مبارك الدويلة

قراءة هادئة في النتائج

قلنا اكثر من مرة.. إن لكل فعل ردة فعل معاكسة.. وهذا ما حصل في الانتخابات الاخيرة.. حيث كان الهجوم على التيار الاسلامي واضحا من قبل بعض وسائل الاعلام وبشكل غير مبرر وبعيد عن الواقعية، حتى وصل الفجور في الخصومة الى اتهام بالتخطيط لقلب نظام الحكم!! فجاءت رسالة الناخب الى خصوم هذا التيار بهذه النتائج، وبالعكس فاحراق خيمة احد المرشحين ومحاولة «تذكية» شبيهه في احدى القنوات وتكسيرها جاءتا بنتائج عكسية كذلك!!.
الربيع العربي وصل الى الكويت.. لكن بطريقة كويتية.. هادئة.. سلمية.. قانونية..!! قال الشعب الكويتي كلمته.. انه مؤيد وداعم للتيار الاسلامي مهما قيل عنه ما قيل.. وانه ضد التيار العلماني الليبرالي مهما تزين وتزلف وحسّن صورته اعلاميا. فقد اثبتت الايام ان المعارضة مطلوبة في المجلس القادم لتوقف سيل الفساد الجارف والمدعوم من حكومة سابقة ونواب سابقين، لكن هذه المعارضة مطلوبة من تيار ذي معدن اصيل نقي طاهر لم يدنسّ.. معارضته متزنة.. هادئة.. بعيدة عن الحناجر العالية ولكن دون تهاون مع الباطل.. مطلوب معارضة توقف التطرف الطائفي الذي يريد ان تكون الكويت بحرين ثانية!! ويريد ان ينتزع الكويت من جسد مجلس التعاون الخليجي ليلقيها في احضان ضفاف الخليج الشرقية!! مطلوب معارضة لا يمكن الاستحواذ عليها بمنصب وزاري او مناقصة او معاملة علاج في الخارج، مطلوب معارضة تجتمع لتحديد اولويات شعب اختارها.. وتسعى لتمرير هذه الاولويات بهدوء تحت قبة البرلمان من دون صراخ او تأزيم او اضاعة وقت المجلس دون انجاز!!.
اليوم خصوم الديموقراطية يراهنون على فشل هذا المجلس.. لانهم لا يرون ديموقراطية الا بوجودهم وسيطرتهم على مجريات اللعبة الديموقراطية، وهؤلاء الخصوم لا يرون ديموقراطية الا اذا جاءت نتائجها وفقا لمصالحهم.. وإلا فإنها مزيفة او ناقصة!!، وهكذا هم يدعون الديموقراطية وهم ابعد ما يكون عنها في الممارسة والواقع.
ولعل من اهم نتائج الانتخابات غياب المرأة!! واريد ان اؤكد ان سبب غيابها هو الاداء الذي كان دون طموحات المؤيدين لها في المجلس السابق.. كذلك لم يحقق تواجد المرأة في المجلس ما قيل عنه قبل منحها الحقوق السياسية من انها ستساهم في تحسين اداء المجلس، بل تاهت المرأة بين صرخات الرجال وتحركاتهم.. وان تكلمت احداهن قالت «لا تسيسوا السياسة!!»، كذلك لا يمكن ان ننكر ان البدائل بين المرشحات لم تكن بالمستوى الذي يحقق طموحات الناخبين المؤيدين للمرأة!! حتى الاخت ذكرى الرشيدي، التي كان مؤيدوها يتأملون منها تحقيق انجاز في هذه الانتخابات، لم تحسن التكتيك عندما افتتحت مقرها في الفروانية باستضافة بعض من استضافتهم مما كان صدمة للحضور وافقدها الكثير من رصيدها، ولعل توصية الزميل عبداللطيف الدعيج في مقاله يوم الانتخاب، على التصويت لها كان الضربة القاضية!!.
ولا ننسى احد الزملاء الذي يكتب عموده في احدى الصحف، وكان يذكر قراءه دوماً بتصويت بعض النواب ضد اعطاء المرأة حقوقها السياسية ويطالب المرأة بمعاقبتهم.. بس يا خسارة العقاب صار للمرأة وهم نجحوا!!.

مبارك الدويلة

«لكل فعل.. ردة فعل»

التطرف.. يولد تطرفاً آخر..
هذا ما حدث أمس في العديلية.. وهذا ما كنا نحذّ.ر منه الناس.. فوجود مرشحي الفتنة ومثيري النعرات هدفه تخريب الديموقراطية وتشويه الممارسة.
صحيح انني لم ارغب في ردة فعل المرشح الوسمي العنيفة والاستفزازية، لكن عندما تسمع ما قاله البادئ بالاعتداء اللفظي لا تملك إلا ان تتوقع ردة فعل الوسمي وغيره.
كذلك لم نرغب في الاعتداء ع‍لى المرافق والأملاك العامة او الخاصة وحرقها، لكن كلنا نعرف قبيلة مطير منذ نشأة هذه الدولة.. وعشنا معهم بحب واحترام وسلام، ولم نرَ منهم الا كل تصرف ايجابي لبناء هذه الدولة، لكن ما بدأ به مرشح العديلية كان كافياً لتحريك جبال من الصخور، فكيف بضمائر ناس شعروا بالإهانة وجرح كرامتهم؟!
أتمنى ان نتجاوز هذه الفتنة، خصوصاً اننا مقبلون على انتخابات مهمة، وألا نعطي الفرصة لخصوم الكويت، خصوم الديموقراطية، لتحقيق اهدافهم الدفينة. أما مرشحكم الدكتور عبيد الوسمي فستكون هذه خيرة له.. وسيتربع على عرش النتائج وع‍لى كبد مرشح العيديلة الذي ستكون هذه الحادثة خزياً له بعد أن تأكد الناس من هدفه من وراء ترشحه.
اتركوا الامر بيد السلطات الامنية والقضائية تقتص لكم يا ابناء الكويت.. فلو كل واحد ظُل.م أخذ حقه بيده لضاع البلد وضعنا وياه.
كذلك اتركوا الناخبين يردوا لكم اعتباركم يوم غد.. وإنّ غداً لناظره قريب.

***

سيد قطب
كتب زميل مقالاً، نقلاً عن جريدة الشرق الاوسط، ينقل كاتبه مقالاً لسيد قطب ــــ رحمه الله ــــ كتبه في عام 1951 يتحدث فيه عن حفلة أقامها من حضر للصلاة في الكنيسة في اميركا.
ومعروف ان سيد قطب ــــ عليه رحمة الله ــــ كان أديباً ومفكراً في أول مراحل عمره، وكان قد عاش فترة في اميركا عندما شاهد الناس هناك يخرجون في تظاهرات ابتهاجا بمقتل الشهيد الامام حسن البنا ــــ عليه رحمة الله. وبعدها بدأ يتابع نشاط «الاخوان المسلمين» الى ان تأثر بهم في نهاية الخمسينات وتحول الى مفكر اسلامي. واليك بعضا مما كتب او قيل عنه قبل موته في 1965: جاءه ممثل النيابة يطلب منه ان يكتب كلاماً فيه اعتذار للرئيس ــــ آنذاك ــــ عبدالناصر حتى يصدر عفواً عنه! فقال: «ان اصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة ليرفض ان يكتب حرفاً واحداً يمليه عليه حكم طاغية».
هذا سيد، وهذه أقواله وأفعاله.. اسأل الله ان يجمعني معه في مستقر رحمته.. وان يجمع سمية مع صاحبها في الآخرة!

مبارك الدويلة

“كما تكونوا.. يولّى عليكم”

مع نهاية هذا الأسبوع يكون الشعب الكويتي قد أجاب عن السؤال الكبير: هل نحن شعب يستحق الديموقراطية؟!
المجلس المقبل ــــ كغيره من المجالس السابقة ــــ يثبت مدى جديتنا في ممارسة الديموقراطية، قولاً وفعلاً. فإن جاء اختيارنا منبثقا عن قناعاتنا فهو مجلس يمثل الأمة.. وان كان الاختيار بعيداً عن هذه القناعات، وانما جاء كردات أفعال، وتحديات، واحيانا شرهات ونخوات، فهو مجلس سيكون أول من يتحلطم على أدائه هم من اختاره وصوّت لأعضائه.
الرشوة ــــ بكل أشكالها ــــ ضاربة أطنابها في ساحات المقرات الانتخابية، وأجهزة الإعلام الفاسد دفعت لها أموال لم تدفع في أي انتخابات سابقة، فقط لتزيين صورة مرشحي حزب الفساد! والأخطر من كل ذلك ما يتداوله البعض ان الأيدي التي تدفع إلى هؤلاء وصلت إلى بعض مراكز رصد توجهات الناخبين المسماة «الاستبيانات»! خصوصا تلك التي لها سمعة طيبة في الانتخابات السابقة، كل ذلك من أجل الدفع بمرشحي حزب الفساد الى الواجهة لتخريب الممارسة وتعطيل العملية الديموقراطية برمتها!

•••
قيل ان الشيخ فؤاد الرفاعي أحيل إلى النيابة بسبب كتابه عن الديموقراطية! ومع اختلافي معه في كثير مما ورد في كتابه، غير ان ما نشره لا يرقى الى المساءلة القضائية! فهو لم يتعرض إلى أشخاص بعينهم، كما لم يتعرض لتقويض نظام الحكم، بل قال رأيا قديماً قاله قبله الكثير من سلف الأمة وهو أمر اجتهادي فيه اكثر من رأي. فإن كانت حرية الرأي مكفولة فلا بد من توضيح حدود هذه الحرية! كثير من الكتاب بل والمرشحين اليوم قالوا وكتبوا كلاما يندرج تحت هذه الحالات، ومع هذا لم تتم احالتهم الى النيابة، ولعل آخرهم هذا المفتن الذي دعا الى شرب الخمر جهاراً نهاراً في احدى وسائل الإعلام الفاسد، ومع هذا لم تحرك «الداخلية» ساكناً، ولا ذاك المرشح الذي تعهد بلبس الحزام الناسف!

•••
الزميل مرزوق الحربي كتب في «الوطن» مقالاً استغرب فيه هذا الهجوم غير المبرر على «حدس» في هذه الانتخابات.. ورصد حالة EX-HADAS، إي «حدسي» سابق! وللتوضيح فإن «حدس» حركة سياسية دعوية.. ففي البدايات يتصل بها الآلاف من الشباب المؤيدين.. وبعد مرحلة من الزمن يتبقى منهم جزء ويبتعد الآخرون لأسباب في غالبها اجتماعية. لذلك تجد كثيرا من الناس في هذا المجتمع الصغير كان لهم علاقة سابقة مع «حدس» في مرحلة من مراحل عمرهم. فان سمعنا مرشحا يقول كنت معهم والآن لا.. فلا نستغرب ولا نعتقد ان هذا تهرب وتبرؤ من «حدس» بل هو واقع صحيح.

•••
مرشح في «الثالثة» قال في آخر لقاء انه يؤيد فرض الضريبة على الشعب ويؤيد الاحزاب، واتمنى ان يكون قد ذكر ذلك في لقائه مع جمهوره مساء السبت.

مبارك الدويلة

«الجابرية.. والحسّ الوطني»

عندما تكون ناخباً في إحدى الدوائر الانتخابية.. ويكون واحد من المرشحين أو أكثر في دائرتك يتبنى فكراً لا يتناسب وتوجهاتك، وخطاً سياسياً لا تتوافق معه.. فانك لا تتبنى هذا المرشح، وبالطبع لا تصوّت له. عند هذا الحد الأمور طبيعية. لكن عندما تعلن رفضك لمنهج هذا المرشح، ثم، وكردة فعل، تتبنى مرشحاً مناوئاً له من دون أن يكون قريباً منك، وتدعم مرشحاً على النقيض منه من دون أن يكون مقنعاً لك، فقط لأنه على خلاف واضح مع الأول.. فهذا يسمى عناداً وسوء اختيار. هذا ما يحدث بالضبط مع بعض المجاميع من مكونات المجتمع الكويتي!
لأنَّ المرشّح الفلاني اسلامي.. متشدد.. وهّابي..! فهم، كردة فعل، عندهم استعداد لتبني مرشح عبثي.. سيئ الطرح.. تحيطه الشبهات من كل مكان! وعندما تسأل أحدهم عن السبب يقول لك «يا أخي شوف التطرف والتأزيم عند ربعكم؟! يا أخي ما يفيد فيكم إلا فلان مع سوئه ورداءة مسلكه»! والنتيجة ضياع للوطن.. بعد ضياع الممارسة الديموقراطية.
قد نكون، أو يكون ربعنا سيئين في نظر صاحبنا، لكن الساحة ممتلئة بمن هو صالح أو أقل سوءا وفقا لمقاييسه! فلماذا يعاند نفسه.. ويعاند وطنه ومستقبله.. وينتخب أولئك الذين اجمع الناس على سوئهم؟! انه عندما يعاند «حدس» أو «السلف» أو «الشعبي» أو حتى «الوطني».. فليس من اللائق ان يعاند وطنه ومستقبل أجياله.. فلتذهب «حدس» و«الشعبي» إلى الجحيم.. لكن حرام اضيّع الوطن من أجل ردة فعل والساحة ممتلئة بالبدائل الجيدة!
هذا الخطاب أوجهه إلى اخوة لنا.. كويتيين مثلنا.. تجمعنا معهم مصلحة الوطن.. وحبه.. والحرص عليه.. ونوابهم دعموا الحكومة في الفترة السابقة.. بزينها وشينها.. فياليت ان نتعلم جميعا من التجارب السابقة ونعمل على تبني ما نعتقد انه لمصلحة الكويت.. والكويت فقط بكل تجرد.
•••
• بيان ما سمي «دواوين الكويت».. مع تحفظنا على مضمونه.. إلا ان التوقيع عليه باسماء الدواوين يعطيه مصداقية وشرعية.. صحيح انني ما كنت اتمنى ان يصدر في هذا التوقيت، لانه كان واضحا ضد خط المعارضة السابقة.. والخوف ان يكون البديل هو الاتجاه المعاكس او هكذا يفهم منه، ولولا وجود بعض الاسماء، الذين نكن لهم كل احترام وتقدير، خصوصاً صاحب الديوان الذي صدر منه، لقلنا انه توجه حكومي للدفع ببعض المرشحين الموالين، لكنني اعرف جيدا ان عهد جابر المبارك هو عهد جديد ونهج جديد في التعامل مع القوى السياسية والمعارضة السياسية، لذلك اتمنى ألا يفهم هذا البيان بشكل خاطئ حتى وان تم اخراجه بشكل خاطئ!
•••
• عبدالرحمن العنجري.. مرشح مميز.. ونائب سابق من النوع الفريد.. بدأ مشواره النيابي عضواً في التكتل الوطني وبعد فترة قصيرة ادرك ان الحق أحق بالاتباع، وإن خالف رغباته.. فاتجه لدعم القضايا الشعبية والوطنية التي تبنتها كتلة «التنمية والاصلاح» و«التكتل الشعبي».. حاربه اصدقاؤه.. وصمد في مواقفه مفضلا قناعاته على مصالحه.. اليوم تتم معاقبته من تياره القديم.. فهل تتم مكافأته من التيارات التي تبنى مواقفها.. أم يخسر الاثنين؟!

مبارك الدويلة

مُو مِنْ رَبعنا

مشكلة الجماعات السياسية أن عامة الناس لا يدركون أهمية الانضباط والالتزام في أداء المنتمين لها، حيث ان ما يميز الجماعات بعضها عن بعض هو هذا الانضباط بين الافراد.
والحركة الدستورية الاسلامية احدى هذه الجماعات التي تتميز بحرصها على التزام أفرادها بأبجديات العمل ومستلزماته. لكن لكل قاعدة شواذ! فأحياناً تضطر الجماعة أو الحزب أو التكتل الى تطبيق ضوابط على بعض قياداته، ولو ادى ذلك الى فصله من هذا التنظيم أو هذا الحزب، كما حدث مع د. اسماعيل الشطي ود. محمد البصيري في الحركة الدستورية الاسلامية، وهما كانا من القيادات التي لها شأن في وقتها الا ان ذلك لم يشفع لهما عندما رأيا رأياً بخلاف مبدأ اتخذته الجماعة واعتمدته.
اليوم تبدأ الحملة الانتخابية بعد ان اعتمدت الحركة الدستورية أسماء مرشحيها لهذه المنافسة الديموقراطية، وبعد أن أعلنت هذه الأسماء، نُفاجأ كما فُوجئ معنا الآخرون بأسماء من داخل الحركة تذهب الى ادارة الانتخابات وتسجل ترشحها، مما اوقع الحركة في حرج شديد أمام مؤيديها وخصومها على حد سواء. طبعا لم يكن هناك بُد من مطالبتهم بالعدول عن هذه الخطوة، خاصة انهم طلبوا في فترة سابقة الاذن بالترشح، لكن آلية الاختيار التي طبقت استبعدتهم من الترشح واختارت غيرهم. لذلك، اصبح الالتزام بالقرار أمراً حتمياً، وإلا لما كان لهذا الكيان أي تأثير واعتبار لدى الاخرين. اليوم تواجه «حدس» هذه الظاهرة في الدائرة الثانية بشكل واضح، وأريد أن أؤكد ان الحركة لن تقبل من الأفراد مهما كانت مبرراتهم إحراجها والتشكيك في مصداقيتها عند الاخرين! لذلك كان قرار «حدس» لهؤلاء ان لا دعم ولا تأييد ولا تعاون، خصوصاً ان نزولهم أفقد الحركة ورقة التفاوض الانتخابي مع القوى الاخرى بالدائرة!
ولئن قالت الحركة عن اسماعيل الشطي والبصيري انهما «مو من ربعنا»، حيث تم فصلهما لاحقا، فمن باب اولى ان تقول الشيء نفسه عن هؤلاء الخارجين عن خط الجماعة لكن من يصدق؟!
***
• التزم بعض النواب السابقين بتعهداته باحترام القانون وعدم دخوله في الانتخابات الفرعية، الا ان الاطراف المقابلة لم تلتزم بتعهداتها بمحاربة الرشوة وشراء الضمائر!
***
• بعض المرشحين يفتخر بمواقفه في مجلس الامة! «ولو نقبت وبحثت وفليت مواقفه فلي ما لقيت ولا موقف يشرف صاحبه»، حيث كان انبطاحياً بزاوية مستقيمة طوال عضويته!
***
• مرشح عليه 35 قضية ومعظمها مخلة بالشرف والامانة.. وينك يا شفافية!

مبارك الدويلة

«حدس» في عيون الآخرين

لا تخلو صحيفة ـــ يومياً ـــ من مقال يتحدث عن الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) بالنقد أو التقييم وبالحق أو بالباطل. ويكثر الحديث عنها هذه الأيام في موسم الانتخابات، وبالاخص من خصوم الحركة، في محاولة لتشويه صورة مرشحيها، وعرقلة وصولهم إلى البرلمان. ونحن في الحركة الدستورية الاسلامية لا ننزعج من النقد البناء والتقييم الموضوعي، فنحن ندرك ـــ قبل غيرنا ـــ اننا بشر، نصيب ونخطئ. لكنَّ ما يحزّ في انفسنا هو تعمّد الكذب والافتراء على الحركة وتلفيق المعلومات المغلوطة والتفسير غير المنطقي للاحداث.
فتارة نسمع أن الحركة متهمة بولائها للحكومة وتعاونها معها ضد الشعب! وفي الوقت الزمني نفسه نقرأ لمن يتهم الحركة بأنها وراء التأزيم وإثارة الناس وتحريك الشارع ضد الحكومة، وبين هذا وذاك نسمع من يقول ان الحركة تسعى إلى الاستيلاء على الحكم!
بصراحة لم ننزعج من بعض هذه الاقلام النكرة، التي تريد أن ترقى سلم الشهرة على حساب الحركة وإنجازاتها وأدائها المتزن، لكن عتبنا على من يُطلَق عليهم حكماء وعقلاء من التيارات الاخرى، الذين يفترض ان يكون نقدهم لنا موضوعياً ومنطقياً بعيداً عن اللاواقعية والتحيّز الحزبي!
آخر هذه الصرخات ما أثير أخيراً عن جمعية الشفافية وارتباطها بالحركة الدستورية الاسلامية! وانهالت علينا عشرات المقالات تكتب منتقدة تكليف «الشفافية» بمراقبة الانتخابات، كونها تابعة للحركة! وقد نعذر بعض من كتب لمعرفتنا بان مراقبة الانتخابات ونزاهتها تضران بمصالحه وتؤرقان مسامعه. لكنّ أسلوب اتهام الحركة بالطالعة والنازلة أمر غريب حقيقة! اطلاع سريع على اعضاء مجلس ادارة هذه الجمعية يبين لنا مدى الافتراء عليها وعلى الحركة: صلاح الغزالي ــــ عبدالإله معرفي ــــ صلاح الحميضي ــــ سلمى العيسى ــــ صلاح الدين طعمة ــــ فيصل الفهد ــــ رياض يوسف فرس.. أين ارتباط الجمعية بالحركة الدستورية الاسلامية؟!
قيل إن صلاح الغزالي كان رئيساً لــ «الائتلافية»! ومع انه لم يكن رئيساً لــ «الائتلافية» في يوم من الأيام فاننا ايضاً نعرف أن «الائتلافية» قائمة تضم عناصر من الطلبة لا يلزم ارتباطهم التنظيمي بالحركة، بل يلزم ان يكونوا ذوي توجه اسلامي معتدل يتفق والفكر العام لفهم الاسلام. وعلى العموم نؤكد ان السيد الفاضل صلاح الغزالي غير مرتبط بالحركة لا من قريب ولا من بعيد.
وذكروا الاخت الفاضلة سلمى العيسى، ونؤكد انها منذ فترة ليست قصيرة غير مرتبطة بالحركة. ثم لماذا الخوف من وجود عناصر من الحركة في رقابة الانتخابات؟! أعضاء مجلس الادارة يمثلون مختلف التوجهات فلماذا الحركة بالذات؟! على العموم نطمئن المرجفين في المدينة أن الحركة غير ممثلة في الجمعية. فقط للعلم، جمعية الصحافيين وجمعية المحامين ايضاً مكلفتان بمراقبة الانتخابات فلماذا السكوت عن توجهات أصحابهما؟ «ولا بس» الحركة تحت المجهر؟!
آخر ما سمعت بالأمس مقابلة تلفزيونية مع أحد المرشحين يقول ان الحركة الدستورية ووزير خارجية قطر هما وراء التأزيم في الكويت ووقف قطار التنمية!
المذيع كان ذكيا «شوي» وطلب امثلة، فضرب امثلة عدة عن اداء السيد أحمد السعدون والسيد مسلم البراك وتسببهما في التأزيم!
«تصدق توني ادري انهما من الحركة!».

•••
• نداء إلى وزير الداخلية:
أهالي اشبيلية والرحاب يستنجدون بالأجهزة الأمنية لانقاذهم من لصوص «الضحى من النهار»، حيث ان سرقة البيوت تتم في وضح النهار عندما لا يوجد في البيت إلا الخدم!
هذا النداء وجه إلى الوزير قبل ثلاث سنوات! يعني أيام سلفه!

مبارك الدويلة

أعداء الوحدة الخليجية

قرار مؤتمر القمة الخليجية الأخير، الذي تحدث عن «الوحدة الخليجية» أو الانتقال من التعاون الى الاتحاد، هو قرار وافق طموحات شعوب هذه الدول، خصوصا الكويت والبحرين وقطر، التي تتعرض يوميا لتهديدات فارسية وعراقية! هذا القرار كان واضحاً منذ يومه الأول، وهو التحول الكونفدرالي وليس الوحدة الشاملة أو الاندماجية. بمعنى أن الاتحاد مرتبط بالسياسات العامة كالخارجية والدفاعية والنفطية ووحدة النقد وجواز المرور. أما الشأن الداخلي فكل دولة تحكم نفسها بطريقتها الخاصة ودستورها الخاص، وهذا الكلام أعدناه في هذه الزاوية مرارا وتكرارا حتى لا يأتي أعداء الكويت ومحبو الخليج الفارسي ويتعلقون بخصوصية المجتمع الكويتي ودستوره لرفض هذه الوحدة التي تعيق تحقيق طموحات فارس والعراق!
ولم أستغرب تسارع تصاريح الرفض والتخويف من أتباع التوجهات الفارسية في الكويت، حيث أصدر وكيل الأطماع الفارسية بيانا ندّد فيه بهذه الخطوة واعتبرها مخالفة للدستور الكويتي (!!) وأن مثقفي الكويت يرفضونها، ونسي أو تناسى أن خمسمائة من مثقفي دول مجلس التعاون الست اجتمعوا قبل أشهر في البحرين وأسسوا منتدى وحدة الخليج والجزيرة العربية، وأن الأمين العام من دولة الكويت، وأن هذا المنتدى طالب هذه الحكومات بالنظر بجدية في الوحدة التي تحفظ أمن هذه الدول ووجودها في مقابل التهديدات المتلاحقة من الجيران وغير الجيران (لا بارك الله فيها من جيرة)!
إننا ندرك أننا في زمن «لا مكان اليوم للضعفاء»، وأن الدول الصغيرة ما لم تكن مستندة الى جيش قوي أو حليف قوي (ما يقطك على صخر) فإن مصيرها الفناء، وستكون أسيرة للتهديد والابتزاز من الأعداء!
نعم كبيرة للاتحاد الكونفدرالي بين دول مجلس التعاون.. فقد تعبنا ومللنا من ابتزاز الاشقاء والجيران.
•••
• التعامل الراقي الذي تحلى به طرفا النزاع بالأمس كان لافتا للنظر.. فـــ«البدون» الذين تجمعوا مطالبين بالالتفات الى أبسط حقوقهم.. وقوة الشرطة المنوط بها حفظ الأمن في منطقة التظاهر.. كلاهما كان راقيا وأعطى صورة مختلفة عن صدامات سابقة مشوهة للكويت والجو الديموقراطي الذي تعيشه! فشكرا كبيرة للطرفين.
•••
• بالمناسبة، أجد نفسي مضطراً الى الثناء على الأخ صالح عاشور (على غير العادة) لاقتراحه ومناشدته «الداخلية» والأخ الكبير صالح الفضالة، استعجال تجنيس الخمسة والثلاثين ألفا الذين أقر رئيس الجهاز بأحقيتهم في الجنسية ومعالجة البقية الباقية بأسلوب إنساني.. فشكرا كبيرة أخرى للأخ عاشور.
•••
• أخيرا، أتمنى من بعض المرشحين لمجلس الأمة المقبل أو من أعلن نيته بالترشح، أن يستمر الى نهاية المشوار ولا يتحجج بأي عذر للانسحاب، لأننا بصراحة ودنا نعرف حجم شعبية هؤلاء.. هذا إذا سمح لهم بالترشح!!

مبارك الدويلة

القسوة.. قاسية

حاولت أن أفهم مبررات استخدام العنف مع تظاهرات «البدون» ولم أفلح.. فأسلوب القوات الخاصة لم يكن له ما يبرره، وبيان وزارة الداخلية من ان «البدون» بدأوا بالعنف مع احد مسؤولي الوزارة وأصابوه.. كلام «ماخوذ خيره»، فلا يعقل ان يتجرأ مَنْ يريد حلاً لمشاكله، وهو أعزل، أن يبدأ بالهجوم على رجال القوات الخاصة المدججين بالهراوات والقنابل الغازية. وقد ذكّرني هذا البيان بأسلوب نظام بشار الأسد، الذي قال تعليقاً على المبادرة العربية إن المراقبين سيشاهدون المسلحين يقتلون الجيش السوري!
إن كل مَنْ شاهد أسلوب تعامل رجال الشرطة في تونس ومصر مع الشعب، وطريقة ضرب المواطنين العزّل، وهي مشاهد تكررت ـــ مع الاسف ـــ بالأمس في تيماء بالكويت، أقول إن مَنْ شاهد هذه المشاهد ليتحسر أن «ربعنا» في الكويت ما زالوا في غيّهم، ولم يستفيدوا بعد من تجارب الآخرين! يكفي ان قضية «البدون» تؤرّ.ق مضاجعنا في الكويت خوفاً من تدويلها وتحاشياً لتقارير المنظمات الدولية! ولكن مَنْ يهتم؟! فعمك «اصمخ» وما زال!
***
• مرشح جديد في الدائرة الثالثة ذكر في بيان ترشيحه أنه لن يقيم مقراً انتخابياً حتى لا يتسبب في زحمة بالشوارع! ذكّرني بالحفيتي الله يذكره بالخير.. كانت شوارع مشرف تتسكر من كثرة الراغبين في الوناسة عنده!
• مرشح جديد في الدائرة الثالثة اعلن في بيان ترشيحه انه يرجو من اقاربه في الدائرة ألا يصوتوا له إلا اذا كانوا يؤمنون بخطه ونهجه!
الله أعلم كم يبلغ عدد اقاربه في الكويت!

***
• دعاؤنا للدكتور عبد الرحمن الصميط، سفير العمل الخيري للكويت، وصاحب الايادي البيضاء، ان يشفيه الله ويعافيه مما اصابه.. آمين.

مبارك الدويلة

.. وتستمر نجاحات الإسلاميين

اكتساح الاسلاميين للانتخابات في أرجاء الأرض جاء كنتيجة طبيعية للظروف التي مرت بها الدول المقام فيها مثل هذه الانتخابات. فقد كشفت العقود الماضية فساد الفكر العلماني وزيفه، وعدم واقعية المفهوم اليساري، كما عرّت حقيقة الشعار القومي المتجرد! ناهيك عن ان الناس أرادوا مكافأة الفكر الاسلامي، الذي مع معاناته الطويلة من ظلم وبطش الأنظمة القمعية التي كانت تحكم تلك الشعوب، فإنه كان قريباً من الناس ومن معاناتهم وحاجاتهم، مما يؤكد صفاء معدنه وسموّ هدفه.
هذا مختصر مفيد لما يجري في مناطق الربيع العربي، ولم أكتشف على المستوى الشخصي ضحالة الفكر العلماني الخليجي أو خبثه أحياناً إلا عندما قرأت مقالات لبعض أو قل معظم رموزهم تعليقا على ما يحدث في تلك الديار، فقد استشاطوا غضبا وانفجروا حقدا على نتائج الانتخابات، وأراد الله عز وجل ان يظهر لنا كيف ان دعواهم وشعاراتهم للدفاع عن الحريات ما هي إلا بالونات هواء فارغة من أي رصيد واقعي! حتى ولو كان بعضهم يحمل الدفاع عن حقوق الإنسان في الكويت!
***
من أظرف ما سمعت من تعليقات الاخوان المسلمين على اتهامات خصومهم لهم، عندما قال أحد هؤلاء الخصوم انهم ـــ أي الاخوان ـــ استغلوا الدين لترويج أفكارهم! فهم يقدمون كسوة العيد للأسر المحتاجة وافطار الصائم للفقراء، ويديرون لجاناً خيرية من أموال المحسنين.. إلخ، فقال الاخ ردا عليهم: وغيرنا يروج أفكاره بنشر المخدرات والخمور والترغيب بممارسة المحرمات، واستغلال المرأة في جذب الأصوات! فكل له بضاعته، والمواطن يختار من يشاء!
***
ومن أسخف ما سمعت من شبهات العلمانيين، تعليقا على تلك النتائج، ان الاخوان سيهدمون الديموقراطية اذا وصلوا للحكم، وسيمنعون الكثير مما هو مسموح به اليوم مما سيؤثر في اقتصاد البلاد، وكأن اقتصاد مصر غير مدين بآلاف الملايين من الدولارات للدول الأجنبية، وكأن مصر غير مرهونة للمساعدات والهبات الخارجية بسبب السياسة المالية والاقتصادية الفاشلة!
ونقول لهؤلاء.. الحكم بعد المداولة.. هذا ليس عذراً لرفض نتائج الديموقراطية، التي يجب ان نتقبلها بحلوها ومرها، بالضبط كما كان الآخرون يتقبلون النتائج في سالف الأيام! الاخوان يدركون جيداً ان ظهرهم مكشوف، وان من أوصلهم اليوم للحكم قادر على ان يزيحهم منه غداً.
***
عندما كشفت القبس قضية الايداعات المليونية، لم نكن نتوقع ان الأمر بهذه الجدية وهذا الحجم، الى ان اصدرت النيابة قرارها بالافراج المؤقت عن هؤلاء المشتبه بهم بكفالة خمسة آلاف دينار، مما قد يؤكد تورطهم! لذلك نتمنى من المواطن الذي سيدلي بصوته غداً ان يختار من يظن انه سيمثله تمثيلاً حقيقياً، ويفتخر في المقبل من الأيام بانه اختار هذا النائب الحر النزيه، وليحذر ان يختار من يبيعه للشهوة والمصلحة بعد ان باع البلد والشرف!

مبارك الدويلة

التشاورية.. طوق النجاة للقبِّيضة

جاء حل مجلس الأمة صدمة لنواب الموالاة، الذين اتهم بعضهم بتسلم رشوة من جهات معينة مقابل دعمهم للحكومة في مواجهة نواب المعارضة، وأقول صدمة، لأن الحل جاء مباشرة بعد نجاح المعارضة في الضغط على الحكومة حتى قدمت استقالتها وسجلت نقاطا لمصلحتها في مواجهة نواب الحكومة الذين قطعت فيهم الحبل و«قطتهم على صخر» في مواجهة استحقاق الانتخابات البرلمانية الذي سيواجهون به ناخبيهم (بسواد وجه)! لذلك بادر بعضهم «بقص الحق من نفسه» وأعلن عدم ترشحه نأياً بنفسه عن التجريح، أما البعض الآخر فأخذ يرغي ويزبد ويصيح من شدة الحسرة على دعمه المطلق للحكومة والنظام في الأيام الخوالي، وأعجبتني تصريحات أحدهم في هذا الشأن، والتي تدل على معاناته أعانه الله على نفسه وتأنيبه لها خاصة عندما قال «سيرينا الله عجائب قدرته في هؤلاء المؤزمين»، وصدق وهو كذوب، فقد أرانا الله عجائب قدرته فيه بعد ان حل البرلمان والحكومة!
تتبقى مجموعة من نواب الحكومة الذين لا يتنفسون الهواء الا من على كرسي مجلس الأمة، فهؤلاء لم يتبق لهم من أمل في العودة الى المجلس الا بالانتخابات الفرعية أو التشاورية، خاصة بعد ان أعلنت المعارضة رفضها لدخول هذه الانتخابات احتراما لإرادة سمو الأمير في لقائه بهم أخيراً، وامتثالا لحكم المحكمة الدستورية الذي انهى الجدل في دستورية قانون منع هذه الانتخابات، مما اثبت مصداقية هذه المعارضة عند رجل الشارع، لذلك تجد هؤلاء القبيضة يدعون باصرار والحاح الى اقامة هذه التصفيات التشاورية (!!) على أمل ان يتمكنوا من تحقيق نتائج ايجابية فيها، في غياب نواب المعارضة ومرشحيها، وكي يمارسوا فيها مهنتهم القذرة.. شراء الذمم.. بعد ان كانوا باعوا ذممهم الى من اشتراهم.
المعارضة بالمقابل، تراهن على ان الشباب كشفوا زيف هؤلاء القبيضة ومواقفهم المتخاذلة أثناء التصويت على تأجيل استجواب رئيس الوزراء سنة كاملة، ثم التصويت على احالة استجواب وزير التخطيط الى التشريعية ثم تصويتهم على منح الثقة لرئيس الحكومة في آخر استجواب صعد فيه للمنصة، ثم القاصمة التي كشفت انه ما فيهم أمل يرتجى تصويتهم على رفع استجواب سموه من جدول الأعمال، وكلها مواقف مخزية ومشينة في حق الشعب، وستذكرها لهم الأجيال جيلاً بعد جيل حتى يتساقطوا من سباق البرلمان واحداً تلو الآخر.. باذن الله.
***
• ان كان الرأي القائل ان حل البرلمان جاء بأداة أو طريقة غير دستورية، فنرجو سرعة تصحيح الخطأ وعدم الاصرار عليه حتى لا تتعقد الأمور أكثر.. فعلاجه اليوم أسهل من علاجه غداً.. والخطأ اليوم قد يكون محتملاً وتبعاته قليلة، لكنه غدا سيكون خطأ غير محتمل وتبعاته ما تشيلها البعارين!