احمد الصراف

مهمة سالم عبدالعزيز (1 – 2)

على الرغم من كل ما اشعر به من إحباط بقدرة هذه الحكومة على فعل شيء لانتشال الوطن من عثراته التي لا مبرر لها، فالكويت ليست مصر ولا اليمن، ولا حتى السعودية، فهي تكاد تكون الدولة الوحيدة في العالم التي لديها كل هذا الكم من المشاكل السخيفة والمعوقات الأكثر سخافة، في الوقت الذي تمتلك فيه إمكانات وقدرات بشرية ومالية كافية لإنهائها، وتقليل الفساد لحده الأدنى خلال فترة وجيزة، فالأمر لا يتطلب غير التصرف برشد وتطبيق القانون على الجميع، ووضع خطط التنمية والإصلاح موضع التنفيذ!
أقول على الرغم من تشاؤمي الحاد، والمبرر، فان هناك ربما بصيص أمل، وهذا ما سنتطرق له تاليا.
صعقت خلال الأسبوع الماضي مرتين؛ الأولى عندما مددت يدي بالعيدية لسيدة اعرفها فشكرتني وقالت انها لا تريد مساعدتي، لأن الحكومة تصرف لها شهريا 600 دينار فقط لكونها «ربة بيت»! والصدمة الثانية كانت عندما علمت بأن كل موظف يحمل شهادة جامعية ويعمل في القطاع الخاص تدفع له الدولة مبلغا يزيد على 700 دينار، كمساعدة! وقد يفسر البعض دفع هذه المبالغ كنوع من توزيع الثروة وتحقيق دولة الرفاه، ولكن الحقيقة أننا نقوم بقتل المواطن ببطء بمثل هذه العطايا والهبات التي من المفترض أن توجه لمجالات الرفاه الحقيقية التي تدفع بالارتفاع بنوعية ومستوى معيشة المواطن من تعليم وطبابة وثقافة وترفيه، وليس بما في يديه من نقد! فما الذي يفيد هذه السيدة دفع 600 دينار لها، إن كان الأمن مفقودا، الطب متراجعا، والتعليم منهارا، هذا فوق أن دفع هذه المبالغ غير العادية للمواطن ستدفعه لأن يتخلف أكثر، علما بأن التأثير المؤقت لدعم العمالة الكبير سرعان ما تبخر في اليوم الذي سكتت فيه الحكومة على التصرف الأخرق الذي أقدم عليه وزير نفط محسوب على الإخوان المسلمين، والذي قام بموجبه بمضاعفة رواتب موظفي النفط من دون مبرر، مما دفع بقية الوزراء للاقتداء به، فحدثت هجرة مضادة من القطاع الخاص الىالقطاع العام، الذي أصبحت رواتبه أعلى من الخاص، وربما الأعلى في العالم؟ بالتالي لم يفاجأ الكثيرون بالتحذيرات من أن ميزانية الدولة ستواجه عجزاً في السنة المالية الحالية، مرشحا للارتفاع! فلو دققنا في بعض ارقام موازنة الدولة لوجدنا أننا وطن متخم بالنقد، ضعيف في التدبير، وشديد التخلف. فإيراداتنا تبلغ 18مليار دينار، يساهم مورد النفط بـ %93 منها، ومع هذا نصرف على بندي الرواتب والدعم %85 من إجمالي الميزانية، ولا أحد في السلطة (المجلس والحكومة) يود إشغال نفسه بمثل هذه النسب الخطرة، في ظل إنفاق استثماري يقارب الصفر. علما بأنه تم تقدير إيرادات الدولة على أساس ان الكويت ستنتج «حتما» 2.7 مليون برميل يوميا، وستقوم حتما ببيع البرميل بــ70 دولارا! وهذا يشبه وضع سائق التاكسي الذي يبلغ دخله اليومي 20 دينارا، ويتصرف على أساس أن مكسبه الشهري 600 دينار، من دون التحسب حتى لاحتمال إصابته بإسهال يمنعه من العمل، هذا غير تعطل سيارته!
وحيث ان من الصعوبة تخفيض الرواتب، فإن الأمر يتطلب التفكير في حلول عملية تكون المدخل لبرنامج إصلاح شامل يطال الكبير والغني والمتنفذ قبل صاحب الدخل المحدود، وحتى المتوسط!
وهذا موضوع مقالنا ليوم غد.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

احمد الصراف

فندق كاليفورنيا

تعتبر موسيقى الروك Rock بتفرعاتها المتعددة، نوعا من الموسيقى الشعبية، وقد عرفت لأول مرة في الخمسينات في أميركا، فيما عرف بعصر «الروك أند رول»، وتطورت في الستينات وما بعدها لأنواع متعددة، وبالذات في بريطانيا وأميركا. وقد تأثرت موسيقى الروك بأغاني الزنوج الحزينة والأغاني القروية الشعبية، كما كان لموسيقى الجاز والموسيقى الكلاسيكية تأثيرها عليها، وأداء هذا النوع من الفن يعتمد بصورة أساسية على الغيتار الكهربائي ومجموعة الطبول وعلى الأداء، وعادة ما تكون فرقة الروك مكوّنة من 4 فنانين، وغالبا من البيض، كما تعتمد في نجاحها على العروض الحية، وعلى أصالة معاني كلماتها الهادفة غالبا، مقارنة بموسيقى «البوب»! وقد شهدت فترة الستينات الذهبية ميلاد تفرعات الروك، مثل: بلوز روك، وفولك روك وكنتري روك، وجاز روك وغيرها. كما كان لموسيقى الروك دورها في خلق الكثير من التفاعلات والتغيرات الاجتماعية، ورفضها المجتمع الاستهلاكي والحروب، والتفرقة العنصرية، ومواقفها الإيجابية من الليبرالية، وبالتالي كانت صوت الشباب، ورفضهم لهيمنة المؤسسة السياسية، ومع هذا لم تخل أغانيهم من العاطفة والحب طبعا. ولو أخذنا أغنية مثل The Great Pretender لفرقة The Platters، التي غنوها قبل 60 عاما تقريبا، لوجدنا أنها لا تزال منتشرة حتى اليوم. كما تعتبر أغنية «فندق كاليفورنيا»Hotel California لفرقة «الإيجلز» من أكثر أغاني الروك شهرة على مر السنين، وتقول كلماتها الغريبة: «في طريق صحراوي مظلم وسريع، والهواء البارد يعبث بخصلات شعري، ورائحة زهرة الكولياس الدافئة تملأ الجو، رأيت في الأفق البعيد أضواء براقة، وأحسست برأسي يثقل، ونظري يضعف، وبأن عليَّ أن أتوقف عن القيادة في هذه الليلة. وهناك كانت تقف فتاة في الممر، وسمعت رنينا ونداء، وقلت لنفسي: قد يكون هذا هو النعيم أو قد يكون الجحيم! وهنا أشعلت الفتاة شمعة وطلبت مني أن أتبعها، وسمعت وأنا أتتبع خطاها أصواتاً تناديني قائلة: أهلا بك في فندق كاليفورنيا، فهو مكان رائع بوجوه رائعة. في فندق كاليفورنيا الغرف عديدة، وتجدها جاهرة في اي وقت من العام، ووجدت أن للفتاة هوساً بتيفاني، وبسيارتها «المرسيدس بندز»، وأن لها أصدقاء شبابا شديدي الوسامة، وتناديهم بأصدقائها، ما أجمل رقصهم، في ساحة الفندق الخلفية، في تلك الصيفية الجميلة. بعضهم يرقص ليتذكر شيئا ما، وآخرون يرقصون لينسوا أشياء ما، وهنا طلبت من النادل أن يحضر لي كأس نبيذ، فقال إنهم توقفوا عن إحضار ذلك الشراب منذ 1969! ولكني استمررت في سماع تلك الأصوات التي تناديني من بعيد، طالبة مني أن أقوم من منامي في منتصف الليل فقط لكي أسمعهم يقولون: «أهلا بك في فندق كاليفورنيا، يا له من مكان رائع، يا لها من وجوه رائعة».. إلى آخر الأغنية التي يمكن سماعها بالنقر على الرابط التالي http://www.youtube.com/watch?v=NUbTW928sMU

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

احمد الصراف

تساؤلات محيرة

كتب الزميل العراقي طالب الشطري مقالا، ننقله بتصرف قال فيه: زرت بلاد الاغريق ووقفت على اطلالهم، وزرت الرومان وشخصت في هياكلهم، وزرت بلاد الفرس وجلست بافياء تخت جمشيدهم، وزرت سومر وبابل ورأيت مدنا تعلن عن نفسها وهي مطمورة، وتساءلت: كيف عمرت دولتا الأمويين والعباسيين لمئات السنين، في عهد51 خليفة، ولا نجد لحكمهم أثرا هندسيا؟ وكيف عاشت بغداد عصرا ذهبيا، وأصبحت عاصمة العالم العلمية والثقافية والفنية؟ لندع المسلمات التاريخية جانبا ونتحاسب: من بين اكثر الابنية صمودا عبر التاريخ دور العبادة بحكم قدسيتها وخوف الناس من التعرض لها، ولنفترض هنا ان القصور الفخمة والقلاع المهيبة والجامعات العلمية المتطورة والبيوت والحمامات والمعسكرات خربتها الحروب ونهبها الناس فأين هي المساجد؟ ولماذا نرى صمود المسجد الاموي، الذي سبق أن كان كنيسة، حولوها عنوة الى مسجد، ولا نرى سواه؟ ولماذا بقيت آثار فرنسا والمانيا وبريطانيا وايطاليا واسبانيا ودول العالم الأخرى من قصور وقلاع وابنية حكومية واهلية واختفت آثار الدولتين الاموية والعباسية؟ الجواب يكمن بأن العرب لم يكونوا اهل بناء، وأنهم استغلوا الدين لمهاجمة الشعوب حولهم، وكان العراق الحلقة الأضعف. كما أن مكونات الدولتين الاموية والعباسية هما مجموع الهجمات التي ظل العرب يشنونها على الشعوب وينهبون ذهبها ويسرقون فتياتها، ويقتلون رجالها او يجبرونهم على الدخول في دينهم. ولا توجد دولة اموية او دولة عباسية بمعنى دولة عمران في الصناعة والزراعة والبناء والتجارة والعلوم. كما أن من غير المعقول أن تبقى آثار «طاق كسرى»، تقاوم الهدم وتظل شامخة، فيما كل الذي تبقى من بغداد حائط مدرسة! وكيف نقول إن سامراء، تعني «سر من رأى»، وليس فيها ما يسر! كما أن بناء الملوية لايمكن ان يكون من العصر العباسي، وذلك لتعارضه مع عقيدة المسلمين في معنى قتل النفس. وبالتالي فإن الأمويين والعباسيين لم يتركوا تراثا عمرانيا، وأهملوا حتى بناء الكعبة، إلى أن جاء العثمانيون، الذين تأثروا بالعمارة الرومانية، وجددوا بناءها، علما بأن بداية العثمانيين كانت تحويل الكنائس الى مساجد. ان الدولتين الاموية والعباسية في صورتهما الواقعية نموذج للامبراطورية المنغولية التي طبعها العنف في اذهان الناس، وليس العمران على الارض. واننا نسمع بواسط، التي اسسها الحجاج ولا نراها، ونسمع بالكوفة ولا نراها، علما بأن قصر الامارة فيها كان بناء أسسته دولة اخرى، وهو ما منع الامام علي من النزول فيه، فلو كان هذا ملكية اسلامية لما امتنع الخليفة من النزول فيه. وعندما نسأل عن الكوفة يقال لنا ان قبيلة خفاجة دمرتها في هجمات متلاحقة، ولكن سور الصين بقي شاهدا على الاباطرة الذين بنوه وكذا الاهرامات وآثار سومر وآشور وآكاد! فلماذا اختفت آثار حضارة حديثة عمرها بضع مئات من السنين؟ ولو كان للدولتين الاموية والعباسية وجود مادي لرأيناه قد انعكس على ملكية الارض واعمارها وعلى استقرار الشعوب. ولو افترضنا أن صناعة الحرير والورق انتشرت بفعل الصينيين، وانتشرت صناعة السفن بفعل الاغريق والرومان وانتشرت اللغة الانكليزية نتيجة سيادة الامبراطورية البريطانية، وهذه ثقافة الجينز والموسيقى والكمبيوتر تغزو العالم بقوة أميركا، فلم لم ينتشر اللباس العربي او اللغة العربية او عادات العرب واخلاقهم وتصبح موضة عالمية، حتى لفترة قصيرة من الزمن تتناسب وتمكنهم يوما من حكم نصف العالم؟
وعليه فإن الاسلام دين أصلح حياة العرب وقومها، لكنه لم يدع يوما أن وظيفته اقامة دولة. والكتب التي قالوا ان المغول ألقوها في دجلة، وجعلوا ماءه حبرا ازرق، تجدها في مكتبة الكونغرس الاميركي.

أحمد الصراف

احمد الصراف

تصريح د. مساعد والمختلس

أعلنت جمعية إعانة المرضى، وهي جمعية تسعى إلى تقديم ما يمكن من مساعدات مادية ومعنوية للعديد من المحتاجين، سواء من متلقي العلاج، أو أهاليهم إن لم يكن لديهم معيل غيره، أعلنت أنها تكفلت بمساعدة أكثر من عشرة آلاف حالة، وأنها صرفت في سبيل ذلك 2.5 مليون دينار خلال عام 2013! وهذا جهد تشكر عليه، على افتراض أنها لم تتحيز لنوعية من المرضى وتتجاهل غيرهم. وقد ذكّرني إعلانها الصحفي بالخسارة الكبيرة التي تعرضت لها الجمعية قبل سنوات، عندما قام محاسبها باختلاس ما يقارب الأربعة ملايين دولار من حسابها المصرفي، وعلى مدى أربع سنوات، دون أن «ينتبه» أحد إلى النقص الكبير في أرصدة الجمعية أو يقدم أمين صندوقها أو رئيسها استقالته بعد ثبوت التهمة بحق المحاسب المختلس، الذي هرب من البلاد، قبل أن ينكشف أمره، بعد أن اكتفى. وقد حاول «البعض» في حينه اعتبار الأمر سرقة وانتهت، ولا داعي لزيادة خسائر الجمعية على المحامين ورسوم التقاضي. ولكن آخرين في الجمعية، وبإيعاز من «الشؤون» قرروا في حينه عدم الطمطمة على القضية وملاحقة المختلس وإصدار حكم بحقه، وهذا ما حصل! وبعد سنوات ضبط الجاني في قطر، التي قبلت بتسليمه إلى الكويت، وكتبنا وقتها بأن البعض سيسعى إلى منع عملية التسليم، فليس في مصلحتهم استرداد المختلس، فقد يكشف الطريقة التي تمكن بها من سرقة مثل ذلك المبلغ الكبير وعلى مدى أربع سنوات دون أن ينكشف أمره، واحتمال وجود جهات داخل الجمعية تعاونت معه! وهذا ما حصل، حيث لا يزال أمره معلّقاً، ولم تقم قطر بتسليمه إلى الكويت!
والآن، نتمنى على الدكتور مساعد السعيد، رئيس اللجنة الطبية في الجمعية، أن يلحق إعلانه بأنشطة الجمعية الطبية بآخر يبين فيه ما تم في قضية المحاسب المختلس وسبب تأخر جلبه إلى الكويت ليواجه ما صدر من أحكام بحقه، ولتبرئة من تلطخت سمعتهم من أعضاء مجلس الإدارة نتيجة لتلك الجريمة، ومحاولة كشف من احتمل مشاركته في الجرم من الأعضاء!

أحمد الصراف

احمد الصراف

وهم الدولة الدينية

ربما كان وصول التيار الديني المتمثل في الإخوان للحكم، وسقوطهم السريع، أفضل ما حصل عليه الوطنيون في صراعهم السلمي مع قوى التخلف والظلام، كما كشف سقوطهم وصوليتهم، وعقم كل ادعاءاتهم بالاستقامة والزهد، فقد طمأنوا الجميع في البداية بأنهم لا يسعون للفوز بالأغلبية البرلمانية في مصر، ولا شغل مقعد الرئاسة! ولكن ما ان حانت الفرصة حتى قفزوا للحكم، متناسين وعودهم، غير عابئين بالأبرياء الذين تعرضوا للدعس والموت تحت اقدامهم، كما فضح فشلهم الكثير من غلاة مؤيديهم، وكشف سطحيتهم وبذاءة حججهم ودمويتهم، ومن هؤلاء يوسف القرضاوي، رئيس ما يسمى بــ «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»، عندما طالب في عدة خطابات «ساذجة»، تمتلئ بالحقد والضغينة، جميع المصريين، بالخروج من بيوتهم لمناصرة المعتصمين بميداني رابعة والنهضة، لافتا إلى أن هذا الأمر فرض على كل مسلم، مطالباً الجنود بعدم سماع الأوامر بضرب المعتصمين بالنار. وقال، في كلمته التي بثت من قناة الجزيرة، إن على مسلمي العالم أجمع أن يخرجوا في هذه الليلة، ويدعوا الله لإخوانهم المسلمين في كل دول العالم، وأن يصلوا، والله يسمع السر، وأن يذهبوا للسفارات المصرية في كل دول العالم ليوصلوا أصواتهم! وقال: فبعد أن حلمنا سنوات طويلة بالحكم، وعندما وصلنا بعد عام واحد فقط أخذوا «مننا» هذا الحلم! (هل هذا اسلوب رئيس علماء؟)، وبالطبع لم تستجب أي جهة لأدعيته، كما حلم، أو توقع. وفي خطاب آخر بث من الجزيرة هاجم القرضاوي، وبلهجة غير مقبولة، مواقف زعماء السعودية والكويت والبحرين والإمارات، من أحداث مصر الأخيرة، ووقوفهم بجانب النظام الحالي في مصر، وصدرت منه، وهو في قمة تحزبه البغيض، كلمات ما كان يجب ان تصدر من شخص مثله يدعي كل هذه «المعرفة»! أما في الكويت فقد تباكى بعض «مشبوهي» الإخوان والمتسترين منهم على المصير الذي لقيه «إخوانهم» في مصر، ولم يكتفوا بالتباكي عليهم، والمناداة بإعادة تنصيب شخص متواضع الإمكانات على كرسي الحكم، بل ولم يترددوا في تسطير المقالات في مناقب الإخوان وفضائلهم، والدفاع عن المخزي من مواقفهم اثناء الغزو والاحتلال، متناسين أن إخوان الكويت لعبوا على أكثر من حبل، فتواجد البعض منهم في مؤتمر الطائف، الذي سبق ان شاركت فيه، وتواجد غيرهم في مؤتمرات معادية للكويت كلاهور واجتماعات عمان!
لقد ذهب السحر وانكشفت ألاعيب السحرة، ولن تفيد محاولات البعض التغطية على الفتق الكبير الذي أصاب سمعة الإخوان، وما كان يشاع عن قدراتهم التنظيمية، فقد تبين ان كل ما كان يقال عنهم كان مبالغا فيه، وهم لم ينجحوا في غير مجالات حياكة المؤامرات والمشاركة في عمليات الاغتيال وتصفية الخصوم، وتشويه سمعة مناوئيهم، وتكوين الشركات لتحقيق الشخصي من مصالحهم.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

احمد الصراف

الجمل الثامن عشر وقصة الميراث

ترك رجل كهل ميراثاً مكوناً من 17 جملاً، وطلب في وصيته توزيع الجمال على أبنائه الثلاثة حسب نسب محددة، فالأكبر له نصف التركة. والأوسط له الثلث. أما الأخير، فيأخذ التسع، أي حصة من تسع حصص! وبما أنه يصعب قسمة 17 جملاً إلى أي من النسب التي ذكرت، فقد دبّ الخلاف بينهم، وقرروا الذهاب إلى حكيم ليفصل بينهم، فقام هذا بإهداء الاخوة الثلاثة جملاً من عنده، فأصبح عدد الجمال 18، وقام بقسمة العدد على 2، فحصل الابن الأكبر على 9 جمال، وقسم العدد على 3، فحصل الثاني صاحب الثلث على 6 جمال، وحصل الأخير صاحب نسبة التسع على جملين! وبجمع عدد الجمال التي حصل عليها كل ابن (9+6+2) تبين أن المجموع 17 جملاً، وبقي جمل واحد استرده الرجل الحكيم، لأنه كان أصلاً جمله! وهكذا حل معضلة الاخوة الثلاثة بحكمته دون أن يخسر أي طرف شيئاً!
وبالرغم من المغزى العميق لهذه القصة، التي تتعلق بإيجاد الحلول لأكثر المشاكل تعقيداً، والإيمان بوجود حل، بالتفكير خارج الصندوق، كاقتراح بيع الجمال مثلاً وقسمة حصيلة البيع بينهم حسب الحصص المحددة، وهذا ما لم تمنع الوصية القيام به، إلا أن البعض فضّل نسبتها لأحد «الأئمة»، وكيف أن «حكمته» وعبقريته هما اللتان أنقذتا الموقف، متجاهلين أن الدين الإسلامي يسير على قاعدة «لا وصية لوارث»! أي أن المسلم، ربما بخلاف بقية أهل الأرض، لا يحق له ترك وصية يقسم فيها تركته بعد موته، بنسب يختارها على هواه، فهنا لا خيار له، فالقسمة شرعية وتخضع لقواعد محددة، وبالتالي يمكن الافتراض أن قصة الـ17 جملاً ليست من التراث الإسلامي، وقد تكون قصة هندية.
ومن جانب آخر، نجد أننا لو قمنا بمراجعة نظام الوراثة في الإسلام، فإننا نواجه معضلات كثيرة في قضايا توزيع التركات، وكانت هذه سبباً في اختلاف كبار المفسرين عليها، ونتج عن خلافاتهم تفرقهم إلى شيع ومذاهب شتى. فالابنة، التي لا اخوة لها مثلاً، تحجب عند الشيعة الميراث عن غيرها ويكون جميعه لها، بعد موت والدها، بينما في المذاهب السنية، فإن الابنة لا تحجب عن غيرها، وبالتالي يشاركها آخرون في التركة، كعمومتها. وهذا مثال من عشرات الأمثلة الأخرى. ولو قمنا بمراجعة ما كتب عن قضايا الميراث وطرق توزيع التركات، وما دون في عالم الإنترنت عن هذا الموضوع، لهالنا كل هذا التعقيد والاختلاف على أمور كان من المفترض أن تكون بديهية، ولا تكون سبباً لاختلاف المسلمين عليها، ولا أدري لماذا لا نكون كغيرنا، ولكن هل يعتقد غالبيتنا بأننا.. «كبقية» البشر؟

أحمد الصراف

احمد الصراف

الإنسان والأسنان

تتزايد معارفنا يوميا، ومع زيادتها يزداد إحساسنا بالجهل، وتقل الأنا أو الذاتية فيها، وتزيد سعادتنا. ومن الأمور التي أدخلت معرفتها السرور لقلبي أخيراً ما اطلعت عليه عن مدى أهمية العناية بصحة الفم، من أسنان ولثة، وكيف أن لهذا الأمر تأثيرا، ليس فقط على المنظر العام لوجه الإنسان، بل وعلى صحة قلبه ونفسيته ومعدته ونضارة وجهه ومدى استمتاعه بالحياة، وليس في هذا أي مبالغة. وللمزيد عن هذا الموضوع يمكن البحث في الإنترنت.
لا توجد اليوم طريقة أكثر فاعلية لتنظيف الأسنان واللثة أكثر من استخدام فرشاة الأسنان، بأشكالها المتعددة، مع معجون جيد ومناسب، واستخدامها لا يغني عن استخدام خيوط التنظيف، لإزالة ما علق بين الأسنان، والذي لا يُزال عادة بالفرشاة. كما أنه يستحسن استخدام مضخات الماء، خصوصاً لمستخدمي مواد تقويم الأسنان.
وقد عرف الإنسان كيفية تنظيف أسنانه منذ القدم، فقد استخدم أغصان الأشجار، المسواك، وريش الطيور واللبان (العلكة)، وعظام الحيوانات. وبينت الآثار أن فراشي الأسنان عرفت في الهند وأفريقيا، وذلك قبل 3600 عام! كما عرف الصينيون واليابانيون تاليا فراشي الأسنان المصنوعة من شعر ذيل الحصان، وكان ذلك قبل 1330 عاما، وانتقل استخدامها منهم لأوروبا خلال القرن الــ17. وكانت بريطانيا، حتى منتصف القرن الماضي تستورد فراشي الأسنان المصنوعة من مسكات عظام ومن شعر ذيل الحصان من الصين. وعرف العالم الفرشاة الحديثة لأول مرة على يد السجين البريطاني وليم أديس والذي أصبح ثريا من وراء صناعتها، بعد خروجه من السجن. كما عرف العالم أول تسجيل لعلامة رسمية لفرشاة في عام 1857، وكان ذلك في أميركا، ولكن لم يبدأ إنتاجها تجاريا حتى عام 1885. وينصح اليوم الأطباء باستخدام النوع الناعم من الفراشي، فالقاسية يمكن أن تؤثر سلبا على لمعان الأسنان، وقد تتسبب في تهيج اللثة.
أما خيوط تنظيف الأسنان Dental floss فقد ابتكرها عام 1815 الأميركي ليفاي سبير، وكان يعمل طبيب أسنان. ونصح باستخدام خيوط الحرير فيها، ولكنها لم تصبح بمتناول المستهلك حتى 1882 عندما أنتجت كودمان وشورلفت خيوط الأسنان غير المشمعة، ولكن استخدام الخيوط في تنظيف الأسنان كان محدودا حتى الحرب العالمية الثانية، عندما قام د. شارلز باس باستخدام خيوط النايلون، التي تفوق خيوط الحرير في مزاياها.
أما أجهزة أو مضخات تنظيف الأسنان بالتدفق، أو الدفع المائي Water jet, waterpik فقد أصبحت منتشرة، وهي مثالية لمستخدمي تقويم الاسنان وغيرهم، وهذه عرفها العالم على نطاق واسع عام 1962. وبسؤال طبيب معروف عن أفضل الوسائل لتنظيف الأسنان تبين أن الفرشاة والمعجون المصاحب لها هما الأفضل، وأن يسبق ذلك تنظيف الأسنان بالخيوط المعالجة بالشمع أو بغيرها، أو بتنظيفها باستخدام الدفع المائي، حسب تركيبة أسنان كل شخص. وعموما يمكن القول إن تنظيف ما بين الأسنان باستخدام الخيوط أفضل من استخدام آلة ضخ الماء، حيث إن الخيط مفيد في كشط جوانب كل سن من المواد التي لا تزال عالقة بها مقارنة بقوة آلة دفع الماء، فهذه قد تكون مفيدة لمنع أمراض اللثة أو إدمائها، ولكنها لا تغنى عن استعمال الفرشاة والخيط. كما يفضل غسل الأسنان، واللسان، قبل وبعد النوم مباشرة، فالكثير من البكتيريا تتجمع على سطح اللسان أثناء الليل، ويتطلب الأمر كشطها. 

أحمد الصراف

احمد الصراف

نحن واليهود والكاثوليك

أحمد الصراف
لا أؤمن بمقولة سيطرة «اليهود أو الصهيونية» على الإعلام الغربي، من صحافة وتلفزيون ووكالات أنباء، وحتى سينما! ومرد ذلك ليس سخف هذه المقولة، التي قد تكون حقيقية، بل لأن أحداً لم يمنعنا، مع كل ما نمتلك من ثروات وما لدينا من أثرياء، عقلاء وسفهاء، من تملك حصص مؤثرة في أي منها، والتي تكرر عرض الكثير منها للبيع على مدى نصف القرن الماضي، والتي يمكن الاستحواذ على أغلبيتها من خلال شراء أسهمها! كما أن عدم إيماني يعود إلى حقيقة أن الأمر لا يتعلق فقط بعزوفنا عن الاستثمار في هذه الوسائل، وإصرارنا على التذمر من سيطرة اليهود عليها، بل وأيضاً لأننا غير جديرين بتملكها أصلاً، حتى لو أردنا ذلك! فالاستثمار في الصحافة العالمية مثلاً ليس كالاستثمار في صناعة الملابس أو في شركة نفطية، والاعتماد على إدارة المصنع لتحقيق النجاح المالي، بل يتطلب تملك صحيفة أو قناة إخبارية عالمية توافر قدر هائل من حرية القول والنشر المطلقة لدى المشتري، إضافة الى عامل الإبداع! فليس من المجدي أن تملك أي دولة عربية وسيلة إعلام دولية إن لم تكن هي التي تديرها وتوجهها لمصلحتها، وبما أن كل دولنا تفتقد حرية القول والنشر، وتفتقد عامل الإبداع في مثل هذه المجالات، فعليها بالتالي التوقف عن وصف هذه الوسائل الإعلامية بالصهيونية العالمية، فاليهود أبدعوا ودفعوا ونالوا، ولم يمنعوا أحداً من أن يدفع وينال ملكية هذه الوسائل ويبدع فيها!
كان لا بد من هذه المقدمة الطويلة قبل الدخول في موضوع هذا المقال، والمتعلّق بنظرية «سيطرة اليهود على الصحافة الغربية وغيرها»، ومنها الـ «نيويورك تايمز»، التي تتهم دائماً بمحاباة إسرائيل ومناصرة قضايا اليهود، والترويج لفكرهم على حساب قضايا العرب، وهذا ليس صحيحاً بالمطلق. فقد كان لهذه الصحيفة، التي تصدر في معقل الكاثوليكية واليهودية الأميركية، دور كبير في فضح جرائم الاعتداءات الجنسية من قبل كبار رجال الكنيسة الكاثوليكية، ومنهم من كاد أن يصبح بابا، على أطفال الكنيسة. علماً بأن الاعتداءات طالت عشرات آلاف الأطفال على مدى عقود طويلة، وما زالت عملية الكشف على جرائم القساوسة والكرادلة المتطورين، والتغطية عليهم، مستمرة بين الكنيسة ووسائل الإعلام الغربية الحرة! وكان لافتاً للنظر قيام الـ «نيويورك تايمز» بتاريخ 22 يوليو بنشر مقال لفرانك بروني FRANK BRUNI، ذكر فيه أن القادة الروحيين الذين أنيطت بهم مهمة رعاية الأطفال وتعليمهم، وبيان طريق الصواب لهم في الحياة، قاموا باستغلال مراكزهم وتأثيرهم القوي على هؤلاء الأطفال واعتدوا عليهم جنسياً، وأن المعتدين استفادوا من عمليات التغطية على جرائمهم من رجال دين أرفع مرتبة، وساعدهم هؤلاء في التشكيك في «ادعاءات» الأطفال، المعتدى عليهم جنسياً من قبل آبائهم الروحيين من رجال الدين! والتغطية تمت ليس فقط خوفاً من الفضيحة، بل لكي لا تتوقف تبرعات «المحسنين»، وأن المسؤولين عن التحقيق في الجريمة فضلوا التغطية عليها، واتهام الأطفال بالكذب على أن يشمت أعداؤهم بهم!
الفقرة أعلاه لا تخص، كالعادة، فضائح كنسية، بل تتعلق باليهود الأورثوذوكس، الفرقة الأكثر تشدداً! ويقول الكاتب إنه يكتب مقاله لأن الصحافة امتلأت في العقدين الأخيرين بفضائح رجال الكنيسة، والآن جاء دور فضح رجال الدين اليهود.
المقال طويل، ويحتوي على معلومات مرعبة، وتعود لجرائم الأربعين سنة الماضية. وللمزيد يمكن الرجوع لأرشيف الـ «نيويورك تايمز».
والآن، من دون محاولة دفن الرؤوس في الرمال، هل نمتلك شجاعتهم، أم أننا غير؟

***
• ملاحظة: تعليقاً على مقال «مجلس عبدالحميد»، قال الزميل عدنان حسين: الأحزاب الشيعية لدينا في العراق تبرر استحواذها على السلطة منذ 10سنوات، بحجة استرداد حقوق الشيعة المغتصبة منذ 14 قرناً! ولكن شيعة اليوم أسوأ حالاً من ذي قبل، بسبب سكوتهم عن هضم حقوقهم من حكامهم الشيعة..

[email protected]
www.kalamanas.com

احمد الصراف

مجلس عبدالحميد الأعلى

دعا النائب المبطل عبدالحميد دشتي إلى إنشاء مجلس شيعي أعلى! وطلب من الأكاديميين والمختصين إعداد قواعد الأمانة العامة للمجلس، لحين دعوة العلماء، بكل مرجعياتهم، والوزراء والنواب السابقين والحاليين والأسر الشيعية، ليشكل «مناديبهم» (يقصد مندوبيهم) المجلس الأعلى، وفق موقف موحّد! وقال إن الوقت قد حان ليكون للشيعة كامل حقوقهم الدستورية! وإن شعار الشيعة كان دائماً «هيهات منا الذلة»!
وبصرف النظر عن هلامية الطريقة التي اقترحها لتأسيس هذا المجلس، وما اكتنفها من غموض، فإنه من الصعب التفكير فيها خارج سياق المصلحة الشخصية لمن فكر بها، في غياب أي آلية واضحة لطريقة اختيار مثل هذا المجلس الطائفي، خصوصاً أن أصحاب النفوذ السياسي والمال، أو أولئك الأكثر حدة في تطرفهم الطائفي، ستكون لهم الكلمة العليا في تسيير شؤون مثل هذا المجلس! وعلى ضوء ما شاهدناه من استقطابات طائفية وقبلية وعشائرية كريهة في الانتخابات الماضية، التي يتوقع أن تكون أكثر تطرفاً في القادم منها، فإننا بالتالي بغير حاجة إلى خلق استقطاب مذهبي آخر يكون عامل تفريق جديداً! كما أنه من الصعب تخيل اتفاق الجهات التي ذكرها، خصوصاً مندوبي الأسر، على صيغة موحّدة، أو من الذي سيحدد عدد الأسر المشاركة، علماً بأن مثل هذا المجلس، إن تم إنشاؤه، سيكون له دور خطير في تزكية من يفوز ومن يخسر في أي انتخابات نيابية أو بلدية مقبلة. كما سيسعى المسيطرون عليه لفرض مرشحيهم للحكومة، وكل هذا سيصبّ في نهاية الأمر في زيادة حدة الاحتقان والتطرف الطائفي، وزيادة تحكم أفراد محددين في قرارات وعقول وتصرفات الأغلبية ودفعها إلى التصويت أو لاختيار أشخاص قد لا يكونون أفضل من غيرهم، بل فقط لأن المجلس الأعلى رأى ذلك! وقد رأينا في التجارب القبلية المشابهة كيف أن اختيارات القبيلة، أو الجمعية الثقافية، لم تكن في الغالب تصبّ نحو اختيار الأفضل، بل لمن كان الأقرب فكرياً لها!
أما قضية أن الشيعة بحاجة إلى مجلس أعلى لكي يسترد «كامل حقوقهم الدستورية»، فهو أمر مثير للاستغراب! فإن كانت حقوق الشيعة غير كاملة، فلماذا سكت حضرته، وهو المحامي(!)، عن تكملتها، خصوصاً أنه وصل إلى البرلمان مرتين ولم نسمع عنه سعيه لاسترجاع المسلوب من حقوق جماعته؟ أما عن ادعائه بأن شعار الشيعة «هيهات منا الذلة»، فهو أمر يدعو إلى الاستغراب أيضاً، ويصبّ في التأجيج الطائفي الكريه، فهل يعني بكلامه أن «هيهات منا الذلة» لا يخص غيرهم، وأن الآخرين شعارهم «أهلاً أهلاً بالذلة»؟ وعلى افتراض أن ما ذكره صحيح، فهل جعل هذا من الشيعة قوماً أفضل من غيرهم إنتاجاً أو إنسانية مثلاً؟ ألسنا جميعاً مواطنين متساوين بشكل عام في مجتمع متخلف؟ وهل خصائص فئة منه أفضل من غيرها؟ وماذا فعل بهم عدم قبولهم للذلة، وهل كان له أدنى تأثير على وجودنا في المرتبة الـ38 في ترتيب دول العالم من ناحية مستوى المعيشة؟ لهذا ولغير ذلك من الأسباب نتمنى على عقلاء الوطن أجمع وأد فكرة إنشاء مجلس شيعي أعلى في مهدها، فلسنا بحاجة إلى استقطابات وصراعات أكثر.

أحمد الصراف

احمد الصراف

صراع الحضارة والبلادة

هناك صراع خفي، يبدو فاشلا في جانب، ومحموما في جانبه الآخر، يدور بين الدول البترولية، والعربية بالذات، والدول المستهلكة له كأوروبا والهند والصين واليابان وكوريا، وخصوصا تلك التي لا تمتلك اي مصادر طاقة، والتي تقوم ببذل كل جهد للتقليل من استهلاكها للبترول وعدم استيراد المزيد منه، إن كان عن طريق ترشيد الاستهلاك، أو زيادة انتاج وكفاءة السيارات الكهربائية أو التي تسير بالطاقة المتولدة عن حرق السكر.
وفي محاولة ذكية وبسيطة جدا لتوفير ملايين ليترات الوقود التي تضيع سنويا أثناء قيام اصحاب المركبات بالبحث عن مواقف خالية لإيقاف سياراتهم في الساحات الواسعة أو المواقف المتعددة الطوابق، قام مواطن كوري جنوبي بابتكار فعال، سينتشر سريعا في العالم، اعتمد على ربط بالون بلون براق مدون عليه ما يفيد بوجود موقف خال، بحبل لا يزيد طوله على ثلاثة امتار، وتثبيته في وسط كل المستطيلات المخصصة لوقوف السيارات ضمنها. فإن قامت اي سيارة بالوقوف في ذلك المستطيل، فإن مقدمة أو مؤخرة السيارة تدفع الحبل، وهي تدخل في الموقف، ليصبح تحت المركبة، فينخفض البالون بصورة تلقائية الى مستوى الأرض. وما ان يترك صاحب السيارة المكان، حتى يعود البالون بصورة تلقائية، للارتفاع فوق المكان الخالي ليبين للسائقين الآخرين وجود موقف فارغ، فيتوقفون عن البحث والدوران في الموقف من دون جدوى! وقد ساعدت هذه الطريقة الكثيرين في الاستدلال على الأماكن الخالية بسرعة قياسية ومن دون هدر وقت ووقود بلا داع! ويمكن من خلال الرابط التالي مشاهدة كيف يعمل هذا النظام البسيط ومدى فعاليته:

ما نود قوله هنا ليس الدعاية لهذا المنتج، الذي يمكن تصنيعه محليا بجهد قليل، بل لكي نبين أننا، كدول نفطية، لم نقم بأي جهد حقيقي استعدادا لليوم الذي سينتهي فيه دور النفط، أو على الأقل لليوم الذي سوف تقل فيه أهميته للعالم، وهو يوم آت لا محاله! فمن الواضح، من تصرفات حكوماتنا، أن التنمية آخر همومها، وخلق الوظائف لعشرات آلاف الخريجين، الذين سيغرقون سوق العمل لا يشكل مصدر قلق لها، وهي لا شك تؤمن بأن الاكتفاء بعملية «اختلاق» آلاف الوظائف الحكومية، و«سد حلوج» الخريجين برواتب مجزية كاف، لحين حدوث معجزة ما!

***
• ملاحظة: نرحب بعودة الشيخ محمد الخالد الى وزارة الداخلية، ونتمنى ان نرى حزما أكثر في تطبيق القوانين، وتقديرا أفضل لكل مواطن ووافد مخلص. وان تتوقف بعض قيادات الداخلية عن إهانة كرامة المقيم وجعله يعيش تحت رعب هاجس الترحيل.

أحمد الصراف