مبارك الدويلة

.. وتستمر الانتصارات

الانتصار غير المسبوق للاسلاميين في جامعة الكويت بين جموع الطلاب والطالبات وللمرة 32 على التوالي كان بمنزلة صفعة لخصوم هذا التيار، الذين راهنوا على انحساره بعد موجة من التشويه الاعلامي المتعمد لرموزه ومؤسساته. ومع ان هذه الصفعة هي حق لهؤلاء الخصوم على الاسلاميين يؤدونه كل عام، غير انها هذه السنة كانت كافية ووافية، خصوصا بعد نجاح الاسلاميين في «التطبيقي»، وهي الانتخابات التي شهدت انشقاقا بين قائمة التيار الديني، مما جعل البعض يجزم بخسارتهم امام خصومهم، لكن تجري الرياح بما لا يشتهي الليبراليون، فتأكد للجميع ان الثقة بالاسلاميين هي خيار الطلبة في نهاية المطاف، وان التشويه والافتراء واثارة الشبهات، التي يتعرض لها الاسلاميون من الاقلام اليومية، تؤكد عدم مصداقية هذه الاقلام في نظر قطاعات كبيرة من هذا المجتمع الصغير.
***

«مسمار بلوح!»
الكاتب فؤاد الهاشم ـــ حفظه الله واولاده من كل سوء ـــ يكتب منذ عقود طويلة في الصحافة، وقلمه متميز باسلوب خاص، ويعد ابو عبدالرحمن من الكُتّاب الكبار. هذا الكلام أسطّره اليوم ليس مدحاً او تزلفاً، فأنا اعلم جيداً أني «ما أمر من زوره»، ليس كرهاً فيني، فليس بيني وبينه خصومة محددة، لكن المشكلة ان بعض خصومي «يمونون عليه حيل»! لذلك هو يكتب نيابة عنهم، والا ما علاقتي به وما علاقة ابني بما اكتب؟! المهم انني كنت اتحاشى الرد على ابو عبدالرحمن طوال الفترة الماضية لعلمي بأنني لن اجاريه في الكتابة، فهو كاتب كبير، ومفوّه، ويكتب يومياً، بينما انا ما زلت هاوي كتابة. لكن ما كتبه عني بالامس من طعن في نواياي جعلني اضطر إلى الرد عليه وانا كاره، لكن قال «شحدك على المر قال اللي امر منه!».
يقول الكاتب الكبير ان مبارك الدويله ما زعّله على رئيس الحكومة وطالب بتغييره الا انه فاز بمناقصة بقيمة خمسة ملايين دينار «منحها» له وزير سابق! واتهم الوزير بأنني قدمت له رشوة (ما يخدم بخيل)، لكن الحكومة اوقفت هذه «العطية!».
ويقول إن هذا الكلام ليس رؤيا، او يقال، بل انه «مسمار بلوح!».
اتمنى من الكاتب الكبير ـــ حفظه الله واولاده ـــ ان يثبت مصداقيته لقرائه هذه المرة ويقول ما هي هذه المناقصة؟ ومتى طرحت؟ ومن هو الوزير الذي اعطاني اياها؟ وما دام مجلس الوزراء «كاملاً» ـــ وفق قولك ـــ اوقفها، اذاً هي علنية وليست «كتيمي»، يعني لم تعد سراً.
استاذنا الكبير.. الكاتب الكبير يظل كبيراً بمصداقيته، ورقي اسلوبه، وعلو كعب قلمه. وما زال الكثير يظن فيك ذلك. فأتمنى ان تصدق معي هذه المرة ومع قرائك، كما عودتنا، حتى نعرف هل مسمارك فعلا بلوح.. ام..؟!

مبارك الدويلة

الفساد تجاوز الفرد

بعد الحشد الجماهيري يوم الأربعاء الماضي، ومشاركة جميع القوى السياسية المعتبرة في تلك التظاهرة، التي أجمعت على مطلب واحد وهو تغيير الحكومة كمدخل لإصلاح الفساد، أقول بعد كل ذلك أصبح التغيير أمراً مستحقاً!
صحيح، قد يكون الشخص أحياناً صالحا في نفسه، لكن عمله قد لا يكون كذلك، لهذا كانت القوة والأمانة أو بمعنى آخر الكفاءة والصلاح شرطين لكل قيادي يريد قيادة مجموعة، فكيف بمن يريد قيادة أمة ودولة!
قال الخليفة الصالح: آه من قوة الفاجر، وضعف التقي! فقوة الفاجر لا تكفي للاصلاح، وتقوى الضعيف كذلك لا تحقق المطلوب، فلا بد من اجتماع الصفتين.
قد يقول قائل، كذلك المعارضة فيها فساد! ويضربون أمثلة فردية من هنا وهناك. ونقول ان فساد جزء من المعارضة لا يعني فساد المعارضة، وكذلك فساد الشخص الفرد لا يعني بطلان أهداف المجموعة ونواياها، فلا تزر وازرة وزر أخرى، وهذا لا يجوز ان يقارن بمطالب المعارضة، حيث الفساد في الطرف الآخر تجاوز الفرد وتجاوز الجسد!

***
حصرياً
يقال إن التغيير سيتم قبل افتتاح دور الانعقاد الجديد، وسيطول رئيس الحكومة، وسيعين نائبه الأول مكانه حتى نهاية مدة الفصل التشريعي الحالي، ثم تتم الانتخابات لمجلس الأمة، وقد تأتي حكومة بنهج جديد يتوافق مع متطلبات المرحلة التي اثبتت ان زمن الفساد قد ولى، وان الشفافية والعدل والمساواة واحترام القوانين هي التي تسود.

***

المملكة..
تعيش المملكة العربية السعودية أعياداً مجيدة هذه الأيام بمناسبة مرور 81 عاماً على توحيدها على يد صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز. وقد تزامن هذا اليوم مع بدء الحملة الانتخابية لمرشحي المجلس البلدي في عموم مناطق المملكة، وهذا مؤشر طيب يبين حكمة القيادة ورسالة منها الى الشعب، مفادها ان الاستقلال الحقيقي عندما يمارس الشعب دوره في بناء مملكته! فإلى المزيد من الانجازات، والى المزيد من الخطوات الرائدة لرفاهية الشعب، والى المزيد من الاستفادة من تجارب الآخرين وأخطائهم، فقطار الزمن يمر بسرعة ولا يتوقف.
فتهنئة خالصة الى المملكة مليكا وشعبا، والى العلا دائما بإذن الله.

مبارك الدويلة

فيصل.. ورصاصة الرحمة

بعد انضمام التحالف الوطني والمنبر الديموقراطي للحراك الشعبي، وبعد قبولهم بأن يجلس رموزهم بجانب رموز الحركة الدستورية والسلف، وبعد تراجعهم عن قرارهم الرافض للنزول للشارع ومشاركة القوى السياسية والشبابية الحراك الشعبي الرافض للأوضاع وما آلت اليه، أقول بعد هذه الخطوة ــ ولو جاءت متأخرة ــ أصبح التغيير أمراً مستحقاً، واجراء لا مفر منه!
في الفترة الماضية كان الناس منقسمين الى قسمين: مؤيد لتغيير الحكومة، ومن يرى اعطاء فرصة لها عل وعسى ان يساهم ذلك في الاستقرار، اليوم تأكد للجميع ان معظم مشاكلنا بسبب اداء الحكومة وقراراتها، ولم يعد الأمر يحتمل السكوت، وحان الوقت للنظام ان يدرك هذه الحقيقة، ان التغيير آت لا مفر منه، وأصبح حل الحكومة هو المخرج من عنق الزجاجة، أما حل البرلمان فأنا شخصياً أرفض ذلك، فقد جاء هذا المجلس ــ مهما اختلفنا مع ادائه ــ بارادة شعبية وانتخابات حرة، فليكمل مدته، ولو طالبنا بحل كل برلمان لا يعجبنا، لأصبحت ديموقراطيتنا ضحكاً على الذقون.
السؤال الذي يطرح نفسه: هل الحل والمخرج من الأزمة بحل الحكومة مع وجود مجلس فاسد؟ أقول: نعم فالحكومة مارست دور السمكة التي أفسدت بقية الأسماك، ولعل وجود حكومة جيدة وصالحة ينصلح معها حال مجلس الأمة بعد ان ادرك النواب ان الرقابة الشعبية أقوى من الاغلبية النيابية.
المهم ان الشعب ينتظر هذا المساء وما يأتي معه، فالليلة نتوقع حشداً غير مسبوق وطرحاً مميزاً نتمنى ان يكون بعيداً عن التجريح، حتى لا نقول ان عقلاء المجلس وصالحيه اردى من نواب الملايين! الليلة يجب ان تكون مميزة، ونرسل رسالة واحدة للنظام: الشعب بكل أطيافه يريد حكومة جديدة ونهجاً جديداً! وأتمنى من القيادة السياسية المعروفة بالحكمة والحرص على مصلحة البلد ان تأخذ هذا المطلب على محمل الجد، ولتعلم – وهي بلا شك تعلم – ان تلبية مطالب الشعب عزة ورفعة لها، وان نجاح المعارضة هو نجاح للنظام وليس هزيمة له، بل ان تحقيق مطالب المعارضة السياسية سيعزز مكانة النظام في النفوس وسيجعل الربيع الكويتي ربيعاً مختلفاً عن الربيع العربي، فالأخير ربيع للشعوب، بينما هنا سيكون ربيعاً للشعوب والنظام على حد سواء.
***
ملاحظة أخيرة:
تصريح فيصل الدويسان بتأييد النزول للشارع مؤشر على ان «رجال حول الرئيس» لم يعودوا حوله، بل تركوه بعد ان تبين لهم ان الاستمرار في دعمه له كلفة باهظة، لذلك اعتقد ان نزول فيصل وجماعته الى الشارع سيكون بمنزلة رصاصة الرحمة لهذه الحكومة.

مبارك الدويلة

الحل بالأحزاب

يعتب علي البعض انني لم أكتب رأيا حول الأرصدة المتضخمة عند بعض النواب، والحقيقة انني لست عاجزا عن ذلك، فمن السهل تكرار ما كتب عن هذا الموضوع من انه مصيبة وجريمة لا تغتفر! لكن ما منعني أن كل ما ذكر بهذا الشأن لا يخرج عن «كلام جرايد»! وأخبار تتناولها الصحف، صحيح لا دخان من دون نار، لكن الانتظار قليلا حتى نتأكد من الخبر أفضل من الردح في ذمم الناس والطعن في مصداقيتهم، خصوصا لوجود من كنا وما زلنا نظن بأنهم أفاضل من بين الأسماء التي تناولتها وسائل الإعلام، كذلك لإنكار معظم هؤلاء ما ذكر عنهم، وكما قيل «يا خبر اليوم بفلوس بكره ببلاش» أما ان ثبتت فسأضم صوتي إلى صوت «شبان 16 سبتمبر» بضرورة حل المجلسين «الأمة والوزراء» لأن وجودهما في هذه الحال.. حرام!
وما دمنا تطرقنا الى الحديث عن «شباب 16 سبتمبر» فأنا أؤيد كل تحرك سلمي ما دام يحافظ على النظام ويحترم الرأي الآخر، ويبتعد في خطبه عن التجريح، لكن الدعوة الى حكومة شعبية فهذا مطلب مشروع ولا يحتاج الى تعديل دستوري، لكن أتمنى ألا يكون هذا المطلب هدفا نتوقف عنده، لأنه ليس بالضرورة كل ما هو شعبي يكون أفضل وكاملا ومصونا! فإذا كان منصب نائب شعبي، ووزير شعبي أثبت أنه معرض للافساد والفساد، فلا نستغرب ان يكون منصب رئيس وزراء شعبي أكثر تعرضا للفساد! هذا لا يعني أنني معارض لشعبية منصب رئيس الوزراء، بل العكس لا يمنع من تجربة هذا التغيير، لكن لا نجزم بأن هذا أفضل! صحيح أن غياب البديل الواضح والمناسب من أبناء الأسرة هو ما دعا الى طرح البديل الشعبي، لكن اعتقد ان الحل الناجع بوجود أحزاب سياسية تعمل بوضوح وشفافية، وببرامج حزبية معلنة وإدارة معلنة وتمويل معلن وتحت إشراف جهات رقابية، أما ما عدا ذلك فهو ترقيع وليس اصلاحا سياسيا.
كلمة أخيرة: تصريح النائب وليد طبطبائي عن الربيع العربي في الكويت جاء معبرا عن ضمير العديد من المواطنين الذين يتمنون إصلاح الأمور في هذا البلد، مع المحافظة على النظام الحاكم، لذلك جاءت دعوة أبو مساعد لتعبر عن ضمير كثير من الكويتيين الذين يريدون الإصلاح ويكرهون الفساد، مع المحافظة على أهم عناصر الاستقرار في البلد، وهي أسرة الصباح كحكام وفقا للدستور.

***
بدر مرشد
• بدر مرشد نابي الدويله.. ابن عمي الذي فقدته بالأمس القريب في عز شبابه، لم يمهله المرض، أخذه بإرادة الله بسرعة، بدر كان نموذجا للقلب الصافي النظيف الخالي من الأحقاد، يذكرني دائما بحديث الرسول (ص): «يدخل عليكم الآن رجل من أهل الجنة»، وكان رجل من الصحابة ميزته انه كان ينام وليس في قلبه حقد على أحد. هكذا كان أبو محمد، قلب صاف كصفاء السماء المشمسة. حزن عليه الجميع لانه فعلا «فقيده».
رحمك الله رحمة واسعة واسكنك فسيح جناته. «انا لله وانا اليه راجعون».

مبارك الدويلة

«إيدي على قلبي»

لم يحصل أن «حطيت إيدي على قلبي» خوفا على البلد من الضياع مثل هذه الأيام، وليس لذلك علاقة بتقرير السفيرة الأميركية عن زوال الكويت في عام 2020، بل لتسارع الأحداث في الفترة الأخيرة نحو الانزلاق بشكل سريع الى المجهول!
اليوم فعلا ضاعت الطاسة!
اليوم فعلا ما ندري.. ولا نفهم.. ولا نعي.. ما الذي يحدث؟!
أحيانا أشعر بأنني فهمت لماذا الناس «يتحلطمون» ويتذمرون! لكنني أجهل لماذا نترك الناس يستمرون في تحلطمهم وتذمرهم!
الشيخ موراضي عن الأوضاع.. والوزير يتحسر على اللي يصير.. والموظف مقهور من شعوره بالظلم.. والمواطن العادي (اللي ماله شغل) مسبل ومشتت الذهن.. وما هو عارف شاللي قاعد يصير!
أنا اعتقد ان العلة في الطريقة التي يدار فيها البلد فترك الحبل على الغارب لسمو رئيس مجلس الوزراء جعله يتخذ قراراته بشكل انفرادي من دون رؤية شاملة للأمور بل بشعور أنه مسنود ومدعوم. كذلك قرارات الحكومة تسبب الأزمات في كثير من الأحيان، خذ مثلا كادر المعلمين. عندما أصرت الحكومة على رفضه بحجة كلفته المالية، ثم جاءت بعد ذلك وأيدت كادر القطاع النفطي مع كلفته العالية! السبب الظاهر للناس ان العاملين في القطاع النفطي هددوا بالاضراب، بينما المعلمون لم يهددوا بالاضراب، والنتيجة سيقوم المعلمون باضرابهم وستتعطل المسيرة التربوية وستعاند الحكومة ويطغى عليها كبرياؤها، وستظهر هنا دعوات المحافظة على المال العام، والمحافظة على هيبة الحكم، وكلها دعوات صحيحة، لكن من المتسبب في هذا الوضع المزري؟ انه قرارات الحكومة نفسها!
مثال آخر يبرر لنا الخوف من القادم، بيان {ثوابت الشيعة} ودعوتهم لكل ابناء الطائفة الذين يشعرون بالظلم للكتابة لهم بمظلوميتهم على عنوانهم البريدي! ووصل بنا الأمر الى ان كل واحد يعيش في النظام الاداري الذي يناسبه وليس تحت مظلة حكومة دولة الكويت! من أوصلنا الى هذا الوضع؟! لو راجعنا سياسة سمو رئيس الوزراء مع نواب الدائرة الأولى لعرفنا انها سبب كل هذا التأزيم الطائفي، الذي جعل البعض يشعر بقوته أكثر من الواقع ويطالب بحقوق لها سقف عال، حتى وصل بهم الأمر الى احراجنا مع جيراننا من دون اعتبار للوضع الأمني الذي يعيشه البلد.
أليس لي الحق في ان «احط ايدي على قلبي وانا اشوف هذا الانحدار؟!}.. الساتر الله.

مبارك الدويلة

حقيقة «ويكيليكس»

عندما نشرت وثائق «ويكيليكس» للمرة الاولى قلنا، نحن في الكويت، كما قال غيرنا إنها وثائق حقيقية نشرت فضائح الدول الاخرى واسرار انظمة حاكمة ومكالمات سرية. وقلنا حينها ان الاميركان تعمدوا نشرها لاحراج هذه الدول وللضغط على هذه الانظمة.
ولكن عندما نُشرت وثائق تتعلق بالكويت وبعض رجالها وساستها، تأكدت لنا حقيقة هذه الوثائق! حيث تبين انها تقارير استخباراتية كتبها سفراء اميركا او بعض العاملين في سفاراتها، استنادا إلى ما يتناوله الناس في تلك الدول ويصل الى مسامعهم! هذا بالضبط ما اكتشفناه عندما قرأنا ما نشر عن الكويت وما جرى وما يجري فيها. فكل ما يتحدث به بعض الناس، وليس بالضرورة عموم الناس، ينقلونه في تقارير الى وزارة الخارجية الاميركية بغض النظر عن دقته وصحته،
وإلا فما معنى نشر خبر عن سحب الخرافي لمبلغ ستة ملايين دينار من احد البنوك اثناء الحملة الانتخابية غير كلام سمعوه من ضمن ما قيل اثناء هذه الحملة وبعدها، ونحن نعرف جيدا ما يصاحب الحملات من اشاعات وادعاءات واتهامات لمن نجح وتبريرات لمن لم يوفق، كما حدث مع ما تم نشره ع‍لى لساني زوراً وبهتاناً بحق الاخوين الفاضلين النائبين ضيف الله بورمية ومحمد الفجي؟ ولعل آخر صرعات «ويكيليكس» ما ذكرته عن شخصية سمو ولي العهد، ونحن نعلم في الكويت اكثر من غيرنا مدى حب الكويتيين لهذا الرجل واحترامهم له، لكنهم نشروا ما سمعوا وما لم يسمعوا في كثير من الاحوال. الآن فقط عرفنا انها وثائق تنشر كل ما يقال في الدواوين من محب ومن مبغض، من عاقل ومن مجنون، من دون التحقق من دقته او مدى واقعيته.

***
نعي فاضلين
فقد العالم الاسلامي في الاسبوع الماضي شيخين فاضلين كان لهما اثر بالغ في تأصيل مفاهيم اسلامية في المجتمع الاسلامي، وتركا ارثا كبيرا من العلم والفضل وهما الشيخان احمد بزيع الياسين وعبدالله العقيل، يرحمهما الله تعالى رحمة واسعة، وسيظل التاريخ يذكر لهما جهادهما في نشر الدعوة الاسلامية وتصحيح كثير من المفاهيم الخاطئة. تعازينا لذويهما وكل محب لهما ولعموم المسلمين.

مبارك الدويلة

الربيع العربي.. والنظام العالمي

بدأ الإعلام في بعض الدول الغربية يتحدث عن أحداث 2001/9/11 وما اعقبها من تداعيات. واغرب ما سمعت برنامج تلفزيوني يتحدث عن هذا الحدث من زاوية اخرى تختلف تماماً عما تناولته وكالات الأنباء العالمية وبرامج التلفزة!! يتحدث البرنامج عن افتراضية ان بن لادن ليس له علاقة بما حدث، وان ما حدث هو مخطط ماسوني لفرض نظام جديد على العالم (النظام العالمي الجديد) عن طريق هيمنة اميركا على العالم وفرض هذا النظام من خلال هذه الهيمنة. لقد ذهب التحليل بعيداً عندما اجرى مقابلات مع من كانوا في موقع الحدث، الذين اكدوا ان البرج الثاني سقط بتفجير عبوات ناسفة في اسفله!! ويتحدثون عن مقابلة بن لادن ـــ الذي دخل المستشفى الاميركي في دبي يوم 2001/7/4 ـــ مع وفد من سي. أي. ايه الذي زاره في المستشفى، كما يتحدثون عن سبب عدم اعلان بن لادن مسؤوليته مباشرة بعد الحدث بل تأخر أسابيع، كما يتحدثون عن طائرة بنسلفانيا وينكرون وجودها، ويتساءلون عن سبب عدم تصويرها بعد سقوطها، وان كان البرنامج يرجح انه تم اسقاط طائرة بمن فيها من دون ان يكون عليها أحد من المخربين وإلا اين الصندوق الاسود وما هي نتائج التحريات؟!
برنامج غريب يعيد الزمن الى المربع الأول.. قد يكون سخيفاً وقد يكون هراء، لكن مما لا شك فيه ان الاطلاع عليه يفيد وقد لا يضر ولمن يريد المزيد يرجع الى «اليوتيوب» ففيه اكثر من البرنامج التلفزيوني الذي رأيت، وعنوان البرنامج «الماسونية الحرة ــــ النظام العالمي الجديد»: FREE MASON ــــ NEW WORLD ORDER.
> ملحوظة: لو كان ما قيل حقيقة وأن اميركا ارادت السيطرة على العالم من خلال هذا النظام الجديد، فاعتقد ان الربيع العربي افشل هذا المخطط، وأكد ان اميركا هي الخاسر الاكبر من هذا النظام وما ترتب عليه من استحقاقات.

***
تصريح بشأن نتائج قبول اكاديمية سعد العبدالله يجب ألا يمر مرور الكرام، فهو مملوء بالرائحة المنتنة التي تفسد الوحدة الوطنية التي يدعو إليها بالنازلة والطالعة، ويؤكد على نظرة ضيقة تحرمه من أن يرى الصورة الكاملة بأبعادها الحقيقية.. إنها الفتنة الطائفية.. لعن الله من أيقظها!

***
ختاماً: في كل الأحوال.. صدقت الروايات أم كذبت.. تظل الكونفدرالية بين دول الخليج العربي أمل الكويت في استقرارها وأمنها.. والحافظ الله.

مبارك الدويلة

المواقف تأتي بالملايين

أجمل تعليق قرأته على موضوع ملايين الدنانير الموجودة في حسابات بعض النواب جاءني من السفير جمال النصافي «.. فإن صدقت هذه الاحاديث فهل سيُصدّ.ق اهلنا ما كنا نُحذّ.ر منه دائما ان من يقوم بشراء اصواتهم في الانتخابات ما هو الا سمسار كبير يبيع مصالحهم وقضاياهم بسعر اعلى ولمن يدفع اكثر! ولو تُر.كَ الامر له لباع الجمل بما حمل!». ويستمر في تعليقه «.. ما الذي يمنع هذا النائب او ذاك من ان يبيع بلاده بثمن لمن يدفع اكثر؟!».
احد الظرفاء له نظرة للموضوع من زاوية اخرى عندما لاحظ انتشار ظاهرة شكر نواب الخدمات على ما يقدمونه لناخبيهم من علاج بالخارج على حساب الحكومة او اختيارهم ضمن المقبولين في الكليات العسكرية، فقال: هل لاحظتم ان هذه الظاهرة تنتشر بعد كل استجواب؟! يعني ان الموقف المعلن مع الحكومة له مقابل خدمات غير عادلة، وقد تكون غير قانونية لمن يختارهم نواب الخدمات!

«حماس وسوريا وإيران»
نشرت الصحف السعودية خبراً مفاده ان ايران قررت اعادة النظر في دعمها المادي الى حركة حماس الفلسطينية عقابا لها، بسبب تقاعسها عن تأييد نظام بشار الاسد في سوريا!
ومع ان المنصف والعاقل يعذر «حماس» على سكوتها الخجول او تأييدها المتواضع ـــ لو حدث ذلك ـــ الا ان «حماس»، التي يحتضن النظام السوري مكتبها السياسي وقيادتها السياسية بعد ان اعتذرت معظم الدول العربية عن استقبالهما، رفضت الرضوخ لضغوط التأييد وخاطرت بمستقبلها السياسي من اجل المبدأ، وهذا دليل على اصالة منهجها ووضوح رؤيتها. وهنا نؤكد ما ذكرناه في هذه الزاوية من قبل من اهمية ان تحل دول الخليج محل ايران وسوريا في دعم «حماس» حت‍ى لا نعطي لخصوم الخليج والعرب موطئ قدم في خاصرة الوطن الكبير! عندما تدفع ايران 60 مليون دولار رواتب للموظفين في غزة، وتحتضن دمشق قيادتها السياسية، فهنا نعذر «حماس» عندما تراعي مصالحها مع هذين النظامين! صحيح انه تبين الآن ان هذين النظامين عدوين للامة، وان مبادئهما مرتكزة على الطائفية، لذلك اتخذت هذا الموقف، الذي اسميه «انتحاري»، ما لم تبادر دول الخليج بان تحل محل هذين النظامين في دعم «حماس»، خصوصا في مرحلة المصالحة بين «حماس» و«فتح» هذه الايام.
< يؤسفني انني لا اتعامل بالتويتر ولا اعرف طريقه، لكن فوجئت بمن يخبرني ان احدهم فتح حسابا ـــ هكذا ـــ باسمي ووضع فيه مادة! لذلك اقتضى التنويه الى انكاري لهذا التزوير الذي لا اجد له سببا حتى الآن.

مبارك الدويلة

سماحته.. والإسلام السياسي

قال سماحته في آخر تصريحاته العنترية «إذا سقط بشار الأسد فإن الإسلام السياسي هو البديل الذي سيحل محله وسيكوي بناره جميع دول المنطقة!»، في محاولة عبثية لتخويف الأنظمة العربية المتبقية من سقوط نظام البعث العلوي.
سيد.. معمم.. درس في قم.. ويدّعي أن جده رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ومع هذا يحذّر الحكام العرب من الإسلام السياسي الذي سيحكم سوريا إذا سقط نظام الأسد! لم أسمع لهذا السيد أي تحذير لهؤلاء الحكام عندما ثارت طائفة في البحرين ترفع شعارا إسلاميا ولافتات دينية وتدعو لإسقاط حكم آل خليفة! انقطع لسانه في تلك الفترة ولم يلهث إلاّ عندما دخلت جيوش درع الجزيرة لحفظ الأمن في تلك الدولة الصغيرة العضو في مجلس التعاون الخليجي، عندها أزبد وأرعد ودعا بالويل والثبور وعظائم الأمور اذا شاركت الكويت في هذه القوات أو التزمت باتفاقيات مجلس التعاون. كما أنني أستغرب، كيف يحذر من الإسلام السياسي وهو تلميذ النظام في إيران! إلاّ إذا كان الإسلام الإيراني إسلام دراويش لا علاقة له بالسياسة!

تحجيم العمل الخيري
خصوم العمل الخيري في الكويت صنفان:
الصنف الأول هم بعض العلمانيين الذين يرون في هذا العمل شكلا من أشكال التضامن الإسلامي والتكافل الاجتماعي ورافدا لتحسين أحوال فقراء المسلمين الذين سيزيد تمسكهم بدينهم عندما تصلهم هذه المعونات من إخوانهم في الله، وهذا طبعا لا يروق لهؤلاء العلمانيين ولا ينسجم مع مبادئهم التي تعتبر الدين أفيون الشعوب!
صنف آخر يحارب العمل الخيري، لأنه لا يستفيد منه شيئاً لا هو ولا طائفته، كما أن تحجيم هذا العمل لا يضره بشيء، لأن جماعته لن تتأثر بهذا التقييد، حيث إنهم يجمعون تبرعاتهم في أماكن خاصة لهم لا تخضع لرقابة وزارة الشؤون، ولأن مراكزهم الدينية لا تخضع لرقابة وزارة الأوقاف، ناهيك عن أن أرباعهم وأخماسهم ترسل لدولة مجاورة من دون أن يجرؤ أحد على مساءلتهم من أين هذه الأموال؟ والى اين تذهب؟!
صحيح نجحت حملتهم في تحجيم عمل الخير للفقراء.. وكل يوم يشوهون صورة العمل الخيري الناصعة، واستغلوا أبشع استغلال الحملة الدولية على الإرهاب، لكن يظل السؤال المحيّر: من يجرؤ على مطالبتهم بإخضاع تبرعاتهم لرقابة الدولة؟! ومنا إلى وزيري الشؤون والأوقاف.

مبارك الدويلة

الفرصة الأخيرة

القلم الصحفي يدل على شخصية صاحبه وليس فقط على فكره وخطه السياسي، ومن خلال هذا القلم ندرك ان كان هذا الكاتب يعاني ظروفا اجتماعية قاهرة أو مشاكل نفسية متوترة أو غيرها.
لكن بعض الأقلام تدرك أن وراءها أشخاصا أعمى الله بصيرتهم وطمس على قلوبهم من شدة حقدهم الدفين على الإسلام وكل ما يتعلق به من عبادات وعادات ومنتمين. ان أعمى القلب هذا فتك الحقد في شرايينه، وتشربه قلبه، وأصبح خصما لكل شيء ينتمي إلى هذا الدين!! فإن وجد مسلماً ملتزماً شكلاً كره رؤيته، وان سمع طرحاً أو رأياً من منطلق ديني عارضه وسخر منه، بل انه يحمّل الدين كل مشاكله ويلقي بمآسيه وتخلفه على وجود متدينين بالقرب منه.
آخر هذه الشطحات من عميان البصيرة عندما طرح أحدهم طرحاً غريباً في إحدى المقالات تعليقاً على الأزمة الاقتصادية ومحاولة سمو الأمير معالجتها بدعم تشكيل لجنة خاصة بتداعياتها وآثارها، حيث قال ان المشكلة ليست في الاقتصاد والبذخ في الصرف، بل المشكلة اجتماعية وتتمثل في وجود جماعات التخلف الديني!! اذاً هو يريد ان يمسح من أسماهم بجماعات التخلف الديني من الوجود، مع أنه يعيش بعيداً عنهم بآلاف الأميال، الا ان عمى البصيرة جعله يتخيل انهم يجثمون على صدره.
يذكرني هذا المتطرف في الطرح بآخر لا يقل عنه في تطرفه من ممارسة الحقد والكراهية للدين والمنتمين إليه، حيث انه يكتب دائماً لتذكير الناس ان سبب تعطيل التنمية في الكويت وجود إسلاميين في معظم مرافق الدولة وأنماط الحياة، وبسبب وجود عادات وتقاليد ومواريث دينية!!
ولن أتجنى عندما أقول ان أحد هؤلاء قال في إحدى زواياه ان كثرة الغبار في الكويت هذه الأيام نتيجة كثرة وجود ملتحين في شوارع الكويت!! هكذا.
أنا أعلم جيداً ان العاقبة لهذا الدين وأتباعه«وإن جندنا لهم الغالبون»، وأعلم كذلك ان كثرة أهل الباطل في هذا الزمان ليست دليلاً على صحة باطلهم «وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله»، وأدرك جيداً ان الهداية من الله وانه سبحانه غير عاجز عن جعل كل من على هذه الأرض مسلمين ملتزمين «ولو شاء الله لهدى الناس جميعا»، ولكنه الابتلاء في الدنيا «فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين»، ومؤمن بأن من يضحك علينا اليوم ويسخر من عاداتنا وتقاليدنا سيأتي اليوم الذي نضحك عليه «فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون»، وأعلم انه سيأتي اليوم الذي يدركون فيه ان من كانوا يظنون انهم من الأشرار هم في الحقيقة من الأخيار «وَقَالُوا مَا لَنَا لا نَرَى ر.جَالا كُنَّا نَعُدُّهُم مّ.نَ الأشْرَار. * أَتَّخَذْنَاهُمْ س.خْر.يًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الأَبْصَارُ * إ.نَّ ذَل.كَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْل. النَّار.» صدق الله العظيم.
نعلم كل ذلك، لكننا نعطف عليهم لان منهم الكثير ممن تربطنا بهم قرابة وصحبة وجيرة!
ونتمنى لهم ان يهديهم الله قبل فوات الأوان، وها هي العشر الأواخر تطل علينا عل وعسى ان فيها عبرة وفرصة قد تكون لبعضنا ولبعضهم أخيرة!!