احمد الصراف

«فهموني يا جماعة»

يقول القارئ «م. العجيري» (وبتصرف منا) ان ما يحدث في سوريا أمر مثير للعجب وغير مسبوق في التاريخ الحديث، فقد تمكنت جهات، او التقت جماعات متخلفة متطرفة، سواء بأجندات خاصة أو تلك التي تعمل لمصلحة دول معادية للنظام السوري او حتى تلك التي لها، وفق قناعاته، أجندات لا علاقة لها بالثورة السورية، بل يصب وجودها في مصلحة النظام، التقت جميعها لتشريد وقتل الشعب السوري المنكوب، أو لخلط الأوراق، وجعل مسألة فهم ما يجري من المستحيلات، مع «مكائن» إعلامية موجهة من جهات مختلفة، تبدو أحيانا متناقضة وفاقدة للمصداقية، بما فيها وسائل الاعلام الغربية، وأحيانا أخرى صادقة بصورة مثيرة للشك. كما ساعد تشرذم وتشتت ما يسمى بالمعارضة في زيادة الطين بلة، وجعل تناقض المواقف الدولية، وانتقالها من وضع لآخر مناقضا له تماما وأمرا عاديا جدا، وجعل فهم ما يجري أكثر صعوبة حتى على أكثر العالمين بأسرار السياسات ومخترقي جدران الكواليس! ويستطرد صديقنا قائلا: ان موقف وزير الخارجية الأميركي، جوني كيري الأخير الذي «أشاد» فيه بتعاون النظام السوري في تدمير ترسانته من الأسلحة الكيماوية دليل آخر على عدم اهتمام أي طرف بدماء الشعب السوري، طالما أن كل ما يجري في سوريا لن يؤثر بنهاية الأمر في سلام وأمن جارتها إسرائيل!
ويعتقد العجيري أن ضمان أمن إسرائيل من الجانب السوري هو الورقة الرابحة التي لعب بها «بشار الأسد» ليدفع الأميركيين لأن يغضوا النظر عن أفعاله، وربما حتى الموافقة على إمكانية تمديد فترة بقائه في السلطة حتى الانتخابات الرئاسية السورية القادمة في 2014، على الأقل، والتي لا يعرف أحد كيف يمكن أن تقام في ظل كل هذه الفوضى، دع عنك نزاهتها!
المزعج في الأمر ما اعتقده أو شعر به البعض أو استنتجه من كتاباتنا، من أن مجرد انتقادنا لتصرفات بعض الفصائل المتطرفة المشاركة في الحرب الأهلية في سوريا يعني بصورة تلقائية تأييدنا للنظام، وهذا ما لم يرد قط على بالنا، ولم نفكر فيه او نسعى له. فقد كنا من أوائل من كتبوا منتقدين النظام لما يجري في سوريا، فالمسؤولية الأولى والأخيرة لما جرى ويجري في مصر وفي تونس وليبيا، لا تقع المسؤولية فيه على الاستعمار العالمي وقوى التخلف والرجعية ولا على الصهيونية العالمية، ولا القاعدة وأذنابها، بل على النظام الحاكم فيها الذي تشبث بالسلطة لعقود عدة دون محاولة، أو حتى مجرد التفكير في تمهيد الطريق لتسليم السلطة، عبر انتخابات نزيهة وحرة، لجهة اخرى! هذا ما سبق وان كتبناه أكثر من مرة ولا نزال نصر عليه.
يعود صديقنا ليقول انها ربما المرة الأولى في التاريخ التي تتعاون فيه مجموعة غريبة من جماعات ودول متناقضة المصالح والاهداف والتطلعات والسياسات في إحداث كل هذا الدمار والقتل والتشريد لشعب ما دون ذنب جناه، فما الذي جمع روسيا وإيران والصين وحزب الله والنظام السوري في جهة ضد أميركا(!!) والدول الغربية وقطر والسعودية والقاعدة وتركيا وغيرها في الجانب الآخر، هذا غير مرتزقة الطرفين؟
ما يحدث في سوريا امر محير حقا، ولا أعتقد أن أحدا، على الأقل من بين عشرات المحللين والمعلقين الذين استمعت أو قرأت لهم، استطاع أن يقنعني بأنه يعرف ما يجري هناك!

أحمد الصراف

احمد الصراف

أيام قد لا تعود

كنا في بداية الستينات نذهب أحياناً، خصوصاً في مواسم العطل الصيفية الطويلة، إلى مقاهي الشارع الجديد، شارع عبدالله السالم لاحقاً، التي كان الجيد منها يقع على أسطح عمارات الشارع التي لم يكن يزيد ارتفاعها على طابقين.
كنا نستمتع هناك بتناول الأطعمة الشعبية، ولعب الورق والدامة، وغيرها من الألعاب الشعبية. وكان حضور هذه المقاهي خليطاً من مواطنين موسرين ورقيقي الحال ومقيمين، خصوصاً من اللبنانيين العاملين في الشارع نفسه، وبعض المصريين من مدرسين وغيرهم. وكان النقاش السياسي يحتدم أحياناً بين الحضور، خصوصاً مع «تحركات» وخطب عبدالناصر. كان الوضع حينها في العراق والأردن ملتهباً، والصراع بين المعسكرين، الغربي والشرقي، محتدماً، وكل طرف من الحضور يبدي وجهة نظره، وكانت الأصوات تتعالى أحياناً، ويزعل هذا ويرضيه آخر ويتفق ثالث معهم، ثم فجأة يتوقف الجدال، ويلقي كل محارب سيفه، ويعدل من جلسته، وينهي كل مشارك آخر كلمات حديثه، قبل أن يسود الهدوء مع صدور أولى النغمات من جهاز الراديو الكرونديك الكبير الموضوع في صدر المقهى، وتبدأ ضربات الدف بالارتفاع يصاحبها لعب رقيق على أوتار عود أو نقرات خفيفة على قانون، وتسمح نحنحة من عازف و«تسليك» زور من آخر، قبل أن يرتفع صوت التصفيق من الراديو مؤذناً بقدوم من أتينا لسماعها، وبعد مقدمة موسيقية رائعة يبدأ الشدو ويخرج صوت أم كلثوم الجميل شاكياً متسائلاً شاكياً:
هجرتك يمكن أنسى هواك.. وأودع قلبك القاسي
وقلت اقدر في يوم أسلاك.. وأفضي م الهوى كاسي
لقيت روحي في عز جفاك.. بافكر فيك وانا ناسي
غصبت روحي على الهجران.. وانت هواك يجري ف دمي
وفضلت أفكر في النسيان.. لما بقى النسيان همي
لو خطر حبك في بالي.. والا زار طيفك خيالي
حاولت أهرب م الأفكار.. اللي تشعلل نار حبي
وافضلت وانا بالي محتار.. في الحب بين عقلي وقلبي
وكان هجري عشان أنساك.. واودع قلبك القاسي
لقيت روحي في عز جفاك.. بافكر فيك وانا ناسي
صعبان عليّ جفاك.. بعد اللي شفته في حبك
مش قادر انسى رضاك.. أيام ودادك وقربك
لكن اعمل ليه.. وانا قلبي لسه صعبان عليه
صعبان عليه انه اتمنى.. قربك
ونال مراده واتهنى.. بنعيم حبك
ورجعت تسقيه من صدك.. كاس الهجران
وتفوت عليه أيام بعدك.. سهد وحرمان
وقلت أراضيه وأنسي هواك.. وأودع قلبك القاسي
وقلت اقدر في يوم أسلاك.. وأفضي م الهوى كاسي
لقيت روحي في عز جفاك.. بافكر فيك وانا ناسي
ياما حاولت أنساك.. وأنسى ليالي هواك
وأنسى الجمال اللي شفته.. في الوجود وياك
حرمت روحي من كل نسمة.. كانت بتسري بينك وبيني
وحرمت روحي من كل نعمة.. كانت بتحلى وياك ف عيني
وقلت أعيش من غير ذكرى.. تخلي قلبي يحن إليك
ما فضلش عندي ولا فكرة.. غير إني أنسى أفكر فيك
وصبحت بين عقلي وقلبي.. تايه حيران
أقول لروحي من غلبي.. أنسى النسيان
ما دام باهجر عشان أنساك.. وأودع قلبك القاسي
واشوف روحي في عز جفاك.. بافكر فيك وانا ناسي

أحمد الصراف

احمد الصراف

دولة الجسر

يقول صديقنا يوسف ان الكويت اصبح لها رديف أو دولة موازية في الخارج، دولة يعيش فيها، بصفة دائمة او مؤقتة ومتقطعة، الكويتي المقتدر ماديا والمتنفذ سياسيا! فبالرغم من أن الخدمات الصحية العصرية عرفتها الكويت قبل أكثر من مائة عام، عندما جاء أطباء مستشفى الإرسالية الأميركية، وتاليا افتتاح الحكومة للمستشفى الأميري قبل 65 عاما، فإننا فشلنا كدولة وحكومة في أن نحقق شيئا مميزا في المجال الصحي يمكن ان نفتخر به، فلا نزال نتراكض للعلاج في الخارج، زرافات ووحدانا، طلبا لخدمة أفضل، والخلل ليس في الإدارة الصحية ولا الأطباء بقدر ما هو في الإدارة السياسية.
ولو نظرنا للتعليم لوجدنا أن خبراتنا الدراسية لا تقل عن الصحية عمقا، فأول مدرسة عصرية عرفتها كانت قبل اكثر من 100 عام، ومع هذا لا نزال نرسل جيوشا من الطلبة لتلقي العلم في الخارج، بعد ان اقتصرت «إبداعاتنا» التعليمية في الداخل على فصل كلية شريعة الصبيان لتكون في خيطان، وجعل كلية شريعة البنات في كيفان، والتميز في مسابقات حفظ القرآن والتعليم الديني!
ولو نظرنا للاستثمار، الذي كنا يوما ما رواده في المنطقة، لوجدنا أن البيئة الاستثمارية بائسة وطاردة، وهكذا غادرتنا جحافل المستثمرين للعمل في أسواق أخرى.
أما الفرح، الذي غاب عن وجوه كثيرة داخل الوطن، فقد أصبح الكثيرون يبحثون عنه في الخارج، في الوطن الموازي! فلا يكاد يمر اسبوع من دون أن نسمع خبر إقامة حفل زواج فلان في بيروت أو فلتان في إسطنبول أو دبي أو غيرها.
أما التائقون لسماع ومشاهدة الفنون العالمية الراقية، التي اصبحت كاللآلئ النادرة، فليس امامهم غير اوبرا مسقط، وما يقدم من فنون عالمية في صالات عرض فيينا ولندن ونيويورك، وحتى دبي الجميلة.
كل هذا مقبول للبعض، ولكن ما ذنب المواطن غير المقتدر، التائق للفن والمحب لمشاهدة أفضل العروض الفنية، والمشتاق لنسمة حرية، والباحث عن تعليم مميز وعلاج أفضل لابنته أو لأمه العليلة؟ هل عليه القبول بما يترك له من فتات العلم وقشور الصحة، وبسمات باهتة هنا وضحكات خافتة هناك؟
ألا يستحق شعب هذا الوطن، الثري بأمواله والغني بمبدعيه، أن يحصل على أفضل الخدمات في الكون؟ أليس مخجلا أن نرى كل هؤلاء الذين يضعون قدما داخل الكويت وأخرى خارجها؟ ألا نحزن جميعا عندما نرى جسرا لا بداية له ولا نهاية ومن غير منفعة، يقام ويغلق من جانبيه، ولا يحاسب أحد عليه؟ وهل من الإنصاف أن ندفع المواطن، الرقيق الحال، لأن يشعر بأنه أقل من غيره، وأنه مجبر لسماع ترهات البعض من مشرعينا، الذين يريدون أن يحرموه حتى من اقتناء تمثال صغير في بيته، لأن اقتناءه كفر، وكأن كل ما حرم منه وعليه لا يكفي لأنه يدفعه للكفر بكل القيم والمثل!

أحمد الصراف

احمد الصراف

غازاتنا وغازاتهم

عادة ما لا تتعدى معرفة الشعوب المتخلفة بالغازات إلا بما يقوم أفرادها بإنتاجه ذاتيا، وهذا النوع من الغاز ليس موضوع مقالنا!
لفت موضوع الغاز انتباهي عندما وردتني هدية جميلة من قريب مرفق بها عدة بالونات. فرح الأطفال بها، ولكن ما إن فلتت من ايديهم حتى ارتفعت بسرعة ملحوظة في الهواء، لأنها كانت مملوءة بغاز الهيليوم. وحتى دقائق من كتابة هذا المقال لم أكن أعرف عن الهيليوم helium سوى أنه يستخدم، لخفته، في نفخ بالونات الهواء، وبالبحث تبين، من مقال نشر في «الإندبندنت» البريطانية، أن أمره أعقد من ذلك بكثير، فالهيليوم هو ثاني أخف مادة في الكون، ويصل للغليان عند ادنى درجات الحرارة، وبالتالي يستخدم في بالونات الأفراح والمناطيد، ولكنه غاز يأتي من مصدر نافد، ويتعرض العالم لخطر فقده، وبالتالي تقوم دول عدة بالاحتفاظ بكميات استراتيجية منه، وهذا ما فعلته اميركا في عام 1923. ولكن قانونا صدر عام 1996 الزم الحكومة بيع مخزونها منه بحلول عام 2015، بصرف النظر عن أي كانت أسعاره. وقد حذر خبراء كثيرون من أن المخزون العالمي من غاز الهيليوم سينتهي خلال فترة تتراوح بين 15 و30 عاما، وهذا يعني كارثة لجهات كثيرة جدا، فهو يستخدم في أجهزة الــ MRI والسكانرز الطبية المعقدة، والتي يتم تبريدها بهذا الغاز، بعد تحويله إلى سائل. كما يستخدم في اجهزة مكافحة الإرهاب وفي أجهزة الكشف عن التلوث الإشعاعي، هذا غير مئات ملايين بالونات حفلات الأطفال وغيرها. وينتج الهيليوم إما من عملية الانشطار النووي للشمس، أو من التآكل البطيء لصخور أرضية، وهو المصدر الوحيد لكل مخزون الهيليوم على الأرض، والذي لا يمكن إنتاجه بطريقة صناعية، وبالتالي هو منتج ثانوي مصاحب لإنتاج الغاز الطبيعي، ويتواجد هذا الغاز بشكل رئيسي في حقول الغاز الطبيعية الضخمة في المناطق الجنوبية الغربية من أميركا. وغاز الهيليوم حيوي في عملية تبريد المفاعلات النووية وفي تبريد آلات كشف الأشعة ما فوق الحمراء، وفي محركات اختبار تأثير الرياح على الأجسام الطائرة. كما يستخدم الهيليوم في أجزاء حساسة من الأقمار الاصطناعية ومركبات الفضاء، وتستخدم «ناسا» غاز الهيليوم بكثافة كبيرة جدا في الحد من، أو تطهير الوقود القابل للانفجار الخارج من صواريخها. كما للهيليوم استخدامات حيوية للحصول على وقود نظيف. ولهذا كله تشعر جهات عدة بالقلق من تضاؤل المخزون العالمي منه بشكل مخيف، مع عدم وجود بدائل أخرى، فالمخزون الحالي استغرق تكونه قرابة الخمسة مليارات سنة، وليس بوسع العالم انتظار مدة مماثلة للحصول على المزيد منه. ويعتقد العالم ريتشاردسون أن قانون 1996 والذي يجبر الحكومة الأميركية على بيع مخزونها الاستراتيجي من الهيليوم لتغطية ما صرف على إنتاجه، خطأ استراتيجي قاتل، فقد تأثرت اسعاره سلبا نتيجة عرضه بكميات كبيرة في السوق العالمي. كما أدى هذا العرض الرخيص لسوء استخدامه، وعدم التعامل معه كمادة استراتيجية مهمة! ويعتقد العالم ريتشاردسون أن أسعاره يجب ان تضاعف لعشرين او خمسين مرة، وأن تلزم الجهات التي تستخدمه بكثافة، كوكالة الفضاء «ناسا» بإعادة استخدامه.
والآن هذا عن غازهم، فماذا عن.. غازاتنا؟

أحمد الصراف

احمد الصراف

السوريالية السورية

السوريالية Surrealism هي حركة ثقافية بدأت في عشرينات القرن الماضي، وتمثلت في شرح وتصوير التناقض بين الواقع والخيال والحلم واليقظة.
قامت قبل فترة مجموعة من طلبة الإعلام في جامعة الكويت بإعداد فيلم عن تجربة احتضان زوجين قادرين على الإنجاب لطفل غير معروف الأبوين. وهدف معدو الفيلم للترويج لفكرة إنسانية جميلة، ولفت الأنظار لأمر طالما حاولنا التستر عليه، وكأنه غير موجود! النادر هنا هو موافقة وزارة الشؤون على طلب التبني، فهناك المئات، وربما الآلاف ممن هم على استعداد لتبني طفل أو طفلة من دار «أيتام الشؤون»، أو غير معروفي النسب، إما لأنهم محرومون من الذرية، وإما لرغبتهم في القيام بعمل يفيد المجتمع، فما قام به هشام الطواري وصفا الفيلكاوي بتبنيهما الطفل محمد، تصرف رائع نتمنى أن نجد له صدى جميلاً في مجتمع قبيح بنفاقه وانغلاقه، خاصة عند تعلق الأمر بقضايا تحدث يومياً في أي مجتمع، ولكن محاولة التجمل بالكذب التي يعيشها الغالبية تمنعنا من الاعتراف بوجودها، وكأن إنكارها سيقضي عليها في نهاية الأمر. ومعروف أن المجتمعات الإسلامية، وبسبب حادثة دينية محددة ورد ذكرها في القرآن، هي الوحيدة التي لا تعترف أو تقر بموضوع تبني غير معروفي النسب. وقد لفت قارئ حريص نظري إلى ملاحظة دقيقة تتعلق بالواقعة المؤلمة التي تعرضت لها، أخيراً، مجموعة من الفتيات التونسيات اللاتي قمن، وبرغبتهن، كما صرّح وزير الداخلية التونسي، بالتسلل لسوريا وممارسة الجنس مع مجموعة من المقاتلين، تطبيقاً لفتوى «جهاد النكاح»، وكيف أنهن عدن بعدها إلى بلادهن وهن حوامل! وقد أثارت الحادثة، وما زالت، ردود فعل عديدة، ليس بينها أي رد من جهة دينية، ربما لاعتقادها بأن ليس في الأمر ما يشين، لأنهم سبق أن أقروا هذا النوع من «الجهاد الجنسي»! ويستطرد القارئ قائلاً: إنه طالما أن قوانين المجتمعات الإسلامية لا تقر التبني، فكيف سمح مشايخ الصحوة، أو الغفوة، لأولئك النسوة بممارسة عملية جنسية مع عدد غير معروف من الرجال في الفترة نفسها، وهم وهن على يقين بأن ما سينتج عن ذلك النكاح سيكون حتماً ابن سفاح؟ فمن هو والد من في أحشائهن؟ ألا تبدو الصورة هنا سوريالية عجيبة؟ وكيف نقبل أو نسعى لأن يكون هناك أبناء مجهولو النسب، ونصرّ في الوقت نفسه على تحريم الاعتراف بهم أو حتى بتبنيهم؟ أوَلا يشبه هذا الوضع، مع الاحترام للشخصية البشرية والفارق بين الكائنين، أن يحرم مجتمع ما تناول لحوم الخنازير وبيعها وشراءها، ويسمح في الوقت نفسه بتربيتها وإقامة مزارع لها؟!

أحمد الصراف

احمد الصراف

دعونا نحب

نقل عن ونستون تشرشل، السياسي البريطاني الشهير، أنه قال: «لن تصل الى غايتك ان توقفت لترمي الحجارة على كل كلب يعوي عليك».
تذكرت تلك المقولة، وانا استمع الى تساؤل صديق عن سبب دعوة شخص يكرهه الى حفل أقمته أخيرا في بيتي، وقال إنني «طحت من عينه»! وقد تركت الرد عليه لمناسبة أخرى، ولكن سؤاله لفت نظري، وأنا في هذا العمر، عن السبب الذي يدفع البعض الى أن يعطي من يكره كل هذه الأهمية! ولماذا يكرهون – أصلا – والحياة قصيرة، ولا تحتمل كل هذا البغض؟! ألا يعلمون أن أحسن علاج للبغض أو الكراهية هو أن ننسى من نبغض ولا نتذكره، وكأن لا وجود لهم؟! فتذكرنا لهم في كل مناسبة دليل سيطرتهم على مشاعرنا، وتحكمهم في عواطفنا، وتسببهم في إيذائنا، على الرغم من عدم علمهم بذلك.
وقد قرأت قبل فترة طرفة تتعلق بقصة الكراهية عن والتر بارنس، لاعب «الغولف» الشهير الذي عمّر طويلا، والذي كان يتواجد في الكنيسة فقط،عندما يكون الطقس غير مناسب لممارسة لعبته المفضلة. وفي نهاية عظة أحد تصادف وجوده فيها، وتعلق موضوعها بالمحبة والغفران، سأل القس رعيته عن الذين تمكنوا من أن يغفروا لأعدائهم. وهنا رفع %80 من الحضور، من رجال ونساء أيديهم. واعاد القس السؤال عن أولئك الذين يودون بالفعل أن يغفروا لمن أساء اليهم، فرفع الجميع اياديهم، إلا والتر بارنس، الذي اكتفى بالجلوس صامتا. فنظر القس باتجاهه، وقال: من الواضح يا سيد بارنس ان الطقس ليس جيدا اليوم للعب، ومن الجميل ان نجدك بيننا، ولكن ألست راغبا في ان تغفر لأعدائك الذين لا شك تكرههم؟ فرد بارنس بخشونة قائلا: ليس لدي عدو واحد!
فقال القس: يا سيد بارنس، هذا امر غير عادي أبدا! ما هو عمرك يا سيدي؟ فرد بارنس: ثمانية وتسعون عاما! فكرر القس وراءه متعجبا: ثمانية وتسعون عاما؟! وهنا وقف كل الحضور في الكنيسة تحية لإنجاز السيد بارنس. وهنا طلب القس منه ان يتقدم ويخبر الجميع كيف استطاع شخص بعمره المديد أن يعيش وليس له أعداء في هذا العالم، ولا أشخاص يكرههم. فقام السيد بارنس من مكانه ومشي متثاقلا في الممر، ووقف أمام المنبر واستدار للحضور، وقال ببساطة متناهية: «لقد مات جميع الأوغاد الذين كنت أكن لهم العداوة، فقد عشت أطول منهم جميعاً، وأصبحت بلا أعداء!».
قال جملته تلك وعاد بصمت إلى كرسيه.

أحمد الصراف

احمد الصراف

شيخ وشيخ

نقلت شاشات قنوات تلفزيونية مصرية والكثير من صحفها خبر استقبال الفريق عبدالفتاح السيسي، اقوى رجل في مصر، لوفد كويتي برئاسة «شيخ»! بالتمعن أكثر في الأسماء والصفات والصور نجد أن «الوفد الكويتي» تكون من شخصين، أحدهما يوسف العميري، أحد ممولي إنتاج فيلم «ذئاب لا تأكل اللحم»، والذي اعتبره أسوأ فيلم كويتي مصري في التاريخ، والذي سبق أن عين نفسه «رئيسا» لبيت الكويت للأعمال الوطنية، وهي جهة غير قانونية ولا وجود لها اصلا! أما صفة «الشيخ» التي اطلقتها الصحف عليه، فهي لا تنطبق عليه، لا دينيا ولا انتماء لأسرة الصباح!
قمت فور اطلاعي على الخبر بالاتصال بسعادة السفير المصري، الصديق عبدالكريم، لسؤاله عن مضمون الخبر وكيف تمكن «الوفد»، الذي لا صفة له ولا يمثل أحدا، من مقابلة السيسي، فنفى علمه بالأمر، فقمت بالاتصال بسفيرنا السابق في مصر، لسؤاله عن خلفيات الخبر، وعن الكيفية التي وصل بها ذلك «الوفد الكويتي» لمقابلة السيسي، فنفى أيضا علمه بالخبر ووعد بالاتصال بالقائم بالأعمال في سفارتنا في القاهرة لسؤاله، وعاد ليقول إن السفارة ليس لها علاقة باللقاء الغريب ولا تعرف عنه شيئا، وكنت سأقوم بالاتصال بآخرين في وزارة الخارجية لسؤالهم عن الخبر، وربما بعدها برئيس الوزراء الذي سبق أن أمر «باستمرار» استفادة عضو الوفد من وجود «بيت الكويت للأعمال»، ولكني لم أفعل، لشعوري بأن الجميع سينفي علاقته بذلك الوفد الغريب!

***
وبالأمس تذكرت قصة مواطن آخر، وهو «غازي ص.»، الذي اختار البقاء بعيدا عن وطنه بعد تراكم القضايا عليه، والذي يمكن اعتباره الكويتي الوحيد الذي استطاع خداع اللبنانيين بطريقة فريدة. فقد بدأ نشاطه في لبنان، بعد الطفرة التي واكبت توقيع آخر اتفاقية سلام بين الأطراف المتحاربة، بشراء أراض استثمارية لبناء شقق سكنية عليها، ونجح في استغلال «سمعته كشيخ» وطريقة معيشته الباذخة في الترويج لمشاريعه قبل البدء بها، وهكذا نجح في بيع جميع وحدات مشاريعه، وتسلم الدفعات الأولى، ليختفي بعدها من على شاشة الرادار، من دون ان ينهي شيئا من مشاريعه! وخلال فترة «النصب» تلك تصادف وجودي معه، مرتين، في الدرجة نفسها على الطائرة المتجهة الى بيروت، وفي الحالتين استخدم «الاستراتيجية الدعائية» نفسها! فما ان وصلت الطائرة ارض المطار، وانتهى المضيف من سرد المعلومات الضرورية، ومنها الطلب من الركاب التزام مقاعدهم، حتى رفع صوته راجيا من «الشيخ غازي ص.»، التقدم إلى الأمام، حيث تنتظره الليموزين عند سلم الطائرة!
وحيث انني كنت المسافر الآخر في الدرجة نفسها، وكان هو يجلس في الصف الأول، فقد استنكرت تصرف المضيف في المرة الأولى، وسألته عن السبب فتذرع، مبتسما بخبث، بأنه يتبع التعليمات! ولم أهتم في المرة الثانية بالسؤال، بعد أن عرفت أن هذا أسلوب اتبعه ذلك الرجل للترويج لنفسه في مجتمع لا يعرف كيف يفرق بين الشيخ وبين منتحل الصفة!

أحمد الصراف

احمد الصراف

سمات وعادات وأعداد

يقول ماكس بورن، عالم الفيزياء الحائز جائزة نوبل، إن اعتقاد البعض بوجود حقيقة وحيدة وأنهم يمتلكونها، هو السبب الأكثر تجذرا لكل ما هو شرير في العالم.. انتهى.
من سمات تخلف أي مجتمع جهله بحقيقة حجمه، وما يشكله من أهمية بالنسبة لغيره، اقتصاديا أو عسكريا. فغالبية شعوب الدول المتخلفة تعتقد بصواب طرق معيشتها، وصلاح عاداتها ومعتقداتها، ورضاها عن أسلوب حياتها، ليس لأنها بالفعل صحيحة بل لأنها اعتادت عليها ولجهلها بما يتبعه الغير من عادات واسلوب معيشة! فقد عاش غالبية البشر وهم يكتفون مثلا بالمضمضة طريقة لتنظيف اسنانهم، ثم تبين أن شعوبا أخرى بدأت باستخدام فراشي ومعاجين أسنان يمكن أن تعطي الفم رائحة أزكى وتطيل عمر اللثة والأسنان بالتالي! وهنا قامت الغالبية بالتخلي عن المسواك والمضمضة لمصلحة الفرشاة، وبقي غيرهم على عاداتهم، وسيهجرونها عاجلا أم آجلا لغيرها!
تقول القارئة «إ. حلو» انهم في لبنان كانوا يقدّمون لضيوفهم مختلف أنواع السجائر، ولكنهم هجروا تلك العادة لأسباب عديدة، وهي عادة لم تعرفها الكويت ربما لرخص ثمن السجائر فيها، وتوافرها لدى الجميع، ولجفاف الطقس الذي لم يكن يسمح لسجائر العلب المفتوحة أن تبقى طرية لأكثر من يوم. ولكن أفراد الشعبين بالغوا في عادات جديدة أخرى في مناسبات زيارات المرضى وغيرها مثل المبالغة في مباركة المولود الجديد، والذي اصبح قدومه يشكل هاجسا ماديا وقلقا للكثير من الأسر! كما أصبحت الأعراس مناسبات لخلق مدينين جدد، بسبب الإسراف في الصرف عليها من غير المقتدرين، لكي لا يكونوا «أقل» من غيرهم! كما اصبح العزاء في الكثير من الدول يشكل كابوسا بسبب ما يترتب عليه من مصاريف لم تكن تعرفها مجتمعات عربية عدة! ومن الأمور التي لا يعرفها غالبيتنا، والتي تجعلنا أكثر جهلا بأوضاعنا و«مكانتنا» هو أن عدد الذين يعانون زيادة الوزن في العالم يبلغ مليارا و600 مليون شخص، ولكن العالم سجل في الوقت نفسه وفاة أكثر من 26 ألف إنسان هذا العام فقط نتيجة الجوع. ويبلغ عدد الأشخاص الذين لا يمكنهم الحصول على ماء صحي للشرب ما يقارب المليارين، ومع هذا فإن حنفيات المياه في بيوتنا ومزارعنا ودور عبادتنا لا تتوقف عن الهدر ليل نهار! وبالرغم من أن الوفيات نتيجة حوادث السيارات تقارب في هذا العام المليون، وهو رقم مخيف لا يقارن بوفيات حوادث الطائرات مثلا، إلا أن الكثيرين لا يودون تصديق ان الطائرة أكثر وسائل السفر أمانا. ولو نظرنا لعدد من توفي نتيجة أمراض السرطان والتدخين، والذي يبلغ 9 ملايين حالة، وقارنا بعدد وفيات مدمني الكحول البالغ مليونا ونصف المليون فقط، لهالنا أن نعرف بأن ما يصرف على «محاربة» ومكافحة الكحول أكثر مما يصرف على «مكافحة» التدخين والوقاية من السرطان!

أحمد الصراف
[email protected] 

احمد الصراف

جولي وعتاب

تعتبر الممثلة الأميركية أنجلينا جولي واحدة من اجمل واشهر ممثلات هوليوود، ولكنها امرأة، بمفهوم غالبيتنا، كافرة، وسبق أن تعرت في أكثر من مشهد سينمائي، ولا يعرف لها دين معين، وانجبت طفلين من صديقها الممثل المملوح براد بيت، وتبنيا أربعة اطفال آخرين.
ولدت أنجلينا عام 1975، وبرعت في التمثيل، وأخرجت أكثر من فيلم ناجح، ولها تجارب روائية. كما حصلت على جوائز أكاديمية، منها 3 جوائز Golden Globe Awards، كما انها من أفضل شخصيات هوليوود في أكثر من مجال. إلا أنه بالرغم من فجور هذه «السيدة» وسوء سمعتها لدى مجتمعاتنا، فإنها الممثلة الوحيدة، حتى الآن، التي زارت مخيمات لاجئي افغانستان والعراق ومناطق إسلامية منكوبة أخرى، والتي لا يعرف حتى اسماؤها، دع عنكم معرفة مواقعها ومن يسكنها، كل ممثلينا في «عالمنا العربي» هذا غير الإسلامي. كما أنها تبرعت بعشرات ملايين الدولارات، من مالها، وليس من سرقاتها، لفقراء العالم، ونسبة كبيرة من هؤلاء البؤساء عرب ومسلمون، علما بأنها ليست بالغة الثراء! كما أنها تقضي فترات طويلة في التجول في أكثر بقاع العالم خشونة وفقرا وخطرا، ليس لتصوير أفلامها أو لصيد الحيوانات المفترسة، بل للتخفيف من معاناة المعذبين في الأرض، وبالذات من جماعتنا، الطايحين حظ! كما يعرف عنها تبنيها، وهي المفترض أنها مسيحية بيضاء، أربعة أطفال ايتام، يعتقد أن أحدهم سوري، وجدته تائها في أحد المخيمات، واثنين من أعراق مختلفة. وسبق أن صرحت بأنها تفكر، وصديقها بيت، بتبني اطفال آخرين.
وبالرغم من الشهرة الواسعة والثراء اللذين تنعم بهما أنجلينا فإنها سيدة متواضعة جدا، فهي تقوم تقريبا بكل أعمال البيت عندما تتواجد فيه، ويساعدها في ذلك صديقها، الممثل الشهير. هذه هي صورة قريبة من الحقيقة للممثلة «الكافرة» أنجلينا جولي!
اما السيدة عتاب الدوري، التي يفترض أنها مسلمة وترتدي حجابا وقورا و«تنعم» بلقب «نائب في البرلمان العراقي»، والمعروف عنها تمسكها بأداء كل الفروض الدينية، فهي حسب ما قيل عنها، ولم يصدر عنها ما ينفيه، لا تتردد في التمتع، مثلها مثل غيرها من زملائها نواب المجلس، برواتب ضخمة من ثروة الشعب العراقي، دون أن يتحرك لها رمش. كما أن لديها قوة حماية من عدة أفراد مدججين بالأسلحة الفتاكة، وتسكن في قصر فاخر، ولديها ثلاثة خدم و3 سيارات حديثة، وتعيش في المنطقة الخضراء من بغداد، ولا تعرف عن فقراء بلادها شيئا، ولا شأن لها بالأيتام منهم، وما اكثرهم وما أكثر بؤساء وطننا!
المثلان اعلاه قد لا يكونان دقيقين جدا، ولا يهدفان لرفع سمعة طرف على حساب طرف آخر، ولكن لنبين أن اكثر الناس منفعة لغيرهم ليسوا بالضرورة أكثرهم تعبدا ووقارا.

أحمد الصراف

احمد الصراف

النور يأتي من الغرب

يقول الكاتب والباحث الفلسطيني الإسرائيلي، سلمان مصالحة، ما معناه بأن أولئك الذين يعتقدون، لأسباب دينية، بأنهم يمتلكون كلّ الحقائق وكلّ المعارف، ويتمسكون بمثل هذه المقولات قرنا بعد آخر، هم كالدواب، وتفكيرهم هذا سيبقيهم على تخلفهم. وان العالم العربي، الذي كان فيما مضى رائدا في مجالات كثيرة، لا يُفلح في الخروج من تخلّفه، وتميل شعوبه لتفسير وضعها المُزري بسبب خضوعه للحكم العثماني على مدى قرون. والمُضحك أن الأتراك يعزون تخلفهم في مرحلة ما لتأثير العرب عليهم. كما أنّ العرب ألقوا كذلك بمسؤولية تخلفهم على الاستعمار، واصبحوا منذ 1948 يلومون إسرائيل على وضعهم المزري، ونسوا أن العثمانيين والمستعمرين رحلوا منذ زمن طويل. كما أنهم يعيشون في دول مستقلّة منذ عشرات السنين، وجيوش دولهم أطاحت ملوكاً وأنشأت أنظمة تزينتْ بريش القومية والاشتراكية والديموقراطية والتقدُّم، وما شابه ذلك، فمن منعهم من أن يستثمروا في التعليم والتربية وتطوير الاقتصاد ودفع مجتمعاتهم قدماً؟ هل منعهم العثمانيون أم الاستعمار أم إسرائيل؟ ويقول الكاتب مصالحة إن كلّ الصفات التي أغدقتها الأنظمة العربية على نفسها كانت جوفاء وخاوية من المضمون، فتقارير الأمم المتّحدة حول التطوّر البشري فيها، مقارنة بدول العالم، تكشف أن نسبة الأمية، على سبيل المثال، هي من أعلى النسب في العالم. ونسبة الذين يدخلون المدارس الابتدائية أقل من نسبتهم في الدول النامية. وكلّ غنى النّفط عندهم موجود على الورق، إذ ان الناتج الوطني الخام لجميع الدول العربية سوية لا يُساوي ناتج اسبانيا وحدها. كما أن الاستثمار في الأبحاث والتطوير في العالم العربي، مقارنة بسائر العالم، هو الأدنى. كما ان ثورة المعارف والمعلومات لم تتغلغل إليهم، فهم لا يشاركون في امتلاك المعارف ولا في ترجمتها، ناهيك عن عزوفهم عن المشاركة في إنتاجها. وان كمية الكتب المترجمة سنويا في اسبانيا فقط تساوي كلّ الكتب التي تُرجمت للعربية منذ القدم. وليس من المستغرب إذن انعدام وجود أيّ جامعة عربية أو إسلامية في قائمة أفضل مائة جامعة في العالم، والتي تحتوي على 3 جامعات إسرائيلية. ويروى عن ابن خلدون أنه قال، عندما احتل المسلمون بلاد فارس، ووقعت بين أيديهم كتب الفرس العلمية، ان قائد الحملة طلب إذناً من الخليفة لترجمتها، غير أنّ جواب الخليفة كان «اطرحوها في الماء، فإن يكن ما فيها هدى، فقد هدانا الله تعالى بأهدى منها، وإن يكن ضلالا، فقد كفاناه الله»!
وقال مصالحة إن الحنين للماضي قد أضحى مرضا عضالا لا دواء له، والحل قد يكون فيما قاله المفكر المصري سلامة موسى «إذا كانت الشمس تُشرق من الشرق، فإن النور يأتي إلينا من الغرب». حقًّا، العالم العربي بحاجة إلى ثورة حقيقية تُطلّق وإلى الأبد ذلك الماضي القبلي والعقائدي، وتتجه إلى الغرب، ومن دون ذلك، لن تقوم للعرب قائمة.

أحمد الصراف