وصلتني عدة انتقادات من بعض الزملاء حول نظرة التشاؤم التي تحتويها مقالاتي الأخيرة، ولإدراكي أنهم ناصحون قررت أن أكتب اليوم بنظرة أكثر تفاؤلاً، فتلفت يميناً وشمالاً أبحث عن موضوع يصلح لأن يكون مادة للتفاؤل، وبكل صراحة وواقعية لم أجد! وحتى لا أكون متطرفاً في نظرتي قررت مشاركتكم في ما جال بخاطري.. وجدت الكثير يتحدث اليوم عن الرياضة، لكن الجميع يتحدث بحرقة وأسى، خصوصاً أن الوضع وصل إلى الإضرار بالمصلحة العامة من أجل كسب جولة على الخصوم! ولذلك شاهدنا كيف تحول الصراع إلى كسر العظم وتصفية الحسابات القديمة وإثارة القضايا المسكوت عنها. متابعة قراءة لماذا لا نتفاءل؟!
التصنيف: مبارك الدويلة - حصاد السنين
«ضربتين بالوجه توجع»
استقبل خصوم التيار الإسلامي الوسطي من علمانيين وأرباب الفساد في الأسبوع الماضي ضربتين بالوجه، الأولى عندما فاز حزب أردوغان بانتخابات الإعادة في تركيا، وهم الذين كانوا يراهنون على سقوطه، بعد أن أنفقوا الملايين لمنع الأحزاب التركية من تشكيل حكومة ائتلاف مع حزب العدالة والتنمية! والضربة الثانية عندما أعلن رئيس النظام المصري ـــ وقُبيل زيارته إلى المملكة المتحدة ـــ أنه لن ينفذ أحكام الإعدام في «الإخوان»، وأنه سيكون لهم دور في المجتمع المصري يحدده لهم الشعب! وذلك بعد أن رفضت إحدى المحاكم المصرية اعتبار «الإخوان المسلمين» جماعة إرهابية.
هذا الصراع بين الحق والباطل سيستمر ما بقيت الحياة مستمرة، نحن كمسلمين في عقيدتنا أن الفوز في الدنيا والآخرة لنا بإذن الله تعالى، في الدنيا إما أن ننتصر «فَإ.نَّ ح.زْبَ الله. هُمُ الْغَال.بُونَ»، وإما نصبر على البلاء إلى أن يأتي النصر من الله «إ.نَّ الأَرْضَ لله. يُور.ثُهَا مَن يَشَاءُ م.نْ ع.بَاد.ه. وَالْعَاق.بَةُ ل.لْمُتَّق.ينَ»، وفي الآخرة سنكون بين يدي من لا يظلم مثقال ذرة سبحانه وتعالى «فَمَن يَعْمَلْ م.ثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ م.ثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ»! متابعة قراءة «ضربتين بالوجه توجع»
تركيا.. طوق النجاة
أخرست نتائج الانتخابات التركية الاخيرة ألسن بعض خصوم التيار الديني مؤقتاً، الى ان يجدوا قضية اخرى ليلطموا عليها من جديد! فبعد الجولة الاولى، التي لم يتمكن فيها حزب اردوغان من الحصول على الاغلبية التي تؤهله لتشكيل الحكومة منفردا، شعر الشعب التركي بخطورة الوضع، واحتمال عودة تركيا الى حكم العسكر من جديد، وفقدان المكاسب العظيمة التي حققها اردوغان وحزبه، والانجازات الضخمة التي نقلت تركيا من دولة دكتاتورية متخلفة ومدينة الى دولة حضارية ديموقراطية، فائض الميزانية فيها تجاوز التوقعات، دولة تعتمد الاسلام واقعاً في حياة الناس، وان كان المكتوب خلاف ذلك، فمنهج التغيير الذي اعتمده اردوغان هو التدرج واقناع الناس برؤيته، وسيأتي اليوم الذي نشاهد فيه تركيا، بإذن الله، تطبق المنهج الاسلامي شاملاً كاملاً! متابعة قراءة تركيا.. طوق النجاة
العلمانية.. مصدر للإرهاب
يحاول بعض أدعياء الثقافة وأشبال العلمانية في بلادنا العربية أن يربطوا بين الإرهاب والجماعات الإسلامية، بل إن بعض هؤلاء تمادى في جهله بالواقع، ليطالب بتعديل مناهج التربية في مدارسنا، بحجة أنها البيئة التي فرخت هؤلاء الإرهابيين! متابعة قراءة العلمانية.. مصدر للإرهاب
تكتيك خليجي
عندما امتنعت سلطنة عُمان عن المشاركة في عاصفة الحزم مع شقيقاتها في دول مجلس التعاون، قلنا حينها لعله تكتيك وتنسيق بين دول المجلس، كي تكون عُمان مخرجاً آمناً للحوثي وعلي صالح يساهم في انهاء الصراع اذا اشتد القصف عليهم! ولكن القصف ما زال مستمراً، وما زال علي صالح والحوثي يغادران الى عُمان ذهاباً وإياباً. ومع هذا ما زلنا نأمل أن يصدق حدسنا وتثبت مجريات الأحداث ما قلناه!
واليوم تؤكد دول مجلس التعاون أن أي حل قادم للأزمة السورية لن يتم بوجود نظام الأسد، ومع هذا شاهدنا الأشقاء في عُمان يتفردون بإرسال وزير خارجيتهم لمقابلة رأس النظام السوري، في صورة مغايرة لموقف دول مجلس التعاون، التي تشددت في لهجتها ضد النظام السوري في الايام القليلة الماضية! ومع هذا مازلنا نقول لأنفسنا انه التكتيك والتنسيق بين دول مجلس التعاون! والدليل هو ردة فعل دول المجلس على التحركات العُمانية، ولعلكم تذكرون انه عندما ماطلت دولة قطر باسكات قناة الجزيرة واغلاقها، ورفضت الانجرار خلف البعض في دعم الانقلاب في مصر، قامت بعض دول المجلس بسحب سفرائها من قطر، عقاباً على تمنعها عن اتباع سياسة موحدة لإجهاض ثورات الربيع العربي! الا انها لم تفعل الشيء نفسه مع الشقيقه العمانية، مما يؤكد ان وراء الأكمة تكتيك خليجي! متابعة قراءة تكتيك خليجي
علاقة الكويت مع دول الجوار
تعيش السياسة الخارجية لحكومة الكويت أصعب أيامها وأكثرها إحراجاً! فهي تدرك انها تقع بين فكين مفترسين، وكلاهما يتحين الفرصة للانقضاض على هذه الوجبة الدسمة التي تسمى الكويت، لذلك نجدها تسلك سياسة مراعاة الخواطر مع هذين النظامين رغم الأذى المتواصل منهما والضرر الذي وصل في بعض المرات الى تهديد أمن البلد واستقراره! ولعل كم الأسلحة الذي تم اكتشافه أخيراً في إحدى المزارع مثال واضح على حجم المكائد التي تُدبر.
ومع السياسة العدائية الصارخة التي يتعاملان فيها مع الكويت، فإن الحكومة حرصت على عدم استثارة الجارة التي لم تقدر جيرتنا ولم تحترم مواثيقها معنا! لذلك شاهدنا كيف تعاملت مع هذا المشهد من تبسيط وتسطيح لأركان الجريمة حتى صرنا لا نستبعد ان تتحول قضية المحاولة لزعزعة النظام والأمن الى قضية حيازة سلاح من دون ترخيص! كل ذلك من أجل ألا نُغضب هاتين الجارتين! وقد نجد تبريراً لهذه السياسة لو كان الجار غير هذين النظامين المتحالفين، لكن معرفتنا بطبيعتهما وخلفية الشعوب العدائية تجعلنا نشك في جدوى هذا المسلك الانبطاحي. متابعة قراءة علاقة الكويت مع دول الجوار
جهل المثقف المفتري
كانت الاشهر القليلة الماضية حافلة بالاحداث الجسام التي أصابت الامتين العربية والاسلامية في مقتل، فشاهدنا المزيد من التشرذم والانتكاسات الواحدة تلو الاخرى بسبب غياب قيادة مخلصة وواعية وجادة للامة تنتشلها من كبوتها وتنفض عن ابنائها غبار انتظار الفرج من خلف السحاب! ومع هذه الظروف، التي مرت بها الامة ولا تزال، فاننا شاهدنا مثقفينا في الخليج، وخاصة «أدعياء» الثقافة، مستمرين في الكتابة عن الرئيس مرسي وجماعة الاخوان المسلمين، ويعلقون عليهم مشاكل الامة ومآسيها! مع انهم في سجون الطغاة منذ أشهر طويلة، في الوقت الذي يدير خصومهم شؤون البلاد والعباد «الغلابا». متابعة قراءة جهل المثقف المفتري
أمن الكويت على كف عفريت..!
رأى بعض الزملاء ان مقالتي السابقة، التي استأنفت فيها كتابتي بـ القبس كانت متشائمة وسوداوية! والحقيقة انني كتبتها وفقاً لمشاعري النفسية تجاه ما أراه أكثر منها تحليل سياسي لما يجري.
اليوم سأكتب بعيدا عن المشاعر، ولكن وفقاً للمعطيات لما يجري على الارض. فها هي أميركا تخلي معسكراتها التي لم نكن نراها الا عندما نسير في الطرق البعيدة كطريق الاديرع وعريفجان والسالمي أو ننتقل للنزهة في فيلكا، واليوم نسمع عن سحبها لاخر حاملة طائرات من الخليج بعد أن اطمأنت الى وجود من يحمي هذا الخليج (!) ولعل سكوتها عن عربدة خصمها اللدود في سوريا دليل على ان المنطقة لم تعد من أولوياتها في استراتيجيتها الخارجية! ان لم تكن هي نفسها شريكا في ما يجري وراضية عما يحدث! اليوم صرنا نجد تفسيرا لسكوت أميركا عن تدمير ايران الممنهج للعراق وتهديدها لجيرانها! اليوم بدأنا نفهم اللعبة السياسية الكبيرة التي تجري في منطقتنا العربية، بينما كنا نحن مشغولون بدعم الانظمة القمعية وافشال انتفاضة الشعوب العربية المقهورة، التي لو تمت بنجاح لتم تخريب كل هذه المخططات العدوانية على منطقتنا! ولعلنا الان والان فقط استوعبنا كلام السفيرة الاميركية السابقة في الكويت عندما قالت ان الكويت لن تكون موجودة بعد عام 2020! متابعة قراءة أمن الكويت على كف عفريت..!
عَودٌ على بدء
بسم الله نستأنف الكتابه في القبس، بعد انقطاع اختياري ناهز الأربعة أشهر، كنت حينها قد ضقت ذرعاً بأجواء التضييق على حرية الكلمة «.. والسبب أنني وجدت الأفق على سعته يضيق بالكلمة الحرة، والنفوس المريضة لم تعد تحتمل حق الآخرين في التعبير.. عندها أدركت اننا لم نعد نعيش في ديرتنا التي كنا نعرف، أو تلك التي نريد»! متابعة قراءة عَودٌ على بدء
ماذا تريدون من «حدس»؟
ساءني المقال الذي كتبه الاخ احمد الديين مطلع هذا الاسبوع وتهجم فيه على كل شركائه في الحراك الوطني، ولم يسلم منه الا التيار الليبرالي المتحالف مع الحكومة والتيار اليساري! وكان من نصيب الحركة الدستورية الاسلامية ان اتهمها بالانتهازية!
اليوم لن أزيد من ألم الجراح المثخنة في جسد الحراك، ولن أعلق أسباب ذلك على مشجب الآخرين، كما يفعل الآخرون، لكنني أتساءل ماذا تريدون من حدس ان تعمل وتقدم أكثر مما عملت وقدمت؟! نظرة سريعة لكنها منصفة لمواقف حدس منذ بداية الحراك الى اليوم، نجدها لم تتأخر عن أي نشاط أو فعالية تمت الدعوة اليها من أحد مكونات هذا الحراك! ولم يحدث ان اعتذرت عن أي مشاركة في الخطب والكلمات التي تُلقى في هذه الانشطة! ولم تتأخر في التوقيع على أي بيان سياسي دعيت اليه، باستثناء البيان الاخير عن الزميل سعد العجمي، الذي كانت حدس قد أصدرت بيانها بشأنه قبل يوم من اجتماع القوى السياسية!
هل شاركت حدس بالانتخابات التي تمت مقاطعتها بسبب مرسرم الصوت الواحد؟ هل مارست الانتهازية وشاركت بالصف الثاني؟ هل شاركت في حكومة الصوت الواحد؟ هل مارست الانتهازية وطرحت أسماء محسوبة عليها للمشاركة في الحكومة؟!
ماذا تريدون من حدس أكثر من ذلك؟ أي منصف وعاقل يجد لحدس العذر لو هادنت وداهنت السلطة بسبب ما أصابها وأصاب تيارها في الخليج بل والعالم كله من قمع وتنكيل واقصاء وتقييد للحريات، ومع هذا ها هي الحركة الدستورية الاسلامية يتصدر رموزها جميع الانشطة الميدانية لدرجة ان رموزا في الحكومة اتهمونا بأننا وراء كل هذا الحراك، وأن حدس هي الوقود الذي تدب فيه الروح، ولذلك تمت محاربتنا في جميع المجالات، وحُرم شبابنا من المناصب والبعثات والتعيينات، كل ذلك، ولم نفكر بالتراجع ولم نتردد بالمشاركة! ولعلك تذكر يا أخ احمد أن التكريم الذي أقيم في ساحة الارادة لم يكن لنا فيه دور، ومع هذا.. تم اتهامي شخصيا من رمز حكومي بأنني انا من جهز الساحة ورتب البرنامج! فهل تبرأنا أو تراجعنا في مواقفنا؟ هل لاحظت كتاباتنا فترت أو انحرفت؟!
ستظل الحركة الدستورية الاسلامية رائدة العمل السياسي، ليس بالتضليل الاعلامي، بل بالواقع الذي يحكي مسيرة رائعة ومواقف مشرفة وتاريخا طويلا من الثبات على المبدأ! ستظل الحركة وسام شرف على كل من ينتمي اليها ولن تثنيها تهمة هنا أو افتراء هناك!
***
سيكون هذا آخر مقال لي قبل الاجازة الصيفية.. وسأعود، بإذن الله، مطلع اكتوبر القادم، والسبب انني وجدت الافق على سعته يضيق بالكلمة الحرة، والنفوس المريضة لم تعد تحتمل حق الآخرين في التعبير، وكنت اتحمل هذا الوضع على مضض الى ان جاء مقالي الاخير يوم الاحد الماضي، فوجدت الرقيب فعل فيه الأعاجيب.. وطبعاً وفقاً للقانون (!)، فظهر بشكل مشوّه، عندها أدركت أننا لم نعد نعيش في ديرتنا التي كنا نعرف، أو تلك التي نريد، فقررت الانسحاب مؤقتاً لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا..!