يبدو لي أن هناك تدابير مُمنهجة لتدمير الحياة السياسية في الكويت، فبعد أن تَخلّت الحكومة عن أسلوبها القديم في تعطيل العمل بالدستور، وتعليق الحياة البرلمانية بشكل مباشر وصارخ، أصبحت تلجأ إلى إفراغ الحياة السياسية من مضامينها الرئيسية، والمتمثلة في القيم الديموقراطية التي يقوم عليها الحكم الرشيد، من سيادة للقانون، وتحقيق مبدأ المواطنة، وتنظيم العمل السياسي بما يضمن تشكيل كُتل نيابية كبيرة تحقق أغلبية برلمانية، تتيح لها تشكيل حكومة تُمنح الثقة بناء على برنامج عمل تم طرحه في الانتخابات. متابعة قراءة تدمير البيئة السياسية
التصنيف: د.علي يوسف السند - البُعد الآخر
دكتوراه فلسفة إسلامية – بكالوريوس شريعة – عضو هيئة تدريس/الدراسات الإسلامية – إعلامي وكاتب صحفي
twitter: @al_snd
يا واش يا واش.. يا عالم!
لم أتصور أن الكتابة الصحافية قد أصبحت متعبة، وتتطلب قدراً من التيقظ يفوق ما كان عليه الوضع في السابق، ففي ظل التدفق المعلوماتي الهائل، والرغبة الجامحة لوسائل الإعلام في أن تتصدر شاشاتها عبارة «عاجل»، ومع تطور وسائل التواصل الاجتماعي التي صنعت ما يُعرف بـ «إعلام المواطن»، الذي يستطيع كل إنسان فيه أن يصبح مصدراً للخبر، يحرره وينشره بواسطة جهازه الذكي، بعد أن كان ذلك حكرا على المؤسسات الإعلامية الكبرى والتقليدية، في ظل هذه الثورة المعلوماتية تصبح مهمة كتابة المقالات أشبه بالسباق مع الزمن.. والذي تفشل في إدراكه أحيانا كثيرة!
ما إن تنتهي من كتابة مقال عن الحرب على الحوثيين، وعناصر القوة عندهم، حتى تفاجأ بقرارات مجلس الأمن بالتضييق على الحوثيين وحظر تصدير السلاح لهم، ليتحول المقال في لحظات إلى جزء من التاريخ! متابعة قراءة يا واش يا واش.. يا عالم!
الظهر الخليجي المكشوف.. إلى متى؟!
قيل في المثل: «قبل صعود السلَّم، تأكَّد من الجدار الذي يستند عليه».
تلك خلاصة الدرس الذي يجب على دول الخليج الاستفادة منه، بعد عقود طويلة من تجاربها في بناء تحالفات مع أنظمة سياسية عربية، راهنت عليها، لكنها خسرت الرهان، فانقلبت تلك الأنظمة عليها، وعضت الأيدي التي احتضنتها، ولم يعد في وسع دول الخليج إلا أن تقول:
وكم علمتُهُ نَظْمَ القوافي
فلما قال قافيةً هجانــــي متابعة قراءة الظهر الخليجي المكشوف.. إلى متى؟!
هشاشة أوضاعنا الداخلية
«إن المصائب يَجْمعنَ المصابينا» شطر بيت لأحمد شوقي يعبر عما هو ثابت ومستقر بين الناس. فمن المعروف أنه في ظل المصائب والظروف الاستثنائية تتوحد الجبهة الداخلية، ويتناسى الناس خلافاتهم، أو يؤجلونها بعض الوقت، إلى أن تستقر الأمور، لكن الأحداث الأخيرة التي عصفت بعالمنا منذ بداية الربيع العربي وإلى يومنا هذا، والتي ألقت بظلالها علينا في الكويت من خلال محطتها الأخيرة في الحرب على الحوثيين، كشفت عن حالة من الهشاشة المجتمعية، والقابلية المفرطة للانقسام الحاد عند أي أزمة، فما أن يستجد أمر حتى ينقسم الناس إلى «فسطاطين»، ويأخذ كل طرف موقعه، ويرسل كل فسطاط إلى الآخر رسائل الإقصاء والتخوين والتهم المعلبة، وتسجيل النقاط على الخصوم، ويتم ذلك بشكل آلي من دون حاجة إلى التفكير في مجريات الأحداث، أو محتوى الخطاب، وعواقبه على البلاد والعباد! متابعة قراءة هشاشة أوضاعنا الداخلية