرر.. فقط قليل من الاهتمام والانتباه.

مبارك الدويلة

الشق عود

يتحدث الجميع في الكويت اليوم عن حل قادم لمجلس الأمة مع نهاية هذا العام 2011، ويضعون سيناريو للاحداث القادمة كالتالي:
الحكومة تطلب إحالة الاستجوابات الى «التشريعية»، التي تحتاج الى وقت كاف لاعداد تقريرها النهائي بشأنها، مما يعني انتهاء دور الانعقاد الحالي قبل تقديمها لتقريرها، وبالتالي ترحيل الاستجوابات الى بداية دور الانعقاد القادم في نهاية اكتوبر 2011. وإذا فرضنا ان التقرير جاء بدستورية الاستجوابات فستقوم الحكومة بطلب تأجيلها اسبوعين، وهي الفترة التي يمنحها لها الدستور. معناها دخلنا في نوفمبر، عندها سيكون أمام المجلس استجوابات عدة اذا اضفنا استجوابات مؤجلة اليوم كاستجواب وزير الصحة واحتمال كبير استجواب وزير البلدية!!
ما الذي يتوقعه الناس بعد ذلك.. أمر أميري بحل مجلس الامة والدعوة لانعقاده من جديد بعد شهرين! وطبعاً الناس يتوقعون ان يأتي مجلس أكثر تطرفا وأشد عنفا كردة فعل على كثير من الأمور!
وهكذا تجري سفينة الكويت في بحر لا ساحل له.. أزمة تلد أخرى.. والسبب هو تصرف السلطة مع الأحداث! نعم، انها نظرة السلطة للمسيرة الديموقراطية، حيث ضيق الصدر من تصرفات بعض النواب وعدم احتمال تكديرهم ولعبهم السياسي وتطهير وتبرئة الحكومة من كل العيوب وإلقاء اللوم على أحمد السعدون ومسلم البراك.. وبالتالي لا يجدون حلاً.. إلا بالحل!! هنا موطن العلة..
الحكومة منذ عرفنا الديموقراطية وهي تملك أغلبية مريحة تحت قبة البرلمان.. فلماذا لا تتعامل مع هذه الاغلبية حتى النهاية؟
أتوقع ان تستخدم اغلبيتها في تحويل الاستجوابات الى «التشريعية» او «الدستورية».. فلماذا لا تستخدمها في التصويت على طرح الثقة؟!
السبب كما يعرفه الكثيرون ان الخلل كبير، او كما يقولون «الشق عود»، فقد يحتمل النائب تبعات موقفه من التصويت على الاحالة هنا وهناك، لكن لا يمكن للشعب ان يغفر له موقفه من التصويت على طرح الثقة ان كان المسؤول مدانا ادانة واضحة.
اذاً الخلل في الاداء الحكومي، الذي يجعل النائب لا يحتمل دعمها بسببه، فلماذا يضيق صدرنا بأداء مجلس الامة اذا فرضنا أن فيه كماً مؤزماً ومتطرفاً؟!
أنا مؤمن بأن مجلس الأمة يتحمل جزءا كبيرا من الازمة، لكن لو عرفت الحكومة كيف تستغل هفوات بعض نوابه وتذمر الناس من ادائهم لتمكنت من تحقيق اجندتها بسهولة، لكن لان الشق عود، فإن الناس يرون ذبابة الحكومة ولا يرون جبل المجلس.

مبارك الدويلة

التكامل الخليجي

ردة الفعل الشعبية من أهل الخليج العربي كانت كافية لإجهاض اقتراح ضم المغرب والأردن الى مجلس التعاون الخليجي، حيث لا منطقية ولا جدية ولا وجاهة في هذا الاقتراح الغريب والمفاجئ، حيث لم يكن مدرجا على جدول الأعمال. ويبدو انها رسالة أريد لها أن تصل الى جهة معينة ولكن تم اخراجها بشكل سيئ أدى الى اجهاضها.
المطلوب اليوم من دول مجلس التعاون المزيد من التكامل في ما بينها، فشعار «خليجنا واحد وشعبنا واحد ومصيرنا واحد» يجب ان يتعدى كونه حبرا على ورق وأناشيد في الأعياد والمناسبات، الى واقع ملموس نشعر به يوميا في حياتنا العملية.
اتفاقية مجلس التعاون تسمح بأن نعلن عن تشكيل جيش خليجي واحد تحت قيادة مشتركة، ولا بأس من اشتراط الإجماع لتحريك هذا الجيش. كما أن دول الخليج اليوم ـــ باستثناء قطر ـــ تنتهج سياسة خارجية واحدة من دون الزام لبقية الدول، فلماذا لا نعلن قيادة واحدة للسياسة الخارجية تحددها مصالح دوله من دون اخلال بالالتزامات القومية والإسلامية؟ وأنا شخصياً اعتقد ان قطر، هذه الدولة الصغيرة، انتهجت سياسة مميزة، وتمكنت من ان تفرض وجودها على أجندة الكبار، فلا بأس اذاً من ان نستفيد من سيرة هذه الدولة في هذا المجال.
وبما ان المصالح النفطية واحدة، ولا مجال للفلسفة في السياسة النفطية، فلذلك أجد ان التكامل الخليجي في هذا المجال سهل المنال، ان لم يكن واقعا اليوم.
فإذا أضفنا المرور بالبطاقة والربط الكهربائي والقطار الخليجي ثم أخيرا وليس آخرا العملة الخليجية الموحدة، كل ذلك يجعل من ايجاد الكونفدرالية أمرا ميسورا وواقعا محسوسا.
القضية التي يجب التأكيد عليها قبل الختام هي ان الخصوصية في إدارة الشأن المحلي سمة النظام الكونفدرالي، فالكويت مثلا تستطيع ان تحافظ على طبيعة النظام البرلماني والرقابي من دون الاخلال بالالتزام بالكونفدرالية. كما ان المملكة العربية السعودية تستطيع ان تحافظ على ظاهرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من دون تناقض مع التزامها الكونفدرالي. فإذا أضفنا إلى ذلك ان كل اسرة حكم تستمر في مكانتها وموقعها وحكمها للبلاد من دون تعارض مع هذا النظام فسنجد ان تطبيق الكونفدرالية امر ضروري لحفظ الأمن لهذه الدول، بدلا من ضم دول أخرى تجعل من التكامل الخليجي امرا مستحيلا.

ملاحظة داخلية: نائب رئيس مجلس الأمة عبدالله الرومي يتميز بضيق الصدر، لذلك أسهل شيء عنده لإدارة الجلسات هو الإعلان عن رفع الجلسة، لذلك من لا يرد لهذا المجلس أن ينجز شيئا فكل ما عليه ان «يطفر» بومحمد عندما يبدأ في ادارة الجلسة وسيتحقق له ما يريد.

مبارك الدويلة

الإمام البنا

الضرب في الميت حرام..
وبدلاً من الضرب فالأولى إكرام الميت بحسن التعامل مع جثته، وأقصد هنا بالميت الحكومة وليس بن لادن كما قد يتبادر إلى الذهن.
أقول بدلا من نعت الحكومة بالألفاظ والألقاب السيئة الذكر، فالأولى اليوم أن نناقش كيف السبيل لإكرامها بدفنها!! بمعنى أن مرسوم التكليف صدر وأدت اليمين الدستورية أمام سمو الأمير وأمام مجلس الأمة، ومارس النواب دورهم في الاعتراض، ولم يبق إلا أن نطوي هذه الصفحة الى الصفحة التالية وهي كيف نتعامل مع الحكومة في ما تبقى من عمر دور الانعقاد؟!
أعتقد الأولوية اليوم بالاتفاق على عدد من المواضيع التي تأخرت على المواطن والوطن، وأصبح إقرارها واعتمادها فريضتين لازمتين قبل أي شيء آخر.
ان الخطأ الذي يهيمن على عقول النواب اليوم هو انه لا يجتمع تشريع مع رقابة، وهذا يعني ان الاستجواب اذا قدّم فعلى جميع أجهزة الدولة أن تصاب بالشلل التام حتى يتم انجاز هذا الدور الرقابي!!
على مجلس الأمة والحكومة أن يعوضا ما فاتهما من وقت لتشريع ما يمكن من القوانين المتأخرة، وعلى نواب المعارضة ان يعلموا ان هذه الحكومة هي الحكومة التي يجب أن يتعاملوا معها مهما قالوا فيها ما قالوا (خشمك خشمك لو كان أعوج). لذلك يجب ان يتمنى كل عضو أن تنجح الحكومة في تنفيذ برنامجها، وأن ينجح كل وزير مهما اختلفت معه في عمله. هنا نكون وطنيين وهنا فقط نحقق شعار «الكويت أولا».

***
البعض يجهل تاريخ العظماء.. لأنه دائما يعيش مع الأقزام.
الإمام الشهيد حسن البنا.. رجل أحيا أمة.. ورجل جدد الدين بعد أن انتشرت البدع والضلالات ومات الوازع الديني في نفوس الكثير من الناس.. وكاد الاستعمار الغربي بعد العثماني أن يجعل من أمة العرب نسيا منسيا.
الإمام البنا أوجد منهج حياة يحبه كل محب لله ورسوله.. ويكرهه كل مبغض لله ورسوله.. حاربه الخديوي، وحاربه اليهود، وحاربه الغرب كله، حتى ان سيد قطب، يرحمه الله، عندما زار أميركا استغرب شدة كره الأميركان له، وهو لم يقابله، فأحبه وأعجب به.
حسن البنا ترك ارثا من الفكر والمنهج ما زال أتباعه يتبنونه حتى اليوم. وعندما يقول قائل انه غير معروف حتى في مصر، نقول له ان اتباعه ما دخلوا انتخابات نزيهة الا وكانت لهم الجولة، فيكفي أنهم أرعبوا نظام حسني مبارك طوال ثلاثين عاما.
العظيم يبقى عظيما عند العظماء.. والقزم يراوح مكانه.

مبارك الدويلة

إذا عُرف السبب..

استغربت ــــ كما استغرب غيري ــــ من هذا الهجوم النيابي المعترض على توزير هلال الساير مرة أخرى لوزارة الصحة! ومع أنني لست فرحاً بإعادة التوزير هذه، لأن ما بيننا وبينه ما صنع الحداد كما يقولون. لكن عبارات الاعتراض التي صدرت من بعض النواب عليه جعلتني أتوجه إلى أحد وكلاء الصحة، والذي قابلته في احدى المناسبات الاجتماعية، لأمطره بسيل من الاسئلة عن مكنون هذا الاعتراض وأسبابه.
وكانت المفاجأة عندما أجاب بالتفصيل عن أسئلتي وأزال الاستغراب الذي لدي. ولذلك، ولعلمي بأن الكثيرين مثلي كان وما زال لديهم هذا الاستغراب، فإنني أذكر لهم وأسطر ما سمعته من هذا الوكيل من باب اذا عرف السبب بطل العجب.
اما كبيرهم وسيدهم الذي أعلن أن توزير الساير هو سقوط لخط الدفاع الأول عن سمو رئيس الوزراء فقصته أنه تقدم بطلب علاج في الخارج لاحدى قريباته ــــ شافاها الله ــــ ولما كان العلاج متوافرا في الكويت رفضت اللجنة تحمل مصاريف علاجها، فطلب تدخل وزير الصحة الذي احترم قرار اللجنة، فيما اعتبر النائب ان هذا الموقف تجاهل لمكانته وعدم احترام له، فشن عليه هذا الهجوم الذي استغربه الكثير.
صاحبنا الآخر كان له دور في تشكيل قافلة وزارة الصحة التي انطلقت لمساعدة البحرين في مصيبتها التي ألمت بها، لكن المسؤولين البحرينيين ــــ ولأسباب أمنية ونفسية لم يعلنوها ــــ رفضوا دخول القافلة الكويتية واعتذروا من الحكومة الكويتية، عندها ثارت ثائرة صاحبنا وطالب وزير الصحة باتخاذ موقف قوي وارغام الاخوة في البحرين على قبول القافلة، وهذا ما لم يتمكن من عمله الوزير الساير، الذي اصبح في مرمى نيران صاحبنا النائب الذي عرف عنه اتزانه ووقاره، لكن الدوافع كانت أقوى من كل هذه المشاعر فكان هذا الموقف العدائي ضد الوزير.
اما ثالثة الأثافي فسببها «كوهين»، الذي اغرق وزارة الصحة بمناقصاته، الا ان واحدة منها كانت اسعارها عالية ولا تنطبق عليها شروط المناقصة، فما كان منه الا ان طلب من الوزير التدخل، وطبعا الوزير راجع الاوراق ولم يغير من النتيجة شيئا لعدم انطباق الشروط، فما كان من هذا الاعلامي التاجر الا ان سخّر بعض نواب المجلس وبعض منابره الاعلامية ضد إعادة توزير الساير.
انا بصراحة ما همني رجع ولا ما رجع، لكن يحز في نفسي ان يعتقد البعض انه يستطيع بما يملك من امكانات ان يغير الحقائق ويقلبها الى اباطيل او العكس ويستسهل هذه الممارسات مع هؤلاء المسؤولين. لكن لا نملك إلا ان نقدر للوزير الساير هذه المواقف.
للعلم.. تم حل الحكومة بعد ان قدم نواب استجوابات للشيخ ناصر المحمد والوزراء احمد الفهد ومحمد الصباح وهلال الساير، وكان الجميع قد ادرك ان سبب الحل هو تلافي هذه الاستجوابات!
السؤال الذي يطرح نفسه: رجعت الحكومة ورجع هؤلاء.. اذاً لماذا تم حل الحكومة؟!

مبارك الدويلة

هل مات التطرف بموته؟!

انتقل أسامة بن لادن إلى ربه.. وهناك سيجد قاضيا عادلا.. فإما أن يكون كما يظن أتباعه، أو يكون كما يظن به الآخرون.. المهم نحن لا يعنينا أين سيكون بن لادن في الآخرة، بل ما يعنينا هو ما ستؤول إليه الأمور بعده.
شخصيا، أعتقد أن تنظيم القاعدة أصابه الشلل في السنوات الأخيرة، خاصة بعد أن فك ارتباطه بحركة طالبان، التي طلبت منه ذلك، وخرج من أفغانستان إلى منطقة القبائل، ثم طلب منه الخروج من منطقة القبائل بعد أن تأذى منه الناس بسبب القصف الأميركي المتواصل الذي ذهب ضحيته مئات الأبرياء من النساء والأطفال.
والدليل على ضعف التنظيم أن عملياته تكاد تكون معدومة وغير ذات تأثير منذ سنوات عدة، بل إن القوة انتقلت إلى حركة طالبان التي بدأت أخيرا بتنظيم صفوفها وزيادة عملياتها ونجاحها في إلحاق الخسائر في صفوف أعدائها.
إذاً، تنظيم القاعدة الضعيف فقد زعيما روحيا، لكنه جسديا ضعيف، وحركته كانت مشلولة بسبب التخفي والمراقبة الدائمة له. لكن، هل هذا يعني أن لا خوف من «القاعدة» بعد اليوم؟!
الجواب طبعا لا.
فمن حيث ردات الفعل لمقتل هذا الزعيم ستكون هناك عمليات انتحارية عشوائية غير منظمة وغير مبرمجة، وهذه ستكون مؤقتة وغير مؤثرة.
أما جسم التنظيم نفسه فيعتمد على ردات الفعل الأجنبية، والأميركية بالذات! فإن استمرت أميركا في سياستها المنحازة لإسرائيل.. والكيل بمكيالين في الشرق الأوسط.. ودعم الأنظمة القمعية، وكذلك الدول الأوروبية.. ان استمرت في سياساتها المعادية للعرب والمسلمين والتضييق على المسلمين في رزقهم وممارستهم لعبادتهم.. أقول إن استمرت الدول الغربية في هذه السياسات المهينة للمسلمين، فمن المتوقع أن يشكل في كل قطر تنظيم مصغر لـ «القاعدة» يحمل فكره ولا يرتبط تنظيميا بغيره حتى يسهل عليه التحرك ولا يضر بالآخرين.
أما إن أعادت أميركا وحلفاؤها الغرب النظر في سياستهم تجاه العرب وقضاياهم والمسلمين ومشاعرهم، خاصة أن الثورات العربية الأخيرة تهيئ لهذا التغيير، فمن المتوقع ألا يكون للفكر الجهادي محل في نفوس العرب والمسلمين، وسيرجع هؤلاء إلى الفكر المعتدل غير المتطرف الذي سيجد الأجواء مناسبة لانتشاره.
إن مما ساعد على انزواء الاعتدال وانتشار التطرف هو التعامل الغربي مع الواقع العربي حتى أن الحكام العرب انحرجوا وهم يدافعون عن السياسة الأميركية في المنطقة، لذلك أجدها فرصة لدعم الاعتدال الإسلامي وكبح جماح التطرف بكل أشكاله بأن توقف أميركا سياستها المتطرفة، وأن يوقف الغرب عداءه المستحكم ضد الظاهرة الإسلامية، وأن توقف الأنظمة العربية والإسلامية الموالية للغرب سياسة البطش بكل منتمٍ للإسلام السياسي.. عندها فقط نقول إننا قضينا على الإرهاب وبؤر التوتر وأسبابه.
للعلم، تم دفن جثة بن لادن في البحر.. مخافة أن يكون مزارا يؤجج مشاعر الكراهية للغرب، وأقول إن بن لادن هو أول من حطم المزارات في أفغانستان، وأتباعه يتأثرون بأفكاره لا بجسد لا روح فيه، فها هم أتباع حسن البنا ما زالوا يتأثرون بتعاليمه بعد ستين عاما من وفاته من دون أن يعلموا أين مكان جثته، وهكذا العظماء يؤثرون بآرائهم لا بقبورهم، لكنه هاجس الخوف عند من نظن أنهم عظماء.

مبارك الدويلة

عندما يكون ماهر الأسد بطلاً

{أنا توني جاي من سوريا والامور عادية ولا فيه شيء مما تتناقله بعض وسائل الاعلام والوضع جداً طبيعي} هذا ما ذكره احد المحامين الذي كان ضيفا على برنامج «تو الليل» في قناة الوطن.
نائب من الدائرة الاولى يقول اعتراضا على اقامة ندوة «كرامة» لمناصرة انتفاضة الشعب السوري «تأكيد موقف الكويت الثابت من احترام حق الشعوب في اختيار انظمة حكمها».
وكيل المراجع يقول في السياق نفسه «الندوات التي تقام ضد سوريا وقائدها فخامة الدكتور بشار الاسد حفظه الله تعالى تعتبر تدخلاً سافراً.. ونطالب الجهات المختصة بمنعها»!
أما سماحته فقد طينها عندما أصدر تصريحاً اثنى فيه ع‍لى بطل مجزرة درعا ماهر الاسد، وهدد الحكومة، كعادته، اذا لم تمنع اقامة هذه الندوات التي تدعم انتفاضة شعب سوريا.
أنا افهم ان يتعاطف انسان مع مذهبه او طائفته او حزبه.. ولكن ان يكون هذا التعاطف على حساب الحقيقة والعدالة فهذا يسمى تعصباً مذموماً.
آلاف البشر خرجوا في شوارع المدن السورية يطالبون بإسقاط النظام.. ومع هذا يقولون ان الامور عادية وان من خرجوا في الشوارع ينفذون مؤامرة امبريالية ضد دولة الصمود والتحدي!!
عندما يثور الشعب في البحرين يتعاطفون معه ويطالبون النظام في البحرين باحترام ارادة الشعب والاستماع الى مطالبه.. وعندما يتعاطف النظام في الكويت مع شقيقه في البحرين تثور ثائرة هذه المجموعة ويعتبرونه تدخلاً سافراً، اما عندما يثور الملايين في سوريا فهذه مؤامرة صهيونية ضد النظام ـــ وهم يدركون جيداً ان اول المتباكين على سقوط هذا النظام هم الصهاينة ـــ ويطالبون بإلغاء الندوات وتقييد الحريات الداعمة لهذه الانتفاضة المباركة.
تعاطف الوكيل ومراجعه مع النظام الدموي في سوريا، وبالذات مع ماهر الاسد جزار درعا، بهذا الشكل السافر، يؤكد لنا ان التعصب المذهبي سبب كل هذه المواقف الغريبة والجريئة والمتناقضة ويفقد المصداقية عند المراقبين لهذه المواقف، ويؤكد ان الانتماء المذهبي او العرقي عند البعض طاغ على الانتماء للارض والولاء لها!!
للعلم.. اللجنة الكويتية الشعبية لمناصرة عرب الاحواز (نصرة) تقيم هذه الايام ندوات انتصاراً لمطالب عرب الاحواز، ورفضاً للبطش والظلم اللذين يقعان عليهم من نظام احمدي نجاد، ترى كيف سيكون موقف سماحته ووكيل مراجعه من هذه الندوات؟!
اذا كانت ندوات الانتصار لانتفاضة الشعب السوري ضد نظام الاسد اثارتهم وجعلتهم يطالبون بإيقاف الندوات، فمن المتوقع انهم هذه المرة سيطالبون بحرق المقرات على من فيها!

مبارك الدويلة

ناصر الخرافي وحزب الله

انتقل ناصر الخرافي الى الرفيق الاعلى، وبقي موقفه من حزب الله اللبناني مثاراً للجدل بين الناس! والمطلع على كتابات الفقيد يتبادر الى ذهنه للوهلة الاولى ان للكاتب مصالح تجارية في جنوب لبنان، وان هذا الاطراء لزعيم النصر الالهي لا يخلو من مجاملة تقتضيها المصلحة، أما أنا فلم أكن اعرف الفقيد عن قرب، ولم أجالسه كما جالست شقيقه، ولم أتعامل معه، لكنني عندما كنت أقرأ ما يقوله عن المقاومة اللبنانية كنت أشعر أن هذا الكاتب صادق في مشاعره، وانه صادق مع نفسه، وان ما يشعر به في داخل خلجات قلبه هو ما يسطره قلمه، لذلك بادرت أقرب الناس اليه بالسؤال عن استثمارات الفقيد في لبنان، وبالاخص في الجنوب، حيث السطوة لحزب الله، فكان الجواب الصاعقة الذي يجهله الكثير من الناس: لا توجد للفقيد اي استثمارات في الجنوب، كما لا يوجد للفقيد شيء يذكر في لبنان!! هذا الجواب ينسجم مع ما شعرت به من صدق مشاعر الرجل في كتاباته، فهو يكتب ليس حباً في شخص نصر الله، وليس دعماً للمذهب الشيعي، وليس قناعة بايديولوجيات حزب الله، بل ـــ كما يقول احد المقربين اليه ـــ شعور بأن هذا القائد قادر على ان يضر اسرائيل ويزعجها ويقلقها وهو ما عجزت عنه الدول العربية مجتمعة.
أنا لا اكتب هذا المقال دفاعاً عن رجل غادرنا الى الملأ الاعلى، فعنده من الذرية من هو اقدر مني على ذلك، كما انني لا أدافع عنه توخياً لمصلحة من أهله وذويه، فأنا لم أتعامل معه حياً كي استفيد منه ميتاً، كما انني لا أرتبط اليوم بأي عمل تجاري مع مؤسساته، لكنني أكتب بعد ان علمت بان مصالحه في مصر وليس في لبنان، وكان اولى ان يدافع عن حسني مبارك ونظامه، حيث جل استثماراته هناك وليس في لبنان، حيث لا يملك الا منزلا وعقاراً.
إن غياب المقاومة الحقيقية للاحتلال الاسرائيلي، وتخاذل دول المواجهة عن القضية، ورواج الروح الاستسلامية عند شباب الامة، جعلت ناصر الخرافي وغيره من الغيورين على قضية الاسلام الاولى أن يتشبثوا باي واجهة تعلق جرس الجهاد والمقاومة.
غفر الله لناصر الخرافي.. وأسكنه فسيح جناته.. وألهم أهله الصبر والسلوان.
***
الروح البطولية والرجولية التي نزلت فجأة على مؤسسات مجلس التعاون الخليجي تجعلنا نتساءل: ما الذي حصل؟ وفي مَن شادين الظهر؟ وماذا خلف الكواليس؟ نحن كشعوب خليجية مرتاحون لهذه الانتفاضة التي ترجع لنا شيئا من الكرامة، لكن نريد ان نطمئن الى انها انتفاضة طبيعية، وانكم درستم كل الاحتمالات والمخاطر، وانكم مستعدون لكل شيء!! بس يا خوفي من التخطيط الخليجي، خاصة اذا كنتم معتمدين على اللي كان معتمدا عليه حسني مبارك؟!!

مبارك الدويلة

الإسلام كبير أيها الزملاء

بعض الزملاء عنده عقدة منذ الصغر اسمها «الإسلام» أو «إسلامي» أو «إسلامية» أو «المسلم»، لذلك تجده «ينرفز» بسرعة اذا ذكر له شيء من هذه الألقاب ويتكدّر ويتعكر مزاجه، فإذا كتب عن أي موضوع فلا بد أن يضع بصمة لحقده الدفين على هذا الدين، وكل من ينتسب اليه من جماعات وشعارات وكتل وأحزاب وواجهات وأفراد، وإن كان هو واحدا منهم!! أحياناً تعتقد أنه جهل، وأحيانا تعتقد أنه «حقد» دفين متراكم نتيجة تربية بيئية، وأحيانا تجد فيه الاقتناع بالفكر الإلحادي اللاديني، لذلك هو يكره كل ما يمت بصلة للأديان!!
نموذج من هؤلاء الزملاء في المهنة يكتب منذ فترة طويلة عن انتقاد الظاهرة الاسلامية ـــ لاحظ الإسلامية وليس الدينية ـــ وهو يعتقد ان ما يكتبه مقنع للآخرين، حتى انه كتب عن المؤسسات المالية الاسلامية، وضرب مثلا لفشلها في عملها، مبرراً أن سلوكها للمنهج الاسلامي سبب فشلها، ويتجاهل مخالفة كلامه للواقع، وان نجاح النموذج الاقتصادي الاسلامي جعل اهم المؤسسات الاقتصادية، ممثلة بالبنوك، تنتهج النهج الاسلامي وتتحول بالكامل الى بنوك اسلامية، وبقية البنوك الربوية خصصت لها صناديق تعمل وفقا للشريعة الإسلامية.
نموذج آخر على تطرف هؤلاء في فكرهم المتخلف: كتب أحدهم مقالاً يمتدح داروين، لانه اوجد فكرة اصل الانسان «قرد»، وشطح به الأمر عندما ذكر مثلاً يؤكد فيه صحة نظرية داروين عندما قال «ان الإنسان كان مميزا في عالم الحيوان وخلق لنفسه بيئة…..»، ثم ضرب مثلاً لهذا الخلق ـــ والعياذ بالله ـــ عندما قال «فالدب القطبي مثلاً تطور بتكوين فراء يحميه من البرد»!! وبعد هذا المقال عرفت ان صاحبنا يكتب من خلفية بعيدة عن واقع أهل البلد وانتمائهم وبيئتهم، لذلك ما استغرب عندما يصر على ان خليجنا فارسي وليس عربياً!!
كاتب علماني متحرر يطالب بالحريات واحترام حقوق الإنسان، ويعتبر كبت الحريات ظلماً يجب رفعه، ويرفض قانون اللباس المحتشم، ويعتبر ذلك تعدياً على الحريات الشخصية، وعندما تطبق فرنسا قانون منع لبس النقاب في الأماكن العامة يحوشه «الطرم» والخرس ويصمت صمت الموتى.
كاتب ثالث من المناضلين القدامى، ومن الذين سطروا اسماءهم في سجل النضال العربي ضد الامبريالية والاستعمار، ساءه ما يشاهد من مواقف مشرفة للتيار الاسلامي المحافظ على الساحتين الكويتية والعربية، وبالمقابل انكشاف جماعاته من شرق العالم الى غربه في مواقف مخزية مؤيدة للاستعمار الذي كان يناضل ضده!! فضيع البوصلة وأخذ ينتقد ما كان يدعو اليه بالأمس، وعندما قام هذا التيار الاسلامي بالمطالبة بتغيير رئيس الحكومة أطلق عليه تسمية «جماعة تخلف بلا حدود» فقط لأن الذين يدعون الى ما كان يدعو اليه هم من الاسلاميين الذين «ما يمرون من الزور» مثل ما يقولون!!
< بالمناسبة.. صج الفلوس تسوي كل شيء مثل ما يقولون، حتى جماعة الدفاع عن حقوق الإنسان ما سلموا من هذا المرض، فمن كان واجبه الدفاع عن المظلومين والفقراء والمساكين الذين لا حول لهم ولا قوة صار اليوم يدافع عن ابو الملايين وصاحب أكبر مؤسسة إعلامية في البلاد وصاحب تاريخ قديم وحديث في توريط البلد مع الجيران، ويخلف الله على الإنسان وحقوقه إذا كانت عند هذا وأمثاله.