مبارك الدويلة

الجادة الصحيحة

كتب د. احمد الخطيب في القبس الجمعة الماضي مطالبا اعضاء مجلس 2009 الا يكونوا «ممشة زفر»، على حد قوله. والغريب ان الدكتور المخضرم والمعروف بدفاعه عن الدستور طالب نواب مجلس 2009 او مجلس القبيضة، كما عرف عنه، بـ «انتهاز طريق الاصلاح الحقيقي لانقاذ الوطن» و«انتهاز هذه الفرصة التاريخية لفرض طريق الاصلاح الحقيقي.. وتلبية طلبه بمزاولة مهامهم الدستورية وحضورهم الجلسات». كما طالبهم بان يصدروا قانونا بتشكيل هيئة منتخبة من اعضاء معروف عنهم «النزاهة والكفاءة»! لاحظوا معي: يطالب نواب مجلس 2009 بإصدار قانون بتشكيل هيئة من اعضاء معروف عنهم النزاهة والكفاءة! ويستمر الدكتور في طرحه الغريب ويقول «وأؤكد على وجوب الا ترفع الجلسة قبل إقرار هذين القانونين»!
اتمنى ان نسمع من المحسوبين على التيار العلماني الليبرالي التقدمي الوطني رأيا في مطالبة د. الخطيب لنواب 2009 بالعودة إلى التشريع… وأي تشريع؟ قانون للنزاهة؟!
ويبدو ان الدكتور الفاضل لم يسمع ان الكثير من نواب 2009 متهمون بالفساد وإفساد الممارسة الديموقراطية وان الكثير منهم محال من النيابة العامة الى المحكمة بتهمة الفساد وسوء استغلال السلطة!
***
• شخصية كبيرة اخرى وهي الكاتبة فاطمة حسين قالت في مقالتها بالزميلة «الوطن» أيضاً يوم الجمعة تصف المجتمع الكويتي «نشأت في عالم يؤمن بل يعشق وأد البنات لان الرجولة عندهم هو ان تظل الأنثى في الدرك الأسفل من الحياة»!
وين قاعدين يا جماعة؟! اين هذا المجتمع الذي تتحدثين عنه ايتها الفاضلة؟ اذا كنت تقصدين المجتمع الكويتي الذي لم يوصل ولا أنثى للبرلمان فالعتب على الأنثى التي لم تصوت لبنت جنسها! والعتب على الأنثى التي وصلت إلى البرلمان لاول مرة وشوهت اداء المرأة وممارستها تحت قبة عبدالله السالم! وكفى تحقيرا للمجتمع وتشويها لأداء أبنائه! ذكرتني والله بالتيار الليبرالي عندما فشل في الوصول إلى البرلمان وصار يطعن بالممارسة الديموقراطية ويرفض نتائجها فقط لانها ديموقراطية لا تتناسب ومقاسه!
المجتمع الكويتي مجتمع صغير بحجمه لكنه كبير بلحمته والتفافه حول قيادته ونظامه الدستوري، وقد حاول المقبور صدام الغاء هذه الحقيقة لكن النتائج كانت تأكيد كل اهل الكويت على وحدتهم الوطنية.. الرجل اخو المرأة… نختلف بالأفكار والتوجهات لكن نقف عند حدود الوحدة الوطنية.
فرحمة بهذا المجتمع الذي صار «مطقاقة» لكل من يفش فيه غله وهمومه.
***
• الدكتور جابر مبارك الهبيدة… حصل على درجة الدكتوراه من جامعة القاهرة، والدكتور جابر نموذج للكفاح والمثابرة عند الشباب الكويتي الذي لا يقف طموحه عند حد! مبروك للدكتوراه حصولك عليها..! فانت لكل من يعرفك يدرك ان الشهادة تتشرف بك! فاستمر في الصعود بارك الله فيك ونفع بك وطنك.

مبارك الدويلة

أحكام تنفذ .. وأحكام لا تنفذ

الأحكام القضائية واجبة الاحترام.. لكن المشكلة في فهم هذه الأحكام ومدلولاتها ومنطلقاتها! بالأمس كان لدينا خبير دستوري واحد أو اثنان، واليوم لدينا ألف واحد يفسرون الدستور وأحكامه! وجاء بيان الأغلبية ليخلط الأوراق ويزيد من ضبابية المواقف! ولكن قرار رئيس الحكومة بانه لن يحضر جلسة يدعو اليها مجلس 2009 هو قرار صائب وجريء وصب الماء على النار ليطفئها! وأتمنى ان تعود الأمور إلى طبيعتها في القادم من الأيام، وان نرى مجلس أمة منتخبا انتخابا صحيحاً وفقا لآليات دستورية صحيحة خلال أسابيع قليلة، ومع هذا لا نلوم من يدعي ان ما حصل أنقذ المفسدين في حكومة ومجلس 2009 عندما كاد مجلس 2012 ان يكشف المستور! لكن هل الانقاذ متعمد؟! الله أعلم.
استغربت، كما استغرب الكثير، عدم تنفيذ حكم المحكمة القاضي بحبس نائب سابق في مجلس 2012 سنتين مع النفاذ! وقد اتصلت بوكيل الداخلية الذي أكد لي ان هذه مسؤولية إدارة التنفيذ في وزارة العدل، حيث لم ترسل طلباً للوزارة بالتنفيذ!
المهم ان هذا النائب منذ اليوم الأول لوصوله الى البرلمان – في غفلة من الزمن – مع صاحبه أكدنا انه سينكشف على حقيقته، حيث الطبع يغلب التطبع! وكل من شاهده في حفل نجاح صاحبه في فندق ريجنسي، والحالة التي كان عليها يدرك ان أيامه كنائب محترم معدودة! وها هو يصدر عليه حكم واجب التنفيذ وصاحبه يصدر عليه حكمان! اللهم لا شماتة!
***
الحملة الإعلامية المضادة للإخوان المسلمين في مصر ولمرشحهم محمد مرسي كانت كافية لتشويه سمعة المرشح واللي خلفوه! لكن لأنه لا يصح الا الصحيح، ولأن التشويه المتعمد كذب وافتراء.. ولأن سيرة الاخوان ومرشحهم نظيفة في أعين الناس وقلوبهم، لذلك نجح محمد مرسي رغم كل ما قيل عنه، وهذه ظاهرة في مجتمعاتنا الشرقية التي لا تحترم عقول الناس، حيث التيار الليبرالي فيها لا يتورع عن الكذب والافتراء على الآخرين، والسبب بسيط وهو انه ادرك ان سيرته كتيار لا تنقذه ولا تشرف صاحبها، وكذلك لأن أفكاره ومطالبه تتعارض مع الفطرة وثوابتها.
ومن أمثلة الاستخفاف بالناس وعقولهم ما نقرأه في صحفنا لبقايا هذا التيار واليك بعضاً منها:
– «القطيع الكويتي تغيرت لهجته يوم أمس» ما هداك الله على صفة أحسن شوي تصف بها ممثلي الأمة غير هذا الوصف الدوني والتحقير اللاحضاري!
– ينقل عن الشيخ راشد الغنوشي قوله «لن نترك السلطة حتى لو سالت دماء التونسيين بالآلاف»! يا أخي اتق الله وانقل ما يتناسب مع العقل والمنطق خاصة ان الناس يعرفون فكر راشد الغنوشي!
– ينقل عن محمد عاكف قوله «طز في مصر» مستشهداً على ما يقول! وانه – أي عاكف «نبي الله موسى!».
– «نجح المتخلفون في تكبيل المرأة وأقنعوها بانها في منزلة أقل من الرجل وان خلاصها في الخضوع للرجل المتخلف حتى صارت تعطي صوتها لمن يهينها ويتزوج عليها…» اتقي الله يا هيفاء!
– «هناك من يعتبر ان الشيعة مشركين ويجب العمل على افنائهم وكذلك الاقباط ومسيحيي لبنان..» ونسي صاحبنا ان يقول ان هناك في إيران من يعتبر عرب فارس خوارج ويجب افناؤهم! ما أقول إلا اتقوا الله فينا.

مبارك الدويلة

آن الأوان لحل جذري

الحوسه.. والبربسه.. والعفسه.. التي ادخلتنا فيها احكام المحكمة الدستورية، كأنها تقول لنا «اصح.. يا نايم»! فما حدث مؤشر على ان هناك خللا في الممارسة الديموقراطية ونقصا في نظامنا الدستوري. لذلك ما لم يسارع المعنيون بالاصلاح في هذا البلد الى معالجة هذا القصور، فإن هذه الاحكام ستفتح علينا بابا من التأزيم لن يغلق، ما دام هناك من يريد لهذا المجتمع ألا «يركد»!
ان الشعب الكويتي اليوم وصل الى حالة من الضجر من ممارسة استحقاقات النظام الدستوري! لذلك بدلا من القبول والخضوع والخنوع للواقع المر الذي نعيشه اليوم، سنخضع ونقبل بالاحكام، لكن مع التحرك لوضع حد لهذا الوضع المأساوي الذي نعيشه منذ عقود من الزمان.. ازمة تلد اخرى.. ونطلع من مشكلة ندخل بثانية وهكذا..
***
– وضع سمو رئيس الوزراء لا يحسد عليه.. فقد تبين انه لم يكن يعلم بصدور الاحكام وطبيعتها – وهذا امر عادي ومتوقع – لكن كان في رأيي على مجلس القضاء الاعلى في مثل هذه الامور التي تؤدي الى عفسة البلد وحوستها – ان يخطر رؤساء السلطات الثلاث.. وهذا الاخطار لن يغير من الامر شيئا، لكن يقلل من هول الصدمة وتداعياتها!
***
– اذا اردنا ان نصدق ان الحكومة لم يكن له يد في كل ما حصل، فعلى اجهزته ان تحافظ على ثوبها الابيض.. يعني لا نسمع عن اجراء يؤدي الى واقع يرضي طرفا على حساب آخر (وللي ما فهم للحين) ارجو ألا نسمع عن تغيير الدوائر الانتخابية او نظام التصويت! هذه المقترحات مطلوبة، لكن من مجلس امة وليس حكومة!
***
– النواب القبيضة الذين اسقطهم الشعب في مجلس 2012.. والذين نجحوا فيه.. صرحوا فرحين بهذا الحل من المحكمة الدستورية.. وكذلك بعض الطارئين على العملية الانتخابية من الذين وصلوا إلى المجلس في غفلة من الزمن! اقول لهؤلاء: سيعلم الشعب من يضحك اخيرا وقريبا جدا باذن الله.
***
– لمن لم يسمع آخر الاخبار.. صدرت احكام قضائية بحبس نائبين من الطارئين على البرلمان.. واحد سنتين مع الشغل والنفاذ.. والثاني – صاحبه – سنة مع وقف النفاذ، وسنة اخرى مع وقف التنفيذ لحين مرور ثلاث سنوات يتعهد خلالها بحسن السيرة والسلوك، المشكلة انه بعد مرور اقل من سنة صدر عليه حكم ادانة بسنة سجنا! يعني راح فيها!
للعلم.. هذان النائبان من اكثر من يتكلم في المجلس عن المثالية والواقعية واحترام الاقلية..! وصدق من قال: الله ما يطق بعصا!
***
– سؤال بريء: الى متى ونحن نعتبر الفتوى والتشريع برئيسها ممثلة للدولة وقوانينها؟!

مبارك الدويلة

غروب هنا وشروق هناك

غربت ش‍مس نايف هنا في أرض الجزيرة.. ولن تكون آخر نفس تغرب شمسها.. كما لم تكن أول شمس تغيب..! ونحن لا نجزع لأمر الله.. لكننا نجزع ونخاف على ما ستؤول إليه بعض الأمور التي يهمنا أمرها.. فقد كان سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز ممسكا بملفات مهمة لنا وحساسة في المنطقة.. لعل أهمها ملف مكافحة الارهاب داخل المملكة، وبالأخص في المنطقة الشرقية..! كما كان من المتحمسين لملف الوحدة الخليجية، وكان يتمنى أن تتم هذه الوحدة بين شعوب المنطقة ودولها لقناعته بأن وجود هذه الدول ومستقبل هذه الشعوب مرتبط بوحدتها وتماسكها. عزاؤنا اليوم في غياب نايف هو سلمان!.. فصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز خير خلف لهذه المسؤولية.. وخير من يكمل مسيرتها بالحماس والجدية والحزم نفسها.
غفر الله لنايف.. وبارك في سلمان، وحفظ الله الخليج وشعوبه ودوله من كل حاسد جاحد.
***
• وكلما غربت الشمس في مكان.. أشرقت في مكان آخر.. وهذه سنة الحياة.. فها هي تشرق في أرض الكنانة في بوادر إعلان نجاح محمد مرسي رئيسا لمصر.. وهو بلاشك نجاح للثورة.. ولشباب الثورة.. ومبادئ الثورة.. أملنا اليوم من إخواننا الليبراليين في الكويت و«وياهم» زميلنا نواف الفزيع أن يخففوا من تخويف الناس من وصول الاخوان المسلمين.. ويوقفوا حملة التشويه لصورة هذه الجماعة التي عاشت ستين عاما محظورة.. وأن تتقبل صدورهم نتائج الديموقراطية التي طالما نادوا بها وتغنوا.. وأؤكد لهم أنهم قد لا يحققون طموحات الناس لكنهم لن يكونوا أسوأ من العهد البائد.. ومن يدري فقد ينجحون فيما أخفق فيه الآخرون. معلومة للزميل نواف الفزيع: مبارك الدويله لم يكن يوما مستشارا لسمو الرئيس.. «بس علشان ترتاح ويطمئن قلبك إلى ان الحكومة ماشية عدل»!
***
• نشرت إحدى الصحف تحقيقا معي قد يفهم منه أنني أتوقع أن تعود العلاقة بين الإخوان بالكويت والإخوان في مصر بعد نجاح محمد مرسي.
وأؤكد ان تنظيم الحركة الدستورية الاسلامية كان ومازال وسيظل مستقلا عن أي التزام خارجي وسيبقى تنظيما كويتيا خالصا ومستقلا.

مبارك الدويلة

الليبرالي عندما يحلم.. يبدع

عندما طالبتُ في بداية كتابتي في القبس بميثاق شَرَفٍ يوقّ.ع عليه أصحابُ الرأي والأقلام الصحفيّة، استنكر بعض الزملاء هذه الدعوة واستقبلوها بشيء من السخرية، ولم أكن وقتها كتبتها من فراغ، بل من إدراك لمنطلقات عدد غير قليل من أصحاب الأقلام الصحفية.
بالأمسْ، كتب أحد هؤلاء مقالاً ممتلئاً بمخالفة الواقع ومجانبة الحقيقة والتحريض السافر للسلطة على ضرب تيار عريض من تيارات المجتمع الكويتي الصغير! ولقد كانت بداية القصيدة كفراً عندما اتهم التيار الإسلامي في الكويت (الذين أسماهم بإخوان الكويت) بأنهم سرطان!
ثم يبدأ بعد ذلك بتزوير التاريخ عندما يدّعي أنّ الحكومة أو السلطة تحالفت مع التيار الديني في منتصف السبعينات عندما بدا لها أنّ التيار الوطني الليبرالي أصبح خطراً عليها! وتشويه التاريخ هنا في أمرين: الأول، أنّ الحكومة أو النظام تحالف مع التيار الديني! وليته وضّح مظاهر هذا التحالف حتى نعرف كيف نرد عليه، وأتمنى ألا يكرر مقولة مشاركة الشيخ يوسف الحجي في الوزارة بعد حلّ مجلس 1975. والأمر الثاني، عندما قال إنَّ التيار الوطني كان خطراً على الحكومة فاتجهت تبحث عن حليف آخر! هذا دليل على أنّ السلطة كانت متحالفة حتى نهاية السبعينات مع هذا التيار. لكنَّ الحقيقة التي حاول صاحبنا إخفاءها أنّ السلطة رأت في هذا التيار ضعفاً ونفوراً من قبل الشارع الكويتي تجاهه، بعد أن انكشفت حقيقته وحقيقة منطلقاته في الكويت وخارجها.
يقول صاحبنا «ما لم تدركه السلطة حينها أن المقولة المنسوبة إلى الملك عبدالعزيز من أنّ الدين طير يقنص به، قد تكون مناسبة لمجتمع سلطوي..»! ولا شك أنّها عبارة لا تتناسب وحسن الجوار الذي تعيشه الكويت مع الشقيقة الكبرى السعودية، ولن أعلّق أكثر.
يقول عن الإخوان في الكويت «وهم اليوم أقرب ما يكونون إلى السلطة من أي وقت مضى»! وسؤالي: ما هي مظاهر قربهم إلى السلطة والحكم؟ هل بكثرة وزرائهم في الحكومة؟ هل بوجودهم المكثّف في قيادات الجيش والشرطة؟ هل بسيطرتهم على الصحف اليومية والقنوات التلفزيونية العاملة في الكويت؟ أين هذا الوجود الذي ذكره كدليل على صحة كلام الفريق خلفان من سيطرتهم على مقاليد الحكم في الكويت 2013؟ إنّها والله محاولة الاستخفاف بعقول القراء والتدليس عليهم بتزوير حقائق الواقع.
وأخيراً، عندما أراد أن يعطي الدليل على ارتباط إخوان الكويت بإخوان مصر جاء بهذه الحقيقة الدامغة «والدليل أنه لا أحد من هؤلاء استطاع إخفاء فرحته عندما اكتسح إخوان مصر غالبية مقاعد البرلمان، ولكنّهم سكتوا عندما فشل مرشحهم للرئاسة في الحصول على نصف عدد الأصوات.. وهذا مؤشر واضح على انكشافهم وخواء فكرهم»! إذاً عندما نفرح بفوز الإسلاميين في الانتخابات فهذا دليل على ارتباط تنظيمي بهم! هكذا بكل بساطة استنتج هذه الحقيقة الدامغة! ثم سكوتنا عن «فشل» محمد مرسي في انتخابات الرئاسة! «صحي النوم يا صاحبي.. وبلاش تهريج كفاية».
لمثل هذه الحالات طالبنا بميثاق شرف يلتزم فيه الكاتب بالموضوعية في كتاباته ويحترم عقول القراء.. ويبتعد عن تكرار الاتهامات، ويتورّع عن تلفيق القضايا إلى خصومه.

مبارك الدويلة

السيّد يظل شامخاً

الهجوم الإعلامي المنظم ضد النائب المحترم السيد وليد الطبطبائي ورفيق دربه النائب المحترم محمد هايف، كان من الممكن ان يكون مهضوما لو كان بقدر الحدث، يعني يتم انتقاد عبارة النائب السيد وليد ويتم انتقاد فعل النائب محمد هايف من دون الحاجة الى الذهاب بعيدا بالانتقاد، وفتح ملفات قديمة كلنا يعلم براءة النائبين من محتوياتها. والفجور في الخصومة مرفوض قطعا، ولا ينبغي التشكيك في ولاء السيد وزميله للكويت وترابها، وهما اللذان يعرف اهل الكويت اصلهما وفصلهما وانتماءهما، والقضية تكون أوضح في عدم سلامة مقاصد الانتقاد عندما تكون الخصومة من بعض الطارئين على العمل البرلماني او من بعض الدخلاء على المجتمع الكويتي! آية المنافق اذا خاصم فجر.. وقد ابتلي الجسم الإعلامي ومؤخراً قاعة عبدالله السالم بمن ادخل فيهما عبارات من قاموس الشوارع! لذلك اتمنى ان نترفع عن هذه الأساليب ونحترم القارئ الذي يضيع جزءا من وقته بحثا عن معلومة او حرصا على تقييم واقعي ومنطقي وبعيدا عن التطرف بجميع أشكاله.
ولعل من أمثلة ما ذكرت ما صرح به المحامي الكويتي، الذي وكل نفسه للدفاع عن الرئيس المخلوع حسني مبارك، بالصحف امس، عندما قال ان من قام بقتل المتظاهرين في معركة الجمل هم جماعة حماس وكوادر الاخوان المسلمين! وليته قالها نقلاً بل ذكرها بصيغة التأكيد والقطع! ومثال آخر، هذا الكاتب الذي ينتقد مواقف صفوة شباب اهل الكويت من الغزو الغاشم، بينما هو كان هاربا من أحكام قضائية في بلاد الضباب! وثالث كتب مدعيا ان محمد مرسي يتلقى دعماً من أموال جمعية الاصلاح التي يتصدق بها اهل الكويت! والحمد لله يصرح بالأمس سفيرنا في القاهرة مؤكدا توصيل هذه التبرعات الى مستحقيها تحت إشراف السفارة الكويتية والحكومة المصرية!
هذه الاحداث يجب ألا تنسينا حقيقة ثابتة، وهي انه لا يصح الا الصحيح. سيظل السيد وليد شامخا مهما زل لسانه بعبارات لا نقره عليها، ولكن ماضيه يشفع له في ان تطوف له هذا اللمم ان صح التعبير. ماضي وليد مقارنة بماضي «بعض» منتقديه يخلينا نقول رحمة الله على والديك….!
***
استقالة وزير الشؤون السيد المحترم احمد الرجيب حزت في نفسي كثيرا، ليس لانه احمد الرجيب فهو لم يكن الاول ولن يكون الاخير الذي يقدم استقالته، بل لبعض الأسباب التي ذكرها في كتاب الاستقالة! ولعل الصراع القائم في المجال الرياضي كان السبب الرئيسي لتقصير عمر السيد الوزير في الحكومة! كما ان الاستجواب كان احد استحقاقات هذا الصراع مع ان الأغلبية كانت رافضة هذا التسابق في تقديم الاستجوابات وكأن غداً سيحل مجلس الامة! وقد اعلنت الحركة الدستورية الاسلامية والتجمع السلفي وآخرون تحفظهم على التدافع الى مكتب الأمين العام! لذلك ان اردنا استمرارا سلسا وسليما ومنتجا للممارسة البرلمانية فلابد من تدخل الحكماء من النواب، وهم أيضاً مؤثرون لوضع حد لهذه الظاهرة المقلقة، والا سيذهب وزير ويأتي وزير، وقد يذهب مجلس ويُنتَخب مجلس، واحنا على طمام المرحوم!

مبارك الدويلة

ما صار إلا الخير

أتمنى من سمو رئيس مجلس الوزراء الا ينزعج كثيرا من مواقف الأغلبية البرلمانية الاخيرة! فالمعروف أصلا ان هذه الأغلبية تمثل الشعب ولم تكن في يوم من الأيام تمثل الحكومة، كما ان التوافق الذي حصل في بداية المجلس كان لإثبات حسن النية من الأغلبية الذين أرادوا تشجيع سموه لانتهاج روح جديدة في التعامل مع مجلس الامة. أما ما حدث أخيراً من اتخاذ مواقف متعارضة مع الحكومة فهذا هو الامر الطبيعي لممارسة العمل البرلماني، كما ان الحكومة اتخذت مواقف متناقضة مع الروح التي ظهر عليها رئيس الوزراء في بدايات المجلس، لذلك فسر المراقبون ما حدث بانه تدخل من قوى خارجية في محاولة لتغيير النهج الذي سار عليه سموه! ولذلك طبقت المعارضة عليه قاعدة البادي اظلم!
المهم ان الأمل ما زال معقودا على استمرار العلاقة بشكل افضل وتعاون أقوى، خاصة ان الطرفين يملكان النية الحسنة للإنجاز والتعاون لما فيه مصلحة البلد. المعارضة عليها ان تدرك ظروف رئيس الحكومة ومعاناته والصراع الذي يعيشه مع خصوم الديموقراطية، وايضا سموه عليه ان يدرك استحقاقات العضوية البرلمانية والتزامات النواب. لا يطلب رئيس الحكومة من المعارضة ان تتوافق معه، كما لا تطلب المعارضة من رئيس الحكومة ان يسير في جلبابها!
***
• الجويهل قدم استجواباً جديداً لوزير الداخلية! وكنت أتمنى من زملائه النواب ان نسمع منهم شيئا عن هذا العبث الذي يمارس أمام أعينهم.. مع الأسف لم نسمع لا منهم ولا من الرموز أي تعليق! تريدون معرفة السبب؟ لأن أحد محاور الاستجواب يتعلق بأسماء من تم تحويل جنسيتهم إلى المادة الأولى! وأقول للجويهل: أنت متأكد من وضعك لهذا المحور ضمن استجوابك؟ تلفت يمينك وأنت جالس على مقعدك بالمجلس تجد أقرب زملاء لك أول الممتعضين من هذا المحور! وليتك سألت مدير الجنسية الأسبق لمعرفة الأسماء التي تقصدها، صدقني راح تسارع وتلغي هذا المحور!

مبارك الدويلة

الرقابة أيام زمان

كانت الرقابة البرلمانية لأعمال الحكومة في المجالس السابقة تختلف في مضمونها واهدافها عن الرقابة في المجالس البرلمانية المتأخرة! ايام زمانات.. كان النائب عندما تقع يداه على تجاوزات مالية او ادارية او قانونية في احدى الوزارات يبدأ بممارسة دوره بمطالبة الوزير بالاصلاح، لافتا انتباه الوزير الى موطن الخلل، فإن لم يجد اذنا صاغية وجه للوزير سؤالا برلمانيا عن الموضوع، ثم يصمت حتى تصل الاجابة عن تساؤلاته، فإما ان يقتنع بردود الوزير ويكتفي، واما ان يطلب تشكيل لجنة تحقيق برلمانية في الموضوع! فإن لم يقتنع بنتائج اللجنة او لم تفلح اللجنة في اصلاح الخلل تقدم باستجوابه الى الوزير المعني. يعني كنا في السابق نطبق قاعدة «أقشر ما عندك آخر ما عندك». اليوم، ما يصدق النائب يسمع معلومة توحي بوجود تجاوز إلا وركض للامين العام مع المصور وقدم استجوابا!
البعض يعتقد ويظن انه ما لم يقدم استجوابا لاحد الوزراء فإنه سيكون متهما بالانبطاحية وانه «من ربع الحكومة»! بمعنى اصبح تقديم استجواب جواز سفر للنجومية والرمزية!
في الزمانات، كان يمر دور الانعقاد كاملا ويا دوب نسمع واحداً قدم استجوابا. اليوم، نخلص من استجواب نلقى الثاني ينطر عند الباب! حتى لم يعد لهذه الاداة اهمية، وفقدت تأثيرها في الاصلاح.
* * *
ما زال البعض يعتقد انك بقدر مهاجمتك للحركة الدستورية الاسلامية في وسائل الاعلام وانتقادك لها بالحق والباطل، بقدر ما يكون لك شأن عند العامة، ويمكن خاصة الخاصة! واقول لهؤلاء كلما زاد الهجوم على «حدس» زاد معدنها بريقا، وشعبيتها اتساعاً. فهؤلاء، معظم الكتاب واصحاب الزوايا، لا يمر يوم الا ويتحفونا بمقالة او مقالات، ويا ليت بالحق، بل افتراءات واكاذيب، وتدليس على الناس. ولان الناس يعرفون اصحاب المعادن النقية، تجد هذا المعدن يزداد لمعاناً وبريقاً وصلابة.
* * *
وأيضاً البعض من هؤلاء الكتاب يظن ان الناس من الممكن ان يستمروا مخدوعين كل الوقت! ويقول بالامس انني لم اصدر بيانا عن موقف الاخوان المسلمين من غزو صدام للكويت! مع ان البيان الوحيد الذي تمت قراءته في مؤتمر جدة اثناء الغزو هو بيان الاخوان المسلمين الموجه للمؤتمر والداعي الى طرد صدام من الكويت، غير اننا لم نكتف ببيان الاخوان المذكور، بل طالبنا بأن يتراجع اخوان الاردن وبعض الرموز عن موقفهم، ووجهنا مطالبتنا الى التنظيم العالمي الذي لم يستطع ان يفعل شيئاً مما حدا بنا الى اعلان انفصالنا عن هذا التنظيم وتشكيل تنظيم خاص بنا في الكويت اسمه: «الحركة الدستورية الاسلامية» وكان ذلك في مارس 1991.

مبارك الدويلة

الفزعة للظالم

أثناء حديثه في برنامج «المواجهة» الذي تقدمه قناة الوطن التلفزيونية قال المحامي خالد الشطي، إن من قام بالمجزرة في منطقة «الحولة» المنكوبة في سوريا هم الارهابيون! وعندما علقت عليه بالقول نعم هم ارهابيو الشبيحة! ثار وقال: لا.. بل هم الجيش السوري الحر!
أنا أفهم أن «أفزع» لديني.. ووطني.. وقبيلتي.. وحتى حزبي، لكن ان أنتصر وأفزع لدولة اجنبية على حساب الدين والانسانية فهذا أمر عجيب! قد يقول قائل ان الانتصار هنا للمذهب وليس للدولة. فأقول حتى المذهب الشيعي يرفض هذه الاعمال ويستنكرها، فأتباع آل بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يرحمون الحيوان فكيف بالانسان؟!
التفسير المنطقي لهذه «الفزعة» انها انتصار ودفاع عن ايران وليس سوريا، لان ايران ترى في سقوط نظام الاسد سقوطا لحزب الله اللبناني، وبالتالي الغاء الهلال الشيعي في ايران والممتد خلال العراق وسوريا ولبنان، وهذا كلام قيل وما زال يقال، لكن لم اتوقع ان يصل الامر الى هذا الحد وهو يرى كل هذا الدمار والقتل والذبح والترويع.. ثم يقول ان من يقوم بهذه الاعمال هم المقاومة السورية‍‍‍‍! قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – انصر اخاك ظالما او مظلوما‍‍‍‍! قيل نعرف كيف ننصره مظلوماً ولكن كيف ننصره ظالماً؟ قال (ما معناه) تمنعوه من الظلم! وهكذا كان الاولى بأن ننتقد ما يحدث في سوريا على يد الشبيحة ونظام الاسد بدلا من تأييدهم ودعمهم نفسياً ومعنويا!
***
• النائب الدويسان يُحمل الحركة الدستورية الاسلامية مسؤولية ما حدث في «الداو»، واول مرة أعرف أن تيارا سياسيا يتحمل تبعات مشروع حكومي! واذا كان يقصد وزير النفط الاسبق فلماذا لا يحمل المسؤولية لمن أوقف المشروع وألغاه مع علمه بوجود شرط جزائي بهذه القيمة المخيفة؟! والا ابوي ما يقدر الا على امي؟!
***
• آخر النكات الغبية التي بدأنا نسمعها أخيراً أن «حدس» مسيطرة على القطاع النفطي! انا سمعت انها مسيطرة على التربية، لكن القطاع النفطي؟! على كل من صفحات القبس اتحدى اي كاتب يثبت ان الحركة الدستورية كانت مسيطرة في اي مرحلة زمنية على القطاع النفطي او حتى وزارة التربية! وانا بالانتظار.

مبارك الدويلة

من الذي يستخف بعقولنا؟

كتب أحدهم ينتقد جمع التبرعات للشعب السوري المنكوب في الديوانيات، وليته انتقد الشكل القانوني للجمع، بل تجاوز انتقاده الى عرض صور للمجازر التي ارتكبها الجيش النظامي العلوي ضد الأطفال والنساء، حيث أعلن اكتشافه الفذ بان صورتين من الصور المعروضة ليستا للمجازر التي تعرض لها الشعب المنكوب، وعقد مؤتمرا صحفيا لاثبات ان النواب المجتمعين في ديوان النائب المحترم جمعان الحربش انما يدلسون ويستخفون بعقول الشعب الكويتي!
صاحبنا لم يجد ما يعبر به عن تعاطفه مع الشعب السوري الا انتقاد عرض صورتين في الديوانية، واحدة تبين انها ليست صورة طفل مضرج بدمائه، وانما هي لشاب حي يرزق في شوارع حولي! أقول لصاحبنا «هذا اللي الله قدرك عليه؟!». لم يشغل بالك الا عرض صورة امرأة يمنية منكوبة بدلاً من امرأة سورية ثكلى؟!
هل تعتقد ان جمع تبرعات لمدة ليلة أو ليلتين في ديوانية بالصليبيخات هدفه إلهاء كل الشعب الكويتي عن موضوع «الداو»؟ أليس هذا هو الاستخفاف بعقول أهل الكويت عندما تظن فيهم هذه السذاجة، حيث ينشغلون بديوانية الحربش وهايف والمسلم عن قضية الداو التي تتصدر عناوين الصحف يومياً؟!
إذا نزع الله الرحمة من قلبك فلا تحسدهم على ما أنعم الله به عليهم من رحمة تمتلئ بها قلوبهم، لكن ما ألومك وين تجيك الرحمة؟!
***
المتسبب في تحميل الكويت هذه الخسائر يجب ان يعاقب ويأخذ جزاءه! هذه هي القاعدة التي يجب ان نتفق عليها جميعاً أثناء تناول موضوع «الداو».
الخلاف من هو المتسبب؟! هل هو الوزير السابق؟ أم أعضاء المجلس الأعلى للبترول؟ أم الحكومة السابقة؟ أم البرلمان السابق؟ أم الصحافة التي دفعت في اتجاه الالغاء؟ أسئلة اعتقد ان الاجابة عنها تحتم علينا الانتظار لحين ظهور نتائج التحقيق!
***
كيف حال المواطن السوري الذي يعيش تحت قصف المدافع وبين اشلاء أهله ودمائهم ويشعر بان أميركا لا تريد اسقاط النظام المجرم، كما ان روسيا والصين تدعمان هذا النظام؟!
اللهم اني أعوذ بك من قهر الرجال.